القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | IDNWTAM

 Ch33 | IDNWTAM


بعد مزاح جي ياو، شعر يانغ هي براحة غريبة لا تفسير لها، 

لكن الألم في جسده ازداد شيئًا فشيئًا حتى بات لا يُطاق


أسند نفسه على الصخر وهو يشعر بالدوار، 

عبس وتوقف عن الكلام


حتى جي ياو كفّ عن الابتسام وهمس بهدوء:

“ هل تشعر بعدم الراحة ؟”


أغمض يانغ هي عينيه نصف إغماضة ، 

مدّ جي ياو يده ولمس جبينه فوجده يتصبب عرقًا ،

فمسحه بلطف :

“ سآخذك إلى الخارج .”


الليل قد حلّ ، والجبال والسهول تغشاها ظلال قاتمة ، 

تتراقص فيها أوراق الأشجار على ضوء خافت، 

وصوت الحشرات يتناهى إلى الأذن بهدوء


سأله جي ياو:

“ غونغونغ هل تستطيع الوقوف؟”


زم يانغ هي شفتيه بصمت ،

السهم قد أصابه في كتفه الأيمن ، ففقد ذراعه بالكامل ، 

ولم يعد قادر على استخدامها ، 

تمسّك بذراع جي ياو اليسرى بكل قوته ونهض بصعوبة …. 

ربما أصيب في ساقه أيضًا أثناء التدحرج ، لأنه حين وقف 

ارتجف جسده من الألم ، وكاد يسقط من جديد


أمسك جي ياو بيده الأخرى وتنهد :

“ سأحملك على ظهري غونغونغ "


رفع يانغ هي رأسه فجأة وحدق به بذهول


أنزل جي ياو رأسه ونظر إليه ،

لم يكن وجهه واضح وسط الظلام ، 

لكن دفء يديه كان حيًا وقوي


لم ينتظر أن ينطق يانغ هي، بل انحنى أمامه وظهره له


ظل يانغ هي ثابت دون حراك لوقت طويل ، 

حتى قال جي ياو بابتسامة :

“ ما الأمر ؟ 

لا زلت تخجل مني غونغونغ ؟”


صوت يانغ هي مبحوح قليلًا ، وقال ببطء :

“…جي ياو … "


لكنه لم يعرف ما يقول ، وكأنه فقد القدرة على التعبير


ضحك جي ياو :

“ منذ متى وأنت خجول هكذا غونغونغ ؟”


وبعد لحظات ، أحس بوزن جسد نحيل ومتصلب على ظهره


أمسك جي ياو بساقي يانغ هي، 

وحمله على ظهره بصمت


ثم بدأ يسير بخطى متثاقلة ، 

يتسلق الوادي الضيق ويصعد الجبل بصعوبة ، 

خطوةً تلو الأخرى


قال وهو يمشي:

“ لا تنم . لن أحمل جثة .

إذا متّ، فسأدعك هنا طعامًا للذئاب .”


وبعد فترة ، سمع أخيرًا صوت يانغ هي يقول:

“ كنت تعلم أنني أقتربت منك بنوايا أخرى ”


جي ياو ببساطة :

“ أعلم .”


سكت يانغ هي لوهلة ، ثم سأل بصوت خافت:

“ لماذا ؟”


فهم جي ياو ما يعنيه ، فابتسم وسأله :

“ هل سبق لك أن عشت في القصر البارد غونغونغ ؟”


بالطبع لم يفعل يانغ هي ، أما جي ياو فقد استعاد في 

ذاكرته تلك الأيام حين كانت الإمبراطورة الأرملة لا تزال على 

قيد الحياة ، 

وكانت الخادمات عيونها وآذانها ،

كان عليه أن يتصنع الطيبة والغباء ،

لم يكن يتحدث كثيرًا ، وحتى عندما يفعل ، كان يتصنع البراءة


خضع للخادمات كعبد ، وتظاهر بأنه طفل أحمق لا يعرف 

شيئ عن العالم ، 

وعاش كمن يسير على جليد رقيق لا يحتمل كسره


لم يكن يعرف لِما يعيش ، 

لكنه كان يرى أن الموت ممل


وهكذا ، ظل يتأرجح في حياة خاوية يومًا بعد يوم


حتى جاء يوم ، تسلق فيه جدار القصر ، فرأى شابًا وسيمًا واقفًا تحته


رفع قدميه على أطراف أصابعه ، 

ومد له كم دافئ ومبطن بالفرو ، 

وعلى وجهه ابتسامة مشرقة


شعر جي ياو بحدسٍ حادٍ بالبرود واللامبالاة المختبئين خلف تلك الابتسامة ، 

لكنه لم يبالِي — فما المشكلة ؟ 

لقد عاش طويلاً في الهاوية ، 

ولم يعد يخشى أية نوايا خبيثة في هذا العالم …...


ثم قرص مؤخرة يانغ هي، 

وصفّق بكفّيه بلطف على فخذ يانغ وهو يقول بمودة مصطنعة :

“ غونغونغ يريد اللعب ، إذًا عليّ أن ألعب معه أليس كذلك ؟”


شهق يانغ هي بضيق ، وقال بنبرة منزعجة :

“ جي ياااااو !”


لعق جي ياو أنيابه بطرف لسانه وقال بلا اكتراث :

“ حملت غونغونغ على ظهري كل هذه المسافة ، 

ومع ذلك ما زلت بخيلًا ، لا تمنحني حتى فائدة صغيرة ؟”


رد يانغ هي ببرود:

“ أنا لم أطلب منك أن تحملني "


ضحك جي ياو :

“ تتظاهر بالقوة فقط …

غونغونغ يتألم حتى أوشك على البكاء ، 

خُلق ليكون خصيًا ، لم أرَى أحدًا أرقّ منه ، 

لا يحتمل ألمًا ولا مشقة .”


يانغ هي ببرود :

“ وما عيب الخصيان ؟”


جي ياو ببطء :

“ لا أقصد…”

لكن قبل أن يُكمل جملته ، 

أمسكه يانغ هي من عنقه بأصابعه مهددًا :

“ اصمت "


لم يبدُو على جي ياو أي ذعر ، 

بل بدأ يتمايل متعمدًا وهو يحمل يانغ هي على ظهره وكأنه سيُسقطه


و سرعان ما أحاطه يانغ هي بذراعه اليسرى وتمسّك به بشدة ، وكأنه يخشى أن يُلقى أرضًا 


ضحك جي ياو مجددًا وضرب مؤخرته مجدداً ، 

وصوت الضربة كان واضح ، 

ثم قال ببطء وتهديد خافت :

“ غونغونغ لا تنسَى أنك بين يديّ الآن ، فكن مطيعًا ، 

وإلا لديّ الكثير من الطرق لأعذّبك "


لم يقل يانغ هي شيئ ، بل زم شفتيه بصمت


مستلقي على ظهر جي ياو ، لم يلاحظ متى صار أطول منه، 

فقد كان جي ياو نحيلًا وصغير الجسد حين رآه أول مرة، 

أما الآن، فقد اتسعت كتفاه، 

وبدا ظهره مستقيمًا وقويًا، 

مختلف عن نحالته السابق


{ ربما …. لأن جي ياو رجل كامل ، 

ونموه يشبه براعم الخيزران بعد المطر ، 

على عكس الخصيان الذين خضعوا للإخصاء منذ الطفولة }


شعر يانغ هي بشيء غامض، إحساس بالحسد لا يمكن التعبير عنه


كان صدره ملتصقًا بظهر جي ياو


سارا مسافة طويلة، وكان ظهر جي ياو مبللًا بالعرق


بدا ليانغ هي وكأنه قادر على الإحساس بنبض قلب جي ياو، 

يخترق جلده ولحمه وعظامه، ليصل مباشرةً إلى قلبه


هذا الإيقاع القوي أصابه بالدوار قليلًا


وبعد فترة ، سمع جي ياو صوت يانغ هي يناديه ، 

صوته كان خافت ومنخفض ، وكأنه يجد صعوبة في الكلام


توقف جي ياو ، وأدار رأسه قائلًا :

“ ما الأمر ؟ أكتفك تؤلمك ؟”


يانغ هي بصوت مكتوم :

“ أحتاج إلى… أن أتبول "


رد جي ياو بهدوء :

“ أوه ….” ثم أنزله برفق :

“ سأساعدك ”


رد يانغ هي بسرعة وبشيء من الإحراج وقد بدا الاحمرار على وجهه :

“ لا حاجة "


في تلك اللحظة ، أدرك جي ياو متأخرًا أن يانغ هي خصي، 

مختلف عنه تمامًا —-

تجمد في مكانه ، يحدّق في يانغ هي بدهشة وفضول


كانت نظراته حارّة كالنار ، حتى إن يانغ هي شعر وكأنه 

يحترق بها، فزم شفتيه وحدّق فيه بغضب


تنهد جي ياو وقال:

“ اذهب غونغونغ ...”

ثم نظر في عيني يانغ ، وابتسم :

“ أنا أيضًا أريد أن أتبول ”


صرخ يانغ هي بغضب :

“ جي ياااااو !”


رد عليه جي ياو بكسل ، وعلّق يده على كتف يانغ هي، 

يجرّه نصف جرٍّ ويعانقه نصف عناق، 

حتى أخفاه خلف شجرة، ثم قال:

“ هل تريدني أن أخلع لك سروالك ؟”


ارتجف يانغ من شدة الغضب حتى كادت عيناه تظلمان، 

وارتعش جسده بالكامل ،

أمسكه جي ياو من ذراعه وقال:

“ لا تغضب ، لا تنسَى أنك لا تزال مصاب .”


يانغ هي من بين أسنانه:

“ كيف لي أن أتبول وأنت هنا ؟!”


ابتسم له جي ياو ببراءة ، و أنيابه بارزة، 

مظهره مطيع ولطيف :

“ تفضل غونغونغ .”


تجمد يانغ هي في مكانه ولم يتحرك


فقال جي ياو:

" ماذا ؟ لم تعد تريد التبوّل ؟ 

لا تكن مثل الأطفال ، لا تجعلني أحملك على ظهري ثم تتبوّل عليّ "


أصبح وجه يانغ هي أكثر قبحًا، 

يحدّق في جي ياو بغضب كأنه يتعرض لإهانة عظيمة ،

احمرّت عيناه، وتوسل بصوت مبحوح مكتوم :

“ سموّك… أرجوك ، 

استدر، أرجوك …"


لكن جي ياو لم يتحرك ، 

بل مدّ يده يربّت على خده بلطف وقال بمودة:

“ أريد أن أرى كل شيء يخص غونغونغ .”


ثم طوّق خصر يانغ هي بذراعه، 

وقبّل قبلة على أذنه، 

وبدأ يفك حزامه بيد واحدة:

“ كن مطيعًا، دعني أرى، حسنًا ؟”


كان يانغ هي يقبض على أصابعه بقوة، 

يتنفس بحدة وثقل، 

وجهه يتقلب بين الاحمرار والبياض، جسده يرتجف غضبًا


انتظر جي ياو بصبر


وبعد وقت طويل ، أبعد يانغ هي يده المتعرقة


انخفض كتفاه ، وكأنه يريد أن يختبئ داخل نفسه


شعر جي ياو بمزيج من السعادة ، 

ولعق أذن يانغ بطرف لسانه، 

ثم بدأ يفك حزامه في الظلام


الغابة مظلمة للغاية ، لا يمكن الرؤية بوضوح


تراجع جي ياو خطوة للخلف ، فرأى يانغ هي جاثيًا على قدميه، 

ساقاه متباعدتان، وكأنه يتألم


ضاق حلق جي ياو، وظل يحدّق في ظهر يانغ هي مذهولًا


صوت قطرات الماء يصل إلى أذنيه بوضوح ،

أخذ نفسًا عميقًا، وأدار وجهه بعيدًا، 

ثم ابتعد بخطوات قليلة


وفجأة سمع صوت ينادي :

“ سمو الأمير ؟”


رفع جي ياو رأسه بسرعه وصاح دون وعي :

“ توقف !”


ضيق جي ياو عينيه ليرى من القادم بوضوح، 

شاب يرتدي زي ' حراس الظل ' 

وعلى خصره سيف ' الربيع ' 

: “ اووه إنه شياو باي نيان "


يتبع


ملاحظة الكاتبة :

جي ياو لا يجيد فنون القتال حقًا.

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي