Ch2 | تملك محدود
بعد أن قال تو يان ذلك وهو يضغط على أسنانه، ماذا قال ذلك الشخص بعد ذلك؟
بدا وكأنه ضحك، لكنه لم يواصل إحراج كرامة تو يان أكثر. كما أنه لم يسأله عن سبب سرقة ملابسه، بل قال ببساطة:
“تو باو، دعني أدخل، حسنًا؟”
رد تو يان بوجه عابس، “لا.”
وكأن هذا كان منزله، وذلك الشخص هو المتطفل الذي يحاول اقتحامه.
بعد لحظة صمت طويلة، وقف تو يان ببطء، وضع قناعه، وسحب قبعته لأسفل. فتح الباب بسرعة، وتجاوز الرجل بخفة، ثم انطلق مسرعًا.
حاول الرجل ملاحقته، لكنه لم يتمكن من اللحاق به.
شعر تو يان برغبة قوية في الالتفات والنظر إليه. لم يرَ وجهه منذ أكثر من شهر.
أبطأ خطواته، وكان على وشك الالتفات، ولكن فجأة، رن هاتفه، مقاطعًا الحلم الذي لم يكن يريد الاستيقاظ منه.
كانت المديرة تتصل لإيقاظه من النوم. استمر الرنين لنصف دقيقة قبل أن يفتح تو يان عينيه بصعوبة.
لم يستطع رؤية وجهه على الإطلاق.
“شياو يان، لديك مقابلة في الساعة الحادية عشرة. أنا وخبير التجميل في طريقنا إلى منزلك. ماذا تريد للفطور؟ سأجلبه لك.”
كان تو يان قد نام حتى أصبح عقله مشوشًا، ولم يدرك السؤال إلا بعد فترة. بعد تفكير بطيء، قال بصوت خافت:
“أي شيء.”
منذ الطلاق، عاش حياة ضائعة، يتعامل مع وجباته الثلاث بلا مبالاة. بدا الأمر وكأن وقتًا طويلاً قد مضى منذ أن تناول فطورًا لائقًا.
“هل الفطائر المقلية تناسبك؟” لم تعد المديرة تتذكر حتى ما يحبه تو يان، فاختارت خيارًا عشوائيًا.
قال تو يان: “نعم.” ثم أغلق الهاتف.
ركل البطانية جانبًا، ونظر للأسفل؛ كانت سترة الرجل الصوفية ملفوفة بإحكام حول جسده، والقميص موضوعًا بعناية تحت الوسادة.
كل ليلة، لم يكن يستطيع النوم إلا بعد أن يستنشق تلك الرائحة الخشبية الخفيفة، وكأنها أثر غير قابل للشفاء لمرض خطير.
—
عند الساعة التاسعة صباحًا، وبعد أن انتهى خبير التجميل من وضع لمساته الأخيرة، ألقى نظرة سريعة على وجه تو يان عبر زاوية عينه.
سأله تو يان ببرود، “ما الأمر؟”
لوّح خبير التجميل بيده بسرعة، “لا شيء، لا شيء، فقط أشعر أن السيد الشاب تو قد تغير قليلاً، لكن لا أعرف ما الذي تغير.”
ظل تعبير تو يان باردًا، “لم نلتقِ منذ نصف عام، أليس هذا طبيعيًا؟”
أومأ خبير التجميل عدة مرات، لكنه كان في حالة إنكار داخلي. وفقًا لخبرته لسنوات في المجال، كيف يمكن لشخص بارد القلب ومتحفظ مثل السيد الشاب تو أن يتغير بهذا الشكل؟
إما أنه كان مغمورًا بالحب طوال الأشهر الستة الماضية، أو أنه عانى من صدمة عاطفية. لا يوجد تفسير آخر.
—
في الساعة الحادية عشرة، بعد انتهاء المقابلة الحصرية، توجه تو يان بالسيارة إلى موقع تصوير الحملة الترويجية للعلامة التجارية.
لم يكن يتوقع أن يتلقى كل هذا الاهتمام. فبعد أن اختفى لمدة نصف عام، لم يكن يظن أن الناس كانوا لا يزالون يتحدثون عنه.
ولكن، بمجرد أن تجاوزت سيارة النقل ذات الإضاءة الحمراء، وعلى بُعد مئة متر من المكان، كان بإمكانه سماع هدير الحشود حتى من خلال النوافذ.
قام المنظمون على الفور بتفريغ الطريق الرئيسي، وقادوا السائق إلى موقف السيارات تحت الأرض، ثم أخذوا تو يان إلى غرفة الاستراحة عبر الممر الخاص بالموظفين.
تبقت نصف ساعة على بدء الحدث.
كان الجميع مشغولين بالتحضيرات، وصوت الفوضى يملأ المكان.
“عدد الأشخاص كبير جدًا لدرجة أنهم سدوا مخارج الطوارئ، يجب أن نغير المكان!”
“أحد المعجبين الصغار تعثر واصطدم بكاميرا أحد الصحفيين، والآن بدأت مشاجرة بين المجموعتين!”
“العلامة التجارية أرسلت بعض مجموعات العقود الرجالية لتو يان لتجربتها!”
كان كل شيء في حالة فوضى عارمة.
ضغط تو يان على صدغيه محاولًا قمع انزعاجه، لكنه لم ينجح.
كان هاتفه موضوعًا على مسند الأريكة. بعد لحظة تردد، اتخذ قرارًا مفاجئًا ورفع الهاتف، ضغط على الشاشة مرتين، ثم وضعه على أذنه.
رن الخط مرتين، ثم تم الرد فورًا.
جاء صوت مألوف من الطرف الآخر:
“تو باو، ما الأمر؟”
بدت الدنيا وكأنها صمتت من حوله. كان الهدوء شديدًا لدرجة أنه استطاع سماع دقات قلبه بوضوح، تتباطأ نبضة بعد نبضة.
هل أصبح هذا الشخص علاجه الوحيد الآن؟
قال تو يان بعد تردد، “اتصلت بالرقم الخطأ.”
كان تمثيله سيئًا، ولم يكن يعرف كيف يبرر نفسه.
لكن الشخص على الطرف الآخر لم ينزعج، بل رد بصوت هادئ ولطيف: “حقًا؟”
أجاب تو يان، “نعم”، لكنه لم يغلق الخط. بعد صمت قصير، تحدث مجددًا: “قو تشين باي، اليوم هو عودتي، عليّ حضور إطلاق العلامة التجارية.”
“هل اتصلت بي لأنك متوتر؟”
تغير تعبير تو يان إلى البرود على الفور، ثم قال بصرامة: “ما الذي يدعو للتوتر؟ ليست هذه أول مرة أقف فيها على المسرح. أنا فقط أخبرك مسبقًا، حتى لا تصاب بالذعر عندما ترى الأخبار في هاتفك لاحقًا. في النهاية، أنا مشهور جدًا، المكان بالكاد استوعب الجماهير.”
ضحك قو تشين باي بصوت عميق: “أنا بالفعل خائف، هناك الكثير من الناس.”
تجمد تو يان لوهلة، ولم يستوعب إلا بعد بضع ثوانٍ: “ماذا—ماذا تعني؟”
ربما كان قو تشين باي قد نزل للتو من السيارة، لأن أصوات الحشود بدأت تتعالى من جميع الاتجاهات.
قال بصوت واضح: “كيف لي ألا أكون بجانبك في أول ظهور لك بعد عودتك؟”
“أنت—”
قبل أن يتمكن تو يان من قول أي شيء، كان قو تشين باي قد دخل بالفعل إلى مكان الحدث.
لم يجرؤ تو يان حتى على تحريك يده، ظل الهاتف ملتصقًا بأذنه، وقلبه معلقًا بخطوات قو تشين باي، يتتبع أنفاسه ويتخيل إيقاع مشيته.
فكر: 'كن حذرًا، امشِ ببطء'.
كاد أن ينطق بها، لكنه أجبر نفسه على التراجع.
رغم أن قو تشين باي لم يكن يسير ببطء، فقد اعتاد على ممارسة الرياضة بانتظام، وكانت عضلاته قوية للغاية، لكنه ظل عاجزًا عن تهدئة قلق تو يان.
كلما اقترب قو تشين باي من الحشد، شعر تو يان بالخوف أكثر منه.
فجأة، سمع صوت شخص غريب عبر الهاتف، يتحدث بنبرة اعتذار وسط الضوضاء: “آه، أعتذر، هل أنت بخير؟”
قبل أن يجيب قو تشين باي، نهض تو يان فجأة، وصاح عبر الهاتف: “هل اصطدم بك أحد؟ أيها الأحمق، ألم تجد زاوية تجلس فيها؟!”
توقف قو تشين باي للحظة، ثم رد على الفور بصوت هادئ مطمئن: “تو باو، لا تقلق، لم يصبني شيء.”
“لماذا تتحدث بهذه العاطفية؟!” شعر تو يان بالندم على فقدانه السيطرة على مشاعره.
بمجرد أن هدأ، حاول التغطية على مشاعره كما اعتاد، وقال ساخرًا: “أنا فقط لا أريد أن تتسبب في تدافع جماهيري وتهدم عودتي الكبيرة.”
وصل قو تشين باي إلى مقعده، وضع عصاه جانبًا، ثم جلس بهدوء.
كان يعرف تو يان جيدًا، ويدرك تمامًا أن كلماته لا تعكس ما يشعر به حقًا. لذا، تجاهل كلماته الحادة، وأخبره ببساطة: “وجدت مقعدي، في الزاوية الجنوبية الشرقية، لكنك على الأرجح لن تتمكن من رؤيتي.”
“ومن يريد أن يراك أصلًا؟” قالها تو يان ببرود.
“لكنني أريد أن أراك، لقد اشتقت إليك.”
صمت تو يان. شعر بحرارة تتصاعد إلى وجهه، وعندما تذكر مشهد هروبه المخزي من منزل قو تشين باي قبل أيام، احمرَّ وجهه أكثر.
في تلك اللحظة، طُرق الباب، وسمع صوت المديرة: “شياو يان، حان وقت الصعود إلى المسرح.”
أومأ تو يان برأسه، وبينما كان على وشك إغلاق الهاتف، سمع فجأة صوت امرأة على الطرف الآخر.
“أيها الوسيم، هل أنت أيضًا من معجبي 'تو تو'؟"
“لا تزال معي بعض التواقيع وعصي الإضاءة، سأعطيها لك مجانًا!”
“هل يمكنني إضافتك على 'وي تشات'؟ سأضيفك إلى مجموعة المعجبين!” (هذا تطبيق تواصل بالصين زي الواتس عندنا)
تحول وجه تو يان على الفور إلى البرود، واكتست عينيه نظرة مظلمة. أغلق الهاتف بعنف وظل واقفًا في مكانه، بهيئة شيطانية، مما أثار ذعر خبير التجميل الذي دخل للتو لإجراء بعض التعديلات.
—
في تلك الليلة، كانت تلك المعجبة تدردش مع صديقاتها:
【يا إلهي! كان هناك عدد هائل من الناس في الحدث اليوم! لا يزال تو يان يتمتع بشعبية جنونية!】
【كيف كان الوضع؟ هل تغير تو يان بأي شكل؟】
【أصبح أكثر وسامة!!! وسامته يمكن أن تفجر السماء!!!】
【ووووو أريد الذهاب إلى الحدث أيضًا!】
【دعوني أخبركم، أشعر أن… تو يان نظر إليّ عدة مرات اليوم، لم أكن أحلم، أقسم! لقد تلاقت نظراتنا عدة مرات! لدرجة أن الجميع من حولي بدأوا ينظرون إليّ باستغراب! لم أجرؤ حتى على التحرك، لم أجرؤ حتى على الضغط على زر الكاميرا، لكن فقط…]
【لكن ماذا؟】
【لكن عينيه كانتا حادتين جدًا… شعرت وكأنه كان يريد قتلي.】
تعليقات: (0) إضافة تعليق