Ch17 | TDVWD
توجّه المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي المكلّف بإلقاء التعليمات إلى السماويين الموقرين في الجناح المغطى
لم تُبدِ السماوية الموقرة تشي شان ولا السماوي الموقر غوان نان أي رد فعل تجاه ما حدث
أمّا السماويون الآخرون فقد تبادلوا النظرات فيما بينهم،
وكأنهم في حيرة من أمرهم
قبل بضعة عقود فقط، توصّل فصيل الشياطين إلى هدنة مع الطوائف الصالحة، فتوقفت الحروب وعادت الأرض إلى حالٍ من السلام
و الطوائف الصالحة آنذاك هي من أعلنت أن جميع المزارعين سيكونون متساوين،
وأنه لا ينبغي لأي طرف أن يُظهر عداءً مفرطًا تجاه الآخر
فهل يمكنهم الآن، عند افتتاح هذا التشكيل العظيم،
أن ينقضوا عهدهم ويطردوا تلاميذ فصيل الشياطين؟
لا سيما أن من بينهم شي هواي
لقد بدأت الشائعات التي تدور حول شي هواي تأخذ منحى غريبًا مؤخرًا
فعلى الرغم من كونه السيّد الشاب للطائفة الأولى بين طوائف الشياطين، إلا أنه أمضى العامين الماضية يقوم بمختلف أنواع الأعمال الصالحة،
بل وأنقذ عددًا لا يُستهان به من تلاميذ الطوائف الصالحة
منع دخوله إلى التشكيل الآن قد يثير الكثير من الانتقادات
لكن رغم ذلك ، كان الجميع يشعر أن سلوك شي هواي لا يخلو من غرابة
{ فذلك السيّد الشاب ، المعروف بعنفه وطباعه المتمردة،
كيف له أن يتغيّر فجأة بهذا الشكل الجذري؟
من المرجّح أن هناك خطّة خفية تُحاك من وراء الكواليس …
ما الذي تنوي طائفة تشينغ زي فعله بإرسال سيّدها الشاب إلى هنا ؟
توحيد العوالم الثلاثة مثلًا ؟ }
ومع غياب أي أوامر واضحة،
لم يكن أمام المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي إلا أن يعود إلى متابعة تلاوة التعليمات، قائلاً: “ لن يُسمح بدخول
التشكيل العظيم هذه المرة إلا للمزارعين في مرحلة بناء الأساس .
سيكون هناك عدد من المزارعين في مرحلة الجوهر الذهبي لقيادة الفرق وحمايتها .
بعد افتتاح التشكيل، ستكون هناك مهلة ساعتين فقط قبل أن يُغلق مجددًا .
لفتحه، يجب على مئة مزارع في مرحلة بناء الأساس أن يضخوا طاقتهم الروحية في الوقت نفسه…”
لكن قبل أن يُنهي كلماته، رأى شي هواي يتقدم نحو مدخل التشكيل ويرفع يده
وفي اللحظة التالية، اندلع لهيب ناري عارم عند المدخل
وحين استوعب الجميع ما حدث، كان الوقت قد فات لإيقافه
فقد كان شي هواي قد ضخ بالفعل طاقة روحية كافية لفتح التشكيل بالقوة
ألم يكن من المفترض أن مئة شخصٍ لازمين لفتح التشكيل؟
أم أن شي هواي يعادل مئة شخص بمفرده…؟
وقف المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي مذهولًا تمامًا،
لا يكاد يصدق ما رأى
لم يجد ما يقوله سوى أن ينظر في قائمته ويتابع القراءة بصوت عالٍ:
“ التغيّرات التي طرأت على داخل التشكيل غير واضحة.
يُمنع الطيران باستخدام الأدوات الروحية تجنبًا للحوادث.
يُوصى بالسير على الأقدام .”
ولكن بعد أن أنهى جملته مباشرة، أخرج شي هواي أداة طيران من جرس كنوزه العجيب ~~
كانت هذه الأداة الروحية على هيئة طائرة ورقية دقيقة الصنع وغاية في الجمال،
تطير تمامًا مثل الطائرات الورقية التي يستخدمها عامة الناس
أدار شي هواي الأداة الروحية في الهواء ،
وبعد أن ارتفعت إلى السماء ، صعد عليها هو ورفيقاه ،
وانطلق الثلاثة معًا إلى داخل التشكيل وهم يطيرون بكل أناقة
وبعد رحيل مجموعة شي هواي بتلك الطريقة اللافتة ،
ساد صمت ثقيل بين تلاميذ الطوائف الصالحة
نظر تشي مو ياو خلسة نحو شي زيهي، ليجده محدّقًا نحو
مدخل التشكيل شارد الذهن، دون أن يظهر عليه أي رد فعل غريب
وبما أن التشكيل قد فُتح بالفعل، بدأ العد التنازلي
و على التلاميذ أن يدخلوا بسرعة قبل أن يُغلق مجددًا
أثار ظهور مجموعة شي هواي المفاجئ الكثير من البلبلة بين الطوائف
فلطالما كانوا يخططون لمنع التلاميذ من إحضار أي أدوات قد تمنحهم أفضلية غير عادلة، لضمان تكافؤ الفرص
لكن الآن، قد تكون تلك الأدوات هي الفرق الوحيد بين الحياة والموت
ولهذا، فضّل المعلمون اتخاذ الحيطة
فتقدّم العديد من الشيوخ ليُعطوا تلاميذهم بعض الرموز أو
الأدوات ليستخدموها كملاذ أخير
حتى المعلم هاو شيا كان قلقًا بسبب وجود شي هواي ،
لكنه لم يكن يحمل شيئًا قيّماً ليمنحه
لذا شق طريقه إلى تشي مو ياو ، ودسّ في يده قربة صغيرة
وكيس من حبوب النكهات المئة ، وقال له:
“ كن حذرًا في الداخل.
إن اضطررت للاختباء، فاختبئ،
وغادر فور أن تسنح لك الفرصة.
إن علقت هناك، قد لا تتمكن من الخروج لمدة ثلاث أو حتى خمس سنوات .”
ردّ تشي مو ياو بهدوء : “ حسنًا، فهمت ”، ثم خبّأ القربة بدلًا من تعليقها على خصره
كان الفريق الذي انضم إليه تشي مو ياو هو الفريق الثاني الذي يدخل التشكيل
أما أول من دخل، فكان فريق آخر بقيادة مزارع في مرحلة الجوهر الذهبي من طائفة نوان يان
وكان متوسط مستوى الزراعة في فريقهم أعلى قليلًا ،
لذا تصدّروا الدخول،
تحسّبًا لكون مجموعة شي هواي قد تكون في الداخل متربّصة
تبع تشي مو ياو يو يانشو ودخل معه تشكيل النقل الآني. وبعد أن ضخ يو يانشو طاقته الروحية، انتقلوا مباشرة إلى داخل التشكيل العظيم.
لم يبقَ شيءٌ من البيئة التي كانت تحيط بهم قبل لحظات.
ما كان في السابق محيطًا طبيعيًا عاديًا، تحوّل فجأة إلى حافة منحدر شاهق
هبطوا الفريق بجوار جدول ماءٍ في الجبل،
و صرخات الرياح العاتية تُشبه أنين البشر، مما أضفى على المكان جوًا من القفر والوحدة
لم يكن حولهم سوى رياح تهب بقسوة عبر الوادي في الأسفل.
كادت يي تشيانشي أن تطير من مكانها بفعل الرياح،
ولولا أن تشي مو ياو أسند ظهرها بيده، لسقطت بالفعل
نظر يو يانشو من حوله ثم التفت إلى الفريق قائلاً:
“ نحن هنا للبحث عن جيلينغشو — وهي مخلوقات تفضل التعشيش في الغابات .
لذا، علينا مغادرة هذا الجدول والبحث عن منطقة غابات .”
لم يعترض أحد، وسرعان ما تبعوا يو يانشو الذي سار في المقدمة
كان يو يانشو قد زار هذا التشكيل قبل ثلاث سنوات، لذا كان يُعتبر خبيرًا نوعًا ما
وليس من الغريب أن يعتمد عليه الجميع في الفريق، خاصةً وأنه في مرحلة الجوهر الذهبي
لكن، وكما هو متوقع، لا بد أن يحدث شيء غير محسوب خلال هذه الرحلة
فريق تشي مو ياو لم يُلمح حتى ظل جيلينغشو واحد بعد مرور ثلاثة أيام ، ناهيك عن أي فرص مواتية
حتى أن بعضهم بدأ يُبدي شكوكًا : “ هل من الممكن أن الشيوخ أخطأوا في حساب توقيت فتح التشكيلة؟”
كان يو يانشو لا يزال يمسح المنطقة المحيطة به بحاسته الإلهية حينها أجاب : “ لا يُحتمل ذلك .
الجيلينغشو تظل نشطة حتى عندما لا تكون التشكيلة مفتوحة .
فهي لا تبقى ساكنة أو تتوقف عن البحث عن الطعام.
كان هناك تلميذ حُوصر داخل التشكيلة لخمس سنوات.
وبعد خروجه، وصف كيف أن الأوضاع في الداخل تسوء
عندما تكون المصفوفة مغلقة ،
وأن الفرص المواتية تقل ، لكن كل شيء آخر يبقى كما هو ”
سحبت يي تشيانشي كمّ تشي مو ياو خفية ، وهمست له:
“ إذاً بالفعل حصل أن أحدهم علق هنا ؟
كنت أظن أن المعلم كان يخيفنا فحسب…”
أومأ تشي مو ياو قائلاً:
“ أجل. إن أُصبت أو تعرضت لإعاقة ما أثناء فتح التشكيل ،
فهناك احتمال حقيقي أن تُحتجز هنا حتى يُفتح مجددًا .”
شهقت يي تشيانشي بقلق، وبدأ الخوف يتسلل إلى ملامحها
لم تكن تخشى المعاناة خلال الأيام الماضية، فالوضع لا يزال مقبولًا طالما هم ضمن فريق
ما أرعبها هو فكرة أن تعلق في هذا المكان إلى الأبد
وفجأة، ترنّح يو يانشو للحظة، ثم استدار بنظره نحو الشمال الغربي
أمسك أحدهم بذراع يو يانشو ليسنده وسأله:
“ ما الأمر؟ هل هاجم أحدهم وعيك الإلهي ؟”
هز يو يانشو رأسه وقال:
“ لا، لكني شعرت بتقلب قوي في الطاقة الروحية صدّ وعيي الإلهي . لم يكن هجوم ، بل أشبه ما يكون بنبض طاقة طرد تلقائية .
: " هل يمكن أن يكون وحشًا روحيًا من الدرجة السماوية ؟”
طمأنهم يو يانشو بهدوء:
“ لا تقلقوا، لم تكن نية الطرف الآخر عدائية .”
التفت الكثير من الأشخاص للنظر إلى الاتجاه الذي كان يو يانشو يحدق فيه
وسرعان ما استطاعوا هم أيضًا رؤية من تسبب في صد وعيه الإلهي
خفض يو يانشو وجميع المزارعين رؤوسهم باحترام
حتى أولئك الذين ظلوا يحدقون في الوحش الروحي الضخم القادم دون وعي، أُجبروا على خفض رؤوسهم تحت ضغط يو يانشو
هذا كان التصرف اللائق في بقية الطوائف
أما في طائفة يو تشونغ، فعند مواجهة هذا النوع من الوحوش الروحية، يجب على التلاميذ السجود الكامل
ركع تشي مو ياو ويي تشيانشي على الأرض في الحال وسجدا بجبهة لامست التراب،
وكانت ملامحهما تدل على خشوعٍ حقيقي
المخلوق الذي اقترب كان غزال اليوّني عديم اللون ،
هذا الغزال أبيض نقي من رأسه حتى قدميه،
أما سبب تسميته بـ”عديم اللون” فيعود إلى قرونه الضخمة
الشفافة تقريبًا، التي تتوهج بتيارات فضية من الضوء الروحي المتدفق داخلها
الطاقة الروحية داخله كثيفة لدرجة أنها أصبحت مرئية للعين المجردة
كلما مشى، كانت قدماه تطآن سحابةً من الضباب،
ولهذا سُمِّي بـ”يونّي” — أي غزال السحب الضبابية
يمكن اعتباره وحش روحي من الدرجة السماوية،
لكن البعض لن يبالغ لو وصفه بما يتجاوز هذه الدرجة
غزال يوّني عديم اللون لم يكن يملك أي قدرات هجومية،
لكن قدرتهم على الشفاء كانت مذهلة لدرجة أنه قيل إنه
قادر على إحياء الموتى، أو إحياء الحياة في أرض قاحلة
بالطبع، سعت الطوائف الكبرى قديمًا إلى أسر هذا النوع من الوحوش الروحية،
أملاً في جعله وحشًا مقدسًا يحرس طائفتهم
لكن لغزال يوّني عديم اللون كبرياءٌ لا يُضاهى،
فبمجرد أسره ، كانت قرونه تتسود في الحال ، ويموت بعدها بفترة قصيرة
يفضل الموت على أن يُستعبد — تلك هي كرامته
ونتيجة للمطاردات السابقة واحتياجاته البيئية الدقيقة جدًا، أصبحت أعدادهم قليلة للغاية
ويُقدّر أن هناك فقط ثلاثة من هذا النوع لا تزال على قيد الحياة في عالم الزراعة بأسره، ولا أحد يعلم أماكنها
ولهذا السبب، يُعامل هذا الوحش باحترام شديد في كافة الطوائف
فلا أحد يرغب في أن يثير غضب وحش روحي سماوي قد ينقذ حياته يومًا ما
كان العرف بين المزارعين العاديين هو الاكتفاء بالتحية حتى يمر هذا الكائن دون إزعاجه،
لكن تلاميذ طائفة يو تشونغ كانوا يعاملونه كإله — السجود الكامل واجب
ولم يجرؤ أحد على الحركة حتى رحلت غزال يونّي
أما القلة الذين حاولوا التسلل بنظرات خاطفة، فسرعان ما أُوقِفوا عن ذلك
لاحظ يو يانشو وعدد قليل من المزارعين أن ضوءًا فضيًا كان يدور فوق رأسي تشي مو ياو ويي تشيانشي
يبدو أن غزال يونّي عديم اللون قد رآتهما أثناء مرورها ومنحتهما بركتها
دار الضوء الفضي حولهما مرة أخرى ، ثم اخترق جسديهما ودخلت داخلهما
مدّ تشي مو ياو جسده قليلًا بعد أن وقف، ثم نظر بدهشة إلى يي تشيانشي التي كانت سعيدة إلى حدّ البكاء:
“ لم يكن قدومنا عبثًا…”
بالنسبة لباقي المزارعين، كانت “الحظوظ الجيدة” تعني
العثور على فاكهة روحية نادرة تنمو مرة كل ألف عام،
أو نبع روحاني قد يفتح بابًا للترقي
أما بالنسبة لطائفة يو تشونغ، فحظوظهم الجيدة كانت لقاء غزال يوّني عديم اللون وتلقي بركتهم
أبدى يو يانشو فضوله وسأل:
“ ما الذي منحكما إياه غزال يوّني عديم اللون ؟”
ربّت تشي مو ياو على ملابسه وهو يجيب:
“ من الصعب الشرح ، لكن ببساطة، إنها نوع من الألفة
تمنحنا قدرة على ترويض الوحوش الروحية الصعبة بسهولة أكبر ”
في البداية، شعر باقي أعضاء الفريق بالغيرة، معتقدين أن الغزال منحهم طاقة روحية أو شيئ ثمين
لكن سرعان ما تحولت غيرتهم إلى ازدراء بعد أن سمعوا تفسير تشي مو ياو،
فمثل هذه البركة لا تنفعهم في شيء
رغم ذلك، كان يو يانشو راضيًا تمامًا، فقال بابتسامة:
“ رؤية غزال يوّني عديم اللون مرة واحدة في العمر أمر نادر بالفعل .
ومع ذلك، صادفنا وحشًا سماويًا في أول أيام دخولنا التشكيلة الكبرى،
وهذا لا يمكن إلا أن يكون فألًا لفرص وحظوظ جيدة كثيرة قادمة .
فلنتمسك بالأمل ونبذل جهدنا في هذه المهمة .”
كلماته رفعت من معنويات الفريق بأكمله
فقد تلاشت ظلال الملل والكآبة التي خيّمت عليهم بسبب عدم عثورهم على أي جيلينغشو طوال ثلاثة أيام
فإذا كانوا قد صادفوا وحشًا مباركًا نادرًا للغاية، فكم سيكون حظهم عظيمًا؟
في تلك اللحظة، ظهر رمز إرسال صوتي أمام يو يانشو
أدخل فيه طاقته الروحية وقرأ محتواه بصمت،
ثم تغيرت ملامحه فورًا، فاستدار إلى الفريق وقال:
“ خطة جديدة .
تلاميذ الطائفة الشيطانية غشّوا وجمعوا مئات الجيلينغشو في مكانٍ واحد.
الفوضى تعمّ هناك. سنتوجه لتقديم الدعم.
يجب عليكم جميعًا توخي الحذر.”
كان واضحًا من المقصود بـ”تلاميذ الطائفة الشيطانية”
بعد أن أنهى كلامه، التفت يو يانشو إلى تشي مو ياو ويي تشيانشي فقط وقال بنبرة جدية:
“ ابقيا قريبين مني. سأحميكما بنفسي .”
أومأ تشي مو ياو على مضض
لم يكن يرغب في الذهاب في الواقع،
لكن البقاء بعيدًا عن يو يانشو في هذا المكان لم يكن خيارًا آمنًا أيضًا
في النهاية، تمالك نفسه وتبعه بخطى حذرة
—————
لم يكونوا أول الواصلين إلى موقع الفوضى
كان هناك بالفعل عدد كبير من المزارعين،
ربما ما بين سبعين إلى ثمانين بالمئة من جميع التلاميذ الذين دخلوا التشكيلة
المعركة الفوضوية الدائرة بين التلاميذ وأكثر من مئة من وحوش الجيلينغشو كانت مشهدًا مذهلًا بحق
التقنيات من شتى الأنظمة تُستخدم في كل مكان،
إلى حدّ أن حرائق هائلة تشتعل إلى جانب كروم ضخمة من الأشجار ترتفع نحو السماء
كان من المستحيل التمييز بين من نزف الدم المتسرب إلى الأرض
أما الغبار المتصاعد في الأرجاء، فقد جعل من الصعب تحديد عدد الذين يقاتلون الجيلينغشو أصلًا
كانت وحوش الجيلينغشو لا يمكن التنبؤ بحركاتها
فقد تهاجم تلك المجموعة في لحظة، ثم فجأة تغيّر هدفها وتهجم بشكل أعمى على أشخاص آخرين
سحب تشي مو ياو يي تشيانشي إلى الخلف، ولم يشارك في القتال
فمزارعو طائفة يو تشونغ لا يناسبهم هذا النوع من المعارك الواسعة النطاق
أسلوبهم في القتال يعتمد على التعاون مع الوحوش الروحية، وهي خبرة يفتقر إليها باقي المزارعين
هجمات الآخرين الجماعية قد تؤذي الوحوش الروحية دون قصد
لهذا لم يكن أمام تشي مو ياو سوى أن يأخذ يي تشيانشي ويختبئ معها
ومن خلف حاجز الصخور ، بدأ يراقب شي هواي خلسة،
والذي كان يجلس على صخرة قريبة
كان شي هواي يجلس على صخرة بارزة بكسل،
يراقب ساحة المعركة بعينين خاليتين من المشاعر
كان الهواء يعبث بشعره ، كاشفًا عن ملامحه الوسيمة بالكامل ،
بما في ذلك جبهته وقرن التنين الظاهر على جانب رأسه
لم يكن هناك أحد يبدو أنسب منه ليجلس في هذا الموضع
بل إن الرياح العنيفة التي تلهو بشعره وثيابه أضافت
لمظهره سحرًا متمردًا وجاذبية متوحشة
في نظره، كانت ساحة المعركة الدموية التي يخوض فيها
عدد كبير من تلاميذ الطوائف الصالحة معركة من أجل حياتهم، مجرد عرضٍ ممتعٍ للمشاهدة
هو، والجيلينغشو، وجميع المزارعين، لم يكونوا سوى ممثلين يؤدون أدوارًا على خشبة مسرح،
أما الجمهور الحقيقي، فكان يتكوّن من الثلاثة الذين كانوا يشاهدون المشهد ببرود من الأعلى
فعل شي هواي ذلك عن قصد
بعد دخوله التشكيلة، استخدم كنزًا كان قد أعده مسبقًا لجذب جميع وحوش الجيلينغشو
وكانت الأداة الطائرة التي استخدمها قد زادت من سرعة عملية التجميع
بعد أن جمع كل الوحوش في مكانٍ واحد،
لم يكن عليه سوى الانتظار حتى يأتي إليه تلاميذ الطوائف الصالحة بأنفسهم
وبهذا، وفّر على نفسه عناء البحث عنهم
أما الآن، فلم يكن عليه سوى أن يجلس على الهامش ويراقب… ليرى إن كان آ-جيو هنا
جلس سونغ وييو بجانب شي هواي وسأله بنفاد صبر:
“ هل هو هنا هذه المرة أم لا، آه؟
ألا يمكنك التركيز ولو لمرة واحدة ؟”
كان شي هواي منزعجًا أيضًا، فردَّ:
“ إذا ركزت نظري على أي شخص لفترة ، فـ آ-جيو سيغضب حين يكتشف ذلك .”
لم يعرف سونغ وييو ماذا يقول، فتنهّد:
“ لقد مرّ عامان .
لم يهتم حتى إن كنت حيًا أو ميتًا ، فهل تظن حقًا أنه سيكترث إن نظرت إلى شخص مرتين ؟
لا أعلم إن كان آ-جيو هو من لا يُقدّرك كفاية… أم أنك أنت من تُبالغ في أهميتك لديه.”
لم يردّ شي هواي عليه، بل اكتفى بزم شفتيه
ثم لوّح بيده، فطارت أجساد سونغ وييو وزونغ سيتشن في الهواء وسقطا وسط ساحة المعركة الفوضوية
وبالكاد نهضا حتى انهالت عليهما الهجمات من كل جهة، فلم يكن أمامهما إلا أن يستخرجا أدواتهما الروحية للدفاع بمرارة
كان مظهر زونغ سيتشن النبيل كـ 'العالِم الوسيم ' قد تلطخ حرفيًا، فصرخ غاضبًا وهو يسبّ :
“ هل تستطيع أن تغلق فمك ولو لمرة ؟!”
ردّ سونغ وييو بانفعال وهو يتفادى هجومًا:
“أأنا السبب؟ أليس مشكلتنا الحقيقية أن سيد طائفتنا الشاب هذا حساسٌ أكثر من اللازم ولا يتقبل أي نصيحة ؟!”
وبمجرد أن أنهى كلامه ، أرسل شي هواي خمسة من وحوش الجيلينغشو لتحاصر الاثنين ، حتى أصبحا مشغولين جدًا عن أي حديث
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق