Ch34 | Xia Fan Cai
كان تاو مينغتشو من النوع الذي، خلال المرحلة الغامضة،
كان شديد الخجل والتردد
ولكن بمجرد أن أصبح متأكدًا من مشاعره،
كان يقع في طرف آخر، ويظهر سلوكًا غريبًا وأحمق بشكل غير طبيعي
هذه المرة الأولى التي يدخل فيها في علاقة ،
والمرة الأولى التي يشعر فيها بمشاعر تجاه شخص آخر
محافظ على الأمور بسيطة — كان يحب جينغ سي،
وكان جينغ سي يحبّه
لذا ، أراد أن يجلب كل الأشياء الجيدة لجينغ سي ويعلن
بصوت عالي للعالم أنهما معًا
و خلال الأيام القليلة الماضية ،
كان تاو مينغتشو يسير في الهواء ،
كما لو أنه يطفو بين الغيوم
و سعادته تؤثر بشكل غير مباشر على كفاءته في العمل
في المكتب ، يانغ كنينغ، الجالسة بجانب تاو مينغتشو،
تمضي وقتها بسهولة دون جهد كبير،
ولكن عندما ألقت نظرة على تقدمه،
صرخت على الفور وانتزعت قلمه : “ توقف عن التفوق !
أبطئ قليلاً، أرجوك تاو مينغتشو!”
كان تاو مينغتشو في مزاج استثنائي واصبح عمله قريبًا من الانتهاء،
فسمح لها بأخذ القلم بلطف ورفع كوب الماء ليشرب منه
بشكل عادي : “ بالطبع ، سأستريح قليلاً .
يمكنك متابعة عملك .”
تمتمت يانغ كنينغ وهي تكتب بضعة خطوط إضافية ،
ثم تنهدت بشكل درامي :
“ بما أنك متفرغ هل يمكنك من فضلك أن تذهب
وتتفقد طعام الكافتيريا من أجلي ؟ "
رفع تاو مينغتشو حاجبه :
“ أنتِ تقولين إني ‘ أفرط في الإنجاز ’ عندما أعمل ،
و’متفرغ’ عندما أستريح .
أنتِ صعبة الإرضاء .”
أشارت يانغ كنينغ إلى شاشتها، التي كانت فارغة :
“ إذا كان طعام الكافيتيريا سيئًا ،
سأطلب طعامًا خارجيًا .
و سأعزمك على حسابي ؟ حسناً أستاذ تاو؟
من فضلك أذهب وتفقد الطعام من أجلي؟”
رد تاو مينغتشو بنفس النبرة الجافة : “ آسف، أستاذة ينغ ،
ولكن أستاذ تاو لا يمكنه مساعدتك اليوم .
سأتناول الغداء مع شخص آخر .”
فوجئت يانغ كنينغ على الفور : “ مع شخص آخر لتناول الغداء ؟”
أغلق تاو مينغتشو كوب الماء وسعل بشكل درامي،
كما لو أنه يستعد لإعلان لشيء كبير
اقتربت يانغ كنينغ، وخفضت صوتها إلى همس :
“ جينغ سي؟
إنه جينغ سي، أليس كذلك؟
أنتما الاثنين—”
كان تاو مينغتشو ينتظر هذه اللحظة بالذات
و عند سماع كلماتها، تنحنح وبعد لحظة من التوقف، قال: “ نعم.”
تردد للحظة قصيرة ثم أضاف : “ نحن معًا.”
كما توقع تاو مينغتشو، اتسعت عينا يانغ كنينغ بدهشة
سألت، غير مستوعبة : “ ماذا ؟
أنتما فقط معًا الآن ؟”
رمش تاو مينغتشو : “ ماذا تعنين بـ ‘فقط معًا الآن’؟”
رفعت يانغ كنينغ حاجبها، وبدت متشككة :
“ كنا نظن أنكما كانتما معًا بالفعل !
كنتما تتناولان الغداء معًا كل يوم سابقًا ، أليس كذلك ؟
وعندما ذهبنا إلى النادي الليلي ، كنت تدعو جينغ سي ليأتي على عجل .
بالإضافة إلى ذلك ، ألم يذكر شياو يو من فريق العرض أنه
رآكما تأخذان الحافلة معًا بعد العمل كل يوم…”
توقفت لحظة، ثم قالت: “ كنتما تعيشان معًا، أليس كذلك؟
أعني، كأنكما ‘ثنائي قديمان’.”
تاو مينغتشو: “…”
لم يرغب حتى في التفكير في عدد الأشخاص الذين تحدثوا عنه هو وجينغ سي في المكتب
تنهد تاو مينغتشو تنهيدة طويلة : “ حسنًا، نحن نعيش معًا،
لكننا لم نكن معًا في ذلك الوقت .
تذكرين؟ جينغ سي أصيب في رأسه في مهرجان الكوميكس.
ذهبت إلى منزله لأعتني به…”
سقط فم يانغ كنينغ مفتوحًا : “ انتظر ، إذًا قبل مهرجان
الكوميكس، لم تكونا حتى معًا ؟”
وقع الصمت الطويل بينهما
بعد فترة ، خطر لتاو مينغتشو فجأة فكرة : “ هييييه !!
لحظة !!! يانغ كنينغ !!! كوني صادقة معي !!!
في مهرجان الكوميكس، أليس في الحقيقة لم يكن هناك
شيء في منزل شو يي ؟ هل أنتي…؟”
قفزت يانغ كنينغ على الفور من مكانها،
ونظرت حولها بسرعة ثم هربت نحو باب المكتب
: “ هااه هااه ، لقد كنت أعمل طويلاً .
سأأخذ استراحة وأتأكد من طعام الغداء بنفسي …”
—————
وفي طريقه إلى مكتب جينغ سي،
كان تاو مينغتشو لا يزال يفكر فيما قالته يانغ كنينغ، غير
قادر على التخلص من صدمته
وبينما استعاد تركيزه ، أدرك أنه كان يقف أمام مكتب جينغ سي
الباب مفتوح قليلًا
وقف تاو مينغتشو هناك للحظة ، يحدق في مقبض الباب
بشكل غير متعمد ، عاد عقله إلى أول مرة دعاه جينغ سي فيها لتناول الغداء ——
في ذلك الوقت، كان يقف بقلق أمام هذا الباب بالذات
لاحقًا ، كان تاو مينغتشو قد سمع محادثة بين جينغ سي
والسكرتيره ، ليكتشف أن جينغ سي كان يراقبه منذ فترة
طويلة وكان قد طور مشاعر تجاهه
و خلال الأيام القليلة الماضية ، كان تاو مينغتشو يفكر في ما
إذا كان يجب عليه أن يخبر جينغ سي أنه كان يعرف أن جينغ
سي كان يحبّه منذ وقت طويل قبل أن يصبحا معًا
كان فضوله يزداد ، وكان يريد حقًا أن يعرف ما الذي جعل
جينغ سي يلاحظه ويطور هذه المشاعر الخاصة
لكن عندما تخيل نفسه في مكان جينغ سي،
أدرك أن طرح مثل هذا السؤال قد يظهر وكأنّه يحاول
التفاخر بشيء—شيء قد يجعل جينغ سي يشعر بالإحراج
كان يعتقد أن الحب من طرف واحد كان أمرًا صعبًا في حد ذاته
و إذا تم الكشف عن الأمر ، فإن جينغ سي لن يشعر بالإحراج
فحسب ، بل سيظهر هو نفسه وكأنه يتنافس على ' من أحب من أولاً ' في هذه العلاقة
والتظاهر بعدم المعرفة بدا جيدًا بالنسبة له،
فكّر تاو مينغتشو بقلب مطمئن
{ طالما أن كلانا يحب الآخر الآن ، أليس ذلك كافيًا ؟ }
دفع تاو مينغتشو الباب برفق
كان مكتب جينغ سي يتمتع بإضاءة ممتازة
فعندما فتح الباب، رأى تاو مينغتشو جينغ سي واقفًا وهو
يواجه النافذة ، يحاول إنزال الستائر
رفع جينغ سي يده ، وقد تمدد قميصه على خصره
مما جعل خصره يبدو نحيفًا ووضعه مثاليًا
و بينما جينغ سي ينتهي من خفض الستائر وكان على وشك أن يلتفت ،
شعر بشخص يلتف ذراعيه حول خصره
كان الشخص وراءه دافئًا،
بصدر صلب ومريح
أدرك جينغ سي فوراً من هو
و في اللحظة التالية ،
شعر بالشاب يضع ذقنه بعناية على كتفه
و بعد لحظة، همس برفق في أذنه : “ مساء الخير
هل يمكنني أن أُعانقك قليلاً ؟”
توقف جينغ سي لحظة ثم رد بهدوء : “ أنت بالفعل تعانقني .”
يبدو أن تاو مينغتشو لم يتوقع أن يكون جينغ سي مباشرًا هكذا
فتجمد للحظة، ثم ظل صامتًا لفترة
ثم شدّ يديه حول خصر جينغ سي قليلاً أكثر،
واحتك برفق بوجهه ضد كتفه
شعر جينغ سي بنظرة تاو مينغتشو على جانبه
و من خلال ما تعلمه عن تاو مينغتشو في الأيام القليلة الماضية،
كان يعلم أنه كلما نظر إليه تاو مينغتشو بتلك العيون المتوهجة،
في غضون عشر ثواني عادةً سيقبله قبلة قوية على خده
لكن بعد الانتظار للحظات ، لاحظ جينغ سي أن تاو مينغتشو
قد سحب ذراعيه من حول خصره
تجمد جينغ سي للحظة ثم التفت،
ليجد تاو مينغتشو يتراجع بخطوات محرجًا
: “ ما الذي حدث ؟” سأل جينغ سي
نظر تاو مينغتشو كما لو أنه يريد قول شيء ما،
لكنه تردد
بعد لحظة قصيرة من الصمت ، انفجر فجأة قائلاً :
“ هل تشعر أحيانًا أنني أكون متمسكًا بك كثيرًا ؟”
جينغ سي: “…؟”
نظر تاو مينغتشو في عينيه، وضغط شفتيه، وأضاف:
“ لا أقصد أي شيء سيئ ، ولكن إذا كنت لا تحب ذلك ،
يمكنني التغيير .”
لم يفهم جينغ سي لماذا كان تاو مينغتشو يفكر هكذا
عبس جينغ سي وسأل : “ لا، لماذا تعتقد ذلك ؟”
لاحظ أن نظرة تاو مينغتشو أصبحت أكثر ترددًا
: “ في الأيام القليلة الماضية…
كان يبدو وكأنني دائمًا ما أبدأ الأحضان والقبلات ,” تمتم تاو مينغتشو : “ لم تعطيني كثيرًا من الاستجابة ،
ولا أعرف إذا كنت قد تجاوزت الحدود…”
عندما سمع جينغ سي عبارة “تجاوزت الحدود”، أصبح تعبيره غريبًا بعض الشيء
قال جينغ سي وهو ينظر في عيني تاو ويتحدث بهدوء ولطف : “ ليس الأمر كذلك ,
أنا فقط أشعر أنك تستمتع بهذا الإيقاع .”
حدق تاو مينغتشو فيه بدهشة : “ إيقاعي … ما المشكلة فيه ؟”
درس جينغ سي تعبيره للحظة ثم ابتسم برفق :
“ لا شيء خطأ فيه .
فقط… يبدو مثيرًا .”
عادةً يوصف مفهوم “الإيقاع” من حيث أنه إما سريع أو بطيئ ،
لكن جينغ سي اختار المصطلح الغريب “ مثير "
نظر تاو مينغتشو إلى جانب وجه جينغ سي في حيرة
{ أكثر شيء جريء فعلته في الأيام القليلة الماضية كان
سرقة قبلة سريعة على وجه جينغ سي،
لذا لا يمكن اعتبار إيقاعي سريع في العلاقة … }
شعر تاو مينغتشو بشيء من التصلب
{ هل من الممكن أن جينغ سي… }
راقب تاو جينغ وهو يقترب من المكتب ،
ويميل عليه بشكل عفوي ،
مخرجًا تنهيدة خفيفة ،
مبتسمًا وهو يتابع
: “ أيضًا ، ليس لأنني لا أريد الاستجابة لك ،،
لكن في كل مرة تقبل فيها وجهي ،
يبدو أنك لا تعطيني فرصة للاستجابة "
فكر تاو مينغتشو للحظة وأدرك أن جينغ سي كان على حق
خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أن كان يقبل جينغ سي،
كان يغمره الحماس لدرجة أنه كان يخجل وينبض قلبه بشدة،
ولم يكن يولي اهتمامًا بما يشعر به جينغ سي
ابتلع تاو مينغتشو وقال: “أنا…”
ابتسم جينغ سي وأشار له ليقترب بإيماءة بسيطة من يده
تردد تاو مينغتشو ثم تقدم خطوة
وبمجرد أن اقتربت المسافة بينهما،
خفت صوت جينغ سي وقال : “ لماذا أنت خجول هكذا ؟”
أدرك تاو مينغتشو أنه ربما كان يحمّر وجهه مرة أخرى
شعر بمزيد من الإحراج،
فبادر بسرعة محاولًا شرح نفسه قائلاً : “ أنا فقط…
من طبعي أني أحمّر بسرعة .
ليس دائمًا بسبب الخجل ،
ومكتبك أيضًا خانق بعض الشيء ! …”
لم يتحدث جينغ سي، بل رفع يده برفق ومرّر أصابعه في شعر تاو مينغتشو
بعد أن عبث بشعره ، انسابت أصابعه برفق على حدود أذن تاو التي بدأت تحمر ،
وواصلت الانسياب حتى لامست قاعدة أذنه بلطف
كانت حارة جدًا بالفعل
ابتسم جينغ سي له قائلاً : “ آووه … هل هذا ما تعنيه ؟”
ظل تاو مينغتشو صامت
جلس جينغ سي على المكتب،
بينما تاو مينغتشو واقفًا أمامه
بدت يد جينغ سي وكأنها تمتلك جاذبية مغناطيسية فريدة
فعندما لامست أذن تاو مينغتشو، شعر الأخير بجسده
يتحرك نحوه بشكل لا إرادي
و خشية أن يفقد توازنه ، وضع تاو مينغتشو يديه على جانبي جسد جينغ سي ليتوازن
كانت الوضعية تحمل بوضوح إحساس بالتحفظ،
ومع ذلك، كان جينغ سي، المُحاصر ،
مبتسمًا ابتسامة خفيفة على طرف شفتيه،
وتعبيره هادئ
استمرت يد جينغ سي في التحرك ببطء من أذن تاو مينغتشو، نزولًا على خده،
حتى استقرت على ذقنه
بدت وضعية جينغ سي مريحة،
كما لو أنه يسيطر تمامًا على الموقف
سمع تاو مينغتشو جينغ سي يتحدث
جينغ : “ أذكر أنه في يوم عيد ميلادي، قد علمتك مرة "
لم يفهم تاو مينغتشو : “… ماذا؟”
درس جينغ سي تعبير وجه تاو للحظة ثم هز رأسه،
وتنهد تنهيدة خفيفة كأنه يشعر ببعض خيبة الأمل
لكن عندما تحدث،
لاحظ تاو الابتسامة في صوته
: “ يبدو أن أحدهم لم يكن منتبهًا، أليس كذلك ؟”
استخدم جينغ سي إصبعه السبابة لرفع ذقن تاو مينغتشو
: “ هذه هي المرة الأخيرة التي سأعلمك فيها ”
و قبل أن يتمكن تاو من الاستيعاب ،
أمسك جينغ سي بوجهه بكلتا يديه ،
وانخفضت أهدابه ، وقبّله
اتسعت عينا تاو مينغتشو
كان جينغ سي يتحكم تمامًا في إيقاع القبلة،
وكان يبدو أنه يرغب حقًا في تعليم تاو مينغتشو
كانت قبله لطيفة وصبورة
شفاه جينغ سي باردة قليلاً، وازدادت قبلاته عمقًا تدريجيًا،
بدءًا من الخفة إلى الأعمق ،
ثم تراجع ثم تقدم — مثل المطر الناعم والدافئ الذي يروي
كل شيء في طريقه،
يملأ قلب تاو مينغتشو بالحب ،
شيئًا فشيئًا، دون أن يدرك ذلك
بحلول الوقت الذي استطاع فيه تاو مينغتشو اللحاق به،
شعر بجسده كله يضعف،
مغلفًا تمامًا بأنفاس جينغ سي
المكتب دافئ بعض الشيء، وعندما انتهت القبلة، أصبح تنفسهما غير منتظم
أنزل تاو مينغتشو رأسه، ليكتشف أنه، دون أن يشعر، كانت يده قد وصلت إلى خصر جينغ سي
و عندما نظر للأعلى، تجمد للحظة
لأن جينغ سي كان جالسًا على المكتب وتاو مينغتشو واقفًا،
جينغ سي أقصر قليلًا، و ينظر إلى تاو مينغتشو من الاسفل
نظر إليه جينغ سي، و شفاهه محمرة قليلاً،
وأهدابه ترتجف مع إيقاع تنفسه
في تلك اللحظة —- شعر تاو مينغتشو أن جينغ سي كان يبدو جميلًا بشكل مذهل
جينغ سي يتنفس بصعوبة وهو يحدق في عيني تاو مينغتشو
رفع يده، مرر إصبعه برفق على شفتي تاو مينغتشو، يداعبها بلطف
لم يتكلم، ولكن بعد لحظة،
مال وجهه قليلًا، ثم انخفض رأسه واقترب منه
أنفه على وشك أن يلتقي بأنف تاو مينغتشو في تلك اللحظة
تسارع نبض قلب تاو مينغتشو،
وزادت سرعة تنفسه مرة أخرى
ظن أن جينغ سي على وشك تقبيله مجددًا، فتردد،
لكن بعد ذلك مال قليلاً هو الآخر نحو جينغ سي
في اللحظة التالية ، استقام جينغ سي فجأة
فتوسعت المسافة بينهما التي كانت في السابق حميمية
نظر تاو إلى جينغ في حيرة،
بينما أنزل جينغ سي يده وابتسم له
قال برقة : “ لقد انتهيت , دورك الآن لتقبلني "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق