Extra21 | IDNWTAM
Ch77 : شيء بسيط (فصل خاص بمناسبة رأس السنة)
لا أحد يعلم من أي عام بدأ ،
لكن منذ سنوات عديدة،
صار لدى جي ياو عادةٌ لا يُخلّ بها كل عامٍ في رأس السنة:
يُقدّم ليانغ هي ' نقود العيد ' 🧧ملفوفة بورق أحمر ،
تخفي في داخلها قطع ذهبية ،
يضعها بعناية عند وسادته قبل أن ينام
حين اكتشف يانغ هي الأمر لأول مرة،
بقي متجمّدًا في مكانه لحظة ،
وكأنّ ذكريات بعيدة تهبّ فجأة من غبار الماضي
لقد مضى زمنٌ طويل، طويلٌ حتى بدا وكأنّه من حياةٍ سابقة،
منذ أن أعطاه أحدهم نقود عيد
كان يذكر، حين كان صغير ، وكان والده ما يزال مجرد
طالب علم ،
ولم يسقط في مستنقع القمار بعد ،
وكانت عائلته تعيش في شيء من الألفة والسلام
في تلك الأيام، كان والده يضع له سلسلة من العملات
النحاسية تحت وسادته مع كل سنة جديدة
لكن تلك الذكرى كانت بعيدة، بعيدة جدًا،
حتى أنّه نسي أنها وُجدت
حين رآه جي ياو يحدّق مطولًا في الظرف الأحمر ،
أحسّ في قلبه شيئ من القلق والحرج
هو الآخر، كان يومًا ما أمير منبوذ ،
ثم صار إمبراطور ،
ولم يكن في حياته من يفعل له مثل هذه الأشياء
ابتسم وقال بخفة:
“ مجرد عادة صغيرة من عادات العامة ، نزعة للاحتفال ،
لا أكثر "
ردّ يانغ هي بصوت خافت: “همم”، وسحب نظره ببطء
بعد قليل، اقترب منه جي ياو وهمس عند أذنه:
“ هل أعجبك يا الوالي يانغ العظيم ؟”
نظر إليه يانغ هي بطرف عينه دون أن يرد
لم يغضب جي ياو، بل ابتسم بمكر،
وما إن مدّ يده ليُداعب كف يانغ هي،
حتى لاحظ أن الأخير لم يسحب يده
وهذا وحده… كان يكفي
{ إذن، هو يُحبّها .. }
قالها جي ياو في قلبه بثقة
وهكذا، صارت عادة لا تغيب، سنة بعد سنة ——
——
وفي أحد الأعوام ، أعدّ يانغ هي نقود العيد لتشاو شياودو
دخل الفتى بهيئة صاخبة ، يصرخ من الخارج :
“ ييييففففووو … يييفففووو !”
وما إن دخل ورأى يانغ هي،
حتى انحنى لجي ياو تحية ،
ثم التفت إليه بابتسامةٍ أكبر ،
ورفع كمه بانحناءة مبالغ فيها وهو يهتف:
“ سنة سعيدة يييفوو !”
هان تشانغ يتبعه بخطى ثابتة،
ببطء واتزان،
وعلى وجهه ابتسامة هادئة،
وقد أدّى التحية بدوره بأدبٍ كامل
أومأ يانغ هي برأسه وقال:
“ سنة سعيدة "
ثم رمق الخادم الصغير بجانبه بنظرة سريعة،
ففهم الإشارة فورًا، وأخذ من الصينية ظرفين أحمرين،
قدّمهما بكلتا يديه إلى شياودو وهان تشانغ
رمش تشاو شياودو بعينيه و بصوت عالي :
“شكرًا ييييفوووو !”
ثم لم يبخل بفيضٍ من كلمات التهنئة،
وأخذ الظرف وهو يضحك من أعماقه
نظر جي ياو إلى يانغ هي، وضحك بأنفاس قصيرة وغمغم:
“ حقًا إنك تميل إلى محاباة البعض .”
لم يرد عليه يانغ هي
تابع جي ياو يهمهم :
“ حتى شياودو حصل على شيء ،
أما أنا فلا !”
رمقه يانغ هي بنظرة جانبية :
“ شياودو هو ابني بالتبنّي ”
والمعنى واضح :
من الطبيعي أن يُعطي الأب لابنه نقود العيد
ضحك جي ياو بغيظ ساخر ،
وقرص خدّ يانغ هي، وقال:
“ وأنا ،
وقد أعددت لك نقود العيد سنوات وسنوات
فماذا يجب أن تناديني به إذًا ؟”
ضربه يانغ هي على يده ليبعدها،
لكن جي ياو استمرّ بفرك خده حتى احمرّ تمامًا،
ولم يتركه حتى اكتفى
لكن فيما بعد، وبينما جي ياو يرتّب فراشه،
وجد ظرف أحمر تحت وسادته،
لا يعلم متى وُضع هناك
فتح الظرف، فانهمرت كومة من القطع الذهبية،
تلألأ بريقها في ضوء القمر
ابتسم جي ياو، راضي ومسرور،
وكأن العالم بأسره انحاز إليه في تلك اللحظة
لكن، حين صعد إلى السرير،
لم ينسَى أن يهمس في أذن يانغ هي
محملًا بنبرة طفولية مدلّلة:
“ لماذا ؟
لماذا شياودو وهان تشانغ حصلا على ما حصلتُ عليه أنا؟
هذا غير مقبول "
يانغ هي: …
**
في العام التالي ،
حين جاء تشاو شياودو مهرولًا كالعادة ، لم يجد شيئ
أما هان تشانغ، فكان كمن توقّع الأمر من البداية،
واكتفى بالابتسام بصمت ~~~
الــنــ👑🖤ـــايـــة
تعليقات: (0) إضافة تعليق