Ch30 | TDVWD
بالطبع، لم يكن بإمكان تشي مو ياو استخدام ' تشكيلة القتل الأربع والعشرين ' أثناء اختبارات طائفة نوان يان،
إذ إن تلك التشكيلة كانت شرسة للغاية وقد تفضح هويته
الأصلية كتلميذ من الطوائف الشيطانية
ولحسن الحظ كان قد حضر درس أساسيات التشكيلات مسبقًا ويملك بعض الوسائل في جعبته
وبما أنه موجود هنا على أي حال،
فقد توجّه تشي مو ياو إلى جناح مكتبة طائفة نوان يان
ليبحث عن الكتب ذات الصلة ويُرسّخ معرفته بتشكيلات الطوائف النزيهة الصالحة
وكان في عالم الزراعة أنواع عديدة من الكتب كذلك
فإن كانت لفافة خيزران كتبها أحد المزارعين ، فبإمكان أي
شخص تمرير طاقته الروحية داخلها لتُخزن محتوياتها في
بحر وعيه ، مما يُتيح له تصفحها في أي وقت يشاء —- طريقة مريحة للغاية
لكن هذا النوع من الكتب يتطلّب تدفّقًا مستمرًا من الطاقة الروحية أثناء الكتابة ،
لذا لم يُكتب به إلا المعلومات المهمة بهذه الطريقة البطيئة المجهِدة
ولا عجب في أن لفائف الخيزران لا يمكن إنتاجها بكميات كبيرة
أما بعض الكتيّبات السرية الأساسية جدًا ،
فقد كانت تُنتج ككتب ورقية عادية
وكانت طريقة إنتاجها بسيطة إلى حدٍّ يجعل من الممكن تسليمها لسكان مدينة فانغ لصناعتها بدلًا من أن يضيّع المزارعون وقتهم عليها
وجد تشي مو ياو عدد من الكتب الأساسية حول التشكيلات،
فجلس متربعًا في الأكاديمية ليقرأها
كان يتمتع بصبر كبير عند القراءة ،
ويستطيع الاستغراق في المطالعة لساعات دون أن يتشتت انتباهه
كما أنه كان سريع الفهم ، ويستوعب مضمون ما يقرأه على الفور تقريبًا
كان يحب الدراسة حتى قبل انتقاله إلى هذا العالم ،
بل بلغ به الأمر حد الموت من الإفراط في الدراسة
وكان ذلك هو ما دفعه في حياته الجديدة إلى التقليل من اجتهاده
لكنه الآن، وبعد أن نال تلك الفرصة الثمينة بهيئة نواة شيطانية ، لم يكن ليُفرّط فيها
لذا قرر أن يمنح نفسه فرصة جديدة
وبينما هو منغمس في القراءة ،
بدأ بعض المزارعين الآخرين بالدخول إلى القاعة والجلوس في الأماكن المتاحة
لم يكن الشيخ المحاضر قد وصل بعد ،
لذا بدأ معظم من دخلوا لاحقًا في القراءة بجدية كما فعل
ثم دخل وجهان مألوفان ——-
مو رين وتانغ مينغ ، المعجبين بمينغ شاولو ،،،
وبمجرّد أن رأى تانغ مينغ تشي مو ياو ، ابتسم بمكر وتوجّه
نحوه قائلًا: “ أليس هذا ' شي شي دي ' ؟
لم نلتقِ منذ زمن طويل .”
لكنه تعمّد تحريف لفظ ' تشي شيدي ' ليبدو أشبه بعبارة ' كُل القذارة ' وكان ذلك إهانة واضحة موجّهة لتشي مو ياو
وأثارت تحيته تلك ضحكاتٍ مكتومة من التلاميذ المجاورين
رفع تشي مو ياو رأسه وكأنه لم يسمع شيئ ،
وفي عينيه لمعة صفاء وهو يردّ بابتسامة :
“ آه، إنه أنت يا الأخ تانغ . لم أرك خلال النصف الأخير من الرحلة أبدًا . حقًا، مرّ وقت طويل .”
كان تانغ مينغ أحد التلاميذ الذين اختبأوا حتى أُعيد فتح
التشكيلة، مما أغضب معلمه كثيرًا
فتغيّرت تعابير وجه تانغ مينغ فورًا
اقترب مو رين وألقى نظرة على غلاف الكتاب الذي يقرأه
تشي مو ياو، ثم سخر قائلًا: “أليس من المتأخر قليلًا أن
تتعلّم أساسيات التشكيلات الآن؟”
تغيرت ملامح تانغ مينغ فور سماعه ذلك، وانفجر ضاحكًا
أيضًا: “ كنت أظن أنك تملك بعض المهارات بما أنك
سجّلت في الاختبار .
هل تنوي الذهاب إليه لتكون كبش فداء فقط ؟”
كان تشي مو ياو عاجزًا بعض الشيء وهو ينظر إلى هذين الاثنين، لم يعرف حتى كيف يرد
ولحسن الحظ أن يي تشيانشي كانت لا تزال تأخذ قيلولة ما
بعد الظهر، وإلا كانت لتفتعل شجارًا بالتأكيد
كان مو رين يكره تلاميذ الطوائف الشيطانية منذ زمن،
بل إن كراهيته امتدّت حتى إلى من لهم علاقة بتلاميذ
الطوائف الشيطانية ، مثل تشي مو ياو
إضافة إلى ذلك، كان متكبرًا جدًا، ويغيظه أن تشي مو ياو تفوّق عليه في وقت سابق
ولا حاجة لذكر تانغ مينغ، فقد كان شخصية هامشية حمقاء في الرواية الأصلية ،
يتملّق من هم أقوى منه ويُضطهد من هم أضعف
وكان يحمل مشاعر تجاه مينغ شاولو، التي كانت بدورها تكن
المشاعر لشي زيهي، ولهذا السبب كان تانغ مينغ يضايق شي زيهي كثيرًا في الرواية
وبالطبع، كانت نهايته مأساوية جدًا
إذ إن هناك قاعدة لا تُكسر في الروايات : الشخصيات التي
تُستعمل كحطب للمدفع وتتصرف بشكل متعالي ،
تنال جزاءها المستحق .
وهذان الاثنان فعلا يتصرفان بذلك الشكل وبشدة .
ربما السبب أن الفتيات غالبًا يُقدّرن الجمال، سواء في الفتيات أو الفتيان
لكن بعض الرجال يكرهون الفتيان الرقيقين بجنون ،
ويزداد احتقارهم لهم لأنهم لا “يتّسمون بالرجولة” كما ينبغي
وخصوصًا حين يُشار إليهم بلقب “جميل”، فذلك يدفعهم إلى الحافة
يمكنهم الاعتراف بأن تشي مو ياو جميل ، لكنهم لا يستطيعون تقبّل ذلك
بل في الحقيقة ، جمال تشي مو ياو يُثير في نفوسهم شعورًا
بالغثيان ، وهو شعور لا يترددون في إظهاره
رمى مو رين الكتاب نحو تشي مو ياو ، لكنه لم يهبط على الطاولة ، بل سقط على الأرض ، والغلاف لأسفل والعمود
للأعلى ، يبدو وحيدًا هناك
قال بازدراء يكسو ملامحه : “ أمثالك لا يملكون أي احترام للاختبار .
هذا الاختبار هو فرصة حقيقية أمام المزارعين لإثبات
أنفسهم والحصول على الموارد التي يحتاجون إليها بشدة.
إنه أمر بالغ الجديّة .
أما أمثالك، الذين يسجّلون عشوائيًا ويتعاملون مع الأمر كأنه
لعبة حظ، فهم لا يحترمون أنفسهم ولا جهود الآخرين .”
عقد تانغ مينغ ذراعيه، وألقى نظرة نحو شي زيهي لمجرد
الاستفزاز، ثم قال: “ ليس الجميع يولدون على قدم المساواة .
البعض وُلد بجذور روحية ضعيفة لا يمكن تعويضها حتى بالكدّ والاجتهاد .
هؤلاء لن يصبحوا شيئًا مهما فعلوا . وأنت ؟
أنت أسوأ حتى من النفايات التي تستطيع العمل بجد .
أشبه بأرنب يركض نحو الصياد .”
رد تشي مو ياو بهدوء وهو يلتقط كتابه : “ أنا فقط أردت
اغتنام الفرصة لتصفح كتب طائفة نوان يان .
وليس الأمر أنني لم أدرس هذا من قبل . شكرًا على قلقكما.
سأبذل قصارى جهدي في الاختبار .”
تمتم تانغ مينغ: “ وكأن هذا سيُحدث أي فرق…”
في هذه اللحظة ، سُمعت ضحكة باردة لشخص ما
كان هذا الشخص يخطو بثقة وقال: “ جذور روحية غير نقية
تحتقر جذورًا روحية غير نقية مثلها ؟”
تقدّم شي هواي وجلس إلى جانب تشي مو ياو ،
ثم ابتسم لمو رين وتانغ ، و في عينيه نية قتل واضحة ،
دون أي أثر للدعابة في نظرته
أثارت كلمات شي هواي ارتباك مو رين وتانغ مينغ
فجذور الروح ذات العنصر الواحد كانت نادرة أصلًا في عالم
الزراعة، أما أصحاب الجذور الروحية المتحوّلة مثل شي هواي، فندر وجودهم مرة كل ألف عام
حتى أول سبعة قصور في طائفة نوان يان كان أغلب
تلاميذها من ذوي الجذور الروحية المزدوجة
أما أصحاب الجذور الثلاثية ، فلا يظهرون إلا خارج تلك القصور السبعة
ولهذا، كان أصحاب الجذور الروحية المزدوجة يعتبرون أنفسهم ذوي موهبة ممتازة
وخاصة مو رين فعلى الرغم من أنه يمتلك جذورًا روحية مزدوجة ، إلا أن إحدى هاتين الجذور كانت ضعيفة للغاية، لدرجة أنه لم يتقن سوى تعاويذ عنصر الخشب وحدها
وكلما زاد عدد الجذور الروحية، زاد الوقت اللازم لتعلّم تعاويذ باقي العناصر
مما يعني إضاعة المزيد من الوقت والطاقة لتحقيق نفس النتيجة ،
وقد يؤدي وجود عدة عناصر إلى إضعاف نقاء الجذر الروحي ،
مما يجعل من الصعب استثمار أي عنصر إلى أقصى حدوده
في هذه الحالة، يكون القليل أفضل من الكثير
الجذور الروحية المزدوجة جيدة ، لكنها تُعدّ غير نقية مقارنةً بجذور شي هواي
أفلا يُعدّ من المضحك أن ترى من يملك جذورًا روحية غير نقية يُحاول النيل من شخصٍ يملك جذورًا غير نقية أيضًا ؟
قبض مو رين يديه بإحكام ورد بامتعاض: “ بالطبع لا يمكننا
مقارنة أنفسنا بمن تمّ تصميمه بعناية مثلك .”
وما إن سمع سونغ وييو هذه الكلمات حتى استدعى مطرقته ليضرب مو رين بها
فهم لم يكونوا ممّن يضيعون وقتهم في الجدال مع الآخرين، بل ينهون المسألة بقتل من يُثير أعصابهم
ولم يمنعه شي هواي، بل قال ببرود: “ اقطع لسانه .”
ردّ سونغ وييو وهو يستدعي سيفه بدل المطرقة : “ دعني فقط أبدّل الأداة أولاً .”
فتحدّث تشي مو ياو ببرود وهو يقلب صفحات كتابه: “ الناس يولدون كما يُزرع الأرز .
نفس الخطوات من البذر إلى الحصاد .
ربما لم يكن والدا شي هواي يحبّان بعضهما ، لكنه موهوب للغاية .
أما والداك فيُحبّان بعضهما، لكنك للأسف خرجت بجذر
روحي غير نقي مثل بقيتنا .
لكلٍّ مزاياه ونقائصه . لا حاجة للتعمق في المقارنة .”
بصق مو رين وقال: “ أنا لست مثلكم .”
بدت على وجه سونغ وييو علامات الحيرة، وقال: “يعني أنت مثلنا إذًا ؟”
فانقطعت الكلمات عن مو رين ، وتحول وجهه إلى لون كبد الخنزير
قلب تشي مو ياو الصفحة بهدوء وقال: “ أشكر الإخوه المزارعين المحترمين على هذه النصائح الغالية .
سأحرص على تذكّرها وحفرها في قلبي .
أظن أن الدرس سيبدأ قريبًا، من الأفضل أن تتفضلا بالجلوس .”
لم يكن لدى مو رين وتانغ مينغ رغبة في التصعيد مع مجموعة شي هواي
وخاصة تانغ مينغ، الذي لم يجرؤ على قول كلمة منذ دخول شي هواي لأنه جبان يتنمّر فقط على من هم أضعف منه
فدفع مو رين جانبًا وجلس في أبعد نقطة عن تشي مو ياو
أما شي هواي، فجلس مجددًا إلى جوار تشي مو ياو ،
وكان من الواضح أنه ينوي قضاء الوقت معه هنا أيضًا
وما إن جلس، حتى أسند ذقنه إلى كفّه وبدأ بالتحديق في تشي مو ياو مجددًا
كان مجرد التحديق أمرًا يمكن احتماله ،
لكن نظرات شي هواي كانت حادة ومخترقة ،
تشبه نظرات الوحوش المفترسة
حينما ينظر إلى ما يرغب به، تحترق عيناه كحرارة الشمس
تشي مو ياو: “…”
المزارعون عادةً يملكون حاسة سادسة أكثر حساسية
شعر تشي مو ياو بشيء ما، فالتفت نحو شي زيهي
وكما توقّع، كان شي زيهي ينظر إليه بل وأهداه ابتسامة ودّية
شعر تشي مو ياو بأن شي زيهي يُكنّ له انطباعًا طيبًا،
فتنفّس الصعداء
{ عدم إثارة عداوة البطل أشبه بإنقاذ نصف حياة }
لكنّه سرعان ما لاحظ أن ملامح شي زيهي تبدّلت ،
وارتسم على وجهه الاضطراب حين التفت إلى شي هواي
لم يكن على تشي مو ياو أن ينظر ليتأكد — لقد كان واثقًا
بأن شي هواي يُحدّق في شي زيهي بنظرة ترهيب،
فلم يكن أمامه سوى أن ينزل عينيه إلى كتابه بسرعة
أما شي زيهي ، فلم يكن ينوي مواصلة النظر لتشي مو ياو، فعدّل جلسته واستعد لبدء الدرس
أدرك تشي مو ياو أن شي هواي يشبه كلبًا كبيرًا غيورًا يُظهر
أنيابه في وجه أي أحد يتفاعل معه
وإن تعرّض للأذى ، يُسرع شي هواي في “الدفاع عن سيده” بشراسة
كما أنه شديد التعلّق به ولا يفارقه أبدًا
لكن للأسف ، لا يمكن وصفه بـ الكلب الوفي ،
بل فقط شبيه الكلب لأنه إنسان
لاحظ شي هواي أن تشي مو ياو بدأ يعتاد على نظراته الحارقة
تذكّر أن آ-جيو كان يعرف أيضًا عن التشكيلات،
بل ويُجيدها إلى حدٍّ ما، رغم أن حديثهما عنها كان نادر
{ بل كان يوجد أثر لتشكيلة في آخر مرة أصابت فيها نيران تنين الهوي أحدهم
والآن، سجّل تشي مو ياو في اختبار التشكيلات الإضافي
هل قرر التخلّي عن التخفي ؟ }
أثار هذا التفكير ابتسامة صغيرة على شفتي شي هواي
كان تشي مو ياو ذكيًا ، لا شكّ في ذلك
ولا بدّ أنه أدرك أن شي هواي قد كشف هويّته تقريبًا،
ولم يعد من المجدي مواصلة التمثيل
ولم يكن من النوع الذي يتظاهر بالخسارة لمجرد خداع أحد
لكن طالما أن تشي مو ياو يرفض الاعتراف، فسيظل هو وشي هواي في حالة جمود
إذ لم يجد شي هواي حتى الآن وسيلة قاطعة لإثبات هويته
في تلك اللحظة ، بدا أن المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي
الذي يُلقي المحاضرة قد توتر فجأة واستقام في جلسته
كما شعر باقي المزارعين في القاعة بضغطٍ قوة هائل
( ضغط قوة : )
لقد دخل أحد السادة السماويين في مرحلة ولادة الروح إلى القاعة
فعندما يظهر مزارع في هذه المرحلة ، يشعر من هم دونها بضغط لا يُحتمل
فالفرق بين مرحلة ولادة الروح ومرحلة بناء الأساس شاسعٌ للغاية ،
لدرجة أن رفع يد واحدة من شيخٍ في تلك المرحلة قد يعني
الموت الفوري لمن هم دونه،
دون حتى أن يُتاح لهم الوقت للمقاومة
وقفت السماوية الموقرة شيان يوي عند مدخل قاعة الدرس،
وذراعاها معقودتان، ونظراتها موجهة إلى شي هواي والبقية
شعر شي هواي بوجودها،
فرفع رأسه ناظرًا إلى السماوية الموقرة شيان يوي،
و في عينيه نظرة ساخرة،
وكأنّ مراقبة أحد السادة السماويين له أمر لا يزعجه على الإطلاق
حمل نظره غرورًا واستخفافًا ، ولم يُبدِ أي رغبة في مجاراتها
وبعد انتهاء المحاضرة ، قالت السماوية الموقرة شيان يوي: “ ليتقدّم التلاميذ الثلاثة من طائفة تشينغ زي، أريد التحدّث إليكم .”
( للتذكير شيان يوي كانت معجبة بـ السماوي غوان نان ' اوسم رجل / بس سحب عليها واختار تشي شان ( زعيمة طائفة هي هوان ' طائفة مو ياو سابقاً ' )
وعندما استدارت لتغادر ،
رمقت تشي مو ياو بنظرة خفيفة بالكاد تُلحظ،
انخفضت فيها زوايا شفتيها ثم خطت إلى الخارج بخطى سريعة
( للتذكير حاقده عليه شوي لأنه بنت اختها مينغ شاولو ( ارجعوا للفصل 16 اذا حابين تتذكرون )
أما شي هواي ورفاقه ، فلم يُعيروها اهتمامًا كبيرًا
بل بدا أن شي هواي لا يزال ينوي مرافقة تشي مو ياو
فقال لـ مو ياو : “ سنذهب في نزهة لجناح السماء فوق طائفة نوان يان ، هل ترغب بالانضمام معنا ؟”
هزّ تشي مو ياو رأسه : “ لا.”
: “ لا يوجد ما يُفعل على أي حال .”
: “ ما زلت أحتاج لقراءة هذه الكتب .”
رفع شي هواي حاجبًا وسأله: “ كتاب التشكيلات هذا ؟
ألسْتَ بارعًا في التشكيلات ؟
يبدو أن لديك بعض الفهم فيها .”
أخذ تشي مو ياو يضع أغراضه في حقيبته الكونية وقال: “ فهم سطحي فقط .”
كان شي هواي على وشك قول شيء آخر ،
لكن أضواء ذهبية كثيرة ظهرت أمامه فجأة ،
وأجبرته على التراجع
يبدو أن من يتحكم في تلك الأضواء كان يتوقّع ردود أفعاله،
إذ أجبرته الأضواء على اتباع المسار الذي اختارته له.
لم يكن أمام شي هواي خيار سوى مغادرة قاعة الدرس
والتوجّه نحو السماوية الموقرة شيان يوي
هذا المشهد دفع الكثير من المزارعين إلى التراجع سريعًا،
لكن فضولهم دفعهم للتوقف على مسافة ومتابعة ما يحدث
بدأ بعض العارفين من التلاميذ يتهامسون فيما بينهم
ما إن استقر شي هواي إلى جوار السماوية شيان يوي،
حتى أطلق على الفور لهب التنين الهوي باتجاهها من دون أي تردد، وكأنه لا يكنّ لها أي احترام
لكن السماوية شيان يوي استخدمت على الفور تعويذة قمع خفّفت من شدة اللهب ،
واستطاعت الصمود أمام الهجوم ، ثم قالت: “ لم أرغب أن أتحرّك في البداية .”
ضحك شي هواي ببرود ورفع ذقنه بتعجرف : “ ولا أنا كنت أريد إضاعة وقتي معك .”
قالت بنبرة غاضبة: “ أعلم أن السيد السماوي غوان نان
أحضرك إلى هنا كي تتوب ،
لكنك تماديت كثيرًا في طائفة نوان يان.
أتراك تظن أن هذا المكان مخصص للعب؟
تتجول كما تشاء… بل تجرأت على إيذاء تلاميذنا وإحراق جناح أمس !”
في الليلة الماضية، كانوا شي هواي ورفاقه يشعرون بالملل،
فتجولوا حتى وصلوا إلى مكان ذي إطلالة جميلة عند حدود الجناح الخامس
وكان سونغ وييو وزونغ سيتشن من محبّي الشراب،
فانغمسا في الشرب والدردشة في الجناح،
بينما شي هواي متكئًا على أحد الأعمدة مغمضًا عينيه
رآهم بعض تلاميذ الجناح الخامس، وسرعان ما تقدّموا إليهم معترضين،
قائلين إن هذه المنطقة تابعة للجناح الخامس، وأنهم لا يرحبون بتلاميذ الطائفة الشيطانية
لكن سونغ وييو كان دائمًا سيئ المزاج ،
فبدأ الجدال معهم فورًا. أولئك التلاميذ في مرحلة الجوهر الذهبي ظنّوا أن من أمامهم مجرد مزارعين في مرحلة بناء
الأساس، فحاولوا ' تأديبهم '
إلا أن شي هواي شديد الحماية لأتباعه ،
فاستدعى التنين الهوي على الفور ،
لأن الأمر تجاوز خلافًا بين تلاميذ وأصبح مواجهة بين عالمَين
ومع ذلك ، فقد كان التنين الهوي متحفظًا نسبيًّا هذه المرّة،
ولم يُحرق سوى جناح واحد
وفي النهاية ، لم يفشل تلاميذ الجناح الخامس في هزيمة
مجموعة شي هواي فحسب ، بل تعرّضوا أيضًا لإصابات خطيرة
وكانت السماوية شيان يوي تنتمي للجناح الخامس،
ولهذا جاءت إلى الجناح الثالث لتنذر مجموعة شي هواي وتُوجّه لهم تحذيرًا أو اثنين
أخذ شي هواي يعبث بلعبته النارية وكأنها مجرد أداة مسلّية
وقال ببرود: “ إذاً ماذا ؟”
: “ هذا المكان ليس في منطقة 'سماء الغيوم الخارجية 'خاصتكم ،
وليس لكم أن تفعلوا ما تشاؤون فيه
طائفة نوان يان لا ترحّب بضيوف من أمثالكم.
إن كنت تتوق إلى الرحيل، فارحل إذن.
وسأتحدث أنا مع السماوي غوان نان.”
فهم شي هواي ما تعنيه، فابتسم باهتمام وقال: “ أأنتِ هنا لطردي؟
هل تظنين فعلًا أنك قادرة على إصدار الأوامر لي؟
أليس من المُخجل أن ينزل سيد سماوي مثلك إلى هذا
المستوى ويتحدث مع تلميذ صغير؟
آه… فهمت. أنتِ خائفة لأن تلاميذك في مرحلة الجوهر
الذهبي لا يستطيعون التعامل معي، لذا جئتِ بنفسك ؟”
انفجر كل من زونغ سيتشن وسونغ وييو ضاحكَين من كلامه
و وجه السماوية شيان يوي أصبح مظلماً
لقد أصاب شي هواي كبد الحقيقة
ففي الليلة الماضية ، كان هناك خمسة مزارعين في مرحلة
الجوهر الذهبي قد اشتبكوا مع شي هواي
وفي عالم الزراعة ، يُفترض أن يكون هناك فجوة شاسعة بين
المراحل المختلفة ، لكن شي هواي كان استثناء
فقد بقي لوقت طويل عند قمة مرحلة بناء الأساس ،
ورفض دائمًا الدخول في عزلة لاختراق مرحلة الجوهر الذهبي ،
لكنه تعاقد مع التنين الهوي، مما مكّنه من مواجهة سادة
سماويين في مرحلة ولادة الروح
ولهذا، لم يتمكن خمسة مزارعين في مرحلة الجوهر الذهبي
من مجاراته ، بل تلقوا منه ضربًا مبرّحًا
ولو تمّ تجاهل الأمر ، فأين سيكون وجه الجناح الخامس ؟
السماوية شيان يوي كانت دومًا سريعة التصرف،
وهي صفة لم تغادرها رغم عمرها الذي تجاوز مئات السنين
ولهذا، جاءت بنفسها إلى هنا لطرد شي هواي
قالت مرة أخرى: “ نظرًا لكونك ما تزال تلميذًا صغيرًا في السن ، فلن أتابع الموضوع إن اعتذرت بصدق وغادرت طائفة نوان يان .”
لكن شي هواي لم يُبدِ أي رغبة في مجاراتها ،
بل كان يستعد لاستدعاء التنين الهوي لطردها بنفسه
فهو في الحقيقة كان مستمتعًا بوجوده في طائفة نوان يان،
ووجود تشي مو ياو فيه كان سببًا إضافيًا لعدم رغبته في المغادرة
لكن عندما حاول استدعاء التنين الهوي وفشل،
لاحظ وجود سيد سماوي آخر يقف إلى جانب السماوية
شيان يوي، رجل في منتصف العمر بوجه عبوس تحفّ به
لحية رفيعة
شفتاه مضمومتين، وتبدو عليه ملامح الجدية
كان يستخدم يدًا واحدة لنسج الأختام، وعيناه مركّزتان على
شي هواي، ويبدو أنه ألقى تعويذة قمع
فعندما يصل مزارع ذو جذر روحي من عنصر الأرض إلى
مرحلة ولادة الروح، يصبح بإمكانه تعلم تعاويذ القمع
هذا النوع من التعاويذ يتطلب من المستخدم أن يظلّ ثابتًا
تمامًا أثناء سريان التعويذة، بينما يُترك الهجوم للآخرين
وبعد أن تأخذ التعويذة مفعولها،
فإنها تستطيع تقليص شدة هجمات الخصم،
بل إن بعض الرموز والتشكيلات تُصبح غير قابلة للتفعيل،
وحتى الوحوش الروحية المُتعاقد معها تُمنع من الاستدعاء
ولو كان والده شي لين حاضرًا ، لتمكّن من كسر هذا النوع
من القمع بسهولة بفضل كونه في قمة مرحلة ولادة الروح
لكن شي هواي لم يستطع ذلك، لأن مستواه ما يزال عند
قمة مرحلة بناء الأساس، ودون مساعدة التنين الهوي
أما سونغ وييو، والذي كان أضعفهم من حيث الدفاع،
فقد ارتجفت ركبتاه وكاد يسقط أرضًا بسبب ضغط ذلك السيد السماوي
ابتسمت السماوية شيان يوي قليلاً ، وبدا عليها الرضا وهي
ترى تلك الوجوه المتعجرفة تزداد قتامة تحت وطأة القمع
{ لقد أصبحوا طائفة الشياطين يتمادون أكثر فأكثر منذ توقيع اتفاق السلام ،
خاصةً هذا الـ شي هواي ! ، الذي لم يكن يضع السادة
السماويين من الطوائف المشهورة في حسبانه
ومع ذلك ، لهذا الشيطاني عادة غريبة في القيام بأعمال خيرية بين الحين والآخر }
كانت تتمنى أن تلمع مينغ شاولو في الرحلة السابقة ،
لكن شي هواي سرق منها الأضواء
ومنذ ذلك الحين، أصبح شوكة في عينها
وبصراحة، فإن شي هواي، بمستواه في بناء الأساس، ليس سوى نملة في نظرها
# رسائل نُقلت بالبرق السماوي من قبل ،
والآن يحرق الأجنحة في طائفة نوان يان…
إن لم يُلقَّ درسًا ، فستظن طائفة الشياطين نفسها فوق الجميع ! }
لكن في تلك اللحظة، ظهر شيء فجأة أمامها
وبالكاد لاحظته في الوقت المناسب ،
فلم تستطع تفاديه تمامًا
لقد خدش خدها سلاح مخفي طائر ، وترك عليه جرحًا رقيقًا بدأ ينزف دمًا طفيف
أما المزارع الذي كان ينسج الأختام فقد أدرك على الفور أنه
كان الهدف الرئيسي لذلك السلاح ، فالتف بجسده ليتفاداه
{ مسار السلاح المخفي معقد ودقيق للغاية ،
بحيث تمكن من إصابة السماوية شيان يوي واستهداف
المزارع الذي كان ينسج الأختام في ضربة واحدة
لذا، من ألقاه إما أنه يملك خبرة قتالية واسعة ،
أو… أنه تلميذ متفوق يجيد استخدام الحسابات الهندسية
لتعزيز مهارته في رمي الأسلحة … }
كان كامل انتباه السماوية شيان يوي منصبًّا على مجموعة شي هواي
كما أنها كانت تشعر أن داخل طائفة نوان يان مكان آمن تمامًا،
ولم يكن في حسبانها أن يجرؤ أحد على إيذائها،
لذا لم تكن متيقظة على الإطلاق
ورغم أن هذا السلاح المخفي لم يُلحق ضررًا كبيرًا ،
إلا أنه كان المفتاح لقلب الموازين
ففي لحظة الغفلة تلك ، استغل شي هواي الفرصة
لاستدعاء التنين الهوي ، وصدّ به هجوم السماوية شيان يوي
في الوقت نفسه ، امتدت عدة حواس إلهية باتجاه مصدر السلاح ،
لكن لم يتمكن أحد من رصد أي وجود هناك
ومع ذلك ، ومن خلال أسلوب الرمي ، كان من الممكن الاستنتاج أن من يقف خلفه هو…
{ ' أحد تلاميذ طائفة هي هوان —- ' }
ضاقت عينا السماوية شيان يوي قليلًا من الغيظ حين رأت تنين الهوي،
لكنها مع ذلك استخرجت سيفها لترد به على أي هجوم من شي هواي
لكن من غير اللائق أن تُنقل الأحاديث بأنها دخلت في مواجهة فعلية مع تلميذ في مرحلة بناء الأساس
لم تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد
فمن ألقى السلاح المخفي وضعها بين نارين
لحسن الحظ، وصل السماوي غوان نان في الوقت المناسب وأوقف القتال، وقال:
“ السماوية شيان يوي، هذا الضيف تحت رعايتي .
إن كان قد أخطأ في شيء، فتحدثي إليّ أولًا .
أليس من التعدي أن تأتي إليه مباشرة هكذا ؟”
ازداد شعور شيان يوي بالإحراج فور رؤية غوان نان ،
فوقفت متجهمة والسيف ما زال في يدها
فشي هواي قد يهجم في أية لحظة ،
لذا لم تستطع أن تنزل حذرها ،
لكنها أيضًا لم تعرف كيف تواجه السماوي غوان نان ،
كانت مشاعرها مزيجًا من الخزي والغضب
قالت وهي تغيّر الموضوع:
“ لقد تسلّل بعض تلاميذ طائفة هي هوان إلى طائفة نوان يان .”
لكن غوان نان لم يُبدِ أي اهتمام، بل قال بهدوء:
“ الكثير من المزارعين قدموا لأداء الاختبار .
ما الغريب في أن يختلط بعض تلاميذ طائفة هي هوان بينهم ؟”
ردت بامتعاض:
“ ألا تخشى أن يخرّبوا مجريات الاختبار ؟”
فأجابها ببرود :
“ غايتهم ليست سوى الزراعة بطريقتهم الخاصة .
وسيكون في هذا درس مناسب لبعض تلاميذنا عديمي
الحذر من الذكور ، ليتعلموا خطر هذا العالم .”
“…” { أليس السبب الحقيقي أنك لا ترغب في تكبّد عناء مطاردتهم أصلًا ؟ }
ثم نظر غوان نان إلى شي هواي وقال:
“ لا تعرْ هذا الأمر اهتمامًا . سأرسل أحد التلاميذ إليك بعد أن أنهي حديثي معها .”
فالسماوية شيان يوي كانت نظيرًا له في المكانة، ولهذا جاء بنفسه. أما التعامل مع شي هواي لاحقًا، فذلك لا يعنيه، وتركه لأحد تلاميذه
لكن شي هواي استدعى تنين الهوي سريعًا وقال ببرود وهو يغادر:
“ أنا لا أهتم لأنني لا أملك الرغبة أصلاً في إضاعة وقتي عليها .”
وغادر في الحال
صحيح أن شي هواي توقّف عن القتال مع السماوية شيان يوي، لكن كلماته كانت مهينة لدرجة أن وجهها ازرقّ للحظة
لم تسترد وجهها الضائع ، بل زادت الطين بلة وألحقت العار بنفسها
فقد شاهد كثير من التلاميذ الموقف بأعينهم،
ومحاولتها جعل تلاميذ طائفة الشياطين عبرة للآخرين ارتدت عليها،
ومن المرجح أن تنتشر الحكاية قريبًا كفضيحة
أما بعد مغادرة شي هواي، فقد تبعه كل من سونغ وييو وزونغ سيتشن بخفة ونشاط:
{ حان وقت الإمساك بـ آ-جيو ! }
يتبع
موو ياووو!! ياربي عليه،
ردحذفما يمديه يرتاح لحظة إلا ويطلع له عشرة يحارشونه ):
ما يتعبوا؟ ما عندهم حياة؟
بس الحمدلله فيه "هواي" أكبر داعم ومدافع،
حشرهم واحد واحد، وأنا جدًا راضية عنه 💅🏼
بس يا مو ياو، يا ماما...
مدامك ما تبغى تخسر بسبب هويتك اعترف وخلصنا ، أنا كنت أعذرك،
قلت يمكن خايف هواي يذبحك لو عرف...
بس الحين؟ وش عذرك؟
الرجّال واضح مغررررم فيك،
حتى لو طاقته قوية وجسمه أقوى، و الجنس معاه يستنزفك مو مبرر خلاص بعدين الشي اللي انت تهرب منه احلام كثيرين !!
أما شيان يوي؟ وقرف بنت أختها؟!
قسم بالله يقهروا،
وجع، عمى يعميهم يا رب
ومتأكدة مليون بالمية إن اللي ساعد هواي في الهجوم كان "مو ياو"،
أنا مو مقتنعة بأي خيار ثاني، أبدًا.
غوان نان؟
يُنافسني بالكسل،
ولا كأنه يبي يتحرك ولا يهمه
الزبدة؟
أنا واثقة إن هواي حاس نفس إحساسي،
وعارف إن اللي ساعده كان آ-جيو،
وعشان كذا آخر شي قال:
"حان وقت الإمساك بـ آ-جيو!"