Ch28 | تملك محدود
بعد عشر دقائق فقط من نشر تو يان للفيديو على حسابه الشخصي في ويبو، قفز بسرعة إلى المركز الأول في قائمة البحث الساخن.
【واو، تو يان شجاع حقًا!】
【أوميغا يتزوج في سن صغيرة، قلبي محطم.】
【ولا حتى كلمة توضيح للمعجبين؟؟ لم تذكر حتى سبب اختفائك المفاجئ لنصف عام، وعندما عدت، سهر المعجبون طوال الليل لدعمك، يشترون أعمالك وإعلاناتك دون شكوى، فقط لرغبتهم في الاستمرار بالسير معك في طريق النجاح. وفي النهاية، تلقينا إعلان زواج بهذه البساطة؟ ألا تأخذ معجبيك على محمل الجد؟】
【يا فتيات، الاستقبال الدافئ في التعليقات الأولى كله حسابات مدفوعة، الأمر مثير للاشمئزاز حقًا.】
【أريد إسترجاع أموالي! فريق الدعم سيتفكك!】
【سأتراجع بصمت دون نشر شائعات، وهذا آخر ما تبقى من حبي لك.】
【وداعًا، القادم أفضل.】
【لماذا كل هذه العدائية؟ تو يان ليس آيدول، لماذا لا يمكنه الزواج؟】
【تو تو، كل التوفيق لك!】
【لا أفهم، بما أنك متزوج بالفعل، لماذا كنتَ مرتبطًا باسم تشي هي خلال عودتك؟】
【صاحب التعليق السابق، لا تأتوا بسيرة تشي هي!】
【هل تشي هي والدكم؟ لدرجة أنكم لا تستطيعون التوقف عن ذكره كل يوم؟】
【تو تو، أنت تبلغ عمرك 23 عامًا فقط! ماما لا تسمح لك بالزواج!!】
【انتظروا، لماذا لا يهتم أحد بمن هو زوج تو يان؟ من هذا الشخص الذي أنقذ مجرة في حياته السابقة ليستحق هذا الحظ؟!】
【أريد أن أعرف أيضًا!】
【+1】
【+1】
【سمعتُ أنه من عائلة غنية وذات نفوذ…】
إنفجر الجدل في كل مكان، لكن الأهم من كل ذلك أراد الجميع معرفة هوية الزوج الغامض.
أغلق تو يان هاتفه وأغمض عينيه، تاركًا خبيرة التجميل تضع له المكياج.
طرق الرئيس الباب قبل أن يدخل، ثم اقترب من تو يان وقال: “تمت السيطرة على وسائل الإعلام، ومن المحتمل أن يتم قمع الأخبار تمامًا بعد الظهر. بالإضافة إلى ذلك، شو جيا آن قدّم اعتذارًا علنيًا على ويبو.”
“شكرًا لك.”
شعر المخرج بالحرج من شكره، فتمتم قائلًا: “لا داعي لذلك، هذا أقل ما يمكننا فعله. كان خطأ في عملنا، وتسببنا لك وللرئيس قو بالمشاكل.”
“متى سينتهي التصوير بعد الظهر؟”
“حوالي الساعة الرابعة.”
أومأ تو يان، مفكرًا: 'ما زال بإمكاني اللحاق بموعد العشاء مع قو تشين باي.'
لكن بمجرد أن دخل استوديو التصوير، شعر أن الأجواء لم تكن طبيعية. الجميع، باستثنائه، كانوا متوترين بشكل واضح، حابسِين أنفاسهم وكأنهم يخشون التحدث. كانوا أيضًا يتجنبون التعامل معه، على الأرجح خوفًا من أن ينتهي بهم المطاف مثل شو جيا آن.
أزعجه هذا الشعور. وقف ومدّ يديه نحو المخرج قائلاً: “كيف سنصور هذه اللقطة؟”
سارع المخرج بمناداة بعض الفنانين وأخذهم جانبًا ليعطيهم بعض التوجيهات. أما مساعد تو يان، فكان يقف على الهامش، يراقب بقلق. لا بد أن البعض سيبدأ في القول إن تو يان أصبح مغرورًا أكثر من اللازم.
لكن تو يان لم يهتم، استرخى في كرسيه، وارتشف عصير الخضروات بهدوء.
في النهاية، تم الانتهاء من تصوير الحلقة بنجاح. عاد تو يان إلى غرفة الاستراحة لإزالة مكياجه، ثم ارتدى ملابسه، والتقط هاتفه ليشغله. بمجرد أن فعل ذلك، ظهرت له رسالة نصية أرسلها قو تشين باي قبل ساعتين:
【 تو باو، حدث شيء في المكتب، سأعود للتعامل معه أولًا. 】
زمّ تو يان شفتيه، شعر بخيبة أمل بسيطة. لكنه سرعان ما اتصل به، ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى أجاب قو تشين باي.
“تو باو؟”
“هل وصلت إلى المكتب؟”
“مم، وصلت للتو. هل انتهى تصوير البرنامج؟ هل أنت متعب؟”
“ما المتعب في برامج المنوعات الداخلية؟” قال تو يان وهو يعبث بحواف قميصه، يلتقط بأطراف أصابعه حجر الزينة الوهمي المدمج فيه، ثم سأل ببرود: “قو تشين باي، هل تناولت العشاء؟”
كان صوت قو تشين باي يوحي بأنه منشغل بمراجعة الوثائق، فأجاب بسرحان: “ليس بعد.”
“لا تأكل.”
“هم؟” توقف قو تشين باي للحظة، ثم فجأة تغيرت نبرة صوته قليلًا وقال بدهشة خفيفة: “هل يريد تو باو أن يرسل لي عشاءً مصنوعًا بحب؟”
لم يتحدث تو يان. لم يكن يتوقع أن يخمن قو تشين باي نيته بهذه السرعة. شعر بخجل طفيف، لكنه أيضًا شعر ببعض الغضب.
“تو باو، إذا كنت متعبًا، يمكننا تأجيل عشاء الحب لوقت آخر. بعد تصوير البرنامج لوقت طويل، لا يزال أمامك أكثر من ساعة بالسيارة، أنا قلق أن جسدك لن يتحمل.”
“تقلق كثيرًا!” رفع تو يان صوته بغضب، ثم أنهى المكالمة بسرعة.
'أعطه قليلًا من اللون، فيفتح مصنعًا للأصباغ!' فكر تو يان بغضب. (هذي عبارة ساخرة عن المبالغة يعني تويان يسخر من مبالغة تشين باي بكل شي)
لكن بمجرد أن أغلق الهاتف، شعر بفراغ في قلبه. في الحقيقة، كان يريد أن يجري محادثة لطيفة مع قو تشين باي، مثل الأزواج الآخرين الذين يتبادلون الكلام الحلو والمودة، لكنه كان سيئًا جدًا في هذا النوع من التعبير عن المشاعر.
أما قو تشين باي، فكان محترفًا في هذا الأمر، وكأنه مولود ليُظهر الحب. لو لم يكن تو يان حذرًا، لكان وقع في الفخ الذي نصبه له، ليصبح هدفًا لمداعباته ومشاكساته. كان تو يان يعلم أنه ليس بذكاء قو تشين باي، وأن كل ما يملكه لمواجهته هي ردوده، والتي غالبًا ما تكون طفولية.
عندما تزوجا لأول مرة، كان يحمل استياءً كبيرًا تجاه قو تشين باي، ولم يرغب في التحدث إليه بلطف. كان يتعمد أن يكون لئيمًا ومستفزًا، فقط ليجعل قو تشين باي يتخلى عن فكرة حبه له بأسرع وقت ممكن. لكن مع مرور الوقت، تحول هذا الأسلوب إلى عادة لم يستطع التخلص منها.
أما قو تشين باي، فكان شخصًا سيئًا بطريقته الخاصة. كان يتراجع خطوة تلو الأخرى، ويتحمل كل الإهانات بصمت، مما سمح لتو يان بأن يتمادى في ظلمه، ثم يغرق لاحقًا في شعور أكبر بالندم والذنب.
لكن مع كل ذلك، كان الحب يزداد.
الحب جعل تو يان لا يرغب في رؤية قو تشين باي يعاني من أي ظلم.
'في المرة القادمة… سأحاول في المرة القادمة.' قال تو يان لنفسه.
ركب السيارة عائدًا إلى مدينة مينغ. سأله السائق إن كان يريد العودة إلى المنزل، لكن تو يان هز رأسه وأخبره باسم مطعم معين.
كان هذا المطعم مملوكًا لصديقه شين فاي، وكان طعامه لذيذًا جدًا. لطالما طلب منه تو يان توصيل الوجبات عندما كان يعمل مع طاقم التصوير. لم يكن صاحب ذوق رفيع مثل قو تشين باي، ولم يكن لديه شغف بالأطعمة الفاخرة، لكنه ببساطة أحب مذاق الطعام هنا، وأراد أن يجعله يجربه.
اتصل بشين فاي وطلب منه تجهيز بعض الأطباق المميزة مسبقًا ليأخذها معه فور وصوله.
كان شين فاي سريع الإنجاز في كل ما يقوم به. وبمجرد أن وصلت سيارة تو يان إلى الباب الخلفي للمطعم، كان شين فاي بالفعل في انتظاره عند الدرج.
ترجّل تو يان من السيارة وألقى التحية عليه.
ناول شين فاي صناديق الطعام إلى تو يان، لكنه تردد قبل أن يسأله: “السيد الشاب تو، هل خبر زواجك صحيح أم مجرد إشاعة؟ ومع من؟”
“ليس زواجًا.” قال تو يان بلا مبالاة وهو يأخذ الصناديق، “إنه زواج مجدّد، مع قو تشين باي.”
اتسعت عينا شين فاي في صدمة، “م-ماذا؟ لماذا؟”
“ندمت.”
“هاه؟”
كانت ملامح شين فاي خليطًا من التعقيد والانبهار، نصفها عدم تصديق، والنصف الآخر عدم استيعاب. باختصار، كان مصدومًا لدرجة أنه لم يجد ما يقوله.
في العادة، لم يكن تو يان يحب التحدث عن حياته الخاصة مع الآخرين، حتى مع الأصدقاء الذين يعرفهم منذ سنوات. لذلك، لم يكن لديه نية لمواصلة النقاش.
وضع صناديق الطعام على المقعد الخلفي، وكان على وشك المغادرة، لكنه توقف فجأة وهو يهمّ بالدخول إلى السيارة.
“ما الأمر، السيد الشاب تو؟”
نهض تو يان ببطء، وقلب هاتفه في كفّه، قبض عليه للحظة، ثم التفت فجأة وقال: “في الواقع، هو ليس كما تظنون جميعًا.”
“ماذا تعني؟”
نظر شين فاي إلى تو يان، متفاجئًا. كان يشعر أن تو يان قد تغيّر بطريقة ما.
وقف تو يان بجانب السيارة، ويداه خلف ظهره. رغم أن ملامحه كانت بلا تعبير، إلا أن زوايا عينيه وحاجبيه حملت ابتسامة خفيفة لم يستطع إخفاءها.
قال: “من ناحية المظهر… حتى عشرة من تشي هي لا يمكنهم التفوق عليه."
كيف يفترض أن يرد شين فاي على هذا؟ أخذ وقتًا في انتقاء كلماته، ثم تجرأ وسأل: “هل يمكنني رؤية صورته؟ الفضول يقتلني حقًا.”
يبدو أن تو يان كان مستعدًا لهذا الطلب. بمجرد أن أنهى شين فاي كلامه، رفع هاتفه، فتح الألبوم، ضغط عدة مرات، ثم ناوله إلى شين فاي.
أخذ شين فاي نفسًا عميقًا، وشعر وكأنه تلقى صدمة باردة.
“كيف يمكن أن يكون هكذا؟!” سأل بذهول.
“هو هكذا فقط.”
عندما دخل تو يان إلى السيارة، تسارع نبضه بشكل غير مبرر، وكأن عصفورًا بأجنحة مرتعشة طار إلى قلبه، وريشه يدغدغه بعشوائية، مما جعله يشعر بالارتباك. لم يكن بإمكانه أن يفقد السيطرة على نفسه أمام مساعده والسائق، لذا وضع يده على صدره وحاول جاهدًا أن يهدئ نفسه.
انطلقت السيارة بسرعة على الطريق.
عند وصوله إلى مقر هوا شينغ، بدأ يقلب في حقيبته بحثًا عن بطاقة الموظفين الممغنطة التي أعطاها له قو تشين بايمسبقًا، ثم صرف مساعده وسائقه. ارتدى قناعًا ونظارات شمسية، وحمل صناديق الطعام، ثم صعد عبر المصعد الخاص مباشرة إلى الطابق الذي يعمل فيه قو تشين باي.
لكن بمجرد أن فُتِحَت أبواب المصعد، وجد نفسه وجهًا لوجه أمام قو تشاو تشينغ.
لم يتعرف عليه قو تشاو تشينغ في البداية، فتوقف أمامه بحذر وسأله ببرود: “من أنت؟”
تأفف تو يان بنفاد صبر، ثم نزع قناعه ونظارته، ناظرًا إليه مباشرة. عندها فقط أدرك قو تشاو تشينغ من يكون، فأرخى قبضته فورًا، بل وابتعد عنه باشمئزاز.
“ماذا تفعل هنا؟” سأله قو تشاو تشينغ.
“وما شأنك؟” ردّ تو يان بلا مبالاة.
نظر إليه قو تشاو تشينغ ببرود وقال: “أيها المثير للمشاكل، لا تظن أن منشورك على ويبو هذا الصباح يعني أي شيء. لقد قلتها سابقًا؛ أنت من تخلى عن الفرصة بنفسك، والعودة ليست بهذه السهولة. والداي لن يقبلاك أبدًا.”
“وأنا أيضًا قلتها سابقًا، لا يمكنك تغيير حقيقة أن قو تشين باي يحبني.”
“شخص مثلك؟ بأي حق تستحقه؟”
“وأنت لا تستحق حتى أن تكون أخاه! لو لم تكن موجودًا، لما كانت ساق قو تشين باي قد أُصيبت أصلاً!”
ضُرِب قو تشاو تشينغ في أكثر نقطة مؤلمة لديه. لم يتمكن من الرد للحظة، حتى أن عينيه احمرّتا.
في تلك اللحظة، خرج قو تشين باي من مكتبه، فرأى المشهد أمام المصعد—تو يان وقو تشاو تشينغ في مواجهة متوترة.
تنهد في داخله، ثم أسرع بالتدخل قبل أن تزداد الأمور سوءًا.
مع سماع صوت عصا قو تشين باي تضرب الأرض مع كل خطوة، خفض تو يان رأسه بسرعة، متخذًا مظهرًا بائسًا. وبمجرد أن اقترب قو تشين باي، اندفع إلى حضنه دون أن ينبس بكلمة، دافنًا وجهه في كتفه، بل وشهق مرتين وكأنه كان يبكي.
ظن قو تشين باي أن قو تشاو تشينغ ضايقه، فاستدار نحوه بغضب وقال: "غاغا تو باو حامل الآن، كيف يمكنك التنمر عليه؟!”
تعليقات: (0) إضافة تعليق