Ch549 | GHG
قال تشاو مو تشي، الذي تولى دور الحكم، بصوت خامل وكأن الأمر لا يعنيه : “ الفريق A أحرز سبع نقاط ،،،
أما الفريق B فلم يسجل أي نقطة حتى الآن،
لذا سيظل سبيدز هو المرسل .”
رما سبيدز الكرة مجددًا في الهواء ،
ثم هوى بها بقوة ساحقة ،
فتوهّجت كوميض ضوء وهي ترتطم برمال فريق B،
ولم يتمكن حتى تانغ إردا، ذو اللياقة العالية، من الاستجابة لها
حاول مو كي استقبال الكرة، لكن باي ليو تدخّل بسرعة
ومنعه — من الواضح أن استقبال تلك الكرة قد يؤدي إلى كارثة
تمتم باي يي وهو ينظر إلى الحفرة الكبيرة التي خلّفها الاصطدام، غير مصدّق : “ لا يمكن صدها .
كرة من وحش مثله… لا يمكن أن تُصد، أبدًا .”
قالت فانغ ديان وهي تلمس ذقنها بتفكّر : “ يبدو أن صد كرات سبيدز بات مستحيلاً فعلاً ،،
القوة والسرعة تجاوزتا الحد المعقول .”
قال باي ليو بلهجة لامبالية وهو يفتح ذراعيه :
“ بما أننا لا نستطيع ردّ الكرة ، هل علينا أن نطلب وقتًا مستقطع ؟ ,
نخبرهم فحسب أن كراتهم غير قابلة للصد ، أو شيء من هذا القبيل ؟”
عضّ مو كي على شفتيه بعدم رضا، أما تانغ إردا فتنفّس الصعداء
ولكن مو سيتشينغ صرخ فجأة :
“ باي ليو ! ألا تملك ذرة كرامة ؟!
هذه مباراة ! يجب أن نلعب لنفوز !
في اللعبة أنت مجنون بالمنافسة ،
لماذا حين نخرج منها تلعب دون أي رغبة في الفوز ؟
هذا محبط جدًا !”
رفع باي ليو كتفيه بلا مبالاة وقال:
“ بالنسبة لي، الألعاب التي لا تحتوي على جوائز أو مكاسب ملموسة ، لا تستحق الجهد .
إن فزنا، فلن أحصل على شيء ، لذا لا بأس بعدم الفوز .”
مو سيتشينغ: “……”
{ اللعنة كدت أن أنسى أن هذا الشخص لا يلعب إلا من أجل
المال، وليس من أجل الفوز }
فانغ ديان هزّت رأسها وقالت :
“ لكن إذا سمحنا لهم بالهيمنة ، فلن يكون اللعب ممتعًا.
جوهر اللعبة هو أن يبذل الطرفان أقصى ما لديهم .”
ثم رمقت باي ليو، الذي يرتدي قميص أبيض شفاف مفتوح الأزرار ،
بنظرة خفية ذات دلالة ، ورفعت حاجبيها بطريقة غامضة:
“مع أننا لا نستطيع صد الكرة ،
لكن لديّ طريقة تجعل سبيدز غير قادر على إرسالها بهذه القوة .”
نهض مو سيتشينغ بحماس فجائي ،
وانتقلت نظرات مو كي نحوها مترقبًا
أما باي ليو، فقد شعر مباشرةً بإحساس خطير يقترب —
لقد سبق وأن رأى هذه النظرة من فانغ ديان من قبل…
المرة السابقة حين استخدمت النظرة نفسها، باعته بمليون يوان في مزاد لصالح هوو تونغ ~~
{ … نظرة تقييم وتجريد دقيقة ومخيفة !!! }
سأل باي ليو وهو يدير رأسه بعيدًا عن نظرتها، محاولًا التماسك : “ ما الذي تنوين فعله؟”
ابتسمت فانغ ديان ببشاشة وضربت كتفه قائلة:
“ آه، الأمر بسيط جدًا !
سبيدز يحبك كثيرًا، أليس كذلك؟
لماذا لا تُغرِيه قليلاً فيفقد تركيزه ولا يستطيع إرسال الكرة بتلك القوة ؟”
باي ليو: “……”
{ كما توقّعت تمامًا }
سأل باي ليو بهدوء : “ وما الفرق بين هذا وبين أن نطلب منهم عمداً أن يخسروا ؟”
: “ فرق شاسع!” ردّت فانغ ديان دون أن تتأثر بحجّته،
ابتسمت بعينين ضيقتين وقالت:
“ في الحالة الأولى ، يكونون هم من خسروا رغمًا عنهم ،
وهذا يُعدّ تكتيك .
أما الحالة الثانية ، فهي استسلام مباشر .
هيا، لا تكن عنيدًا، أنت تضحي من أجل نصرنا المجيد! بسرعة ، أغريه قليلاً !”
وهي تتحدث ، بدأت تدفع باي ليو نحو الشبكة
لكن باي ليو بقي ثابتًا في مكانه، تنهد بعمق، وأدار بصره بعيدًا قائلاً :
“… لن أُغري سبيدز "
: “ هاااه ؟” تساءلت فانغ ديان وهي تُطل من خلفه
بدهشة : “ لكنكما تبدوان مقرّبين ! ألم تُغريه من قبل ؟”
{ لماذا هذه المرأة قادرة على طرح مثل هذا السؤال بكل هذا الهدوء ؟! }
أدرك مو كي وتانغ إردا على الفور مغزى كلمات فانغ ديان،
فاحمرّ وجه مو كي بالكامل وحوّل نظره بأدب إلى جهة أخرى ،
وتراجع بضع خطوات مبتعدًا في صمت
أما تانغ إردا فقد تظاهر بالتحفّظ ، وأشاح بنظره ،
ثم سعل سعلتين وهو يقبض قبضته،
وبحركة خاطفة من ذراعه،
سحب مو سيتشينغ الذي لم يكن قد استوعب بعد ما يجري
قال باي ليو ببرود محاولًا ردّ الصاع لفانغ ديان :
“ هل أنتِ… فعلًا أغويتِه ؟”
أجابت بفخر : “ طبعًا ! لو من السهل جدًا الإيقاع به!”
باي ليو: “……”
{ لقد خسرت }
: “ اسمع…” قالت فانغ ديان، واقتربت منه وهمست في أذنه بينما ترسم بإصبعها إشارات غامضة : “ أولًا هكذا… ثم
هكذا… وأخيرًا هكذا . فهمت ؟”
رفع باي ليو حاجبه بشك وقال: “ أأنتِ متأكدة؟”
أومأت فانغ ديان رأسها بثقة : “ متأكدة ،
سبيدز من النوع الذي يقع تمامًا في هذا الفخ !”
في الجهة المقابلة ،
كان مو سيتشينغ يختلس النظر إليهما وهما يتآمران،
وقد غلبه الفضول لدرجة أنه كاد يحفر الأرض بيديه ليعرف فحوى الحديث، وهمس بجزع :
“ما الذي يتحدثان عنه؟!”
لكن مو كي وتانغ إردا بقيا صامتَين،
أحدهما ينظر إلى السماء،
والآخر إلى الأرض، وكأنهما لم يسمعا شيئ
قال تشاو مو تشي وهو يرفع حاجبه حين رأى فانغ ديان تشير بطلب الاستراحة ،
ثم تأخذ باي ليو إلى غرفة تبديل الملابس : “ قائد الفريق B يطلب توقّفًا مؤقتًا .
سنستأنف المباراة بعد قليل .”
نظر لو ييتشان إلى ذلك المشهد ،
وتغيرت ملامحه قليلًا ،
ثم استدار نحو سبيدز ونظر إليه نظرة جدية ،
وربت على كتفه ببطء وقال بصوت مليء بالتأكيد:
“مهما فعل باي ليو بعد قليل… حافظ على ثباتك !!!
ركّز جيدًا في إرسال الكرة ، فهمت ؟
لا تدع أي شيء يشتّت تركيزك !! كن صلبًا !!
وسنفوز في النهاية !! .”
سبيدز أومأ برأسه ببرود: “ سأهزمه .”
لكن ذلك الهدوء لم يدم أكثر من ثلاث دقائق —-
فبمجرّد أن خرج باي ليو من غرفة تبديل الملابس،
تجمّدت نظرات سبيدز عليه بالكامل
كان باي ليو قد فكّ ربطة شعره ،
وفتح أزرار قميصه الأبيض الذي كان يغطي صدره،
والأهم أنه استبدل سرواله القصير العادي بسروال سباحة ضيّق مثلث الشكل ~~~
ثم رشّت فانغ ديان عليه بعض الماء ،
فالتصّق شعره الطويل المبلّل على صدره ،
وتشبّث القميص الرطب بشفافية بجسده ،
وانسدلت خصل من شعره إلى فتحة القميص إلى عظمة الترقوة ، متعرّجة كأنها أفعى صغيرة
قالت فانغ ديان بثقة : “ بيرررفكت !!!!
الآن بعد أن أصبح باي ليو هذا الشكل ، نحن من سيفوز !”
حدق مو سيتشينغ إليه باستغراب وقال: “ آه؟
ما الفرق بين هذا الزي والزي السابق ؟”
أما لو ييتشان، فقد غطّى وجهه بيده ببطء، مغمغمًا في نفسه بحزن:
“لقد خسرنا… المهاجم الرئيسي في فريقنا فُتن بالكامل،
لقد انتهى الأمر .”
وبالفعل ، في الجولة التالية ،
ما إن بدأ سبيدز الإرسال حتى تقدّم باي ليو نحو الشبكة ،
ليتشتت تركيز سبيدز على الفور ،
وتثبّتت عيناه على خصلة الشعر تلك فوق صدر باي ليو،
وانحرف تركيزه تمامًا،
فأخطأ في الإرسال وكادت الكرة أن تخفق في تجاوز الشبكة
قالت فانغ ديان بسرعة : “ أنا سأتولّاها!”
وقفزت من الخلف بثبات، ورفعت الكرة ببراعة
على الجانب الآخر، كان لو ييتشان هو الممرر الثاني ،
وما إن رأى فانغ ديان تصعد إلى الشبكة ،
حتى ثبت نظراته وقفز ليمرر الكرة مجددًا ، مستعدًا لهجوم مرتد
قال لو ييتشان بابتسامة ودودة ، لكن تحرّكاته حادة :
“ لا تظني أن فريقنا يعتمد فقط على سبيدز.
القائدة فانغ كنت أنتظر هجمتك طوال الوقت .”
: “ حقًا؟” ردّت فانغ ديان مبتسمة،
وتراجعت قليلاً ثم قفزت وهي تستعد لتسديد الكرة بضربة
ساحقة : “ أنا لم أستخفّ بك أبدًا ، يا العجوز لوو "
قفز لو أيضًا إلى الشبكة ،
رافعًا كلتا يديه لحجب الطريق أمام ضربة فانغ ديان — كان
دفاعه واضحًا ومركّز ، فهو أطول منها،
وذو ذراعين طويلتين ومرنتين،
ويغطي مساحة كبيرة،
مما يجعل صدّ ضربتها أمرًا واقعيًا وصعب التجاوز
حين وصل الاثنان إلى مستوى وجهٍ واحد أثناء القفز ،
غمزت فانغ ديان فجأة للو ييتشان الذي يركّز عليها بتركيزٍ
شديد، وهمست برقة:
“ لاوووغووونغ ~ ( زوجي ) هل يليق بي هذا المايوه ؟”
لو ييتشان ارتبك تمامًا : “؟!؟!”
و تراخى دفاعه وظهر في يديه ثغرة واضحة
في تلك اللحظة ، تحوّلت نظرة فانغ ديان من دلال إلى شراسة ،
وانقبضت عضلاتها بوضوح،
ومالت إلى الوراء بقوة جسدها بأكمله،
وسددت ضربة ساحقة صوب تلك الثغرة — قوية لدرجة أنها طرحت لو ييتشان أرضًا بالكامل
هبطت فانغ ديان بدورها ، وقبضت على يدها بحماس
وهي تصيح : “ ضربة موفقة !!”
صرخ لو ييتشان بانهيار: “ قائدة فانغ ! هذا غشّ!!”
لكنها رفعت شعرها بإغراء ،
ثم أرسلت إليه قبلة في الهواء بابتسامة آسرة وقالت :
“ لكن… في الألعاب ، الغش جزء طبيعي من الخطة يا لاوغونغ ~”
تشاو مو تشي، الذي كان يعدّ النقاط وهو يتكئ بكسل على راحته :
“ النقطة لفريق B.
النتيجة الآن سبعة مقابل واحد .”
ثم أسدل نظارته الشمسية على عينيه بتنهيدة صامتة —
{ هذا الوميض المنبعث من ضوء حبّهم يكاد يعميني ! }
بعد خمس عشرة دقيقة ——-
اتكئ تشاو مو تشي على ذقنه ، وأعلن نتيجة المباراة بنبرة فيها بعض المتعة :
“ خمس عشرة مقابل ثمانية ، فريق B فاز "
كان لو ييتشان راكعًا على الأرض، يحدّق في الرمال مذهولًا، يهمهم في صدمة:
“خسرنا… رغم كل الخطط المحكمة التي وضعتها، خسرنا فعلًا…”
أما سبيدز، فظلّ صامتًا، رأسه منخفض، شفاهه مشدودة،
وقد بدا عليه بوضوح أنه لم يتقبل الهزيمة
صرخ باي يي بانهيار وهو يشير إلى الاثنين:
“أنتما مجنونان! تتصرفان وكأنكما بذلتما أقصى جهد وخسرتما بشرف،
مع أنكما أكثر من سحب الفريق للخلف!
نحن، أنا وباي جيا مو، من ينبغي أن نركع ونبكي !”
“ في الشوط الثاني ، كلما ناداكم أحدهم ، تجمدتما في أماكنكما !
لقد ركضنا حتى انهكنا ،
وكل نقطة حصلنا عليها كانت بشق الأنفس ،
والبقية أهديتموها لهم على طبق من فضة !!!”
“ أنتم عملاء متخفّون أرسلهم الخصم لتعطيلنا أم ماذا ؟!”
“ أرجوكم، احترموا روح المنافسة الرياضية قليلًا ،
تحرروا من تأثير الإغراءات ، وركزوا على المباراة !
جعلتم البداية تبدو جادة للغاية حتى تحمّسنا أنا وباي جيا مو، ثم أنتما الاثنان… سحقًا عليكما !”
لو ييتشان وسبيدز قالا بخضوع : “ آسفَين "
باي يي كاد أن ينفجر دماغه من الغيظ:
“وما نفع الأسف الآن!
كل ما بذلته في تلك المباراة، كل شبابي الذي أفنيته فيها، ذهب هباءً !”
لكن سبيدز قال بعزم: “ دعونا نلعب جولة أخرى .
سنفوز هذه المرة .”
قال لو ييتشان وهو يعبث رأسه، مليء بالندم: “ سنأخذ الأمر بجدية هذه المرة ،
لن ندع أنفسنا ننجرّ بسهولة وراء تشتيت الخصم .”
هدأ غضب باي يي قليلًا، بل وحتى تأثر قليلًا وكاد أن تدمع عيناه: " نحن فريقٌ واحد في النهاية ،
ويجب أن أحترم مشاعرك أثناء اللعب .
… آه، نحن زملاء منذ زمن، لا داعي لكل هذا الكلام…
لنلعب جولة أخرى ونعيد الاحترام بيننا .”
لكن من الطرف الآخر من الشبكة ، قال باي ليو بصوتٍ هادئ:
“ سبيدز، لا مزيد من اللعب . فلنذهب ، وقت العشاء .”
رد سبيدز بسرعة: “ أوه !!!”
وقفز مباشرةً فوق الشبكة ، ولحق بباي ليو ملتصقًا به من الخلف ،
و يلف ذراعيه حول خصره ويسير خلفه بخطى متلاصقة
هتفت فانغ ديان بسعادة: “ العجوووز لو !
الليلة سنأكل مأكولات بحرية ، تعال بسرعة واطبخ !”
رد لو ييتشان كما لو أنها استجابة تلقائية : “ قادم !”
وركض إليها دون أن يلتفت : “ ماذا تحبين أن تأكلي؟”
أما باي يي، فكان واقفًا في مكانه، و ما زالت آثار دموعه على وجهه،
يحدّق في ظهري زميليه المغادرين بلا مبالاة ،
وعلامات الشحوب ترتسم على وجهه:
“ أين ذهبت الوعود ؟
ألم نقل سنلعب جولة أخرى لاستعادة كرامتنا؟
كنت أحمقًا لأنني صدّقتكما…”
أما لياو كي الذي كان يسير في الخلف ، فربت على كتفه بتعاطف وسأله:
“هل تأكل مأكولات بحرية ؟”
صرخ باي يي بغضب:
“سآكل!!”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق