Ch32 | IDNWTAM
المنحدر طويل ، تغطّيه الشجيرات والأعشاب البرية ،
فتدحرج الاثنان حتى وصلا قاعه ،
وسقطا في أخدود جبلي ضيّق وطويل
حين أفاق جي ياو ، كانت السماء قد اسودّت وبدت ملامح المغيب في الأفق
حاول النهوض وهو يئنّ ، ثم التفت ليجد يانغ هي مستلقي
إلى جواره ،
وجهه شاحب كالورق ، وشفاهه بلا لون
ارتبك جي ياو قليلًا ، فاحتضنه وتفحّص تنفّسه ،
وعندما تأكد أنه ما زال حيًا شعر بالاطمئنان ،
ناداه بصوت منخفض:
“ غونغونغ … يانغ هي ، استيقظ .”
وبعد وقت طويل ، ارتجفت رموش يانغ هي قليلًا ثم استعاد وعيه ،
وقبل أن يفتح عينيه ، تمتم بكلمة واحدة :
“ يؤلم…”
ضحك جي ياو ، ولمس خده بمزيج من الحب والكره :
“ أين يؤلمك ؟”
مدّ يده يتحسّس كتف يانغ هي بلطف ، فوجده مبتلًا ،
و السهم قد انكسر ، وانغرس نصفه في اللحم ،
ولم يظهر منه سوى طرف الذيل
: “ كل جسدي يؤلمني…
لا أدري كم صخرة ارتطمت بها
ونحن نتدحرج للأسفل…”
فتح يانغ هي عينيه ونظر إلى جي ياو ، الذي كان مغطّى بالغبار
المكان معتم ، والغروب يلفّه جو من البرودة والكآبة
استعاد يانغ هي وعيه ، وسحب نظراته الضعيفة قليلًا ،
وسأل بصوت مبحوح :
“ كيف حال سموّك ؟”
: “ بخير”، أجابه جي ياو
ثم صمت يانغ هي، وأمسك بجذر شجرة بجانبه بيده اليسرى ،
وسند نفسه ليجلس ،
لكن هذا الفعل كان مؤلمًا جدًا ،
حتى أنه بدأ يتصبب عرقًا باردًا
ظلّ جي ياو يحدّق في يانغ هي،
ورأى أن عينيه قد احمرّت ،
وكان يبدو حقًا متألمًا ،
فشعر ببعض الشفقة… لكنه ، بطريقة غريبة ، أراد أن يضحك
قال :
“ لا أعلم أين ذهب أولئك القتلة ،
والحرس الإمبراطوري لم يأتوا بعد . فلننتظر هنا أولًا .”
همهم يانغ هي، وكان كتفه يؤلمه بشدّة،
فتمتم بلعنة خافتة :
“ مجموعة من الحثالة "
سأله جي ياو ببراءة :
“ هل يؤلمك غونغونغ ؟”
نظر إليه يانغ هي دون أي تعبير على وجهه
فمدّ جي ياو قدمه يعبث بها قليلًا ويصدم ساق يانغ هي ،
فابتعد يانغ عنه ،
لكن جي ياو أعاد الكرة ،
مما أثار غضب يانغ ، فركله بقوة ،
فانفجر جي ياو ضاحكًا:
“ يبدو أن غونغونغ بخير إذًا "
يانغ هي تجاهله تمامًا.
جي ياو :
“ غونغونغ هل تخاف ؟
لو وصل القتلة قبل أن يصل الحرس ،
فسوف نموت سويًا فعلًا ،
لأن لا أنا ولا أنت نجيد فنون القتال .”
يانغ هي ببرود:
“ هل هذا يُسعد سموّك ؟”
رمش جي ياو ببطء ، وقال بنبرة مرِحة:
“ أنا سعيد .
سعيد لأنني أعيش معك غونغونغ …
والموت معك ليس بالأمر السيئ .”
وقعت عينا يانغ هي على جي ياو ، ولا يعرف كيف ،
تذكّر أن يدَيهما كانتا مشتبكتين
كانت عظام معصمه تؤلمه قليلًا ،
وحرارة كفّ جي ياو لا تزال عالقة كظلّ لا يفارقه
أدار يانغ هي وجهه وقال:
“ أحمق مجنون "
لم يعتبر جي ياو ذلك إهانة ، بل ابتسم ليانغ هي
قال يانغ هي وهو ينظر إليه:
“ أرض الصيد محروسة بإحكام ،
وهؤلاء القتلة جاؤوا وهم على استعداد .
كيف وصلوا في هذا التوقيت ؟ أهو مجرد صدفة ؟”
اختفت الابتسامة من عيني جي ياو ، ونظر إليه قائلًا :
“ هل يشكّ غونغونغ بي؟”
لم يُجب يانغ هي
فهو بطبيعته حذر وشكاك ،
والأدهى أنه كان قد تسبب في سقوط جي ياو عن الحصان بالأمس
تبادل الاثنان النظرات لوقت طويل ،
ثم مرر جي ياو بطرف لسانه على أنيابه ،
وفجأة انحنى ودفع كتف يانغ هي الأيسر ، غير المصاب ،
وثبته على الصخرة ، وقال بنبرة خافتة:
“ شكّك في غير محلّه غونغونغ ،،،
لماذا قد أقتلك ؟”
أنفاهما متلاصقين،
وصوته ينضح بالكآبة :
“ ما زلت أحتاجك لتساعدني في إزالة العقبات ،
ونتعاون سويًا لنحقق العظمة…
لماذا أهاجمك في هذه اللحظة الحساسة ؟
وأيضاً غونغونغ أنت تقلل من أهميّتك بالنسبة لي … "
اقترب أكثر ، فتأوّه يانغ هي،
بدى جي ياو يغضب فعلًا ، وأمسك بكتفيه بشدة
تجعّد وجه يانغ هي من الألم،
فقال له جي ياو:
“ لو جاء ذلك اليوم حقًا ، فسوف أقتلك بنفسي ،
ولن أسمح لأحدٍ آخر أن يفعلها .”
صُدم يانغ هي، ثم رفع رأسه لينظر إلى جي ياو
تبادلا النظرات ، وفجأة رد يانغ هي دون مقدمات:
“ جي ياو هل تحبّني ؟”
تجمّد جي ياو للحظة ،
ثم نظر إلى تعبير يانغ هي الغريب وغير الموثوق به،
وفجأة شعر بعدم ارتياح،
كوحش شرس فَقَد أنيابه ومخالبه فجأة
قال بجفاف:
“ اووه …
لقد قلت هذا كثيرًا من قبل…”
بدت نبرته غير عادلة ، وفيها شيء من الغبن
حدّق به يانغ هي وكأنه يرى شبح ، وكرر:
“ هل تحبّني ؟”
فأجاب جي ياو ببساطة:
“ أحبك "
رفع يانغ هي حاجبيه واتكأ على الصخر وسأله :
“ وماذا تحبّ فيّ؟”
فكّر جي ياو { ماذا أُحب في يانغ هي ؟
بخلاف وسامته ، فالرجل جشع للسلطة ،
مدلّل ، سيّئ الطباع ،
لا يتردد عن فعل أي شيء لتحقيق أهدافه .
ثمانية من كل عشرة كلمات يقولها تكون لها نوايا خفية ، حاول قتلي ….
وفوق ذلك… يانغ هي خصيّ
فما الذي يُعجبني فيه ؟ }
فكّر طويلًا ، وفي تلك الأثناء ،
ظهرت سخرية خفيفة على شفتي يانغ هي
وبعد فترة ، سأل جي ياو :
“ هل تريد أن تعرف ؟”
أومأ يانغ هي
ابتسم جي ياو :
“ قبّلني وقل إنك تحبّني ، وسأخبرك "
نظر يانغ هي إليه ——
بدأ الظلام تدريجياً ، والمكان حولهما فوضوي
أنفيهما مشبعان برائحة الدم والعشب الجبلي
جلس الفتى أمامه ، يسند جسده ، أنيابه بارزة ،
وعيناه سوداوان تتلألآن
وربما بفعل الألم ، أو شيء أعمق ،
أراد يانغ هي أن يعرف …
أن يعرف ما الذي أعجب جي ياو به لدرجة أن يستعمل كلمة ' حب '
اقترب حقًا ، وقبّل قبلة خفيفة على خدّ جي ياو ،
ثم قال :
“ أنا أحبّ سموّك "
قبلة خفيفة كلمسة اليعسوب على الماء ،
لم ترضِي جي ياو،
فقبّل قبلة أخرى على شفتي يانغ هي، ولعقها بلطف كجرو
صغير حتى ابتلّت،
ثم قال ببطء:
“ أحبّ أنك تقول شيئًا وتقصد غيره ، منافق ، متصنّع ،
وتُخفي مشاعرك الحقيقية "
يانغ هي: “…”
وانفجر جي ياو ضاحكًا
فكّر يانغ هي { عقل جي ياو يزداد سوءًا مع كل سقطة }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق