القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch350 | GHG

 Ch350 | GHG


على وجهها الشاحب تعبير كئيب وهي تمسك بالمظلة فوق 

رأس باي ليو بعينين ضبابيتين


تحول صوت مفاصلها المتكسرة إلى صوت أنثوي خافت:

“ أنت لست هو "


في اللحظة التالية ، أدارت المرأة رأسها لتنظر إلى الطرف 

الآخر من الجسر، 

ثم عادت بنظرها إلى باي ليو

تعبيرها بارد لدرجة تبعث على القشعريرة:

“ لقد انتظرت الكثير من الناس ، لكن لم يكن أيٌّ منهم هو ”


نهاية الجسر أمامهم مباشرةً


توقفت قدما المرأة ونظرت نحو نهاية الجسر بعينين حمراوين


جسدها مبلل تمامًا بمياه النهر الموحلة، 

وتقطر من ثيابها


انقلبت المظلة إلى الداخل، 

وبدأت تشدّ باي ليو نحو الجسر، 

وكأنها على وشك أن تقفز به في أي لحظة


في هذه اللحظة ، لم يعد مو سيتشينغ قادر على التحمل، 

فاندفع ليسحب باي ليو بعيدًا


لكن باي ليو خرج من تحت المظلة بمحض إرادته، 

وأمر ببرود:

“ اقفز !”


تجمّد مو سيتشينغ في مكانه لوهلة، 

لكنه سرعان ما أدرك أن باي ليو يطلب منه القفز في النهر


نظر إلى سطح الماء برعب وعدم تصديق


يوجد الكثير من الجثث الطافية على سطح النهر، 

ووجوهها للأسفل، 

ترتدي ثياب بيضاء وشعورها مبعثرة


وبدا وكأن تلك الجثث سمعت كلمات باي ليو، 

فبدأت تنقلب ببطء، 

كاشفةً عن وجوه متورمة متعفنة، 

تبتسم بفم مفتوح على مصراعيه


{ اللعنة … يوجد هذا العدد الهائل من الجثث تحت الجسر، 

ألن يكون القفز انتحار ؟! }


وقبل أن يتمكن مو سيتشينغ من استيعاب ما يجري، 

أمسك باي ليو بيده وقفز معه إلى النهر دون تردد


تجمّد كل من مو سيتشينغ وشبح المرأة التي ماتت على الجسر لثواني


ربما لم يتوقع أيٌّ منهما أن يكون باي ليو على درجة من 

الإدراك الذاتي تجعله يقفز بنفسه قبل أن تُسحبه هي


سقط باي ليو ومو سيتشينغ في المياه المظلمة ذات الرائحة الكريهة، 

وبدأ الماء يتدفق إلى فم وأنف مو سيتشينغ


كرد فعل لا إرادي، بدأ يسعل ويختنق

ثم جاء من خلفه صوت بكاء نسائي مفجع:

“… أعده إليّ!”


ارتعب مو سيتشينغ من ذلك الصوت، 

فالتفت بسرعة لينظر خلفه


وصُدم حين رأى أن باي ليو قد انتزع مظلة شبح الجسر 

قبل أن يقفز من على الجسر


لم يكن في يد المرأة مظلة بعد الآن


ترتدي الأبيض، ودموع الدماء تنهمر من عينيها


نظرت إلى باي ليو ومو سيتشينغ اللذين قفزا في النهر بحقد شديد، 

ثم استدارت وقفزت مباشرة دون تردد


تناثر اللحم والدماء في كل اتجاه، 

وتحطمت العظام


اصطدمت المرأة بعنف بعمود الجسر، 

فعاد وجهها إلى مظهره الدموي المشوّه


فتحت فمها الضخم المملوء بالطين والرمل، 

ثم بدأت بملاحقة باي ليو في الماء بنظرة وحشية للغاية


وفي تلك اللحظة، لم تكن وحدها


بل بدأوا جميع الجثث الطافية في المياه بالتحرك كما لو 

أنهم أسماك قرش شمّت رائحة الدم


أجسادهم المتورمة المتآكلة تسبح بحركات غريبة، 

مندفعين نحو باي ليو من تحت الماء


: “ اللعنننننة !” صرخ مو سيتشينغ، وهو يشدّ على معصم 

باي ليو ويسبح للأمام،

“اهرب!”


لكن باي ليو قال بهدوء وهو يطفو على سطح الماء ، 

ينظر إلى ضفّتي النهر بوجه شاحب:

“ لا تهرب. لن نتمكن من ذلك .

يوجد من يحرُس الضفاف . 

حتى لو سبحنا إلى الشاطئ، فلن نستطيع الصعود .”


نظر مو سيتشينغ إلى الضفة


كان الكاهن الورقي يرن الجرس الذهبي، 

يقود الزومبي وأشباح الجسر التضحيّة الذين يحملون 

المظلات نحو نهاية الجسر، 

ثم قفز الزومبي وهبطوا على الضفة الأخرى من النهر


ثم ألصق الكاهن الورقي تعويذة على جباه الزومبي الذين 

ظلوا واقفين في مكانهم، 

ثم ابتعد وهو يهز رأسه ويواصل رنين الجرس


عندما واصل الكاهن الورقي السير، 

وصل إلى مدخل الحجرة الرئيسية للمقبرة في الجهة المقابلة من الجسر


وفجأة، وكأن شرارة من بعيد سقطت عليه، 

اشتعل جسده بالنار


و اندلعت نار شرسة على جسد الكاهن الورقي، 

وخلال أنفاس قليلة، تحوّل هذا الرجل الورقي الذي بدا كأنه 

حي إلى دخان واختفى


وفي هذه اللحظة، 

وتحت الضوء الخافت المتوهج من نيران الكاهن الورقي المحترق، 

رأى مو سيتشينغ العديد من جثث الزومبي الضخمة 

والسّاكنة مختبئة في الظلام على الجانب الآخر من الجسر


كان هؤلاء الزومبي جميعهم يبدون كرجال في منتصف العمر، 

وعلى رؤوسهم وُضعت تعويذات صفراء للقمع

وقفوا دون حركة على ضفاف النهر، 

وعلى مسافة محددة، 

بجانبهم تقف أشباح الجسر التضحيّة تمسك بمظلات تحجب وجوههم


بدا وكأنهم وُضعوا بهذا الترتيب خصيصًا لحراسة المقبرة


وعند أقدامهم، 

توجد بعض العظام وحقائب الظهر، 

بالإضافة إلى عدد من الجثث التي لا تزال أعينها مفتوحة، 

تحمل مظاهر الغضب من حياتها، ولم تتحلل بالكامل بعد


أفواه هذه الجثث مفتوحة على مصراعيها من الرعب، 

ووجوهها مسوّدة، 

و على أعناقها فجوتان داميتان ضخمتان


ومن خلال ملابسهم، 

بدا أن هؤلاء القتلى هم من المارة في قرية يينشان، 

وقد دخلوا المقبرة بطريق الخطأ


وعندما صادفوا أشباح الجسر التضحيّة، 

قفزوا في النهر مذعورين محاولين الهرب


لكنهم، وفي محاولتهم النجاة، 

وصلوا إلى الضفة، وقبل أن يتمكنوا من التقاط أنفاسهم، 

انقضّوا عليهم الزومبي الذين يحرسون الضفاف وقتلوهم


وتحت لهب الكاهن الورقي البرتقالي المُشتعل، 

لم يتحرك الزومبي، 

لكن وجوههم بدت شرسة، 

وأعينهم الثلاثة البيضاء تتدحرج وهم يحدقون في باي ليو الطافي على النهر


تعبيرهم يكشف عن بقع دم يابسة صفراء على أنيابهم


{ لا يمكننا الوصول إلى هذه الضفة بعد الآن!


ماذا عن العودة ؟ 

نصعد من فوق الجسر ونتفادى هذه الكارثة ! }


جرّ مو سيتشينغ باي ليو وبدأ يسبح بجنون، 

بينما يلتفت لينظر إلى الطرف الآخر من الجسر


فتّح عينيه بصدمة:

“ لماذا الطريق الذي جئنا منه اختفى ؟!”


في الجهة الأخرى من الجسر ظلام وهَمي، 

لا يمكن رؤية أي مشهد حقيقي أو الطريق الذي سلكوه


كل ما يمكن رؤيته هو نقاط صغيرة من نيران الأشباح الزرقاء 

الخضراء تطوف في الهواء


وفي المسافة ، تلك النيران تغادر الظلمة، 

وتطفو نحو الجسر، وتتحول إلى أشكال ورقية لأشباح


سعل باي ليو مرتين بعدما سقط في الماء، 

مما زاد وجهه شحوبًا:

“لا يوجد رجوع في العالم السفلي، 

لا تفكر في العودة أصلاً ” رد ببرود



مو سيتشينغ : “ لا نستطيع الصعود للشاطئ، 

ولا نستطيع الرجوع… 

إذًا إلى أين نذهب الآن ؟”


وبعد أن أنهى كلامه ، 

التفت إلى الجثث الطافية التي تطاردهم ، 

وشتم غاضبًا:

“ هذه الأشباح تسبح بسرعة بشكل مزعج !”


كان باي ليو قد تنفّس طاقة الـ”يين” واختنق بماء العالم السفلي، 

وكونه إنسان حيّ ، 

فقد خفّت طاقة “اليانغ” لديه بشكل كبير، 

وشعر بضعف شديد


ومنذ أن دخل الماء، كان مو سيتشينغ يسانده بالكامل، 

حاملاً إياه من كتفيه وهو يسبح مع التيار


ولحسن الحظ ، كان مو سيتشينغ يتمتع بلياقة بدنية عالية، 

وباي ليو لم يكن ثقيلًا، 

لذا لا يزال قادر على السباحة بسرعة وهو يجره لمسافة طويلة

لكن رغم ذلك، كانت الجثث الطافية خلفهم تقترب أكثر فأكثر


تنفّس باي ليو بانتظام، 

ثم رفع رموشه المبللة ونظر إلى الجسر:

“ دعنا نلتف ونعود إلى تحت الجسر .”


تجمّد مو سيتشينغ في مكانه:

“ هاااا؟؟!”


نظر باي ليو إلى مو سيتشينغ وقال:

“ مع سرعتك ، ينبغي أن تكون قادرًا على سحب هؤلاء 

الأشباح الطافية حول المكان ، 

ونعود إلى الجسر من تحته .”


سأل مو سيتشينغ من أعماق قلبه :

“لاا، نحن للتو خاطرنا بحياتنا وقفزنا من فوق الجسر

لماذا نعود له مرة أخرى ؟!”


يوجد عدد كبير جدًا من الأشباح على الجسر


إذا عاد باي ليو الآن، فسيكون وكأنه يذهب ليُقتل بنفسه


كان قرار باي ليو غريب لدرجة أن مو سيتشينغ بقي مذهولًا


لكن قبل أن يتمكن من قول أي شيء، لحقتهم جثة طافية فجأة


شعر مو سيتشينغ بقدمه تخطو على ظهر جسد مغطى بالقماش وزلق


ظهرت عدة وجوه شاحبة لغرقى تحت الماء المتمايل حولهم


باي ليو الذي كان يحمله مو سيتشينغ، غرق فجأة 

وكأن شيئ ما أمسك بكاحله وسحبه للأسفل


: “ اللعنننننة تلعنكم !” شتم مو سيتشينغ، وانحنى للخلف، 

مستخدمًا قوته في ذراعيه، 

ثم بدأ يركل ويسحب الشيء الذي يمسك بكاحل باي ليو، 

حتى تمكن أخيرًا من سحبه وإخراجه من الماء


عاد باي ليو إلى سطح الماء، و وجهه أشد شحوبًا من ذي قبل، 

وعيناه مغمضتان، 

وشعره المبلل ملتصق بجبهته، 

وقطرات الماء تنساب عليه


: “ باي ليو !”


سبح مو سيتشينغ وهو يصرخ ويهز باي ليو بعنف


حتى أنه صفعه على وجهه، لكن باي ليو لم يستفق


شعر مو سيتشينغ بخدش في كفه ، 

فتوقف لوهلة ، 

ثم نظر ببطء إلى شفتي باي ليو الشاحبتين


رآى نابان أزرقان بارزان عند طرفي شفتي باي ليو، 

وكأنهما لم يُخبآ جيدًا


و كان هذا ما خدش كف مو سيتشينغ للتو


{ ' الإنسان الحي الذي يفقد طاقته الحيوية يصبح جثة تمشي. 

إذا امتصصت طاقة حيوية كثيرة، 

سأتحوّل على الأرجح إلى جثة تمشي أو زومبي ' }


انهار مو سيتشينغ تمامًا : “ اللعنة عليك !!!

باي ليو ألم تقل إنك تعرف حدودك ولن تدعني أمتص 

طاقتك لدرجة الخطر؟ 

ألم تقل اللعنة أنك شاب قوي وتستطيع تحمل امتصاص 

الطاقة لأكثر من ساعة ؟!

لم يمر وقت طويل! أنت عديم الفائدة جدًا !”


لم يعرف متى سيستفيق باي ليو، ولم يعرف ما عليه فعله


لم يكن بوسعه إلا أن يحاول تنفيذ ما قاله له باي ليو قبل أن يغيب عن الوعي


عضّ مو سيتشينغ على أسنانه، 

ودفع ساقي باي ليو بسرعة، 

وبدأ بالدوران حول الجثث الطافية خلفه


كانت الجثث تطفو وتغوص في الماء، 

ومن حين لآخر تظهر أعين على سطح الماء تحدق إلى باي 

ليو بنظرات شبحيّة جشعة، 

كأنها تماسيح تستعد للانقضاض


وفي المراحل المتأخرة من السحب، 

بدأت يدا مو سيتشينغ تتألمان وتضعفان


رفع رأسه نحو الجسر أمامه وعض على أسنانه، 

ثم اندفع بكل قوته، دافعًا باي ليو نحو أسفل الجسر


بقيت الجثث الطافية خلفه على مسافة بعيدة، 

ولم تكن لتلحق به في الوقت الحالي، 

لكن مو سيتشينغ لم يجرؤ على الاسترخاء على الإطلاق، 

لأن هذه الكائنات ستلحق به عاجلًا أم آجلًا


{ السؤال هو …. ما الذي يفترض بي أن أفعله الآن ؟!


باي ليو لم يخبرني ما عليّ فعله بعد الوصول إلى تحت الجسر ! }


علّق مو سيتشينغ ياقة باي ليو على خطاف بالجسر، 

ليرفعه عن سطح الماء ويتمكن من التنفس بسهولة، 

ثم استدار ووقف حارسًا له بكل كيانه


كان مذعور إلى أقصى حد، 

لكنه حاول التماسك، واستدار ووقف أمام باي ليو


أخذ نفسًا عميقًا، 

ونظر إلى الجثث الطافية البيضاء التي تقترب منه أكثر فأكثر


{ باي ليو شخص دقيق جدًا …

لقد كان يعلم أنه سيتحوّل إلى زومبي، لذا من المؤكد أنه 

ترك لي تلميح لكيفية إيقاظه أو التعامل مع الزومبي قبل أن يغيب! }


بدأ عقل مو سيتشينغ يعمل بأقصى سرعة، 

حتى شعر أنه لم يفكر بهذا التركيز في حياته كلها


{ باي ليو قال إن الزومبي يشربون الدم ويتعبدون للقمر كي 

يعيشوا… أي أن دم الإنسان قادر على تحفيز الزومبي


لكن توجد جثث في كل مكان، 

حتى أنا ميت… من أين نحصل على دم بشري ؟! }


فكر مو سيتشينغ بجهد حتى أصابه الدوار، 

لكنه لم يتمكن من إيجاد طريقة لإيقاظ باي ليو


ولسوء الحظ، كانت الجثث الطافية قد اقتربت بالفعل


جمع أفكاره، ونظر بعينين حمراوين بوحشية


هو نفسه بات شبحًا الآن، 

وهذا يمنحه ميزة طبيعية ضد المخلوقات الميتة المشبعة 

بطاقة الين مثل الجثث الطافية، وهو أنه لا يخاف الموت


بدأ يركل الجثث الطافية البيضاء واحدة تلو الأخرى،

ركلها بقوة، 

كسر أعناق عدة منها وهي تقترب منه بعينين حمراوين، 

ثم رمى رؤوسها على الضفة


{ اذهبوا وابحثوا بأنفسكم أيتها الأشباح اللعينة ! }


لم تكن تلك الجثث لتموت بمجرد أن تُفصل رؤوسها، 

لكن فقدان الرأس كان يفقدها الاتجاه، 

لذا كانت تذهب لتبحث عن رؤوسها، 

مما يطيل الوقت قبل أن تعود لمهاجمة مو سيتشينغ


كان مو سيتشينغ يلهث بشدة وهو يقاتل، 

لكنه تدريجيًا بدأ يلاحظ أن يديه وقدميه بدأتا بالالتواء والتشوه


كما أن ملامح وجهه بدأت تختفي شيئًا فشيئًا


لقد بدأ يتحوّل إلى شبح، 

نتيجة تأثير طاقة الين المنبعثة من الجثث المحيطة به


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي