Ch5
تسلل العرق عبر الشعر ،
واختلط بالغبار ،
والتصق بوجه مينغ تشين، مما جعله رطبًا
الملابس مليئة بالبقع،
وفُقد الرداء الخارجي في مكان ما
عدة جروح من السيوف على جسمها ،
بما في ذلك إصابة في الصدر الأيسر ،
مما يدل على شدة المعركة
{ لحسن الحظ بعد أيام من القتال ،
يجب أن يكون الأخ الأكبر قد صعد بالفعل إلى السفينة
المتجهة نحو العاصمة }
أخذت مينغ تشين نفسًا عميقًا،
واستدارت لمواجهة عشرات المطاردين الأقوياء
على الرغم من أنهم أدركوا أن مينغ تشين ليست الشخص
الذي كانوا يطاردونه في الأصل،
إلا أنه لم يكن لديهم سبب للتخلي عن المطاردة بعد أن
أصيب رفيقهم بجروح خطيرة على يدها
قالت مينغ تشين بنبرة مستفزة:
" آه، هل كل محاربي دونغينغ مثابرون إلى هذا الحد ؟"
داعبت مينغ تشين رأسها دون وعي ،
فقط لتدرك أن يدها كانت مغطاة بالدم
ألقت السيف الذي كانت تستخدمه،
والذي قد تلف بالفعل،
وسحبت نصل طويل من جثة قريبة،
وقامت بوزنه بيدها : " اسمح لي أن أستعير هذا ، شكرًا ."
لم يكن هناك أي سخرية في طلب مينغ تشين المهذب
ومع ذلك، بدا أن المجموعة المتبقية قد أثارتهم أفعالها
، وانطلق عدة منهم نحوها،
ينوون القضاء عليها في ضربة واحدة
عدلت مينغ تشين وقفتها وركزت انتباهها
وسط أصوات اصطدام السيوف،
اندلعت معركة شرسة أخرى
بعد سقوط الجميع،
اتكأت مينغ تشين ببطء على شجرة،
وهي تسحب جسدها
بالتأكيد، كان التعامل مع هذا العدد الكبير من الناس أمرًا صعب للغاية
نقع الدم ملابسها، وشعرت مينغ تشين بالنعاس
في حالة من الضبابية،
تذكرت أن لين يان ذكر أنه رأى كتب محرمة في القصر،
تصف كيف أن الناس، بعد الموت،
يرتدون معطف أبيض من الريش،
مع دائرة ذهبية على رؤوسهم،
وأجنحة على ظهورهم مثل طيور البشر،
يصعدون إلى السماء
{ إذا كنت سأموت في هذه اللحظة ،
سيكون من الجميل أن أحظى بفرصة لرؤية طيور البشر هذه }
لم يكن لديها أي تعلق ،
ولا أي عاطفة متبقية تجاه هذا العالم
نشأت في معسكر حرس الظل منذ الطفولة،
ولم تفعل شيئ سوى الأكل والشرب وإكمال المهام بطاعة
{ صحيح، المهام ….
ما كانت المهمة مرة أخرى؟
هزيمة المطاردين
حماية الرسالة السرية }
الآن بعد أن لم يعد هناك مطاردون،
كان عليها أن تبتلع الرسالة السرية قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة
لم تتخيل أبدًا أن آخر شيء ستأكله في حياتها،
على الرغم من تذوقها جميع أنواع الأطعمة الشهية،
سيكون قطعة من الورق
مدت يدها إلى الحقيبة حول خصرها،
وأخرجت الظرف المغلق بالشمع الأسود،
الذي بدا غير شهي على الإطلاق
بينما مينغ تشين تتذمر في قلبها،
سقطت علبة صغيرة مغلفة بالورق الزيتي على ساقها
أدركت مينغ تشين فجأة { هذه هي الهدية للأميرة }
بينما مينغ تشين تنتظر كاو يون في مقاطعة ' مين ' ،
شعرت بالملل وتجولت في بيت شاي
صاحبة بيت الشاي، التي رأت أن مينغ تشين أجنبية تتحدث
الماندرين،
أمسكت بيدها وأصرت على أن تجرب أفضل شاي صخري
في العالم، واستمرت في الحديث عنه
أصيبت مينغ تشين بالذهول وانتهى بها الأمر بشراء علبة
صغيرة من الشاي كلفتها ثلاثة أشهر من راتبها
في تلك اللحظة،
خطرت في ذهن مينغ تشين صورة مورونغ يان وهي تشرب الشاي بأناقة،
ولم تشعر بألم في جيبها على الإطلاق
مع هذه الأفكار ،
انتفضت مينغ تشين، وأصبح عقلها أكثر وضوحًا
{ لقد وعدت أميرة المقاطعة بأنني سأجلب لها هدية
إذا لم أعد ، ستشعر الأميرة بخيبة أمل }
عندما فكرت في مورونغ يان،
التي كانت محبوسة وحدها في مبنى عالي ،
و تعيش تغير الفصول بمفردها ،
أجبرت مينغ تشين نفسها على تجميع قواها
{ عليّ أن أفي بوعدي وأعود }
استخدمت النصل الطويل لدعم جسدها،
وقطعت قطعة قماش نظيفة من جثة
وحشته في جروحها التي ما زالت تنزف ثم ربطته بإحكام بحزام
سحبت قدميها ببطء،
ومشت نحو الخيول التي ربطها المطاردون في المسافة
اختارت الأقوى بينها وكافحت لتسلق ظهره
ثم قطعت لجام الخيول الأخرى وقالت لهم: " أنتم أحرار الآن."
ربتت مينغ تشين على الحصان الذي اختارته
وهمست: " فتى جيد، أحتاج إلى مساعدتك ."
——————
عندما عادت مينغ تشين إلى معسكر حرس الظل ،
تم حملها إلى داخله
وفقًا للناس في المحطة خارج المدينة ،
عندما وصلت مينغ تشين قبل ستة أيام ،
كانت بالفعل في حالة شبه غيبوبة ——
كانت قد ربطت نفسها بإحكام بالحصان بحبل لمنع نفسها من السقوط
تمكنت من الصمود حتى اللحظة التي أكملت فيها الإشارة
السرية، ثم فقدت الوعي
كادت أن تخيف الشخص الذي كان على اتصال بها حتى الموت
بتجاهل الجروح والكدمات الصغيرة،
كان هناك سبعة عشر إصابة،
ثلاث منها مهددة للحياة
عندما رأى المعلم الحمام الزاجل،
استدعى الطبيب الملكي المهمل في منتصف الليل وغادر
المدينة على عجل
بعد ملاحظة الحالة الجسدية السيئة لمينغ تشين،
كان الرجلان المسنان غاضبين ومذهولين
حتى في حالة غيابها عن الوعي،
كانت تمسك بقوة بقطعة قماش ممزقة
في وقت لاحق ،
استغرق الأمر أربعة أو خمسة أشخاص ،
قاموا بتدليكها وسحبها ،
لأخذ الرسالة السرية
لحسن الحظ لم تعد حياتها في خطر
أبلغت سونغ شو تشينغ كاو يون، الذي كان يستلقي في
السرير يتعافى من إصاباته، عن الوضع
كان تعبير كاو يون معقد : " كل هذا بسببي "
لام نفسه : " كان يجب أن أبقى ."
قالت سونغ شو تشينغ وهي تتكئ على إطار الباب
وتدحرج عينيها: " إذا كنت قد بقيت ، لكنت ميتًا .
بدلاً من قول هذا الهراء العاطفي لي،
يجب أن تشكر مينغ تشين ."
نظرت إلى وجه كاو يون الذي ما زال محطم ،
وتحدثت سونغ شو تشينغ مرة أخرى: "هل تعرف ما يجب
عليك فعله الآن؟"
تنهدت : "يجب أن تشكر السماء بصدق لأنها منحتك مينغ تشين كمُنقذة .
لو كان شخص آخر، لكان مصيرك قد حُدد ..."
قلدت سونغ شو تشينغ حركة قطع حلقها بإيماءة يد
نظر كاو يون إلى سونغ شو تشينغ وأصبح فجأة جاد ،
وسأل: " هل قرأتِ تلك الرسالة السرية؟"
أومأت سونغ شو تشينغ برأسها،
وكان تعبيرها خالي من أي مزاح
فسأل كاو يون: " إذن ؟ هل قتل ولي العهد الأمير الثامن ،
الذي كان مخفي سرًا في تشيونغتشو؟"
وبينما يشاهد سونغ شو تشينغ وهي تومئ مرة أخرى،
بدا عليه الشك،
ثم تنهد قائلاً: " التالي، ربما يكون دور أولئك الذين ما زالوا
في العاصمة ."
قالت سونغ شو تشينغ باحتقار: " ألا نعرف بعد أي نوع من الأشخاص هو ذلك الرجل؟
قتل إخوته ، وتسميم أبيه ، لا شيء يفاجئني مما يفعله ."
لم يكن هناك أي تبجيل في كلماتها عندما يتعلق الأمر بالعائلة الملكية
ساد الصمت بينهما
وكأنها لم تستطع تحمل الجو الثقيل،
تحدثت سونغ شو تشينغ: " تعافَى سريعًا."
استدارت بأناقة وقالت : " مينغ تشين وأنت كلاهما تتعافيان ،
لين يان غادر المدينة ،
وهنا أنا ، منهكة وحدي !
يجب أن أشتكي إلى اتحاد العمال !"
فقط عندما خرجت سونغ شو تشينغ من غرفة كاو يون،
سمعت خطوات سريعة تقترب من بعيد
صبي صغير يرتدي ملابس التدريب هرع نحو سونغ شو تشينغ:
" الأخت الكبرى سونغ! الأخت الكبرى سونغ!"
قالت سونغ شو تشينغ وهي تغطي أذنها بيدها:
" لماذا تصرخ بهذا الصوت العالي ؟
هل تحاول إيقاظ الموتى ؟"
كان وجه الصبي الصغير مليئ بالقلق عندما قال: "الأخت
الكبرى مينغ تشين قد استيقظت،
وهي متحمسة للنهوض من السرير!
الأخت الكبرى سونغ، من فضلك اذهبي وأقنعيها ."
بمجرد أن انتهى من الكلام،
تغير تعبير سونغ شو تشينغ فجأة إلى الجدية،
واستدارت وأسرعت نحو قاعة العلاج
عندما دخلت،
رأت مينغ تشين، جسدها كله ملفوف بالضمادات،
و ما زالت تحاول النهوض
كان الأطباء المسنون في قاعة العلاج، بلحاهم البيضاء ،
يحيطون بها بقلق
قالت سونغ شو تشينغ بصوت حازم: "مينغ تشين!
يجب أن ترتاحي الآن ."
صرخت مينغ تشين بصوت مبحوح : " أختي! أنا بحاجة للخروج ."
تقدّمت سونغ شو تشينغ وضربت جبين مينغ تشين بقوة بإصبعها
لم تستطع مينغ تشين الحفاظ على توازنها وتمايلت للخلف
: " في حالتك الحالية، أنت بحاجة إلى مساعدة حتى
للجلوس على المرحاض...
لا، حتى لاستخدام المرحاض الخارجي .
إلى أين تظنين أنكِ ذاهبة ؟"
دعمت سونغ شو تشينغ مينغ تشين وعانقتها نصفًا
وساعدتها على الاستلقاء مرة أخرى على السرير
: " لكن..." بدت مينغ تشين وكأنها تشعر ببعض الظلم ،
وهي تلوح بيدها الملفوفة بشكل عشوائي
قالت سونغ شو تشينغ بحزم: " لا 'لكن' في هذا ..."
ثم غطتها ببطانية ونظرت إليها بنظرة حادة :
" حتى تتحرري من كونك ملفوفة مثل الزونغزي "
( الزونغزي طعام صيني تقليدي يُؤكل عادة خلال مهرجان قوارب التنين )
: " لن تتمكني حتى من هزيمتي.
هل تريدينني أن ألجأ إلى العنف معكِ؟
تمامًا كما كنا نفعل عندما كنا أطفالًا ؟"
تراجعت مينغ تشين إلى الوراء،
حيث جعلتها ذكريات طفولتها تتردد :
" إذن... ماذا عن حزمتي..."
قالت سونغ شو تشينغ: "هل تعنين هذه؟"
ثم مدت يدها إلى كمها وأخرجت حزمة قماش بالية،
وسلمتها إلى مينغ تشين
أخذت مينغ تشين الحزمة بلهفة وبدأت تتحسس داخلها،
حتى ارتاحت حاجباها المتجعدان أخيرًا
: " نعم هذه هي! شكرًا لكِ، الأخت الكبرى."
ابتسمت الحارسة الشابة ابتسامة عريضة،
لكنها شدّت الجروح على خدها
لمست مينغ تشين وجهها النازف،
وبدت في حالة من الفوضى
نظرت سونغ شو تشينغ إلى مينغ تشين وهي في هذه الحالة البائسة،
وتنهدت بدموع من الشفقة والمتعة
دعمت جبينها بلطف وألقت البطانية حول أختها الصغرى :
" تعافي سريعًا " كان صوتها لطيفًا بشكل غير معتاد
{ لولاكما ،
كنت مشغولة جدًا لدرجة أنني لم أجد وقتًا للذهاب إلى شارع الزهور والاستماع إلى الموسيقى. }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق