Ch306
لم تستطع ليو جي يي التنفس وهي تنظر إلى اليد الزرقاء الداكنة
اختنقت وسعلت مرتين، و على وشك الغرق،
لكن تانغ إردا سحبها على الفور إلى السطح
ترك سبيدز يديه وطفا على الماء
يحدق بلا حراك في قاع البحيرة،
ثم طفا فورًا إلى الأعلى
وفي طريقه إلى السطح،
التقى بـ القاضي الذي كان يغطس، وطفوا معًا إلى الأعلى
عند ضفة البحيرة ———
ليو جي يي تسعل وتختنق، وجهها شاحب،
وهي تحدق في البحيرة وكأنها تتوقع أن يخرج باي ليو منها في أية لحظة
ربّت تانغ إردا على ظهرها،
ووجهه شبه خالي من التعبير،
وكأنه لا يدرك تمامًا ما حدث للتوّ
{ باي ليو، باي ليو الذي لا يُقهر ،
يصل إلى نسبة تحول 100% أمام أعيننا … ثم يموت ؟
هذا يبدو وكأنه مزحة !! }
لو لم تظهر رسالة النظام لجميع اللاعبين،
لكان تانغ إردا ظنّ أن هذا مجرد خدعة جديدة من باي ليو
خرج سبيدز من الماء ،
يليه باي يي والبقية ،
وكانوا جميعًا غارقين في الأسئلة
: “ ما الذي حدث ؟
نحن بالكاد دخلنا البحيرة ، وفجأة وصلنا إشعار وفاة باي ليو ؟”
قال سبيدز دون أن يلتفت : “ باي ليو لم يمت .”،
والماء يقطر من أطراف شعره، ونبرته باردة وهادئة
ازداد ارتباك باي يي،
ففتح شاشة النظام الخاصة به،
وتفحّص الإشعار الأحمر مرتين أو ثلاث،
ثم تمتم: “…لم أرَى خطأ،
كانت رسالة خروج بسبب الوفاة…”
استدار سبيدز وحدق في باي يي دون أن ينطق بكلمة
بدأ صوت باي يي يخفت تدريجيًا حتى صمت تمامًا
اختبأ خلف باي جيا مو، وهو يرتجف قليلًا ويتمتم:
“باي جيا مو، أشعر أن سبيدز ينظر إليّ بنية قتل…”
نظر القاضي إلى سبيدز وسأله: “ لماذا تقول إن باي ليو لم يمت ؟”
ظل سبيدز صامت ولم يرد
فهم القاضي على الفور: “ هل أخبرك حدسك بذلك؟”
تقبّل القاضي بسرعة حكم سبيدز القائم على الحدس،
وبدأ بتحليل الوضع بهدوء : “ إن لم يكن باي ليو قد مات،
فلا يمكن أن يكون قد خرج من اللعبة .
لا بد أنه لا يزال في مكانٍ ما داخل هذه اللعبة .
الآن علينا أن نعثر عليه من داخلها .”
قال باي جيا مو وهو يعبس : “ لكن هذه اللعبة تحتوي على
العديد من الحلقات الزمنية ، وعوالم داخلية وخارجية .
كيف نعثر عليه وسط خريطة لعبة بهذا الاتساع ؟”
ابتسم القاضي : “ لدي طريقة للعثور على باي ليو "
تمتم باي يي بهدوء: “ لكن يا القاضي، هذا الباي ليو لا علاقة لنا به،
لماذا نبحث عنه من الأساس؟”
أسندت ليو جي يي ركبتيها،
وساعدت تانغ إردا على الوقوف
ثم رفعت رأسها ونظرت إلى القاضي وقالت: “ إن ساعدتني
في إيجاد باي ليو، يمكنني المشاركة مجانًا في جميع
مباريات تدريبكم، وسأضمن سلامتكم .”
استدار القاضي ونظر إلى ليو جي يي،
ثم أدرك فجأة: “ أنتِ الساحرة الصغيرة ذات مهارة العلاج.”
أخذت ليو جي يي نفسًا عميقًا وأومأت برأسها
ضحك القاضي : “هذه ورقة مساومة مهمة جدًا.
أشعر بإغراء حقيقي .
لكن أيتها الساحرة الصغيرة،
ألم يُعلمك مُخططكم أنه عند التفاوض مع شخص ذكي،
لا ينبغي لكِ أبدًا، حتى في أشد حالات الذعر، أن تظهري
جميع أوراقك منذ البداية؟”
ابتسم القاضي برقة ولمس رأس ليو جي يي قائلاً بصوت هادئ :
“ بهذه الطريقة ، سيستغل أوراقك التفاوضية بلا خجل ...”
قال القاضي بابتسامة وهو يرمي قنبلة كلامية عرضاً :
“ ليو جي يي يبدو أن باي ليو مهم جداً بالنسبة لك، أليس كذلك؟
ما رأيك أن أساعدك في إيجاده وتنضمين إلى فريقي؟”
انكمشت حدقة ليو جي يي،
فتقدم تانغ إردا فوراً وضرب يد القاضي التي كانت تلمس
رأسها، وقال ببرود:
“ احلم فقط !”
رفع القاضي يديه بابتسامة مشيراً إلى أنه لا يقصد أي ضرر:
“ كنت أمزح فحسب ،
ففريق كبير مثل فريقنا ، فين نقابة القتلة لا يميل عادة إلى
استغلال مصائب الآخرين لسرقتهم.”
لكن، تقريباً كل أعضاء فريق باي ليو كانوا قد سُلبوا من فرق أخرى
كان هذا تلميح مباشر إلى باي ليو
أمسك تانغ إردا بمسدسه،
وتعابير وجهه توحي بالقسوة:
“ هذا لا يعنيك "
فتح القاضي عينيه المبتسمتين،
وألقى نظرة على ليو جي يي التي كانت تخفض رأسها،
ثم التفت إلى تانغ إردا وقال:
“ لكن أظن ، كمخطط تكتيكي ، أن معاملته لكم كأشياء
يتنافس لأجلها ، ثم يضعكم هكذا بكل بساطة ….
فهذا فيه قليل من قلة الاحترام لمشاعركم ….”
ابتسم القاضي:
“ … كأنه يعتمد على أنكم ستتبعونه إلى الأبد ،
متحكماً بمشاعركم ، ويدفعكم لتقبل نتائج تهوره ونزقه
بخوف ،
دون أن تقدروا على التخلص من ذلك …..
كيف أصفه ؟
إنها طريقة أكثر تطوراً لسيطرة المخطط التكتيكي على
زملائه من السيطرة المطلقة .
أنتم جميعاً تثقون بباي ليو من أعماق قلوبكم ….”
ابتسم :
“ لكن الألم الناتج عن هذه الثقة يتضاعف أيضاً ،
لأنكم تحملون له مشاعر عميقة ….
لكن باي ليو يعلم جيداً أنكم ستتألمون لأجله ،
وكان بمقدوره أن يخطط لمسار في اللعبة يجنّبكم هذا الألم،
كأن يجعلكم تغادرون اللعبة أولاً .
لماذا إذاً اختار أن يتألم ، ويجعلكم تشاهدونه وهو يتألم ؟
الروح الشريرة تحب أن تراقب معاناة الآخرين ….”
صوت القاضي خفيف لدرجة أنه بدا وكأنه همسة:
“ ألا تظنون أن باي ليو، منذ البداية،
كان يعرض آلامكم على الإله الشرير ليُظهر طبيعته الحقيقية،
ثم يجعل هذا الإله يختاره خليفة له بكل إخلاص،
ليتمكن من دخول عالم الآلهة ….
… وأن معاناتكم ليست سوى قربان قدّمه للإله الشرير "
في اللحظة التالية ،
سحب كلٌّ من ليو جي يي وتانغ إردا أسلحتهما في نفس الوقت،
وحاصرا القاضي من الجانبين بسرعة لم ترها الأعين
قفزت ليو جي يي على كتف القاضي،
ولفت ساقيها حول عنقه،
ووجهت فوهة زجاجة السم التي تنبعث منها الدخان نحو
تفاحة آدم خاصته
أما تانغ إردا فقد كبّل يدي القاضي خلف ظهره بيد واحدة،
ووجّه فوهة المسدس نحو جبهة القاضي
في تلك اللحظة ، التقط باي جيا مو وباي يي أسلحتهما
تقريباً في نفس الوقت،
وتبدلت ملامحهما إلى البرود،
ووجّها أسلحتهما نحو تانغ إردا و ليو جي يي
قالا معًا:
“ اتركوا مخططنا التكتيكي "
الجو مشحون بالتوتر
لكن القاضي قاطعهم بنبرة ضاحكة وغير مبالية:
“ اهدؤوا، كنت أمزح فقط .
باي جيا مو، باي يي، أنزلا أسلحتكما، لن يقتلاني.”
ترددا للحظة، ثم أنزلا أسلحتهما في النهاية
استدار القاضي لينظر إلى تانغ إردا الذي كان يوجه المسدس إلى صدغه
وبعد أن فكّر للحظة، انفجر ضاحكًا فجأة:
“ لقد حقّقت عنك تانغ إردا،
القائد الثالث السابق في إدارة الهراطقة أليس كذلك؟
في الواقع، أنا مواطن صالح ، لم أؤذِي أي مخلوق يومًا.
أدفع ضرائبي في وقتها،
أعمل لساعات إضافية كل يوم،
ولم أقتل أي شخص بريء في اللعبة ….” ابتسم القاضي
بصراحة : “ هل أنت متأكد أنك قادر على قتل شخص
طبيعي مثلي لا تنطبق عليه معاييرك للقتل على الإطلاق ؟”
صر تانغ إردا على أسنانه،
وارتعش إصبعه على الزناد قليلاً
—لا يستطيع
مبادئه لا تسمح له بقتل شخص بريء
عينا ليو جي يي كانتا محمرتين،
وأصابعها مشدودة على زجاجة رذاذ السم،
وتعابير وجهها مشبعة بكراهية لا يمكن إخفاؤها:
“ تانغ إردا لا يستطيع قتلك ، لكنني أستطيع .
ساعدنا في إيجاد باي ليو وإلا سأقتلك!”
لم يتأثر القاضي ، وأمسك بفوهة زجاجة الرذاذ بين إصبعيه ،
ثم التفت إليها بابتسامة : "
علاقتك بالسبب والنتيجة خاطئة، أيتها الصغيرة …
أنت تريدين مني مساعدتك في إيجاد باي ليو،
لذا لا تملكين القدرة على قتلي .”
نظر القاضي إلى ليو جي يي بلطف:
“ هل أنت متأكدة أنك تريدين قتلي الآن؟”
شدّت ليو جي يي قبضتها على الزجاجة بقوة،
ثم أنزلتها ببطء
ضعف باي ليو الواضح كان بيد الطرف الآخر،
ولم تكن تملك أي ورقة ضغط فعلياً
كان باي يي يحدق مذهولًا،
يشاهد القاضي يحل أزمة كاملة ببضع كلمات فقط
أما باي جيا مو فقد بدأ بتدوير المشرط في يده وكأن هذا التصرف مألوف لديه
أسلوب القاضي التكتيكي كان دائماً هكذا
ليس من النوع القابل للسيطرة بشكل كامل،
وعلاقاته بأعضاء فريقه تتراوح ما بين الحياد إلى الغموض والغرابة
وحتى عند مواجهته للعدو،
يحاول قدر الإمكان تجنب اللجوء إلى القوة
فهو مخطط تكتيكي قادر على جعل خصومه يستسلمون
دون أن يضطروا حتى إلى رفع أسلحتهم في مباريات
الدوري. لقبه ' المخطط منخفض الخسائر ' لم يُمنح له عبثاً
قفزت ليو جي يي عن كتف القاضي،
واستعاد تانغ إردا مسدسه
قال القاضي بصوت هادئ :
“ حتى لو كان باي ليو يقدّم ألمكم كقربان ،
فلا بد أنكم ما زلتم تريدون إيجاده أليس كذلك؟”
أدارت ليو جي يي ظهرها للقاضي،
و كتفاها وصوتها مشدودين:
“ نعم .”
قبضت على يديها بقوة، ثم سخرت بمرارة:
“ نحن، أولئك الزملاء عديمو القيمة الذين اختُطفوا منه كما
تُسرق البضائع ،
نشعر بألم تدمير باي ليو الذاتي ….
يا له من بائس باي ليو …..”
أخذت نفساً عميقاً:
“ إذا كان باي ليو يقدّم الألم فعلاً للإله الشرير ،
فإن ألمه الشخصي هو القربان الأهم .
أما ألمنا، فهو مجرد إضافة ، قربان ثانوي …..”
ثم استدارت ونظرت إلى القاضي بهدوء:
“ لا داعي لأن تعتمد على هذا النوع من الجدال المغلوط كي
تزعزع علاقتي بباي ليو ...
باي ليو هو الشخص الذي اخترته بنفسي.
أنا أعرف ما هو عليه أكثر منك.
عندما قررت أن أتبعه،
كنت مستعدة لأن يُستخدم جسدي حتى الموت .”
تانغ إردا بجدية : “ باي ليو هو المخطط التكتيكي لي.
طالما أنه يريد الفوز في اللعبة،
فعلى المهاجم الرئيسي أن يتحمل كل الألم ويُبذل أقصى جهده .
وبصفتي عضواً في فريقه،
لن أتزعزع بسهولة بسبب هذا الألم البسيط.”
: “… بهذه العزيمة؟” فكّر القاضي للحظة، ثم ابتسم قائلاً:
“ هذا خارج توقعاتي .
حسنًا، سأساعدكما في العثور على باي ليو مجانًا .”
نظرت إليه ليو جي يي بتحفّظ: “ مجانًا ؟”
أدار القاضي رأسه ونظر بأسى نحو سبيدز، الجاثي قرب
البحيرة، يحدّق في الماء ويضرب سطحه بالسوط بين حين وآخر
كان سبيدز يبدو وكأنه يعتقد أن باي ليو قد غرق إلى قاع
البحيرة وسيخرج قريبًا،
فجلس بجانبها يحتضن ركبتيه، يراقب المكان بهدوء
تنهد القاضي بلا حول ولا قوة: “ ليس أنتما فقط من
استُخدم وتعرّض للتضحية على يد باي ليو ويعاني،
بل حتى عضو فريقي الأساسي .
تكتيكيكما، باي ليو، رجل صعب المراس حقًا.
استطاع في لعبة واحدة فقط أن ينتزع روح مهاجم فريقي الأساسي ….”
ابتسم القاضي بعينين شبه مغمضتين،
ثم التفت نحو تانغ إردا وليو جي يي وتابع : “ كهدية رد،
كنت أريد إغواء أرواح أعضاء فريقه ليكونوا في صفي،
لكن يبدو أن مهاراتي لم تكن كافية بعد .”
لم يعرف تانغ إردا وليو جي يي السبب،
لكن قشعريرة اجتاحت جسديهما عند سماعهما ضحكة القاضي
{ لسبب ما، هذا التكتيكي الذي يُدعى القاضي،
يجعلك ترغب بالهرب فورًا عندما يضحك }
سألت ليو جي يي مباشرة : “ كيف ستعثر على باي ليو؟”
ابتسم القاضي : “ باستخدام أدوات.”
: “ أي أدوات؟” سأل تانغ إردا
عبث القاضي بوجهه بنظرات مشتتة : “حسنًا، علينا أن
نشكر مهاجم فريقنا.
لقد أعطى باي ليو أداة تواصل مهمة جدًا من أدوات فريقنا.
حكم تلك الأداة قوي للغاية،
طالما أن اللاعب لا يزال موجود ، فستظهر تلقائيًا من شاشة
الأدوات عندما يُقرع الجرس .
إذا كان باي ليو لا يزال في هذه اللعبة،
يمكننا إيجاده بقرع الجرس .”
عند سماع هذا، نهض سبيدز الذي كان جاثيًا بجانب البحيرة ببطء،
دون أن ينبس بكلمة،
وأخرج الجرس من النظام وهزّه بقوة
لكن الجرس تفكك بعد رنتين فقط
سبيدز ببطء: “ هاه ! كسرته "
تنهد القاضي وأخفى وجهه بكفه : “… نعم، لقد صنعت هذا
الجرس من قبل.
والسبب الوحيد لبقائه حتى الآن هو جودته العالية .
دعني أنا أتولى الأمر.”
أخرج القاضي جرسه،
أمسك بالمقبض وهزّه هزتين خفيفتين
وفجأة، انطلقت عدة رنّات أجراس في الوقت نفسه
أجراس باي جيا مو وباي يي ترنّ أيضًا،
لكن القاضي نظر مباشرةً نحو الجهة الأخرى من البحيرة :
“ لا يوجد أحد من فريقنا في الجهة الأخرى، ومع ذلك،
الأجراس ترنّ هناك.”
اختفى سبيدز تقريبًا في نفس اللحظة التي رنّ فيها الجرس
في الجهة الأخرى من البحيرة،
ولحقه تانغ إردا وليو جي يي فورًا
نظر القاضي إلى باي جيا مو وباي يي اللذَين كانا بجانبه
وقال: “لنذهب نحن أيضًا "
———-———-———-———-———-———-
في الجهة الأخرى من البحيرة ،
بجانب تمثال الإله الشرير الخشبي ———-
الجثث التي استُدرجت للتو من قِبل باي ليو داخل البحيرة،
قد بدأت بالعودة واحدة تلو الأخرى،
ترقص بجنون حول تمثالا الإله الشرير،
مرددة أناشيد الإله بصوت مبحوح ثقيل ينبعث من حناجرها المتعفنة
“…الجسد البشري قد تحلل ،
والمؤمنون نحتوا أوعية جديدة لاحتواء الأرواح التائهة…”
تمثال باي ليو على الخشب الجديد يبدو أكثر واقعية،
لم يتبقَّى سوى الرأس والكتفين متصلين بالخشب الأصلي،
أما باقي الجسد فقد نُحت بالكامل،
ولم يتبقَّى سوى الشعر على رأسه لم يُنحت بعد
قامت الجثث التي كانت تنحت التمثال الخشبي الجديد
بسحب تمثال الإله الشرير القديم ووضعه إلى جانب
التمثال الجديد الذي يشبه باي ليو،
ثم بدأت تُقارن بين التمثالين بعناية
تحدثت الجثث مع تمثال ' باي ليو ' أن شعره القصير
الأصلي قد تم نحته على هيئة ذيل حصان طويل مربوط
بشكل مرتخي ويتدلّى إلى جانب خصره ،
تمامًا مثل شعر إلههم الشرير السابق
ويبدو أن هذا التغيير في التمثال الجديد للإله الشرير ،
بدأت الابتسامة على وجه تمثال الإله الشرير القديم تبدو أكثر رضا
بدأوا الجثث يهزّون أذرعهم وأرجلهم حول تمثال الإله
الشرير الخشبي،
وارتفعت أصوات التراتيل أكثر فأكثر:
“ يفتخر الإله الشرير بأن هناك من سيهيم في ظله،
الشخص في الظل يبلغ من العمر أربعة عشر عامًا،
فمنح الإله الشرير هذا الإنسان عمودًا فقريًا، وقلبًا، وشارة إلهية،
متباهيًا بأن هذا الشخص سيكون مؤمنه الوحيد،
وسيصبح الإله الجديد القادم،
الشخص في الظل يبلغ من العمر أربعًا وعشرين سنة،
ثم سقط الإله الشرير، وتاهت أرواح أتباعه،
العمود الفقري، والقلب، والشارة الإلهية، كلها تحطّمت،
وتبدّل الإله الشرير ،
…
مات الإله لكنه بقي حيًا،
ويحيا إلى الأبد بفضل الشر .”
ومع استمرار التراتيل،
بدأ التمثال الخشبي الجديد يكتمل تدريجيًا
ثم جاءت جثة يترنح وهو يحمل حجر ضخم ،
وبدأ يضرب تمثال الإله الشرير القديم
التمثال الذي قد رُمّم مسبقًا، بدأ يتهشّم بسهولة
بدأت الجثث ترقص بجنون،
وظهر ببطء أمام تمثال الإله الشرير القديم سوط عظمي
أبيض نقي،
يتدلّى منه قلادة على شكل صليب معكوس
رفعت الجثث أذرعها المرتعشة عاليًا،
وارتفعت التراتيل مرة أخرى:
“…أعطى الإله الشرير هذا الإنسان عمودًا فقريًا، وقلبًا، وشارة إلهية…
باستخدام عمود الإله القديم، ودم قلب الإله الجديد،
هذه العقيدة الشريرة تنبع من أعماق الأبدية،
ولا يمكن حتى للموت أن يطفئها—
——اصنعوا إله شرير جديد ليحكم هذا الكون .”
اهتزّت أجساد الجثث وهم يرفعون عص حادة ويطعنون بها
بقوة في قلب تمثال الإله الشرير القديم
تدفق من قلب التمثال الخشبي مادة حمراء لزجة تشبه الدم
رفع الجثث السوط العظمي الأبيض ،
وأخذوا السائل الأحمر باحترام وخشوع
وسرعان ما بدأ لون السوط يتحول تدريجيًا إلى اللون الأسود
الخالص بدءًا من المقبض، دون أن يعكس أي ضوء
ومع تلوّنه ، انفجرت الأشواك العظمية على طول السوط،
لتبدو حادة بشكل مرعب
أليكس، المربوط إلى وتد، ابتسم ابتسامة واسعة { هذا هو الطلاء الأحمر
——هذا الطلاء الأحمر يُستخرج من التمثال الخشبي للإله الشرير
فقط بطعن شوك في قلب التمثال ،
يبدأ هذا الطلاء الأحمر السحري بالتدفّق ،
طلاء له قوى خارقة،
ويمنح كل من يستخدمه القدرة على تحقيق رغباته }
في البداية، اعتقد أليكس أن هذا مجرد عصير نبات غريب
يخرج من الخشب المُستخدم في صنع تماثيل الإله الشرير
لاحقًا، أدرك أليكس أن الأمر لا علاقة له بالخشب،
بل كان القلب والدم المتدفق من التمثال الخشبي ذاته
قطرة فقطرة ، كانت تلك المادة الحمراء الزاهية تقطر على
السوط العظمي الأبيض
وقد اكتمل نصف عملية تلوين السوط تقريبًا
أما الجثة ، فقد وضعت بعناية القلادة ذات الصليب
المعكوس على التمثال الخشبي الجديد
رفع أليكس رأسه،
وأغمض عينيه براحة، وارتسمت على وجهه ابتسامة حالمة:
“…انتهى الأمر أخيرًا.”
لكن فجأة، دوى صوت جرس منبعث من داخل التمثال
الخشبي الجديد الذي اتخذ هيئة باي ليو
بدأت السطح الخشبي المنحوت بعناية يتشقق بخطوط
دقيقة وهشة تشبه قشرة البيض
ومع كل رنة جديدة،
كانت تلك التشققات تتسع،
وكأن هناك كائن محبوس بالداخل يستعد لتحطيم قشرته
والاندفاع خارجًا
دبّ الهلع في الجثث ،
وتوقّفوا عن التراتيل والطقوس فجأة:
“…السوط العظمي لم يُصبغ بالكامل بعد…!”
“…لا يجب أن يدخل الإله الشرير الجديد إلى الوعاء في هذه اللحظة!”
تجمّد أليكس في مكانه، يُحدّق في التمثال الخشبي
رمش التمثال الجديد — عينا باي ليو، النصف مغمضتين،
ارتجفت قليلًا،
وهبّت رياح قوية بعثرت الضباب الذي كان يغمر الغابة
تحطّمت قشرة الخشب الخارجية تمامًا،
ومرّ ذيل الحصان الطويل المتدلّي من رأس باي ليو من
خلال قشرة الخشب، وهو يتطاير مع الرياح
أما القلادة ذات الصليب المعكوس ، فقد طارت في الهواء،
متلألئة وسط الغابة الممطرة المعتمة
تساقطت رقائق الخشب،
وباي ليو فتح عينيه السوداوين النقيّتين ببطء
ذيل الحصان مربوط بشكل كسول خلف رأسه،
متدلّي على أحد كتفيه حتى خصره
لم يكن على وجهه أي تعبير،
فقط هدوء يشبه السكون الذي يسبق العاصفة
عيناه تحملان كل الرغبات البشرية،
الحزن والفرح، وتبوح بقوانين المجرات وسر الخلود
سجدت الجثث على الأرض ترتجف،
واختفى الضباب الخانق الذي كان يغلف الغابة،
لتنساب أشعة ضوء خافتة من سماء غير حقيقية،
وتسقط على الأضاحي المربوطة على الأوتاد،
أولئك الذين شهدوا ولادة هذا الحدث العجيب
أليكس يحدق مذهولًا في الإله الجديد الذي وُلد أمامه،
بالكاد يتنفس
{ هذا هو الإله الجديد الذي انتظره الإله الشرير القديم طيلة هذه المدة }
[تنبيه من النظام: تم استبدال جسد اللاعب باي ليو،
وارتفعت قيمة شاشته الإجمالية بشكل كبير…
جاري الحساب…]
[…وصلت إلى 10,000… تم فتح إنجاز “الإله الزائف
البرونزي”…
تم فتح نظام الإيمان من المستوى الأدنى…]
[…وصلت إلى 30,000… تم فتح إنجاز “الإله الزائف
الفضي”… تم فتح نظام الإيمان من المستوى المتوسط…]
[ قيمة الشاشة الشاملة مستمرة في الارتفاع ،
النظام يُجري الحساب…]
[…تم الحصول على حزمة الهدايا من مستوى التاج
( هدية من الإله الشرير)…]
[…تم الحصول على سوط عظمي بخصائص مجهولة،
وقلادة صليب معكوس قادرة على التواصل مع الإله الشرير…]
[…تم الحصول على هوية مخفية جديدة (وارث الإله الشرير).
استنادًا إلى هذه الهوية،
منح الإله الشرير اللاعب باي ليو نقطة حفظ في خط العالم —
تهانينا للاعب باي ليو على حصوله على حق تصميم لعبة “حدود النظام السري”.]
[ابتداءً من هذه اللحظة،
يعتبر اللاعب باي ليو الإله الأعلى لخط العالم “حدود الغابة الكثيفة”.
يمكنه إعادة كتابة وتصميم جميع القصص في هذا العالم،
الحفظ والاسترجاع في أي وقت،
وإعادة الكتابة متى ما وجد الأمر ممتع .
هذا هو الحق الذي منحه الإله لوارثه.]
[…استنادًا إلى هوية “وارث الإله الشرير”،
يفتح اللاعب باي ليو نظام جمع “إيمان وارث الإله الشرير” بسرعة.]
[ اللاعب باي ليو ليصبح إلهًا شريرًا، يتطلب الأمر ليس فقط
القوة، بل أيضًا الإيمان.]
[ إذا كنت ترغب في قتل الإله الشرير وتصبح الإله الجديد،
فالأمر لا يتوقف عند القوة الجسدية فقط،
بل يتعلق أيضًا بالحصول المستمر على إيمان البشر.
هذا هو أهم شيء بالنسبة لك.
عندما يتجاوز إيمانك إيمان الإله الشرير الحالي،
سيكون لديك الحق في قتله ]
[ كيف تجعل البشر يؤمنون بك؟]
[ نصيحة ودية من الإله الشرير: فقط عندما يعاني البشر بما
فيه الكفاية، سيؤمنون بالإله.
ما إن تخلق ما يكفي من الألم، سيبيع البشر أرواحهم
ويصبحون مؤمنين بالإله الشرير من يأسهم،
داعين الإله الشرير لتحقيق رغباتهم ومساعدتهم.
بمعنى آخر ، عندما يصبح الإنسان لاعبًا في لعبة الإله
الشرير، يحصل الإله الشرير على روحه وإيمانه .]
[ أما بالنسبة لك باي ليو عندما تمتلك ورقة نقدية لروح
شخص ما، فإنك تمتلك إيمانه.
عندما تتساوى كمية وجودة ورقك النقدية للروح مع ورقي ،
ستراني .
أؤمن أن هذا اليوم سيأتي قريبًا .
أتطلع للقائك باي ليو ( يضحك ) ——الإله شرير المستمر .]
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق