القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch314 | GHG

 Ch314


التقت نظرات باي يي بنظرات الاستفهام في عيني سبيدز


فتح فمه محاولًا أن يجيب عن سؤاله، 

لكنه في تلك اللحظة، لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة


تعريف الأصدقاء، والأقارب، والأحبة، كانت بسيطة جدًا في الحقيقة


ومع ذلك، شعر باي يي… أن الإجابة على هذا السؤال 

ستكون قاسية جدًا على سبيدز


رغم أن سبيدز نفسه لم يكن ليهتم


وحين رأى سبيدز أن باي يي لم يجيبه، 

صرف نظره بهدوء وقال:

“ الأصدقاء، العائلة، الأحبة… هم مثل الواقع تمامًا . 

لا يمكنك أن تحدد حقًا ما الذي يجعلهم مهمين .

لذا ، ليست هناك حاجة لأن تخبرني بالإجابة .”


دفع سبيدز السوط المعلق على ساقه بركبته، 

وأنزل عينيه:

“ لا يهم .”


ظل باي يي صامتًا طويلًا، 

ثم ابتسم ابتسامة محرجة وهمهم:

“…حقًا، بالنسبة لسبيدز هذه الأمور لا تعني شيئ .

لأنها، مثل [الواقع]، مجرد أماكن لطيفة يهرب إليها أمثالنا، 

نحن الضعفاء .” تمتم بشرود


ومنذ ذلك الحين ، 

لم يطرح سبيدز أي سؤال آخر يتعلق بالواقع ، 

واكتفى باللعب بمفرده كما كان يفعل دومًا


كما أن جميع أعضاء نقابة القتلة اتفقوا صامتين على عدم 

إخبار سبيدز بأي شيء عن العالم الحقيقي


كان سبيدز لا يحب العيش في الردهة المركزية


كان عادةً ينام داخل إحدى الألعاب


وإذا أحب نسخة لعبة معينة حقًا، 

كان يعود إليها مرارًا للنوم أو للراحة


على سبيل المثال ، لفترة طويلة ، اعتاد سبيدز النوم داخل 

لعبة ' العصر الجليدي '


ذات مرة، قال باي يي بدهشة:

“ أنت حقًا تحب النوم هناك؟ 

ألا تشعر بالبرد في درجة حرارة منخفضة كهذه؟!”


أجاب سبيدز بهدوء بأنه لا يشعر بالبرد


سأله باي يي مصدومًا : لماذا ؟! 

أليس من الأفضل أن تختار مكانًا أكثر دفئًا للنوم ؟!


رمقه سبيدز بنظرة باردة وأجاب:

“ درجة حرارة جسدي باردة جدًا . 

لا أستطيع أن أشعر بالدفء أينما نمت ، لذا لا فرق .”


فسكت باي يي مجددًا ، ووقف مشدوهًا يراقب سبيدز وهو 

يغادر حاملاً سوطه، 

متجهًا إلى العصر الجليدي لينام


كان باي يي يعلم في قرارة نفسه أن كل مشاعر الشفقة التي 

كان يحملها تجاه سبيدز… لا داعي لها


فسبيدز لم يكن يهتم برأي اللاعبين البشر العاديين أمثالهم


لم يكونوا من نفس الفصيلة، 

ولم تكن لديهم نفس معايير تقييم العالم والمستقبل


ولو أراد أحد وصف سبيدز بدقة ، 

لكان الأصح القول إن سبيدز أقرب إلى وحش تاه عن طريقه 

وخرج بالخطأ من لعبة رعب إلى صفوف اللاعبين


كان من الحماقة النظر إلى سبيدز بعين بشرية


لكن أحيانًا… حين كان باي يي يلمح جانبًا خفيفًا، طفيفًا، 

وقريبًا من الإنسانية في تصرفات سبيدز، 

كان قلبه ينقبض حزنًا


—— كان يؤلمه أن سبيدز، الذي يُظهر أحيانًا تصرفات 

بشرية، لا يستطيع دخول الواقع


ومع ذلك، كان باي يي يدرك تمامًا أن حزنه هذا لا معنى له


لأن عدم السماح لسبيدز بدخول العالم الحقيقي كان 

إجماعًا بين جميع اللاعبين في الواقع


لم يكن باي يي يفهم في البداية لماذا أصر القاضي بشدة 

على منع الجميع من إعطاء رمز الخروج لسبيدز، 

لكنه أدرك السبب لاحقاً 


في إحدى المرات ، عندما كان باي يي في غرفة الاستراحة ، 

كان الباب مفتوح قليلاً

وعندما مد يده ليدفعه ويدخل، 

سمع صوت سبيدز قادم من الداخل


سبيدز بهدوء:

“ يا قاضي أنت من منعت الجميع من إعطائي رمز الدخول 

إلى الواقع، صحيح؟”


توقف يد باي يي في مكانها، متجمد


وبعد لحظة ، جاءه صوت القاضي هادئ وجاد :

“ نعم، أنا الذي منعت . لماذا ؟ 

هل ترغب في دخول الواقع ؟”


: “ لا ” توقف سبيدز قليلاً ، ثم قال:

“لكن… لما لا يُسمح لي بالذهاب؟”


ابتسم القاضي


ومن خلال الشق في الباب، 

رأى باي يي القاضي وهو مستلقٍ على الأريكة، 

رأسه مائل إلى الخلف وعيناه تحدقان في السقف، 

كأنه غارق في تفكير عميق


قال القاضي بهدوء:

“ سبيدز ليس الأمر أنك لا تستطيع الذهاب إلى الواقع. 

يمكنك ذلك .

لكن… ليس الآن .”


سبيدز:“ لماذا ؟”


القاضي:

“ لأنك حين لا يكون ' الواقع ' ذا معنى بالنسبة لك ، 

فإن ' الواقع ' يصبح مجرد نسخة أخرى من لعبتك ، 

وستنظر إليه بعين اللاعب الذي يتعامل مع نسخة من لعبة .

وإذا جاء يوم فقد فيه ' الواقع ' معناه كنسخة من لعبة 

بالنسبة لك، أو جعلك تشعر بالتعاسة ، 

فلن تتردد لحظة واحدة في تدميره . 

وأنت تملك القدرة على فعل ذلك .

لكن السبب الجوهري والأعمق هو أن ' الواقع ' لا يعني لك شيئ .

وعندها ستتحول إلى وحش داخل ' الواقع ' … "

رفع القاضي رأسه، ونظر إلى سبيدز نظرة ثابتة:

“ ستدمر ' الواقع ' الذي يبذل الآخرون جهدهم المضني لحمايته .”


رفع سبيدز عينيه وسأل:

“ أليس ' الواقع ' مجرد نسخة من لعبة؟”


فكر القاضي قليلًا وهو يمرر يده على ذقنه، 

ثم قال:

“ يمكنك قول ذلك .”


تابع سبيدز سؤاله:

“ أليس تدمير نسخ الألعاب شيئ يفعله ' اللاعبون ' عادةً ؟

اللاعبون الذين قابلتهم كانوا يكرهون جميع نسخ الألعاب. 

كانوا يرتعدون منها رعبًا ، ودائمًا ينهارون ويصرخون 

مطالبين بتدميرها تمامًا .

فلماذا يرغب هؤلاء اللاعبون في حماية نسخة ' الواقع ' ؟ "

نظر إلى القاضي بعينين ثابتتين:

“هل لأنهم يحبون حصار ' الواقع ' ؟ "


ابتسم القاضي : “ لا.”

ثم فكر لحظة ثم ابتسم وكأنه وجد الأمر ممتع للغاية، وحدق بسبيدز:

“ على العكس ، كثير من اللاعبين الذين يدخلون هذا 

النظام… يكرهون ' الواقع ' 

لا بد أن في الواقع ما يجعلهم 

تعساء للغاية ويستثير رغباتهم إلى حد بعيد، لذا يلجؤون إلى دخول اللعبة . 

وللكثيرين منهم، قد لا يكون رعب الواقع أقل من رعب أي 

نسخة من هذه الألعاب "


حدق سبيدز بالقاضي : “ فلماذا يرغبون في حماية الواقع؟ 

ألم يكن ينبغي لهم أن يبذلوا قصارى جهدهم لتدميره؟”


ابتسم القاضي :

“ صعب الفهم ، أليس كذلك ؟”


توقف سبيدز قليلًا، ثم أومأ بإقرار


قال القاضي مبتسمًا:

“ ما يريدون حمايته ليس نسخة ' الواقع ' نفسها .

بل بعض الأشخاص المحددين داخل هذه النسخة .

لذا، مهما كانت نسخة [الواقع] قبيحة ، مرعبة ، قاتمة ، 

ومهما أجبرتهم على المعاناة وعذبتهم ليبقوا على قيد 

الحياة، فإنهم سيحمون ' الواقع ' … لأجل هؤلاء الأشخاص.

سبيدز، البشر … أو اللاعبون الذين تراهم …. هم 

مخلوقات من هذا النوع .”

البشر يبحثون غريزيًا عن كينونتهم، مشاعرهم، وقيمتهم 

من خلال الآخرين . 

والرغبة التي تولد من هذا البحث غالبًا تكون أكثر صلابة من 

الرغبة التي تنبع من ذواتهم .


لو أن البشر كانوا يعتمدون فقط على إرضاء مصالحهم الذاتية ، 

لصاروا عبيدًا لرغباتهم واحتياجاتهم الروحية . 

وحينها كانت الألعاب ستقودهم إلى الجنون بسرعة . 

وهذا أمر طبيعي، لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ، 

من الصعب عليه أن يعتمد على نفسه وحده لتلبية 

احتياجاته العاطفية والروحية . 

لا بد له أن يعتمد على الآخرين .


لا بد أنك رأيت الكثير من اللاعبين الذين دخلوا اللعبة 

لمصالحهم الخاصة فقط… وماتوا فيها بسرعة .


لذا ، معظم اللاعبين الأقوياء في هذه اللعبة… 

لا يلعبون من أجل أنفسهم ، بل من أجل شخص ما أو 

أشخاص مهمين جدًا لهم في ' الواقع ' "


أسند القاضي ذقنه إلى كفه ونظر إلى سبيدز مبتسمًا:

“ لكن بالنسبة لك يا سبيدز، 

في الوقت الراهن، تظل هذه الأمور صعبة الفهم، 

لذا… استمع وحسب ….”

 وهو يربت على كتف سبيدز:

“ إذا أراد سبيدز دخول الواقع ، فعليه أولًا أن يجعل للواقع 

معنى لا يمكن استبداله بالنسبة له.


عندما يوجد في الواقع شخص مهم جدًا بالنسبة لك، 

وتكون مستعد لأن تتحمل عذاب الواقع ولا تدمره من أجله 

أو من أجلها ، 

حينها يمكنك دخول الواقع .”


صمت سبيدز طويلًا ... وعندما نهض القاضي مستعدًا 

للمغادرة، تكلم سبيدز فجأة:

“ هؤلاء الأشخاص المهمون للغاية… 

هل هم الأصدقاء، أو الأقارب، أو الأحباء؟”


في تلك اللحظة، فوجئ كل من باي يي الذي يقف خلف 

الباب، والقاضي الذي كان في الداخل


جلس القاضي مرة أخرى، 

وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال:

“ هل أخبرك باي يي بهذا ؟”


أومأ سبيدز برأسه وهو ينزل عينيه :

“ لكنه لم يخبرني ما معنى هؤلاء .”


ابتسم القاضي :

“ بالمعنى الشائع ، الأقارب هم الأشخاص المرتبطون بك 

عن طريق الدم ، 

أما الأصدقاء فهم من تجمعك بهم علاقة طيبة ، 

ويرغبون في مساعدتك ومرافقتك في كل الأوقات ، 

أما الأحباء—”


حين وصل القاضي إلى الحديث عن [الأحباء]، 

قبض على قبضته وسعل بخفة، 

واحمر وجهه قليلاً، 

وقال وهو يبدو محرجًا:

“ الأحباء… رغم أنني متزوج الآن ، فإن شرح هذا لك ليس أمرًا سهلاً .”


ضيق سبيدز عينيه ونظر إلى القاضي:

“ هل الحب معقد ؟”


هز القاضي رأسه وهو يعبث برأسه ، وقال محرجًا:

“ ليس معقدًا . 

لقد وقعت في حب زوجتي من النظرة الأولى .

لكن رغم أنه بسيط، فهو أيضًا معقد .”

تنهد بيأس وأكمل:

“ لقد كنت صديقًا لها في حيوات كثيرة . 

كانت دائمًا طيبة مع كل صديق ، 

وكل صديق لها كان أيضًا شخص جيدًا. 

لكن لسبب ما … ربما لسوء الحظ … لم نتمكن من الوصول 

للنهاية السعيدة .

كنت قلقًا جدًا قبل الزواج لدرجة أنني لم أستطع النوم جيدًا لعدة أيام ...”

ضم القاضي يديه معًا وصلى بخشوع:

“ أحمد الإله أنه سمح لنا بالزواج بسلاسة .”


خارج الباب ، سمع باي يي هذه الأحاديث الغريبة فجأة، 

فشهق شهقة باردة { واو ، حتى شخص ذكي للغاية مثل 

القاضي يقلق بشأن أمور الزواج ! }


كان باي يي يعتقد أن أمثال هذه المخاوف تخص الحمقى مثله فقط


قال سبيدز وهو ينظر إلى القاضي:

“ معدل ذكائك ٩٦، ويمكنك التنبؤ بالمستقبل. 

إذا أردت حقًا معرفة مستقبل زواجك، 

فلابد أن هناك طريقة لذلك .”


اعتدل القاضي ببطء في جلسته، 

وضع يديه على ركبتيه، 

وأخفض رأسه، وظل صامتًا لفترة طويلة ثم همس:

“… لا أستطيع التنبؤ بشأنها .”


حدق سبيدز  :

“ مهاراتك بلا حدود ، لماذا إذن لا تستطيع ؟”


توقف القاضي قليلًا ، ثم رفع عينيه ببطء وقال:

“ لأنني خائف .

يمكنني التنبؤ بمستقبل أصدقائي وأقاربي… 

لكن معها، لا أستطيع .”


سأل سبيدز:

“ مما تخاف؟”


تنهد القاضي :

“ من بين كل أنواع العلاقات التي يحتاجها البشر حسب المنطق ، 

علاقة الحب هي الأكثر خصوصية وميزة . 

يمكنك أن تتوقع شيئ من صداقاتك ، وعلاقاتك مع أقاربك 

مفروضة بالفطرة . 

أما الحب، فهو الأصعب تحديدًا .

قبل أن ألتقي بها ، مهما كنت ذكي ، كان من المستحيل أن 

أتنبأ بنوع علاقة الحب التي سأخوضها ، أو كيف ستسير .

الحب مليء بالمجهول .

لا تعلم من الذي ستقع في حبه، 

ولا تعرف إن كان هذا الشخص سيحبك بالمقابل، 

أو إلى متى سيستمر هذا الحب ...”

أغمض القاضي عينيه نصف إغلاق وتابع:

“ لا أعلم إلى أين سنصل ، 

ولهذا… بينما لا أزال أحبها ، 

أخشى أن لا أتمكن من رؤية مستقبلها .

ولهذا السبب… لن أقوم أبدًا بتنبؤات عن الأحباء .”

تابع وهو يسترخي على الأريكة بصوت خافت:

“ أما بالنسبة لي… 

فالحبيب هو الشخص الذي يجعلني أخشى المستقبل بدونه "


صمت سبيدز قليلاً، 

وكأنه يفكر، ثم قدم تقييم جاد :

“ صعب الفهم .”


ضحك القاضي وهو يضع يديه خلف رأسه، 

واستدار لينظر إلى سبيدز وقال:

“ بالفعل، بالنسبة لسبيدز، سواء كانوا أصدقاء أو أقارب أو 

أحباء، فكلها أمور يصعب عليه فهمها .

ولادتك مختلفة عن البشر العاديين . 

لا يوجد لديك أقارب طبيعيون تجمعك بهم صلة دم. 

أما الأصدقاء…”

تنهد :

“ جميع اللاعبين المحيطين بك يخافون منك ، 

فكيف لهم أن يصبحوا أصدقاءك . 

نحن، زملاؤك في الفريق، رغم معرفتنا بخلفيتك، لا نستطيع 

أن نشعر بما تشعر به. 

أقصى ما يمكننا فعله هو ألّا نخاف منك .

من الصعب علينا نحن البشر العاديين الذين يعيشون في 

' الواقع ' أن نفهم أفكارك ، 

ومن الصعب عليك أن تفهم أفكارنا أيضًا .

وإن كان الأصدقاء لا يفهمون بعضهم ، 

فما جدوى هذه الصداقة ؟”


ألقى القاضي نظرة فارغة نحو باي يي الواقف خارج الباب، وتابع :

“ إقامة صداقة قائمة على الشفقة السطحية هو أمر مهين ، 

والطرف الآخر لا يحتاج إلى ذلك .”


تقلصت أصابع باي يي الممسكة بالباب قليلاً، 

ثم أنزلها ببطء


تنهد القاضي مجددًا :

“ أما الأحباء…

فأنا حقًا لا أستطيع شرح هذه العلاقة بوضوح. 

حتى أنا، لا زلت أعاني من تعقيداتها ولا أستطيع أن أوضحها لك أكثر .”


صمت سبيدز لفترة ، ثم سأل:

“ إذا حصلتُ على ' أقارب، أصدقاء، أحباء ' هل ستعطيني 

رمز الدخول إلى الواقع ؟”


ابتسم القاضي وهو ينظر إلى سبيدز وقال:

“ لن أعطيه لك.

ولكن، في ذلك الوقت، يا سبيدز، سيكون ' أصدقاؤك ، 

أقاربك، وأحباؤك ' هم من يعطونك الرمز .”


سبيدز بهدوء: “ آووه "ثم أومأ برأسه وكأنه حصل على 

الإجابة، ونهض وغادر


عندما دفع سبيدز الباب، 

رأى باي يي واقف في الخارج


ابتسم باي يي وحياه، 

فأومأ له سبيدز إشارة إلى أنه رآه، 

ثم مضى دون أن يرد التحية


دخل باي يي إلى صالة الاستراحة بصمت


جلس على الأريكة، وسرعان ما اختفت الابتسامة عن وجهه


ظل جالس بصمت لفترة، 

ثم أخرج علبة سجائر، 

أخذ سيجارة ووضعها في فمه، 

ومد العلبة نحو القاضي الجالس قبالته


توقف باي يي قليلًا ثم قال:

“ أعتذر ….

كنت مخطئ ، لم أفكر جيدًا . 

لن أفكر أبدًا في إعطاء سبيدز رمز الواقع سرًا مرة أخرى .”


رفع القاضي عينيه ببطء، 

ومد إصبعيه ' السبابة والوسطى ' ليلتقط سيجارة من العلبة، ثم أشعلها


ثم قال بهدوء:

“ لا تساعد شخص تخافه خوفًا عميقًا بدافع شفقة لحظية، 

ولا تظن بسذاجة أنك ستصبح صديقه .”


أخرج القاضي زفرة من الدخان، 

وانتشر الدخان الأبيض جانب وجهه


ثم التفت القاضي نحو باي يي وابتسم ابتسامة خفيفة:

“ من السهل أن تنال العقاب باي يي.”


منذ ذلك الوقت، بدأ باي يي يفهم قليلاً لماذا لم يسمح 

القاضي لأي أحد بترميز واقع سبيدز


لكن باي جيا مو لم يفهم


لقد سأل القاضي عدة مرات: لماذا لا نستطيع إعطاء الرمز لسبيدز؟

سبيدز مجرد أحمق! لن يفعل شيئًا لتدمير الواقع! 

فما المانع أن نعطيه الرمز؟ 

على الأقل ليتمكن من النوم مرة واحدة في سرير دافئ عادي !


صرخ باي جيا مو بكل هذا بغضب 


كان القاضي دائمًا يضحك عندما يواجه حماقة باي جيا مو، 

ويقول بابتسامة:

“يمكنني أن أعطيه الرمز، ولكن ليس الآن، 

وليس عن طريقك .”


' توقيت خاطئ !! ' 

كان القاضي يقولها دائمًا بلهجة ساخرة لباي جيا مو


ولم يفهم باي يي المعنى الكامل إلا في هذه اللحظة——

حين كان القاضي مغطى بالدماء، وسبيدز ملقى على الأرض، 

جسده مليء بالكدمات والجروح


حين يمتلك وحش القدرة على تدمير ' الواقع ' ،

فلا يمكن السماح له بدخول نسخة ' الواقع ' هذه، 

إلا إذا امتلك نقطة ضعف


رغم أن هذا ظلم للوحوش


نظر باي يي إلى سبيدز المستلقي ووجهه في بركة دماء، 

ثم صرف نظره بعيدًا، 

ودُفع خارج قاعة الاجتماعات بواسطة باي جيا مو


ظل القاضي مستلقيًا بلا حراك على الأريكة


وبعد لحظة، فُتح باب قاعة الاجتماعات مجددًا، 

ودخل لياو كي وهو يحمل صندوق طبي على شكل صليب


لياو كي زميل بالفريق قليل الظهور


مظهره لا يطابق اسمه في قائمة القتلة إطلاقًا


لطيف الملامح، ذو حاجبين طويلين رفيعين، 

ويرتدي نظارات قراءة بسيطة


توجد بعض التجاعيد الخفيفة غير المقصودة عند زاويتي عينيه، 

لكنه يبدو للوهلة الأولى وكأنه شاب في السابعة والعشرين 

أو الثامنة والعشرين، أقل من الثلاثين


لكن في الحقيقة، ابنه الثاني قد أصبح في المرحلة الثانوية


بدا لياو كي صغير في السن ولا تظهر عليه علامات التقدم 

بالعمر، لكنه في الحقيقة في الثامنة والأربعين من عمره، 

وابنه الأكبر قد تخرج من الجامعة منذ أكثر من عام


قال القاضي وهو يدلك كتفه ويدردش بارتخاء :

“ آوه لياو كي لقد أتيت ،،

هل ستصبح ابنتك الصغيرة طالبة في الصف الثالث الثانوي العام القادم ؟”


قال لياو كي وهو يبتسم:

“ ليس من السهل عليك أن تتذكر هذا .”

ثم ركع نصف ركعة بجانب سبيدز، 

أداره وأوثقه بحزام تقييد


جلس القاضي القرفصاء ليساعده


أوثق لياو كي يدي سبيدز وقدميه إلى الجدار بالقيود، 

ثم بدأ يربط جروح سبيدز برباط طبي


نظر إلى القاضي وهو يبتسم وقال:

“ ابنتي تجد صعوبة في الدراسة ، لكنها تمتلك أحلام ، 

ومن الجيد أن تعمل بجد لتحقيق ما ترغب في تحقيقه .”


ابتسم القاضي أيضًا وقال:

“من الرائع أن تجد ما تريد فعله في مثل سنك "


نظر لياو كي إلى القاضي وقال:

“ أنت كذلك، أليس كذلك؟ 

دخلت اللعبة في سن مبكرة من أجل ما أردت فعله .”


صمت القاضي لثواني ، 

ثم ابتسم كما لو أنه لم يحدث شيء وقال:

“ لننقاش هذا الموضوع لاحقًا . 

جئت هنا اليوم لأطلب منك تقديم استشارة نفسية لسبيدز "


ركع لياو كي نصف ركوع أمام سبيدز المربوط بالقيود، 

وظهر على وجهه تعبير غريب : “ إن مهارتي غير ضارة يمكن 

استخدامها مباشرة في القاعة المركزية ...

لكنها المرة الأولى التي أستخدم فيها هذه المهارة على سبيدز. 

هل أنت متأكد أن هذا الرجل لن يستفيق ويفاجئني بضربي 

في منتصف الطريق؟”


جلس القاضي بجانبه :

“ لن يستطيع ضربك بعد الآن ، لقد كسرت سوطَه .”


ابتسم لياو كي :

“ إذن أشعر بالراحة الآن .”


أظلمت عيون لياو كي وهو ينظر مباشرة إلى سبيدز الذي 

كان رأسه متدليًا أمامه، 

ثم أخرج سماعة طبية وقلم ودفتر ملاحظات


[ تنبيه النظام : اللاعب لياو كي يستخدم مهارات شخصية

 (استشارة طبية) 

و(كتابة السجلات الطبية) على اللاعب سبيدز.]


تم تمديد السماعة في الهواء ، 

ووضع رأسها على قلب سبيدز، 

و السماعة تصدر أصوات نبضات منتظمة وكأنها مكبر صوت يعزز الصوت


أخذ لياو كي قلم وكتب على الورقة:

“ المريض سبيدز، ما هي الأعراض النفسية الرئيسية التي تعاني منها؟ 

وكم من الوقت استمرت هذه الحالة ؟

اخبرني بما تشعر به.”


أصبحت أصوات نبضات قلب سبيدز في السماعة غير منتظمة، 

وتغير الصوت تدريجيًا من نبض منتظم إلى صوت اتصال 

ضعيف ثم إلى صوت سبيدز نفسه


ظهر صوت سبيدز بهدوء من السماعة :

“ كنت سعيد وحزين ، واستمر ذلك طوال اللعبة .”


أومأ لياو كي :

“ لماذا كنت سعيد ولماذا كنت حزين ؟”


ظهر صوت من السماعة :

“ كنت سعيد لأنني قابلت باي ليو ، 

وكنت حزين لأنني قابلت باي ليو .”


: “ هل سعادتك وحزنك يتواجدان معًا طوال الوقت ، 

أم أنك تكون سعيدًا أحيانًا وحزينًا أحيانًا ؟”


صمت للحظة ورد :

“ أحيانًا أكون سعيد ، أحيانًا أكون حزين ، 

وأحيانًا يتواجدان معًا في نفس الوقت .”


بدأ لياو كي يكتب في دفتره، 

و قلمُه يصدر صوت خفيف على الورقة:

“ هل يمكنك إعطائي أمثلة على سعادتك وحزنك والمشاهد 

المختلفة التي تتواجد فيها معًا ؟”


: “ كنت سعيد عندما نمت مع باي ليو ، كان جسده دافئ ، 

كنت سعيد عندما شربت مع باي ليو ، لم أشرب من قبل، 

كنت سعيد عندما تزوجت من باي ليو ، كان يعانقني …”

ثم سكت فجأة :

“ من الصعب عليّ أن أذكر مشاهد الحزن .”


توقف قلم لياو كي عن الكتابة :

“ لماذا ؟”


: “ لأنني في الحقيقة لا أشعر بالحزن الشديد ، 

ولكنني أشعر بالحزن الشديد .”


لياو كي :

“ إذا لم تشعر بالحزن في مشهد ما، 

لكنك في الحقيقة تشعر بالحزن، 

فربما هذا الحزن يأتي من شخص آخر . 

من هو هذا الشخص ؟”


أجاب سبيدز بسهولة هذه المرة :

“ باي ليو .

هو حزين جدًا ، لكنني لا أفهم لماذا .”


سأل لياو كي بهدوء:

“ في أي ظروف يشعر باي ليو بالحزن إلى درجة أنك تشعر بالحزن أيضًا ؟”


: “ عندما عانقني ، 

عندما حفر قلبي ، 

عندما تزوجني ، 

عندما ودعني ، 

عندما قام بأداء طقوس شريرة ليقاتلني…”

صمت لفترة طويلة ، ثم تابع :

“ يبدو أنه حزين طوال الوقت "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي