القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch1 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch1


صرخات صاخبة مفاجئة، 

واندفاع مذعور على الدرج ———


“ الأميرة !”


أبلغت خادمة بقلق من خلف الباب: “ أحد المسؤولين قال 

إن مجرم مطلوب قد هرب، 

ويريدون الصعود لغرفتك للتفتيش .”


صوت إبرة يطرق ببطء على حافة النافذة ، 

محدثاً صوتًا حاد


أوضحت الخادمة بخوف، 

خشية أن تغضب الأميرة في الداخل :

“ إنهم من حاكم جينغتشاو…”


: “ هممم.” 


همهمة ناعمة ، تنم عن كسل بعض الشيء


تم فك السلاسل الحديدية ، 

حلقة تلو الأخرى ، 

لكن أصوات ارتطامها لم تكن كافية لإغراق الضجيج في الخارج


وبمجرد أن سقط القفل الحديدي على الأرض، 

دفع المسؤولون المستعجلين الباب بوقاحة


دخل أربعة أو خمسة رجال بصخب، 

وأدوا انحناءة شكلية خلف الستار القابل للطي، 

ثم شرعوا فورًا في قلب الصناديق والعبث بالخزائن دون 

انتظار أي رد من صاحبة المكان


في داخل الغرفة ، 

صفوف الكتب والملاحظات المختلفة مرتبة بدقة


زُينت الجدران بلوحات طبيعية، 

وتراصت عدة صناديق من المجوهرات ودبابيس الشعر على منضدة الزينة


أما المعاطف الحريرية ، 

فكانت متناثرة بإهمال


حتى أكثر المسؤولين سطحية أدركوا أن كل قطعة في هذه 

الغرفة لم تكن عادية

، مما زاد من ارتباكهم أثناء التفتيش


ألم يكن من المفترض أن تكون مجرد أميرة معاقة محبوسة في العاصمة ، 

ليست سوى رهينة تُستخدم لكبح جماح الأمير يو؟


لكن ما رأوه الآن كان ثروة ومقتنيات تناقض تمامًا الصورة 

التي انتشرت عنها في العائلة الملكية كامرأة منبوذة


أما بالنسبة للسارق الهارب ، 

فلم يُعثر على أي أثر له رغم التفتيش المكثف


وأمام تذكرهم لسلوكهم الوقح سابقًا، 

شعر الجميع ببعض الخجل


أزاحت الخادمة الستار القابل للطي، 

فانحنى المسؤول الرئيسي قليلًا، 

وهو يشعر بالذنب، 

ورفع رأسه بتعبير متواضع

“ الأميرة، أرجو ألا تغضبي. 

هذا اللص شديد المكر. 

كنت قلق فقط من أنه قد تسلل إلى برج كانغيوي وأزعجك ، 

لذا جئت للتحقق .”


المرأة الجالسة على السرير كانت تدير ظهرها للنافذة، 

ولم تُظهر أي رد فعل تجاه الضجيج الذي أحدثته المجموعة


ولكن الآن ، رفعت عينيها أخيرًا 


كانت مستندة إلى طاولة الشاي، تلهو بأدواته


رغم أن الخريف لا يزال في بداياته، 

إلا أن الجزء السفلي من جسدها كان مغطى بالفعل بفرو الثعلب الكثيف


وجهها نحيل لدرجة بدا فيها غائرًا قليلًا ، 

خالية من المساحيق الثقيلة


فقط شفتاها الرقيقتان تلونتا بلون أحمر خفيف، 

مما جعل بشرتها تزداد بياضًا ونقاءً


خيوط من اكسسوار الفضة اختلط بشعرها الأسود الحالك ، 

وعدة خصلات من الشعر الأبيض ممسوكة بإحكام فضفاض 

بواسطة دبوس شعر ذهبي . 

و ترتدي حبات العقيق الأحمر العميق المتدلية من أذنيها ، 

لم تكن ترتدي أي زينة أخرى


ومع ذلك، كانت ملامحها أشبه بلوحة فنية، 

حاجباها وعيناها يشبهان غصن برقوق وحيد وسط الثلوج العميق ، 

مغريًا لمن يراه بأن يمد يده ليلامس برودته ويفوح بعطره الساحر



حدق الرجال في صمت، 

وقد بدت عليهم علامات الذهول


الأميرة : “ حقًا ؟” 


تلفظت المرأة بكلمة واحدة، مفككة صمتها


اختنق المسؤولون بالكلمات، وتبادلوا نظرات متوترة : 

“ هذا…”


وكأنها توقعت مسبقًا عجزهم عن تقديم إجابة واضحة، 

تحدثت بهدوء: “أنتم متحمسون للغاية .” 


كان صوتها خفيف ، أشبه بنسمة قد تتلاشى مع الرياح


“ لكن… لا أذكر حقًا متى أصبح القبض على الهاربين من 

مسؤولية حاكم جينغتشاو.”


دون أن تأبه لصمتهم، 

ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة، 

وأضافت: “ولي العهد مجتهد جدًا في حكمه، 

يدير شؤون المملكة حتى قبل أن يعتلي العرش . 

أخبروني إذن، هل أنتم… تحذون حذوه ؟”


احمّر وجه أحد المسؤولين الصغار سنًا، 

واندفع متحمسًا للرد : “ هذا لا علاقة له بسمو ولي العهد! 

لقد تلقينا معلومات استخباراتية وكنا قلقين على سلامة الأميرة .”


وكأنه يريد إثبات كلامه، 

نظر نحو النافذة الكبيرة المواجهة للجنوب وصاح : 

“ لابد أن اللص دخل وخرج من هنا !” 

ثم مد يده خارج النافذة ليفحص المكان ، 

لكنه فقد توازنه وكاد أن يسقط


هرع زملاؤه للإمساك به، 

مما تسبب في موجة من الفوضى والتخبط


وفي خضم ذلك، سمعوا ضحكة الأميرة الصافية، 

مما جعل وجوههم تزداد احمرارًا


لم يتوقع أحد أن تكون جدران وأسطح هذا البرج مصقولة بهذه الدرجة للنعومة ، 

لدرجة أن حتى العصافير لا تجد لها موطئ قدم حتى


برج كانغيوي أطول بناء في العاصمة، 

بعد القصر الإمبراطوري مباشرة، 

وأي سقوط منه لن يترك للمرء فرصة للنجاة، 

حتى لو كان إلهًا


امتلأ قلب المسؤول الرئيسي بالغضب المكبوت، 

لكنه لم يجد خيارًا سوى المغادرة مع رجاله خاليي الوفاض، 

والخيبة تملأ وجوههم


رفعت الأميرة فنجان الشاي إلى شفتيها، 

وأخذت رشفة هادئة، 

ثم انتظرت حتى سمعت وقع خطوات الخادمة وهي تنزل الدرج


عندها فقط، 

أُغلقت السلاسل الحديدية الثقيلة خارج الباب، 

طبقة بعد طبقة


وحين حل الصمت التام، 

وضعت الأميرة أخيرًا فنجان الشاي الذي كانت تعبث به، 

ثم رفعت معطف فرو الثعلب التي غطت الجزء السفلي من جسدها


تحتها ، 

ظهرت امرأة تجلس مقرفصة


نهضت ببطء ، حريصة على ألا تلمس الأميرة


حاولت جاهدة أن تبتلع الدم الذي ارتفع إلى حلقها، 

ثم وقفت بجانب السرير ، 

وانحنت باحترام قائلة بإخلاص :


“ أشكركِ، يا أميرة، على مد يد العون.”


الأميرة بنبرة غير مبالية : “ لو لم أكن أعلم أنكِ أحد صقور الإمبراطور المدربة ، 

لما قدمت لكِ يد العون .” 

ردت بينما تصب لنفسها كوبًا جديدًا من الشاي، 

وتقوم بتنعيم ثنايا تنورتها المصنوعة من الحرير المطرز بخيوط ذهبية


عند سماع كلماتها، 

اتسعت عينا مينغ تشين في دهشة، 

وهي لا تزال مرتدية لباسها الليلي


عندما ظهرت فجأة عند النافذة بملامح مريبة، 

كانت تتوقع أن تصرخ الأميرة أو تبكي خوفًا


لكن، وعلى عكس توقعاتها، 

نظرت إليها الأميرة بهدوء، 

مستمرة في تحضير الشاي دون أي ارتباك


وعندما سمعت الضوضاء القادمة من الخارج من الحراس ، 

رفعت الأميرة معطفها فرو الثعلب بصمت ، 

مشيرة إليها لتختبئ تحتها


لم تكن تتوقع أن تتمكن الأميرة من كشف هويتها بهذه الدقة


أنزلت مينغ تشين رأسها وأخذت كوب الشاي من يد الأميرة، 

متظاهرة بأنها غير متفاجئة


انتظرت حتى برد الشاي، 

ثم شربته دفعة واحدة، 

عازمة على المغادرة بمجرد رحيل المسؤولين


فكرت الأميرة { حمقاء ..

إذا كان لشخص ما القدرة على تسلق برج كانغيوي دون أن 

يسقط حتى الموت، 

فلن يكون مجرد لص عادي ... 


هذا البرج لم يكن مكانًا عاديًا، 

بل بناه ولي العهد بنفسه ليكون سجن يعزل به نفسه عن العالم


كل طبقة من بلاطه صُقلت بعناية فائقة على أيدي أمهر الحرفيين، 

حتى أنه لم يكن هناك موطئ قدم واحد


لو كان بإمكان أي لص أن يتسلل بسهولة، 

فذلك يعني أن جهود ولي العهد ذهبت هباءً


علاوة على ذلك، 

لو كانت نوايا هذه الحارسة خبيثة حقًا ، 

لكانت هاجمتني في اللحظة الأولى ، 

وليس أن تختبئ تحت فرو الثعلب 

وسمحت لي بأن أضغط إبرة الشاي على عنقها كتهديد 

بخضوع


لم يكن على جسدها أي أثر لرائحة ، 

و لباسها الليلي داكن تمامًا ، 

إضافة إلى أنها كانت تتصرف وفقًا لآداب القصر ، 

وتتمتع بمهارات لا يمتلكها سوى حراس الظل الشخصيين للإمبراطور }


لو لم يكن في قلبها بقايا من الود تجاه الإمبراطور ، 

الذي هو عمها، 

ولم يكن ولي العهد ذلك الكلب المسعور الذي صادف أن 

التقت به، 

لما تدخلت بهذه الطريقة الطائشة


في صمت، احتسى الاثنان الشاي ، 

كل منهما غارق في أفكاره الخاصة


حدقت مينغ تشين في الخارج، 

ناظرة إلى الأضواء المتلألئة أسفل برج كانغيوي


عيناها الحادتان تلتقطان التفاصيل بوضوح مذهل، 

حتى أنها استطاعت قراءة اللافتة المعلقة فوق دار الشاي في السوق الشرقي


لم يكن السوق الليلي مزدحم كما في النهار


كان بعض الشبان يدفعون عرباتهم ليغلقوا أكشاكهم، 

بينما تأرجحت مصابيح الزيت المعلقة مع خطواتهم المتثاقلة



تاهت في أفكارها، 

فاتبعت الأميرة نظراتها، 

لكنها لم ترَى أي شيء مميز


الأميرة : “ ح ماذا تنظرين؟”


أبعدت مينغ تشين بصرها عن النافذة ، 

وأجابت دون تفكير :

“ أنظر إلى السوق الشرقي . 

المعجنات التي تباع أمام قاعة تيانفو لذيذة .”


ولكن بمجرد أن أدركت أن ردها قد يكون غير لائق، 

أضافت بسرعة:

“ أعني، من هنا، يمكنك رؤية العاصمة بأكملها .”


: “ صحيح ….” وضعت الأميرة فنجانها على الطاولة 

وتابعت بهدوء : “ العاصمة بأكملها . 

ربما لا يوجد قفص ذو منظر أجمل من هذا.”


لم تجد مينغ تشين ما تقوله، 

فبقيت صامتة، 

مشددة قبضتها على الفنجان الفارغ، 

بينما عضّت على شفتيها


أزالت الأميرة دبوس شعرها الذهبي دون أن تلقي نظرة أخرى، 

و صوتها مشبعًا بالرفض : “ أنا متعبة . 

يمكنكِ الذهاب الآن .”


فهمت مينغ تشين الإشارة، 

فوضعت الفنجان برفق على الطاولة، 

ثم انحنت بعمق مرة أخرى دون تردد


بعد ذلك، أخذت نفسًا عميقًا وقفزت إلى عتبة النافذة القريبة، 

ثم اختفت في الظلام الحالك كحبر متدفق


{ اتضح أنها لن تسقط حتى تموت حقًا } 


سحبت الأميرة مورونغ يان نظراتها عن الأسفل ، 

ورمت أقراطها بلا اكتراث على طاولة الشاي


استندت على ذراعها، 

وجلست ببطء مستقيمة على السرير


بخطوات صغيرة، اتجهت نحو منضدة الزينة القريبة، 

وبدأت بإزالة مكياجها أمام المرآة


انعكس وجهها النحيل وشعرها الأبيض اللافت في عينيها


{ كم أنا قبيحة .. }


فكرت مورونغ يان، وهي تلامس خدها الغائر بانزعاج


لكن بعد لحظات، لم تستطع منع نفسها من الضحك


ربما لم تكن هناك امرأة غيرها تقع في مثل هذا المأزق ، 

ومع ذلك، لا تزال تهتم بمظهرها


لطالما عشقت الجمال، 

وكانت محظوظة بامتلاكها ملامح جذابة


كان من حولها يدركون ذلك جيدًا


لو لم يكونوا متأكدين من أنها لن ترمي بنفسها لتتحول إلى 

كتلة من اللحم المسحوق، 


ولو لم يعلموا أنها لن تقبل أن تموت كجثة مشوهة بلسان 

متدلٍ مثل شخص مشنوق، 


فكيف كان لولي العهد أن يجرؤ على سجنها وحدها في هذا 

البرج العالي، 

مكتفيًا بوضع حراس عند الباب، 

ومتحملًا رفضها التام للسماح لأي شخص بخدمتها ؟


{ ذلك الوغد الناكر للجميل… يستحق الموت }


بمجرد أن فكرت في ذلك الرجل، 

بدأت ساقها اليمنى تؤلمها


بجهد، عادت إلى السرير ورفعت تنورتها، 

كاشفة عن ساقها


رغم أن الطرف الخشبي الاصطناعي كان مصنوع بعناية 

فائقة على يد أحد أمهر النجارين، 

ولم يعد يسهل تمييزه، 

إلا أنه بمجرد أن خلعت حذاءها وجواربها، 

بدا طرفها الاصطناعي واضح ، 

يلمع ببرودة تختلف عن لون بشرتها الحقيقية


نزعت مورونغ يان الأحزمة الجلدية بخشونة، 

كاشفة عن بقايا ساقها الذي انتهى عند الركبة


الاستخدام المطوّل للأطراف الاصطناعية جعل الخشب يحتك بجلدها، 

متسببًا في تورم مؤلم


عضّت على شفتها، 

غير راغبة في النظر إلى هذا الجزء المشوّه من جسدها، 

لكن الألم المتزايد جعلها تصرخ ، 

وأُجبرت على مواجهة الحقيقة القاسية لوجوده


{ في الواقع ،،،، 

لو كانت تلك الحارسة شخص شرير بحق ، 

لكان الأمر أفضل بكثير …..


فتلك الحارسة التي تسللت بسهولة إلى برج كانغيوي، 

تمتلك القدرة على قتلي دون أن تترك قطرة دم واحدة ، 

أليس كذلك ؟


إنهاء الألم ، 


عدم تشويه نفسي أكثر ، 


أن أموت بكرامة ، 


أن أظل جميلة حتى في لحظاتي الأخيرة ، 


أن تضع حدًا لهذا العذاب الذي لم يتوقف طوال 

السنوات الخمس الماضية ..}


انهارت على السرير، 

شعرت بالنعاس بينما قطرات العرق البارد تغطي جسدها


و قبل أن تغيب تمامًا عن الوعي ، 

ترددت في عقلها كلمات خافتة ، 

كأنها صلاة يائسة :


{ أي شخص… أي شخص سيكون كافي


إذا كان أي شخص بإمكانه وضع حد لكل هذا الألم … 

فليأخذني معه ، أرجوك


لقد اكتفيت


اقتليـني }


يتبع



بما أنه الاميرة هوايتها شرب الشاي

لازم احطلكم صور اغراض صنعه في ذلك الوقت

ومنها ابرة الشاي الي كانت تهدد فيها الحارسه مينغ تشين من تحت معطفها ~






  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي