Ch3
بعد مهرجان التاسع المزدوج،
لم تقتصر مينغ تشين على إحضار الحلويات فقط،
بل بدأت تدريجيًا في إحضار كرات اللحم من مطعم وانغ جي،
والكعك المحشو بالبخار من مطعم تينغيو غي،
والفطائر بالسمسم من متجر نانجي وانغيه
إلى مورونغ يان ~~
خلال فترة استراحتها التي امتدت عشرة أيام،
زارت برج كانغيوي في سبعة منها ~
لاحظت أن حارسة الظل الشابة بدأت تظهر فجأة عند النافذة،
لكن مورونغ يان لم تبدُو منزعجة
كانت تأخذ الطعام من يديها بهدوء،
دون أن تنطق بكلمة واحدة
بينما مورونغ يان تتذوق الطعام برشاقة باستخدام عيدان الطعام،
لم تكن مينغ تشين تستطيع سوى الوقوف على مسافة،
ويدها خلف ظهرها،
على أمل التقاط تعبير مختلف عن ملامح الأميرة الهادئة
بعد مراقبتها لعدة أيام ،
اكتشفت مينغ تشين بعض الأمور عن تفضيلات الأميرة ~ :
• تحب المذاق الحلو ،
لكنها تكره الأطعمة الحارة .
• تفضل الأطباق النباتية على اللحوم .
• عندما تتناول طعام يعجبها ،
تضيق عيناها قليلًا ، وكأنها تستمتع باللحظة .
• عندما يكون الطعام حار جدًا ،
تخرج جزءًا صغيرًا من لسانها لتلامس شفتيها العليا ،
وتتحول زوايا عينيها إلى اللون الأحمر .
• وإذا كان الطعام لا يناسب ذوقها ،
كانت ببساطة تضع عيدان الطعام جانبًا ،
وتشرب الشاي بصمت . ~~
عند الظهيرة ،
خرجت مينغ تشين من الغرفة،
تفكر فيما يجب أن تجلبه للأميرة قبل مغادرتها العاصمة غدًا في مهمة جديدة
رأت شقيقها الكبير في فنون القتال ، لين يان ، يسير
نحوها في الممر،
و يتبعه شقيقتها الكبرى ، سونغ شو تشينغ
أشرق وجهاهما عندما رأياها ،
وربّت لين يان على كتفها قائلًا :
“ تشين تشين هل أنتِ خارجة ؟”
أومأت مينغ تشين، لكنها لم تتمكن من الإجابة و صرخت سونغ شو تشينغ بمرح :
“ تشين تشين لقد كبرتِ ولم تعودي تلعبين معنا!
خلال مهرجان التاسع المزدوج قبل أيام،
قال معلمنا إننا سنذهب إلى مطعم تينغيو غي معًا ،
ولكنكِ تأخرتِ !”
بدا وجهها المبالغ في تعابيره وكأن السماء ستنهار في أي لحظة
لكن مينغ تشين اعتادت بالفعل على هذا،
وابتسمت فقط :
“ إذن، إلى أين يذهب شقيقي وشقيقتي اليوم ؟”
ردّ لين يان:
“لقد اتفقت مع معلمنا على الذهاب إلى أحد المطاعم
لشرب القليل من النبيذ .
أما شقيقتكِ الكبرى…”
توقف قليلًا ،
وملامح الاشمئزاز ارتسمت على وجهه،
وكأنه تذكر شيئ غير سار
صرخت سونغ شو تشينغ بحماس : “ إلى شارع الزهور! شارع الزهور !”
ثم استدارت لتسأل مينغ تشين مباشرة:
“تشين تشين، هل تريدين القدوم معنا ؟”
قاطعها لين يان بغضب : “ لا تفكري حتى في إفسادها !”
واضعًا يده على جبينه وكأنه لا يصدق ما يسمعه :
“ ماذا ستفعل فتاة صغيرة مثلها في شارع الزهور؟!”
مجرد التفكير في الأفعال المجنونة التي قامت بها سونغ
شو تشينغ في الماضي،
جعل معدة لين يان تنقلب رأسًا على عقب
ردت سونغ شو تشينغ بنبرة واثقة بلا خجل ،
“ وما العيب في شارع الزهور ؟
الفتيات هناك ناعمات كالعطر ،
وعزفهن على القوتشين ساحر !”
ثم نظرت إلى لين يان بازدراء وتابعت :
“أيها العجوز بأفكارك المحافظة !
أراهن أنك ذهبت إلى هناك عدة مرات أيضًا، أليس كذلك ؟
ماذا ؟
يُسمح للرجال بالذهاب إلى شارع الزهور للاستماع إلى
الموسيقى، لكن النساء لا يُسمح لهن بذلك؟
هل تفهم شيئ عن حقوق المرأة ؟”
ضغط لين يان على جبينه بأصابعه،
متألمًا من منطقها العجيب
“ ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟!
ثم ما هو هذا ’الربيع النسائي‘ الذي تهذين به؟”
بعد أن اعتادت مينغ تشين على جدالات لين يان المتذمر
وثرثرة سونغ شو تشينغ التي لا تنتهي ،
لم يكن لديها أي رغبة في التورط في هذه الحرب الكلامية
تابعت سيرها بسرعة نحو بوابة المعسكر،
ولكن قبل أن تخرج، استدار لين يان ليعطيها تعليماته:
“مينغ تشين، لا تتأخري في اللهو .
عليكِ أن تنطلقي صباح الغد لمقابلة كاو يون.”
أومأت مينغ تشين برأسها ،
مشيرة إلى أنها تذكرت ذلك ،
بينما عاد لين يان وانغمس في نقاش حاد مع سونغ شو تشينغ
كان العمل كحارسة ظل خطر للغاية،
مع معدل وفيات مرتفع
من بين التلاميذ الذين دربهم المعلم خلال السنوات العشر الماضية ،
لم يبقَى على قيد الحياة سوى أربعة :
• لين يان
• كاو يون
• سونغ شو تشينغ
• مينغ تشين التي كانت الأصغر بينهم.
لذا ، كان الثلاثة الكبار يعاملون مينغ تشين كأخت صغيرة،
وكانوا يعتزون ببعضهم البعض نظرًا لقلة من تبقى منهم
في أوقات الفراغ ،
كانوا يلعبون أوراق الزهور معًا،
لكن مينغ تشين، ببساطتها،
لم تستطع أبدًا التفوق على ذكاء ومكر كل من لين يان
وسونغ شو تشينغ،
لذا كانت الطريقة الوحيدة للانتقام منهم هي أثناء مباريات القتال
بعد إتمام مهامهم والحصول على فترات راحة طويلة،
كان لين يان وسونغ شو تشينغ يأخذان مكافآتهما
ويذهبان إلى ’شياوياو كوايهو‘ للاستمتاع ببعض الترفيه
مينغ تشين جربت مرافقة شقيقها الأكبر للشرب عدة
مرات، لكنها لم تجد فيه أي متعة
طعم الكحول كان مرًا وحار ، جعل رأسها ثقيل
كما أنها رافقت شقيقتها الكبرى إلى شارع الزهور،
حيث استمعت إلى عزف القوتشين،
لكن الألحان الهادئة جعلتها تشعر بالنعاس
وحين طلبت منها سونغ شو تشينغ التوقف عن التركيز
على الموسيقى،
حاولت مينغ تشين أن تلهي نفسها بتناول الفول
السوداني على الطاولة ~
لكن…
إما أن الفول السوداني كان قديم جدًا ،
أو لم يكن مخزنًا بشكل جيد ،
فكان طري وعديم النكهة ،
و لم يكن لذيذًا على الإطلاق
“ المطاعم… وشارع الزهور… أين المتعة في ذلك؟”
لم تحب أيًا منهما
بينما مينغ تشين تسير في السوق،
وقع نظرها على بائع يبيع كرات الأرز اللزجة
كرات الأرز اللينة والمطاطية ،
التي أُخرجت للتو من البخار، تم تثبيتها على أعواد خيزران،
وسُكبت عليها صلصة زهر الأوسمانثوس الذهبية اللامعة
{ تبدو شهية للغاية }
و قبل أن تدرك الأمر ،
وجدت نفسها تحمل ثلاث أسياخ من كرات الأرز
الملفوفة بأنابيب خيزران مقطوعة إلى نصفين
واتجهت إلى ……
برج كانغيوي بالتأكيد ~~
بينما تخطو بسرعة نحو برج كانغيوي،
تخيلت وجه الأميرة وهي تضيق عينيها متلذذةً بتناول كرات الأرز
مقارنة بالمطاعم وشارع الزهور…
هذا كان المكان الوحيد الذي وجدت فيه السعادة حقًا
عندمـا خطت مينغ تشين على حافة النافذة،
أول ما لفت نظرها جسد الأميرة النائم على الأريكة
شعرها مبعثر قليلاً ،
وجسدها متكور تحت المعطف السميك من فرو الثعلب
جسدها الهزيل يرتجف من البرد كلما هبت الرياح الباردة
عبر النافذة المفتوحة
بضع مخطوطات قديمة متناثرة تحت الأريكة ،
صفحاتها مثنية ومتآكلة،
لدرجة أن أي جامع تحف محترف قد يصاب بنوبة قلبية
لرؤيتها بهذا الشكل
وضعت مينغ تشين كرات الأرز بهدوء،
ثم أغلقت النافذة برفق خلف الأميرة
كانت على وشك المغادرة،
لكنها ترددت مرة أخرى
بعد لحظة من التردد،
استدارت وأضافت بعض الفحم إلى الموقد بجوار طاولة الشاي
حتى مع كونه فحم فضي من النوع الفاخر،
إلا أنه أصدر صوت فرقعة خافت أثناء تحريكه
الاضطراب المفاجئ وسط السكون التام جعل الأميرة تستيقظ على الفور
التقت أعين مينغ تشين المرتبكة بعيني مورونغ يان المفتوحتين،
وشعرت أنها أوقعت نفسها في ورطة
كانت على وشك الاعتذار،
لكن الأميرة لوحت بيدها بلا مبالاة،
ثم فركت صدغها وجلست ببطء
مينغ تشين، محاوِلة إرضاء الأميرة،
قامت بغلي بعض الماء،
وأخذت أوراق الشاي من الطاولة،
وحاولت تقليد طريقة مورونغ يان في صنع الشاي
قدمت لها كوب الشاي بكل جدية، آملة أن تنال رضاها
لكن الأميرة، التي بالكاد استيقظت، بقيت صامتة للحظات
بعد أن استعادت رباطة جأشها،
أخذت رشفة صغيرة من الشاي الذي قدمته مينغ تشين
لكنها بصقته على الفور
: “ هل تحاولين تسميمي؟”
شهقت مينغ تشين بصدمة،
وهرعت لتوضيح موقفها:
“لا! لم أقصد ذلك إطلاقًا!”
وبعد قولها ذلك،
مدّت يدها بسرعة لالتقاط فنجان الشاي المستخدم،
مستعدة لتجربته بنفسها كإثبات على براءتها
لكن مورونغ يان لم تهتم بتوضيحها،
بل تأملت الشاي بملامح مصدومة ومستنكرة،
وكأنها تعرضت لإهانة بالغة
مورونغ يان : “ الشاي الذي قمتِ بتحضيره…
سيء بشكل لا يصدق .”
هذه المرة ، نبرتها كانت مليئة بمشاعر غير متوقعة،
مزيج من الاحتقار والاشمئزاز وعدم التصديق
“ هذا ليس شايًا على الإطلاق !
إنه مجرد ماء منقوع بأغصان ذابلة !”
دون أن تعير مينغ تشين أي اهتمام،
التقطت مورونغ يان طقم الشاي من يديها
سكبت الماء عديم النكهة المتبقي في الإبريق،
ثم ملأته بماء جديد،
وبدأت تحضير الشاي بنفسها بخبرة ظاهرة
راقبت لون الشاي وهو يختمر بعناية ...
استنشقت رائحته العطرة بتركيز شديد ...
وعندما أصبح جاهز ،
سكبت الشاي في فنجانين خزفيين أبيضين،
ثم دفعت أحدهما بهدوء نحو المقعد المقابل لها
شربت رشفة من الشاي،
واستمتعَت بسلاسته،
وظهرت ملامح الرضا على وجهها
بعد ذلك فقط،
أشارت لمينغ تشين، التي كانت متحجرة في مكانها،
بأن تجلس وتحتسي الشاي أيضًا
استعادت مينغ تشين وعيها أخيرًا،
وأمسكت بالفنجان بحذر، وأخذت رشفة
بصراحة ؟
لم تستطع التفريق بين هذا الشاي وشاي الأغصان
الذابلة الذي صنعته بنفسها
بالرغم من أنها كانت قادرة على التمييز بين جودة الطعام
والمذاقات المختلفة،
إلا أن تذوق الشاي لم يكن أبدًا أحد مهاراتها
بالنسبة لها، لم يكن هناك سوى فئتين من الشاي:
1. مرّ ..
2. أقل مرارة ~~
خشية أن تسألها مورونغ يان عن رأيها في الشاي،
سارعت مينغ تشين إلى تقديم كرات الأرز التي اشترتها حديثًا
“ هذه كرات الأرز بعسل الأوسمانثوس من شارع تيانه.
انتظرت في الطابور لفترة طويلة للحصول عليها .”
تفحصت مورونغ يان قطع الأرز المطلية بالعسل الذهبي بعناية،
ثم تناولت واحدة باستخدام الخيزران
عبق الأوسمانثوس كان يملأ أنفها، ناعم ، ساحر .
قوام الأرز الطري والمتماسك امتزج بسلاسة مع حلاوة العسل .
لم تستطع منع نفسها من تضييق عينيها برضا،
تستمتع بالمذاق الحلو اللذيذ
عند رؤية رد الفعل هذا،
شعرت مينغ تشين بسعادة غامرة
جهودها في اختيار الحلوى المناسبة لهذا اليوم لم تذهب سدى
أنهت الأميرة سلسلة كاملة من الكرات ،
ثم مسحت أصابعها بهدوء ،
ولم تعد تنظر إلى ما تبقى
هذا جعل مينغ تشين تشعر بالحيرة
“ الأميرة، ألم تعجبك ؟”
: “ ليس كذلك ...” ردّت مورونغ يان بنبرة هادئة :
“ هذه الحلوى… مقبولة "
ازدادت حيرة مينغ تشين أكثر
“ إذن لماذا…؟”
قبل أن تكمل،
قامت مورونغ يان بلعق بقايا العسل عن شفتيها،
ثم أوضحت ببرود:
“ الأرز بالعسل ليس جيدًا للطحال والمعدة .
لا ينبغي تناوله بكثرة .”
عند رؤية نظرة الدهشة على وجه مينغ تشين،
رفعت مورونغ يان حاجبها وسألت:
“لقد جربت جميع أطباق العاصمة بلا قيود ،
ألا تعانين من عسر الهضم ؟”
هزّت مينغ تشين رأسها بصدق : “ أبدًا .
جسدي قوي جدًا .”
توقفت لتفكر للحظة ، ثم أضافت بفخر :
“ ذات مرة ، خلال احتفالات رأس السنة القمرية،
أعدت زوجة معلمي طاولة مليئة بالطعام .
في اليوم التالي ، أصيب جميع إخوتي وأخواتي في الفنون
القتالية بآلام في المعدة ،
لكنني كنت لا أزال نشيطة وكأن شيئًا لم يحدث !”
وجدت مورونغ يان هذا مثيرًا للضحك
حاولت أن تخفي ابتسامتها،
واحتست رشفة من الشاي،
نظرت مينغ تشين إلى أنبوب الخيزران، ثم، بلا تفكير،
التقطت كرات الأرز المتبقية وأكلتها بسرعة
بعد بضع قضمات فقط، لم يبقَى شيء منها
لكن عندما نظرت إليها مورونغ يان،
كان تعبيرها غريبًا بعض الشيء، وعبست قليلًا
سألت مينغ تشين، وفمها لا يزال ممتلئًا بالطعام :
“ ما الأمر؟”
بدت مورونغ يان وكأنها على وشك التحدث،
لكنها توقفت
ثم هزّت رأسها باستسلام، وقالت بنبرة غامضة:
“ يبدو أن ليس فقط طحالك ومعدتك قوية كالثور ،
بل قلبك أيضًا كبير جدًا .”
تمتمت مينغ تشين، غير مدركة تمامًا للمعنى الخفي في
كلمات الأميرة : “ أنتِ تقولين نفس الشيء الذي يقوله معلمي …..
آوووه صحيح !”
تذكرت مينغ تشين شيئ فجأة، وضربت فخذها :
“لن أستطيع القدوم إلى هنا بعد الآن!”
أخيرًا، ابتلعت مينغ تشين الطعام في فمها،
ثم أكملت حديثها:
“ إجازتي انتهت ، وعليّ مغادرة العاصمة غدًا "
لم تستطع مينغ تشين الكشف عن تفاصيل مهمتها،
لذا لم يكن بإمكانها إخبار الأميرة بالمزيد
لكنها تابعت بحماس :
“ لكن في المرة القادمة ، سأحضر لكِ حلوى لذيذة!
أعدكِ بذلك!”
يد مورونغ يان، التي كانت تعبث بفنجان الشاي، توقفت فجأة
استمعت لكلمات مينغ تشين المتحمسة،
ثم ردّت ببرود:
“لا حاجة لأن تجلبي لي أي شيء.”
كانت تعابيرها غير مبالية،
ونبرتها أصبحت فجأة باردة كالجليد
“ ليس لديكِ أي سبب للقدوم إلى برج كانغيوي،
ولا داعي لأن تشرحي لي متى تأتين أو تغادرين.”
ترددت مينغ تشين،
لم تفهم لماذا بدت الأميرة منزعجة فجأة : “ لكن…”
تشابكت أصابعها بتوتر،
وضغطت عليهما بشدة حتى تحوّلت أطرافهما إلى اللون الشاحب
ثم قالت بصوت خافت:
“ لكن … كنت أظن أننا… صديقتان "
عند سماع هذه الكلمات،
بدت مورونغ يان للحظة وكأنها فوجئت حقًا
أمالت مينغ تشين رأسها وسألت ببساطة: “ أليس كذلك ؟
قال لي معلمي إنك إذا كنت ترغب في رؤية شخص ما
وتشعر بالسعادة معه ،
فهذا يعني أنك صديقه .”
وكأنها خافت من أن مورونغ يان لن تفهم، شرحت ببطء:
“ أريد أن أرى الأميرة ، وفي كل مرة ألتقي بها،
أشعر بسعادة كبيرة .
لذا ، أتي إلى برج كانغيوي.
أليس هذا سبب كافي ؟”
ثم نظرت بحذر إلى المرأة التي أمامها
“ أم أن الأميرة لا تريد رؤيتي؟”
رفعت مورونغ يان فنجان الشاي بهدوء ظاهري،
ولكن بعد لحظة صمت، أجابت بهدوء:
“هممم.”
خافت أن تفهم مينغ تشين كلامها خطأ ، فأضافت:
“يمكننا أن نكون صديقتين.”
كانت على وشك شرب الشاي،
لكنها لم تلاحظ أن الفنجان كان فارغ تمامًا
ظلت تمسكه في يدها بلا فائدة،
مما جعلها تشعر ببعض الإحراج
وضعت الفنجان أخيرًا على الطاولة،
ثم تراجعت قليلًا،
قائلة بنبرة أكثر ليونة:
“إذا كنتِ ترغبين في القدوم، فلتأتِي "
انفرجت حاجبا مينغ تشين، وابتسمت بفرح واضح
“هذا رائع!”
قالت بحماس وهي تصب الماء المغلي بعناية في إبريق الشاي
توقفت مورونغ يان فجأة وسألت بتردد:
“كيف يُكتب اسمكِ مينغ تشين؟”
استخدمت مينغ تشين بقعة ماء على الطاولة لتوضيح
الأحرف بحركة بسيطة
تمتمت مورونغ يان بتأمل :
“ إذاً اسمك يعني الشمس والقمر مشرقان ،
لكن الألقاب الهادئة نادرة .”
مائلة رأسها قليلًا وهي تفكر
لوّحت مينغ تشين بيدها بلا مبالاة : “ هذا ليس لقبي.”
ثم استخدمت كمّها لمسح الحرف عن الطاولة ،
وتابعت :
“ ليس لديّ لقب .
عندما وجدني معلمي ،
كنت أغرق في البحيرة عند غروب الشمس،
لذا أعطاني هذا الاسم بعفوية .”
بدا وكأن الأمر لا يهمها أبدًا ،
ولكن مورونغ يان شعرت بوخزة خفيفة من الذنب
تنحنحت قليلاً ثم قالت :
“أنا مورونغ يان.”
رغم أنها كانت تعلم أن مينغ تشين تعرف ذلك بالفعل
ثم بلّلت طرف إصبعها بالماء وكتبت اسمها على الطاولة،
بخط دقيق، لمسة تلو الأخرى
مع اقتراب الساعة من وقت الديك،
غادرت مينغ تشين،
تاركةً مورونغ يان تحدّق في النافذة شبه المغلقة،
مستندة إلى يدها، غارقة في التفكير
رغم أنها كانت تعرف بالفعل أن مينغ تشين شخص مباشر وعفوي،
إلا أن جرأتها في ادعاء الصداقة مع أميرة نبيلة كانت إما
طيشًا متهورًا أو وقاحة جريئة
أبعدت خادمتها التي جاءت لتقديم العشاء بنفاذ صبر،
ثم استلقت بكسل،
تعبث بدبوس شعر من اليشم الأبيض بين أصابعها
عندما قالت مينغ تشين أنها لن تستطيع القدوم بعد الآن،
شعرت بوخزة ألم مفاجئة في قلبها،
وشعرت بالضيق
{ يبدو أن بقائي في هذا القفص لفترة طويلة جدًا جعل
بضع كلمات من حارسة ظل متواضعة قادرة على إحداث
اضطراب في مشاعري }
ضحكت مورونغ يان على نفسها بسخرية
سحبت معطف فرو الثعلب على جسدها،
لكنها ما زالت تشعر بالبرد
{ سواءً عادت مينغ تشين حقًا أو لم تعد أبدًا ،
لم يكن ذلك مهم على الإطلاق — }
أو هكذا حاولت مورونغ يان إقناع نفسها بهدوء
{ نعم، لم يعد أي شيء مهمًا بعد الآن }
يتبع
ثم هزّت رأسها باستسلام، وقالت بنبرة غامضة:
“ يبدو أن ليس فقط طحالك ومعدتك قوية كالثور ،
بل قلبك أيضًا كبير جدًا .”
تمتمت مينغ تشين، غير مدركة تمامًا للمعنى الخفي في
كلمات الأميرة : “ أنتِ تقولين نفس الشيء الذي يقوله معلمي …..
آوووه صحيح !”
تذكرت مينغ تشين شيئ فجأة، وضربت فخذها :
“لن أستطيع القدوم إلى هنا بعد الآن!”
( قلبك كبير جداً = لا مبالية / عفوية / مفهية
شفتوا جملة طيبه بس بغباء ؟ او شخص على نياته
بالضبببط يقولون قلبه كبير )
تعليقات: (0) إضافة تعليق