Ch334
ابتهج كونغ يانغشو في داخله،
لكنه تظاهر بالدهشة وسأل: “ما الذي تنوي فعله بهذا الكتاب ؟”
أجاب باي ليو بهدوء: “ أستخدمه لكسب المال.”
فتح باي ليو الكتاب،
فسقطت منه عدة أوراق من مختلف الأحجام.
انحنى ليلتقطها،
نفض الغبار عنها،
ثم صفّها واحدة تلو الأخرى على الكتاب دون عجلة ولا بطء
كانت تلك الأوراق جميعها سندات دين،
تتراوح المبالغ المستحقة فيها ما بين بضعة آلاف إلى أكثر من مئة ألف.
و تاريخ السداد في كل ورقة محاط بدائرة حمراء غليظة،
ومرسوم بجانبه علامتا تعجب،
مما يدل على خوف المدينين وقلقهم البالغ بشأن السداد
رفع باي ليو يده ليلمس ذقنه،
وكأنه تذكّر شيئ: “يبدو أنني مدين بالكثير من المال للناس.”
نظر كونغ يانغشو إليه، ولم يستطع منع نفسه من الضحك
بسخرية في داخله، وقال في سره { مسكين مفلس }
الشخصية التي حصل عليها باي ليو كانت بالفعل مناسبة له تمامًا
فهو عاطل عن العمل،
بلا مأوى، سواء داخل اللعبة أو خارجها،
وشبح بائس عمره قصير لا يملك حتى المال
كان باي ليو يؤدي دورَ بلطجي ترك الدراسة في المرحلة
الإعدادية، ويعيش حياة التسكع في الشوارع منذ ذلك الحين
سبق له أن سُجن مرتين أو ثلاث بسبب مخالفات قانونية
ورغم كرمه الزائد، الذي جعله يكوّن صداقات مع أنواع
مختلفة من الناس، إلا أن هذا الكرم نفسه جعله يغرق في الديون
وفي هذا التوقيت،
كان الرجل مديون بمبلغ كبير،
وقد بدأ المُقرضون يضغطون عليه ويهددونه بأنه إن لم يُسدّد،
فسيكسرون ساقيه ويجعلونه يزحف على الأرض طوال حياته
ارتعب الرجل، وبدأ يبحث بيأس عن حلّ
فتذكّر كاهن طاويّ مشبوه يعرفه ،
وسأله إن كان هناك طريقة لكسب المال بسرعة
قال الكاهن: “ إذا كنت في ضائقة مالية حقيقية ،
يمكنك أن تذهب إلى مكان شديد اليِن (陰) وتقترض ثروة
من عالم الأرواح .
كلما كانت طاقة اليِن فيه أثقل ، زادت الثروة التي ستنالها .”
حين سمع هذا الأحمق الكلام،
تزامن ذلك مع استلامه لإخطار من فريق الآثار يدعوه للعودة إلى قريته
فكّر قليلاً ثم ابتهج – وهل يوجد مكان على وجه الأرض
مشبّع بطاقة اليِن أكثر من قريته؟
مكان حُفرت فيه القبور القديمة ، وامتلأ بالكآبة والنجاسة؟
وإذا استطاع أن يقترض ثروة الأرواح من مكان كهذا،
فبالتأكيد سيغدو ثريًّا !
ولكن، خوفًا من أن تصيبه كارثة بسبب هذا المال غير
المشروع، تردد الرجل
وسأل الكاهن بحذر: “هل لن يصيبني مكروه إن اقترضت
مالًا مسروقًا كهذا ؟”
رد الكاهن المشبوه ، حين علم أن الرجل سيعود إلى قريته
ليقترض ثروة الأرواح، قائلًا: “ الاقتراض من أجدادك أمر غير
أخلاقي، لكنه ليس خطير .
قد تعاني من بعض الحظ السيئ ، لكن لن تُصاب بكارثة مميتة،
لأنك في النهاية أحد أحفادهم .”
لكن الكاهن لم يعلم على الأرجح أن قرية هذا الشخص
كانت في الحقيقة قرية ينشان ،
وهي قرية صغيرة ذات طقوس جنائزية غريبة
فعمومًا ، لا تُعدّ مشكلة كبيرة أن يقترض الأحفاد من ثروة
أجدادهم في عالم الأرواح
فحتى إن غضب الأجداد من أحفادهم بسبب إخفاقاتهم،
فإنهم عادة ينتظرون وصولهم إلى العالم الآخر لينتقموا
منهم ويعاقبوهم على عقوقهم
فهم لا يؤذونهم بسهولة في حياتهم ؛ لأنهم في النهاية من
نسلهم،
ويأملون أن يستمروا في تقديم البخور والقرابين لهم
لكن… ماذا لو لم يذهب أجدادك أصلًا إلى العالم الآخر؟
ماذا لو كانوا عالقين في هذه القرية الصغيرة، يتجولون ليل
نهار بأرواح مشحونة بالكراهية ؟
إذا اقترضت مالًا منهم حينها، من يدري ما قد يحدث لك؟
أبعد كونغ يانغشو نظرته الحاقدة عن باي ليو،
واستبدلها بنظرة قلقة وقال بتردد: “طلب الثروة عبر طرق
شريرة يتعارض مع قوانين السماء والأرض ،
ولا بد أن يُقابل بعقاب… أليس كذلك ؟”
لكن باي ليو، دون أن يرفع عينيه عن الكتاب،
أجاب بهدوء: “أليست كل الثروات التي تُكتسب بسرعة
ضارّة وغير أخلاقية بطبيعتها ؟”
تفاجأ كونغ يانغشو ورد عليه دون تفكير: “ كيف يمكن أن
تكون كذلك؟”
أدار باي ليو رأسه إليه ونظر إليه بنظرة عابرة وقال:
“ ماذا لو كانت هناك طريقة شريرة ، تُمكنك من تأسيس
شركة تستغل فيها موظفيك دون أن يجرؤوا على الاعتراض،
أو تتنبأ من خلالها بسوق الأسهم مسبقًا لتقضي على آلاف
المستثمرين،
أو تروج لإعلانات تُقنع الآخرين بالاقتراض منك بفوائد عالية
لا يستطيعون مقاومتها ؟
حتى في الألعاب أو المنافسات، يمكنك استخدام الأساليب
الشريرة للقضاء على خصومك ذوي القوة التنافسية الأكبر أولًا،
دون ترك أي أثر، وفي النهاية تفوز بالجائزة .
يمكنك أن تراكم الكثير من الثروة بهذه الطريقة،
ولكن حسب كلامك، أليست كل هذه ثروات غير مشروعة
تم الحصول عليها بأساليب شريرة ؟
هل هذا يعني أن من يفعلون هذه الأمور يجب أن يُعاقَبوا؟”
شعر كونغ يانغشو بالارتباك من نظرة باي ليو الهادئة
فهو نفسه قد قام بهذه الأمور سابقًا،
واستخدم أدوات اشتراها بنقاط اللعبة ليمحو أي أثر
{ كيف عرف باي ليو ذلك ؟!
ألم يفقد ذاكرته بالكامل ؟! }
نظر كونغ يانغشو إلى يانغ تشي بصدمة وريبة —-
ربّت يانغ تشي على بطنه بحيرة،
مشيرًا إلى أنه بالفعل كان يهضم ذاكرة باي ليو
جلس كونغ يانغشو مرة أخرى بقلق وعدم ارتياح وقال:
“ماذا كنت تقول يا باي ليو…؟”
سحب باي ليو نظره بهدوء وقال: “كنت أتخيل ما الذي
يمكن أن أفعله لو حصلت على تلك الأساليب الشريرة.
فهي أسرع الطرق لكسب المال .
أنا حقًا أرغب في هذا النوع من الثروة غير المشروعة .”
تظاهر كونغ يانغشو بالضحك وربّت على كتف باي ليو قائلاً:
“ أنت تمزح مجددًا يا باي ليو.
ألم تقل قبل قليل أن من يفعل هذه الأشياء سينال عقاب ؟”
رمقه باي ليو بنظرة عابرة وقال:
“ لا، لا أعتقد أن من يفعل هذه الأمور سيتعرض للعقاب .
كل الثروات غير الأخلاقية تُقسّم فقط إلى فئتين: قانونية وغير قانونية.
التي تقع ضمن الفئة غير القانونية ستتلقى العقوبة بلا شك،
لكن القانونية منها… على الأغلب لن تُعاقب .”
حاول كونغ يانغشو رسم ابتسامة على وجهه وقال: “هل
هناك طريقة قانونية لكسب الثروة بشكل غير أخلاقي؟”
رفع باي ليو الكتاب في يده،
ونظر إليه بعينين جادتين وقال:
“ كنت أفكر فقط… القانون يحمي حقوق الأحياء ،
لذا فإن استغلال أموال الأحياء يعتبر غير قانوني .
أما استغلال أموال الموتى ، فلا يبدو أنه داخل في نطاق
اهتمام القانون…
لذا ، هو قانوني .
إذًا، اقتراض ثروة الأرواح هو عمل قانوني.”
كونغ يانغشو: “…”
شعر بأن هناك شيئ غير منطقي في الكلام…
لكنه لم يستطع تحديده
فتح باي ليو مخطوطة شعوذة ماوشان،
ووجد أن بعض الصفحات قد تجعّدت من كثرة تقليبها،
مما يدل على أنها قُرئت كثيرًا
بل إن هناك ملاحظات مكتوبة بدقة على إحدى الصفحات
في بداية الصفحة ،
توجد ثلاث حروف كبيرة :
「發陰財」
(اكتساب ثروة الأرواح)
مو سيتشينغ، الواقف خلف باي ليو، قد انسجم تمامًا مع
دوره كمذيع للخوارق ~~ التقط كاميرته وبدأ في التصوير
رأى باي ليو ينظر إلى الكتاب،
فقرّب الكاميرا وبدأ يقرأ معه، قائلاً:
“… (اكتساب ثروة الأرواح)، واو، هذا مكتوب بالصينية
التقليدية، من الصعب قراءته، دعني أرى ماذا يقول…
ابحث عن قبر جديد يُستخدم للدفن،
ويحتوي على شاهد قبر، واسم المتوفى وجنسه،
ويُدفن فيه خلال 100 يوم من الوفاة.
قم بإعداد الطعام… اختر ثلاث ذبائح (ثور، خروف، خنزير)،
وفي اليوم الخامس من أيام الشبح (غوي)،
وفي الساعة الخامسة من فترة اليِن (من 5 مساءً إلى 7 مساءً)،
أحضر ورقة نقود طول العمر… وابدأ الطقس الطقوسي.
أولًا، أشعل أربع عيدان بخور.
ضع واحدة في الفناء الخلفي.
أمسك ثلاث عيدان بخور في يدك اليمنى باتجاه الغرب
وحرّكها في الهواء.
توجَّه بالدعاء لآلهة النهار والليل،
والين واليانغ التائهة،
ثم رتِّل التعويذة—”
كان مو سيتشينغ يراقب باهتمام متزايد،
وقد بدأت نبرته تأخذ طابع الذهول:
“ أمرٌ مزلزل ، سريع كالشهاب ،
يُسمع فورًا في الجهات العشر والعوالم الثلاث،
يدور مع السنين والأشهر، ويدور مع الليل والنهار،
تتلقاه (قونغتساو) ليلاً ونهارًا ،
الين واليانغ ، آلهة التائهين ،
تتواصل مع الجهات الخمس —”
اهتزّ لهب البخور المحترق في المعبد،
وبدأت رياح باردة تعصف في القاعة،
مصدرًا صدى غريب يشبه ضحكة امرأة
تماثيل الطاهرين الثلاثة الواقفة خلف مو سيتشينغ غيّرت تعابيرها الوقورة،
وأصبحت تنظر بحدّة،
رافعة عصيّها ومبتسمة ابتسامة شريرة،
وكأنها على وشك أن توبخ وتضرب مو سيتشينغ، التلميذ
الطاوي الذي تجرأ على أداء طقوس شريرة أمامهم
ترافق صوت الأجراس الرنانة مع هبوب الرياح
الصليب الأحمر المضغوط على التابوت بدأ يتأرجح،
مما جعل الأجراس الأربع المثبّتة في الزوايا تهتز أيضًا
وانطفأت الشموع الثلاث المثبّتة على عيدان البخور التي
أشعلها هي دانيو أمام التمثال،
بعد أن تمايلت مرتين في الرياح الباردة
خفتت أنوار المعبد،
ولم يتبقَّى سوى ضوء أصفر باهت من المصابيح الكهربائية
المعلقة يتمايل على التماثيل
فبدت التماثيل، كما الناس، مشوّهة ومخيفة في هذا الضوء الخافت
حتى صور الرجال السبعة الطيبين،
الذين وُضعت صورهم بالأبيض والأسود على المذبح
المؤقت قبالة التوابيت السبعة،
أصبحت فجأة تثير القشعريرة
ففي الصور، كانوا يحدّقون مباشرة إلى الأشخاص الأربعة
الواقفين في القاعة،
وابتساماتهم اللطيفة بدت مشوّهة على نحو غريب
حين التقت عينا مو سيتشينغ بعيني الرجل العجوز في
الصورة المقابلة له،
انتفض فجأة واستفاق من غفلته
نظر بشكل لا إرادي إلى باي ليو،
فأومأ له الأخير بهدوء: “ لا بأس ، كان لا بد أن تتلو هذه
التعويذة عاجلًا أم آجلًا .
من الأفضل أن نرى تأثيرها مُسبقًا.”
تنهد مو سيتشينغ تنهيدة راحة… دون أن يعرف لماذا
جال باي ليو بنظره في قاعة الجنائز التي أصبحت الآن أكثر ظلمة،
وفجأة توقّف عند تابوتين اثنين
كان كونغ يانغشو ويانغ تشي واقفَين بعيدًا ،
والتوتر واضح على ملامحهما
فحتى لو كنت قد لعبت هذه اللعبة من قبل،
فأنت تعرف أنها مليئة بالمصائد الصغيرة في كل مكان
قبل قليل، حين رتّل مو سيتشينغ تعويذة فجأة،
لو لم يتفاديا الموقف بسرعة،
لربما وقعا في أحد الفخاخ
الصورة بالأبيض والأسود للرجل العجوز على المذبح المقابل
للتابوتَين كانت لوجه طيب وابتسامة ودودة،
ويبدو من الوهلة الأولى أنه شخص صالح
لكن ما جعل الأجواء مخيفة هو أن هاتين الصورتين،
اللّتين كانتا بالأصل صورتين منفصلتين،
قد اندمجتا بطريقة غير مفهومة وسط الفوضى التي حدثت قبل قليل
في هاتين الصورتين،
كان أحد العجائز يضع يده على كتف مو سيتشينغ،
الذي كان يحمل الكاميرا وما زال يبدو مذهولًا؛
أما الآخر، فكان يضع يده على كتف باي ليو بنظرة هادئة،
ولكن وجهه قد تلطّخ ببقع الموت الخضراء، وأظافره
أصبحت طويلة ذات لون أخضر داكن،
وكان يحدّق خارج الصورة بابتسامة مَرَضية غريبة
توقف نظر باي ليو للحظة على يد العجوز التي تمسك بكتفه،
ثم صرف بصره عن الصورة ونظر إلى التعويذات الصفراء على التابوتين
كان لون الزنجفر ( حبر أحمر يستخدم في الطقوس )
على التعويذة باهت ،
وحوافها مهترئة… من الواضح أنها لن تصمد طويلًا
التفت باي ليو نحو مو سيتشينغ وقال:
“اخلع قميصك.”
ارتبك مو سيتشينغ، لكنه نزعه بلا وعي
توقّف نظر باي ليو عند كتف مو سيتشينغ —
كان هناك أثر لأصابع باللونين الأزرق الداكن والأحمر،
علامة قوية واضحة ، وكأن يدًا قبضت عليه للتو
فزع مو سيتشينغ حين رأى بصمة اليد تلك،
وأطلق شتيمة مذعورة
مدّ باي ليو يده ولمس كتف مو سيتشينغ ،
شعر بألم خفيف في ذلك الموضع
فكّ زرين من قميصه، وأدار رأسه،
فرأى بوضوح بصمة يد غائرة على كتفه
الجو بارد للغاية ، حتى إنه لم يشعر بالألم في البداية
نظر باي ليو إلى مو سيتشينغ:
“ كنت تُصوِّر طوال الوقت، صحيح؟ دعني أرى "
ناول مو سيتشينغ الكاميرا بيده المرتجفة
حدّق باي ليو في شاشة الكاميرا الصغيرة،
وضغط زر الرجوع،
وبدأ يبحث بسرعة بين اللقطات المعادة
اقترب مو سيتشينغ منه قليلًا،
مترددًا، خائف من النظر إلى الشاشة،
فسأل بخوف:
“ ما الذي تبحث عنه؟”
توقّف إصبع باي ليو الذي كان يضغط زر الرجوع،
ثم ضغط زر التشغيل:
“ أبحث عن شيء يؤكد شكوكي "
بدأت المشاهد تُعرض بشكل طبيعي،
وكان باي ليو يشاهدها باهتمام شديد
ابتلع مو سيتشينغ ونظر إلى الشاشة
تأرجحت الأضواء في اللقطات المهتزّة،
وكان صوت مو سيتشينغ الخافت وهو يردّد التعويذة
مسموعًا في الخلفية،
ثم دوّى صوت رياح باردة
وفي اللحظة التي انطفأ فيها البخور أمام التمثال،
أظلمت الشاشة كليًا… ثم أضاءت فجأة من جديد
وفي لحظة الظلام والنور تلك،
بدا أن شيئ ما ظهر إلى جانب باي ليو ومو سيتشينغ،
ثم اختفى بسرعة
أعاد باي ليو المشهد مرة أخرى،
لكن هذه المرة بشكل بطيء
وأخيرًا، رآه مو سيتشينغ بوضوح… وتجمد دمه في عروقه
ظهر على الشاشة وجهان متورمان مشوّهان بالكامل ومليئان
بالديدان،
مغطّيان بطحالب خضراء
جسدا الرجلين يشدّان على أكتاف باي ليو ومو سيتشينغ
بأظافر زرقاء وسوداء
ثم نظر العجوزان إلى الكاميرا بنظرة خبيثة،
وأسندا نفسيهما على أكتاف باي ليو ومو سيتشينغ،
وأطلقا ضحكة غريبة
لحم وجهيهما المتورم يتشقّق مع الضحك،
كاشفًا عن جلد شاحب تحته
وفي اللحظة التالية، أضاءت مصابيح الكهرباء المعتمة…
واختفى الوجهان من خلف أذنيهما
ناول باي ليو الكاميرا لمو سيتشينغ، الذي كان قد فقد
صوابه من الرعب،
ثم توجّه نحو التابوت بخطى ثابتة
توقّف عنده، نظر لثانية أو اثنتين إلى التعويذة الصفراء المعلّقة عليه،
ثم مدّ يده كما لو أنه سيزيلها
صرخ كونغ يانغشو بتحذير شديد:
“ ما الذي تفعله ؟!
هذه التعويذة هي [لعنة آنشا] التي تكبح الجثث !
إن مزقتها، لن تبقى هناك قوة تكبح الجثة ،
وسنقع جميعًا في مأزق !”
لكن باي ليو لم يُعر كلامه أي اهتمام،
ومزّق التعويذة الصفراء دون تردد
حين قلبها ، تبيّن أن هناك تعويذة أخرى مرسومة على ظهرها
فتح باي ليو مخطوطة [ شعوذة ماوشان ]
وقلّب صفحاتها عدة مرات،
حتى وجد أخيرًا التعويذة المطابقة لما رآه
قال بهدوء :
“ تعويذة حفظ الجثة ….
إذًا هذا هو الأمر .
ظاهريًا، كانت هذه بالفعل لعنة آنشا، لكن تم التلاعب بها.
فقد وُضعت خلفها تعويذة شريرة أخرى — تعويذة حفظ الجثة —
مهمّتها تحويل جثث الغرقى إلى جثث يين لزيادة قوة الأرواح الشريرة .
والأسوأ من ذلك ، أن التعويذة موضوعة بحيث تواجه
التابوت مباشرة، ما يجعل تأثيرها أقوى .
وضع هذه التعويذة لن يُنتج أي أثر كابح،
بل سيجعل هذه الجثث تتحول إلى جثث يين بسرعة
وتخرج لتعيث فسادًا في الأرض .”
شهق مو سيتشينغ وقال بذهول:
“ كيف عرفت أن هناك شيئ خاطئ في هذه التعويذة؟!”
نظر إليه باي ليو وقال:
“ لأن كل ما في الداخل استطاع الخروج والتقاط صور معنا،
وهذا يعني أن التعويذة ليس لها أي تأثير كابح على الإطلاق .”
وبعد أن أنهى حديثه،
تقدّم باي ليو، ورفع يده،
ومزّق مباشرة التعويذات على التوابيت السبعة الأخرى
فجأة، هبّت رياح عاتية ،
ورنت الأجراس المعلّقة برنين طارئ ،
وغطاء التوابيت السبعة بدأ يهتز بعنف ،
وكأنه على وشك أن يُفتح ويمزّق الخط الأحمر
وفجأة، خرجت يد بأظافر سوداء من طرف التابوت المقابل لباي ليو،
وبدأت ببطء تدفع غطاء التابوت لتفتحه…
يتبع
───── ⋆⋅☆⋅⋆ ─────
ثروة الين : مفهوم في الفينغ شوي يشير إلى الثروات أو
الحظ أو المستقبل الوظيفي المحتمل لدى الشخص .
قونغتساو : رسول سماوي يخدم الإمبراطور اليشمي في الأساطير الصينية .
تعليقات: (0) إضافة تعليق