القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch43 | Rainfall: 100%

 Ch43 | Rainfall: 100%



تشين كان، البالغ من العمر ثلاث وعشرين سنة، 

طالب دكتوراه، 

ويصف نفسه بأنه ' متفتح الذهن ' 

لم يختبر في علاقاته القليلة خلال الجامعة سوى بعض 

التفاعلات الجسدية البسيطة ، 

مثل حمل الحقائب بلطف ، وتقبيل الخد كتَحيَّة مهذبة ، 

واحتضان الوداع بدافع المجاملة ——


وكان ذلك كل شيء تقريبًا ~


قبلة كهذه — شفتان على شفتين ، 

ليست قبلة سريعة بل تلامس حقيقي بين الشفاه والأسنان 

— كانت الأولى من نوعها بالنسبة له فعلًا


كانت قبلة محرجة ومتوترة ، 

نية تشين كان كانت واضحة منذ البداية


إذ كان هدفه إيقاف شي ييجين عن الاستمرار في “هجومه”

لذا، كانت هناك عضّات أكثر مما ينبغي 

— و التصقت جباههما، وضغط تشين كان شفتيه على فم 

شي ييجين بشكل مرتبك


التصادم الحاد بين شفيته وشفتي شي ييجين الملتهبة أرسل 

رجفة في صدر تشين كان، 

وقلبه بدأ يخفق وكأن صاعقة قد ضربته


لقد شعر وكأنها مقامرة حقيقية


فلو خسر هذا الرهان ، وظل عقل شي ييجين غائبًا بفعل الحمى، 

فإن أنيابه الحادة كانت بلا شك ستغوص أعمق في شفتيه


قد ينجو صدر تشين كان، لكن شفتيه لن تسلم


لكن بعد ثواني قليلة فقط، 

أدرك تشين كان… أنه قد يكون فاز بالرهان


فما إن قبّل شفتي شي ييجين ، حتى حدثت مقاومة طفيفة 


— اتسعت عينا شي ييجين لجزء من الثانية ، 

ثم، وعلى نحو غريب، تجمّد في مكانه وكأن الزمن توقف


ساد الغرفة صمت مخيف، 


لم يُكسره سوى دقات قلبيهما المتناغمة في ذلك الفراغ الهائل


كان ذلك مرعبًا تقريبًا


في هذا الهدوء ، لم يُسمع سوى صوت المطر يطرق الزجاج برقة


وحين عاد تشين كان أخيرًا إلى وعيه وسحب شفتيه بعيدًا عن القبلة ، 

بقي صوت الانفصال الرقيق بين شفتيهما معلقًا في الهواء ، 

كتموّج خافت وغامض على سطح ماء ساكن


أفرغ ذهن تشين كان تمامًا


نظر إلى أسفل ، فتلاقت عيناه بعيني شي ييجين 


كان شي ييجين يحدّق إليه من الأسفل، 

و شعره المبعثر يحيط بوجهه المحموم


و ما زال تنفّسه متقطع ، والحمرة التي امتدت من وجنتيه 

إلى عنقه صارت أشد وضوحًا الآن، 

وإن كان من الصعب تحديد ما إذا كانت بسبب الحمى أم بسبب القبلة


و عينيه اللتين كانتا غائمتين وغير مركزتين ، 

أصبحت الآن معلقة بعيني تشين كان مباشرةً


ضاق صدر تشين كان ——

حاول العثور على صوته


وبعد صمت ثقيل وطويل ، تمكّن أخيرًا من الهمس بصوت مبحوح :

“… شي ييجين ؟”


مرّت لحظة ، ثم همس شي ييجين بهدوء :

“ هممم.”


تقلّب قلب تشين كان في اضطراب


للحظة قصيرة شعر وكأن ثقلًا قد انزاح عن صدره


و بعد كل تلك النداءات، تلقّى أخيرًا ردًا من شي ييجين 


كان ذلك يعني أن شي ييجين قد استعاد وعيه ، 

وهرب من تلك الحالة المرعبة من اللاوعي التي كان عليها قبل قليل


{ ولكن… لماذا كان عليه أن يستيقظ الآن ؟!!! }


رمش شي ييجين ببطء ، وصوته مبحوح وهو يسأل:

“ متى عدت ؟”


تردّد تشين كان ثم أجاب بجمود:

“ منذ حوالي نصف ساعة… 

حين دخلت ، كنتَ نائمًا بالفعل ، ومهما ناديتك ، لم تستجب .”


شي ييجين :

“ بسبب العاصفة ؟”


: “ نعم .”


أومأ شي ييجين برأسه ببطء


لا بد أن الحمى كانت شديدة، 

فقد أغلق عينيه مجددًا وأخذ نفسًا متقطعًا بصعوبة

وحين تكلّم مجددًا، كان صوته منهكًا:

“ آسف . أثناء العواصف ، لا أستطيع التحكم بعقلي جيدًا . 

أنا… غالبًا أحلم كثيرًا ، ويصعب عليّ الاستيقاظ منها .”


شدّ تشين كان على فكيه قليلاً


للحظة أراد حقًا أن يسأله عن نوع تلك الأحلام 

{ — ربما شيء عن أسماك قرش عملاقة ؟ 

وإلا فلماذا يعضّ كل من يقابله ؟ }


لكن حين نظر إلى عيني شي ييجين الحمراوين المبللة ، 

بلع ريقه بصعوبة ، وقال بصوت جاف:

“ لا بأس . 

حالتك قبل قليل… كانت مرعبة . 

من الجيد أنك استيقظت .”


لم يرد شي ييجين 


ما زال تنفسه مضطرب ، لكن اتجهت نظرته من وجه تشين 

كان إلى صدره


وحين وقعت عيناه على علامة العضّ في صدر تشين كان، تجمّد مكانه


: “ ما هذا…؟”


لزم تشين كان الصمت


لكن بدا أن شي ييجين قد فهم الأمر


رفع يده ولمس شفتيه بلطف، 

وكأنه يحاول تذكّر ما حدث


: “ هل… هل فعلتُ شيئًا شبيهًا بما فعلتُه آخر مرة حين كنتُ ثملًا…؟”


كان من السهل على تشين كان أن ينتهز الفرصة ويكذب، 

أن يُلقي اللوم كله على شي ييجين، ويقول مثلًا ' نعم ، أصررت على تقبيلي '


لكنه لم يفعل


تحرك تفاحة آدم في حلقه قليلاً ، 

وبقي وجهه خاليًا من التعبير وهو يقول : “ .. العلامة على صدري… أنت من فعلها "


تجمّد شي ييجين ، وما زالت نظراته شاردة


تابع تشين كان : “ لم تكن واعي بالكامل قبل قليل و كنت تتصرف بدافع غريزي ..

لم تكن مدركًا تمامًا حينها، 

كنت تواصل التصرف دون وعي . وفي النهاية ، بالكاد 

استطعتُ أن أُمسك بك، وعندما هممتَ بعضّي مجددًا ، 

لم أستطع تحرير يديّ… 

فلم يكن أمامي خيار سوى أن أفعل ذلك .”

توقف للحظة ، وثقُل صوته بكلماته :

“ لم يكن لدي خيار .”


كان تشين كان يعلم كم يبدو الأمر سخيفًا حين يقول ' لقد أوقفتك بشفتي '

لكن مهما حاول أن يشرح ، فسيظلّ ما حدث يبدو غريب


إلا أن شي ييجين لم يُعلّق على ذلك، بل عبس بحاجبيه، 

ويبدو أن كلّ تركيزه انصبّ على أفعاله الهائجة والعض الذي صدر منه قبل قليل


شي ييجين : “ أنا آسف ….حين تهطل الأمطار ، يصعب عليّ 

التمييز بين الحلم والواقع ، 

فأقوم أحيانًا بأشياء لا أقصدها ….”


قاطعه تشين كان : “ لا داعي لأن تعتذر لي” وأخذ نفسًا عميقًا : 

“ المطر لن يتوقف قريبًا . 

فقط أخبرني الآن، ما الذي يمكنني فعله لأجلك ؟”


حدّق شي ييجين في تشين كان طويلًا


: “ أنا أشعر بالبرد الشديد…”، بصوت خافت، بالكاد يُسمع :

“ هل يمكنك أن تستلقي بجانبي… وأن تعانقني؟”


في الظروف العادية —- فإن علاج الحمى يكون غالبًا بتبريد الجسم ، 

لا بالاقتراب الجسدي من شخص آخر


لكن تشين كان كان يعرف أن حالة شي ييجين مختلفة ، 

وهو الوحيد الذي يفهمها حقًا ،

لذا، رفع البطانية واستلقى إلى جانبه


وما إن استقرّ تشين كان بجواره ، 

حتى رفع شي ييجين يده وأمسك بعقدة ربطة العنق شبه 

المفكوكة عند صدر تشين كان، ثم فكّها دون تردد


كان قميص تشين كان مفكوك الأزرار بالفعل، 

فتحركت يد شي ييجين على صدره دون أن تتوقف، 

و يتحسسه بانسياب وثبات


شهق تشين كان بهدوء ، وقد تيبّس جسده كرد فعل مباشر


أصابع شي ييجين المشتعلة بحرارة الحمى ، 

تتلمّس كل انحناء وتفصيل في صدر تشين كان ببطء، 

إنشًا بعد إنش


وحين توقفت أصابعه عند علامة العضّ الواضحة همس شي ييجين مجدداً :

“ آسف "


: “ لا بأس”، جاء صوت تشين كان مبحوح ، 

يحمل نبرة عمق طفيفة : “ أنت مريض، لذا … أتفهم ذلك…”


لكن جملته انقطعت فجأة ، 

لأنه في اللحظة التالية ، 

انحنى شي ييجين نحو صدره ، 

ونفخ برفق على العلامة


“…!”


همس شي ييجين : “ إذا نفخت عليها، فلن تؤلمك بعد الآن ”


اجتاحت تشين كان قشعريرة مفاجئة ، 

انفجر إحساس غريب من الدغدغة الممزوجة بحرارة جسده ، وجعله يرتجف


كانت تلك الحركة ، المغرية بهذا الشكل ، 

والمشبعة بإيحاءات لا تُقال ، 

أشبه بالحلم 


— خصوصًا مع ملامح شي ييجين الجادة ، وكأنه لا يدرك معنى ما يفعله


وقبل أن يتمكن من لمس العلامة مجددًا ، شعر شي ييجين 

بيد دافئة تضغط بقوة خلف رأسه ، 

وقبل أن يفهم ما يجري ، كان وجهه قد دُفن في صدر تشين كان


“…؟”


: “ أنا… لست بهذه الهشاشة كما تعلم .”


جاء الصوت من فوقه ، مكتومًا ومشحونًا بعاطفة مكبوتة، 

وكأن تشين كان يحاول السيطرة على نفسه : 

“ سنباي… أرجوك ، 

لا تقلق بشأني …. عليك أن تركز على نفسك أولًا .”


خدّا شي ييجين وأنفه التصقا بحرارة صدر تشين كان القوي، 

وكان الدفء يغمره لدرجة جعلته غير قادر على المقاومة


تجمّد مكانه ، ولم يستطع قول شيء، فقط همس بخفوت:

“…حسنًا .”


مرة أخرى ، احتضنا بعضهما في هذه الليلة العاصفة


كان المشهد مألوفًا جدًا


وجه على صدره ، و يدين تستكشف العضلات ، 

وأجساد متقاربة


استمع تشين كان إلى صوت المطر في الخارج بجمود، 

بينما يشعر بإيقاع تنفّس شي ييجين يتباطأ تدريجيًا وهو يسترخي بين ذراعيه


تشين كان : “ … ينبغي أن تحاول النوم قليلًا "


ردّ شي ييجين بصوت خافت ومبهم :

“ لا أشعر برغبة في النوم الآن … 

لا أريد أن أحلم بذلك النوع من الأحلام مجددًا .”


تجمّد تشين كان في مكانه ، وأراد أن يسأله عن نوع الحلم الذي رآه ، 

لكن شي ييجين تحدّث قبله قائلًا :

“ هل يمكنك أن تتحدث إليّ ؟”


تردد تشين كان للحظة ، ثم أجاب :

“ بالطبع .”


وبدأ يسرد له أحداث المحاضرة التي حضرها في ذلك اليوم، 

متحدثًا عن بعض المواضيع المثيرة للاهتمام التي سمع عنها


ثم، وبعد لحظة قصيرة ، أضاف :

“ أوه بالمناسبة ، صادفت إحدى زميلاتك من أمريكا ،

كايتي… فتاة بشعر أحمر

هل تتذكرها ؟”


فكّر شي ييجين قليلًا، ثم هزّ رأسه وهو لا يزال ملتصقًا بصدر تشين كان


: “ كان يوجد الكثير من المتدربين في معهد روبرت في ذلك 

الوقت… لا أظنني أذكرها تحديدًا .”


أومأ تشين كان ، وقد تقبّل الإجابة بهدوء


تذكّر ما قالته كايتي عن والد شي ييجين ... 

كان هناك الكثير مما يودّ سؤاله عنه، 

لكنه شعر أن هذا ليس الوقت المناسب


وبينما يفكر في كيفية طرح الموضوع ، 

قاطعه فجأة صوت قرقرة خفيفة ، 

كأنه صدر من المعدة


تجمّد الهواء للحظة


تردد تشين كان ثم سأل:

“ هل كان ذلك…؟”


: “ همم”، جاء صوت شي ييجين لا يزال ضعيف ، لكنه 

هادئ، وخالي من أي خجل : 

“ أشعر بالجوع قليلًا .”


المطر يهطل بغزارة في الخارج، 

لذا فالطلب من الخارج كان مستحيل ، 

ومطعم الفندق لا يزال مفتوح ، 

لكن شي ييجين لم يكن بحالة تسمح له بالحركة


و في هذه اللحظة شكر تشين كان الفندق بصمت لأنه يوفّر خدمة الغرف


وبينما يتفحّص قائمة الطعام ، 

اقترح شي ييجين أن يغيّرا وضعيتهما حتى لا يُفسد العناق


وهكذا ، استلقى تشين كان على السرير ، 

ممسكًا بالقائمة في يده ، بينما استند شي ييجين برأسه على بطنه ، 

يستمع إليه وهو يقرأ خيارات الطعام بصوتٍ هادئ


وسرعان ما اندلع بينهما خلاف صغير في اختيار الأصناف


شي ييجين : “ أنا أشعر بالبرد جدًا ،، أريد شوربة ساخنة ”


ردّ تشين كان:

“ في الواقع سنباي، قد لا تُدرك كم حرارة جسدك الآن ، 

لكن صدري وبطني يشعران بذلك بوضوح… 

أعتقد حقًا أنك بحاجة لشيء يُخفف من الحمى ، 

لا شوربة ساخنة إنها ليست الخيار الأفضل .”


لكن شي ييجين أصرّ بعناد :

“ أريد شوربة ساخنة .”


تمسّك تشين كان بموقفه :

“ تحتاج إلى شيء بارد .”


وبعد مواجهة قصيرة ، توصلا أخيرًا إلى تسوية : 

شوربة فطر ساخنة ، وآيس كريم ، واثنان من الساندويش للشبع


وبعد نصف ساعة ، دقّ جرس الباب


في تلك اللحظة ، كان شي ييجين مستلقي بسلام على معدة 

تشين كان، بالكاد مستيقظ


تجمّد تشين كان للحظة حين سمع الجرس


تردد ، ثم دفع شي ييجين بلطف ونهض من السرير ، 

وبينما يخطو خطواته الأولى، 

امتدت يد شي ييجين وأمسكت بيده


رفع شي ييجين عينيه المتعبين ببطء ، قبضته قوية بشكل مفاجئ : 

“ إلى أين تذهب ؟”


ارتجف قلب تشين كان قليلًا ، ثم أجاب:

“ جرس الباب رنّ، سأحضر الطعام .”


عَقَد شي ييجين حاجبيه ، ثم أومأ بعد لحظة من التردد، 

وأطلق سراح يده على مضض


رنّ جرس الباب مرة أخرى ، 

تلاه صوت الموظف يسأل من الخارج


أسرع تشين كان بارتداء ملابسه ، 

بالكاد أغلق زرين أو ثلاثة من قميصه ثم اتجه نحو الباب


كان الموظف شاب بريطاني ، وما إن رأى تشين كان حتى تجمّد لثانية


نظرته وقعت على القميص المفتوح جزئيًا، 

وعلى أثر عضة واضح على صدر تشين كان

و ابتسم ابتسامة ذات مغزى، ثم سلّمه الصينية بأدب : 

“ استمتع بوجبتك ، وأتمنى لك ليلة جيدة سيدي.”


جملة مهذبة عادية تمامًا ، لكن عبارة ' استمتع بوجبتك وليلة جيدة ' بدت غريبة ومحرجة في أذني تشين كان


أجبر نفسه على الابتسام وقال:

“… شكرًا .”


عندما عاد إلى الغرفة ومعه الطعام، 

وقف في مكانه لحظة وهو ينظر إلى الشخص المتكور على 

السرير، ثم تردد، غير متأكد من أين عليهما أن يأكلا


فكّر تشين كان للحظة : “ هل ترغب في الجلوس لتأكل ؟

هل لديك طاقة كافية لتنهض من السرير؟ 

توجد طاولة صغيرة بجانب البار ، يمكننا … "


جاء الرفض فورًا :“ لا ،، لا أستطيع التحرك وأريد أن أبقى قريبًا منك .”


تشين كان، “…”


{ شي ييجين متشبث للغاية في هذا الجو العاصف … 


سواء بتمسكه بيدي قبل قليل، أو إصراره الآن … }


أدرك تشين كان أن شي ييجين يعاني من انعدام واضح 

بالأمان في الأيام الممطرة


ضعيف ، كأن ثانية واحدة من الابتعاد قد تُشعره بالهلع


لكن ما لم يتغير منذ الليالي الممطرة السابقة هو جرأته 

الواضحة في المطالبة بالتقرّب الجسدي


رؤية شي ييجين لا يزال يملك طاقة كافية ليجادل كانت 

باعثًا للطمأنينة لتشين كان


حمل تشين كان الصينية ، وفكّر قليلًا : “ حسنًا، إذًا 

أخبرني… ما هي أفضل طريقة… 

لتبقيني بين ذراعيك وتتمكن من الأكل ؟”


شي ييجين : “ بسيطة ،، فقط اجلس في السرير ، 

في وضعية نصف استلقاء ، لا تتمدد تمامًا .”


تشين كان، “ هاه؟”


و بتوجيهات شي ييجين ، وضع تشين كان الصينية التي 

تحوي الطعام على الطاولة الصغيرة بجانب السرير، 

ثم صعد إلى السرير، 

وجلس بوضعية نصف مستلقي كما طُلب منه


تشين كان : “ و- ثم ؟”


شي ييجين : “ اتكئ للخلف قليلاً .”


تشين كان، بحيرة طفيفة، نفّذ التعليمات : “ هكذا؟”


كان من المفترض أن شي ييجين هو من سيأكل ، 

لكن تشين لم يفهم لماذا هو من يتحرّك بهذا الشكل ،

ثم سمع شي ييجين يتنهد تنهيدة خافتة


ثم شاهد شي ييجين وهو يرفع البطانية ببطء ، 

و يحاول الجلوس، 

ثم التفّ ودفعه بيده نحو ظهر السرير —


وفي اللحظة التالية جلس شي ييجين على ساقَي تشين كان


تشين كان، “…؟”


في هذه اللحظة تحديدًا ، كان شي ييجين جالسًا في حجر تشين كان، 

و جسداهما ملتصقان تقريبًا، لا يفصلهما سوى الغطاء بينهما


لكن شي ييجين، كما هو متوقع منه، 

لم يكن راضيًا تمامًا عن الوضعية


فأنزل عينيه ، عابس قليلًا ، وبدأ بتعديل وضعيته


أنزل خصره قليلًا ، 

ثم أسند جبينه على صدر تشين كان، 

ولفّ إحدى يديه حول خصره ، 

بينما وضع الأخرى على صدره ، يدلكه برقة


سمع تشين كان تنهيدة رضا ناعمة من شي ييجين ، ثم—

تجمّد في مكانه


و تجمّد تشين أيضاً


ظلّا على هذه الحال ، في صمت دام دهرًا بأكمله


حاول تشين كان أن يتجاهل هذا القرب الحميم بينهما :

“ أأنت… تنوي أن تأكل بهذه الوضعية ؟”


شي ييجين : “ نعم "


تابع تشين كان : “ وكيف ستأكل إذًا؟”


لم يرد شي ييجين في الحال


وبعد لحظة ، قال أخيرًا :

“ كما ترى ، يداي مشغولتان بأمرٍ مهم ! … 

أما يداك ففارغتان "


تشين كان وقد أدرك ما يقصده ، تردد : “ أتعني أن—”


أومأ شي ييجين برأسه إيماءة خافتة


ساد الصمت بين الاثنين من جديد ، في انسجام عجيب


وبعد لحظة طويلة من السكون ، 

دون أن يتحرك تشين كان ، 

رفع شي ييجين يده ونقر بلطف على صدره ، مذكّرًا :

“ أنا جائع "


صر تشين كان على أسنانه ، 

وقال بصوت مكبوت : “ سنباي، أنت—”


شي ييجين بهدوء :

“ أنا جائع حقًا… لكنني أيضاً أريد أن أظل ممسكًا بك "

رفع عينيه، بنظرة ناعمة ، و رموشه ترتجف بخفة ، 

وصوته بالكاد يُسمع وهو يصل إلى أذن تشين كان :

“ أطعمني أرجوك ؟”



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي