Ch26 | TDVWD
حدّقت لوو تشيونغتشي مذهولة إلى تشكيل شبكة لوهتيان الذهبية المنصوبة أمامها
{ ألم يكن هذا من الأدوات السحرية المُخصصة للإمساك
بالأرواح السماوية من الدرجة العليا ؟
والتي لا تُستخدم عادةً إلا من قبل فرق صيد لا يقل عدد
أفرادها عن خمسة مزارعين ؟
هل أنا أُعامَل كذئب السماوي ذو العيون الذهبية؟!
بكمية الموارد التي يستهلكها هذا التشكيل في كل مرة،
يمكن إنشاء نصف طائفة هي هوان جديدة
هل من المفترض أن أشعر بالفخر لهذا ؟ }
توقفت عن الركض والهرب ، عالمةً أن لا جدوى من ذلك
فلا عيب في الوقوع ضحية لتشكيل شبكة لوهتيان الذهبية
سألها شي هواي وهو واقف على سلاحه الروحي شو كوانغ :
“ لن تتابعي الهرب؟”
توقفت لوو تشيونغتشي، وكان شي هواي مستعدًا لصد أي
أسلحة خفية لو أنها استدارت، لكن ما فاجأه هو أنها ركعت فورًا
وقالت: “ يا سيد الطائفة الشاب ، لقد تسللت إلى طائفة
نوان يان فقط لأخدع اثنين من المزارعين الوسيمين
المعروفين، لم أفعل شيئًا شنيعًا حقًا، أرجوك دعني أذهب!”
{ يا لها من تلميذة من طائفة هي هوان متلهفة للركوع…}
قال شي هواي ببطء:
“ تعلمين جيدًا لماذا أمسكتك ، أليس كذلك؟”
: “ لا أعلم، آه…” تمتمت لوو تشيونغتشي وهي تبكي متظاهرةً بالجهل
قفز شي هواي من على شوكوانغ الذي عاد تلقائيًّا إلى غمده المربوط بخصره
سار نحو لوو تشيونغتشي وقال:
“ لم تعودي مضطرة لمساعدته على الاختباء .
إنه تشي مو ياو، أليس كذلك؟
أعترف بـ ذكائه بصراحة ، لقد ذهب للاختباء في طائفة يو تشونغ فعلًا .”
“…”
توقف قلب لوو تشيونغتشي للحظة، لكنها لم تُجب على
الفور خشية أن يكون هذا فخًا
عندها طوى شي هواي كمَّه وأراها الأوردة على معصمه:
“ أنظري ، لقد اختطفني لتوه لجلسة زراعة مزدوجة .”
جميع الأفران الذين مارسوا الزراعة المزدوجة مع تلاميذ
طائفة هي هوان تظهر علامات مميزة على أجسادهم،
وعندما تُجمع الطاقة الروحية عند معصمهم، تظهر أوعية
دموية بلون وردي مائل للأحمر
لكن لا يمكن للجميع رؤيتها — فقط تلاميذ طائفة هي هوان قادرون على ذلك
نظرت لوو تشيونغتشي إلى معصم شي هواي، ثم حدّقت إليه، وارتسمت على شفتيها ابتسامة لم تستطع كبحها
{ اههخ … شيدي مذهل فعلًا !
أول محاولة له بعد ثمانين عامًا وتمكن من “اختطاف”
الشاب الوريث لطائفة تشينغ زي! }
لم يكن سرًّا على طائفة هي هوان أن شي هواي كان يبحث
عن تشي مو ياو منذ أكثر من عامين، وهي بطبيعة الحال قد سمعت بذلك
لم يكن شي هواي أول من يبحث عن تلاميذ طائفة هي هوان،
لكن قلة هم من اهتموا بمصيرهم حيًّا أو ميتًا كما فعل هو
وحده شي هواي بحث عنهم بجنون حقيقي
تسللت لوو تشيونغتشي بنظرة أخرى إلى شي هواي
قامته الطويلة ، كتفاه العريضان ، خصره النحيل ،
جسر أنفه المرتفع،
والهالة التي تفوح من جسده بأكمله…
{ يبدو أن … شيدي سيكون أمامه فترة طويلة من التأقلم
لكن لا شيء ينتظره سوى النعيم بعد ذلك … هيهيهيهي }
لاحظ شي هواي نظراتها، فعقد حاجبيه بامتعاض وسأل مجددًا:
“ أريد فقط أن أسألك شيئًا . كيف أُرضيه بعد أن أغضبته ؟”
لم ترغب لوو تشيونغتشي في البوح بالحقيقة، فأجابت بفتور:
“ أنا لست قريبة من شيدي الأصغر —”
ثم صمتت فجأة
يبدو أنها أفشت الأمر من حيث لا تدري
و الآن شي هواي بات يعلم أنها تعرف من يبحث عنه
ومع ذلك، لم يُظهر شي هواي أي نفاد صبر. سألها مجددًا:
“ لا يهم إن لم تكوني قريبة منه. فقط أخبريني بما يحب.”
كانت لوو تشيونغتشي قد حفظت الوصف الذي ألفه تلاميذ
طائفة هي هوان عن تشي مو ياو : عيون ماكرة ذات رموش
مرتفعة، ملامح فاتنة، وياقة مفتوحة حتى السرّة.
لم يكن هذا الوصف لتشويه صورته، بل العكس تمامًا —
كان نقيضًا صارخًا لما يبدو عليه في الواقع
{ لكن كل هذا لا يجيب على سؤال شي هواي !! اييييه !!!
فكيف يفترض بي أن أُجيبه؟
هل سُئلوا بقية الشيجي والشيمي أيضًا؟
هل سنُقتل إن لم تتطابق أجوبتنا ؟ }
اجتاحها شعور عميق بالندم
رآها زونغ سيتشن وهي تستخدم أسلحة خفية ظنًّا منها أنها بمفردها،
لكنها تنفست الصعداء بسرعة حين لم يأتوا للقبض عليها فورًا
أما الآن، فيبدو أنهم ببساطة لم يكونوا مستعجلين
قالت لوو تشيونغتشي أخيرًا وهي تغيّر جلستها من الركوع إلى الجلوس متربعة على الأرض:
“ الشيدي الأصغر … أنا لا زلت صغيرة ، آخر مرة رأيتُه فيها
كانت قبل سبع سنوات،
عندما كنت في الثالثة عشرة.
كان لا يزال في قاعة الخدمات اللوجستية حينها .”
لكن شي هواي لم يُزح عينيه عنها
كان يدرك جيدًا أنها لا تزال تخفي شيئ
فقد خمّن بالفعل أن تشي مو ياو استخدم التشكيلات
ونيران التنين الهوي ليحميها
وبحسب تحقيقاته السابقة ، فإن الرجل الذي تحطمت
روحه كان قد تحرّش بها
كما أنها أُصيبت بجروح طفيفة في ذات الوقت الذي أصابه فيه مكروه
ومهما كانت تنكراتها متقنة ، إلا أن بعض الخيوط تبقى واضحة
: “ آخر مرة التقيتما كانت قبل سبع سنوات، هاه؟”
{ كما هو متوقع من مزارعي طائفة هي هوان، لا تخرج الحقيقة من أفواههم أبدًا }
واصلت لوو تشيونغتشي كذبها وقالت:
“ الشيدي مدمن خمر ، يقضي أيامه مترنحًا في حالة سُكر دائم .”
كان شي هواي يعلم أن تشي مو ياو كان يشرب أحيانًا،
لكنه يشرب فقط ليروي عطشه،
أما أن يُقال عنه مدمن خمر، فذلك مبالغة كبيرة
سألها شي هواي مجددًا:
“ يعني هو يحب الشرب كثيرًا ؟”
أجابت لوو تشيونغتشي بثقة:
“ نعم، وكان غالبًا يثير الضجيج ويقول أشياء غريبة.
ذات مرة حين صادفنا نيران الأشباح، قال إنها ’تفاعل بين
النار والبوتاسيوم‘؟!
كما قال إن أصحاب جذور النار الروحية في وضع غير مؤاتٍ
في هذا العالم لأن هناك… أمم، ماذا كان مجددًا… آه! أكسجين ! أجل، قال إن الماء موجود في كل مكان،
وإن من لديهم جذور مائية هم مباركون من السماء والأرض .”
لم يصدق شي هواي في البداية ، لكن تلك الكلمات الغريبة
كانت فعلًا تشبه شيئًا قد يقوله آ-جيو
فما لبث أن تعكّر مزاجه وقال بانزعاج:
“ يعني حسب كلامك ، هو يريد أن يجد شريك زراعة
مزدوجة من أصحاب الجذر الروحي المائي بدلًا من الناري ؟”
تفاجأت لوو تشيونغتشي وقالت:
“ من أين خرجت بهذا الكلام ؟”
: “ همف. هو أول شخص في هذا العالم يقول إن الجذر الروحي الناري غير جيد .”
ارتبكت لوو تشيونغتشي قليلًا
هذه أول مرة ترى فيها أحدًا يشعر بالغيرة بسبب نوع الجذر
الروحي الأنسب ليكون موقدًا للزراعة المزدوجة
لم تكن تعلم إن كان عليها مواساته بعبارة مثل : ' أصحاب
الجذر الناري جيدون أيضًا، في الواقع… '
سألها شي هواي مجددًا:
“ يعني أنتم في طائفة هي هوان تفضلون أمثال يو يانشو من طائفة نوان يان؟”
: “ أمم… من الناحية التقنية، نعم،
لكن من الصعب خداعه.
الأخ يو يانشو تربّى على يد عائلته بتربية صارمة،
ولن يورّط نفسه بعلاقات غامضة مع مزارعات .”
: “ وماذا عن المزارعين الذكور؟”
لوو تشيونغتشي فكرت للحظة { في الواقع… بدا الأمر أسهل… }
ذلك التردد البسيط كان كفيلًا بأن يشعل غضب شي هواي
{ إن كان تشي مو ياو هو آ-جيو — فلابد أنه عبقري بحق
،
لأنه تروّى في التقرب من يو يانشو، الذي بدوره عامله بلطف
هل هذا يعني أن تشي مو ياو على وشك الفوز بفريسة ثمينة جديدة ؟
هل هذا هو السبب في أنه لا يريد مني أن أبحث عنه مجددًا ؟
لأنه أوشك على الحصول على موقد زراعي أفضل ؟! }
لم تفهم لو تشيونغتشي سبب انفعال شي هواي بهذه
الدرجة لمجرد بضع كلمات قالتها
كانت الأرض تهتز من حولهم بفعل غضبه
فأسرعت وهي تلوّح بيديها فزعًا:
“ لا، لا! من الأفضلية كموقد يعتمد على قوة الزراعة !
من يزرع بجد يمكنه أن يكون موقدًا جيدًا مهما كان جذره !”
قال شي هواي ساخرًا:
“ وهل يفترض بي أن أشكرك على هذا التشجيع ؟”
: “ لـ-لـ لا شكرًا. أنا أؤمن بأنك ستصبح في يوم من الأيام
أفضل موقد في عالم الزراعة بأسره.”
“…”
في تلك اللحظة ، انفجر زونغ سيتشن وسونغ وييو، اللذان
كانا يختبئان بين الأشجار ويتنصتان، ضاحكين بصوت عالٍ
لكن سرعان ما أسكتا نفسيهما عندما لاحظا تجدد الضيق على وجه شي هواي
سأل شي هواي مجددًا:
“ ماذا يحب أيضًا ؟”
بدأت لو تشيونغتشي تفكر بجدية…
كانت هوايات تشي مو ياو واضحة وضوح الشمس :
صيد السمك، شرب الشاي، اللعب مع الطيور، التنزه،
وتنسيق الحدائق.
وإن أضفت واحدة أخرى، فستكون تشكيل المصفوفات.
لكنّ ذكر أيّ من هذه الهوايات كفيل بفضح هويته
فواصلت لوو تشيونغتشي اختلاق الأكاذيب قائلة:
“ شيدي بارع في الغناء والرقص.”
: “ الغناء والرقص؟” هذه أول مرة يسمع فيها شي هواي بذلك
: “ خصره بهذا النحف!” رسمت بيديها لتوضّح :
“ تخيل فقط كم سيكون مثيرًا حين يلتف خصر نحيل مثله في الرقص .”
: “ كذب.”
: “ ليس كذبًا!” تمسكت لوو تشيونغتشي بكلامها وكأنها
سلحفاة عضّت ولن تترك
: “ لو كان يعرف كيف يلتف بخصره، لما كان…” { بهذا السوء في الزراعة المزدوجة ~ }
ادّعت لوو تشيونغتشي الغباء:
“ أقسم أن هذا كل ما أعرفه ! لست قريبة منه حسنًا ؟؟”
نظر إليها شي هواي مرة أخيرة ، ثم أخرج غرضين من جرس كنوزه ورماهما لها
أمسكتهما بغريزتها، ولم تدرك إلا بعد لحظة أنهما حبة من الدرجة السماوية وزجاجة مرهم
وحين رفعت رأسها مجددًا ، كان شي هواي قد استرجع كنزه وغادر
{ هذا كل شيء ؟!
أنفق كل تلك الكنوز ليسألني مجرد مجموعة من الأسئلة ؟
أم أنه كان يلمّح ، بما أن بيننا انتماء مشترك للطائفة
وبما أن تشي مو ياو سبق وأن حماني ، فلن يؤذيني ؟ }
لم تجرؤ على إرسال رسالة إلى تشي مو ياو خوفًا من أن
يكون رفاق شي هواي لا يزالون يراقبوها
فذلك سيكون بمثابة إفشاء كامل للأمر
وبالنظر إلى ما منحها إياه،
بدأت تظن أن شي هواي لن يؤذي شيدي حتى لو وجده
{ هل كان هذا… حبًا ؟ }
ابتلعت أولًا الحبة السماوية التي فاحت منها رائحة خفيفة
وذابت بمجرد أن لامست لسانها
ثم بحثت عن مكان خفي لتضع فيه المرهم
بدأت تشعر بالحماس لفكرة اللحظة التي يكتشف فيها شي
هواي أن تشي مو ياو هو آ-جيو
{ تخيّل فقط كم سيكون مذهولًا عندما يكتشف أن من كان
يبحث عنه هو جمال لا يُضاهى!
ستكون تلك نعمة نادرة لا يمكن لأحد أن يحلم بها
بصراحة ، مظهر تشي مو ياو وحده كفيل بأن يأسر قلب أي
شخص يلمحه مرتين }
والآن وقد فكرت بالأمر، أدركت أن شي هواي لا بد أن يكون واقعًا في حبٍّ عميق
فهو يلاحقه بهذا الإصرار ، رغم أنه لا يعرف شيئًا عن شيدي سوى ضعف مؤهلاته
بدا أن شكله لم يكن مهمًا كثيرًا بالنسبة لشي هواي
كان سيتقبله على أي حال، فجمال الوجه ليس كل شيء
{ شي هواي واقع في حب الشيدي الصغير… حبًا حقيقي }
——————-
وبعد مضي ثلاثة أشهر على بدء الرحلة داخل مصفوفة ميتيان تونغيين ،، تم تفعيلها مجدداً
خرج التلاميذ من المصفوفة كما تتناثر الأسماك من شبكة تم سحبها
كانت تعابير وجوههم متباينة،
ولكنها في الغالب معقّدة
دخلوا المصفوفة بثقة حالمة وطموح كبير،
وخرجوا منها بثيابٍ ممزقة وحال يرثى لها
وبعد خروج يو يانشو من المصفوفة ،
توجّه إلى الجناح الذي يقيم فيه الحكماء السماويون من
مرحلة ولادة الروح، وشرح لهم باختصار ما جرى داخلها
أُصيب الجميع بصدمة حين سمعوا حديثه
فقد كان ظهور ذئاب السماوية الذهبية العينين داخل
المصفوفة أمرًا مفاجئًا بحد ذاته،
لكن ما زاد من ذهولهم هو أن ثلاثة منها قُتلت بالفعل
بعد ذلك مباشرةً ، توجّه يو يانشو إلى السماوي الموقر غوان
نان، وأطلعه على تقرير تفصيلي لما حدث على انفراد،
فاكتفى الأخير بهزّ رأسه دون أن يبدّل ملامحه أو يظهر دهشة
وفي أثناء انتظار تشي مو ياو ويي تشيانشي لفرز النتائج بعد
تسليمهم الوحوش التي اصطادوها من فصيلة وحوش جيلينغشو
دخل اثنان من الحكماء السماويين في مرحلة ولادة الروح
إلى المصفوفة، وقاموا برمي تلاميذهم الأغبياء خارجها دون أدنى مقدمات
كان واضحًا أنهم شعروا بالخزي، لذا تركوا التلاميذ ليتدبّروا أمرهم ورحلوا فورًا
أما التلاميذ المطرودون، فلم يُتح لهم حتى تسليم ما اصطادوه، بل أُجبروا على المغادرة وهم في أسوأ حال
تبادل تشي مو ياو ويي تشيانشي الابتسام، وكأن الأمر كله مضحك بالنسبة لهما
فهؤلاء التلاميذ المطرودون هم من لجؤوا للاختباء داخل
أدواتهم الروحية عندما رأوا الذئاب السماوية
اختبأوا بشكل جيد لدرجة أن رفاقهم لم يعثروا عليهم،
ولم يعلموا حتى بأن المصفوفة أُعيد تفعيلها،
واضطرّ شيوخهم أنفسهم للدخول والبحث عنهم
أما أولئك الذين لم يختبئوا،
فقد كان أداؤهم مشرّفًا إلى حد كبير
فبالرغم من بعض الطيش ، إلا أن يو يانشو تحدّى الخطر
وقاتل الذئاب بشجاعة
وحتى بعض تلاميذ الطوائف الشيطانية ساهموا في إنقاذ
من كان داخل المصفوفة، فكانوا بحق نجوماً لامعين في هذه التجربة
أما أولئك التابعون للحكماء السماويين؟
فلا يُمدح منهم سوى قدرتهم على الهروب والاختباء
وبالمقارنة ، بدا ذلك المزارع الآخر في مرحلة الجوهر
الذهبي أفضل حالًا ،
لأنه على الأقل ذهب للتفاوض بشأن جثث الذئاب الذهبية
مع باقي الطوائف ، ولم يختبئ طوال الرحلة مثل أولئك القلة
وحين انتهى فرز النتائج ، سمع تشي مو ياو أحد الموظفين يتمتم قائلاً:
“ مدرسة يو تشونغ هي من قتلت العدد الأكبر هذه المرة ؟”
“ هم مدرسة يو تشونغ في النهاية ، وصيد الوحوش الروحية هو تخصصهم .”
“ لكن بقي منهم شخصان فقط في النهاية .”
“ البقية إما اختبأوا ، أو بقوا في مجموعات كبيرة .
لولا ذلك لكانت نتائجهم جيدة حقًا .”
“ صحيح، معك حق.”
وفي النهاية، قسّم تشي مو ياو ويي تشيانشي النقاط بالتساوي بينهما،
ليحصلا على المركزين الثالث والرابع على التوالي
أما المركز الأول، فقد حازت عليه مجموعة مكوّنة من خمسة أشخاص من طائفة أخرى
ويبدو أنهم وزّعوا النقاط بحسب الجهد،
حيث تقدّم اثنان منهم على فريق تشي مو ياو قليلًا، فيما
بقي الثلاثة الآخرون خلفهم
في الواقع، تجربة هذا الفريق الصغير أثارت بعض الاستغراب
فهم لم يعلموا حتى أن الذئاب السماوية دخلوا المصفوفة
ظنوا أن ما حدث لم يكن سوى تقلبات جوية سيئة،
فاحتموا لفترة مؤقتة، ثم عادوا للصيد بمجرد أن تحسن
الطقس، دون أن يواجهوا أي اضطراب يُذكر
ولم يكتشفوا ما جرى فعلاً إلا عند حساب النتائج،
حين سمعوا بالأحداث الصادمة التي وقعت داخل المصفوفة
اختار كل من تشي مو ياو ويي تشيانشي قطعة من حجر اليشم يونفي كمكافأة لهما ليبنيا بها عشًا مريحًا للغزال الصغير
أما التلاميذ الذين جاؤوا خلفهم في الترتيب،
فتنفسوا الصعداء حين رأوا هذا الاختيار
فقد فضّلوا هم اقتناء أدوات قتالية
فمكان الإقامة المليء بالطاقة الروحية يمكن استئجاره بروحيات،
لكنّ فرصة الحصول على أدوات قتالية عالية الجودة لا تتكرر كثيرًا
ومع ذلك، كان بإمكان الناس تفهّم اختيار تشي مو ياو واخته بالطائفة
فمدرسة يو تشونغ تقع في سلسلة جبال فقيرة بالطاقة الروحية، وتلاميذها لا يُسمح لهم بالخروج لفترات طويلة
بسبب انشغالهم برعاية الوحوش الروحية، لذا لم يكن
خيارهم خارجًا عن المألوف تمامًا
بعد استلام المكافأة ، استعد تشي مو ياو للمغادرة وهو يحمل توتو بين ذراعيه ، ملفوفًا في بطانية
فسأله أحد الواقفين بجواره:
“ ما الذي تحمله؟ ذيله سميك جدًا .”
ابتسم تشي مو ياو بلطف وأجاب:
“ إنه وحش روحي .
أخرجته قليلاً لأنه لم يعجبه مناخ المصفوفة .”
وأثناء الحديث ، لاحظ أن العديد من التلاميذ كانوا يرمقونه بنظراتهم
فبما أنه احتل مرتبة عالية ، فقد حصل على مكافأته أولًا،
وكان عليه أن يمر بجانب جميع التلاميذ الأقل ترتيبًا في طريق عودته
أما تلاميذ طائفة نوان يان الذين كانوا في فريقه من قبل،
فقد ظهرت على وجوههم تعابير كئيبة حين مرّ بجوارهم
تلاميذ مدرسة يو تشونغ، الذين اعتبروهم عبئًا لا يُرجى منه
شيء، احتلوا مراكز متقدمة، بينما تلاميذ طائفة نوان يان،
الذين يُفترض أنهم النخبة ، لم يتجاوزوا منتصف الترتيب
كان من المضحك الآن مدى حرصهم وترددهم أثناء وجودهم داخل المصفوفة
خاصة التلميذ مو رين من الفريق
فقد جاء في آخر الترتيب تمامًا
فهو لم يختبئ حتى النهاية مثل أولئك الذين اضطر شيوخهم لإخراجهم،
لكنه لم يظهر سوى قبل أيام قليلة من إعادة فتح المصفوفة
خرج ليتفقد الوضع، ليكتشف أن كل شيء قد عاد إلى طبيعته منذ زمن
كانت نقاطه القتالية ، مع ذلك… بائسة حقًا
و قبل قليل ، ركلَه شقيقه الأكبر أمام الجميع وغادر غاضبًا
كان تشي مو ياو ويي تشيانشي يخططان للرحيل حين لاحظا
بعض الاضطراب من الجانب الآخر
التفت تشي مو ياو ونظر ، ليجد السماوي غوان نان يعترض طريق شي هواي
كان السماوي غوان نان معروفًا دومًا ببروده ومنعزل ،
و تحدث مع شي هواي بطبيعية وقال:
“ سمعت من تلميذي ما حدث داخل المصفوفة ،
وأُقدّر ما فعلته يا الصديق الشاب .
أود دعوتك لزيارة طائفة نوان يان ما رأيك؟”
شي هواي لم يكن راغبًا في الذهاب، إذ كانت لديه أمور أخرى، فرفض ببساطة:
“ لا أريد الذهاب .”
كان السماوي غوان نان غير مشهور بصبره
سحب سيفه فورًا وقال:
“ إذن سأدعوك بنفسي .”
ابتسم شي هواي بسخرية:
“ وهل هذه طريقتكم في استقبال الضيوف ؟”
رد عليه السماوي غوان نان ببرود:
“ اعتبرها طريقتي في الضيافة .”
في تلك اللحظة ، وصلوا فريق أخر يتقدمهم زعيم طائفة تشنغ يو، وقال:
“ السماوي غوان نان، هذا التلميذ من طائفة السحر الشيطاني
قد ألحق الأذى بأحد تلاميذ طائفتنا تشنغ يو!
يجب أن يُحاسَب على ذلك اليوم!
هل تسمح لنا—”
قاطعَه السماوي غوان نان قبل أن يُكمل:
“ دعوتي تأتي أولًا .”
تابع زعيم الطائفة مُصرًّا:
“ لكن يا سماوي غوان نان، الأمر يتعلق بحياة أحد الأشخاص—”
قاطعه مرة أخرى : “ نعم.”، وبدا أن صبره قد نفذ ،
ولم يكن راغبًا في المزيد من الحديث : “ لكنه قتل ذئاب
السماويه داخل المصفوفة وأنقذ حياة جميع التلاميذ فيها،
مما يدل على أن في داخله بعض الرحمة .
سأأخذه إلى جناح نوان يان لتأنيبه .
اعتبروها عقوبة نيابةً عنكم .”
وما إن قال ذلك ، حتى لوّح بأكمامه واختفى مع فريق شي هواي
لقد استخدم تعويذة انتقال فوري
انهار أفراد طائفة تشنغ يو وهم يتبادلون النظرات بوجوه
يعلوها الحرج. فقد أدركوا أن الدين قد سُدّد الآن
نعم، شي هواي أضرّ بأحد تلاميذهم،
لكن عدد الأرواح التي أنقذها يفوق ذلك بكثير
وبما أن السماوي غوان نان من طائفة نوان يان قد قرر
حمايته ، فلن تكون هناك وسيلة لمحاسبته
راقب تشي مو ياو الموقف لبعض الوقت،
وحين لاحظ حيرة يي تشيانشي، أوصل لها التفسير عبر النقل الصوتي:
“ أظن أن الأخ يو يانشو تدخّل وتحدث لصالح شي هواي
أمام السماوي غوان نان.
وإلا لكان شي هواي قد بدأ القتال مع طائفة تشنغ يو لا محالة .
السماوي غوان نان تدخّل لأنه أنقذ عددًا كبيرًا من الناس،
لكنه قليل الصبر، لذا استخدم القوة ليأخذهم معه .”
بما أن الأمور انتهت هكذا ، استطاع تشي مو ياو أن يرتاح أخيرًا
سألت يي تشيانشي بفضول:
“ ألن يقاتل شي هواي ومَن معه السماوي غوان نان إذن ؟”
: “ لن يفعلوا .
شي هواي كان يعرف ما سيجري ، ولهذا بدا متعاونًا أثناء مغادرته .”
: “ إذًا ، سيبقى شي هواي في طائفة نوان يان لبعض الوقت ؟”
: “ على الأرجح لشهرٍ على الأقل .”
: “ يعني سيكون في طائفة نوان يان عندما نخوض الامتحان؟”
كان تشي مو ياو يحتضن توتو ، حريصًا على تغطيته
بالبطانية كي لا تصيبه أشعة الشمس،
لكنه توقف فجأة بعد سماع سؤالها
{ الامتحان !
كيف نسيت أمره ؟ }
الامتحان هو اختبار موحد في عالم الزراعة
يجتمع فيه تلاميذ الطوائف الكبرى ممن هم في نفس
المستوى ليتقدّموا للامتحان في طائفة نوان يان
تُقام دورات تدريبية قبله ،
وتُمنح جوائز قيّمة بعده حسب ترتيب النتائج
المحتوى يشمل أمورًا مثل نظريات الزراعة ،
أساسيات التشكيلات ، قوانين العناصر الخمسة ،
والتدريب على الصيد… إلخ
كان تشي مو ياو يظن أنه سيتمكن من العودة إلى طائفة يو تشونغ ليعيش حياته الهادئة مجددًا ،
{ لكن يبدو أنني … سأرى شي هواي مجدداً ؟ }
: “ أي فرع من طائفة نوان يان سيستضيف الامتحان؟”
: “ فرع السماوي غوان نان طبعًا . لقد حان دورهم .
كل ما يتعلق بالتجنيد والتدريب والاختبارات تحت إشرافه.
لكن بما أنه لا يملك الصبر الكافي ، فالسماوية تشي شان
هي من تتولى المهمة فعليًّا .”
“…”
بدأ تشي مو ياو في الدعاء بحرارة ألا يكون شي هواي ما يزال
هناك عندما يحين موعد ذهابه للامتحان
ما إن خرج تشي مو ياو ويي تشيانشي من وسط الحشد حتى
اندفع المعلم هاو شيا نحوهما شاتمًا،
وصوته حاد ومذعور:
“ توتو حساس للضوء ! لماذا أخرجتماه ؟!”
كان توتو يعيش معظم حياته تحت الأرض ولا يخرج إلا ليلًا
نظره ضعيف ، وعيناه شديدة الحساسية
وأي ضغط زائد قد يؤثر على حركته الليلية
لكن تشي مو ياو لم يستطع قول الحقيقة — أن الموجود في
القرع الآن هو صغير غزال اليوني عديم اللون — فاكتفى
بالقول أنه سيشرح كل شيء عند عودتهم إلى الطائفة
ظن المعلم هاو شيا أن توتو قد أُصيب ،
فظل يشتم تشي مو ياو طول الطريق عائدًا إلى الطائفة —
يتبع
⸻
ركن الكاتبة :
شي هواي : لا يوجد موقد زراعة في هذا العالم أفضل مني!!
تعليقات: (0) إضافة تعليق