القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch41 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch41


اندفع الحصان عبر التضاريس الثلجية، 

و يجلد البرد القارس كل شبر من الجسد


مورونغ يان تحتضن الشبل الصغير بقوة بين ذراعيها، 

ويداها تمسكان بلجام الحصان بإحكام، 

تحاول الاحتفاظ بقدر ضئيل من الدفء لمقاومة البرد


أسنانها تصطك بلا توقف، 

ولم تكن متأكدة مما إذا كان ذلك بسبب شتاء قارس 

أم بسبب الجليد الذي تجمد في قلبها


أفكارها متجمدة، 

لكن صوت واحد لم يكفّ عن التردد في ذهنها، بلا هوادة


{ آ-تشين ، آ-تشيييين 


لا أريد أن أسير في هذا الطريق وحدي !


ولا أريد أن تظلَّ وحدك أيضًا !


لست خائفة ، حقًا لست خائفة

أفضل أن أموت معك على أن ننفصل … }


أرادت مورونغ يان الصراخ، 

لكن الحزن الغامر عالق في حلقها، 

عاجز عن أن يتحول إلى صوت


في الحقيقة ، عندما كانت بين ذراعي آ-تشين، 

لم تكن تخشى المطاردين خلفهم على الإطلاق


حتى فكرة الموت ، التي كانت دائمًا تُرعبها ، 

لم تعد تثير أي اضطراب في قلبها


لكن عندما رأت يدها المغطاة بالدماء ، 

وسمعت مينغ تشين تقول أنها ستبقى خلفها لتصدّ الأعداء ، 

شعرت مورونغ يان برعب لم تختبره من قبل


بدا وكأن قلبها تحطم، والألم المتراكم يكاد يمزقها إربًا


أرادت التوقف ، أرادت العودة


لو كان بإمكانها إغماض عينيها وسط ذلك الدفء ، 

لفعلت ذلك عن طيب خاطر


لكن يدها التي كانت تقبض على اللجام لم تجرؤ على التحرك


" كوني فتاة مطيعة يان يان

كوني فتاة مطيعة " 


تردد الصوت اللطيف لكن الآمر في ذهنها، 

وكأنه يدرك ترددها، 

يهدئ وعيها المتداعي مرة تلو الأخرى


لم تستطع مورونغ يان سوى المضي قدمًا


بعد ما بدا وكأنه دهر كامل ، 

استنفذ الحصان طاقته ولم يعد قادر على الركض، 

بل بالكاد استطاع الحفاظ على وتيرة سريعة وسط الثلج الكثيف


استنزفت الرحلة الطويلة ما تبقى من قوتها


ترتجف، و تضغط بفخذيها على جانبي الحصان لتحافظ على 

توازنها، 

لكن بسبب ضعفها الشديد، لم تنجح تمامًا


مهما قبضت على اللجام بإحكام، 

ظل جسدها يميل بلا سيطرة نحو اليسار


{ لا أستطيع فعل هذا آ-تشين ..


انظري !


بدونك ….

بدونك ، 

حتى ركوب الحصان لا أجيده


بدونك بجانبي ، لست شيئ على الإطلاق


فليكن إذن آ-تشين …


فليكن كذلك … }


اشتدت قبضة مورونغ يان على اللجام، 

أغلقت عينيها، 

واستعدت لانعدام الوزن الذي يسبق السقوط عن الحصان


لكن الألم المتوقع والسقوط لم يأتِ أبدًا ؛ 

و شعرت بشدّ قوي عند ساقها اليمنى، 

يثبتها في مكانها، 

ويمنعها من السقوط بسهولة


نظرت إلى ساقها اليمنى، 

فوجدت أنه من صنع مينغ تشين


باستخدام رباط شعر أسود ، 

ربطت ساق مورونغ يان بإحكام بالركاب، 

مما جعل من المستحيل عليها —بساقها الاصطناعية —أن 

تفلت منه أو تنزلق بسهولة




عندما رأت ساقها مقيدة بهذا الشكل، 

لم تستطع مورونغ يان، حتى في مثل هذا الموقف، 

إلا أن تغطي وجهها وتضحك


{ كان الأمر دائمًا هكذا ….


آ-تشين دائمًا هكذا 


دائمًا تنسج شبكة حولي ، 

و تمسك بي قبل أن أهوي إلى قاع الهاوية 


رقيقة لطيفة ، ولكن اللعنة كم هي متسلطة !


كيف لا تنصاع لي ؟


أي خيار تبقى لديّ أصلًا ؟ }


انسابت دموع دافئة عبر أصابعها


عندها ، برز رأس صغير مكسو بالفرو من تحت ردائها، 

و عينان لامعتان تحدقان بها بحيرة، 

متعجبتين من تقلبها بين البكاء والضحك


لعق لسان شبل النمر الدموع عن خديها، 

بينما تأوه بأنين حاد من حلقه ، و كأنه يواسيها، 

متوسلًا إليها ألا تبكي بعد الآن


نظرت مورونغ يان إلى هذا المخلوق البري، 

الذي يشبه سيدته بنسبة لا تقل عن سبعين بالمئة، 

ولم تستطع إلا أن تنحني لتُقبّل قبلة على رأسه الفروي


{ آ-تشين لم تكذب عليّ …..


آ-تشين كانت على حق 


لطالما استطعت معرفة متى تكذب آ-تشين 

ومتى تكون صادقة


سواء من تعابيرها ، أو نبرة صوتها ، 

أو لغة جسدها— أي تلميح مهما كان ضئيل ، 

دائمًا أستطيع إلتقاطه 


وهذه المرة ، قالت آ-تشين أنها لن تموت ….


لم تكذب }


أرادت مورونغ يان تصديق ذلك


جفت الدموع ، ولم يتبقَى سوى أثرها


حشدت المرأة ما تبقى من قوتها، 

وأمسكت باللجام بإحكام مرة أخرى، 

موجهةً الحصان شمالًا



حين استعادت وعيها، 

كانت مورونغ يان ممددة وسط دفء سرير مريح


البطانية الناعمة والزخارف الدقيقة في الغرفة كانت مشاهد 

لم ترها منذ ما يُاقرب من شهرين


حين أدركت أنها في مكان غريب، 

رفعت يدها ولمست الرداء الذي ترتديه


القماش الخشن الذي اعتادت عليه قد استُبدل برداء 

حريري يليق بمكانتها — 


{ يبدو أن أحدهم قد قام بتغيير ملابسي 


لكن الأغراض التي تعود إلى مينغ تشين… اختفت }


عادت اليقظة إلى مورونغ يان على الفور ، 

فسحبت البطانية بعجلة ، 

عازمة على النهوض من السرير ، 

لكن غياب طرفها الاصطناعي جعلها تهوي بقوة إلى الأرض


و أحدث الاصطدام ضجة عالية، 

تبعها شهقة مفاجئة من امرأة تقف خارج الباب


دخلت إلى الغرفة امرأة جيدة الملامح ، 

تبدو في الستين من عمرها، 

وحين رأت مورونغ يان جالسة على الأرض، 

تقدمت لمساعدتها على النهوض


رفعت مورونغ يان رأسها بحدة ، 

و نظرتها باردة كالجليد :“  توقفي ! من أنتِ؟”


توقفت المرأة على الفور، 

وانحنت باحترام : “ لقد تشرفت برؤية الأميرة تشونغ ون. 

أنا هوشيانغ جي ، زوجة حاكم تشينغتشو، سو وين . 

أوكل إلي زوجي مهمة الاعتناء بالأميرة .”


مورونغ يان : “ هل أنا في تشينغتشو بالفعل ؟” 

مستندة بصعوبة على إطار السرير ، 

وعيناها ما زالت تحملان الحذر




أجابت هوشيانغ بانحناءة خفيفة : “ نعم ، يا أميرة . 

لقد وصلتِ منذ يومين .

و أبلغ زوجي الأمير يو بوصولك ، 

وبمجرد أن تكون الأميرة مستعدة ، 

سنرتب للقاء بينكما .”


لم تُظهر ملامح مورونغ يان أي انفعال تجاه المعلومات التي 

قدمتها هوشيانغ ، 

جلست مجددًا عند مقدمة السرير ، 

تعابيرها لا تزال متجمدة

: “ ماذا عن الأغراض التي كانت بحوزتي؟”


أحضرت المرأة العجوز صندوق خشبي من زاوية الغرفة، 

وناولته لمورونغ يان


بدأت مورونغ يان تفتش فيه على الفور


ما إن وقع نظرها على رباط الشعر الأسود، 

حتى قبضت عليه بقوة، 

محاوِلةً كبح المشاعر التي كادت أن تجرفها


وبعد تفقد باقي الأغراض، 

وجدت أن الحزمة الورقية الزيتية لا تزال سليمة، 

فتنهدت أنفاسها بهدوء، 

وكأن ثقلًا قد أُزيح عن صدرها


: “ أين شبلي الصغير ؟” رفعت رأسها فجأة ونظرت 

إلى هوشيانغ الواقفة جانبًا


ترددت المرأة العجوز للحظة ثم أجابت ، 

وكأنها تفاجأت بأن الأميرة تسأل عن ذلك المخلوق


“ زوجي كان قلق من أن يؤذي الوحش البري الأميرة، 

لذا أمر بحبسه . 

لقد عضَّ كثيرًا من الناس .”


عندما عثر سو وين وخدمه على مورونغ يان فاقدة للوعي ، 

حاولوا فك وثاقها ونقلها إلى مقر إقامته للراحة 


لكن الوحش الصغير الذي كان بين ذراعيها، 

وكأنه مسكون بروح شرسة، 

قفز من على الحصان ملوّحًا بمخالبه، 

وزأر زئير طفولي ، مكشّرًا عن أنيابه في مواجهة أي خادم 

تجرأ على الاقتراب من سيدته


وحين رأى الخدم يحملون الأميرة بعيدًا ، 

تجاهل النمر الصغير السلاسل الحديدية التي قيدته ، 

وضربات السوط التي انهالت عليه ، 

واستمر في محاولة الانقضاض باتجاه مورونغ يان بجنون




ولم يكن أمام سو وين خيار سوى إصدار أمر بحبس الشبل 

داخل قفص حديدي


مورونغ يان بصوت هادئ : “ ذلك نمري ...”

نبرتها لم تحتمل الجدل : “ أعيدوه إلي.”


انحنت هوشيانغ موافقة ، ثم غادرت الغرفة لإصدار الأوامر


بحلول الوقت الذي أُحضر فيه النمر الصغير ، 

كان لا يزال يكشر عن أنيابه ويزمجر في وجه كل من حوله ، 

وحبله مشدود بقوة ، 

بينما مورونغ يان قد ركبت طرفها الاصطناعي بالفعل


لكن ما إن رأى المرأة المألوفة جالسة على السرير، 

حتى توقف عن الزئير، 

ورفع رأسه مطلقًا عواء بائس

ثم، في لحظة، هرب بقوة من قبضة الخادم الذي كان 

يمسك به واندفع نحو مورونغ يان


وسط نظرات القلق من الحاضرين، 

ظهرت في عيني مورونغ يان لمحة من الحنان، 

فمدت يدها، ورفعته إلى حجرها، 

وأزالت الحبال التي قيدته، 

ثم قبلّت قبلة خفيفة على رأسه الفروي


أما المخلوق الصغير، فاكتفى بلعق خدها برفق، 

وكأنه يريد أن يتأكد من أن السيدة التي كُلِّف بحمايتها لم تُصب بأذى


بعد لحظة من الصمت، 

تماسكت مورونغ يان، ثم رفعت رأسها، 

و نظرتها تحمل كرامة الأميرة التي لم تُهزم، 

وأمرت بصوت هادئ:

“ أبلغي سو وين أنني مستعدة للقاء الأمير يو "

ثم نهضت ، وتابعت بحزم :

“ سننطلق فورًا ”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي