Ch26 | Rainfall: 100%
ظل تشين كان صامتًا مدة خمس دقائق كاملة حتى تمكن
أخيرًا من انتزاع ردّ بصعوبة
: “ أعد ما قلت …. ماذا ناديتني للتو ؟”
رمش شي ييجين بعينيه ،
ونظرته الثملة جادّة ببراءة :
“ البطريق الكبير ”
حدّق به تشين كان، عاجزًا تمامًا عن الكلام ،
فتح فمه محاولًا الرد ، إلا أن لا شيئ ذا معنى خرج منه
خدا شي ييجين لا يزالان مورّدين بفعل السُّكر
نظر إلى تشين كان للحظة إضافية،
ثم أضاف كما لو أنه يقدّم تبرير :
“ في كشك التبديل بمدينة الملاهي… لمستك، وعانقتك .
فقط لم آخذك إلى المنزل . ألا تذكر ؟”
تشين كان: “…”
{ لا يربكني ولايوترني أحد كما يفعل شي ييجين !
إذًا …
لم تكن هذه قصة حب درامية عن 'عاشق أمريكي مفقود '
كما تخيّلتها ؟
و يشتاق إليه شي ييجين من أعماق قلبه لم يكن سوى
دمية بطريق ضخمة تحمل علامة تجارية مشتركة !!! }
اجتاح تشين كان شعور بالارتياح،
لكنه سرعان ما تبدد، ليحل مكانه صداع نابض :
“ لحظة لحظة — هل يمكنك أن تنظر إليّ جيدًا ؟
هل أبدو لك حقًا كبطريق؟”
لم يسعه إلا أن يضحك بمرارة
: “ وأيضاً قلت بنفسك إنك لم تأخذني من مدينة الملاهي.
فكيف انتهى بي المطاف هنا إذًا ؟”
ردّ شي ييجين دون أن يرمش :
“ أنت هو البطريق الكبير "
وفي تلك اللحظة ، وقف اثنان من أبرز الباحثين في البلاد
وجهًا لوجه في مواجهة عبثية ،
يتجادلان عمّا إذا كان أحدهما إنسان أم بطريق
وفي النهاية استسلم تشين كان
كان يعلم أن مجادلة السكارى لا طائل منها
: “… حسنًا . أنا البطريق الكبير "
أومأ شي ييجين برأسه برضى
واشتدّ سُكره شيئًا فشيئًا،
فوضع يده على فمه ليكتم تثاؤب ،
و أهدابه الطويلة تتحرك ، وملامحه يعلوها نعاسٌ لطيف
و سأل : “ كم الساعة؟”
قاوم تشين كان الرغبة في أن يجيبه { وهل تعتقد أن
البطاريق تعرف كيف تقرأ الساعة ؟ }
لكنه أدرك أن الدخول في هذا النوع من النقاش يعني الوقوع في منطق سكران
تنهد ، وأخرج هاتفه ، وألقى نظرة على شاشته :
“ الساعة الحادية عشرة وثلاث وأربعون دقيقة "
فكر شي ييجين قليلًا ، ثم قال:
“ لقد تأخر الوقت . ولا توجد أوراق عليّ مراجعتها الليلة .”
وفي اللحظة التالية ، انحنى وأمسك بيد تشين كان ،
وقال بمتعة :
“ حسنًا، لنذهب إلى السرير معًا .”
: “ مـاذا—؟” تعطّل تفكير تشين كان للحظة
وقبل أن يستوعب ما يحدث،
كان شي ييجين قد بدأ يسحبه نحو غرفة النوم
: “ انتظر لحظة — ما الذي —”
لم يُتح له إتمام جملته
فقد دفعه شي ييجين إلى حافة السرير بحزم مفاجئ
ولرعبه، بدأ شي ييجين يتصرف معه وكأنه دمية محشوة عملاقة
رتّب ذراعيه بعناية فوق حجره ،
وأمال رأسه إلى الجانب قليلًا
ييجين : “ اجلس هنا ولا تتحرك "
تشين كان: “…”
ظل يحدّق مذهولًا في صمت،
وهو يراقب شي ييجين يترنّح قليلًا ويتوجه إلى الجانب الآخر من السرير،
و اخذ الأرنب الضخم وبدأ يحدّق فيه بنظرات مفعمة بالسكر
ظلّ الرجل والأرنب في مواجهة صامتة لعدة ثواني
ثم، دون سابق إنذار، انحنى شي ييجين وقبّل أذن الأرنب الطويلة
اضطر تشين كان إلى عضّ شفتيه كي لا ينفجر ضاحكًا
بعد ذلك — حمل شي ييجين الأرنب وتوجّه به نحو النافذة،
و وضعه على حافتها،
وبدأ يرتب وضعيته بعناية حتى جلس الارنب منتصبًا تمامًا.
عندها فقط، تراجع خطوة للخلف ، وقد بدا عليه الرضا الواضح
تشين كان: “…ههههههههه .”
لكن متعته لم تدم طويلًا
فحين استدار شي ييجين من جديد،
وقف في مكانه لحظة كأنه شارد الذهن
و ظنّ تشين كان أن مراقبة شي ييجين وهو سكران أمر ممتع بطريقة ما
— إلى أن بدأ شي ييجين في اللحظة التالية بخلع ملابسه أمامه مباشرةً ~~~~
في البداية —— لم يستوعب تشين كان تمامًا ما يحدث
كان شي ييجين قد أدار له ظهره، ويداه تتحركان بالحركة المعهودة لفتح الأزرار
ثم، وكأنه صعقته الكهرباء، و أدرك الحقيقة حين نزع شي
ييجين قميصه دون تردد،
كاشفًا عن الجزء العلوي من جسده
تشين كان قد لمح خصر شي ييجين سابقًا في صالة البولينغ،
لكن المشهد الآن شيئ مختلف تمامًا
كتفاه ، عرض كتفيه البارز ،
والانحناءة الرشيقة لخصره النحيل ،
كلها كانت أمام ناظريه دون حواجز
اتّسعت حدقتا تشين كان
أدار رأسه بسرعة إلى الجانب، وصاح بصوت مرتجف:
“ ماذا تفعل ؟!”
استمر صوت الاحتكاك الخافت للملابس
ثم جاء الصوت المميز لفك مشبك الحزام
ابتلع تشين كان ريقه بصعوبة،
وتحرك تفاحته في حنجرته وهو يقاوم… أفكار —-
وفي خضم هذا التوتر ،
اخترق صوت شي ييجين الحائر أجواء الذعر الصاعدة
: “ أبدّل ملابسي للنوم "
تجرّأ تشين كان على إلقاء نظرة خاطفة
و بحلول ذلك الوقت ، كان شي ييجين قد بدّل ملابسه بالفعل،
مرتديًا تيشيرت واسع وبنطال بيجاما خفيف يُظهر كاحليه الشاحبين
كانت حركاته آلية ، مدفوعة بعادة متأصلة وذاكرة عضلية من أيام الوعي
لكن الطامة الكبرى جاءت بعد ذلك
قال شي ييجين، وهو يعبس وينظر إلى تشين كان:
“ أتذكر أنك في المرة الأخيرة التي رأيتك فيها ، لم تكن ترتدي ملابس ….
فلماذا ترتديها الآن ؟”
ثم أضاف بفضول حقيقي:
“ هل تحتاج البطاريق إلى ملابس أصلًا ؟”
لقد تصاعدت حماقات السكر من “أنت البطريق الكبير” إلى “ولِمَ ترتدي البطاريق الملابس؟”
أخذ تشين كان نفسًا عميقًا وأجبر نفسه على الحفاظ على تعبير محايد :
“ أنا… بطريق إصدار محدود من علامة تجارية .
أرتدي ملابس مصممة خصيصًا !
في ذلك اليوم ، كان الطقس حارًا جدًا ، لذا لم أرتدِها.
لا أكثر ولا أقل ! ”
حتى تشين كان نفسه أُعجب بقدرته على اختلاق الأكاذيب بهذه السلاسة !
همهم شي ييجين “ آوه ” تدل على الفهم
ثم سأل ببساطة:
“إذًا، هل يمكنك خلعها الآن ؟
لا أريد أن أنام مع الأرنب الليلة . أريد أن أنام معك .”
تشين كان: “…”
“… لا "
رمش شي ييجين، مشوشًا بصدق :
“ لما لا؟”
بدأ عقل تشين كان يبحث يائسًا عن مبرر :
“ لأن… لأن التصميم !
نعم، تصميمي يشمل الملابس .
إن خلعتها، لن أكون مختلف عن أي بطريق عادي .
وسأفقد كوني إصدار محدود .”
ولدهشة تشين كان، وافق شي ييجين هذا التفسير دون أدنى شك
أومأ شي ييجين بتفكير : “ فهمت "
ولم يُلحّ في طلبه أكثر و صعد إلى السرير ،
وربّت على المكان إلى جانبه،
مشيرًا لتشين كان أن ينضم إليه
و قال بصوت خافت :
“ تعال، استلقِي هنا "
رمش تشين كان بعينيه، وتردد للحظة ،
ثم تنهد بصوت خافت وامتثل للطلب
مدّ شي ييجين البطانية ، نصفها غطى به نفسه ،
والنصف الآخر أسدله بعناية فوق تشين كان،
حتى أنه عدّل الزاوية من جهته بدقة ، ليجعلها مثالية
و أطفأ المصباح واستلقى في الظلام
ثم، بحركة خفيفة ، سحب تشين كان إلى حضنه
كان وكأنه يتعامل مع دمية بشرية حيّة — رفع ذراع تشين
كان بسهولة ووضعها فوق كتفه،
ثم التف ليحتمي بين ذراعيه دون أي تردد
ثم… عمّ السكون
لقد كان الأمر… أبسط بكثير مما تخيّله تشين كان عن ' النوم معًا ' ~~
رمش تشين كان بدهشة : “ ألست… ستلمس معدتي أو
صدري أو شيء من هذا القبيل ؟”
ردّ شي ييجين بصوت خافت :
“ اليوم لا تمطر ، لذا لا داعي لاستخدامك بتلك الطريقة .
العناق وحده يكفي ”
: “… آووه ” تمتم تشين كان وصوته يذوب في الظلام
ظلا مستلقيين بصمت، يحتضن أحدهما الآخر
وبعد ما بدا وكأنه دهر ، لم يعد تشين كان قادرًا على كتمان سؤاله
: “ لماذا لم تأخذني في ذلك الوقت ؟”
جاءه صوت شي ييجين المتعب، محمّلاً بالنعاس:
“ ههم؟”
: “ قلتَ من قبل إنك كنت تحبني ، أليس كذلك ؟”
لقد تقبّل تشين كان تمامًا هويته الجديدة كبطريق الإصدار المحدود
: “ وكان لديك ما يكفي من النقاط…
فلماذا لم تأخذني معك بدلًا من اختيار لعبتين متوسطتي الحجم ؟”
سكت الشخص الذي بين ذراعيه طويلًا ،
حتى ظن تشين كان أنه قد غفا
ثم في النهاية قال شي ييجين بصوت هادئ لكن ثابت:
“ لأن كل الألعاب التي اشتريتها من قبل كانت لأجلي أنا فقط ،
لذا كل ذكرى مرتبطة بها تعود لي وحدي ...”
ثم صمت قليلًا، و تابع بصوت خافت ومترنّح :
“ لكن ذلك اليوم… رغم أن الطقس كان حار ،
ساعدني أحدهم على جمع الكثير من النقاط .
وأظنّ… أن تلك الذكرى تعود لكلينا .
لذا، يجب أن نحتفظ بها سويًا .”
ثم أضاف، بعد لحظة من التردد :
“ آسف . في كشك الاستبدال ، لم أستطع اختيارك .
لكن إن نظّم المنتزه فعالية تعاون جديدة العام القادم،
سأحاول جاهدًا أن آخذك معي .”
في الظلام ، شعر تشين كان بقلبه يتباطأ ، وكأن المفاجأة اجتاحته فجأة
تمتم شي ييجين، كأنه نصف غائب عن الوعي :
“ اووه صحيح ،،، ذلك الشخص…
لمسه مريح للغاية ….”
تابع يتمتم:
“ لا تغضب… لكن بصراحة ، من حيث الملمس ، أنت
والأرنب طويل الأذنين لا تقارنان به "
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي تشين كان
{ بالتأكيييييد ! فجسدي المنحوت نتيجة تمارين منتظمة
ونظام غذائي صارم !!
لا بد أنني أكثر جاذبية من دُمى قطنية }
: “ لكن !! ،،،،،” أضاف شي ييجين : “ لديه الكثير من العيوب "
تجمّدت ابتسامة تشين كان، واهتزّ تعبيره قليلاً.
وبعد لحظات ، حاول أن يبدو عاديًا وهو يسأل:
“ أي نوع من العيوب ؟”
: “ اااممم …” تردد شي ييجين قليلًا ثم قال:
“ أولًا ، لا يسمح لي بلمسه إلا في أيام الأسبوع الممطرة .
أما إن لم تكن السماء تمطر ، فلا يمكنني لمسه ، وبالتأكيد
لا يمكنني لمسه في عطلات نهاية الأسبوع .”
عبس جبين تشين كان
تابع شي ييجين و في صوته نبرة خفيفة من الضيق :
“ وعندما أعانقه هو لا يعانقني أبدًا بالمقابل ،
وأشعر أحيانًا أنه ينفر من لمستي ،
كأن جسده يتصلّب في كل مرة أحتضنه فيها ….”
ثم أضاف، بنبرة خفت حدّتها قليلًا :
“ لكنه على الأقل يوافق على مساعدتي في الأيام الممطرة ،
وهذا أمر كبير بالنسبة لي ،،،
وأيضًا، يغضب فجأة أحيانًا، دون سبب واضح ….
لا أستطيع أبدًا معرفة السبب .”
ورغم أن تشين كان أدرك أن فضوله تجاوز الحدّ قليلاً،
فإن قائمة العيوب بدت طويلة على غير المعتاد،
ولم يستطع إلا أن يسأل:
“ هو لا يغضب بلا سبب حقًا . فقط أحيانًا …. "
قاطعه شي ييجين وكأنه شارد الذهن :
“ وفي الآونة الأخيرة ،،،، أصبحت أعتمد عليه أكثر فأكثر "
تشنّج تشين كان، وقفز قلبه في صدره
اعترف شي ييجين : “ لا أريد أن أعتمد عليه بهذا الشكل في الأيام الممطرة ،
لكن الأمر صعب .
هو دافئ… ولمسه يشعرني بالراحة .
إنه طمأنينة لا يمكن استبدالها .”
في صوته مرارة خافتة
: “ هو خياري الوحيد الآن… لكنني لست خياره الوحيد .
علاقتنا… غير متكافئة ”
فتح تشين كان فمه ، مستعد للرد ،
لكن قبل أن ينبس بكلمة ، واصل شي ييجين حديثه :
“ التجربة تسير على ما يرام .
وإذا استمر الأمر على هذا النحو ، قد ننهي المشروع كله
ونكتب الورقة البحثية خلال أقل من عام ….
لكنني قلق ،،،” بصوت شارد : “ كلما قضيت وقتًا أطول معه،
ازددت اعتمادًا عليه.
وبعد أن ينتهي المشروع…
سيكون العيش بدونه صعبًا جدًا بالنسبة لي "
استغرق تشين كان وقتًا طويلًا ليستوعب ما قيل
وعندما تكلّم أخيرًا، خرج صوته مبحوح :
“ في الحقيقة ، لو أخبرته كم أن وجوده مهم بالنسبة لك…
ربما، بعد انتهاء المشروع، سيوافق على البقاء إلى جانبك لفترة أطول .”
ييجين : “ همم.”
تابع تشين كان بتردد : “ وربما… فقط ربما ،
هو لم يكن يعارض لمستك أبدًا .
ربما كان فقط يحتاج لبعض الوقت ليتأقلم مع هذا النوع من القرب .
من المحتمل أنه سعيد بمساعدتك في الأيام الممطرة…
وقد أصبح معتادًا على الأمر فعلًا .”
ساد صمت طويل
فقال تشين كان:
“ لماذا أنت صامت ؟”
: “ يا البطريق الكبير ، أنت تثرثر كثيرًا "
“…”
تنهد تشين كان : “ حسنًا، حسنًا ، سأتوقف عن الكلام .
تصبح على خير سنباي.”
لكن شي ييجين لم يرد
ساد الصمت أرجاء الغرفة،
و لا يقطعه سوى أنفاسهما المنتظمة
تنهد تشين كان تنهيدة طويلة وأغمض عينيه ،
يستعد لأن يسترخي قليلًا
كان يخطط للتسلل خارجًا بمجرد أن يتأكد من أن شي ييجين قد غفا
لكن في تلك اللحظة ، شعر بشيءٍ ناعمٍ ودافئ يلامس وجنته
وفي الوقت نفسه ، سمع صوت ' بَوب ' خافتة في الهواء
و قبل أن يستوعب ما حدث ، فتح عينيه فجأة ،
وجسده ارتجف من الصدمة ، و كاد يقفز من السرير
و في العتمة شهق وهو يحدق بدهشة في وجه شي ييجين
الشخص في أحضانه ، بعينين مغمضتين ، عدّل وضع عناقه ، وجذبه إليه أكثر ،
و أنفاسه لا تزال هادئة ومنتظمة
— لقد كان هذا ببساطة جزءً من روتين شي ييجين الليلي
المعتاد مع دُماه : العناق، ثم التربيت، ثم قبلة، ثم النوم .
تمامًا كما فعل سابقًا مع أذن الأرنب المتدلّية قبل قليل
لكن لسبب ما، شعر شي ييجين أن ' البطريق الكبير '
في حضنه بدا متيبّسًا بشكل غير معتاد للحظة
لكن دفء الظلام غلّف حواسه ، فلم يُفكّر كثيرًا ،
بل تمتم بنعاس:
“ تصبح على خير يا البطريق الكبير "
يتبع
الكاتبة :
على أي حال ، هناك شخص ما لن يستطيع النوم الليلة .
لكن لن أقول من 😉



تعليقات: (0) إضافة تعليق