Ch35 | IDNWTAM
كان يانغ هي محمولًا على ظهر جي ياو عندما عاد إلى المعسكر
وعندما رأى الإمبراطور حالة الاثنين البائسة والمُحرجة،
اشتعل غضبًا
كان معروف بطبعه الهادئ ونادرًا يثور ،
لذا خيّم الصمت على جميع الوزراء
أمسك جي ياو بكُمّ الإمبراطور جي هوان وقال بلطف:
“ أخي اهدأ ،
لا تُرهق نفسك بالغضب .”
الدم يغطي جسده ، وشَعره مبعثر ،
وفي نظر جي هوان ، بدا هذا المشهد وكأنه يصب الزيت على النار
ربّت جي هوان على رأسه وقال:
“ لا تخف آ ياو
سأكشف من وراء محاولة الاغتيال ،
سواءً من أجلك أو لهي تشي "
و أضاف بصوت بارد:
“ لن أرحم أحدًا !”
لم تكن إصابة جي ياو خطيرة ،
لكن إصابة يانغ هي كانت أشد بكثير
وفي الليلة التي عادوا فيها إلى المعسكر ،
أصيب يانغ هي بحمى شديدة
احمرّ جسده بالكامل،
و حاجباه عابسة من الألم ، وبدا عليه الإرهاق الشديد
لم يكن المعسكر مريح كالقصر الإمبراطوري ،
فعدد الناس كبير ، والعيون كثيرة ،
فلم يجرؤ جي ياو على البقاء طويلًا في خيمة يانغ هي ،
واضطر إلى المكوث في خيمته الخاصة
وفي اليوم التالي ،
استمرت الحمى تصعد وتنخفض ،
ولم تنخفض تمامًا إلا مع حلول الغروب
الإمبراطور يقدّر يانغ هي ،
فأرسل شخص يخدمه عن قرب
وكان الذي يحرسه خصي شاب من أتباع يانغ هي
جاء جي ياو بهدوء ، وطرده ،
ثم جلس وحده بجانب السرير ،
ينظر إلى يانغ هي النائم بهدوء ،
دون أن ينبس بكلمة لوقت طويل
كان يانغ محاط بالناس طوال الوقت ،
وكان عليه أن يكون شديد الحذر
لم يستطع حتى لمس يانغ هي
و تراكمت فيه مشاعر الضيق والاختناق ،
كوحشٍ بريّ محبوس داخل قفص
أما الآن، وهو ينظر إليه دون أن يعيقه أحد،
شعر بشيء من الراحة
مدّ يده ولمس خدّه ،
أراد أن يؤذيه قليلًا ليوقظه وينظر إليه ، لكنه تردّد
خلع حذاءه ، وصعد إلى السرير ، وتمدد بجانبه ،
و يُمرّر أنامله على حاجبيه وعينيه ، وكأنه مدمن ،
لا يُطفئ إدمانه إلا لمس يانغ هي
كان يانغ هي يرتدي رداء أبيض خفيف ،
وعنقه أبيض ونحيل ،
وكتفاه نحيلان ، وعظام ترقوته غائرة
بدا نقيًّا وضعيف ، كجذع نحيل يحمل زهرة في ذروة تفتحها
زهرة متألقة ، لكنها مفرطة في النضوج ،
حتى تكاد تتعفّن ، والجذع مهدد بالانكسار تحت ثقلها
لم يتمالك جي ياو نفسه ، فقبّل شفتي يانغ هي،
ولعقها بلسانه، ثم تنهد برضى وهمس باسمه برقة
وعندما استيقظ يانغ هي،
وجد جي ياو يحتضن يده السليمة، ملتصقًا به
لم يعرف للحظة إن كان يحلم أم أن ما يحدث واقع
بقي مشوشًا لبعض الوقت،
ثم سحب يده برفق،
فاستفاق جي ياو من نومه على الفور
حدّق جي ياو في يانغ هي بشرود،
بينما الأخير ينظر إليه أيضًا
وبعد لحظة ، ابتسم جي ياو :
“ غونغونغ قد استيقظ "
أبعد يانغ هي بصره وقال بصوت مبحوح للغاية :
“ عطشان "
أدار جي ياو جسده وسكب له ماء ،
ثم قرّبه من فم يانغ هي، وسقاه رشفةً تلو الأخرى
انساب القليل من الماء من زاوية فمه،
فانحنى جي ياو ولعق ذقنه كجرو صغير،
ثم تنهد قائلاً برقة:
“ غونغونغ استيقظ أخيرًا "
كان يانغ هي قد خرج تواً من غيبوبته ، بطيء الاستيعاب ،
ولم يملك طاقة كافية لدفع جي ياو بعيدًا ،
أغلق عينيه وسأل:
“ كم الساعة ؟”
جي ياو:
“ لقد دخلنا في ساعة شو*، لقد نمت ليوم وليلة كاملة .”
( ساعة شو: من الساعة 7 لـ 9 مساءً )
أصيب يانغ هي بالذهول للحظة ، ثم سأل:
“ لماذا سموك هنا؟”
حدّق جي ياو فيه طويلًا ،
ثم لف ذراعه حوله من فوق اللحاف ،
وأتكأ بجبينه في جبينه ،
وتمتم بشكوى فيها شيء من الدلال :
“ المعسكر مليء بالناس ، لم أستطع حتى رؤية غونغونغ
جيدًا خلال النهار …. "
و أضاف متذمرًا بصوت طفولي:
“ كم هذا مزعج .”
يانغ هي:
“ سموك إنك تضغط عليّ "
أخذ جي ياو نفسًا عميقًا في عنقه ،
وداعبه بأنفه وهو يهمس بتدلل:
“ كن مطيعاً غونغونغ ،، دعني أُعانقك قليلاً "
ضغط نصف جسده على يانغ هي من فوق اللحاف الخفيف،
متجنبًا عمدًا كتفه اليمنى المصابة ،
ومع ذلك، بدا ثقله واضح ،
كأنه جاثم على قلبه مباشرةً
ذلك الشعور أعاد إلى ذاكرة يانغ هي لحظة حمله جي ياو على ظهره
أزاح تلك الأفكار من ذهنه عمدًا وسأله :
“ وماذا قال جلالة الإمبراطور ؟”
نظر إليه جي ياو بانزعاج ،
و ردّ عليه يانغ هي بنظرة هادئة ،
تنهد جي ياو واجاب باستسلام :
“ أخي غاضب جدًا ، ويريد معرفة من يقف وراء ما حدث .”
نطق يانغ هي كلماته ببطء:
“ ومن هو الرأس المدبر ؟”
ثم ضحك بسخرية
{ هذه المحاولة لاغتيالي ، إن لم تكن من فعل عائلة شيه ،
عائلة جي ياو فلا بد أنها من إحدى العائلتين الأخرى ،
ولا يحتاج الأمر لكثير من التفكير }
و سأل :
“ هل شياو باي نيان أيضًا من عائلة شيه ؟”
جي ياو: “ دعنا ننسَى الأمر فحسب ،
لقد كان من تلاميذ خالي ، وأنا أنقذت حياته ذات مرة "
لم يقل يانغ هي شيئ ، لكن ملامحه باردة جدًا
ابتسم جي ياو وقرص أذنه ، كما لو أنه يلهو وقال:
“ ألم يعلم غونغونغ بهذا منذ زمن؟
وإلا فلماذا تهتم بقائد بسيط مثله؟”
حاول يانغ هي أن يبعد وجهه ،
فانتقل جي ياو ليقرص أذنه الأخرى ،
عبس يانغ هي وقال بصوت مكتوم :
“ لا تلمسني "
جي ياو :
“ أرجوك يا والينا الكريم ، تحلَّى بالسعة واترك لي شياو باي نيان ..
ما زلت بحاجة إليه ...”
ردّ يانغ هي ببرود:
“ ولمَا عليّ أن أطيعك ؟”
وجهه شاحب من مرضه ، ولكن هذا الشحوب أضفى عليه
مسحة شفافة وهشة ، كأنه قطعة زجاج
لم يستطع جي ياو مقاومة رغبته ،
فقبّل شفتيه من جديد
عضّه يانغ هي ثم أبعده ،
فضحك جي ياو بخفة وقال:
“ أنا أنقذت حياتك على كل حال ،
فافعل لي هذا الجميل ،
ممكن ؟”
لم يرد يانغ هي، فتابع جي ياو قائلاً:
“ أعدك أنه لن يقوم بشيء يضر غونغونغ "
يانغ هي:
“ هو مجرد قائد بسيط ، هل يستحق اهتمام سموّك ؟”
ابتسم جي ياو :
“ هل أنت غاضب يا والينا العزيز ؟
لا تغضب ،
أنت حبيبي وحياتي ، ولا أحد يضاهيك "
يانغ هي ببرود :
“… اخرج "
ضحك جي ياو بسعادة ، وأظهر أنيابه
لقد كان مشدود الأعصاب طوال الوقت،
أما الآن فشعر ببعض الارتياح
جي ياو:
“ أنا وحدي وضعيف ، ولا أحد لديّ أعتمد عليه .
تحنن عليّ غونغونغ ، واترك لي هذه القطعة .”
ثم تنهد مجدداً وتابع :
“بمجرد أن استيقظت ، بادرتَ بإلقاء كل هذه الأمور المزعجة عليّ،
دون أن تهتم بي على الإطلاق .
هل نسيتَ أنني حملتك على ظهري خطوة بخطوة ؟
كان طريق الجبل وعرًا وشاقًا …. "
قاطعه يانغ هي:
“ أشكر سموّك على تعبك ….”
ثم عضّ على شفتيه ،
وحدّق في عيني جي ياو وتابع:
“ شكرًا سموّك "
ارتاخت حاجبا جي ياو العابسة ،
وبدأ يُداعب خد يانغ بإبهامه ،
وضحك قائلاً :
“ هذا الكلام جميل "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق