القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch6 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch6


مع اقتراب الشهر الثاني عشر، 

بدأت كل قطرة ماء تتحول إلى جليد


على الرغم من أن مينغ تشين كانت في إجازة مرضية لمدة شهر ، 

وظلت طريحة الفراش لثمانية أو تسعة أيام، 

إلا أنها شعرت وكأن جسدها بدأ يتعفن من قلة الحركة


بعد أن أثبتت تعافيها بالقفز وتسلق الجدران في المعسكر، 

منحها معلمها أخيرًا الإذن بالخروج


نظر لين يان إلى مينغ تشين بمزيج من الحيرة ، 

وهو يراقبها تغادر بسرعة ، 

ثم قال لمعلمه : “ سمعت شائعة أنه في البراري الغربية ، 

هناك وحش أسود يتجول في الأدغال . 

له وجه يشبه القرد لكنه يشبه البشر أيضًا ، 

وجسده ضخم ، وذراعاه مليئتان بالعضلات المتورمة . 

رغم أنه تلقى ثلاث سهام ، 

لا يزال يتحرك بحرية بين قمم الأشجار . 

يُطلق على هذا الوحش اسم ’كونغ‘

يا معلم، أعتقد أن تشين تشين وكونغ بينهما قرابة بعيدة.”


وقف بجانبه رجل مسن ذو شعر نصفه أبيض، 

و عاري من الأعلى ، 

مع صدر مليء بالندوب المتقاطعة ،


المعلم : “ مينغ تشين تتصرف بغرابة في الفترة الأخيرة.”


لين يان : “ نعم ، منذ شهر سبتمبر وهي تختفي مباشرة بعد الغداء . 

هل يُعقل أنها وجدت شخصًا مميزًا ؟” 

ضحك ، لكنه فكر للحظة ثم هز رأسه ، مستبعدًا الفكرة


كانت مينغ تشين بارعة في الفنون القتالية ، 

لكنها ذات طبيعة بسيطة وبريئة مثل الأطفال ، 

ولم يكن لديها أي اهتمام بالعلاقات العاطفية ،


وتابع لين يان : “ ربما وجدت متجر حلويات جديد في السوق مرة أخرى .”


لم يرد المعلم ، 

بل مرر أصابعه على لحيته ، غارقًا في التفكير


————————


حملت مينغ تشين كيس قماشي مهترئ بين ذراعيها، 

وهي تقفز بين الأسطح ، 

ممسكة بسلة مليئة بالكعك المحشو بالبخار الذي اشترته للتو


{  معلمي يبالغ في الأمر حقًا !!


فقدان كمية زائدة من الدم لا يعني أنني فقدت يدًا أو قدمًا ، 

لكن الجميع يريدون إبقائي طريحة الفراش إلى الأبد 

وكأني دمية زجاجية }


بعد الاستلقاء لوقت طويل، 

ورغم أنها لم تتعافَى سوى بنسبة 50%، 

إلا أن ذلك كان كافي لتسلق برج كانغيوي دون السقوط حتى الموت بسهولة


التفكير في موعدها مع الأميرة جعلها غير قادرة على 

البقاء ساكنة لثانية واحدة


كان عليها إيصال الكعك إلى الأميرة قبل أن يبرد


زادت مينغ تشين من سرعتها، 

لكنها انزلقت فجأة من على بلاطة مغطاة بالصقيع ، 

مما تسبب في سقوط جسدها ثلاثة أقدام نحو الأسفل


بسرعة ، بذلت قوة كبيرة ، 

ممسكة بشق ضحل على الجدار ، 

متشبثة به بشكل خطير


في تلك اللحظة، سمعت صوت سعال مكبوت


تحملت الألم الناتج عن تمزق جرحها، 

وعضت على أسنانها، 

وحشدت قواها لتسلق البرج مرة أخرى


دفعت النافذة ، وانقلبت داخل الغرفة


كانت مورونغ يان، مستندة بضعف على مكتبها، 

بالكاد ترفع جفنيها وهي تراقب دخولها


بمجرد أن رأت وجه الأميرة الشاحب، 

ألقت مينغ تشين بسرعة الأغراض التي كانت تحملها، 

واقتربت منها، وسحبت كمها، 

وأمسكت بمعصمها بلطف للتحقق من نبضها


: “ أعتذر على التطفل ...” قالت مينغ تشين بتركيز ، 

غير مدركة أن مورونغ يان كانت تحدق في معصمها بذهول 


مورونغ يان : “ لم أكن أعلم أنكِ تجيدين الطب.”


قالت الأميرة بنبرة هادئة، 

محاولة إخفاء انزعاج خفيف في عينيها



ردت مينغ تشين : “ مجرد معرفة سطحية .”


كان معلمها دائمًا يؤكد عليها ضرورة تعلم الطب، 

حتى لو لم تصبح خبيرة فيه، 

كي تتمكن من إنقاذ نفسها عند الحاجة


رغم مهاراتها المحدودة في الطب، 

استطاعت مينغ تشين أن تدرك أن طاقة الأميرة الحيوية مستنزفة


الهواء البارد تغلغل في رئتيها، 

وجسدها الضعيف لم يعد قادرًا على تحمله


: “ أين الطبيب؟ 

هل الجميع هنا مجرد عديمي الفائدة؟”


ظهرت ندرة من الغضب على ملامح مينغ تشين، 

التي كانت عادة لطيفة وهادئة، 

واحمرّ وجهها قليلًا من الانفعال


منذ أن فقدت ساقها، 

أصبحت مورونغ يان تكره رؤية الأطباء، 

وتشمئز من لمسهم لها أثناء فحص نبضها


ولكن قبل أن ترد، 

شعرت بحكة مفاجئة في حلقها، 

ثم اندلعت منها نوبة سعال عميقة، 

مخترقة صدرها الهزيل ،


خطت مينغ تشين بسرعة داخل الغرفة، 

رفعت غطاء السرير، 

ثم التقطت بطانية دافئة،

وسارت نحو السرير


لفّت مورونغ يان بالبطانية بإحكام، 

ثم بدأت في التربيت على ظهرها بلطف، 

تدعم جسدها الواهن


استمرت مورونغ يان في السعال حتى فقدت قوتها تمامًا، 

ولم يتبقَّى منها سوى أنين خافت، 

بالكاد مسموع بين الحين والآخر


نظرت مينغ تشين إليها بحزن، 

ثم دفعت بلطف ياقة ملابسها جانبًا، 

وضغطت بإبهامها على نقطة ’تيان تو‘ للوخز بالإبر، 

محاولة تخفيف ألمها


همست بصوت خافت ، مطمئنتعا ، 

كما لو كانت تهدهدها :

“لا تغضبي… ستتحسنين قريبًا "


في حضنها، رفعت مورونغ يان عينيها نحو الشخص الوقح 

الذي تجرأ على احتضانها، 

عيناها لامعتان بالدموع الناتجة عن السعال الشديد ، 

وأنفاسها متقطعة وضعيفة


هذه هي المرة الأولى التي تنظر فيها مورونغ يان عن 

كثب إلى ملامح مينغ تشين


إن تحدثنا بلغة المجاملة، 

فقد بدت ذات ملامح مقبولة


وإن تحدثنا بصراحة، 

فلم تكن جميلة ولا قبيحة —  مجرد وجه عادي تمامًا ، 

بلا أي ميزات تلفت النظر


النوع الذي يمكن أن يندمج بين الناس ويختفي دون أن 

يلاحظه أحد— وهذا كان المظهر المثالي لحارسة ظل


ومع ذلك ، كان هناك شيء غريب—


كلما رفعت مينغ تشين رأسها، 

وجدت مورونغ يان أن عينيها الصافيتين النقيتين تأسران انتباهها


كانتا واضحتين ومضيئتين، 

كما لو بإمكانهما تبديد الظلام أينما اتجهت


حتى بعد غيابها لأكثر من شهر، 

لم يكن هناك أي شعور بالغرابة



على جبهتها ضمادة ، 

وعلى خدها جرح دقيق قد بدأ في الالتئام


رائحة جسدها، التي كان من المفترض أن تكون نظيفة، 

تحمل الآن عبق الكحول الطبي، 

مما يعني أنها خرجت للتو من العيادة


بعد مرور زمن يكفي لاحتراق عود بخور، 

تمكنت مورونغ يان أخيرًا من استعادة أنفاسها


لكن عندما لامست التصلبات الخفيفة على إبهام مينغ 

تشين بشرتها، 

شعرت بعدم راحة خفيفة، فتململت قليلًا


بعد أن أمرت مورونغ يان مينغ تشين بمساعدتها على الجلوس، 

عدلت ياقة ملابسها وتجاهلت النظرة القلقة على وجه الأخرى


أشارت بإصبعها نحو سلة البخار الموضوعة على الطاولة منذ مدة طويلة


عندها فقط تذكرت مينغ تشين، 

فسارعت إلى فتح الغطاء، 

✨لكنها وجدت أن الكعكات الهلالية قد بردت تمامًا وتصلبت.ك


شعرت بالإحباط، 

وكانت على وشك إعادة الغطاء، 

عندها قالت مورونغ يان بهدوء:


“ أحضريها إلى هنا.”


مينغ تشين بإحباط : “ لكنها أصبحت باردة…”

شعرت بالأسف لأن الطعام لم يعد طازج


نقرت مورونغ يان بأصابعها برفق على طاولة الشاي.


طَق، طَق


إشارة صامتة، ولكن واضحة


ترددت مينغ تشين قليلًا، 

لكنها وضعت السلة أمام الأميرة، 

تراقبها بقلق وهي تلتقط الكعكة ببرود وكأن الأمر لا يهمها


استغرقت مورونغ يان وقت طويل لمضغ الكعكة الصغيرة ، 

وبمجرد أن ابتلعتها، 

شهقت مينغ تشين فجأة كما لو أنها تذكرت شيئ مهم


: “ آه صحيح ! هذا ليس ما وعدتكِ بإحضاره!”


مدّت يدها بسرعة داخل ملابسها، 

وسحبت حزمة قماشية قديمة، 

كاشفة عن ورقة زيتية متسخة 


: “ هذه هي الهدية التي وعدتكِ بها ! ليس الكعك !”

قالت بحماس، ثم بدأت تمسح الورقة الزيتية بكمّها بقوة ، 

ثم مدّتها إلى مورونغ يان


دون أي علامة على الاشمئزاز، 

وضعت مورونغ يان عيدان الطعام جانبًا وأخذت الحزمة


بعد فك الخيط ، 

ظهر قالب شاي متشقق قليلًا


أنزلت رأسها ، واستنشقت رائحته بخفة


: “ أوراق شاي أخضر؟ هل ذهبتِ إلى مقاطعة ' مين ' ؟”


تجمدت يد مينغ تشين التي كانت تضيف الفحم إلى الموقد


تجمدت ملامحها بالكامل للحظة، 

وكأنها كُشفت تمامًا


راقبت مورونغ يان توترها بعناية، 

لكنها لم تطرح أي أسئلة أخرى، 

معتبرةً الأمر بحكمة


تنهدت مينغ تشين بارتياح ، 

ثم دفعت الماء المغلي نحو الأميرة، 

وعادت إلى حديثها المسترسل


مينغ تشين : “ لم أكن أعلم أن هناك العديد من أنواع الشاي المختلفة . 

كدت أصاب بالدوار وأنا أستمع إلى الشروحات .

زوجة صاحب النزل هناك قالت إنه أفضل شاي في العالم ، 

وأنه متوفر فقط عندهم… 

فقط في عائلتهم .”


{ كدت أُفصح عن شيء غير مقصود }


فسرقت نظرة سريعة نحو الأميرة


لكن مورونغ يان بقيت هادئة تمامًا، 

تصبّ الشاي بهدوء وتراقب لونه بتمعن


شعرت مينغ تشين بالاطمئنان ، 

ثم تابعت حديثها بحيوية وحماس :

“حتى أن صاحبة النزل أقسمت على صدرها أنه إذا لم 

يكن لذيذ ، يمكنني العودة لمواجهتها .

لم أكن أعلم أن الشاي قد يكون بهذه القيمة . 

لقد كلفني هذا النصف كَتّي (حوالي 250 جرامًا) راتب 

ثلاثة أشهر ، إنه باهظ جدًا !”


قالت ذلك وهي تقوم بحركات مبالغ فيها بيديها، 

متظاهرة بالصدمة


بينما مينغ تشين تتحدث بحيوية، 

كانت مورونغ يان تستمع بصمت، 

وهي تصب الشاي لنفسها


بحركة رشيقة، 

أدارت كوب اليشم، 

ثم أنزلت رأسها لتتذوقه


بمجرد أن لامس الشاي شفتيها، 

امتلأ فمها برائحة غنية قوية ولكن سريعة الزوال


بعدها، تركت نكهة زهرية خفيفة أثرًا ناعم، 

يصعب تمييزه لكنه باقي ، 

يتداخل مع لمحة خفيفة من رائحة التحميص


{ هممم…


عادي تمامًا 


ولا يُشرب عادةً .. }


نظرت مورونغ يان إلى مينغ تشين ، 

التي كانت تحدق بها بترقب وحماس ، 

ووجدت المشهد مضحك للغاية في داخلها


{ يبدو أن مينغ تشين قد خُدعت في مقاطعة ' مين '

من قبل شخص سيئ النية 


يا لها من حمقاء حقيقية }


سألت مينغ تشين، وهي تبتلع ريقها بتوتر، 

ملامحها مشدودة : “ كيف هو؟”


: “ هممم…” تنحنحت مورونغ يان، وهي تشعر بوخزة 

طفيف في حلقها


نظرت إلى الورقة الزيتية المجعدة التي تحتوي على أوراق الشاي، 

ولا تزال تحمل بقع دم غير منظفة على أطرافها


رغم أن غريزتها كانت تدفعها لرفضه ، 

إلا أنها— ولسبب غير معلوم— قررت أن تقول، بفتور:

“يمكن قبوله.”


قفزت مينغ تشين فرحًا عند سماع ذلك، 

وسكبت لنفسها كوب من الشاي دون أن تهتم بأنه لا يزال ساخن


أخذت رشفة، ثم هتفت بحماس:

“ إنه لذيذ ! 

أعتقد أيضًا أن هذا الشاي رائع جدًا !”


“لم يخدعني صاحب النزل وزوجته ، 

هذا بالفعل أفضل شاي في العالم !

يجب أن أشتري عشرين كَتّي أخرى في يوم آخر ، 

وأشكره كما يجب !”


اهتزت يد مورونغ يان وهي تصب الشاي، 

غير قادرة على كبح ضحكتها


مينغ تشين، التي تحتسي الشاي كما لو أنها بقرة تشرب الماء ، 

كيف يمكنها التمييز بين الشاي الجيد والسيئ؟


لكن، وهي تنظر إلى تعبيرها الصادق والمتحمس، 

لم تجد طعم الشاي سيئ كما بدا لها في البداية



قالت مورونغ يان بابتسامة خفيفة ، 

وهي تأخذ رشفة أخرى من الشاي : “ يمكنكِ نسيان فكرة العشرين كَتّي .

لا تشتري المزيد من الشاي . 

أنا لا أشرب الشاي في الشتاء .”


قالتها بلا مبالاة ، مختلقة عذرًا عشوائيًا


قبل أن تتمكن مينغ تشين من الرد، 

غيّرت مورونغ يان الموضوع بمهارة، 

محوّلة انتباه حارسة الظل الساذجة إلى شيء آخر


أصبحت الأجواء بينهما أكثر انسجام


استمر حديثهما الممتع والمريح حتى حلّ الظلام ، 

وبعد تردد واضح ، 

ودّعت مينغ تشين الأميرة وغادرت



—————————-



: “ تشين تشين تعالي إلى هنا "


ما إن دخلت مينغ تشين المعسكر حتى رأت معلمها 

يجلس على كرسي خشبي، 

ملامحه صارمة وهو ينظر إليها


: “ تعالي لنتحدث "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي