Ch305
في أعماق الغابة ———
سبيدز يقفز فوق جذوع الأشجار حاملاً باي ليو على ظهره،
ويقترب أكثر فأكثر من الجانب الآخر من البحيرة
يمكن سماع صوتي تانغ إردا وليو جي يي يترددان من الأسفل
تانغ إردا: “تلك المجموعة من الجثث ما زالت تطاردنا.
لأكون أدق، هي تطاردك أنت.”
سألت ليو جي يي: “باي ليو، هل تنوي جذب هذه الجثث
مباشرة إلى قاع البحيرة أثناء عبورها، ثم تراكم النقاط؟”
أومأ باي ليو بشكل مبهم،
فتبادلت ليو جي يي وتانغ إردا النظرات،
ثم نظرا إلى البحيرة أمامهما، وافترقا في الحال
خلفهم،
من الأرض إلى الأغصان،
الجثث تملأ المكان بكثافة،
مختلطة ببعض الجثث غير المكتملة التكوين،
ملامحها شرسة ومجنونة،
أنيابها ومخالبها بارزة،
ترفع رؤوسها وتصرخ باتجاه باي ليو الموجود بالأعلى
ضغط سبيدز بقدمه اليسرى على جذع شجرة ليكتسب قوة دافعة،
ثم انطلق في الهواء
خلفه مباشرة ، قفز عدد من الجثث السوداء يصرخغ وهم
ينقضّون على باي ليو خلفه
استدار سبيدز ببرود ليحمي باي ليو،
وضرب كل الجثث بسوطه،
ثم هبط بثبات على ركبة واحدة فوق غصن شجرة آخر
اهتزّ الغصن مرتين، ثم سأل سبيدز فجأة:
“ باي ليو أعتقد أنك تعرف سبب مطاردة هذه الجثث لك،
وتستطيع بسهولة إيقاف هذه المطاردة .
لماذا تتعمد جعلها تلاحقك ؟”
ابتسم باي ليو:
“ ألم تقل ليو جي يي قبل قليل أنه طالما أن هذه الجثث
تواصل مطاردتي، يمكنني أن أجذبها بشكل طبيعي إلى قاع
البحيرة لأراكم النقاط؟
طالما تستعيدها البحيرة، تُحتسب كنقاط لي.
هذا هو هدفي.”
سبيدز دون تردد:
“أنت تكذب، هذا ليس هدفك الحقيقي .”
توقف باي ليو للحظة،
وخفّف من ضغط ذراعه حول رقبة سبيدز قليلاً.
ثم تحدّث بنبرة غير مبالية،
وكأن في صوته ابتسامة:
“ سبيدز حدسك تجاهي ليس صائبًا دائمًا .
استمع أحيانًا إلى ما أقوله بدلاً من أن تثق بحدسك فقط .”
صمت سبيدز قليلًا ،
وعبس كأنه يحاول التعود على عدم الوثوق بحدسه.
ثم قال:
“ طالما أننا سنجذب الجثث إلى قاع البحيرة ، فأنت
ستتوقف من تلقاء نفسك عن جعلها تتبعك، صحيح؟”
خفض باي ليو عينيه وقال:
“ نعم .”
توقف سبيدز لبرهة، ثم قفز بركبة واحدة،
ولوّح بسوطه ليطيح بالجثث التي تقترب،
واقترب أكثر فأكثر من البحيرة
اتكأ باي ليو على كتف سبيدز،
ونظر إلى البحيرة الزرقاء التي تقترب منهم،
وشدّ أصابعه قليلاً لتتشكل في قبضة
مع هبوب الرياح المحمّلة بجمرات محترقة تعبث
بشعريهما،
اقترب سبيدز من البحيرة بسرعة متزايدة
أسند باي ليو رأسه على منتصف كتفي سبيدز،
وغمض عينيه نصف غمضة وبقي صامتًا لفترة،
ثم تحدّث فجأة بنبرة فيها دعابة وكأنه يتحدث بشكل عابر:
“ سبيدز حدسك أمر مذهل حقًا.
هل يمكنك أن تخبرني ماذا يقول لك حدسك الآن ؟”
أجاب سبيدز بهدوء :
“ يقول لي إنك خائف وإنك تكذب .
أنت لا تحب القفز في الماء .
أنت تكره هذا الجو المحترق ، وهذه الأجساد المتفحمة ،
وتكره رؤية الجثث تغرق في الماء .
ستقفز إلى البحيرة ليس من أجل النقاط ، بل لشيء آخر ،
شيء أكثر خطورة .
أنت تكره فعل ذلك، ومع ذلك قررت القفز ...”
توقف سبيدز للحظة: “ أنا لا أفهم لماذا تريد فعل شيء تكرهه .”
سأله باي ليو بصوت خافت:
“ هل تكره إنكار حدسك ؟”
أجاب سبيدز بهمم:
“ لا يعجبني .”
ضحك باي ليو بخفة:
“ إذًا لماذا أنت مستعد لإنكار حدسك من أجلي وتثق بي؟
يمكنك أن تشعر بوضوح أنني أكذب عليك ومع ذلك أنت
تفعل شيئ تكرهه .”
توقف سبيدز للحظة، ثم قال:
“… لأنك طلبت مني ذلك ”
ابتسم باي ليو وسأله:
“ هل أنت مستعد لفعل ما يُطلب منك؟
هل ستفعل ذلك أيضًا لو طلبه منك أي شخص آخر ؟”
رد سبيدز فورًا:
“ لا "
همس باي ليو:
“ إذًا لماذا تفعله فقط عندما أكون أنا من يطلبه ؟”
صمت سبيدز قليلاً، وعندما تحدث مجددًا،
بدا الارتباك في صوته:
“…لا أعرف .”
فتح باي ليو فمه وكأنه يريد قول شيء،
لكنه اكتفى في النهاية بالابتسام وقال بتأنٍ:
“ سبيدز هل سبق أن علّمك أحد أن البشر أحيانًا يكونون
مستعدين لفعل شيء يكرهونه من أجل شخص آخر ؟”
هز سبيدز رأسه بصدق ، ثم سأل:
“ لماذا ؟”
صمت باي ليو طويلاً ، ثم قال:
“ لأنني أحب هذا الشخص .”
قالها بصوت منخفض للغاية،
وفي اللحظة التالية،
حرر ذراعيه من حول ظهر سبيدز وسقط للخلف
سبيدز في خضمّ فتح طريقه عبر مجموعة من الجثث
المتقدمة نحوه بسوطه
وعندما لاحظ سقوط باي ليو من خلفه،
استدار فورًا،
متجاهلًا الجثث التي تهاجمه،
وفتح طريقًا بسوطه نحو الجثة الأقرب إلى باي ليو
و قفز خلفه ومدّ يده للإمساك به
سقط باي ليو بلا مبالاة وسط الغابة المشتعلة والرياح المتبقية
عيناه السوداوان الخاليتان من أي مشاعر تعكسان صورة
سبيدز وهو يقترب منه شيئًا فشيئًا، كما لو أنه مرآة
الجثث تواصل الزحف نحو باي ليو
على الرغم من أن معظمها طُرد بواسطة سوط سبيدز،
إلا أن عددها الكبير جعل بعضها يزحف ويصل إلى جسده
【 تنبيه من النظام : اللاعب باي ليو يتعرض لهجوم من
وحش (جثة زومبي)، وقيمته العقلية تنخفض…】
【 تنبيه من النظام: القيمة العقلية للاعب باي ليو
انخفضت تحت 60، وهو على وشك رؤية هلوسات…】
حدّق سبيدز به بتركيز شديد
حاول مرارًا استخدام السوط ليلفّه حول خصر باي ليو
ويسحبه للأعلى، لكنه توقف في اللحظة الأخيرة في كل مرة
——لأنه لم يكن واثق
سبيدز كان يستخدم سوطه دائمًا ضد الوحوش دون أن
يفكر في مدى القوة
وعلى الرغم من أن مظهره يوحي بسيطرته على قوته،
إلا أنه لم يكن متأكدًا منها بنفسه
لأنه لم يسبق له استخدام السوط لإنقاذ أي شخص
لم يكن يعلم إن كانت ضربة السوط هذه ستسحب باي ليو
سليمًا إلى الأعلى… أم ستقسمه إلى نصفين
ولأول مرة، شعر سبيدز أن ما قاله له القاضي لم يكن بلا فائدة
{ “ تدرّب جيدًا على استخدام السوط ،
وإلا سيأتي يوم ترغب فيه باستخدامه ولكنك لن تتمكن من السيطرة عليه .
وفي ذلك الوقت ، ستخسر أمام شخص آخر يجيد استخدام السوط .” }
استعمل سبيدز سوطه ليزيح الجثث التي تقترب منه
ركّز خطواته على جذوع الأشجار المحيطة، وهبط بسرعة،
ومدّ يده نحو باي ليو الذي كان يوشك على السقوط في البحيرة
تمامًا عندما كانت يد سبيدز على وشك أن تمسك بكتف باي
ليو، رأى الأخير يدير رأسه قليلاً ويبتسم له
تلك الابتسامة بريئة وماكرة،
وعيناه ممتلئتان بانعكاس صورة سبيدز،
كأن هناك ماءً يتدفق بداخلهما
ابتسامة مفعمة بسعادة صافية لا يمكن إخفاؤها ،
لكنها دائمًا توحي بأنه قد يبكي في اللحظة التالية
نظر باي ليو إلى سبيدز بتلك الابتسامة وهمس:
“ شي تا لقد اشتقت إليك كثيرًا ….”
و بلطف : “ وداعًا .”
اتسعت عينا سبيدز من الصدمة ،
ومدّ يده فورًا ليمسك بيد باي ليو ،
لكن الأخير انزلق من كفه وسقط في البحيرة الباردة
ثم سقط سبيدز بعده
الجثث المحيطة تزحف بجنون نحو البحيرة وكأنها فقدت عقلها،
كتلة سوداء تدفقت إلى قاع البحيرة،
ملوّثة سطحها الأزرق المخضرّ بالسواد في لحظة
حتى الجثث وقطع الحطب المجففة التي كانت تُستخدم في
طقوس التضحية للإله الشرير الجديد،
تم جذبها إلى الأسفل بلا وعي،
مندفعة بجنون نحو قاع البحيرة
لم يتبقَى سوى عدد قليل من الجثث التي حاولت الفرار،
لكنها ثبتت في مكانها بواسطة قوة مجهولة
يصرخون بينما تنحت تمثال الخشب الجديد للإله الشرير في أوضاع ملتوية
——————————————————-
ضحك أليكس وهو في حالة ذهول بعدما رأى كل الجثث تهرع بعيدًا:
“ أخيرًا جاء باي ليو ، أخيرًا أستطيع أن أتحرر .”
تغيّر تعبير القاضي وقال بجدية:
“ ليس جيدًا… من هذا النوع من التفاعل ، يبدو أن باي ليو
اختار قبول هدية الإله الشرير .”
وبعد أن أنهى كلامه ، رفع يده وقطع الحبال التي كانت تقيده
وقطع بقية أعضاء الفريق الثلاثة حبالهم بأنفسهم وقفزوا
من على الأوتاد الخشبية
تثاءب باي يي في حيرة وقال:
“ ما الذي يحدث؟ لقد نمت لتوي .
هل جمعت كل معلومات خط نهاية الحقيقية ونجحت في
اجتياز المرحلة؟”
لم يستطع باي جيامو منع نفسه من التذمر وهو يرفع حاجبه :
“كيف تنام في موقف كهذا؟
هل أنت خنزير؟”
رد باي يي بثقة:
“ أنا لا أفهم أي كلمة يقولها القاضي كل مرة يدفع فيها بخط
نهاية الحقيقة، فقلت أغتنم الفرصة وأرتاح قليلًا.
لا تنسَى أنني مضطر لأداء الأعمال المنزلية بعد الخروج من اللعبة.
هل تظن أن من السهل على رجل منزل مثلي أن يجد وقتًا
للتدريب كل يوم ؟”
باي جيامو لم يجد ما يقوله:
“… أنت الوحيد الذي يستطيع التحدث عن غبائه بهذه
الجرأة .”
غمز له باي يي وسأله بمكر وهو يلتفت إليه جانبًا:
“ هل فهمت ما قاله القاضي للتو ؟”
باي جيامو:
“…”
{ في الحقيقة ، لم أفهم شيئ وكدت أنام أيضًا }
لوّح القاضي بيده وهو يتنهد، مقاطعًا جدالهما:
“ كفى، دعونا ننجز الأمر الرئيسي أولًا .”
وعند سماع كلام القاضي،
أصبح باي جيامو وباي يي جادين أخيرًا،
وأخرج كلٌ منهما سلاحه في الحال
【 تنبيه من النظام: اللاعب باي يي يستخدم مهارته
الشخصية (إله الطبخ)،
ويختار مضرب بيض عالي السرعة كأداة 】
أخرج باي يي مضرب بيض يبلغ طوله نصف قامة إنسان،
وحمله على كتفه بلا مبالاة
【 تنبيه من النظام: اللاعب باي جيامو يستخدم مهارته
الشخصية (مشرط الفشل)】
أخرج باي جيامو عدة مشارط ذات حلقات في نهايتها من صدره،
وركّبها على قواعد أصابعه،
ثم دار بها عدة مرات بسلاسة بطريقة غريبة دون أن يؤذي أصابعه الأخرى
بعدها رفع يده للإمساك بمقبض أحد المشارط،
ونظر إلى القاضي وأومأ برأسه، مشيرًا إلى أنه جاهز
توقف القاضي للحظة ،
رفع يده كأنه سيُخرج شيئ من خلفه،
لكنه في النهاية أنزلها وقال بهدوء:
“ لنذهب .”
سأل باي يي بفضول:
“ مهلًا، أيها القاضي، ألا تستخدم سلاح مهارتك؟
سلاح مهارتك هو الأقوى بيننا،
وبالنظر لشخصية باي ليو المتمردة،
أعتقد أن مهارتك سيكون لها تأثير مذهل عليه.”
ابتسم القاضي له وهو يلتفت،
و حاجباه مقوسين وتغمرهما الرقة:
“ صحيح ، ولهذا السبب علينا أن ننقذه حتى موعد الدوري
الرسمي ، لنُحقق أقصى استفادة منه .
استخدام الورقة الرابحة بهذه السهولة الآن سيكون نوعًا من
المبالغة… بل وغباء .”
باي يي وباي جيامو، اللذان استخدما للتو مهاراتهما
“الرابحة” بسهولة: “…”
لم يتمكنا مطلقًا من التمييز ما إذا كان القاضي يسخر منهما
عمداً أو يُحلّل الوضع بجدية
تابع القاضي سيره بخطى ثابتة نحو الأمام
سأله باي جيامو وهو يسرع خلفه:
“ إلى أين أنت ذاهب ؟”
رد القاضي دون تردد:
“ إلى البحيرة .
ساحة المعركة النهائية التي اختارها باي ليو لا بد أن تكون هناك .”
استغرب باي جيامو:
“ ولماذا؟”
استدار القاضي وأجاب:
“ لأنه عقد صفقة معنا ،
قال فيها إنه سيجعل سبيدز يخسر خسارة فادحة ويترك
اللعبة في البحيرة .
هذا الرجل لا يخلّ بوعوده بسهولة .
لا بدّ أنه سيوجه لنا الهزيمة القاصمة هناك ، كما وعد .”
——————————————————-
على الجانب الآخر
بعدما تبع سبيدز باي ليو وسقط في البحيرة،
قفز كل من تانغ إردا و ليو جي يي دون تردد أيضًا
سطح البحيرة المعتم والبارد كالعتمة،
بالكاد يُرى عبره،
ولم تُرى سوى جثث سوداء طويلة تسبح بشكل مبهم
الجثث تزحف بلا توقف إلى المياه،
تنتشر من حافة البحيرة نحو المركز
قاع البحيرة بدا وكأنه يغلي بطين يشبه القطران،
يبتلع الجثث واحد تلو الآخر
وقف تانغ إردا أمام ليو جي يي وبدأ يُطلق النار على الأجزاء
التي تقترب من أجسادهم،
لكن مع ذلك، تعلّق به العديد من الأجزاء المتحللة
بدأ كتف تانغ إردا الأيسر،
وكعب قدم ليو جي يي الأيسر، يتحولان إلى أجزاء جثة
الرؤية تحت الماء ضعيفة للغاية،
وسرعة الرصاص تتباطأ
هذه خريطة تُقيّد أداء تانغ إردا كقنّاص بشكل كبير
أما ليو جي يي، فسمّها سلاح هجومي يمكنه قتل ألف عدو،
لكنه في الماء قد يقتل ثمانمئة فقط، وربما نفسها أيضًا
ما لم تتمكن من العثور على موقع باي ليو بسرعة،
فلن تستطيع منحه الترياق في الوقت المناسب
بل قد تقتله عن طريق الخطأ إن أساءت استخدام السم
كوّرت ليو جي يي قدمها المتحولة إلى شكل جثة،
وعبست وهي تفكر
…لم تكن متأكدة إن كان الأمر مجرد وهم،
لكنها شعرت دائمًا أن باي ليو في هذه النسخة من اللعبة،
كان يفصلها هي وتانغ إردا عن نفسه عمدًا أو بلا وعي،
أو يأخذهما إلى مشاهد في اللعبة تُقيّد استخدام مهاراتهما
على سبيل المثال ، في البداية ، ترك سبيدز يأخذه ،
ثم أرسلها هي إلى فريق الصليب الأحمر وتانغ إردا إلى فريق الاقتحام الأول
وبعدما اجتمعوا مجددًا ،
أخذهم إلى الحدود الضيقة حيث لا يمكنهم استخدام مهاراتهم
{ والآن ، هذه البحيرة العكرة التي تُقيّد قدرات كلينا }
ليو جي يي على يقين أن باي ليو قادر على فهم قواعد
تصميم لعبة “حافة الغابة”
{ وعادة ، كان من طبيعته أن يستخدم حيلة متطرفة واحدة
لينهي اللعبة بضربة واحدة
… ولكنه ظل يؤخّر الأمر حتى الآن ،
ويستخدم الخريطة مرارًا لتقييد مهاراتي ومهارات تانغ إردا…
هذا ليس من أسلوب باي ليو التكتيكي على الإطلاق
إنه بارع في تعظيم استخدام مهارات كل شخص
لا في تقييدها في كل مكان }
…هذا جعلها تشعر بأن…
{ الأمر كما لو أن باي ليو ينتظر شيئ خطير للغاية ،
وهذا الشيء ، نحن بالتأكيد سنمنعه من الوصول إليه،
لذا كان يستخدم شتى الوسائل لعزلنا ،
وتقييد مهاراتنا ،
ومنعنا أنا وتانغ إردا من إيقافه }
حدّقت ليو جي يي في قاع البحيرة الأسود، وعلى وجهها
عبوس، وشعور القلق في صدرها يزداد قوة
“باي ليو، ما الذي تحاول فعله بحق الجحيم وأنت تخطط ضد الجميع بهذه الطريقة؟!”
⸻
وصل القاضي ورجاله إلى ضفة البحيرة،
وشاهدوا مجموعات من الجثث السوداء تتساقط في الماء
من بعيد، بدوا كمجموعات من النمل الأسود تزحف نحو بركة ضخمة
اقشعرّ جسد باي يي بالكامل:
“ أوف ، ما الذي يحدث داخل البحيرة ؟”
التفت القاضي برأسه نحو البحيرة المتدفقة على مقربة منهم:
“ لن نعرف إلا إن نزلنا.”
قال ذلك، ثم قفز أولًا دون أي تردد،
تبعه باي جيامو وعضو آخر من الفريق
فرك باي يي ذراعيه ليتخلّص من القشعريرة،
وسدّ أنفه بمرارة، وقفز خلفهم
⸻
في لحظة، سبق تانغ إردا كلاً من ليو جي يي وفريق نقابة
القتلة بقيادة القاضي بالسرعة،
واتجهوا جميعًا نحو قاع البحيرة
الأجزاء الجسدية تُبتلع باستمرار من قاع البحيرة،
مكوّنة دوّامة ضخمة
وكلما ازداد عدد الأجزاء المبتلعة،
زاد سُمك الطين في القاع
باي ليو ممددً وسط تلك الأجزاء الجسدية التي تُبتلع
يضمّ يديه معًا أمام بطنه،
ووجهه هادئ وخالٍ من أي تعبير،
عيناه شبه مغمضتين بلا أي ضوء،
وبشرته البيضاء تتوهّج بضوء باهت في قاع البحيرة المُعتم
كتفا باي ليو، ويديه ، وقدميه ، قد تحولوا بالكامل إلى شكل جثة،
واكتست بلون مزرق شاحب غير طبيعي
استلقى بهدوء فوق تلك الجثث التي تحيطه،
كجثة على وشك أن يدفن بينها
أمسك سبيدز بكتفيه بإحكام، محاولًا سحبه،
لكنه لم يستطع سوى أن يشاهده يغطس أكثر فأكثر في وسط الجثث
{ لس الأمر أنني لا أستطيع سحبه ، بل … }
ضغط سبيدز على معصمه بكل قوته،
وسمع بوضوح صوت تكسر العظام وتمزقها من جسد باي
ليو. فخفف قبضته،
وتسربت فقاعات من زاويتي فمه،
بينما نظر نحو الجثث تحت باي ليو بلا تعبير——
{ تلك الأجزاء الجسدية قد اندمجت تمامًا مع جسد باي ليو }
ما لم يُدرك باي ليو الأمر بنفسه،
فإن كل ما يستطيع سبيدز فعله هو اقتلاع كتفيه من
جذورهما بوحشية، لا أن يُخرجه كاملًا من وسطها
لكن باي ليو من الواضح أنه لا يريد الخروج
كان مستلقي فوق الجثث، كما لو أنه نائم
لقد وصلت عدوى التحول إلى الجثة إلى قلبه
شاشة مقاومة سبيدز عالية بشكل غير طبيعي،
وتلك الأجزاء الجسدية لم تُشكّل تهديد حقيقي له،
لذا لم يتحوّل أي جزء من جسده إلى جثة حتى الآن
حدّق في باي ليو طويلًا،
ثم فجأة انحنى نحوه وعانقه بقوة،
مستخدمًا جسده لصدّ الأجزاء الجسدية التي تواصل الارتفاع من حولهم
فتح باي ليو عينيه أخيرًا،
ونظر إلى سبيدز الذي كان فوق جسده:
“ لا داعي لأن تفعل هذا من أجلي "
صوت سبيدز مكتوم ، وخرج الكثير من الفقاعات من فمه :
“ أنا لا أفعله من أجلك ….
أنا فقط… أشعر أنني ارتكبت خطأ قبل قليل .”
سأله باي ليو:
“ ما الذي فعلته بشكل خاطئ؟”
انخفض صوت سبيدز، و فيه شيء من الكآبة:
“ كان يجب أن أثق بحدسي… لا بكلامك .
لقد كنت تكذب علي بالفعل .”
ضحك باي ليو بخفة:
“ نعم، ألم يُعلّمك القاضي أن الأذكياء كلهم يميلون إلى
الكذب؟”
: “ صحيح ...” أجابه سبيدز بهدوء
ثم عانق باي ليو بإحكام أكبر :
“ فهمت الآن "
باي ليو يسحب أعمق وأعمق بفعل الأجزاء الجسدية
جسده وتلك الأجزاء بدآ يشكلان حاجز محكمًا لا يُخترق
وبدأت المساحة التي يمكن لسبيدز حمايتها تتقلص شيئًا فشيئًا،
حتى لم يتبقَى سوى عينَي باي ليو ويده اليمنى لم تتحول بعد إلى جثة بشكل تام
أمسك سبيدز بيد باي ليو اليمنى الوحيدة المتبقية بإحكام،
ولم يجرؤ على استخدام أي قوة
لم يرغب أن يشدّها بشدة
كان يحدق في عيني باي ليو المتلاشيتين بعينيه السوداوين الثابتتين
خرج صوت باي ليو بابتسامة :
“سبيدز هل تعلم؟
أنا في الماضي أمسكت بيد شخص ما بهذه الطريقة وحاولت إنقاذه .”
سأله سبيدز:
“ وهل أنقذته؟”
ابتسم باي ليو :
“ لقد نجا ،،
والآن، حان دوره ليمسك بيدي بإحكام… وينقذني ….”
ثم بدأ صوته يخفت تدريجيًا:
” …لكنني فجأة أرغب بمعرفة كيف يبدو العالم الذي
ينتمي للإله بعد أن دُفن تحت الماء …..
هل يمكنني دخول ذلك العالم الإلهي وأعثر عليه مجددًا،
وأقتل كل ما سجنه ، ثم أُخرج روحه ؟”
مع اختفاء صوت باي ليو،
توقفت الجثث المتلوية أخيرًا،
وأصبح قاع البحيرة صافي من جديد
ليو جي يي وتانغ إردا اللذان كان رؤيتهم محجوبة من رؤية موقع سبيدز في قاع البحيرة تمكنوا من رؤيته الان
اندفعا نحوه في لحظة واحدة تقريبًا
نظرت ليو جي يي إلى باي ليو بلا تصديق،
وهو يُبتلع حتى لم يتبقَى منه سوى يده اليمنى المكشوفة
لكن تلك اليد اليمنى ، كانت تتحول هي الأخرى إلى جثة،
فأخرجت ليو جي يي الترياق على الفور
هزّ سبيدز رأسه:
“ هذا هجوم من وحش روحاني .
جرعتك العلاجية لن تنفع .”
أخرج تانغ إردا مسدسه على الفور وهمّ بإطلاق النار على
الجثة العملاقة المتلوية في قاع البحيرة،
لكن سبيدز أمسك بفوهة المسدس
حدق في تانغ إردا بعينين خاليتين من أي تعبير:
“ باي ليو في الأسفل .
لقد اندمج مع الجثة ، إن أطلقت النار عليها ستصيبه أيضًا .”
وقفت ليو جي يي بلا حراك،
تحدق في يده اليمنى التي لم يتبقَى فيها سوى إصبعين لم
يتحولا بعد إلى جثة
تعابير وجهها أن تتشوه من الألم
{ فكري ! فكري بسرعة !
لا بد أن هناك طريقة لإيقاف تحوّل باي ليو !
…لكن لا توجد طريقة
كان ذلك رغبة باي ليو الشخصية في التحول
لم أستطع منعه من فعل ما يريد
لم أستطع حتى أن أفهم لماذا فعل هذا ! }
راقبت هي وتانغ إردا بلا حول ولا قوة بينما يديهما تتحولان إلى جثث،
فيما أخذ سبيدز يفك أصابعه عن يد باي ليو واحدًا تلو الآخر
وفي النهاية ، تحولت اليد اليمنى بالكامل إلى جثة
[ تنبيه من النظام (لكل اللاعبين):
انخفضت القيمة الروحية للاعب باي ليو إلى 0،
وقد تم تحوّله بالكامل .
الخروج من اللعبة .]
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق