القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch372 | GHG

 Ch372 | GHG


كان باي يي يتصرف كأمّ قلقة على ابنتها التي خرجت في أول 

موعد غرامي ، 

يتنقّل جيئة وذهابًا أمام مقرّ نقابة القتلة ، 

ويداه مشبوكتان خلف ظهره ، يتنهّد بقلق:

“ لماذا لم يرجع بعد…؟”


باي جيا مو الذي شعر بالدوار من كثرة حركته ، 

قال بضجر: " ألا يمكنك أن تهدأ وتجلس تنتظر ؟"


ردّ باي يي بوجه يفيض بالدراما والقلق :

“ زعيم نقابتنا سيكون مجرد بديل ؟ 

كيف تتوقّع مني أن أهدأ ؟!”


باي جيا مو بثقة :

“سبيدز لا يمكن أن يكون مجرد بديل ، 

هو لا يبدو كمن يفهم شيئ في العلاقات ، لكنه لا يزال متعجرف فخور . 

لا تقلق، أظن أن باي ليو سيكشف أوراقه ، 

وسبيدز سيعود بعد المواجهة معه "


فشل باي يي في الردّ على هذا التحليل ، 

فقرر أن يجرّ شخص آخر إلى النقاش ~ :

“ أيها القاضي ما رأيك أنت؟ 

ماذا سيفعل سبيدز؟”


كان القاضي متكئ على سور الشرفة ، 

مغمض العينين قليلاً ، 

يستمتع بنسمات الهواء ، 

التفت بحيرة وكأنه لا يفهم السؤال : 

" المشاعر أمر يعود لأصحابها "


لكن باي يي، الذي بات يعرف أسلوب القاضي في التملص، 

أصرّ بعينين حادتين:

“ أنا لا أريد أن أسمع رأي الأطراف المعنية الآن ، 

أريد أن أسمع رأيك أنت ، 

باعتبارك طرف خارجي .”


قال القاضي وهو يربّت على ذقنه مبتسم :

“ رأيي؟ … 

حتى لو كان باي ليو لا يريد سبيدز، 

فهذا لا يتناقض مع حقيقة أنه قد وقع في حبه ”


أصيب باي يي بالحيرة سريعًا :

“ هاه؟ ماذا تعني ؟”


رفع القاضي حاجبيه وهو يبتسم وكأن شيئ مضحك خطر بباله :

“ مثل شخص في الثامنة عشرة كان يقول أنه لن يتخلى عن 

آيس كريمه ، لكنه في النهاية أعطاه لشخص آخر …”

نظر من النافذة بنظرة مستغرقة في الذكريات :

“ هو فقط لا يتذكر الآن ….

لكن أعتقد أنه سيتخذ نفس القرار كما في الماضي ...


لأن الذي طلب الآيس كريم من 'باي ليو' هو نفس الشخص ."


—————-


في هذا الوقت ، 

سبيدز يحدّق في باي ليو ويسأله بجدية :

“ إذاً أنا تذكار ، ألا يمكنك أن تحبني؟ ”


لم يُجب باي ليو فورًا ، بل حوّل نظره بعيدًا وشرح بهدوء :

“ المشاعر التي تُمنح لتذكار تختلف تمامًا عن المشاعر 

التي تُمنح لشخص ، 

بل إنها أقل شأنًا .”


وافق سبيدز على هذا المنطق بكل تلقائية، 

دون تردد، وقال وهو يقترب من باي ليو ويمسك بمعصمه:

“إذًا يمكنك أن تحبني الآن… كمجرد تذكار ”


حاول باي ليو سحب يده، لكن سبيدز تمسّك به بقوة، 

وكأنه لن يتركه حتى يسمع الإجابة


أدار باي ليو وجهه ، ونبرته باتت أكثر برودًا :

“ أنت لست تذكار جيد بما يكفي حتى ”


ردّ سبيدز وهو يقترب أكثر ، يهمس قرب أذن باي ليو :

“ما الذي لست جيد فيه؟ 

لقد مدحتَ جسدي سابقاً ، 

إذن هل المشكلة في... ”


قاطعه باي ليو بنفَس متسارع :

“ يكفي ، 

لا أريد أن…”


لكنه لم يكمل ، إذ قاطعه سبيدز بالسؤال:

“ هل المشكلة في وجهي ؟” 

ثم أمسك وجهه بيده اليسرى ، 

يتفحّص ملامحه بحيرة :

“ هل أنا لست وسيماً بما يكفي ؟”


باي ليو:

“ لا، أنت لا تشبهه بما يكفي ”


توقف سبيدز للحظة ، 

ثم حدّق في باي ليو بوجه خالي من التعبير، 

وكأنه لن يتراجع:

“ ما الذي لا يشبهه ؟ 

الفم؟ الأنف؟ أم العينان ؟”


أخيرًا، التفت باي ليو إليه وقال ببرود:

“ العظام .”


تجمّد سبيدز قليلاً ، 


تنهد باي ليو براحة لا يمكن إنكارها ، 

لقد كان من الصعب التعامل مع هذا الرجل ، 

وكان يأمل أن يتراجع سبيدز في النهاية


لكن…


قال سبيدز وكأنه أدرك شيئ :

“ آه، هذا ؟” 

ثم رفع السوط الذي يحمله، 

ووجّهه نحو وجهه، 

مستعدًا لشقّ بشرته ليعدل عظام وجهه :

“ يمكنني إخراجها وتعديلها ”


اتسعت حدقة باي ليو ، 

وأسرع بإمساك السوط ، 

ولكن بعد أن اقترب السلاح الحاد من وجه سبيدز، 

ترك جرح عميق يمتدّ حتى العظم في الجانب الأيسر من وجهه


و تقطّرت الدماء الباردة من فك سبيدز وسقطت على ظهر يد باي ليو


ارتعشت جفون باي ليو وتجمّد صوته ببرود :

“ ما الذي تفعله ؟”


ردّ سبيدز بنبرة طبيعية ، وكأن ما فعله لم يكن بالأمر الكبير:

“ أغيّر شكل العظام التي لا تعجبك "


صدر باي ليو ارتفع وانخفض مرتين ، 

ثم أخذ نفسًا عميقًا وبطيئًا، 

ولا تزال دماء سبيدز الباردة تتقطر على يده، 

وبرودتها جعلته يشعر بالقشعريرة


قال باي ليو وهو ينظر إلى الجرح على وجه سبيدز، 

وعيناه تزدادان برودة:

“ أنا لا أحتفظ بتذكار تم تعديله يدويًا ….. ”

و أضاف بجفاء :

“ ولا أقبل تذكار به عيوب أو ندوب ”


أكّد سبيدز على الفور :

“ لن يبقى هناك جرح ، أنا أشفى بسرعة .”


تنهد باي ليو نفسًا طويلاً ببطء ، ثم مدّ يده قائلاً :

“ أعطني الضمادات .”


ناول سبيدز بسرعة الضمادة التي كان يقبض عليها طوال 

الوقت إلى يد باي ليو


نظر باي ليو إلى الضمادة المجعدة في يده ، 

ثم خفّض عينيه وقال:

“ اخفض رأسك "


انصاع سبيدز فورًا وأخفض رأسه، 

بينما رفع باي ليو يده، 

ومن دون أن يُبعد بنظره، 

مدّ ذراعه وأحاط وجه سبيدز بيده وبدأ يلفّ الضمادة حول 

جرحه ، 

وسبيدز يحدّق فيه دون أن يرمش


توقّفت حركة باي ليو فجأة ، 

وتجمّد في اللحظة التي كانت فيها الضمادة توشك على أن 

تغطي عيني سبيدز


وجه سبيدز الملفوف بالضمادات ، 

والذي لم يبقَى منه سوى عينيه السوداوين، 

جعل باي ليو يسرح للحظة


حين كان شي تا في الميتم ، 

صنع دمية ذات قوام طويل وهزيل ومرعب ( دمية سلندر مان )

لكنها لم تملك وجه بسبب عدم وجود ضمادات كافية


لاحقًا بعد أن تم سحب دم شي تا مرارًا وتكرارًا ، 

كان جسمه مليئ بثقوب الإبر ، 

فقام باي ليو بسرقة ضمادات من العيادة لتضميد جروح جسده


ثم نظر شي تا إلى باي ليو ، الذي كان يلفّ له الضمادات ، 

وهمس قائلاً :

" حين تُزال هذه الضمادات ، 

سيكون للدمية وجه "


لكن ، حتى النهاية ، لم يرَى باي ليو شي تا وهو يرتدي القناع 

المصنوع من الضمادات


( يعني شي تا يشبّه نفسه بالدميه ، 

إنه صار جسده كله ملفوف بالضمادات نفس الدمية

بس يبقى راسه ، 

يلبس قناع هذه الضمادات ويصير نفس الدمية تماماً ،

بس مات قبل يسويها )


أما سبيدز، فها هو الآن ، 

مغطى بالضمادات حتى لم يتبقّى سوى عينيه السوداوين، 

يحدّق في باي ليو بهدوء ومن دون رمش ، 

كما لو أنه يرغب في تقديم نفسه كتذكار مثالي له، 

حتى وإن كان مليئ بالكدمات ،


توقّف باي ليو مرة أخرى وهو يلف الضمادات


ومع أن فم سبيدز ملفوف ، إلا أنه لم يتوقف عن الكلام ،

وقال بصوت مكتوم: "عندما نظرت إليّ قبل قليل ، 

شعرت أنك تريد تقبيلي..."


شدّ باي ليو على الضمادة فجأة ، 

مما أجبر سبيدز على الاقتراب منه بخطوتين ، 

ثم شدّها لأعلى بثبات ولفّها فوق عيني سبيدز ببرود


قال سبيدز وهو يرمش باستغراب ، 

وقد بدأ سؤال يتكوّن في رأسه :

“لكن… لا يوجد لدي إصابات على عيني حتى تلفّها…”


ردّ باي ليو بنبرة هادئة :

“ إذا واصلت قول الهراء ، سيكون هناك إصابة لاحقًا .”


لم يفهم سبيدز تمامًا ما الخطأ في كلامه ، 

إلا أن حدسه أخبره أنه من الأفضل أن يصمت الآن ، 

فقال "اووه " وأطاع بأدب


ساد الصمت بينهما لبعض الوقت ، 

ولم يُسمع سوى صوت أنفاسهما


رغم أن عيني سبيدز أصبحت مغطاة ، 

ولم يعد يستطيع رؤية وجه باي ليو ، 

إلا أنه شعر بأن باي ليو قد اقترب خطوة منه ، 

وأنفاسه أصبحت أسرع قليلًا ، ثم، ثم وقف على أطراف أصابعه ، 

وسرعان ما شعر بأنفاس باي ليو الدافئة تلامس وجهه برقة…


قام باي ليو بتقبيله من خلال الضمادات ، 

وقال بنبرة هادئة :

" الآن أصبحت تذكار جيد ،،،،، هذه مكافأتك ."






———————————



قام القاضي بتسجيل خروج من اللعبة للحظة

وعندما عاد

 رأى  ثلاثة رجال جالسين بجانب طاولة القهوة في صالة 

نقابة القتلة بوجوه متحجرة ، 

وكأنهم يحضرون اجتماع مصيري ، 

بينما سبيدز ممدد بلا حراك ، 

ووجهه للأسفل على الأريكة ، يبدو وكأنه جثة ~~


كان الجو غريب ، 

كما لو أنهم يحضرون جنازة سبيدز ~ الذي مات أثناء تأدية واجبه


دخل القاضي الصالة بخطوات حذرة ، 

ثم تجرأ على التكهن ~ : " ماذا حدث ؟ 

هل تحرش سبيدز بباي ليو فقام الأخير بجلده حتى الموت ؟"


رفع باي يي رأسه ببطء ، ونظر إلى القاضي بنظرة ثقيلة وقال :

“الأمر أخطر من ذلك بكثير !! "


هز لياو ك: رأسه مرارًا وتنهد :

“ لا أعلم ما الذي قاله باي ليو لسبيدز لكنه تسبب في 

اضطراب شديد في فهمه لذاته !

لقد حاولت تقديم جلسة دعم نفسي كاملة له ! 

لكن دون فائدة .”


أما باي جيامو فختم الحديث وهو يعصر قبضته ، 

وجهه شاحب ويكاد يتكلم من بين أسنانه :

“ الوقوع في الحب… أمر مرعب فعلاً "


عند سماعه هذا ، توقف القاضي عن القلق ، 

جلس وأخذ رشفة من الشاي ، ثم سأل بهدوء :

“ ماذا حدث حين عاد سبيدز؟”


استعاد باي يي المشهد بعينين مظلمتين :

“ أحسست أن الأمور ليست بخير فور عودته . 

كانت عيناه شاردتين ، يحمل في يده كومة من 

الضمادات الملطخة بالدماء ، 

ووجهه عليه جرح عميق… 

لا أدري ما الذي فعله به ذلك الوحش باي ليو ،

ليس هذا فقط ، 

لقد نظر إلينا مباشرةً وسألنا : ما هو الشيء الذي يلف وجهه 

بالكامل بالضمادات ؟" 


 باي جيامو بأسى :

“ أخبرته أن الشيء الملفوف بالكامل بالضمادات 

هو وجه مومياء… 

لم يكن يجب أن أقول ذلك ….”


ثم نظر لياو كي إلى القاضي وفتح يديه بيأس:

“ قال بعدها أنه لا يريد أن يكون سحلية ، 

بل يريد أن يكون مومياء . 

أخبرته أن ذلك مستحيل ، لأن طريقة التحنيط قاسية للغاية . 

لكنه أصر ! 

وعندما رفضنا إخباره كيف ، 

غضب ولم يتحرك منذ ذلك الحين . 

لم يكن أمامنا سوى انتظارك لتعود وتفكر بدلًا عنا .”


نظر القاضي إليهم جميعًا بصمت ، 

ثم فكّر 

{ باي ليو… ما هذا الهراء الذي قلته لسبيدز بحق الجحيم؟! }


يتبع


القاضي وسلاحه السيف الكبير : 








  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي