Ch77
بفضل تنبيه باي تشي المسبق ،
تشيو باييو ويي يان يوي مستعدتين نفسيًا، فسرعان ما
قبلتا الواقع الغريب الذي أمامهما
بل إن تشيو باييو بدأت بمساعدة يويه شياو على ريّ نفسها ~,
فذراعا يويه شياو قد تعبتا من حمل علبة الريّ
لذا أمسكت تشيو باييو بعلبة الريّ الملونة وسكبت الماء
فوق رأس صديقتها،
تراقب قطرات الماء وهي تُمتص عبر غطاء رأسها المصنوع
على شكل زهرة دوار الشمس،
فيما اتجهت صديقتها الممتلئة بالطاقة نحو الشمس،
مستمتعةً بأشعتها
تشيو باييو: “…”
{ الأحلام حقًا عجيبة !
لكن هذا يناسب هويتها في الواقع أيضًا ؛
فـ يويه شياو تدير متجر زهور في الحياة الحقيقية ~~ }
لطالما أحبت الأزهار منذ طفولتها، وعندما كبرت،
وفرت لها عائلتها المال لافتتاح متجرها الخاص
حينما ذهبت تشيو باييو وقوه جياسوي إلى المتجر للعثور عليها،
كانت إما تقوم بتغليف الزهور أو ترش الماء عليها،
و عيناها وقلبها مليئتين بالزهور
لذا ، من المفهوم نوعًا ما أنها تحولت إلى زهرة بعد دخولها الحلم
بعد أن رويت يويه شياو بالماء بما فيه الكفاية ونالت
نصيبها من الشمس،
عادت حياتها كزهرة مشرقةً ونابضةً بالحيوية
قالت :
“ حسنًا، توقفي عن الريّ، سأغرق إن أكثرتِ عليّ الماء .”
أخذت علبة الريّ من يد تشيو باييو،
ثم عانقتها،
وقد تدلت زوايا شفتيها بحزن:
“ شياوباَي لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت حتى تعودي لرؤيتي …”
عند سماع صوت صديقتها الحميمة،
رقّ قلب تشيو باييو بلا حول ولا قوة
ربّتت على ظهر يويه شياو بلطف وقالت:
“ ليس متأخرًا ما دمنا التقينا الآن ،
اللقاء مجددًا بحد ذاته أمر جيد .”
{ أن تمكنت من لقائك مجددًا هو أمر رائع بالفعل ؛
فماذا عساي أن أطلب أكثر؟ } مسحت يويه شياو عينيها بحزن
هي لا تدري أنها تحلم ،
لكنها تعرف كم كانت تفتقدها
صديقات مقربات إلى هذا الحد ،
ثم فجأة تفقدين إحداهن ، من قد يتحمل ذلك؟
{ اللعنة تلعن ذلك السائق ! }
قالت يويه شياو وهي تقطب جبينها:
“ ذلك السائق مجنون !!
كان يشرب الكحول في وضح النهار !
“مجنون تمامًا !
يغضبني جدًا !!”
شعرت تشيو باييو بالعجز والغضب معًا { كان السبب إذًا…
القيادة تحت تأثير الكحول …..
أناسٌ كهؤلاء يستهترون بحياة الآخرين … يا له من أمر عبثي ومقزز ! }
تلك هي المرة الأولى التي تسمع فيها يي يان يوي السبب
الدقيق لوفاة تشيو باييو
شعرت بمشاعر مختلطة من الغضب، والشفقة، والحزن
غضب على السائق الثمل الذي لم يأبه بأرواح الناس
وشفقةٌ على باييو خاصتها التي كان يجب أن تعيش شبابها
بدل أن تلاقي مصيرًا قاسيًا هكذا فجأة
مع أنها سعيدة لأنها التقت بتشيو باييو،
إلا أنها مع ذلك حزنت أن لقاءهما قد بُني على هذه المأساة،
فلم تستطع الشعور بالفرح الخالص تجاه ذلك
فقد كانت تلك حياةً نابضةً بالحياة…
بينما تشيو باييو تواسي صديقتها،
لاحظت أن الشخص بجانبها صامتٌ جدًا
التفتت لتنظر ، وبالفعل ، كان تعبير يي يان يوي كئيب
ولم تحتج لأكثر من لحظة لتدرك السبب
مدت يدها وأمسكت بيد يي يان يوي،
ولما نظرت إليها هذه الأخيرة، همست لها:
“ لا بأس كل هذا أصبح من الماضي .”
{ لا تحزني ، فكل شيء أصبح خلفنا الآن ...
على الأقل حياتي الحالية لم تكن سيئة ،
بل مليئة بالمتعة
يُمكن اعتبار ما حدث بمثابة نعمة مقنّعة لي }
أمسكت يي يان يوي بيدها بإحكام،
ونظرت إلى يويه شياو التي كانت حزينة تتكئ على كتف تشيو باييو
كان غطاء رأس يويه شياو، المصنوع من دوار الشمس، ضخم
وعندما مالت برأسها على كتف تشيو باييو،
كانت بتلات الزهرة الناعمة الواقعية إما تلامس رأس تشيو
باييو أو تستقر فوقه برقة،
بدت وكأنها ذابلة، وكأن الزهرة ذاتها حزينة أيضًا
فكرت يي يان يوي { صديقتها تهتم بها حقًا
كان لديها أصدقاء يحبونها كثيرًا في ذلك العالم
كم كان ذلك أمرًا جميلاً حقًا }
قالت تشيو باييو، وهي تربت مجددًا على كتف يويه شياو:
“ لا بأس الآن ، لا تحزني .”
ثم تابعت بابتسامة:
“ لنذهب ونبحث عن سوي سوي ، فهي هنا أيضًا .”
منطقيًا ، كان يُفترض أن تتساءل يويه شياو عن كيف يمكن
أن تكون قوه جياسوي موجودة هنا
لكن، بما أن هذا حلم — بل حلم مدموج أيضًا — فإن
المنطق لم يكن له مكان
فبمجرد أن سمعت كلماتها ، أضاء وجه يويه شياو قائلةً بحماس:
“ أعرف أين هي!”
هتفت تشيو باييو بفرح:
“ أين؟”
وقبل أن تكمل جملتها،
رأت يويه شياو فجأة تجلس وتشير إلى تجمع السحب تحت أقدامهم
: “ في الأسفل !!!! ”
تشيو باييو: “؟”
يي يان يوي: “؟”
انحنت الاثنتان بحيرة ، تنظران إلى حيث أشارت يويه شياو
من دون أن تقول شيئ آخر،
بدأت يويه شياو تحفر في تجمع السحب
حفرت أولًا حفرة صغيرة في منتصف السحابة،
ثم أخذت تدفع السحب المحيطة وتزيحها كما لو أنها مجموعة من الرمال
وأخيرًا ظهرت أمام أعينهم حفرة سحابية كبيرة
بدأت أصوات خفيفة تتسرب من أسفل الحفرة
لوّحت يويه شياو لهما قائلة : “ تعاليا وانظرا "
انحنت تشيو باييو ويي يان يوي ونظرا إلى داخل الحفرة
الظلام دامس في الأسفل،
ولم تكد أعينهما تعتاد على الرؤية،
حتى انطلقت فجأة سطور من الكلمات تطير نحو فتحة الحفرة
ابتعدتا سريعًا لتفاديها،
وعند النظر بدقة — كانت تلك سطور مكتوبة بخط ضخم
مبالغ فيه ومصحوبة برموز
[ لكمة علوية !]
تشيو باييو: “؟”
يي يان يوي: “؟”
قبل أن تتمكن الاثنتان من استيعاب الموقف،
اندفعت عدة سطور أخرى من الكلمات من الأسفل —
[لكمة سفلية!]
[ضربة خطافية إلى اليمين!]
[رفسة جانبية!]
[رفسة دائرية!]
[أيها المدير الغبي مت من أجل سيدتك!!!]
تشيو باييو ويي يان يوي: “…”
نظرتا للأسفل، وبالفعل، كان هناك شعاع من الضوء ينبعث
من مصدر تلك النصوص،
واللقطة التي ظهرت داخل الضوء بدت وكأنها بيئة مكتبية
داخل المكتب ، فتاة تمسك برجل متوسط العمر،
بدين وكبير الأذنين ، وتلكمه بكل ما أوتيت من قوة
عندها فهمتا أخيرًا ما يجري
استطاعت تشيو باييو أن تتفهم الموقف
فبصفتها ' موظفة ' (打工人 'داقونغ رن '
مصطلح شهير للموظفين المرهقين)،
من منا لا يتمنى أن يوجه بعض اللكمات لمديره المزعج ؟
إن لم تتمكن من فعلها في الواقع ، فعلى الأقل يمكنك أن تطلق العنان لغضبك في الأحلام ~~
قالت باييو بابتسامة :
“ يبدو أن تجمع السحب هذا عازل جيد للصوت .”
لو لم تحفر يويه شياو هذه الحفرة،
لما استطاعوا سماع ما يجري في الأسفل
حتى تأثير النصوص المجسدة كان رائع للغاية،
مفعم بالحيوية وكأنه مشهد من الأنمي
كما هو متوقع من حلم — كل شيء فيه سحري وغير منطقي
ابتسمت يويه شياو لها،
ثم نادت على قوه جياسوي التي تمارس اللكمات بالأسفل:
“ توقفي عن القتال الآن، شياوباي جاءت لرؤيتنا !”
بمجرد أن سمعت قوه جياسوي هذا،
أوقفت حركتها فورًا،
ورفعت رأسها بسرعة نحو فتحة السحب
وبالفعل، رأت تشيو باييو هناك
: “ شينغ شينغ!” ( = نجمتي الصغيرة )
أشرق العالم تحت فتحة السحب فجأة،
وامتلأت كل زاوية منه بالضوء
أصبحت ملامح قوه جياسوي واضحة
ترتدي زيّ رسمي ، وشعرها القصير يصل إلى كتفيها،
ملامحها جذابة وأنيقة
أما المدير الذي كانت تمسكه، فقد كان يبدو بائسًا تمامًا، مبرحًا ضربًا
قالت وهي تلوح بيدها بحماس:
“ شينغشينغ عدتِ أخيرًا !”
ثم بكل بساطة ، رمت المدير المغلوب على أمره جانبًا ،
وتقدمت للأمام — عبر سلم كهربائي
كان السلم الكهربائي أبيض اللون ويبدو ناعم كقطعة من غزل البنات
وقد كان مرتبطاً بفتحة السحب،
يتحرك في اتجاه واحد صعودًا
لم تعرفان تشيو باييو ويي يان يوي من أين أتى هذا السلم،
فقد ظهر فجأة
الأحلام هكذا — لا منطق فيها ~~
كانت قوه جياسوي تركب السلم بحماس نحوهم ،
ولا تزال تصيح: “شينغشينغ! شينغشينغ!”
شرحت تشيو باييو ليي يان يوي بلطف:
“ اسمي يعني ‘نجمة’، لذلك تحب سوي سوي أن تناديني هكذا "
أومأت يي يان يوي رأسها بابتسامة :
“ ممم، فهمت .”
{ واحدة تناديها شياوباي، والأخرى شينغشينغ أليس هذا لطيفًا ؟ }
سرعان ما وصلت قوه جيا سوي إلى تجمع السحب
وقد تمدد السلم الكهربائي المصنوع من غزل البنات،
ليغلق فتحة السحب تدريجيًا ويتحول إلى سحابة صلبة
يمكن الوقوف عليها مجددًا
خطت قوه جياسوي فوقه، وجلست، تحدق في تشيو باييو
دون أن ترمش، ثم فجأة انفجرت بالبكاء
قالت وهي تنتحب:
“ لماذا تأخرتِ كل هذا الوقت حتى تعودي لرؤيتنا …
لقد رحلتِ فجأة… كنا قد خططنا للعشاء معًا في ذلك المساء…
وكان من المفترض أن نذهب إلى بيت شياوشياو في عطلة
نهاية الأسبوع لمداعبة وانغتساي…”
ازداد بكاؤها حزنًا ، وانهمرت دموعها بغزارة أكبر
في تلك اللحظة، لم يسأل أحد أين هما
لم يسأل أحد كيف عادت تشيو باييو
في هذا الوقت، لا يوجد سوى ألم الفراق العالق في الأجواء
لقد جاء الفراق بينهم بسرعة مفاجئة وقاسية
في لحظة واحدة،
محا حادث السيارة تشيو باييو من مستقبلهم
وعندما وصلوا إلى مكان الحادث،
كانت تشيو باييو قد غُطّي وجهها بقطعة قماش بيضاء
كانت صورة باردة للغاية ،
وكأن خنجر جليدي قد غُرس في قلبهما ، يخترقهما بلا رحمة،
يحفر عميقًا، مؤلمًا حتى النزف، مما جعل أطرافهم تتجمد
كيف لصديقة كانت تتحدث معهم عبر الهاتف في الليلة
السابقة أن تختفي فجأة بهذه الطريقة…؟
صرخت قوه جياسوي، غاضبة وحزينة:
“ اللعنة تلعن ذلك السائق —
اللعنة للقيادة تحت تأثير الكحول — !!!”
أخذت دموعها تنهمر بغزارة،
كصنبور انكسر ولم يعد بالإمكان إيقاف تدفقه،
تبكي بلا توقف حتى بدأ المطر يهطل من السماء
انهمر المطر الغزير فوق رؤوس الأربعة،
وكأن السماء نفسها تبكي حزنًا معهم
هذه أول مرة ترى فيها تشيو باييو ويي يان يوي شكلاً
مجسدًا للحزن بهذا الوضوح
قطرات المطر تتساقط على بتلات يويه شياو،
تتزايد شيئًا فشيئًا حتى صارت غزيرة
نظرت يويه شياو إلى بتلاتها الذابلة بتعبير عابس وقالت:
“ توقفي عن البكاء ،
إذا واصلتِ البكاء سأغرق…”
ثم التفتت إلى تشيو باييو،
وقد انعكس الحزن على وجهها، وقالت بصوت مرتجف:
“ شياوباي اشتقت إليكِ كثيرًا—!”
بينما كانا يفكرن بها في عالم آخر ،
كانت باييو أيضًا تشتاق إليهم
لم يستطع الموت أن يمحو مكانتهم في قلوب بعضهم البعض
احمرت عينا تشيو باييو دون أن تشعر،
وتقدمت خطوة لتعانقهم
قالت بصوت مبحوح:
“ وأنا أيضًا… اشتقت إليكما كثيرًا، كثيرًا…”
وهكذا ، بدأوا يبكون معًا،
منظر حزين وفي نفس الوقت يبعث على الابتسام
زخات المطر تتساقط بشدة فوق الحديقة،
والزهور التي كانت في السابق مشرقة ومزهرة،
خفضت رؤوسها هي الأخرى، كئيبة مكتئبة
أما في الواقع، فكانت وسائد يويه شياو وقوه جيا سوي قد غمرتها الدموع
في الحلم المدموج، جلست يي يان يوي إلى الجانب، لم تنطق بكلمة
رفعت بهدوء مظلة فطر عملاقة لتحميهم من المطر
ورغم أنها لم تستطع مشاركتهم هذه اللحظة الحميمية،
إلا أنها كانت سعيدة بوجودهم إلى جانب بعضهم البعض
وفي خضم هذا الجو المشبع بالحزن،
التفتت يويه شياو إلى يي يان يوي والدموع لا تزال تملأ
عينيها، وفتحت ذراعيها نحوها
قالت بصوت باكٍ:
“ لماذا تقفين هناك؟
تعالي وابكي معنا .”
{ ففي مثل هذا الحزن، يجب أن تبكي هي أيضًا ! }
تجمدت يي يان يوي في مكانها لوهلة، مذهولة
ثم، عندما رأت يد تشيو باييو ترفع نحوها بدعوة صامتة،
لم تستطع إلا أن تبتسم رغم دموعها،
وانضمت إليهم ، تواسيهم ،
تربت على ظهورهم وتداعب رأس تشيو باييو برفق
{ باييو خاصتي لطيفة للغاية …..
وأصدقاء باييو أيضًا لطيفين للغاية }
بكين بما فيه الكفاية،
حتى أفرغن كل المرارة والحزن المتراكم في قلوبهم
ثم توقفت الدموع أخيرًا
عندها فقط لاحظت يويه شياو وقوه جيا سوي وجود
شخص آخر إلى جانب تشيو باييو
سألت قوه جيا سوي بدهشة:
“ من هذه؟”
لو لم تسأل، لكانت تشيو باييو ويي يان يوي قد ظنتا أن
الحلم قد قام بتبرير وجود يي يان يوي بشكل طبيعي
ابتسمت تشيو باييو،
وأمسكت بيد يي يان يوي، وقدّمتها لهن بصراحة:
“ هذه حبيبتي،
جلبتها لتتعرفا عليها.
أليست جميلة جدًا ؟”
لم تذكر اسمها ، لأنها كانت تعلم أن الإفراط في التفاصيل
هنا لن يكون مناسب
صُدمت قوه جيا سوي بشدة لسماع هذا
لكنها لم تصدم من كون تشيو باييو تواعد فتاة
بل كانت صدمتها مختلفة، إذ صاحت قائلة:
“ أنتِ تواعدين حبيبة في العالم الآخر؟!
ماذا ؟ ،
هل التوزيع هناك يشمل هذا النوع من الشركاء أيضًا ؟!”
تشيو باييو: “؟”
يي يان يوي: “؟”
ضربت قوه جياسوي يويه شياو بجانبها وقالت بحماس:
“سمعتِ؟
لسنا بحاجة إلى التسرع في المواعدة !
بعد موتنا سيوزعون علينا أحباء ! بل وجميلون هكذا !”
بينما يويه شياو تعصر بتلاتها المبتلة بكلتي يديها كأنها
تعصر منشفة،
نظرت إلى تشيو باييو ويي يان يوي قائلة:
“ حسنًا، إذن فلننتظر حتى نموت وعندها سنبدأ بالمواعدة.”
تشيو باييو: “…”
وضعت يدها على جبينها بيأس:
“ لم أقصد هذا أبدًا…”
ضحكت يي يان يوي بخفة
يمكن للمرء أن يتخيل مدى السعادة التي كانت تحظى بها
باييو عندما كانت معهم
يتبع
الفصل يجججننن 😭😭😭😭 بكيت وضحكت كأني مجنونة
للتنويه 🥹🩷🩷🩷 باييو يعني نجمة و يوي يعني قمر
تعليقات: (0) إضافة تعليق