Ch32 | TDVWD
عندما استيقظ تشي مو ياو، لم يكن شي هواي في الغرفة
لم يعرف حتى متى غادر، إذ كانت مغادرته هادئة للغاية
لدرجة أنه نام دون أن يشعر بها
أول ما فعله هو النظر إلى ملابسه،
وبعد أن تأكد من أنها لا تزال مرتبة،
نهض من السرير واستخدم تعويذة التنظيف البسيطة لتنظيف نفسه
وبعد أن انتهى ، تحقق من حقيبة الكونية بحذر
فوجد بداخلها شيئًا غير مألوف، فأخرجه بسرعة ليتفقده
كان كيس الحجارة الروحية الذي أعطاه إياه شي هواي سابقًا
وبعد أن أدخل طاقته الروحية لتفقده،
قدّر أن فيه ما يقارب خمسة آلاف حجر روحي
لم يسبق لتشي مو ياو أن امتلك هذا العدد من الحجارة الروحية في حياته كلها
وكأنه فقير استيقظ ليجد نفسه قد أصبح ثريًا،
اجتاحه شعور دائم بالخوف من خسارة هذه الثروة الجديدة
كما وجد في الحقيبة أيضًا طقم من الرداءات والأحذية المسحورة
تلك الرداءات بيضاء فضية، ومطرزة بزخارف معقدة
أما الكتفين والأكمام والأطراف فكانت مزينة باللون الأزرق الفاتح ،
وحزامها مرصع بأحجار كريمة زرقاء فاتحة تعزز من قدراتها الدفاعية
وبشكل عام، بدت تلك الملابس فاخرة وجميلة للغاية
تلك من الرداءات المسحورة التي تتعرف على صاحبها
فقط عليه أن يُدخل طاقته الروحية فيها،
فتصبح خاضعة لأوامره،
ويمكنه ارتداؤها وخلعها وقتما شاء،
مما يجعلها مريحة للغاية
وبعد أن تفحصها، لم يستطع تشي مو ياو إلا أن يتمتم قائلاً:
“ واو”، مما أبرز مجددًا كم هو فتى ريفي بسيط
تلك الرداءات جميلة للغاية لدرجة أنه لم يجرؤ على ارتدائها
فمثل هذه الرداءات الدفاعية مناسبة جدًا لارتدائها أثناء
اجتياز المحن السماوية ، ومع ذلك ، حتى رداء شي هواي
نفسه قد تضرر خلال كارثة الرعد السابقة
لذا، سيكون من المؤسف أن تحترق تلك الملابس الجميلة بفعل برق عابر
وبينما يتأمل الرداء المسحور، وصلت يي تشيانشي إلى باب
غرفته ونادته: “شيدي، هل استيقظت؟”
أسرع تشي مو ياو بإعادة كل شيء إلى حقيبته ، ثم خرج
سريعًا وقال: “نعم، استيقظت.”
قالت: “ فلنذهب إذن.
الأداة الروحية خاصتي ليست سريعة جدًا ،
لذا علينا أن نتحرك مبكرًا .”
فاليوم هو بداية اختبارات النقاط الإضافية ——
وكان تشي مو ياو قد سجل لاختبار التشكيلات ،
لذا كان عليه أن يصطف مبكرًا للدخول إلى التشكيل
أُقيم اختبار المصفوفات في مكان التجارب التابع لطائفة نوان يان، وهو بعيد إلى حد ما عن القصر الثالث ،
ولهذا احتاج تشي مو ياو إلى مرافقة يي تشيانشي
وفي طريقهم إلى ساحة التجارب ،
من الممكن رؤية برج الزجاج المزجج ذي التسعة والتسعين طابقًا من بعيد
ولم يكن ضباب الصباح قد انقشع بعد،
فبدا برج الزجاج وكأنه ينهض من ضباب أبيض وسط غابة خضراء ، شامخًا بهيبته فوق كل ما حوله
هبت نسمة لطيفة، فتراقصت غابة الخيزران من حولهم،
وتموج الضباب في الهواء كالسحب الرقيقة عند الأفق
ولبرهة، بدا وكأن حدود السماء والأرض قد تلاشت،
إذ تلألأ كل شيء بالبياض الناعم
هبط تشي مو ياو برفقة يي تشيانشي، وبعد أن استعادا
توازنهما، ألقيا نظرة حولهما فوجدا أن العديد من التلاميذ
قد وصلوا بالفعل إلى المكان
معظم من حضروا في هذا الوقت المبكر من أولئك الذين جاؤوا لأداء الاختبار ،
أما من أتوا للمشاهدة فقط فسيبدأون في الوصول بعد يومين
وأما الأجواء ، فبينما الجميع يميل إلى تبادل الحديث أثناء
التسجيلات السابقة، فقد ساد الآن الصمت والتأهب،
وبدأ كل شخص يبحث له عن زاوية يستريح فيها بصمت
رأى تشي مو ياو شي زيهي وسط الزحام،
لكنه لم يذهب لتحيته لأنه كان بصحبة هان تشينغيوان
{ هذا الثنائي من الأبطال فعلاً لا يفترقان أبدًا }
أشارت يي تشيانشي إلى برج الزجاج المزجج ذي التسعة والتسعين طابقًا، وقالت: “ترى الطابق التاسع؟
إنه أوسع قليلاً من باقي الطوابق .”
أومأ تشي مو ياو برأسه : “ نعم، أراه.”
: “ بعد أن تتجاوز الطابق التاسع، سنتمكن من رؤية تقدمك
في الاختبار .
المساحة التي في المنتصف هو بُعد التشكيل الذي ستدخل إليه،
والدائرة الواسعة من حوله هي مدرجات المتفرجين.
سنكون قادرين من هناك على رؤية كيف تكسرون التشكيل.
إذا لم تعد بعد يومين، سأذهب إلى هناك لأراك .”
: “ أجل، حسنًا.”
: “ لكن الأولوية للسلامة.
إذا أصبت بجروح خطيرة أو لم تستطع الصمود،
فاخرج فورًا.
سمعت أنه ما من تشكيلات قاتلة هناك،
لكن هناك شخص سيئ الحظ من قبل، كسر تشكيل الاختبار
بطريقة حولته إلى تشكيل قاتل ومات بداخله .”
ورغم أن يي تشيانشي كانت تعلم أن تشي مو ياو يملك قوة
الشفاء الخاصة بغزال اليونّي ، إلا أن الحواس الإلهية للسادة
الكبار كثيرًا يجوبون المكان خلال الاختبارات
وإن تم اكتشاف هذه القدرة ، فستكون كارثة
ولهذا ، إذا أصيب ، فعليه أن يستخدم مسحوق طبي أولًا ،
ثم يشفي نفسه سرًا وببطء لاحقًا
فوجئ تشي مو ياو قليلًا بما سمعه، وردّ قائلًا: “ من زاوية
أخرى، إن كان قادرًا على كسر تشكيل الاختبار وتحويله إلى
تشكيل قاتل، فربما كان عبقريًا سيئ الحظ .”
قالت يي تشيانشي بدهشة: “ لا أصدق أنك قلت ذلك .
بدلًا من أن يكون عبقريًا ، فقد بالغ في تقدير نفسه وكسر
التشكيلات دون وعي .”
: “ في الواقع، في نظر الآخرين، أنا أيضًا أبدو وكأني أبالغ في تقدير نفسي .”
: “ أنت مختلف، لأنك تملك المهارة .
يكفي أن تصل إلى الطابق الثالث لتحصل على النقاط اللازمة. لسنا بحاجة إلى أن نكون الأفضل،
فقط نريد الحبة التي تُساعد على تشكيل الجوهر الذهبي!”
ابتسم تشي مو ياو وقد رفع كلام شيجي الصغيرة من معنوياته : “ أجل، سأبذل جهدي!”
ناول تشي مو ياو كيس الوحوش الروحية الخاص به إلى يي تشيانشي وقال:
“ شيجي ساعديني في رعاية تشيوتشيو.
لقد عانى كثيرًا منذ أن جئنا إلى طائفة نوان يان،
ولم تتح له فرصة الخروج منذ أيام.
خذيه في نزهة طيران ليلًا .”
أجابت يي تشيانشي: “ حسنًا، اتركه لي.
سأعتني بهذا الطائر البدين جيدًا .”
: “ هو لا يحب من يناديه بالبدين.”
: “ لكنّه بدين فعلًا، بالكاد يستطيع الطيران من فرط سمنته .”
ابتسم تشي مو ياو دون أن يعلّق
لم يمضِي وقت طويل حتى رأى مو رين يصل إلى المكان،
و برفقته مينغ شاولو ومجموعة من أتباعها
أول ما فعلته مينغ شاولو عند هبوطها هو النظر إلى شي زيهي بنظرة مليئة بالاستياء
من الواضح أن علاقتها به لم تشهد أي تقدم
بل على العكس، فقد أصبحت علاقتهما أسوأ فأسؤا بسبب طبعها المدلل والمتسلّط
رمقته بغضب، تشعر أنه بلا قلب
فهي تبادله مشاعر حقيقية، بينما هو لا يرى الطيبة إلا في هان تشينغيوان
لمحَت تشي مو ياو بعد لحظات، فتلألأت عيناها بمكر،
واقتربت منه قائلة:
“ تشي-شيدي، إن لم يكن لديك مانع، يمكنك الدخول معنا
إلى التشكيل لاحقاً . ربما ننقل جميعًا إلى نفس البُعد ،
ونتمكن من مساعدة بعضنا البعض .”
كلٌّ من تشي مو ياو ويي تشيانشي لم تكن لديهما نظرة جيدة لهذه المجموعة
باختصار، كان انطباعهم العام عنهم: رفاق غير موثوقين بهم
بل إن كسر التشكيلات بمفرده كان يبدو أكثر أمانًا من أن
يكون في فريق معهم،
إذ قد يتحولون إلى أكبر خطر على سلامته
{ ما السمات التي تُميّز دور “الأنثى الثانية” في الروايات؟
أنها تميل إلى مرافقة بطلات عاديات أو متواضعات في المظهر، فقط لتبدو هي أجمل بالمقارنة
وماذا يكون مصير الأنثى الثانية؟
بدلًا من أن تتألق بالمقارنة ، تصبح سلّمًا لنجاح البطلة ،
وتُهزَم في النهاية بوجه شاحب وخاسر .
لكن، حتى بعد أن تتعرض للإهانة ،
فإنها تشعر أن العالم قد ظلمها ،
وتُسقِط كل حقدها على البطلة ، وتستمر بالتآمر ضدها ...
لذا ولأن مينغ شاولو لم ترغب بأن تسوء علاقتها أكثر مع
شي زيهي،
فقد حوّلت اهتمامها من هان تشينغيوان إلى … إليّ أنا !!
وهذا… مصيبة حقيقية لي
شخصية مينغ شاولو ثابتة جدًا ،
بل أكثر من حافظ على تطابقها مع نظيرتها في الرواية
الأصلية بعد انتقالي إلى هذا العالم
أما الشخص الذي تغيّر أكثر من غيره ، فكان شي هواي ...
شخصية شرير ممتازة ، تحولت فجأة إلى من يفعل الخير في كل مكان
…وعلى عكس الآخرين الذين يفعلون الخير دون حتى أن
يتركوا اسمًا ،
فإن أفعال شي هواي الخيّرة كانت دومًا تُحدِث ضجّة في
عالم الزراعة بأسره… ما الذي يحدث بحق السماء ؟ }
رفض تشي مو ياو العرض على الفور وبأدب:
“ لا شكرًا ، أخشى أن أُعيقكم.”
قالها بدافع المجاملة ، لكن أولئك الناس أخذوا كلماته على
محمل الجد ، حتى أن مو رين قال:
“ نحن نعلم ، ولهذا عرضنا أن نعتني بك.
من الأفضل أن تقبل إن كنت تعرف مصلحتك .”
أبعد تشي مو ياو بنظره بعيدًا،
غير راغب حتى في منحهم نظرة أخرى :
“ شكرًا لكم. أقدّر لطفكم .”
رمقه مو رين بنظرة أخيرة ، ثم لوّح بأكمامه وانصرف
برج الزجاج المصقول ذا التسع وتسعين طابقًا ضخمًا للغاية منذ البداية
وبعد أن يدخل التلاميذ المختبرون إلى التشكيلات
الموجودة في كل غرفة صغيرة ،
تتوسع المساحة الداخلية أكثر بفعل قوة التشكيلات ،
بل قد تتحول إلى عالم لا متناهي ،
و يكون مركز التشكيل فيه بعيدًا جدًا
نظريًا ، يجب أن يعمل كل مشارك على اجتياز الاختبار بمفرده
لكن بسبب العدد الكبير من التلاميذ الذين يخوضون اختبار
الطابق الأول في الوقت نفسه،
يُنقل الكثير منهم إلى نفس التشكيل الذي يجب عليهم كسره
وهنا بدأ البعض استغلال النظام ——
فلو حالفهم الحظ وظهروا مع شخص بارع نجح في كسر التشكيل ،
فبإمكانهم مشاركته الغنائم والتقدم معه في الاختبار
وإن استطاعوا التسلل إلى الطابق الثالث بهذه الطريقة
والحصول على النقاط؟ فلمَ لا؟
التشكيل الذي يُنقَل إليه التلميذ يتم اختياره بشكل عشوائي
لكن بعض تلاميذ طائفة نوان يان، بعد سنوات من التجربة،
بدأوا يستخرجون بعض الأنماط
مثلًا، التلميذ الثالث الذي يدخل والسادس عشر قد يظهران في التشكيل نفسه
وبهذه الطريقة يمكنهم التخطيط مسبقًا، واللقاء داخل التشكيل لاحقاً
ولهذا السبب تحديدًا أرادت مينغ شاولو أن تجرّ تشي مو ياو معها،
لاستخدامه كـخلفية تجعلها تبدو أكثر تألقًا
لكن تشي مو ياو تجنّبهم عن قصد ، وابتعد إلى مكان ناءٍ
وفي تلك اللحظة ، التقى بشاب يبدو في الرابعة أو الخامسة عشرة من عمره ،
كانت زراعته قد وصلت إلى مرحلة بناء الأساس
يرتدي ملابس مسحورة زرقاء أنيقة جدًا،
لكنها بسيطة وخالية من الأحجار الكريمة أو وسائل الحماية،
مما يدل على أنه ليس من أبناء الطوائف الكبيرة
أما تسريحة شعره ، فقد كانت غريبة ،
تشبه قنديل البحر ، إذ له ضفيرتان تنسدلان من الجانبين،
ومربوط بإحداهما جرس صغير
الجرس يبدو عادي ، لكن سطحه منقوش عليه تسعة
خفافيش بدقة بالغة ، دون تكرار لأي منها
الشاب وسيم الوجه ، بعينين ضيقتين نهايتهما مرتفعة
قليلًا، ينبعث من جسده جوّ من الحزم والجدية،
ومع ذلك — ينظر إلى الفرق المتجمعة من حوله بلا مبالاة،
وكأنه يرغب هو أيضًا في تجنّب الآخرين
تلاقت أعينهما للحظة ، ثم أبعدا بنظريهما في الوقت نفسه
تفاجأ تشي مو ياو من رؤيته ،
وسرعان ما صرف نظره كما لو أنه لم يرَ شيئ
لم يكن الشخص الذي تعرف عليه ، بل الجرس المربوط
بشعره هو ما جعله متوترًا ——-
لكن بشكل غير متوقع ، لاحظ الشاب نظراته
وارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة وهو يقول:
“ يا لك من شياو غاغا شاب جداً ، أنت جميل جدًا !”
( شياو = الشاب / غاغا = الاخ // )
شعر تشي مو ياو بقشعريرة تسري في جسده من هذا اللقب ، لكنه تمالك نفسه وأجاب بأدب :
“ تُبالغ في لطفك .”
لكن الشاب واصل حديثه : “ شياو غاغا ، أنتَ—”
فقاطعه تشي مو ياو بسرعة وبأدب مصطنع :
“ بما أنك لا تبدو كأنك من تلاميذ طائفة نوان يان ،
فيمكنك مناداتي بـ’ رفيق الزراعة’ فحسب .”
فبعد كل شيء ، لم يلقَى أحد خاطبه هذا الشاب بلقب “غاغا ” نهاية سعيدة…
: “ اووه ؟ …” رفع الفتى حاجبيه وابتسم
نظر مرة أخرى إلى تشي مو ياو ——- ،
وظلّ بصره يتركّز على جبهة تشي مو ياو لوقتٍ طويل ——
مع أن تشي مو ياو كان قد أخفى قرون الغزال …
زاد هذا من توتره واضطرابه ——
تمتم الشاب وكأنه يكلم نفسه :
“ جميل للغاية .”
لم يعرف تشي مو ياو ما الذي يثير إعجابه بالضبط هذه المرة
غادر الشاب أخيرًا مع صف المنتظرين للدخول إلى التشكيل ، وقال:
“ سأدخل الآن يا صديق الزراعة الشاب .”
“ ممم .” أومأ تشي مو ياو برأسه
دخل الشاب دون أن ينبس بكلمة أخرى
شرد تشي مو ياو وهو يراقب دخوله
{ لماذا ظهر هذا الشخص في هذا الجزء المبكر من مجرى أحداث الرواية ؟
لا أتذكر أن له دورًا في هذا التوقيت … }
لكنه حين فكّر في الأمر من زاوية أخرى ،
تبيّن له أن وجوده هو نفسه هنا لم يكن في النص الأصلي أيضًا
دخل تشي مو ياو إلى برج الزجاج المصقول ذي التسع وتسعين طابق
لم يكن داخل البرج فخمًا بأي حال من الأحوال
فور الدخول، وُجد في مساحة صغيرة محصورة،
لا أبواب فيها، بل جدار حجري مقوَّس نُقشت عليه طيور
ووحوش، إضافة إلى دوائر اللوتس السحابية
فديو تقريبي فقط :
حين خطا إلى الساحة الدائرية ،
ظهر مخطط تشكيل على الأرض المصنوع من اليشم الأبيض
وفعّل التشكيل الناقل ، فابتلعه الضوء وألقاه داخل تشكيل الاختبار
ويبدو أنه كان آخر من استطاع دخول اختبار التشكيلات
نظر إليه المزارعون الذين كانوا قد سبقوه ، وارتفعت بعض السخرية من بينهم فور أن رأوه
شعر تشي مو ياو ببعض الإحراج ، فوقف بهدوء على الجانب
وبالصدفة، وقعت عيناه على مو رين
وحين لاحظ أن الجميع تجاهله وركز على مو رين ، بدأ تشي
مو ياو يتجول بهدوء داخل التشكيل،
مراقبًا بنظره ومحركًا أصابعه ليحسب بهدوء بعض الأمور
لكن مو رين استدار فجأة وصرخ فيه بعنف :
“ لا تتجول بلا هدف ! قد تعبث بنظام التشكيل .”
فتبعوه مجموعة المزارعين الذين يحترمونه وقالوا أيضًا:
“ صحيح ! أمثالك ممن يُحمَلون على أكتاف الآخرين لا
يجب أن يعبثوا بشيء.
فقط قف مكانك ولا تفعل شيئ .”
: “ بل أنت محظوظ جدًا لأنك هبطت عشوائيًا على هذه
المجموعة. لا بد أنك تزرع طاقة الحظ !”
لكن تشي مو ياو لم يغضب ، بل أجاب بابتسامة خفيفة:
“ إذن أنتم جميعًا محظوظون جدًا أيضًا .”
جعلهم هذا يخرسون
فبالمقارنة مع مو رين ، لم يكونوا يتفوقون على تشي مو ياو
إلا قليلًا ، ولم يكن لديهم الحق في السخرية منه
كان لاختبار التشكيلات هذا تسع درجات من الصعوبة
وهذا كان الطابق الأول فقط،
صُمم خصيصًا لتعويد المزارعين على آليات برج الزجاج
المصقول، وتسهيل تقدمهم إلى المستويات الأعلى
ومن ملاحظاته الأولية ، حدّد تشي مو ياو أن هذا هو تشكيل [ سيوف يونتشوي اللامتناهية ]
وقد عُدّل هذا التشكيل خصوصًا لنزع عنصر القتل منه،
لكن في القتال الحقيقي، كان كافيًا لقتل شخص دون أن يترك أثر
إنه تشكيل خطير ليكون هو المرحلة الأولى من اختبار التشكيلات
كان تشي مو ياو يهوى قراءة الكتب المتنوعة قبل أن يُبعث
إلى هذا العالم،
وقد ورد ذكر تشكيل [ يونتشوي ] في أحد تلك الكتب ،
وهو كتاب [ فن الحرب في التكوينات الثمانية بعد الرياح ]
بحسب الكتاب ، فإن الأراضي الواقعة في الشمال الشرقي
تُعرف بأرض [ غِن ]
و غِن تعني الجبال ، ومن الجبال والأنهار تتشكل الغيوم ،
والتي تخلق تشكيلات الغيم
تشكيل يونتشوي هو مزيج من ثمانية تشكيلات مع أربعٍ
وعشرين أخرى ،
تُشكّل معًا ما يُعرف بـ [ أبواب الجن الرئيسية ]
وهي تشكيلات الجنود الصادمة ،
و الباب الرئيسي فيها هو [ باب الشر ]
أما تشكيل [ سيوف يونتشوي اللامتناهية ]
فقد بني على ذلك ،
لكنه استبدل الجنود بالسيوف بنسبة 1:1
و السيوف غير مرئية في البداية ،
بفضل الغيوم التي تُخفي كل شيء
ثم تنطلق فجأة كالعصافير ،
فتسقط السيوف من السماء وسط ضباب الغيوم ،
في نمط فوضوي لا يمكن التنبؤ به
واصل مو رين النظر حوله ، ثم أمر : " تراجعوا جميعًا
وتوقفوا في المواقع التالية : موضع شروق الشمس ،
وأبواب الحظ الثلاثة : الفتح ، والراحة ، والحياة… "
لم يكن قد أكمل كلامه بعد حتى أدرك فجأة شيئ ،
ونظر إلى مكان شروق الشمس ،
ليجد أن تشي مو ياو قد وقف هناك منذ فترة ،
وكأنه كان ينتظرهم أن يأتوا
أثار هذا الأمر دهشة مو رين، وبدأ الشك يتسلل إلى قلبه
{ هل من الممكن أن تشي مو ياو يملك فعلًا بعض المعرفة في هذا المجال ؟
تشي مو ياو كان آخر من دخل التشكيلة ،
لكنه أول من وقف في الموقع الصحيح …..
فهل استخدم وقتًا أقل مني في الملاحظة ؟ }
مو رين لم يكن الوحيد الذي فوجئ سرًّا ،
بل حتى أولئك الذين تنهدوا أو سخروا من تشي مو ياو من
قبل لاحظوا هذا أيضًا
تغيرت تعابيرهم ،
لكنهم حاولوا جاهدين كتم الأمر ،
حتى لا يُحرجوا أنفسهم ،
واتفقوا ضمنيًا على التظاهر بعدم ملاحظة شيء
وخطر ببالهم جميعًا { لا بد أنها مجرد صدفة، أليس كذلك ؟ }
في عالم الزراعة ، يتخصص العديد من المزارعين إما في
فنون التعويذات أو طريق السيف ،
فهاتان الطريقتان كانتا من الوسائل المباشرة لتعزيز القوة الذاتية
أما من يدرسون التشكيلات ،
فهم إما أشخاص موهوبون للغاية ولديهم وقت فراغ يسمح
لهم بتطوير أنفسهم،
أو أشخاص بمؤهلات متواضعة لا يملكون وسيلة لحماية
أنفسهم سوى الاعتماد على العوامل الخارجية كتشكيلات الحماية
أمثال يو يانشو ينتمون إلى الفئة الأولى ——
أما تشي مو ياو ، وكثير ممن في هذه التشكيلة ،
فينتمون إلى الفئة الثانية ———-
أما مو رين ، فقد خاض في دراسة التشكيلات لتعويض كونه
لا يمتلك جذرًا روحي من عنصرٍ واحد،
وكان يسعى ليكون الأفضل في كل شيء،
ويثبت نفسه، فدفع بنفسه إلى أقصى الحدود
لا يمكن التمييز بين هذه الفئات الثلاث بمجرد النظر إلى
مقدار الجهد المبذول، فكل ما يمكن قوله هو أن التشكيلات كانت ساحة متكافئة
هنا، لا يُحتسب سوى مدى الفهم وحدّة الحدس
في الرواية الأصلية ، لم يكن للبطل مؤهلات عالية أيضًا ،
ولذلك اعتمد كثيرًا على التشكيلات في بداياته وبعدها راكم
العديد من كنوز السماء والأرض، وأصبح شخصية مرهوبة في عالم الزراعة
ومع ذلك، فإن الطبيعة البشرية تدفع إلى الإعجاب بالأقوياء
وتحت ظروف هذا الاختبار ، شعر الجميع لاشعوريًّا بأن مو رين هو الأقوى
تشي مو ياو لم يتجادل أو يتذمر ، بل استمع إلى أوامر مو
رين وتعاون معه طوال الوقت
ورغم أن التشكيلة كانت مهيبة ، إلا أن هذا لا يعني أنها كانت تفوق قدراتهم
وبينما الأمور تسير بنظام ،
طرأ تغير مفاجئ على التشكيلة ،
إذ تفرقت آلاف السيوف وسقطت كالمطر على الأرض
نظر مو رين إلى السماء وأمر: “ الاتجاهات الستة لتينغ رِن!”
لكن تشي مو ياو قال فجأة : “ لا ! قلب الشمال من نجم الشمال القطبي !”
في ظل هذه الظروف العاصفة ،
كل ثانية كانت تحسم المصير ….
فاستجاب الجميع لا إراديًّا لأوامر مو رين
عندها تغيرت التشكيلة مجددًا ،
وبدأت آلاف السيوف تسقط من كل اتجاه
صوت آلاف السيوف وهي تخترق الهواء معًا جعل أجسادهم ترتجف
الضوضاء الناتجة عن التشكيلة القتالية المهولة كانت كآلاف
النوايا القاتلة ، كلها تستهدف نقاطهم الحيوية
فإذا ما تم اختراق التشكيلة بطريقة خاطئة ، لن يزداد الأمر إلا خطرًا
وبما أن التشكيلة تتغير بهذه السرعة ،
فالحياة والموت يمكن أن يُحسما في رمشة عين
بالطبع السيوف المستخدمة في اختبار التشكيلة لم تكن حقيقية ، بل كانت أوهام
وإذا ما أُصيب أحد المزارعين بها، يُعتبر “ميتًا” ويُنقل خارج التشكيلة، وينتهي اختباره
وحين رأى البعض أن خطأ ما وقع في التشكيلة ،
بدأ الذعر يدبّ فيهم ،
وأُصيب اثنان من المزارعين بالسيوف الوهمية واختفيا على الفور
توقف مو رين حين رأى ذلك
أما تشي مو ياو ، فتوقف عن اتباع أوامره ،
وأخرج حجر روح من حقيبته الكونية وأمسكها بين أصابعه
وبينما يتتبع بعينيه تغيرات التشكيلة المتسارعة ،
قال: “ لا تقفوا بلا حراك! سنستخدم تشكيلة لمواجهة هذه التشكيلة .
أنا سأقف على موقع قلب الشمال ،
مو رين على عمود السماء .
والبقية، تموضعوا في أماكن النجوم التسعة .”
ثم رمى حجر الروح ، فاستقر بدقة في مكانه الصحيح
في تلك اللحظة ، أدرك الجميع أن تشي مو ياو كان على حق
و مو رين ارتكب خطأ
لم يَعُد أحد يشكك في كلام تشي مو ياو ،
بل أسرعوا جميعًا إلى التمركز في مواقعهم
ألقى تشي مو ياو نظرة سريعة حوله ثم قال: “ عنصر الأرض من أجل نجم الشمال .”
نفذ المزارعون تعليماته ، ومع ذلك لم تنجح التشكيلة في مواجهة الهجوم
فقال تشي مو ياو بنفاذ صبر لمو رين: “ عنصرا الأرض
والخشب يكملان بعضهما ،
ويمكنهما فعل الكثير إن استُخدما جيدًا ،
فلماذا لا تستخدمهما ؟”
لم يذكر أسماء ، لكن مو رين علم أن تشي مو ياو كان يخاطبه هو
فعض على أسنانه وتوقف عن التظاهر بامتلاكه جذرًا روحيًا
من عنصر واحد، وأعطى كل ما لديه لكسر التشكيلة
وأُنجز كسر التشكيلة بنجاح
وعادت الغرفة الصغيرة إلى السكون ،
ولم يتبقَى فيها سوى آلية التشكيلة أمامهم
وكانت التشكيلة بحاجة إلى أشياء أساسية للتفعيل ،
مثل أحجار الروح أو الطاقة الروحية
كما كانت تتطلب محفزًا معينًا ، ثلاثة سيوف في هذه الحالة
توجه تشي مو ياو إلى فحص التشكيلة عن قرب حتى بعد انتهاء الاختبار
فقد أراد أن يستخلص منها بعض الفهم أو البصيرة
أما مو رين ، فمشى خلفه ويداه مشدودتان ،
وشفته ترتجف ، لكنه بقي صامتًا في النهاية
لاحظ تشي مو ياو وجوده ، فبادر بالكلام أولًا:
“ هذا الاختبار من المفترض أن يُجرى بشكل فردي .
حقيقة أنهم دخلوا جميعًا وقرروا الاعتماد عليك وضعتك تحت ضغط هائل،
ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى بعض
الأخطاء في التقدير .
في الواقع، خيارك لم يكن سيئًا ،
فقط لم يكن بالكفاءة ذاتها التي اعتمدتها أنا ،
لأنه جعل التشكيلة أكثر خطورة .
لكنك كنت ستنجح في كسرها في النهاية .”
كان هذا أسلوبًا مهذبًا جدًا في الإشارة إلى خطأ مو رين
ففي النهاية ، الخطأ الذي ارتكبه كان من النوع الذي يمكن تداركه
فقط كانت هناك طريقة أفضل لم تخطر بباله وسط التوتر
: “ أنا…” مو رين لم يكن معتاد على أن يُعامَل بهذه اللباقة.
لو كان الموقف مواجهة مباشرة، لعرف ما يقول، لكنه الآن وجد نفسه عاجزًا عن الرد
أما تشي مو ياو، فلم ينتظر منه أي جواب
فهو لم يكن يهتم بهذه الأمور من الأساس،
ولم يضع هؤلاء الأشخاص في حسبانه قط
في نظره، لم يكونوا سوى مجموعة من الأطفال السذّج
والآن بعد أن كُسرت التشكيلة، سيتفرق الجميع ويسعى كلٌّ إلى هدفه الخاص
توجه تشي مو ياو إلى حجر الانتقال الخاص بالتشكيلة،
وقبل أن يضع يده عليه، تكلم مو رين أخيرًا:
“ لقد أسأت الحكم عليك .”
ولم تكن تعابير وجوه المزارعين الآخرين في الغرفة أفضل حالًا
بعضهم بدت عليه الصدمة، وبعضهم شعر بالخزي،
وآخرون لم يتمكنوا حتى من النظر إلى تشي مو ياو مجددًا
من الواضح أنهم كانوا يخجلون من حقيقة أنهم ' لم يعرفوا
جبل تاي وهو ماثل أمامهم ' ( بعبارة أخرى - موهبة تشي موياو الواضحة )
: “ لمَ تقول ذلك؟” قال تشي مو ياو بابتسامة : “ أنت فقط
أسرعت في إصدار حكم دون أن تتعرف عليّ أولًا .”
وبعدها ، وضع يديه على حجر الانتقال
فتلاشت صورته في السماء ، وقد تم نقله إلى التشكيلة التالية
بدا وكأن صاعقة ضربت مو رين ،
إذ ظل واقفًا هناك وقتًا طويلًا حتى استعاد وعيه تمامًا
أما باقي المزارعين ، فلم يجرؤ أحدهم على الحديث بصوت عالٍ،
لكنه شعر وكأنه سمع أحدهم يتمتم أثناء مغادرته:
“ هذا أقصى ما لديك إذًا، هه…”
شعر مو رين بالخزي أمام أعين الآخرين
قبض يديه، ثم أرخاها ، ثم قبضهما مجددًا بقوة
كانت المشاعر تتداخل في قلبه بشكل معقد —-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق