القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch27 | TDVWD

Ch27 | TDVWD



عند عودتهم إلى طائفة يو تشونغ، اندفع المعلم هاو شيا 

غاضبًا وتوجه مباشرةً إلى توتو ليفحصه ويتأكد من عدم إصابته أو تهيّج عينيه


لحسن الحظ كان تشي مو ياو قد حرص طوال الوقت على 

تغطية توتو بالبطانية واعتنى به جيدًا


حتى زعيم الطائفة ، يي رانغ جاء ليسألهم عن مجريات هذه الرحلة


كان كل من تشي مو ياو ويي تشيانشي يبدوان جادَّين للغاية 


قال تشي مو ياو :

“ يا سيد يي من فضلك فعّل مصفوفة يوشان. 

يجب أن نمنع أي خبر من التسرب .”


تفاجأ الزعيم يي رانغ كثيرًا، وسأل:

“ لماذا ؟”


لكن يي تشيانشي اكتفت بأن دقّت الأرض بقدمها وقالت:

“ فقط افعلها يا أبي!”


مصفوفة يوشان الخاصة بطائفة يو تشونغ كانت فريدة من نوعها


لم تُفعل لمنع الدخلاء من الدخول، بل لتمنع بعض الوحوش الروحية التي تعيش على الجبل من الهرب خارجه


لذلك، لم تكن الطوائف الأخرى تولي اهتمامًا كبيرًا إذا تم تفعيلها من حين لآخر


ولأن طائفة يو تشونغ متواضعة ومنعزلة ولا أعداء لها، 

فمن ذا الذي سيتكبد عناء التسبب بالمشاكل لها أصلًا؟


وفي النهاية ، استجاب يي رانغ للطلب ببساطة، 

إذ إن تشي مو ياو هو من كان يتولى شؤون الطائفة على 

الدوام، فاغتنم الفرصة لغسل يديه من أي مسؤولية


وبعد تفعيل المصفوفة ، اجتمع الجميع مجددًا


كان المعلم هاو شيا لا يزال يحتضن توتو ويشتم:

“ ضجّة من لا شيء ! 

هل أنتم خائفون أن تصل أصواتنا إلى أسفل الجبل بينما 

نؤنّبكم على درجاتكم المتدنية في هذه المهمة ؟”


لكن تشي مو ياو أشار إلى يي تشيانشي قائلاً :

“ واحدة تلو الأخرى .”


فمن السهل أن يُصاب الاثنان بالذعر


أومأت يي تشيانشي وأخرجت قطعتين من يشم يونفي من حقيبتها الكونية خاصتها


“ أنا وشيدي حصلنا على المركزين الثالث والرابع . 

حصلنا على قطعتين من يشم يونفي "


فوجئ المعلم هاو شيا لدرجة أنه وضع توتو جانبًا


ذهب يي رانغ ليتفحص يشم يونفي، ثم سأل بدهشة:

“ لماذا أخذتما قطعتين ؟ 

ألم يكن يكفي أن تتناوبا على واحدة ؟ 

كان بإمكانكما طلب أداة روحية مناسبة ، 

ربما شيء يساعد في اصطياد الوحوش الروحية .”


عوضًا عن الإجابة ، أخرج تشي مو ياو أنبوبين من الخيزران 

تابعين ليي تشيانشي، وقال:

“ هنا داخل الأنبوبين جثتا اثنين من الذئاب السماوية الذهبية الأعين . 

شيجي احتفظت بمعظمها ، وأنا لدي نواة الشيطان الخاصة بزعيم القطيع الألفا .”


قفز المعلم هاو شيا من مكانه تقريبًا وهو يصيح:

“ الذئاب السماوية ذهبية الأعين؟!”


حتى يي رانغ فقد رباطة جأشه وقال:

“ كي-كيف حصلتما عليهما ؟ 

هل رافقكما أحد كبار السن من مرحلة ولادة الروح في هذه المهمة ؟”


فتناوب كل من تشي مو ياو ويي تشيانشي على سرد ما حدث ، 

وكيف أن الذئاب اقتحمت المصفوفة، وكيف أن فريق 

شي هواي هي من سارعت لصدهم


انهار المعلم هاو شيا على أحد المقاعد ، متدلّيًا من مسنده الخلفي وهو يتنهّد:

“ سمعت منذ زمن أن نسل ذلك المزارع الشيطاني الذي 

تعاقد مع تنين الهوي مرعبٌ بحق . 

قالوا إنه يستطيع حتى أن يقاتل أحد كبار الموقّرين في 

مرحلة ولادة الروح لبعض الوقت. 

ظننت أن ذلك هراء من طائفة الشياطين ، 

لكنه تبيّن أنه حقيقي… كما هو متوقّع من تنين الهوي .”


قال الزعيم يي رانغ :

“ أمرٌ مُحرِج للغاية بالنسبة لهم ، 

فقد كان يو يانشو الوحيد من بين جميع تلامذة طائفة نوان يان الذي خرج وقاتل .”


أنزل تشي مو ياو رأسه وقال:

“ الجميع يعلم أن المزارعين في مرحلة بناء الأساس ليسوا 

نِدًّا للذئب السماوي . من الطبيعي أن يختبئوا.”


أومأ الزعيم :

“ للأسف ، طائفة نوان يان يهتمون بسمعته كثيرًا . 

وحده الموقر غوان نان خرج مرفوع الرأس بعد هذا كله .”


احتضن المعلم هاو شيا توتو وسأل مرة أخرى:

“ إذًا أنتما الاثنان انتهزتما الفوضى لتجمعا ما يمكن جمعه، 

وتمكنتُما من اغتنام كل هذا؟ 

شجاعتكما لا بأس بها. 

ألم تخافا من أن يكون الأمر خطيرًا؟”


أجابت يي تشيانشي:

“ كان الجميع خائفًا جدًا من الخروج .  

لم أغادر الملجأ إلا لأنني كنت قلقة على شيدي . 

ولم أعلم إلا لاحقًا أنه هو من قتل الذئب الألفا .”


انبهر الزعيم يي رانغ :

“ ياوياو هو من قتله ؟”


أومأ تشي مو ياو:

“ كان الذئب السماوي قد أُصيب بإصابات بالغة ، 

أنا فقط وجهت الضربة الأخيرة .”


حتى لو كان الذئب مُصابًا بجروح خطيرة ، 

فليس من السهل توجيه الضربة الأخيرة له


كثير من الوحوش الروحية تُظهر شراسة مضاعفة قبيل موتها ، وغالبًا تكون لحظاتها الأخيرة الأكثر فتكًا


جميع الحاضرين من طائفة يو تشونغ يدركون هذا الأمر جيدًا


عندها، لم يُخفِ تشي مو ياو أمر غزال اليوني عديم اللون أكثر من ذلك، 

بل شرح لهم كل شيء بالتفصيل، 

ثم أخرج الغزال الصغير من القرع وكشف عن القرنين الصغيرين على جبهته


شعر كل من المعلم هاو شيا والزعيم يي بالذهول لما 

سمعاه، وحين ظهر الغزال، جثيا على ركبتيهما


ثم انحنيا له وأدّيا التحية الكاملة


ولسنوات عمرهم الطويلة ، انسابت الدموع على وجهيهما المُتجعّدين


قال الزعيم يي بصوت مرتجف:

“ هذا التلميذ يُدعى يي رانغ ، الزعيم من الجيل الثاني عشر 

لطائفة يو تشونغ. 

أعدك بأن أبذل قصارى جهدي لتحقيق رغبتك، 

وسأضمن أن تكرّس الطائفة بأكملها نفسها لتربية هذا الغزال الصغير .”


كان المعلم هاو شيا يرتجف هو الآخر ، 

مزيجًا من الإثارة والإجلال ، 

ولم يستطع إلا أن يُلقي نظرات خاطفة نحو الغزال الصغير 

أثناء سجوده، وهو يحدّق فيه بعينين نصف مغمضتين ووجه عابس


لاحظ تشي مو ياو أن أطراف عينيه قد احمرَّت


منذ أن دخل تشي مو ياو طائفة يو تشونغ، 

عرف أن الجميع فيها كسالى لكن طيبون، 

ومملوؤون بمحبة صادقة للوحوش الروحية


في الواقع —- كان الجميع هنا أصلح لتربية غزال اليوني منه


وبعد أن اتضحت الأمور ، بدأ المعلم هاو شيا بالتفكير جديًّا 

في كيفية استخدام جواهر اليونفي لبناء عش مثالي للغزال الصغير


أما الزعيم يي رانغ ، فلم يجرؤ حتى على الجلوس على الكرسي بعد أن ظهر الغزال، 

خوفًا من أن يكون ذلك تصرفًا غير لائق


فجلس متربعًا على حصير وتأوه قائلًا:

“ يا لها من مصادفة مباركة . 

كم نحن محظوظون لوجود تلامذة من طائفتنا أثناء هذه الرحلة . وإلا… لربما كان الغزال الصغير قد…”


غزال اليوني لا يبرم عقد روحاني مع أي أحد


ولو لم يكن هناك تلاميذ من طائفة يو تشونغ في ذلك الوقت ، لكان الغزال قد مات بصمت بدلًا من اختيار شخص لا يثق به


ربما حتى السماء أرادت لهذا الغزال أن يعيش


كان كل من يي تشيانشي وتشي مو ياو جاثيَين جانبًا


فسألت يي تشيانشي بأسى:

“ هل علينا أن نظل ساجدين في الطائفة من الآن فصاعدًا؟”


فوبّخها الزعيم يي فورًا:

“ بالطبع ! هذا من وصايا الأسلاف ! 

تربيتنا له شرف عظيم، ويجب أن نُظهر امتناننا !”


لكن تشي مو ياو تردد قليلًا وقال:

“ التلاميذ الآخرون في الطائفة لا يعلمون بعد . 

ألا يبدو ذلك واضحًا جدًا ؟”


فالتلاميذ الأصغر سنًّا لم يكن لديهم ذلك الاحترام العميق لغزال اليوني ، ولتجنّب أي مشاكل، 

تقرر أن تربية الغزال ستُترك مؤقتًا على عاتق الأربعة فقط


رأى الزعيم يي صواب رأيه، وأدرك أن إظهار الأمر للعلن في 

هذه المرحلة سيكون تصرفًا متهورًا


حينها فقط نهض من مكانه، وأشار إلى تشي مو ياو ويي تشيانشي كي يقفا أيضًا


ثم نظر بقلق إلى الغزال الصغير وسأل تشي مو ياو:

“هل سيكون تقديم حبوب النكهات المئة له قاسيًا على معدته؟”


أجابه تشي مو ياو:

“في الواقع، لا بأس بها. 

ويمكننا أيضًا جمع بعض الأعشاب السحرية لتكملة غذائه. 

سأذهب إلى السوق لشراء بعض البذور لأنواع قد تُعجبه .”


: “ ولمَ لا نطعمه حبوب نكهة الخلود بدلًا من ذلك؟”


فأجاب تشي مو ياو بهدوء:

“بعيدًا عن مسألة ما إذا كانت الطائفة قادرة على تحمّل 

تكلفة شرائها على المدى الطويل، 

فإن شراء مثل تلك الحبوب سيجعل الآخرين يشكون في 

امتلاكنا لوحش روحي من الدرجة العليا. 

أخشى أن يأتي أحد للتحقيق في الأمر.”


ذلك لأن العديد من الباعة لهم علاقات وثيقة بالتعاون مع طائفة يو تشونغ، 

وسرٌ كهذا لن يبقى سرًّا طويلًا في السوق


كانت طائفة يو تشونغ تزوّد السوق بمواد معالجة من 

الوحوش الروحية بشكل منتظم




فإذا ما توفّر شيء نادر مثل فرو وحش فريد ، يتسابق الباعة لشرائه أو يحاولون حجزه مسبقًا من الطائفة 


حتى إن بعضهم حاول كسب الأفضلية من خلال تقديم الرشاوى لتشي مو ياو


أومأ الزعيم يي بعد لحظة من التفكير وقال:

“ لا تؤجّل الأمر . اذهب اليوم ، وخذ معك بعضًا من جثث الذئاب الذهبية لبيعها. اترك جزءًا من الفرو لصنع معطف . 

أمّا نواة شيطان الذئب الألفا ، فاحتفظ بها لنفسك. 

لقد حصلت عليها بمجهودك، وبعد أن تجد وقتًا للعزلة والتفرّغ، تذكّر أن تمتص الطاقة الروحية الكامنة في النواة. 

من المحتمل أن تتمكن من بلوغ مرحلة الجوهر الذهبي دفعة واحدة. 

اعتبرها جزءًا آخر من فرصتك الثمينة.”


: “ حسناً !” أومأ تشي مو ياو بحماس


ورغم أن الزعيم يي هو سيد الطائفة، إلا أنه لم يطمع في 

الفرص التي ينالها تلاميذه، وهذا ما جعل تشي مو ياو يقدّره كثيرًا


وبينما يهمّان بالمغادرة من قاعة بو هي، كان تشي مو ياو يوجّه التعليمات إلى يي تشيانشي:

“ علينا أن نخبر الغرباء أننا لم نحصل على الكثير ، كي لا نُثير الغيرة . 

ولا يجب أن نبيع كمية كبيرة دفعة واحدة ، 

حتى لا نلفت الأنظار . 

الأشياء المخزّنة في الأنابيب الخيزرانية لن تفسد ، يمكننا الاحتفاظ بها حتى يكبر الغزال .”


: “ ممم ، فهمت.” وافقت يي تشيانشي على كل ما قاله


هذه المرة ، كان الذهاب إلى السوق أشبه بالذهاب إلى ساحة معركة


فبمجرّد انتهاء الرحلة ، انتشرت الأخبار بأن ذئابًا ذهبية 

العين ظهرت داخل المصفوفة الكبرى ، وهو أمر لم يُصدّق في البداية


ثم، مباشرة بعد ذلك، ظهر تشي مو ياو ويي تشيانشي في 

السوق لبيع أجزاء من جثث تلك الذئاب، مما أثار ضجّة 

كبيرة في سوق مدينة فانغ


ومع تدافع التجار إلى المكان، اقترح تشي مو ياو إقامة مزاد


: “ ياه! إنها حقًا ذئب ذهبي العين ! 

أنظروا فقط إلى كمية الطاقة الروحية المنبعثة منه ، 

لا عجب أنه من رتبة سماوية !”


: “ قطعة لحم منه تصلح كأساس لصنع حبة دواء ، 

وعظمة واحدة يمكن أن تُستخدم لصقل أدوات ! 

فكم تساوي جثة ذئب بهذا الحجم ؟!”


: “ أنت لا تعرف شيئًا، أليس كذلك؟ 

الفرو هو الأثمن! 

الرداء أو المعطف المصنوع منه ستكون مقاومة للأسلحة على الأقل ، 

بل قد تصمد أمام ضربات مزارع في مرحلة الجوهر الذهبي! 

هذه هي قوة وحش روحي من الدرجة السماوية !”


كان التجار يلهثون طمعًا وهم يتوسّلون:

“ يا أخي الصغير ، أخبرنا فقط بما هو معروض للبيع، أرجوك !”


:“ نعم، نعم، لا تجعلنا نُفلس من أول قطعة إذا كان لديك ما هو أثمن لاحقًا !”


فأجابهم تشي مو ياو بصوتٍ مرتفع:

“ أنتم جميعًا تعرفون الأجزاء المفيدة ، 

وقد تعاملتم معنا من قبل . 

الأجزاء الجيدة أخذتها الطوائف الكبرى بالفعل . 

ما بقي تمكّنا من جمعه بفضل مهاراتنا في المعالجة . 

حتى أنا لست متأكدًا من كل ما لدي . 

أنتم اختاروا ما تريدون ، وسأبيع ما أستطيع ، اتفقنا ؟”


أما الأجزاء التي احتفظت بها يي تشيانشي، فكانت جميعها من بين الأثمن على الإطلاق


تم شراء أكباد الذئاب من قبل تاجر مختص بصنع الحبوب الطبية 


كما أخرجوا ذيول الذئاب ، والتي تُستخدم في صناعة أشياء 

مثل الفُرَش ، بالإضافة إلى بعض الجلود


وبعد بيع كل ذلك ، اضطرا إلى شراء كيسين من الأكياس الكونية إضافية لتخزين كل الحجارة الروحية التي تحصّلا عليها


في العادة ، كانت يي تشيانشي تذهب لتختار رداء جميل أو 

تتجوّل في السوق بحثًا عن أداة تخزين بسعة أكبر


لكنها في هذه المرة التزمت بواجبها، فذهبت لشراء حبوب 

النكهات المئة وبعض المستلزمات الضرورية للغزال الصغير


أما تشي مو ياو —- فاشترى أنواعًا متعددة من بذور 

الأعشاب السحرية ، بنيّة زراعتها في بو هي


ورغم أن بو هي لم تكن متميزة في شيء سوى التربة ، 

جودة التربة استثنائية ، وهي السبب الرئيسي في قدرة 

المكان على تربية الوحوش الروحية


وبعد عودته إلى طائفة يو تشونغ، 

توجّه تشي مو ياو إلى مقرّ زعيم الطائفة ليسلّمه الحجارة الروحية 


وعندما طرق الباب ودخل ، وجد الزعيم يي جاثيًا على الأرض بجانب الغزال الصغير، يسرّح له الفرو والدموع تنهمر من عينيه


لم يستطع تشي مو ياو سوى أن يتنهد ، يضع الحجارة الروحية ويغادر بهدوء


كان يشعر بأن مثل هذا المشهد سيصبح أمرًا مألوفًا لفترة من الزمن



وفي يوم آخر ، 

كتب زونغ سيتشن رسالة إلى طائفة تشينغ زي


[ إلى من يهمّه الأمر ،

إلى السيّد زعيم الطائفة ، والسيد المحترم رئيس قصر زون يو، وأبي،

هذه رسالة لأُطمئنكم بأننا بخير 


نظرًا لأن السيّد الشاب ارتكب ' فعلًا طيبًا جيداً ' عن طريق 

الخطأ مجدداً ، 

وتمكن من تحريك قلوب الطوائف النزيهة الصالحه والمرموقة ، 

فقد دعانا السماوي غوان نان بنفسه إلى طائفة نوان يان 

كضيوف لتعليمنا كيف نصبح أُناسًا صالحين .


نحن لسنا سجناء ، بل طلاب مجتهدون .


لا داعي للهجوم على طائفة نوان يان، فنحن بخير .


كل شيء على ما يُرام . 


ملاحظة 1: طائفة نوان يان ليس لهم أي نية سيئة ، 

ولم يقصد بهذه الدعوة أي إهانة . الرجاء عدم الغضب . 

يُعاملوننا بلطف .


ملاحظة 2: الرجاء إرسال بعض التلاميذ ومعهم ملابس إضافية لي. 

يوجد الكثير من التلميذات هنا وأرغب بالبقاء لفترة أطول ~ .


مع خالص الاحترام،

زونغ سيتشن ]



وصل الردّ في اليوم التالي ——


وكان وصوله… ملحوظًا ——-


فقد سبقتها ثلاث ضربات من البرق الأرجواني فوق بركة السماء في طائفة نوان يان ~~~


تجمّعت الغيوم السوداء فجأة في السماء الصافية ، 

ثم دوّى ثلاثة صواعق أرجوانية مدوية ، واحدة تلو الأخرى


كانت تلك أعلى درجة من أساليب إرسال الرسائل في عالم 

الزراعة ، ولا يمكن اعتراضها مهما بلغ مستوى المزارع


تقدَّم فريق شي هواي لاستلام الردّ وسط أنظار جميع تلاميذ طائفة نوان يان، 

ثم أحرق شي هواي الرسالة بعد أن قرؤوها جميعًا


في الحقيقة، كانت الرسالة مليئة بالتهديدات في ظاهرها، 

لكنها خاوية من أي نية حقيقية للتحرك


كان هناك خطابان مرفقان بها


الأول من زعيم طائفة تشينغ زي — شي لين:


[ أيها العالة الكسول ، ابن العار الذي لا يفعل شيئًا سوى التسكع طوال اليوم ، 

كيف تجرؤ على الاختباء في طائفة نوان يان ! 

عد فورًا وأدخل في عزلة مغلقة لتشكيل نواتك ! ]


أما الثاني فكان من والد زونغ سيتشن:


[ يا عديم الفائدة ، هل لا تزال تحتاج للملابس لتغوي التلميذات ؟ 

أخبرني فقط من هي التي أعجبتك ، وسيقوم والدك بإرسال 

التلاميذ للهجوم وخطفها من أجلك . ]


انكمشت ملامح زونغ سيتشن وقال بإحباط: “ لم يُرسل لي حتى ملابس . مجرد ثرثرة لا فائدة منها .”


تنهد سونغ وييو : “ كنت دائمًا أقول لأبي إنه بحاجة لتعلّم مزيد من الكلمات . 

على الأقل آباؤكم يكتبون رسائل، أما والدي فكل ما يعرفه هو إرسال صاعقة أرجوانية…”


أما شي هواي ، وكعادته دائمًا ، فكان ردّه ساخرًا : “ بعض الأمور ، الأفضل ألّا تُقال .”


لكن جميع من في طائفة نوان يان علموا أن تلك الضربات الثلاث من البرق الأرجواني لم تكن للزينة


كانت لتُعطي وجهًا لتلك الطوائف الثلاث


الثلاث ضربات التي اخترقت حواجز طائفة نوان يان المنيعة كانت مشبعة بالتحذير


وكأنهم يُنذرون طائفة نوان يان بأن طائفة تشينغ زي لن تسكت إن حدث شيء لهؤلاء الثلاثة


ولو كانت الطائفة المضيفة طائفة صغيرة ، 

لأُصيبوا بالذعر وأعادوا الثلاثة فورًا بكل احترام



————————-


ورغم أن الثلاثة كانوا مُجبرين على البقاء في طائفة نوان يان ، 

إلا أن شي هواي أبدى اهتمامًا واضحًا بجميع التلاميذ 

الوافدين مؤخرًا للدراسة


كان يجلس يوميًا عند طاولة التسجيل


وكانت من بين أدواته داخل جرس الكنوز الألفية ردهة مائية ، جلس فيها متربعًا وساقه ممدودة ، 

متكئًا على ذقنه بيده ، يُحدق من فوق في التلاميذ القادمين


فالاختبار السنوي كان فرصة كبيرة لدخول طائفة نوان يان، 

لا لتوسيع الأفق فحسب، بل للتعلّم أيضًا


لذا، أبدى الكثيرون رغبتهم في القدوم


بعكس الرحلة السابقة التي كانت مخصصة لمن يبحث عن فرصة مباركة وحظوظ جيدة ، 

فقد احتشد عدد كبير هذه المرة ، 

ووصل عدد التلاميذ في مرحلة تأسيس الأساس من أكبر الطوائف إلى الآلاف .


بقي شي هواي يراقب بلا اهتمام لثلاثة أيام، إلى أن لمح وجهًا مألوفًا…


طائفة نوان يان تفرض على الزائرين ارتداء اللون الأخضر، 

لذا تعمّد كل من تشي مو ياو ويي تشيانشي ارتداء أردية خضراء فاتحة ، ورفعا شعريهما بـ تيجان من اليشم ،،

مظهر نظيف وأنيق للغاية


وعندما اصطفّا في طابور التسجيل، 

خرج شي هواي أخيرًا من الردهة المائية التي كان يجلس فيها


في أثناء وقوف تشي مو ياو في الطابور، سمع الهمسات من حوله:


— “أولئك الثلاثة على الجانب من طائفة الشياطين، أليس كذلك؟”


— “نعم، سمعت أنهم ضيوف السماوي غوان نان لأنهم أنقذوا بعض التلاميذ في الرحلة الماضية.”


— “نظراتهم مخيفة جدًا…”


— “آه! إنه قادم! هل سمع ما كنا نقوله؟”


عند هذه النقطة، ابتسم زونغ سيتشن وقال: “ لا تخفن، آنساتي. نحن لا نعض .”


لكن الفتيات ابتعدن عنه بسرعة، وارتبكن من اقترابه


ومع ذلك، بقي زونغ سيتشن يتحدث معهن بين الحين والآخر، مستعرضًا خفة دمه


أما سونغ وييو، فقد بقي في الردهة وهو ممسك بمعجم. لقد أقسم مؤخرًا أن لا يكون أُمّيًا مثل والده ، 

لكن قراءة المعجم جعلته يشعر بالنعاس في كل مرة


رفع تشي مو ياو عينيه لا إراديًا نحو شي هواي


حتى شي هواي كان يرتدي رداءً جزئيًا باللون الأخضر ، 

ربما بسبب قوانين طائفة نوان يان. ولكن…


كان يرتدي سترة سوداء داكنة مسحورة، 

وفوقها سترة داخلية خضراء داكنة، 

داكنة لدرجة أنها بدت سوداء من بعيد


لم يكن من الممكن تمييز لونها الحقيقي إلا حين تسطع عليها أشعة الشمس، 

فتكشف عن زهور الإبيفيليوم المطرّزة على القماش


( زهور الإبيفيليوم — زهور الليل التي تتفتح في العتمة 

وتذبل قبل الفجر )


الزخارف المرسومة بلون أفتح منحت ملابسه ترفًا صامتًا، 

كما لو أنها تُخفي شيئًا في أعماقها


تمامًا مثل صاحبها


معطفه المصنوعة من الريش يتدلى على كتفيه، 

يغلب عليه اللون الأخضر الداكن، لكنه يلمع تحت أشعة الشمس بألوان قوس قزح، 

مما أضفى عليها مظهرًا أقرب إلى كرة ديسكو متلألئة


كان مظهره… مثيرًا للاستفزاز بحق


اقترب شي هواي من تشي مو ياو وانحنى قليلاً، 

يحدّق فيه بنظرات يملؤها الدلال والمغازلة


تراجع تشي مو ياو لا شعوريًّا خطوة إلى الوراء، 

وحين ألقى نظرة حوله، شعر بالذعر للحظة عندما رأى أن جميع التلاميذ المنتظرين للتسجيل، إضافة إلى تلاميذ طائفة نوان يان، كانوا ينظرون إليهما


ساوره شعور مماثل لذلك الذي راوده قبل أن ينتقل إلى هذا العالم، 

عندما كان يصادف طلابًا مشاغبين في طريقه إلى المدرسة، ولا أحد حوله ليستنجد به


ولحسن الحظ، لم يفعل شي هواي شيئًا سوى النظر إليه، 

دون أن ينطق بكلمة


ثم وقف بهدوء خلف تشي مو ياو في الطابور


أما تشي مو ياو، فلم ينبس ببنت شفة كذلك


انتظر حتى جاء دوره، ثم تقدّم حاملاً بطاقة هويته، 

متبعًا التلميذ الذي جاء ليرشده إلى مكان إقامته


وأثناء سيره، انتزع شي هواي البطاقة من يده، 

ثم أعادها إليه بعد أن دوّن موقع إقامته


وغادر بعدها مباشرة دون أن يقول شيئ


لم تفهم يي تشيانشي ما حدث، فأرسلت إليه عبر الإحساس الإلهي تسأله:

— “لماذا نظر في بطاقتك؟ 

لا يكون ينوي القدوم إلى غرفتك، أليس كذلك؟”


ارتجف قلب تشي مو ياو عند سماعها، وكأن صاعقة ضربته


وشعر في الحال بأن ركبتيه قد خارت ، وبدأتا تؤلمانه مجددًا…


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي