القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch351 | GHG

 Ch351 | GHG


بدأ رأس مو سيتشينغ يدور بشدة، 

وكل ما أمام عينيه بدأ يتضاعف في الرؤية


اقتربت جثة طافية أخرى من باي ليو بعد أن دارت حوله


مدّ مو سيتشينغ يده لصفعها لا شعوريًا، 

لكن الجثة الطافية تفادت الضربة، 

فاستقرت الصفعة على وجه باي ليو بدلاً منها


أمال باي ليو رأسه قليلاً إلى الأسفل، 

فتسببت أنيابه بشق في شفتيه


و خرج خيط رفيع من الدم من زاوية فمه، 

تقطر على أنيابه، ثم ذاب في شفتيه


واصل مو سيتشينغ القتال بشراسة ضد هذه الجثث الطافية العنيدة


وجهه يبدو وكأنه مغطى بطبقة سميكة من الجبس، 

حتى إن ملامحه لم تعد واضحة


كما أن يديه وقدميه مقلوبة، 

بحيث أصبح معصماه ومرفقاه مواجهَين للداخل


و الأجساد البيضاء الزلقة للجثث الطافية قد تراكمت أمام 

مو سيتشينغ، في حين تمايلت الجثث تحت الماء وهي تشد 

على كاحليه


بعض الجثث استغلت الفرصة لتتجاوز مو سيتشينغ وتزحف نحو باي ليو خلسة


و باي ليو المعلق تحت الجسر ، قد تم جذبه من قبل عدة 

جثث طافية تسللت إليه، حتى أن قميصه تمزق تقريبًا


وفي هذه اللحظة، 

تقطر الدم من شفتي باي ليو إلى الماء… 

وفتح باي ليو عينيه ببطء


كان مو سيتشينغ لا يزال يُسحب للأسفل، 

ولم يظهر منه سوى نصف رأسه فوق سطح الماء،

وفجأة، سُحب من ياقة عنقه ودُفع إلى جانب الجسر


ثم انفجر نور ذهبي قوي من خلفه، 

غمر كل الجثث الطافية والمرأة البيضاء الواقفة أمامه


كان الضوء الذهبي ساطع بشكل هائل، 

حتى إن الناس لن يجرؤوا على النظر إليه مباشرة


شعر مو سيتشينغ، الذي تم سحبه جانبًا، 

وكأنه يُمتص بقوة إلى داخل ذلك النور


كان باي ليو قد فتح مظلة ممزقة، 

ووقف أمام مو سيتشينغ


انطلق الضوء الذهبي من داخل المظلة، 

محاصرًا الجثث الطافية وأشباح الجسر أثناء مطاردتهم


صرخت الجثث الطافية والأشباح و وجوهها تتشوّه بتعبيرات مرعبة


مدّت أطرافها وتلوّت بعنف، 

تحاول الإفلات من المظلة الورقية البيضاء، 

لكنهم كانوا كقطع حديد صغيرة تجذبها مغناطيسات، 

مثبتين بقوة داخل مظلة باي ليو المفتوحة، 

غير قادرين على الحركة


علق باي ليو المظلة على خطاف تحت الجسر، 

ثم دار حول الجثث الطافية والأشباح تحت الماء، 

وطفا مجددًا


مدّ معصمه بوجه شاحب لمو سيتشينغ، الذي وقف 

مذهولًا، كي يمتص بعض الطاقة الحيوية منه


وبعد أن استعادت ملامح مو سيتشينغ شكلها، 

أعطاه باي ليو أمرًا هادئ على الفور:

“خذني إلى الجسر واهرب . 

سنكون بأمان بمجرد أن نعبر الجسر .”


عند سماع ذلك، تسلق مو سيتشينغ الجسر، 

وبعد أن صعد، استدار بسرعة وسحب باي ليو من ذراعيه؛

ثم أمسك بكتف باي ليو وركض به مبتعدًا عن الجسر دون أن يلتفت


لكن ما لبث أن سمع صوت خطوات صغيرة تركض خلفه


استدار مو سيتشينغ ورأى المرأة التي تفتقد نصف وجهها 

تركض خلفهم بملامح مليئة بالحقد


فمها ضخم ، وأسنانها العلوية والسفلية تصطك ببعضها 

وكأنها تتحدث


ومن خلال فمها المفتوح، 

أمكن رؤية الطين والرمال التي تملأه، 

بالإضافة إلى العظام المتعفنة في مؤخرة عنقها


صرخ مو سيتشينغ بصوت عالي : “ إنها تطاردنا!”


فردّ عليه باي ليو، المستلقي على كتفه، 

بصوت خافت مذكِّرًا إياه : “ لا تلتفت .”

كان يبدو منهكًا للغاية ، 

لكن نبرته ظلت هادئة : “ هي لا تستطيع تجاوز الجسر .”


هدوء باي ليو بعث شيئًا من الطمأنينة في نفس مو 

سيتشينغ، 

فجمع آخر ما تبقى لديه من قوة وركض حاملاً باي ليو على ظهره، 

دون أن يتوقف حتى وصل إلى مدخل غرفة القبر الرئيسية


حينها فقط تجرأ على إنزال باي ليو من على كتفه، 

ثم انهار وجلس على الأرض يلهث بشدة


وعلى الرغم من أن مو سيتشينغ، منطقيًا، قد أصبح شبحًا 

ولا يحتاج للتنفس، إلا أن التوتر الشديد الذي مر به قد فعّل 

ردود الفعل الجسدية البشرية داخله


أسند نفسه على الأرض بيديه، 

بينما صدره يرتفع ويهبط بعنف، 

وعيناه زائغتان، ثم سأل متلعثمًا:

“… يطاردونا ؟”


اتكأ باي ليو على جدار التراب ونظر إلى الجهة الأخرى من الجسر:

“ لا .”


شبح المرأة التي تحرس جسر التضحيات تتجول ذهابًا وإيابًا 

على الجسر بثوب أبيض

ومن بعيد، بدا أن النصف العلوي من وجهها قد عاد، 

و تحدق في باي ليو على ما يبدو


لكنها، بعد فترة قصيرة، التفتت بهدوء وسارت بخطى أنيقة 

نحو طرف الجسر، 

ثم فتحت ذراعيها وقفزت إلى الأسفل


تدريجيًا ، التهم الظلام المتسع الجسر بأكمله


ولم يتبقى سوى بعض الأضواء الخضراء الطافية، 

وصوت بكاء نساء حزين يتردد في المكان:


“لماذا لم تعد بعد؟ 

لقد تُركت وحدي أراقب هذا الجسر ليلًا ونهارًا…”


تنهد مو سيتشينغ تنهيدة ارتياح، وقال بشرود:

“ أخيرًا… عمّ الهدوء .”

ثم التفت إلى باي ليو وسأله بفضول:

“كيف عرفت أنهم لن يطاردونا بعد الجسر؟ 

وتلك المظلة… 

لماذا أصدرت فجأة ضوء ذهبي ؟”


نهض باي ليو قليلًا، 

ونفض الغبار عن يديه، 

ونظر إلى مو سيتشينغ الذي لا يزال جالس على الأرض:

“ هل تذكر حين أريتك التعويذة الصفراء الملصقة داخل المظلة ؟”


فكّر مو سيتشينغ قليلًا ثم قال: “ أجل، أتذكر.”


“ تلك التعويذة تُدعى [تعويذة الربط]، 

ووظيفتها هي حبس الأرواح في المكان الذي ماتوا فيه 

بطريقة مأساوية .

يمكن اعتبارها تشكيل لحبس الأرواح الشريرة، 

وهي إحدى تقنيات طائفة ماوشان الأرثوذكسية .


لقد ذُكر تأثير هذه التعويذة في مخطوطة تعويذات ماوشان 

التي أملكها ، لكن لم يكن هناك طريقة لرسمها .

استخدام هذه التعويذة على أشباح الجسر هنا بوضوح كان 

الهدف منه منع الناس من عبور الجسر، 

أي قتلنا نحن الاثنين الذين دخلنا القبر عن طريق الخطأ .”


سأل مو سيتشينغ بحذر: “ هل تعرف من فعلها؟”


أنزل باي ليو عينيه وقال: “هذه التعويذة جديدة جدًا ، 

ولم يمضِي على رسمها أكثر من يوم واحد .

إن لم يكن هناك غرباء آخرون في قرية يينشان، 

فالأرجح أن كونغ يانغشو ويانغ تشي هما من فعلاها .”


شتم مو سيتشينغ: “ اللعنة لهذين الأحمقين .”


ابتسم باي ليو وقال:

“ لكن ليس أمرًا سيئًا بالكامل أن يكونا على استعداد لرسم 

تعويذات لطعننا من الخلف ...”

ثم أخرج ببطء تعويذة مبللة لكنها لا تزال سليمة من كمّه

كانت [تعويذة الربط]


أكمل باي ليو بابتسامة: “ نحن في حاجة ماسة إلى تعويذات أرثوذكسية .”


فغر مو سيتشينغ فمه من الصدمة وقال: “ لقد نزعت التعويذة من المظلة !”


فأجابه باي ليو بهدوء:

“ أجل ، لأن المظلة لم يكن فيها تعويذة واحدة فقط . 

يبدو أن كونغ يانغشو قد ألصق ثلاث تعويذات داخل مظلة 

الشبح ، لضمان عدم فشل خطته وأن يتم حبس من يحاول 

عبور الجسر ….”

ثم أضاف وهو ينظر إلى مو سيتشينغ:

“ أنا نزعت واحدة ، وألصقت الأخرى على الشبح ، 

وتركْت الثالثة داخل المظلة .”


أخيرًا استوعب مو سيتشينغ الأمر وقال:

“ تلك الجثث الطافية ماتت في النهر تحت الجسر . 

إذًا جعلتني أعود إلى الجسر ، 

ثم أفتح المظلة وعليها [تعويذة الربط] لتُحبس الجثث في مكان موتها !”


أومأ باي ليو برأسه: “ كانت هذه خطتي بالفعل ، لكن التنفيذ 

شهد حادثًا صغيرًا .”


لاحظ مو سيتشينغ النابين الصغيرين على شفتي باي ليو، 

فوقف غاضبًا وأشار إليه صارخًا:

“ تسمي هذا حادثًا صغيرًا؟ 

لقد أغمي عليك اللعنة! 

كنت على وشك أن تتحول إلى زومبي! 

خطتك كادت أن تحولنا جميعًا إلى أشباح، هل تفهم ؟!”


تنهد باي ليو بأسف: “ كيف لي أن أعرف أنك عديم الفائدة 

إلى هذا الحد؟ 

أنا جلبت المظلة لأُطهّر جسر الأشباح ، وأخبرتك بالطريق 

المؤدي إلى أسفل الجسر ، 

وكل ما كان عليك فعله هو فتح المظلة ~ .”

ثم نظر إلى مو سيتشينغ بصمت ثم التفت وهو يهز رأسه بخفة :

“… انسَى الأمر ، لا يمكنني لومك . 

لقد كنت مخطئ أيضًا باختياري لك كزميل ~ .”


مو سيتشينغ: “…”


{ … بعد ما قاله باي ليو ، 

بدا وكأن الخطأ كله كان أنا منذ البداية …


كيف يمكن أن أكون غبيًا هكذا ؟ 


بالفعل لماذا لم أفكر بفتح المظلة حينها ؟! }


بدأ مو سيتشينغ يُراجع نفسه بجدية وألم، 

وانخفض رأسه بإحباط


أما باي ليو، الذي لم يُخبر زميله بالخطة، 

وأُغمي عليه في منتصفها، 

ثم ألقى باللوم عليه لاحقًا، 

فقد نظر إليه بهدوء، وربت على كتفه بتسامح قائلاً:

“ لا بأس ، فقط انتبه في المرة القادمة . هيا بنا الآن .”


نظر مو سيتشينغ إلى أنياب باي ليو التي تبرز من بين شفتيه، 

وزاد شعوره بالذنب ، 

فسأله بتردد:

“… أنياب الزومبي خاصتك، هل أنت بخير ؟”


لوّح باي ليو بيده وكأن الأمر لا يستحق الذكر:

“ بخير . 

الزومبي الحقيقي أنيابه أطول من بوصة . 

في أسوأ الأحوال، لدي طاقة يين كثيرة فقط .”


عبس مو سيتشينغ بحاجبيه وسأله:

“هل هي مجرد طاقة يين؟ 

إذًا لماذا لم تستطع الاستيقاظ سابقًا ؟”


أجاب باي ليو:

“ طاقة اليين ، ومياه اليين ، وجسر العالم السفلي كلها أثّرت 

على جسدي ككائن حي، 

مما جعل وعيي ضبابي لبعض الوقت .”

ثم نظر إلى مو :

“ وقد أعود لاحقًا إلى نفس الحالة ، 

لكن هناك طريقة لإيقاظي .”


أنصت مو سيتشينغ باهتمام: “ ما هي؟”


لمس باي ليو أثر الدم على أنيابه وقال:

“ الدم البشري . 

شرب الدم البشري يمكن أن يوقظني .”


صُدم مو سيتشينغ: “ لكن هذا القبر مليء بأشباح من العالم 

السفلي، من أين نأتي بدماء البشر…”


ابتسم باي ليو وقال:

“ أنا .

رغم أن طاقتي يين كثيرة ، إلا أنني لا أزال إنسان حي . 

ودمي فعّال . 

أنت ضربت أسناني سابقًا وجعلتني أنزف ، 

وعندما تذوقت دمي، استيقظت من تلقاء نفسي .”


سكت مو سيتشينغ قليلاً ثم قال:

“ شكرًا لك "


كان يعلم أن باي ليو فعل كل هذا فقط لإنقاذه


ابتسم باي ليو :

“ لطالما شعرت أن حياتك يجب أن تكون لي منذ زمن . 

فمن الطبيعي أن أحمي ممتلكاتي . لا حاجة للشكر .”


وأثناء حديثهما، 

كانا يواصلان السير باتجاه القبر الرئيسي


وسرعان ما وصلا إلى المكان الذي احترق فيه الكاهن الورقي سابقًا


و رأوا رماد على الأرض


ثم تقدما خطوة أخرى نحو ممر القبر الرئيسي


الممر مظلم للغاية، 

دون وجود أي مصدر للضوء، 

لكن رائحة قوية ومقرفة من البخور والشموع والمراهم 

تعبق في الجو، 

ممزوجة برائحة الفواكه الفاسدة وحلوى الزفاف الدهنية الحالية


وعلى عكس برودة جسر الأشباح من قبل، 

كلما اقترب باي ليو ومو سيتشينغ من القبر الرئيسي، 

ارتفعت درجة الحرارة


موجات من الحرارة تتصاعد من الداخل، 

وأصبحت رائحة الفواكه الفاسدة وحلوى الزفاف طازجة، 

بينما تحولت رائحة البخور والشموع والمراهم إلى عطرٍ لطيف


وبشكل خافت، 

يمكن سماع أصوات تصادم كؤوس الخمر، 

وعبارات تهنئة، 

وخطوات أقدام ذاهبة وآتية، وتأنيب أطفال يعبثون


هذه الأصوات تتردد في ممر القبر، 

وتتحول إلى أصداء طويلة وغامضة، 

مما غيّر الجو من احتفال إلى رهبة


قال باي ليو وهو ينظر إلى ممر القبر الرئيسي وكأنه أدرك شيئ :

“ يبدو أن الداخل يعج بالحياة . 

يبدو كأن وليمة كبرى تُقام .”


ارتجف مو سيتشينغ وهو يفرك ذراعيه، 

وقد غطت القشعريرة جسده:

“ أليس هذا يعني أن عدد الأشباح هنا كبير ؟”


أجاب باي ليو بهدوء:

“ لست متأكد إذا كان كثير ، لكن من المؤكد أنه ليس قليلًا، 

وإلا لما أُقيمت وليمة .”


أضاء الممر المظلم فجأة بفوانيس حمراء، 

امتدت من الخارج إلى الداخل


وعلى كل فانوس أحمر ، توجد ورقة بيضاء ملصقة عليها 

“囍” (السعادة المزدوجة)


تدلّت هذه الفوانيس من السقف، 

من بداية الممر إلى عمقه حيث لم يعد باي ليو قادرًا على رؤية النهاية


الضوء الأحمر الساطع المنبعث من الفوانيس جعل الممر يبدو وكأنه ينزف دمًا


وفجأة، أصبحت الأصوات الغامضة القادمة من داخل القبر واضحة وحادة :


“ لقد جاء ضيف لتهنئتنا!”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي