Ch78
في البداية، أرادت تشيو باييو أن تشرح أنه لا وجود لتوزيع
' الأحباء ' في العالم الآخر
في الواقع ، لم تكن متأكدة حتى إن كان هناك ما يُسمى بـ”العالم الآخر” أصلًا
لكن بما أنهم في حلم، تخلت عن نيتها في التفسير
{ لا بأس، فليكن ….
الأحلام يمكن أن تحتوي على أي شيء،
ولا ينبغي أخذها على محمل الجد
ربما عندما تستيقظان، ستتجاوزان الأمر ببساطة
دعي الأمور تسير كما تشاء …. }
فجأة سألت يويه شياو:
“ كيف ننادي حبيبتك؟”
تبادلت تشيو باييو ويي يان يوي نظرة سريعة
ثم قالت تشيو باييو:
“ يمكنكما مناداتها ‘يوي’، اليوي من ‘يويليانغ’ (القمر).”
أومأت يويه شياو وقوه جياسوي بإيماءات فهم،
ورحبتا بيي يان يوي بحرارة،
وبدأ تمتدحان ذوق تشيو باييو الرائع
و أن أي شخص يحب “باييو” لا بد أن يكون شخص استثنائي بحق!
ابتسمت يي يان يوي وردت بهدوء:
“ وأنا أيضًا أعتبر نفسي محظوظة .”
{ محظوظة لأني التقيت بألمع وأجمل نجمة في بحر البشر }
استدارت تشيو باييو لتنظر إليها
يداهما متشابكتين
و الحب مرئي بوضوح، كأنه ضوء ينبض بين أصابعهما
راقبت قوه جياسوي ويويه شياو الفقاعات الوردية تتطاير من حولهما،
ولم تستطيعا إخفاء ابتسامتيهما المازحتين
العشاق يختلفون حقًا
لابد أن يمسكوا بأيدي بعضهم البعض أينما ذهبوا
لكن بالرغم من المزاح،
كانتا سعيدتين حقًا من أجل تشيو باييو
فقد وجدت النجمة قمرها ——
بعد بضع لحظات، أدارت يويه شياو رأسها فجأة
وزحفت خارجةً من تحت مظلة الفطر العملاقة
قالت وهي تزحف:
“ أحتاج لأخذ حمام شمس ، وإلا سأذبل .”
راقبتها تشيو باييو ويي يان يوي وهي تخرج،
ثم تجلس تحت أشعة الشمس،
ورأسها الذي يشبه زهرة دوار الشمس يزداد إشراقًا وتألقًا
“…”
{ مخلصة جدًا لشخصيتها الحالية ~~~ }
خرجت قوه جياسوي أيضًا من تحت المظلة واقترحت بحماس:
“ بما أن الجو جميل جدًا، لماذا لا نشرب شاي العصر !”
وما إن نطقت بهذه الكلمات حتى بدأت سحابة تحت
أقدامها تتحرك وتتشكل،
وكأنها دبت فيها الحياة،
وتحولت تدريجيًا إلى طاولة خشبية مستديرة
عانقت يويه شياو غيمة ضخمة،
ووضعتها فوق الطاولة،
وبدأت، باستخدام نفس الطريقة التي كانت تداعب بها
قطتها وانغتساي في المنزل،
بسحب كتل صغيرة من الغيمة،
وكأنها كتل من زغب القطط
ثم رشت عليها ماء قوس قزح من إبريق سقي،
فتلاشت كتل الغيوم،
وحلت محلها أكواب جديدة براقة وملونة
وظهرت بعد ذلك أنواع شتى من الحلويات والشاي الأسود على الطاولة
كان الأمر سحري تمامًا ، أشبه بحفلة شاي في قصة خيالية
رغم علم تشيو باييو ويي يان يوي أنهما داخل حلم،
إلا أنهما لم تستطيعا إلا أن تجدا المشهد مدهشًا وممتع
حتى وإن كانت يي يان يوي قد استحضرت لتوها مظلة فطر
عملاقة قادرة على صد الرياح والمطر
جذبت قوه جياسوي ويويه شياو الاثنتين للجلوس معهما
قالت قوه جيا سوي لتشيو باييو:
“ مر وقت طويل منذ أن جلسنا معًا لتناول الطعام .”
“ أعددنا لك كل ما تحبينه ،
يجب أن تأكلي حتى تشبعي في هذه المرة !”
ألقت تشيو باييو نظرة على الحلويات أمامها،
ثم التفتت إلى يي يان يوي وابتسمت لها باستسلام
كان لديهم الكثير من الوقت
بإمكانهما البقاء داخل هذا الحلم حتى بزوغ الفجر في
العالم الواقعي،
حتى يحين موعد استقبال قوه جيا سوي ويويه شياو ليوم جديد
وفي هذه الحال، لم لا؟
تناول شاي العصر معًا هو أيضًا نوع من الوداع
وهكذا بدأت جلسة شاي هادئة وممتعة
تناولن شاي العصر، وتحدثوا ، ولعبوا ، وركبوا سفن الغيوم محلّقات في السماء
قضوا وقت سعيد كان مفقود منذ زمن بعيد
رأت تشيو باييو مجددًا تلك الابتسامات المشرقة الخالية
من الهموم على وجوه صديقتيها
سألت عن أحوال حياتهما اليومية،
وأجبن بأن كل شيء على ما يرام،
و كل شيء كالمعتاد ، ما عدا غيابها
ورغم وجود بعض الحزن ،
شعرت تشيو باييو بالاطمئنان لسماع ذلك
ورؤية الضحكات البريئة تملأ الحلم، جعلها تهدأ أكثر
نادتهم فجأة:
“ شياوشياو، سويسوي "
“همم؟”
التفتتا تنظران إليها
قالت تشيو باييو:
“ يجب أن تظلا سعيدات دائمًا.
يجب أن تعشن جيدًا.
وإن كان هناك حياة أخرى…
فلنكن صديقات مرة أخرى — أفضل صديقات .”
ابتسمت ، وعيناها تنحنيان في سعادة:
“أنا سعيدة جدًا لأنني تمكنت من رؤيتكم مجددًا.
وداعًا .”
وما إن أنهت كلماتها،
حتى رأت قوه جيا سوي ويويه شياو الغيوم من حولهم
تتدفق فجأة نحو تشيو باييو ويي يان يوي
تمسكان بأيدي بعضهما البعض وسط الغيوم
و الابتسامة المطمئنة لا تزال مرسومة على وجهها،
ثم بدأت ملامحههما بالتلاشي وسط السحب البيضاء
{ إنها تغادر مجدداً }
ما إن أدركا ذلك حتى اندفعت قوه جيا سوي ويويه شياو نحوها غريزيًا
رغبةً في الإمساك بها، رغبةً في إيقاف الوقت
لكن، عندما مدتا أيديهما، لم تمسكا بشيء
سقطتا فجأة من فوق الغيوم، عائدتين إلى الواقع
استفاقتا في غرفتيهما، جالستين بفزع
“— شياوباي!”
“— شينغشينغ!”
ولكن، لم يكن هناك أحد بجانبهما
الغرفة قد أضاءتها أشعة الصباح ————
و نظرتا بصمت نحو النافذة
ضوء الصباح باهت ، وقد بزغ الفجر… وانتهى الحلم
جلستا فوق السرير، مذهولتين
{ كان الحلم واضح جدًا
في الحلم ، كنت هناك مع صديقتاي ….
الصديقة التي رحلت قد عادت،
وجلبت معها حبيبتها
رأيت النجمة ، والنجمة وجدت قمرها أيضًا ….
كان هذا الحلم… حلمًا جميل }
أمسكا بهاتفيهما واتصلتا ببعضهما البعض ——-
و أول ما قالتاه :
“ لقد حلمت بكِ ليلة أمس !”
ثم، بعد لحظة صمت، قالتا معًا:
“ وحلمت بشياوباي/شينغشينغ أيضًا !”
“…”
“ وحبيبة شينغشينغ "
بعد لحظة صمت، أضافت قوه جيا سوي هذه الجملة
استوعبت يويه شياو فجأة:
“ إذًا حلمنا نفس الحلم…”
بدأتا تقارنان التفاصيل ، لتكتشفا بدهشة أكبر
كم هو مدهش، لقد كان الحلم متطابق تمامًا بيننا …..
حتى العلم قد يجد صعوبة في تفسير هذا
وفي النهاية ، عزتا ذلك إلى ' الغموض '
و ربما لأنهما كانتا تفكران بها كثيرًا خلال النهار ،
فحلمتا بها ليلًا
وربما، في عالم آخر، كانت تشيو باييو تفتقدهما أيضًا،
فزارت أحلامهما
لم تكونا متأكدتين إن كانت الحبيبة التي تدعى ' يوي ' موجودة فعلًا أم لا،
لكنهما كانتا تعرفان أن تشيو باييو، في الحلم، كانت بخير،
و سعيدة، لم تكن تتألم ،
وما زالت تتذكرهما، وما زالت تعدهما باللقاء في الحياة القادمة
كان حلمًا جميل
تمنتا أن يتحقق كل شيء فيه
تمنتا أن تكون تشيو باييو بخير،
وأن تجد من يرافقها،
وأن تتمكنا من إكمال القدر غير المكتمل في حياة أخرى
وتمنتا… أن تحلما بها مجددًا
وضعتا الهواتف جانبًا،
ورفعتا رأسيهما نحو السماء الصافية المضيئة،
وابتسمتا بارتياح
{ كم هو جميل أن نراكِ مجددًا ،
عودي لزيارتنا في الأحلام المرة القادمة أيضًا }
⸻—————
أما تشيو باييو ويي يان يوي، فقد عادتا إلى منزلهما
وصلتا سالمتين ، دون أي حوادث
لم يكن الوقت متزامنًا بين عالم الرواية والعالم الحقيقي
كان الليل لا يزال يسود عالم الرواية،
معتماً كثقل الحبر الذي لا يذوب
و تشيو زيمين لا تزال نائمة ، لم تستيقظ بعد
أعادتهم باي تشي إلى المنزل ،
أوصتهما بالراحة، ثم خرجت من النظام ،
كان عليها أن تبدأ في إنهاء الأعمال المتبقية .
أما موضوع التعويض والعقوبات، فسيتم مناقشته غدًا
بعد لقائها بصديقاتها ، كانت تشيو باييو سعيدة جدًا
سحبت يي يان يوي بحماس،
وأخذت تسألها إن كانت صديقاتها لطيفات أم لا،
وبدأت تحكي لها دون وعي عن القصص الممتعة التي جمعتها بهما
كانت يي يان يوي تستمع باهتمام،
ترد بين الحين والآخر،
وكأنها تريد أن تعرف المزيد والمزيد عنهما
تتمنى أن تتقرب منهما أكثر
وبينما تشيو باييو تحكي، احمرت عيناها فجأة،
واختنق صوتها للحظة
توقفت، ثم خفضت رأسها،
ودفنته في صدر يي يان يوي، وبدأت تبكي بهدوء
لن يكون لديها فرصة للخروج معهن مجددًا…
ولا الثرثرة بحرية مرة أخرى…
عانقتها يي يان يوي بلطف،
تمرر أصابعها خلال شعرها الأسود الطويل
تفهم دموعها، وتعرف ألمها
فقوه جيا سوي ويويه شياو كانتا كالعائلة بالنسبة لها،
ومن ذا الذي يرضى بفراق عائلة مليئة بالحب إلى الأبد؟
همست يي يان يوي وهي تقبل شعرها:
“ لا بأس… لقد ودعتهما كما ينبغي .
سويسوي وشياوشياو بخير، لا داعي للقلق بعد الآن.”
رفعت تشيو باييو رأسها ونظرت إليها
مسحت يي يان يوي دموعها بأطراف أصابعها،
وضمت وجهها بين كفيها،
ونظرت إليها بعينين ناعمتين كالماء:
“باييو الصغيرة أيضًا يجب أن تعيش جيدًا حسنًا ؟
هنا، مع عائلتك الجديدة، تبدأين حياة جديدة .”
تشيو زيمين بدأت حياة جديدة ——
لان شين وتشي لينغ أيضًا بدؤوا حياتهم الجديدة ——
فكيف لا تبدأ هي؟
ابتسمت تشيو باييو وسط دموعها ،
ومدت يدها تمسك بيد عائلتها الجديدة،
تداعب خدها بـكف يدها
قالت بهدوء :
“ إذًا… ستكونين دائمًا بجانبي أليس كذلك؟”
أجابت يي يان يوي دون تردد : “ بالتأكيد.”
ثم قبلت شفتيها بلطف، وعانقتها مجددًا مبتسمة :
“سأكون دائمًا صديقتك وعائلتك .
باييو، سأحبك إلى الأبد .”
بادلتها تشيو باييو العناق،
تستمع إلى كلماتها الدافئة وهمساتها في أذنها،
تشعر بالدفء يغمر قلبها
همست مبتسمة:
“وأنا أيضًا أحبك ...
سأحبك إلى الأبد .”
لقد فقدت حياتها السابقة،
لكنها كسبت رحلة جديدة رائعة،
وعائلة جديدة، وحبًا يدوم مدى الحياة
النعمة والمحنة يتلازمان ، ولم يكن القدر قاسي عليها بعد كل شيء
————————————————
في اليوم التالي،
جاءت باي تشي للبحث عنهما بمبادرة منها
【هل قررتما ما التعويض الذي تريدان؟】
يي وان يوي:
“لقد قررنا.”
【 ما الذي تريدان ؟】
“ نرجو أن تسامحي شياو يو هذه المرة .”
【؟】
هذا الطلب فاجأ باي تشي
لم تتوقع أن يكون هذا هو ما طلبتاه
【 كنت أظن أنكما سترغبان في شيء آخر ،
مثل أن تتمكنا من زيارة صديقتيكما في الأحلام باستمرار
أو شيء من هذا القبيل .】
ابتسمت تشيو باييو
في الحقيقة، كانت قد فكرت بذلك،
لكنها امتنعت، لأنها كانت تعلم أن هذا غير مناسب
سيحين وقت يحلمون فيه ببعضهم البعض بشكل طبيعي،
دون الحاجة لتدخلات مصطنعة
والأهم، أن البشر يجب أن يتطلعوا إلى الأمام
لو كانت تظهر لهما باستمرار في الأحلام،
لأبقت جراحهما نازفة، وجعلت الفراق أكثر ألمًا
بالإضافة إلى ذلك، لو تكررت لقاءاتهم كثيرًا،
لا بد أن قو جياسوي ويويه شياو كانتا ستلاحظان شيئًا مريب ،
والنظام بالتأكيد لن يسمح بذلك
لقاء واحد كان أكثر من كافي
يكفي أن يعرفوا أن الجميع بخير،
وأن يودعوهم وداعًا لائق
سيظلون يعيشون في قلوب بعضهم البعض إلى الأبد
أما يي وان يوي، فلم تكن ترغب بشيء خاص،
لذا وافقت على أمنية باييو: مساعدة شياو يو
خطأ شياو يو، بالنسبة لهما، كان خطأ جميل
لقد جعل لقاءهما يحدث مبكرًا،
وسمح ليي يان يوي أن تشارك في طفولة تشيو باييو،
وتمنحها دفئ كانت تفتقده بشدة
ذلك الدفء، لطفلة اعتادت التنمر والعزلة،
كان مثل الشمس، أضاء حياتها كلها منذ أن بزغ
لو لم تكن شياو يو موجودة ، لما ظهرت تلك الشمس
قالت تشيو باييو وهي ترفع رأسها نحو الفراغ:
“ الجدة كانت مهمة جدًا بالنسبة لي
وظهور يان يوي خاصتي كان مهم أيضًا ...
كانت أول صديقة لي،
أول شخص رغب في أن يكون صديقي،
أن يلعب معي، أن يعلمني أن العالم لا يكرهني كله…
لذا ، أنا ممتنة جدًا لشياو يو ….
باي تشي هل تفهمين ما أعنيه؟”
ساد الصمت
يي يان يوي أمسكت بيدها بشدة
ثم، بعد لحظة، جاء صوت باي تشي الهادئ:
【 أفهم.】
【 لا تقلقا،
سأتعامل مع هذه المسألة جيدًا وأعطيكما جواب يرضيكما .】
وعندما قالت باي تشي ذلك،
بدا وعدها أكثر موثوقية
ابتسمتا بسعادة
يي يان يوي ابتسمت :
“ شكرًا لكِ على مجهودك .”
ضحكت باي تشي دون أن تتمالك نفسها
{ يا لهما من شابتين طيبتين حقًا }
⸻———————————————
في مكان آخر ،
شياو يو واقفة في ممر أبيض بالكامل،
تستند على الحائط،
رأسها منخفض بقلق، تنتظر نتيجة العقوبة
بعد فترة ، فُتح الباب الأوتوماتيكي
خرجت منه امرأة طويلة القامة ترتدي معطف أبيض طويل
عندما رأتها ، اقتربت شياو يو بحذر وسألت:
“ أخت باي… كيف ستعاقبينني؟”
{ هل سيتم تعليق صلاحيتي التشغيلية ؟
هل سأُجبر على إعادة التأهيل ؟
أم أن هناك ما هو أسوأ — }
فجأة مدت باي تشي نحوها عدة أوراق بيضاء
شياو يو: “؟”
باي تشي بهدوء:
“إيقاف عن العمل لمدة ثلاثة أيام ،
مع كتابة تقرير نقد ذاتي لا يقل عن ألف كلمة .
وإن كررتِ الأمر ، ستكون العقوبة أشد .
هذا كل شيء ، اذهبي .”
“؟”
“ ماذا هناك ؟
هذا… فقط ؟”
رؤية ملامحها المذهولة جعلت باي تشي تضحك :
“ ماذا كنتِ تتوقعين؟”
عبثت شياو يو برأسها بحيرة:
“ خطأي كان كبير جدًا ،
كنت أعتقد أنني سأُعلق لثلاثة أشهر أو أضطر لإعادة التأهيل
من جديد أو شيء من هذا القبيل…”
ابتسمت باي تشي وربتت على كتفها :
“ في الأصل، كان هذا ما ينبغي أن يحدث.
لكن هذه المرة، لا حاجة لذلك .
شخص ما دافع عنكِ .”
: “ من؟” نظرت شياو يو إليها، ثم قالت بتوقع:
“ هل كنتِ أنتِ ؟”
ثم اندفعت لتعانقها وهي تبكي بحرارة:
“ ووو، أخت باي أنتِ طيبة جدًا معي،
أنا … "
قاطعتها باي تشي :
“ لم أكن أنا "
شياو يو: “؟”
باي تشي بهدوء:
“ يان يوي وباييو هما من فعلتا ذلك .”
شياو يو: “؟؟”
مدت باي تشي يدها وقرصت خدها بلطف:
“ لقد استخدمتا تعويضهما ليمنعا عنكِ العقوبة .”
تجمدت شياو يو في مكانها،
وكأنها أصيبت بالصدمة
{ تطور لم أتوقعه إطلاقًا }
“ لماذا ؟”
{ كان بإمكانهما استخدام ذلك التعويض للحصول على أمور
أفضل بكثير،
فلماذا استخدموه عليّ؟ }
قالت باي تشي وهي تساعدها على الوقوف،
ترتب لها ملابسها،
وتعدل البطاقة التعريفية المائلة على صدرها،
ثم نظرت إليها بعينين مشعتين:
“ لأن خطأك ساعد باييو ….
خطؤك جعلها تحصل على أول صديقة في حياتها عندما كانت صغيرة .
وهما ممتنتان لكِ بشدة .
هذا أيضًا شيء يستحق الإشادة به.
لقد ساعدتِ طفلة كانت تتعرض للتنمر ،
وجعلتِ حياتها أفضل قليلًا .”
وقفت شياو يو جامدة ، وكأنها استفاقت من حلم
{ اتضح أن الصديقة التي كانت تشيو باييو تنتظرها طوال
الوقت كانت يي يان يوي، والتي أرسلتها أنا عن طريق الخطأ !
أنا من صنعت كل هذا ! }
: “ هل… هل كانت سعيدة حقًا؟”
: “ مم، سعيدة جدًا "
: “ وهل كانت سعيدة وقتها أيضًا؟”
ابتسمت باي تشي بلطف :
“ مم، كانت أسعد لحظة في طفولتها، ولم تنسها أبدًا .”
فجأة، لم تستطع شياو يو أن تتفوه بكلمة
بعد أن أرسلت يي يان يوي، كانت منشغلة بالقلق على عقوبتها،
خائفة من أن خطأها سيؤثر على العالم الحقيقي،
فلم تفكر أبدًا بما جرى بعد ذلك
لم تتخيل قط…
— شعور البكاء فاجأها فجأة
قالت بصوت مبحوح:
“ أخت باي أعتقد أنني فهمت الآن ما كنتِ تقصدينه بشعور
مساعدة الآخرين…”
{ الإحسان غير المقصود }
( تعني تحقيق شيء عظيم عن غير قصد)
خطؤها ، الذي ظنته كارثة ، أصبح في الحقيقة شعاع نور في
حياة طفلة صغيرة، ذكرى لا تُنسى
{ يا له من شعور رائع }
تذكرت شياو يو مشهد باييو الصغيرة وهي تلوّح ليي يان يوي
مودعة في ذلك اليوم
{ وقتها كانت تبتسم
لم تكن تلك الابتسامة حزينة أو قلقة كما كانت على
الأرجوحة،
بل كانت مليئة بالسعادة الخالصة …. }
همست شياو يو، وهي تمسح عينيها بخفة:
“ من الرائع أنني استطعت مساعدتها…”
ربتت باي تشي على رأسها وقالت بابتسامة:
“أيتها الطفلة حمقاء .
لكن لا يمكنكِ تكرار هذا النوع من الأخطاء مرة أخرى.
فليس كل خطأ سينتهي بخير كما حدث هذه المرة .
فقط قومي بعملكِ بإخلاص،
فهذا بحد ذاته أكبر مساعدة يمكن تقديمها، فهمتِ؟”
أومأت شياو يو بحماس
ثم وضعت باي تشي الأوراق البيضاء في يدها:
“بما أنكِ فهمتِ، فاذهبي الآن واكتبي تقرير النقد الذاتي.
اكتبيه بصدق، لا تقلّي عن ألف كلمة .”
عانقت شياو يو الأوراق بحماس وردت بحيوية :
“ مفهووووم !
سأذهب الآن وأكتبه بجدية !”
ثم ركضت مبتعدة وهي تبتسم بسعادة
{ المرة القادمة، سأبذل جهدًا أكبر !
وسأُصبح يومًا ما قوية مثل أخت باي ،
قادرة على مساعدة المزيد من الناس !!! }
نظرت باي تشي إلى ظهرها المبتعد وهي تهز رأسها بضحكة خفيفة
{ يا له من مشهد نادر…
هذه أول مرة أرى فيها شخص سعيد للغاية لمجرد كتابة تقرير نقد ذاتي ! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق