Ch373 | GHG
قاعة اجتماعات السيرك المتجول ——
فتح وانغ شون الشاشة أمامه،
وبدأ بعرض جوانب مختلفة من المعلومات،
موضحًا سير الأمور بطريقة منظمة وواضحة:
“ بما أننا فزنا في المرحلة السابقة واقترب الموسم التحضيري من نهايته ،
فإننا سنبدأ بمواجهة فرق من التنصيفات العليا .
صحيح أنهم ليسوا بقوة ‘الحملان المهووسة’،
لكن لا ينبغي أن نأخذهم بخفة ...”
وبينما يتحدث ، دفع باي ليو الباب ودخل ،
وتوجّه مباشرةً إلى الكرسي في مقدمة الغرفة ،
جلس واستدار ورفع يده مشيرًا إلى وانغ شون أن يتابع
أومأ وانغ شون لـ باي ليو، وأكمل:
“الرئيس باي، القائد تانغ وأنا ناقشنا الأمر،
ونعتقد أن تدريبكم وتنسيقكم أصبح جيدًا بما يكفي.
و التركيز الآن سيكون على مباريات الفرِق ”
استدار باي ليو، واتكأ إلى الخلف على الكرسي،
وبدأ ينقر بأصابعه على الطاولة أمام مو سيتشينغ،
الذي كان يغفو
: “ هل تعرفون ما هو الأهم في مباريات الفرق ؟”
كان مو سيتشينغ يغطّ في النوم ورأسه مسند على يده،
فقد أصيب في المباراة واستنزف الكثير من طاقته،
وكان مرهقًا تمامًا،
وعندما ناداه باي ليو، هزّ رأسه واستيقظ بنظرة مشوشة:
”… الإحساس بالتعاون؟”
: “ لا ...” قال وانغ شون بقلق وهو ينظر إلى مو :
“ إنه الطاقة يا إله مو ،،
في المرحلة القادمة لن يكون هناك فقط مباريات فردية،
بل مباريات ثنائية ، ومباريات جماعية أيضاً ،
وعلى عكس التدريبات في بركة الألعاب أو مباريات ما
قبل الموسم البسيطة،
ستكون بقوة وكثافة تشبه تلك التي شهدناها اليوم في مباراة الثنائي .
وعلى عكس القوة البدنية أو الذهنية التي يمكن تعويضها
بالجرعات،
فإن وعيكم سيكون في حالة توتر شديد خلال هذه المواجهات عالية الكثافة ،
وهذا سيجعلكم تشعرون بالإرهاق ،
وتنخفض حالتكم بشكل كبير ”
نظر وانغ شون إلى باي ليو بقلق:
“ يا رئيس باي ، أمامنا مواجهتان قويتان على التوالي،
وقد لا يتمكن مو سيتشينغ والمبتدئين الجدد من مواكبة
هذا الجهد ”
قال باي ليو، وهو يعقد ذراعيه:
“ لقد عدت أساسًا لمناقشة هذا الأمر معكم.
ليو جي يي هي الأهم بين اللاعبين،
ويجب الحفاظ على حالتها،
كما أن مهاراتها لا تناسب المباريات الفردية أو الثنائية ،
لذا ستشارك فقط في المباريات الجماعية .
مو كي سيلعب مباراة فردية عندما يكون في حالة جيدة.
أما المباريات الثنائية فستكون بيني وبين مو سيتشينغ.”
ثم رفع باي ليو رأسه ونظر للجميع وتابع :
“ اللاعبون الأساسيون في الفردي عادةً هم أنا والقائد تانغ،
والثنائي الأساسي في الثنائي هو أنا ومو سيتشينغ.
هل لدى أحد اعتراض؟”
كان تانغ إردا أول من أومأ برأسه قائلاً:
“ أنا موافق، لا اعتراض لدي.”
لكن مو سيتشينغ رفع يده على الفور وقال باعتراض:
“ عندي اعتراض .
أنت لاعب أساسي في الفردي ،
وثنائي أساسي في الثنائي ، ومسؤول عن التكتيك أيضًا؟
لا يا باي ليو، أنت بنفسك مبتدئ جديد،
وتقول إننا كمبتدئين جدد لن نتحمل لعب مباراتين
متتاليتين، بينما أنت تخطط للعب ثلاث مباريات على
التوالي؟
هل تعتقد أن طاقتك ستكفي ؟!”
{ أشعر بتعب شديد بعد مباراة واحدة فقط بسبب مهارات
يانغ تشي وكونغ يانغشو ، عقلي لا يزال يطن،
وكل ما أريده الآن هو النوم ،
فكيف سيكون حال باي ليو إذا خاض ثلاث مباريات ؟ }
وفي نهاية جملة مو سيتشينغ، شعر تانغ إردا بالمفاجأة
في البداية لم يجد مشكلة في هذا الترتيب لأنه في خطوط
العالم الأخرى ، كان باي ليو أو بالأدق باي ليو 6 يلعب ثلاث
مباريات دائمًا
لكنه تذكر الآن أن باي ليو الحالي لا يزال جديد تمامًا في
الموسم الأول،
ولعب ثلاث مباريات ضد فرق قوية سيكون أمرًا مرهقًا للغاية
حتى هو نفسه قد لا يتمكن من الحفاظ على مستواه في ثلاث مباريات.
ليو جي يي اقترحت بهدوء:
“ لا مشكلة لدي أن أكون في المباريات الجماعية ،
لكن باي ليو تصنيفك لنفسك فيه مشكلة كبيرة .
لن أتحدث عن الفردي ، فمو كي وتانغ إردا
هم الخيارات المنطقية بسبب مهاراتهم الهجومية ،
لكن لا داعي أن تكون أنت ومو سيتشينغ ثابتين في الثنائي .”
قال مو كي وهو يفكر:
“ هل يمكن أن نتناوب في الثنائي ؟
مثل أن أكون أنا أو مو سيتشينغ مع أي شخص آخر من الفريق ؟”
قال باي ليو بنبرة هادئة وهو يُحلّل:
“ لكن مو سيتشينغ لا يمتلك التناغم الكافي لدعم باقي
لاعبي الفريق في نظام التناوب .
اللاعب الوحيد الذي يمكن تثبيته في منافسات الثنائي هو
أنا، لأني أستطيع التكيّف مع الجميع .”
ثم تابع:
“ لكن بما أن تانغ إردا ومو كي سيتناوبان في مباريات
الفردي، فإن اختيار مو سيتشينغ كشريكي في مباريات
الثنائي هو الخيار المثالي ”
زمت ليو جي يي فمها ، ولم تتمكن من الاعتراض،
فالجميع كانوا يعلمون أن اقتراح باي ليو هو الأفضل من
الناحية التكتيكية ،
لكنه في الوقت نفسه كان الأكثر إنهاكًا لباي ليو نفسه
نهض باي ليو من مكانه وقال بنبرة خفيفة:
“ طالما لا توجد اعتراضات أخرى ،
إذن فالتشكيلة التكتيكية مُعتمدة مؤقتًا .
أنتم جميعًا متعبون اليوم ، عودوا للراحة .”
كان في قلوب الجميع اعتراضات،
لكنهم كتموها عندما رأوا الهالات السوداء تحت عيني باي
ليو والإرهاق الواضح على وجهه
{ … أكثر شخص مرهق اليوم هو أنت يا باي ليو ،
أنت من يحتاج إلى الراحة فعلًا }
لم يتمالك وانغ شون نفسه من إلقاء نظرة خاطفة على باي ليو
في الحقيقة —- باي ليو كان قد حدد هذا الترتيب مسبقًا ،
وعارضه وانغ شون بشدة وقتها ،
لكن باي ليو أقنعه ببضع كلمات ،
حتى اضطر وانغ شون للاحتجاج بأن الأعضاء الآخرين لن يوافقوا
فقط ابتسم باي ليو وقال ' سيوافقون '
وقتها ظن وانغ شون أن هذا مستحيل ،
فالأعضاء يهتمون كثيرًا بـ باي ليو ولن يسمحوا له بإرهاق نفسه هكذا
لكن في النهاية ، استغل باي ليو اهتمامهم به لتمرير الأمر بسلاسة
تنهد وانغ شون وهو يرتب الأوراق بين يديه
{ ها هو مجددًا… الرئيس باي الذي يبدو وكأنه يناقش
الفريق ، لكنه في الحقيقة يتخذ كل القرارات بمفرده
… من ذا الذي سيتمكن يومًا ما من جعل هذا العقلاني
المتعجرف يُغيّر رأيه ؟ }
⸻
عندما خرج باي ليو ورفاقه من اللعبة،
كان الليل قد حلّ في العالم الواقعي
دو سان ينغ لم يُسجل دخوله لمشاهدة المباراة ،
فقد نسيها تمامًا ، ولم يتذكرها إلا عندما رأى باي ليو عائدًا إلى المنزل
انحنى دو سان ينغ بزاوية 180 درجة أمام باي ليو وهو يرتجف:
“أنا آسف جدًا، سيد باي ليو! لقد نسيت تمامًا !”
قال باي ليو بلا مبالاة وهو يخلع ربطة عنقه ويمشي نحو
الداخل ليعلقها:
“ لا بأس ...”
ثم ابتسم ونظر إلى دو سان ينغ، وسأله:
“ لقد فُزنا .
ماذا أكلت اليوم ؟”
كان باي ليو يتحدث عن الفوز وكأنه ذكر وجبة طعام ،
أمر اعتيادي تمامًا مثل الإفطار أو الغداء ،
شيء مسلم به بالنسبة له
انجرف دو سان ينغ مع إيقاع باي ليو بسهولة ،
وبدأ يحاول التذكّر:
“ أكلت نودلز باللحم في الصباح ،
ووجبة غداء من الإوز المشوي في الظهر .”
سأله باي ليو بينما يترنّح على الأريكة ويخرج هاتفه من
جيب بنطاله الرسمي:
“ولم تأكل شيئ حتى الآن في المساء؟
ما رأيك بعشاء شهي؟
أعزمك على وجبة هوت بوت .”
من زاوية نظر دو سان ينغ ، بسبب إزالة باي ليو لربطة العنق
كان يرى تفاحة آدم وهي تتحرك صعودًا وهبوطًا أسفل الزر
الأول المفتوح من قميصه،
وعظام الترقوة والظهر ممتدة بارتخاء ،
بينما كتفاه وعنقه يستندان على الأريكة ،
وعيناه نصف مغمضتين
هذه الوضعية جعلت دو سان ينغ يتجمد للحظة
لسبب ما شعر أن باي ليو اليوم مسترخٍ جدًا،
وكأنه في مزاج جيد
{ هل لأنه فاز بالمباراة ؟
لكن… لم يحدث شيء مماثل في السابق عندما فاز السيد
باي ليو في المنافسات… }
رفع باي ليو نظره نحو دو سان ينغ من زاويةٍ مائلة ،
ولوّح بهاتفه المحمول :
“هل نأكل؟ إذا وافقت سأدعو الآخرين أيضًا؟ ”
قال دو سان ينغ، وقد غمرته المفاجأة:
“ لا ، ألن يُكلّف الكثير ؟”
ابتسم باي ليو:
“ لن يُكلّفني شيئ . إذًا أتصل بأحدهم ؟”
في أقل من ثانية ، سمع دو سان ينغ صوت باي ليو يقول:
“ لو ييتشان هل انتهيت من العمل ؟”
وسمع دو سان ينغ صوت تذمّر من الطرف الآخر حول
العمل الإضافي ، فابتسم باي ليو قليلًا
قال باي ليو بنبرة عابرة، بينما ينظر إلى الأسفل:
“ السيد لو فزت في المباراة ضد الحملان المهووسة .
فلنحتفل اليوم ،
ما رأيك أن نذهب إلى منزلك ونتناول الهوت بوت ؟”
تجمّد دو سان ينغ في مكانه عندما سمع هذا
— لقد تعلّم من وانغ شون أن أحاديث اللعبة غير صالحة
أو غير مفهومة بالنسبة للناس العاديين
{ لماذا يتحدث السيد باي ليو فجأة مع شخص عادي عن أمر يخص اللعبة ؟ }
مدّ باي ليو يده ووضعها على ظهر الأريكة ،
ثم بدأ يقرع بأصابعه بشكل منتظم — ودو سان ينغ دون
وعي، بدأ يقلّده — سبع نقرات —-
ططق ططق ططق طق طق ططق —- سبعه ثواني —
بعد النقرة السابع ،
سمع دو سان ينغ صوت لو ييتشان المُندهش على الهاتف:
“ باي ليو ماذا قلت للتو ؟”
ابتسم باي ليو مجددًا —ابتسامة خفيفة كسحابة عابرة على وجهه
قال باي ليو بهدوء:
“لا شيء… فقط تذكّرت أنني لم أتناول العشاء منذ وقت
طويل مع الأخت ديان .”
صمت لو ييتشان للحظة ، ثم ضحك بخفة :
“ هذا صحيح ، بعد عيد ميلادك قبل عامين وكأنك كبرت
فجأة ، رفضت تمامًا المجيء إلى منزلنا لتناول الطعام،
في الماضي على الأقل كنت تشتري برتقالًا مخفضًا وتأتي
لتتناول الطعام معنا ..
أنا وفانغ ديان كنّا نحتفل بعيد ميلادك كل سنة لكن لاحقًا
لم تعد ترغب حتى بالاحتفال به ،،
بالمناسبة، عيد ميلادك هذا العام قريب أيضًا أليس كذلك ؟"
همهم باي ليو صوت بلا مبالاة
ضحك لو ييتشان ضحكة مرحة طفيفة:
“ ماذا ؟
هل بدأت تشعر بالحنين أو أصبحت عاطفي في سن الخامسة والعشرين؟
أخيرًا تريد المجيء إلى منزل الأخت ديان لتناول الطعام
والسماح لنا بالاحتفال بعيد ميلادك ؟
لكن الاحتفال الآن مبكر قليلًا ،
اليوم لنأكل وجبة عادية فقط …
لم أنتهِي من العمل بعد ،
اشتري مكونات الطعام بنفسك ، الأخت ديان في المنزل ،
ومعك مفتاح منزلنا .
اشترِي ما ترغب بأكله ، واذهب إلى هناك ،
دَع أختك ديان تطبخ لك.
وسأحوّل لك المال لاحقًا…
آههخ صحيح ديان لا تجيد الطبخ…
أنتما اعتنيا بالمكونات إلى أن أعود ،
أو انتظراني حتى أصل وأعدّ الطعام…”
قاطع باي ليو الحديث فجأة:
“ لو ييتشان "
توقف لو ييتشان
باي ليو بجدية:
“إذا وُجدت لعبة في يومٍ ما، وكان كلانا يرغب بشدة في
الفوز بها… هل ستخسر لي عن قصد ؟”
سكت لو ييتشان طويلاً…
ثم ضحك ضحكة خافتة للغاية ، بالكاد تُسمع ، وقال:
“ لا ،،،
سأفعل كل ما بوسعي لهزيمتك باي ليو "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق