Ch21 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
ضغط وو تشي على غو لانغ ،
وقد شحب وجهه حتى أصبح شاحبًا بشكل مخيف
وعندما رأى أن الرجل تحته لم يُجب،
سأله مجددًا:
“ هل نظرتَ إليه فقط ؟
هل… هل فعلتما شيئ آخر ؟”
حرّك غو لانغ معصمه الذي كان في تلك اللحظة ملتصقًا
بأذنه ، وسأل مستغربًا :
“ شيء آخر ؟”
قال وو تشي وهو يلفظ كلماته من بين أسنانه :
“ هل تلامستم ؟
هل هو لمسك ؟
أو أنت لمسته ؟”
سأله غو لانغ في المقابل:
“ ولماذا قد ألمسه ؟”
: “ إذاً، هل هو لمسك ؟!”
عينا غو لانغ السوداوان تحدّقان فيه بثبات :
“ ما الذي تحاول قوله بالضبط ؟”
: “ أنا فقط…” تلعثم وو تشي، ثم هدّأ نفسه قبل أن يتابع:
“ أنا فقط خائف أن يكون قد استغلّك "
نظر غو لانغ إلى صدريهما الملتصقين في هذه اللحظة :
“ إذاً ، بحسب هذا المنطق ، أأنت تستغلني الآن ؟”
نظر وو تشي أيضًا إلى أسفل ،
ثم قال بوجه خالي من التعبير :
“ لقد كنت قلقًا عليك فقط ! وتصرّفت بتهوّر من شدّة خوفي !! "
غو لانغ :
“ انهض عني "
وو تشي بدا غير قادر على فعل ذلك بسهولة :
“أنا…”
غو لانغ : “ إن كانت ساقاك قد تخدّرت ، سأبترهما "
: “ لا لا لا، ليست مخدّرة !” سارع وو تشي بالنهوض ،
ثم قال إن العصيدة بدأت تبرد ،
وطلب منه أن يُسرع ويأكلها
ومن سخرية القدر ، وبعد كل هذا الهراء من وو تشي ،
لم يشعر غو لانغ بعدم الراحة كما كان في البداية ،
أمسك بوعاء العصيدة ، وأخذ منه بضع لقمات
كان وو تشي ينظر إليه وهو يعض على فطيرة مطهية على
البخار ، ونظراته مشتعلة
وضع غو لانغ الوعاء وسأله:
“ ما بك؟”
: “ هل تريد أن ترى عدد الندوب التي على جسدي أيضًا ؟”
قالها ، ثم بدأ فورًا في نزع ملابسه ~~~
غو لانغ: “…..”
اضطر غو لانغ أخيرًا للاعتراف : “ أنا لم أرَى جسده ،،،
كان سؤالي مجرد سؤال عشوائي .”
وو تشي بارتياح:
“ هذا جيد ….” ثم أضاف مجددًا :
“ لكن، لا يزال بإمكانك أن ترى كم …"
فقام غو لانغ بهدوء بالتقاط الفطيرة من على الطاولة ،
وحشرها في فم الآخر ليسكته ~
—————————
هطلت زخات مطر على العاصمة
المياه تتساقط من الأفاريز إلى الدرج الحجر وينساب منه ،
محدثاً صوت طقطقة متواصل طيلة النهار
الهواء الرطب الذي أعقب المطر اجتاح غو لانغ وهو يشقّ
طريقه نحو غابة الخيزران خارج المدينة
في قلب الغابة ،
مبنى صغير ، وهو المكان الذي أقام فيه غو لانغ و العم تشاو تشو سابقًا
لكن غو لانغ دخل القصر لاحقًا ،
وترك العم تشاو تشو هناك بمفرده
صعد غو لانغ درجات برج الخيزران،
لكنه لم يعثر على العم تشاو تشو
شعر غو لانغ أن هناك أمرًا غير طبيعي
فقد اعتاد أن يعود إلى برج الخيزران في اليوم العاشر من كل شهر،
وكان العم تشاو تشو يعلم بهذا
وحتى إن اضطر للخروج لإنهاء بعض الأمور،
كان يترك له رسالة
لكن غو لانغ بعد أن فتّش أرجاء المكان ، لم يجد شيئ
و طبقة خفيفة من الغبار قد تجمّعت فوق الطاولة —-
على الأرجح أن العم تشاو تشو لم يعد إلى هنا منذ عدة أيام
بدأ صدر غو لانغ يعلو ويهبط قليلًا،
و أحكم قبضته ببطء على السيف عند خصره
{ مهمة العم تشاو تشو الوحيدة هي مراقبة تشنغ يوفِي ،
فإن أصابه مكروه ،
فلا بد أن يكون لتشنغ يوفِي يد في الأمر !! }
نزل غو لانغ الدرج ، وبدأ يفتّش أرجاء البرج ،
داخله وخارجه ،
وهو يخطو فوق أوراق الخيزران المتساقطة
قطرات المطر قد بللت أطراف أصابعه
و الأرض مكسوّة بأوراق ذابلة
ومع ذلك، لم يكن ثمة أي أثر للعم تشاو تشو، ولا حتى ظله
——————-
نائب القائد شو فنغيون في طريقه لمغادرة القصر ،
متجهًا إلى الشوارع التي أضاءتها الفوانيس،
إلا أن طريقه قُطع عند مدخل الزقاق حين اعترضه غو لانغ
سأله تشو فنغيون باستغراب طفيف :
“ ما الأمر ؟”
جبين غو لانغ مبتل ، ولم يكن تشو فنغيون يعلم ما إذا كان
البلل من المطر أم من العرق
قال غو لانغ:
“ العم تشاو اختفى "
عبست حواجب تشو فنغيون وسأل :
“ متى اختفى ؟”
أجابه غو لانغ : “ لا أعلم .
لقد مضت عدة أيام منذ أن تواصل معي آخر مرة .”
فكر تشو فنغيون قليلًا ، ثم قال:
“ سأرسل من يبحث عنه ، وسأخبرك إن وصلني أي خبر .
هل سموّه —أقصد ، هل يعلم وو تشي بذلك ؟”
هز غو لانغ رأسه :
“ لا أعلم أين ذهب ، لم يعد بعد "
و اتفق الاثنان على أن يبحث كلٌ منهما في اتجاه مختلف
وبينما تشو فنغيون يمرّ بجوار كشك زلابية في الشارع ،
سمع جلبة تأتي من ذلك الاتجاه،
فالتفت ليرى— كان الطبيب الشاب روان نيان يقف هناك،
يبدو أنه يتجادل مع شخصين،
و فتاة تختبئ خلفه
كان روان نيان يأكل الزلابية في كشك الشارع ،
وأثناء تناوله الطعام ، رأى جنديين ثملين يترنحان في طريقهما نحوه
كانا يعبثان ببضائع الأكشاك أثناء مرورهما
الاثنان جنديين من مملكة تشي الشمالية ،
ولم يجرؤ أصحاب الأكشاك على اعتراضهم ،
واضطروا للسماح لهم بفعل ما يشاؤون ،
واصل الاثنان التقدّم ،
وفجأة وقعت أعينهم على فتاة جميلة ،
فاندفعا نحوها وسحباها
كانت الفتاة مرعوبة حتى شحب وجهها :
“ أنتم… ماذا تنوون أن تفعلوا ؟!
اتركوني !
دعوني أذهب…!”
لكن هل يمكن أن يطيع سكيرَان توسلاتها؟
بدآ يتضاحكان ، وهما يتحسّسان يديها وخصرها
: “ يا لها من يد ناعمة… تعالي ،
دعي هذا السيّد يُقبلها …”
لكن قبل أن يكملا حديثهما ، دفعهما أحدهم بقوة ،
فتراجعا عدة خطوات إلى الوراء
: “ من هناك؟!”
رفع الاثنان رأسيهما،
ليجدا أن من دفعهما كان شخص ذا ذراعين وساقين نحيفتين
فارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهيهما فوراً
“من أين خرج هذا الوغد الصغير ؟!
كيف تجرؤ على التدخل في متعة هذا السيّد ؟!”
روان نيان يحمي الفتاة خلفه ،
فجمع كل ما في جسده من شجاعة ليقول :
“ هذه… هذه الآنسة طلبت منكما أن تتركاها .
عليكما ألا تضيّقا الخناق عليها أكثر من هذا .”
ردّ الجندي من مملكة تشي الشمالية بازدراء:
“ وأنا مصرّ تمامًا على أن أضيّق عليها !”
ثم نظر إليه بسخرية وقال:
“ ما هذا ؟ تحاول أن تكون البطل الذي ينقذ الجميلة ؟”
وبصق عند قدميه باحتقار :
“ لماذا لا تفكر أولًا في كم وزنك قبل أن تفعل ذلك ؟
هههههههههههه …”
احمرّ عنق روان نيان من شدّة السخرية ،
أما الفتاة فازدادت التصاقًا به،
وهمست بخوف:
“ سيدي الشاب، أنقذني…”
قبض روان نيان يديه بإحكام،
وتردّد للحظة في أن يسحب الفتاة ويهرب بها،
آملًا أن يكون السكيرَان بطيئين ولا يتمكنان من اللحاق بهما
وما إن أمسك بيد الفتاة ،
حتى لمح فجأة هيئة مألوفة تتقدّم نحوه
لمعت عيناه في اللحظة نفسها ، وقال دون تفكير :
“آ-يينغ !”
يتبع
Erenyibo : اسمه تشو فنغيون ليش ناداه آ-يينغ
آ = لما تنضاف للاسم ، نفس ياء الملكية عندنا ، ( نوره = نوري )
و يينغ يعني ( صلب / قاسي ) روان يصفه بالقاسي عشان جسده قوي سووو يس آ-يينغ لقب من اختراعه 🥹
تعليقات: (0) إضافة تعليق