Ch5
وقف باي ليو بصمت ،
مسندًا ظهره إلى الباب ،
ثم غطى نفسه بالقماش الأبيض —
يسمع صوت اصطدام الرخام بالباب ،
كما أن مقبض الباب تحرك مرتين ،
كان الباب مغلق بإحكام ،
لكن المقبض يلتوي بقوة من قبل تمثال الحورية بالخارج ،
مما جعل المعدن الهش يصدر صوت تشقق حاد —
بدت الآلية وكأنها ستُحطم قريبًا ،
بل حتى الباب نفسه بدأ يهتز
{ هذا الشيء تريد الدخول بشدة }
العينان البيضاوان الميتتان جالت في أرجاء الغرفة بحثًا
عن شخص ما،
لكن بدا أنها لم تجد أحدًا
ثم… ساد الهدوء داخل الغرفة وخارجها
لم يتحرك مقبض الباب منذ فترة ،
وكأن الطرف الآخر قد غادر
لكن باي ليو لم يتحرك ، ولا يزال يحمل أنفاسه
يتذكر جيدًا أن هذا الشيء عندما يتحرك ،
يُصدر صوت سحب ثقيل ومكتوم ،
أما الآن ، لم يكن هناك أي صوت على الإطلاق
{ هذا غريب
لذا تمثال الحورية لم يغادر أبدًا
يقف هنا بصمت ، يترقب الباب
هذا الشيء يحاول خداعي ، وإغرائي للخروج }
ضيّق باي ليو عينيه ، وفي تلك اللحظة ،
لاحظ أن ثقب الباب ، الذي عاد إلى لونه الطبيعي المطابق للسجادة ،
قد أصبح أبيض مجددًا
{ ما زالت هنا ! لم تستسلم حتى بعد الانتظار طويلًا
ما زالت تريد الدخول }
فجأة، انكسر مقبض الباب بالكامل وأصبح مشوه ،
و على وشك السقوط من الباب
————
[ ردهة اللاعبين ]
في منطقة المشاهدة
لم يستطع بعض المتفرجين أمام شاشة باي ليو
تحمل المشهد، فأغمضوا أعينهم
“من النادر أن نرى لاعب موهوب… يا للأسف "
“ المشكلة الأساسية أن سيناريو مدينة الحوريات مقرف جدًا .
هذا لا يُعتبر سيناريو للمبتدئين أصلًا ،
إنه مصمم خصيصًا لقتلهم .”
“ ما الذي يحدث ؟
لا زلت متفائلًا بشأنه .
لديه 100 نقطة في الصحة العقلية !”
“ وما الفائدة من ذلك؟
باقي خصائصه عادية جدًا .
أنا نفسي لم أكن أعرف الكثير عن هذا السيناريو عندما
دخلت لأول مرة ، فما بالك بالمبتدئين ؟
حتى المحترفون هنا ماتوا عندما لم يعرفوا نقطة ضعف
التماثيل .
كم من المعاناة يجب أن يمر بها المبتدئون
ليتمكنوا من اجتياز هذا السيناريو ؟”
———————————
كان دماغ باي ليو يعمل بسرعة بينما يبطئ أنفاسه قدر الإمكان
{ اللعبة واضحة تمامًا —
هذه الوحوش لديها نقاط ضعف ،
ويمكن للاعبين استغلالها للهروب .
إذن ؟
السبيل الوحيد للنجاة هو العثور على نقطة الضعف التي
تقيد حركة هذا الشيء }
أغلق باي ليو عينيه ، مسترجعًا كل ما حدث الليلة
{ هذه لعبة ، ما يعني أنه لابد من وجود حل
الألعاب التي لا يمكن حلها مجرد قمامة عديمة القيمة }
لقد أمضى سنوات في تصميم ألعاب الرعب،
وكان متأكد تمامًا من أن هناك إشارة ما تدل
على نقطة ضعف تماثيل الحوريات
{ لكن… ما هي بالضبط ؟ }
بدأ باي ليو بتحليل جميع مواجهاته مع التماثيل
واحدة تلو الأخرى
المواجهة الأولى :
• النافورة خارج الفندق .
• جيف صرخ بأنه رأى تمثال الحورية يتحرك .
• الحركة كانت صامتة تمامًا ،
وحدثت عندما انعطفت السيارة .
• التمثال لم يكن ينظر إلينا مباشرة ،
بل كان يراقب الماء .
المواجهة الثانية :
• داخل ردهة الفندق .
• عدد هائل من تماثيل الحوريات ،
جميعها تراقبنا دون أن تتحرك .
المواجهة الثالثة :
• في غرفتي .
• جميع التماثيل كانت تحدق مباشرة فيّ ،
باستثناء التمثال الضخم الذي يحمل المرآة .
• بمجرد أن نمت بدأت التماثيل بالتحرك .
• تمثال المرآة كان الأسرع تحركًا .
• بمجرد أن استيقظت ،
توقفت التماثيل عن الحركة تمامًا .
من الواضح أن ابتعادي لم يكن هو العامل الذي
يقيّد حركة التماثيل ،
وإلا فكيف أُفسّر التمثال الذي يحاول اقتحام غرفتي الآن؟
لم يكن من الممكن أن تصمّم اللعبة موقف مستحيل
لابد أن لديّ شيئ ما يمكنني فيه تقييد
حركة تماثيل الحوريات
إذا لم يكن شيئًا داخل الغرفة أو الفندق ،
إذن لابد أن يكون شيئ قد جلبته معي ….
لأن الأشياء الموجودة داخل الفندق والغرف
لم تستطع منع التماثيل من التحرك —
هذا ثبت عندما دخل تمثال الحورية وخرج بحرية من غرفة جيف
إذن ما هو؟
مرآة … ماء … التجمع حول السرير … النظر ! }
عرف باي ليو الإجابة
قفز بسرعة وفتح الباب
ثم نظر مباشرةً إلى تمثال الحورية ———
كان التمثال يقف قريبًا جدًا — لدرجة أن وجهه كاد أن
يلتصق بأنف باي ليو
من منظور باي ليو
كان وجه التمثال الميتة عديم التعبير يبدو ملتصق بأنفه تمامًا
يد التمثال لا تزال على مقبض الباب ،
وعيناها البيضاوان تنظران عبر ثقب الباب إلى الزاوية اليمنى السفلى —
تمامًا في المكان الذي كان يختبئ فيه باي ليو ——-
الآن فقط فهم لماذا كان هذا الشيء يحاول الدخول بشدة
{ لابد أنها رآتني مختبئ هناك }
كل حركاتها توقفت فجأة
ذيلها لامس أصابع قدمي باي ليو ،
لكنه ظلت متيبسة تمامًا أمام الباب ،
متجمدة في اللحظة الأخيرة قبل أن تدخل الغرفة ،
تنهد باي ليو بارتياح
{ إذن ، كان الأمر صحيح —
السلاح السري لإيقاف هذا الشيء … هو عين الإنسان }
——- الجماهير أمام شاشة باي ليو مذهولة تمامًا
“ اللعنة ! كيف خطر هذا على باله ؟!
فتح الباب دون أي تردد !”
“ لاعب مبتدئ عادي لم يكن ليتمكن من التفكير
في ذلك أبدًا .
وحتى لو خطر بباله ، فلن يجرؤ على فتح الباب .
سيحاول فقط النظر عبر ثقب الباب .
ولكن إذا فعل ذلك ، سيموت حتمًا ،
لأن التماثيل ستكون مقيدة جزئيًا فقط عند النظر إليها
عبر انعكاس الثقب ،
وهذا كافي لكي تتمكن من اقتحام الغرفة .”
“ يا إلهي ، لقد واجه التمثال مباشرةً !
أشعر بالقشعريرة !”
“ ما اسمه ؟
هذا اللاعب الجديد مذهل …”
بدأ حشد من المتفرجين في التجمع حول شاشة باي ليو
[ 168 شخص يشاهدون التلفاز الخاص باللاعب باي ليو .
لقد حقق اللاعب إنجاز “100 مشاهد” للمبتدئين .]
[ 102 أشخاص أعجبوا بالتلفاز الصغير الخاص بباي ليو ،
143 شخصًا قاموا بحفظه ،
3 أشخاص شحنوا نقاط له ،
وحصل باي ليو على 3 نقاط .]
على الرغم من ذلك ، لم يكن وجه باي ليو على الشاشة الصغيرة يحمل أي تعبير انفعالي ،
وكأنه لم يفعل شيئ استثنائي على الإطلاق
بالنسبة له، كان استنتاج أن ' عين الإنسان '
تقيد حركة تماثيل الحوريات أمر بسيط للغاية
بعد أن ذهب إلى النوم ، بدأت التماثيل بالتحرك
بمجرد أن استيقظ ، توقفت تمامًا
الفرق الوحيد قبل وبعد النوم هو أنه فتح عينيه
مما يعني أن ' عين الإنسان ' يمكنها تقييد حركة هذه التماثيل
لكن كان هناك فخ خفي في الأمر ——
النظر إلى التماثيل عبر المرآة أو أي سطح عاكس يُبطئ
حركتها جزئيًا فقط ، لكنه لا يوقفها تمامًا
كان يجب النظر إليها مباشرةً لتجميدها في مكانها تمامًا
لاحظ باي ليو استثناءين ،
حيث تحركت التماثيل رغم أنه كان يتم النظر إليها مباشرة :
1. تمثال نافورة الحورية عند مدخل الفندق .
2. تمثال الحورية الذي يحمل المرآة داخل غرفته .
تمثال النافورة كان ينظر إلى الماء ،
مما يعني أن الناس كانوا يرونه عبر انعكاس الماء ،
وهذا يعني أن التمثال كان مقيدًا جزئيًا فقط ،
لكنه لا يزال قادر على التحرك ببطء والدوران ،
أما تمثال المرآة داخل الغرفة ،
فكان الأسرع في التحرك من بين جميع التماثيل ،
وذلك لأنه كان ينظر إلى انعكاسه في المرآة ،
بينما الأشخاص يرونه من خلال المرآة ،
بسبب هذا التأثير ، كانت قوة التقييد ضعيفة نسبيًا ،
مما سمح لها بالحركة أسرع من غيرها ،
كان تمثال الحورية تنظر إلى باي ليو عبر ثقب الباب
إذا كان باي ليو قد نظر إليها مباشرةً عبر الثقب ،
فربما كان سيقيدها جزئيًا ،
لكنه لن يمنعها من التحرك تمامًا
عند هذه المسافة القريبة جدًا ،
لم يكن النظر عبر الثقب كافي لإيقاف التمثال عن اقتحام الغرفة
بمجرد أن يدخل، سيسحق اللاعب تحت الباب ،
مما يجعله غير قادر على رؤيتها مباشرةً —
وبالتالي سيفقد شرط ' الرؤية المباشرة '
وبمجرد أن يحدث ذلك،
لن يستغرق اللاعب وقتًا طويلًا قبل أن يموت
لا بد من الاعتراف بأنه لم يكن هناك سوى عدد قليل جدًا
من اللاعبين المبتدئين الذين قد يتمكنون
من فتح الباب ومواجهة التمثال وجهًا لوجه
معظمهم يصابون بالذعر ،
وحتى لو استنتجوا شرط “الرؤية المباشرة”،
فإنهم لن يمتلكوا الجرأة لتطبيقه
أما باي ليو… فقد كان شخصًا يقدّر المال أكثر من حياته ،
لذا كان الوحيد الذي يستطيع الحفاظ على هذا الهدوء ،
حتى لو لم يكن متأكدًا بنسبة 100% من صحة استنتاجه ،
[ تم تحديث لوحة “كتاب وحوش مدينة الحوريات” الخاصة بتماثيل الحوريات .]
[ اسم الوحش: تمثال الحوريات (المرحلة اليرقية)،
تمثال التعويذة (المرحلة الشرنقية)]
[ نقاط الضعف: العين البشرية التي تنظر إليه
مباشرة (1/3)]
[ طريقة الهجوم : الاحتضان .]
كانت عينا التمثال منخفضتين قليلاً ،
رأسها مائل نحو الزاوية اليمنى السفلى ،
زوايا شفتيها مرتفعة بابتسامة خفيفة ،
ذيلها منحني برشاقة ،
جسدها أبيض نقي بلا شائبة ،
وهيئتها تحمل جمال إلهي لا يمكن وصفه
بمجرد أن تجمدت في مكانها ،
اختفى تمامًا ذلك الشعور المخيف بالافتراس والاستحواذ ،
وتحولت إلى تمثال ذو قيمة جمالية عالية ،
واقفة بصمت أمام باب غرفة شخص غريب ،
عند منتصف الليل ، على شاطئ البحر
[حصل اللاعب باي ليو على 3 نقاط من شحن
المشاهدين .
تم فتح متجر سلع اللعبة.]
[ نقاطك الحالية منخفضة جدًا لشراء أي عناصر .
يُرجى مواصلة المحاولة أيها اللاعب !]
تم شحن 3 نقاط إلى حساب باي ليو
بدأ يفهم الأمر قليلًا — لابد أن أحد المشاهدين منحه مكافأة
فتح متجر السلع الذي تم إلغاء قفله حديثًا ،
لكنه وجد أن جميع المنتجات رمادية اللون
مع عبارة “غير متاحة للشراء”
ألقى نظرة سريعة على القائمة ،
ولاحظ أنها تحتوي على كل شيء تقريبًا ،
بدءًا من المستلزمات اليومية وحتى الأسلحة
لكن يوجد أيضًا أشياء غريبة مبعثرة في المتجر ،
مثل “قلب سليم”، “ إكسير الحب من النظرة الأولى”،
وغيرها من العناصر التي تبدو غير معقولة .
و أسعار هذه العناصر مرتفعة للغاية
عندها فقط،
فهم المعنى الحقيقي لعبارة “يمكنك شراء أي شيء تريده
بالنقاط”، التي سمعها عند دخوله اللعبة
أغلق المتجر ،
ثم وجّه نظره نحو التمثال الواقف أمامه دون حراك
هذا الشيء لم يكن يتحرك حاليًا ،
لكن باي ليو لا يستطيع البقاء مستيقظًا طوال الليل لمراقبتها
بعد هذا الحادث ،
ازدادت معرفته بمدى خطورة التماثيل
ألقى نظرة على مقبض الباب الفولاذي المقاوم للصدأ ،
الذي كان على وشك السقوط بسبب قوة التمثال
استنادًا إلى تصرفات التماثيل في غرفته ،
استنتج أن هذه الأشياء ربما تمتلك قوة تدميرية هائلة ،
لكنها تعتمد بالكامل على الرؤية في التوجيه والتتبع
بمجرد تغطيتها بقطعة قماش بيضاء ،
يبدو أنها تفقد قدرتها تمامًا على العثور عليه
— حتى عندما يكون في نفس الغرفة معها
بمعنى آخر ،
يبدو أن تماثيل الحوريات لا تمتلك أي حواس أخرى
مثل السمع أو الشم
كان قد قضى بالفعل وقتًا داخل غرفة مليئة بهذه التماثيل
لو كانت قادرة على استشعاره بأي طريقة أخرى غير الرؤية ،
لكانت قد التفت حوله مباشرة
وكسرت عنقه كما فعلت مع مقبض الباب ،
بدلًا من محاولة سحب القماش الأبيض للعثور عليه
وبما أنها استطاعت تحطيم مقبض الباب بسهولة ،
فهذا يعني أن التوابيت التي حبسها فيها لن تكون كافية لاحتجازها طويلًا
{ كم هذا مزعج
وجود هذا العدد الكبير من التماثيل عبئ حقيقي }
ضيّق باي ليو عينيه قليلًا ،
ولمعت فكرة شريرة في ذهنه
حاليًا ، كان أمامه تمثال لا يتحرك
ألن يكون من المفيد إجراء بعض التجارب عليه لمعرفة مدى ضعف هذه الأشياء؟
على سبيل المثال ،
حرقه بالنار… أو تحطيمه حتى الموت بعصا ؟
[ تنبيه : إذا قام اللاعب بمهاجمة الوحش مباشرة ،
فسيؤدي ذلك إلى بقاء “قيمة الكراهية” الخاصة
بالوحش تجاه اللاعب لفترة طويلة .
طالما أن الوحش لم يمت ، فسيواصل مهاجمة اللاعب ،
مما يقلل بشكل كبير من معدل بقائه على قيد الحياة .]
لمس باي ليو ذقنه بتفكير ،
وظهرت ابتسامة هادئة على وجهه ،
وظهرت غمازته الصغيرة في خده الأيمن ،
تمتم باي ليو لنفسه :
“ مهاجمته مباشرة سيجعله يكرهني ويريد الانتقام مني…”
ثم ابتسم بخبث طفيف
“ إذن، لا يمكنه أن يلومني إذا حدث له شيء من تلقاء نفسه .”
باستخدام حيلته القديمة،
قام بلف تمثال الحورية بملاءة سرير
وربطها بحبل بإحكام
ثم، وبدون أي شفقة ،
حملها إلى الدرج ورماها هناك ،
وعاد إلى غرفته بهدوء
عندما لا تستطيع تماثيل الحوريات الرؤية ،
فإنها تتجول بلا هدف مثل الذباب الذي فقد رأسه
بما أن التمثال لا يستطيع رؤية أي شيء الآن،
فقد تخطو إلى حافة الدرج وتسقط من تلقاء نفسها
تحت افتراض أن مهاجمة التماثيل مباشرةً قد تؤدي إلى
كراهية أبدية منها،
فإن باي ليو لم يكن أحمق بما يكفي لكسرها بنفسه
كان سيكون من الرائع لو تمكن من تحطيمها بسهولة ،
لكن إذا لم ينجح الأمر ،
فقد يسبب لنفسه كارثة ،
مع ذلك، كان وجود عدد كبير من هذه التماثيل خطر خفي كبير
كان لدى باي ليو عينان فقط،
بينما زاوية الرؤية الأفقية للإنسان لا تتجاوز 188 درجة
إذا كان محاط بهذه التماثيل من جميع الجهات،
فلن يتمكن من رؤيتها كلها في نفس الوقت،
وبالتالي لن يكون قادرًا على إيقافها جميعًا
وهذا يعني موتًا محتمًا
كان باي ليو يفضل دائمًا فعل الأشياء الأكثر جدوى وكفاءة
اللعبة ذكرت أنه يمكنه استخدام نقاط الضعف للهروب ،
لكنه أراد أن يعرف ما إذا كانت هناك طريقة لتحطيم هذه
التماثيل نهائيًا أو إذا كانت تمتلك نقاط ضعف أخرى
لهذا، أراد تجربة هذا “التجربة الصغيرة” لمعرفة ما إذا
كان يمكن تحطيمها بهذه الطريقة
بعد فترة قصيرة…
تحرك التمثال بالفعل
أصبح باي ليو أكثر تفكيرًا
في الواقع، كان لا يزال يراقب التمثال، لكنه كان مغطى
بالقماش الأبيض ولم يكن يعلم أنه تحت المراقبة
وهذا أثبت أن “الرؤية المباشرة بالعين البشرية” ليست فقط شرطًا موضوعيًا،
بل لابد أن يشعر التمثال أيضًا بأنه مراقب حتى يتوقف
عن الحركة ——
كان هناك عدد كبير جدًا من التماثيل في غرفة باي ليو،
ولم يكن بإمكانه النظر إليها جميعًا واحدة تلو الأخرى
لكن بمجرد أن استيقظ ونظر حوله،
توقفت عن الحركة من تلقاء نفسها.
مما يعني أن تماثيل الحوريات لا تتوقف عن الحركة
إلا عندما “تشعر” بأنها تحت المراقبة المباشرة
هذا المستوى من الإدراك الذاتي يشير إلى أنها لم تكن
مجرد تماثيل مسكونة أو مسحورة—
بل كانت كائنات حية تمتلك درجة معينة من الذكاء
ومع ذلك، بدا أن ذكاءها ليس مرتفع جدًا
في الدرج…
تحركت التمثال الملفوفة بالقماش الأبيض
وحاولت المقاومة قليلًا ،
لكنها فقدت توازنها وسقطت من جانب الدرج
ارتطمت بالأرض بقوة ،
محدثةً صوت مرتفع ،
بينما تصاعد الغبار من حولها
وقف باي ليو عند أعلى الدرج،
ناظرًا إلى الأسفل باحتقار واضح
ربّت على كفيه لإزالة الغبار،
ثم أطلق تنهدًا خفيفًا مليئًا بالندم
لم يصب التمثال بأي ضرر على الإطلاق بعد السقوط
لم يكن هناك حتى صدع صغير في الرخام
كما توقع، لم ينكسر
الهجمات الجسدية غير فعالة تمامًا …
——————-
[ ردهة اللاعبين ]
في منطقة المشاهدة
لم يكن باي ليو يدرك أن مظهره وتصرفاته الشريرة
جعلت اللاعبين حول شاشته الصغيرة مذهولين تمامًا
“ اللعنة !
هل هذا الشخص حقًا مبتدئ؟!
تغطيته بالملاءة ثم إسقاطه من الدرج…
أي نوع من الأشرار هذا ؟!
هل كان خاطفًا قبل أن يدخل اللعبة ؟”
“ قبل لحظات، كنت خائفًا ومتوتّرًا عليه…
الآن أشعر بالشفقة على التمثال المسكين الذي كان
يطرق الباب.
هذا مؤسف جدًا…”
“ أنا أيضًا!
وقفته عند قمة الدرج بهذا الشكل…
إنه يبدو وكأنه الشرير الحقيقي هنا.
أشعر أنه أكثر رعبًا من التمثال نفسه …”
“ يا لها من مفارقة…
قبل لحظات، كان تمثال الحورية يريد قتله ،
والآن هو الذي يريد قتل التمثال.
هل هذا الشخص يعتقد فعلًا أنه مجرد لاعب ؟”
“ اللاعبون الآخرون يحاولون النجاة من الوحوش…
أما هو، فلا يريد للوحش أن ينجو أصلاً .”
“ هل هذه هي طريقة تفكير اللاعبين المحترفين ؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق