القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch333 | GHG

 Ch333


تابع هي دانيو : “خلال الأيام السبعة الأولى بعد وفاة 

الشخص، يجب على سكان قرية ينشان أن يقوموا بالحراسة .”


كان يتحدث وهو يصعد الطريق الجبلي، 

ثم توقف قليلًا 

وأسند يديه إلى ركبتيه وقال بصوت منخفض:

“ إذا كان الغرباء مثلنا هم من يتولون الحراسة ، 

فلا بد أن يحدث شيء غريب عاجلًا أم آجلًا .”


تقدم باي ليو وسند هي دانيو : “ أي نوع من الأشياء الغريبة سيحدث ؟”


صمت هي دانيو مجددًا، 

وبعد فترة طويلة، لوّح بيده وقال:

“ لا بأس… الآن وقد مات الجميع، 

أنتم القلة المتبقية من قرية ينشان، 

لم يعد هناك ما أخفيه .


قرية ينشان ليست فقط منغلقة على نفسها، 

بل لديها أيضًا الكثير من العادات الغريبة. 

أنا لست من هنا، لكنني سمعت الكثير عنها لأنها ببساطة… 

غريبة للغاية ….”


نظر هي دانيو إلى الطريق الجبلي المغطى بورق المال، 

وكأنه غاص في ذكريات قديمة:

“ لا أحد من قرية ينشان لقي نهاية طيبة . 

ماتوا بطرق عجيبة : بعضهم سقط عليه الحجارة والطوب، 

وآخرون اختنقوا بعظام أثناء الأكل ، وهكذا . 

لكن أكثر ما تكرر… هو الغرق . 

في كل عام، يوجد دائمًا من يغرق في البرك خارج القرية .


لكن هذا ليس أغرب ما في الأمر… الأغرب هو طقوس 

الدفن في قرية ينشان .


حين يغرق أحدهم ، يُكفّن ويُدفن في تابوت مثل أي ميت آخر ، 

لكن إذا كانت الميتة فتاة غير متزوجة ، 

فإنهم يلبسونها فستان زفاف أحمر ، 

ويدفنونها داخل محفة زفاف ، 

مع طقوس صاخبة – يقرعون الطبول وينفخون في الأبواق .


محفة زفاف :




“ ويحبون أيضًا دفن الأشخاص معًا كزوج وزوجة . 

أي إن مات شخص غريقًا ، وماتت فتاة غير متزوجة في 

نفس الفترة ، فستُرسل محفة الزفاف والتابوت معًا ، 

وتُقام مراسيم حمراء وبيضاء في آنٍ واحد .”


هز هي دانيو رأسه مرارًا، وقال: " كيف يمكنهم فعل ذلك…

عندما تُدفن عروس جديدة ، يجب أن تحضر ( الخمسة 

الحُمر ): وجه أحمر، لباس أحمر، محفة حمراء، حذاء أحمر، 

وطلاء خدود أحمر . 

أما عند دفن الغريق ، فيكون هناك ( الخمسة البيض ): ماء 

أبيض، ملابس بيضاء، سروال أبيض، حذاء أبيض، وورق مال أبيض .

وحين تتقاطع هذه الأمور، تتحول إلى شرّ… 

أولئك المدفونون لن يُعاد تجسيدهم أبدًا ….”

تنهد هي دانيو :

“ هكذا دفن أجداد قرية ينشان . 

لا أعلم كم من الأرواح المليئة بالحقد دُفنت في هذا المكان ….”


ثم تابع وكأنه يحاول التخفيف من حدة كلامه:

“ لكن ربما هي مجرد خرافاتي أنا ...”

ثم استدار إلى باي ليو وسأله : “ أنتم،  الشباب ، لا تؤمنون 

بهذه الأمور أليس كذلك؟”


لم ينتظر إجابة باي ليو، بل تابع حديثه:

“ لا بأس إن لم تؤمنوا بها… 

إن لم تؤمنوا ، فلن تستطيعوا التواصل مع الأشباح والآلهة ، 

ولن تروا شيئ .


أما إن آمنتم، فلا تخافوا حين ترون هذه الأمور. 

فقط لا تُهينوهم، 

فهم لا يؤذون البشر بسهولة من تلقاء أنفسهم ...”


نظر هي دانيو إلى باي ليو بنظرة عميقة وتابع :

“ لكن إن أخفيت نوايا شريرة وأصررت على تحدّيهم ، 

فلن تستطيع مغادرة قرية ينشان حتى لو طرت إلى السماء 

أو سقطت في الجحيم .


هذه الأرض مليئة بالأرواح الشريرة التي علقت هنا لمئات السنين. 

أنصح شباب مثلكم ، ممن يجهلون مكانهم ، أن يحذروا .”


وبعد أن أنهى حديثه ، 

لم ينظر حتى إلى تعبير باي ليو ، 

بل دفع يده التي كانت تسنده ، 

واستأنف صعود الجبل وهو يعرج ، 

و وضع يديه خلف ظهره


قال بصوت مبحوح دون أن يلتفت:

“ اتبعاني . 

نحن على وشك الوصول إلى المكان الذي ترك فيه أجدادكم أجسادهم .”


نظر باي ليو إلى نهاية الطريق الجبلي الذي يسلكه هي دانيو ، 

فرأى معبد مغطى بالقماش الأبيض في الأفق


وحين اقترب أكثر، اكتشف أنه معبد طاوي


سبعة أو ثمانية أكاليل جنائزية موضوعة عند مدخل المعبد، 

وعلى جانبيها علّقت لافتتان سوداوين طويلتان


ومع التقدم إلى الداخل، 

توجد تمثال ليوآنشي تيانزون، أحد آلهة الثالوث الطاوي، 

منصوب في مركز المعبد


بدا التمثال قديم ، لكنه لم يكن مغطى بالغبار أو متقشر الطلاء، 

بل ظهرت عليه آثار ترميم كثيرة، 

تدل على أنه يُعتنى به جيدًا


في تلك اللحظة ، كان التمثال يمسك بمِجْرَف غبار ، 

وقد حدق بعينيه قليلاً ، 

وكأنه يراقب باي ليو والبقية وهم يدخلون 


المعبد ممتلئ برائحة زيت البخور النفاذة، 

حيث تصاعد دخان الشموع وأعواد البخور في الهواء


أمام منصة البخور أمام التمثال ، 

يوجد سبعة توابيت مصطفّة، 

كل منها موضوع على مقعدين خشبيين


ما إن دخل هي دانيو حتى أشعل ثلاث أعواد بخور، 

وانحنى ثلاث مرات باحترام أمام التمثال، 

ثم وضعها في مبخرة النحاس


قال هي دانيو : “ ثلاثة للآلهة ، وأربعة للأشباح .”

ثم التفت إلى باي ليو وقال محذرًا:

“ تذكّر هذا ، لا تحرق عدد خاطئ من البخور حين تحرقه 

للمعلم الطاوي . 

وإلا، إن حصل شيء، فلن يبارككم الكاهن الطاوي ولا 

سيحميكم، أنتم الحثالة الذين نسوا أجدادهم .”


اقترب مو سيتشينغ من أذن باي ليو وهمس: 

“ ما معنى ‘ثلاثة للآلهة، وأربعة للأشباح’؟”


شرح باي ليو بهدوء:

“ هذا إعداد شائع في ألعاب الرعب الصينية . 

تحرق ثلاثة أعواد بخور للآلهة وتنحني ثلاث مرات . 

أما الأشباح ، فتحرق لهم أربعة أعواد وتنحني أربع مرات .”


سأل مو سيتشينغ بجديّة: “ وماذا لو أخطأت في العدد؟”


نظر باي ليو نحو التوابيت السبعة، وقال:

“ أظن حينها سيحين وقت استيقاظ من في هذه التوابيت ، 

وستبدأ المطاردة .”


ظهر الرعب على وجه مو سيتشينغ، 

فأخذ يتمتم بسرعة بصوت منخفض :

“ ثلاثة للآلهة ، وأربعة للأشباح…”


لوّح هي دانيو بيده وقال: “ تعالوا إلى هنا "


سحب باي ليو مو سيتشينغ، الذي كان يتمتم بخوف:

“ اللعنة… اسمي فيه الرقم أربعة ، ماذا أفعل ؟”


ثم اقتربا


ربّت هي دانيو على أحد التوابيت وقال: “ انظر إلى هذا "


ألقى باي ليو نظرة على سطح التابوت، 

فلاحظ وجود أربع أجراس صغيرة مربوطة في الزوايا الأربع 

للتابوت المطلي بالورنيش الأسود


الأجراس الأربعة موصولة بخيوط حمراء رفيعة، 

واحدة أفقية والأخرى عمودية، تعبران سطح التابوت


في موضع تقاطع الخيطين، 

وُضع تعويذة صفراء مرسوم عليها رموز مزخرفة بلون الزنجفر، ( حبر أحمر يستخدم في الطقوس ) 

وكُتبت عليها ثلاث كلمات كبيرة بخط مائل وعنيف:

[ تعويذة حبس الأرواح ]


رفع هي دانيو رأسه ونظر إلى باي ليو وقال:

“هل ترى التعويذة الصفراء على تقاطع الخيط الأحمر؟ 

هذه [تعويذة حبس الأرواح]، 

وقد رسمها كاهن طاوي ذو طاقة عالية من الجوار. 

تُستخدم لقمع جثة الماء الموجودة داخل التابوت. 

لا تفكر أبدًا في نزعها، تحت أي ظرف كان .”


نظر باي ليو إلى التعويذة وسأل: “ وماذا لو نزعتها؟”


حدّق هي دانيو في باي ليو بثبات وقال:

“ الأشخاص في هذه التوابيت هم جميعًا من أجدادك. 

ماتوا في سن متقدمة، لذا يُفترض أن يكون ذلك جنازة سعيدة. 

حتى لو كانت هناك أرواح شريرة، 

فهم أقرباؤك في النهاية – لا ينبغي أن يؤذوك.


لكن السيئ في الأمر أنهم غرقوا أثناء تأدية طقوس تكريم 

الأسلاف في مهرجان تشينغمينغ.”


ثم نظر هي دانيو إلى التابوت وتابع:

“ هناك أرواح حاقدة محبوسة في قرية ينشان منذ مئات السنين. 

مهرجان تشينغمينغ هو وقت خروجها للتجوال. 

أجدادكم تلوّثوا بحقد هذه الأرواح القديمة، وماتوا غرقًا. 

والماء مرتبط بعنصر ‘الين’، 

وأشباح الماء يحبون إيجاد بدلاء لهم .

فكر، ما الذي سيحدث لو نزعت هذه التعويذة؟”


ابتسم هي دانيو بابتسامة غريبة ، 

بدت كئيبة على وجهه الشاحب :

“ بالتأكيد سيقوم أجدادك وأجداد جدك بسحبك لتكون البديل .”


ارتعش مو سيتشينغ من ضحكته المرعبة، 

وتراجع خطوة إلى الخلف لا إراديًا


أما باي ليو، فكان ثابت كالصخر، وسأل بهدوء:

“ هل لديك المزيد من هذه الـ[تعويذات]؟”


استدار هي دانيو وانحنى أمام تماثيل الأنقياء الثلاثة في المعبد ، 

ثم أجاب باي ليو دون أن يلتفت إليه:

“ لا ،،،

الآن ، باستثناء جيلنا القديم ، من بقي يؤمن بهذه الأشياء؟ 

قلة من الناس ما زالوا مستعدين لدفع المال لكاهن طاوي. 

وحدها قرية ينشان ما تزال تؤمن بهذا. 

في الماضي، كانت المعابد مزدهرة، 

والبخور مشتعلاً بقوة؛ 

بل كان يوجد محلات صغيرة تبيع التعويذات الصفراء والزنجفر ،


لكن لاحقاً ، تراجع عدد سكان قرية ينشان ، 

وأُغلقت تلك المحلات الصغيرة منذ زمن. 

هذه التعويذات، تركها الكاهن الطاوي في القرية قبل أن يغادر .”


ثم التفت هي دانيو بتثاقل، وقال بنبرة باهتة:

“ قال ذلك الكاهن إن قرية ينشان ستعمّها الفوضى في 

السنوات القادمة ، لذا ترك هذه [تعويذات حبس الأرواح]، 

وقال إنها وإن لم تستطع وقف الفوضى ، فإنها على الأقل 

ستؤخرها لبعض الوقت . 

كما زار قريتنا وحذرنا من الاقتراب من قرية ينشان في 

المستقبل القريب، لأن ذلك قد يجلب المتاعب .


وبعد مغادرة ذلك الكاهن بوقت قصير، 

حصل ما حصل لأجدادكم، 

وجاءت هذه [التعويذات] في وقتها ….”


ثبتت عينا هي دانيو على باي ليو وقال:

“ التعويذات التي تركها الكاهن كانت سبعة بالضبط، 

لا أكثر ولا أقل. 

وعدد أسلافكم الذين ماتوا… سبعة ، لا أكثر ولا أقل .


سبع تعويذات، سبعة توابيت، 

الأرواح السبعة التي تعود في اليوم السابع…


في الطاوية، يمثل الرقم سبعة أقصى درجات الين واليانغ، 

ورقم التكرار . 

يعني أن طاقات الين واليانغ تتقاطع عند هذا الرقم، 

وتسمح للأحداث الماضية بالعودة ….”

نظر هي دانيو إلى تمثال الأنقياء الثلاثة بتعبير قاتم، 

وهز رأسه :

“ما حدث في الماضي سيحدث مجددًا، 

ولا يمكن لقوة بشرية أن تمنعه .


إذا سمعتم صوت الأجراس في زوايا التابوت وهي ترنّ، 

لا تركضوا في الخارج. 

الخارج أخطر. 

إن بقيتم هنا، قد يتمكن الكاهن من إنقاذ حياتكم .”


وأثناء حديثه ، رفع هي دانيو رأسه لينظر إلى السماء خارج المعبد، 

ثم خرج حاملًا المصباح اليدوي :

“ بدأ الوقت يتأخر ، عليّ الذهاب . 

إن تأخرت أكثر ، فلن أتمكن من مغادرة المكان .”


مد مو سيتشينغ يده في محاولة للإمساك بـ هي دانيو ، 

الـNPC الذي بدا مفيدًا جدًا، لإبقائه، 

لكنه لم يمسك سوى بطرف ملابس هي دانيو المتطايرة


قال هي دانيو بصوت خافت وهو يترنح مبتعدًا:

“ لا تُبقِي من لا يجب أن يبقى ، فلن يستطيع البقاء… 

تمامًا كما لا يستطيع المغادرة من لا ينبغي له المغادرة…”


كانت خطواته تبدو بطيئة ، لكن جسده تلاشى بسرعة في 

الضباب والرماد


“ إن واجهتم أي مشكلة ، اطلبوا المساعدة من الكاهن . 

الآن حلّ الظلام… لا تعبروا السد ، 

المكان غير آمن…”


ما إن غادر هي دانيو، 

حتى بدأت أضواء المعبد الساطعة تومض، 

وهبّت نسمة باردة ، فانخفض الضوء بدرجات واضحة


سأل مو سيتشينغ بهدوء:

“ باي ليو، برأيك… هل ما قاله هي دانيو يمكن الوثوق به؟”


أنزل باي ليو عينيه ونظر إلى التعويذة على التابوت:

“ يمكنك الوثوق به بالكامل .”


فُوجئ مو سيتشينغ: “ لماذا ؟ 

من يكون هذا الـ هي دانيو؟”


أجاب باي ليو بنبرة ثابتة:

“ أظنه هو الكاهن الطاوي نفسه ….


هذا سيناريو رعب صيني واضح ، 

يستخدم الطاوية في مواجهة الأشباح والآلهة . 

الشخصية التي ظهرت في البداية تعرف الكثير عن الطاوية، 

وتمدّنا بتوجيهات مفيدة — 

هذا نمط معروف لشخصية ‘الخبير المتخفي’.


والخبير المتخفي الوحيد الذي نعرفه حتى الآن هو من 

يسميه هو نفسه الكاهن الطاوي ، لذا ، أكبر ظنّي هو أن هي 

دانيو هو هذا الكاهن الطاوي .”


وقف مو سيتشينغ بعيدًا عن التوابيت، 

بجانب التمثال، وسأل:

“ أشعر أن هي دانيو يريد مساعدتنا ، وهو معلم طاوي، 

فلماذا غادر ؟”


رفع باي ليو عينيه ونظر إلى التمثال خلف مو سيتشينغ:

“ لأنه لا يستطيع التعامل مع ما سيحدث قريبًا .

حتى الحيوانات تهرب حين تواجه خطرًا، فكيف بالبشر؟”


ارتجف مو سيتشينغ قليلاً عند سماع كلمات باي ليو، 

وشعر بقشعريرة تسري في عنقه، 

فتراجع بحذر بعيدًا عن التابوت


قال باي ليو، وقد سحب نظره لينظر إلى مو سيتشينغ:

“ لكن هذا لا يعني أنه لا توجد طريقة تمامًا . 

لقد منحنا تلميح — انظر إن كان هناك شيء مخفي خلف التمثال .”


أومأ مو سيتشينغ، وتحولت يد الإنسان لديه إلى مخلب قرد


أخذ نفسًا عميقًا ومد يده خلف التمثال ليبدأ في الحفر


في هذه اللحظة ، 


كل من كونغ يانغشو ويانغ تشي، المختبئين خلف التمثال ، 

قد سمعا باي ليو يطلب من مو سيتشينغ البحث خلف التمثال، 

فتبادلا نظرات نصر خبيثة ، وابتسما بثقة


فقد سبق لهما لعب هذه اللعبة من قبل، 

وكانا قد سلكا طريق مختصر من الجبل الخلفي دون المرور 

من البوابة الرئيسية، 

وبالتالي لم يفعّلا ظهور الـNPC هي دانيو ولم يدخلا في 

مجريات القصة، 

لذا وصلا إلى المعبد قبل باي ليو ورفيقه ، 

واختبآ خلف التمثال منذ وقت مبكر


أعطى يانغ تشي إشادة صامتة بإبهامه إلى كونغ يانغشو 👍🏻 ، 

مشيدًا بقدرته على التنبؤ


أما كونغ يانغشو ، فرفع زاوية فمه بخبث وهو ينظر إلى 

كتاب [ تعويذات ماوشان ] في يده


كان باي ليو ذكيًا بالفعل


استنتاجاته بشأن إعداد اللعبة والحبكة لم تكن خاطئة، 

بل كانت صحيحة تمامًا


ذلك الـ هي دانيو كان في الواقع الكاهن الطاوي المسن. 

بقي هنا لحراسة التوابيت لأنه خشي أن يتعرض العائدون 

للأذى من قبل الأرواح المنتقمة، لذا بقي لتحذيرهم


لكن بما أن هي دانيو نفسه كان تحت مراقبة الأرواح المنتقمة، 

لم يجرؤ على تقديم التلميحات بشكل علني


لذا اعتمد على حماية المعبد ليوفّر للاعبين بعض أدوات 

الدفاع عن النفس خفيةً


ومن بين الأدوات التي تركها هي دانيو، 

كانت أكثرها قيمة هو كتاب [ تعويذات ماوشان ] المخفي 

تحت التمثال ——-


مع هذا الكتاب ، حتى وإن لم يمتلك اللاعب أي مهارات 

أو أدوات، لا يزال بإمكانه النجاة في لعبة الألغاز هذه 

ذات الصعوبة العالية


لكن للأسف… هو من حصل على الكتاب بالفعل 


وكان هذا الكتاب أحد الركائز الأساسية لخطة كونغ يانغشو التالية ، 

لأن مهارته [الصمت] ستمنع كلاً من باي ليو ونفسه من فتح شاشة النظام


ولو لم يكن بحوزته هذا الكتاب ، 

لما تمكن من النجاة وإكمال هذه المرحلة


نظر كونغ يانغشو إلى يانغ تشي مجددًا وهمس بشفتيه:

“ هل تذكّرت ما عليك فعله ؟ 

استخدم مهارتك أولًا ، ثم أستخدم أنا مهارتي . فهمت ؟”


أومأ يانغ تشي برأسه بجدية ——


ركز كونغ يانغشو نظره ، 

وشكّل بإحدى يديه إشارة تعاويذ وهمس :

“ واحد، اثنان—”


“ثلاثة ! انطلق !” صرخ كونغ يانغشو ، ثم قفزا معًا من خلف 

التمثال، وظهرا أمام باي ليو ومو سيتشينغ


[ تنبيه من النظام : استخدم اللاعب “الحَمَل الصامت” 

مهارته الشخصية (الحَمَل آكل الذاكرة) على اللاعبين باي 

ليو ومو سيتشينغ، 

يسمح له بأكل جميع ذكريات اللاعبين في هذه المرحلة، 

فينسى الطرف الآخر هويتهم، 

وتُستعاد الذاكرة بعد مغادرة اللعبة.]


[تنبيه من النظام: استخدم اللاعب “كونغ يانغشو” مهارته 

الشخصية (الصمت)، 

فتم تجميد شاشات النظام لجميع اللاعبين ، 

ولم يعد بالإمكان استخدامها.]


انتشرت موجة من الضوء الأبيض ، 

فتحولت شاشة النظام التي كانت تطفو أمام مو سيتشينغ 

بسرعة إلى اللون الرمادي ، ثم تجمّدت، 

وتفتّتت، واختفت


( موجة من الضوء الأبيض = اتخيلوها تعويذة اكسبتووو باتروناااام 🪄 ) 


كما تحوّلت عملة التحكم في اللعبة أمامه إلى اللون الرمادي، 

وأصبح كعملة معدنية عادية


وفي اللحظة التي رأى فيها مو سيتشينغ شخصين يقفزان 

من خلف التمثال، 

استدار بسرعة وغريزيًا محاولًا الجري نحو باي ليو


لكن قبل أن يتمكن من الوصول إليه، 

اجتاحت موجة الضوء الأبيض مؤخرة رأسه، 

فغامت عيناه لا إراديًا وتوقفت حركته فجأة ———-


اخترق الضوء الأبيض دماغي مو سيتشينغ وباي ليو، 

ثم تحوّل إلى هالة دائرية وامتصها فم يانغ تشي


فانتفخ بطن يانغ تشي على الفور ، وتجشأ ببطن منتفخ


حدق مو سيتشينغ إلى يديه بذهول، 

عبس ولمس رأسه، 

ثم رفع رأسه ونظر حوله بتعبير حائر:

“ أين… أنا ؟


لماذا أنا هنا…؟”


تبادل كونغ يانغشو ويانغ تشي نظرات تفاهم وابتسما بخبث، 

ثم تقدّما لدعم مو سيتشينغ، الذي يتمايل في مكانه بسبب 

الدوار الناتج عن تأثير المهارة


قال كونغ يانغشو :

“ أنت صانع محتوى خارجي ، 

تبثّ فيديوهات رعب مباشرة عن رؤية الأشباح !”


نظر إليه مو سيتشينغ بذهول:

“ ما هذا الهراء ؟”


تظاهر كونغ يانغشو بالغضب وربت على الحقيبة على كتف 

مو سيتشينغ:

“هيه! كيف تنسى من تكون بعد أن شربت؟ 

افتح الحقيبة بنفسك وانظر .”


فتح مو سيتشينغ حقيبته بارتباك ، وألقى نظرة داخلها


كانت يوجد عدة كاميرات، وحامل ثلاثي قابل للطي، 

وميكروفونان، وكاميرتان احترافيتان موضوعة كلها بعناية 

داخل الحقيبة


وفي الجيب الصغير، توجد بطاقة عمل لمو سيتشينغ 

مكتوب عليها بوضوح: [ مذيع مباشر لمحتوى خارق متعاقد 

مع منصة البث المباشر xx]


تفاجأ مو سيتشينغ، ورفع بطاقة عمله بعدم تصديق، 

وألقى نظرة على صورته فيها، ثم عبس وسأل:

“ هل أنا حقًا… صانع محتوى للظواهر الخارقة ؟”


ابتسم كونغ يانغشو بخبث بجانبه وقال :

“ نعم، هذه هي [هويتك].”


الجانب الأخطر في لعبة ' قرية يينشان ' هو أنها تمنح كل 

لاعب يدخل فيها إعداد هوية انتحارية بشكل خاص


على اللاعبين أن يؤدوا أدوارهم وفق هذه الهوية داخل اللعبة


وإذا تصرفوا بما يخالف إعداد هويتهم، 

فإن صعوبة اللعبة ترتفع بشدة، 

ما يجعلهم عرضة لمواجهة الأشباح الحاقدة والموت 

بسهولة أثناء تحركاتهم


في المرة السابقة التي دخل فيها كونغ يانغشو هذه المرحلة، 

كان عدد اللاعبين ستة


و إحدى الهويات التي حصل عليها أحدهم هي [ مذيع 

مباشر لمحتوى خارق جاء إلى قرية يينشان]، 

وكانت المهمة الجانبية لتلك الهوية هي: [ التقاط صور لأكثر 

الأشباح رعبًا ]


لذا ، ما إن رأى كونغ يانغشو أن مو سيتشينغ يحمل حقيبة كبيرة، 

حتى أدرك أن مو سيتشينغ حصل على هذا الدور


{ لكن أكثر الهويات صعوبة في هذا السيناريو ، لا تزال… }


نظر كونغ يانغشو بخبث إلى باي ليو، الذي كان ممددًا بجوار التابوت


{ باي ليو ، باي ليو إنك حقًا تستحق أن يكون حظك صفرًا ... 

لقد حصلتَ مباشرةً على أصعب هوية شخصية في هذا 

السيناريو الذي خضته سابقًا }


بدا أن مو سيتشينغ قد لاحظ وجود شخص ممدد هناك، 

فنهض فجأة واندفع بغريزته لمساعدة باي ليو، 

ثم هزه بقلق مرتين:


“ هيه ! هييييه ! ما بك؟!”


لكنه توقف بغرابة بعد الهز

{ ما الذي يحدث… 

لماذا أنا قلق إلى هذا الحد على شخص لا أعرفه؟ 

لا يبدو أنني من النوع الذي يتقرب من الغرباء بهذه 

السهولة… 

فلماذا أشعر بهذا القرب نحوه ؟ 


كأننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل… }


لكن قبل أن يتمكن مو سيتشينغ من استيعاب الأمر، 

استعاد باي ليو وعيه


نهض باي ليو بشكل طبيعي، 

وكأن شيئًا لم يحدث، 

مستندًا على كتف مو سيتشينغ


ومدّ مو سيتشينغ يده بشكل عفوي لمساعدته، 

حتى إنه وضع له كرسي صغير ليجلس عليه ويرتاح


بعدما انتهى من مساعدته، 

توقف مو سيتشينغ مرة أخرى، 

وبدأ يدرك ببطء أن هناك خطبًا ما


{ لماذا أنا معتاد هكذا على التصرف مثل خادم لهذا الشخص؟… }


بعدما استيقظ باي ليو، 

لم يُتح المجال أمام كونغ يانغشو ليعطيه أية تلميحات متعمدة، 

إذ قام باي ليو من تلقاء نفسه بفتح حقيبته والبحث عن 

شيء فيها، ثم أومأ برأسه كما لو أنه فهم الوضع


هذا السلوك الطبيعي بشكل مفرط جعل كونغ يانغشو ينظر 

إلى يانغ تشي بريبة، 

و يسأله بعينيه ' هل أنت متأكد أنك التهمت ذاكرة باي ليو؟ '


عندما رأى يانغ تشي تصرفات باي ليو العادية والمسترخية، 

صُدم هو الآخر تمامًا ——-


ربّت يانغ تشي على بطنه في حيرة ؟ 

وبعد أن تأكد من أن الذكريات التي يهضمها في بطنه تخص 

باي ليو، فتح عينيه على وسعهما ورفع ثلاث أصابع ليؤكد 

لكونغ يانغشو ' لقد أكلت ذاكرة باي ليو حقًا ' 👌🏻


الذكريات التي يلتهمها يانغ تشي تدخل إلى معدته وأمعائه 

على شكل [لحم] ويتم هضمها


وإذا كان الهضم سريع ، يمكنه أحيانًا رؤية لمحات من الذكريات


ولهذا السبب كان يانغ تشي دائمًا يخلط بين الذكريات


لكن إن تم التهام كل ذكريات شخص ما، 

فسيكون الأمر مثل التهام بقرة كاملة بالنسبة ليانغ تشي


ولا تكفي مدة اللعبة لهضمها بالكامل


ولهذا، كان كونغ يانغشو يستخدم مهارة يانغ تشي فقط 

لتشويش الخصم، وليس لاستخلاص المعلومات


لكن بما أن يانغ تشي أكد أنه يهضم ذكريات باي ليو، 

فهذا يعني أن باي ليو بلا شك أصبح شخص خالي من الذكريات


سحب كونغ يانغشو نظره واتخذ خطوتين تجريبيتين نحو باي ليو : 

“باي ليو؟ هل أنت بخير؟ 

هل شربت كثيرًا قبل قليل ؟”


رفع باي ليو رأسه ونظر إلى كونغ يانغشو: “ أنا بخير”


جلس كونغ يانغشو بجانب باي ليو وابتسم له بمظهر مشفق:

“أجدادنا ماتوا جميعًا، ونحن جميعًا عدنا إلى موطننا لنؤدي 

طقوس الأسلاف. كلنا في القارب نفسه، لا تحزن.”


: “ أنا لست حزين ...” قال باي ليو وهو يُخرج كتابًا من 

حقيبته، رفعه بابتسامة: “ لأني أشعر وكأنني عدت لأقوم 

بأعمال شريرة "


على الكتاب الذي أخرجه باي ليو كُتبت بفرشاة عريضة 

ومهملة سبع كلمات واضحة : [ مخطوطة شعوذة ماوشان ]


يتبع


───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────

ملاحظة من الكاتبة :

المحتوى المتعلق بالأرواح الشريرة، والدفن، والجثث، 

وتقنيات ماوشان المذكور في هذا الفصل، 

مستندة جزئيًا إلى المراجع التالية:

«كتب ماوشان»، «مدخل ماوشان للتمائم الخيرة 

والشريرة»، «تقنيات ماوشان السرية لطرد الشر»، 

«الكتاب الغامض لماوشان»، وغيرها.

───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────


الأحداث الحمراء : تشير إلى المناسبات السعيدة مثل 

حفلات الزفاف، حيث يرتدي العروسان الأحمر.


الأحداث البيضاء: تشير إلى المناسبات الحزينة أو الكئيبة 

مثل الجنازات، حيث يُرتدى الأبيض في الثقافة الصينية .


الخمسة الحمراء : تشير إلى الوجه الأحمر ( الوجنتان 

المتورّدتان)، الملابس الحمراء (ملابس الزفاف التقليدية)، 

الكرسي الأحمر (يحمل العروس)، 

الأحذية الحمراء، وأحمر الشفاه (مستحضرات تجميل الزفاف).


الخمسة البيضاء: تشير إلى الماء الأبيض (ماء نقي)، 

الملابس البيضاء، 

السراويل البيضاء (يلبسها الموتى في التقاليد)، 

الأحذية البيضاء، 

والنقود الورقية البيضاء (تحرق للموتى).

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي