Ch44 | Xia Fan Cai
بعد ليلة من الهدوء ، أصبح تاو مينغتشو أقل حزنًا
على الرغم من أن كل كلمة خرجت من فمه كانت تحمل طابع الغضب والتحدي،
مثل “ما زلت غاضبًا!” و”إذا لم تكن تحبني بهذا القدر، فلن أحبك أيضًا”،
إلا أنه إذا تم التفكير جيدًا في هذه الكلمات،
يمكن أن يُلاحظ أن هذه الكلمات الحامضة هي في الحقيقة
تعبير عن اهتمامه العميق بجينغ سي
في صباح اليوم التالي ، عندما ذهب تاو مينغتشو إلى منزل
تاو شيوي لأخذ الأدوات المطبخية،
كانت تاو شيوي معه
وفي الطريق، تذكرت شيئًا وقالت له: “ أوه، نسيت أن أقول لك، يجب أن تشكر جينغ سي نيابة عني "
فهم تاو مينغتشو حينها أن جينغ سي قد قام بالفعل بتوفير
محامي لِتاو شيوي منذ عدة أيام،
من مكتب محاماة معروف في المدينة،
وكانت رسوم الاستشارة عالية جدًا
حاول والدي تاو شيوي إقناعها بالتريث في قرار الطلاق،
لكن تاو شيوي كانت قد قررت بالفعل أن الطلاق هو الخيار الصحيح
تاو شيوي: “ الحياة لي، وليست لوالدي .
إذا كنت لا أرتاح ، يجب أن أعيش كما أريد .
في النهاية ، المهم أنني سأعيش حياة مريحة لي ”
رد تاو مينغتشو: “ أفهم هذا ، لكن هل هذا هو السبب وراء كل تلك الكتب التي تجمع الغبار ؟
أليست تلك الكتب التي تقرئينها هي قصص حب؟”
ضحكت تاو شيوي : “ نعم ، هي قصص ، لكن ليست عن
الحب ...” ثم تذكرت وقالت: “بالحديث عن ذلك، الكتب
التي أخذتها إلى منزل لي لان قد انتهيت من قراءتها ،
هل يمكنك مساعدتي في نقل اثنتين منها إلى هناك ؟”
———
فجأة توقف تاو مينغتشو عن الكلام عندنا تصفح بعض الكتب ،
شعر بأنه غير قادر على تحمّل محتواها
شعر أن تاو شيوي ويانغ كنينغ سيكون لديهما الكثير للثرثرة بشأنه عندما يجتمعان
و بينما تاو مينغتشو يشعر بالحزن ،
خرج من منزل تاو شيوي بعد أن أصبح أكثر هدوءًا ،
وبدأ يفكر في علاقته مع جينغ سي بعقلانية
كان يعلم أن جينغ سي يهتم به
في العلاقات العاطفية ، هناك العديد من الأشخاص الذين
يضحون من أجل شركائهم ،
ولكن قلما نجد شخص يهتم بأفراد عائلة الآخر كما يهتم جينغ سي
لو لم يكن جينغ سي يهتم به،
لما اختار إخفاء مرضه ليظل يساعده في مشاكل تاو شيوي طوال هذه الفترة
كان تاو مينغتشو يعلم أن جينغ سي يهتم به،
لكن تاو شخص غير آمن عاطفيًا
كان يريد أن يسأله بشكل مباشر: “هل تهتم بي حقًا؟”
وكان يتمنى أن يسمع من جينغ سي كيف يحبّه
في الواقع ، كان يشعر بمزيد من الخجل لأنه شعر أن سوء
الفهم الذي كان لديه حول مشاعر جينغ سي قد جعله يبدو
سخيفًا للغاية
لذا قرر تاو مينغتشو أن يتصرف بطريقة باردة لبضعة أيام،
حتى وإن كان يعلم أن جينغ سي يهتم به
كان يريد أن يرى مدى اهتمام جينغ سي به، وإلى أي حد هو مهم له
عاد تاو مينغتشو من منزل تاو شيوي وهو يحمل مجموعة من الأدوات المطبخية،
معظم الآلات كانت ذات تصميم جذاب ولكنها معقدة جدًا
في الاستخدام وصعبة الفهم، وكان تاو مينغتشو ما يزال يحاول التعود عليها
الشيء الوحيد الذي بدا سهلاً في الاستخدام هو الفرن الصغير
إضافة إلى أنه عندما كان يتسوق في السوبرماركت لشراء الخضار،
اشترى أيضًا عبوة من خليط المافن الجاهز 🧁
لذا قرر أن يبدأ باستخدام الفرن الصغير لتحضير بعض المافن كوجبة إفطار
لكن الفرن الصغير كان لديه طاقة غريبة ،
فبعد وقت طويل من الخبز ،
بدأ الكيك يتحول إلى اللون الذهبي و عندما قطع واحدة،
اكتشف أنها لا تزال لزجة ورطبة من الداخل،
ولم تكن قد نضجت تمامًا
تاو مينغتشو: “… دعنا نخبزها لفترة أطول.”
أجاب جينغ سي: “ حسنًا .”
عندما فتحوا الفرن مجددًا ، وقع كلاهما في صمت
عشرة مافين ، سبع منها أطرافها قد احترقت قليلاً ،
و واحدة انفجرت بشكل مفاجئ وكأنها بركان،
و اثنتان لا يمكن حتى لمسها بسبب السواد الذي غطاها
تردد جينغ سي : “ الرائحة جميلة "
رد تاو مينغتشو قائلاً: “… جميلة كما لو أنها في موقع حريق "
ظل الصمت مستمرًا لبعض الوقت، ثم سأل تاو مينغتشو فجأة: “ كيف يجب أن تراقبني وأنا آكل لكي تتمكن من تناول الطعام ؟”
فوجئ جينغ سي قليلاً، ثم نظر إلى عينيه وقال: “طالما أنك تجلس أمامي وتتناول الطعام بشكل طبيعي، فهذا كافي .”
سأل تاو مينغتشو: “ هل يعني أنه طالما أنني أتناول الطعام
أمامك، يمكنك أن تأكل أي شيء ؟
أم أن الأمر يعتمد فقط على الطبق الذي أتناوله ؟”
أجاب جينغ سي: “ من الناحية النظرية ، الحالة الأولى هي الأصح ، ولكن عمومًا ، إذا كنت آكل شيئ ، سأختار أن آكل
نفس الطبق الذي تتناوله، ذلك عادةً يكون أكثر فعالية .”
صمت تاو مينغتشو للحظة ثم أومأ برأسه
فجأة تذكر كيف كان الحال في اليوم الذي تحدثا فيه لأول مرة في الكافتيريا،
عندما تناول تاو مينغتشو طبق كبير من الجمبري الحار
وعندما جاء جينغ سي ليبحث عنه،
كان الطبق الوحيد الذي تم تناوله من قِبله هو نفسه الجمبري الحار
تنفس تاو مينغتشو بعمق وقال: “ لنأكل .”
على الرغم من أن بضع المافين وكوبين من الحليب لا
يعدون وجبة إفطار كافية،
إلا أن تاو مينغتشو قام بإعداد وعائين من الزلابية المجمدة ليتناولا معًا
جلسا معًا على الطاولة، وبدآ في تناول الطعام في صمت
كان تاو مينغتشو مشتت الذهن في البداية،
فقد بدأ يأكل بسرعة كما اعتاد،
لكنه تذكر فجأة أن الوضع الآن مختلف،
فابتلع الطعام في حلقه بشكل مفاجئ
نظر إلى جينغ سي وهو يجلس أمامه،
ثم تردد و وضع المافين التي في يده جانبًا وقرر تناول
الحساء ليحافظ على توازن التغذية بشكل أفضل
شعر تاو بالقلق من تناوله الطعام بسرعة كبيرة،
مما قد يجعل جينغ لا يستطيع مواكبته
لذا، بدأ يبطئ من سرعة مضغه دون أن يُسمع أي صوت،
حتى أنه كان يمضغ اللقمة عشر مرات قبل أن يبتلعها بتردد
و بينما هو غارقًا في أفكاره ، سمع جينغ سي يناديه برفق: “ تاو مينغتشو "
جينغ سي: “ أنا آسف ….
كنت أعتقد أن إخفاء الأمر سيحل المشكلة ،
لكنني أغفلت أن ذلك قد يؤذي مشاعرك .”
صمت تاو مينغتشو ولم يجب
واصل جينغ سي بصوت هادئ: “ أعرف أنك ربما لم تستمع
إليّ بالأمس ، لذا أردت أن أخبرك مجددًا .
تناول الطعام كان وسيلة للتقرب منك ،
لكن ذلك ليس سبب حبي لك
أحبك لأنك مميز ودافئ ،
لأنك تمنحني شعورًا لم يسبق لي أن تلقيته من أحد آخر ،،،
حتى لو لم تكن أنت من تناول الطعام بشهية في الكافتيريا ،
أعتقد أنه إذا التقينا في يوم ما، سأظل أُجذب إليك .
بغض النظر عن مرضي ،
بغض النظر عن حالتي الصحية في المستقبل ، أنا سأحبك .”
تقشعر تاو مينغتشو قليلاً
ثم، فجأة، انخفضت نظرته إلى الأسفل،
وأخذ قطعة المافين المتبقية وابتلعها دفعة واحدة
ظل جينغ سي يراقب وجهه المملوء،
ثم سأل بلطف: “ هل يمكنك أن تسامحني ؟”
بعد فترة من الصمت ،
سمع جينغ سي صوت تاو مينغتشو الخافت يقول
: “أنت لم تخطئ أبدًا ،
لذا بيننا لا وجود للسؤال عن المسامحة ”
كان هذا صادقًا تمامًا
في الواقع ، كان تاو مينغتشو قد توقف عن الغضب منذ فترة ،
لكنه كان في حاجة إلى سماع كلمات جينغ سي الصادقة ، فكلما سمع منها،
شعر بسعادة لا توصف وكأن قلبه يطفو في السماء ،
وكان يشتاق لسماع المزيد
لكن، بسبب ذلك، قال بحذر وبطابع حامض قليلاً:
“ في الحقيقة، كنت أظن أنني فقط كنت أتوهم،
وعلاقتنا في الحب… أنا لست آمنًا عاطفيًا بصراحة .
لذا، هذه الأيام كنت أحتاج لبعض الوقت بمفردي،
لأفكر في علاقتنا.
هل يمكنني أخذ بعض الوقت للتفكير ؟”
كان تاو مينغتشو في الحقيقة يستمتع جدًا بشعور جينغ سي
الذي يريده واحتياجه له
كان يقصد في كلامه ' أنا بالفعل لم أعد غاضبًا .
و إذا قلت لي المزيد من الكلمات الجميلة وأشعر بمزيد من حبك ، سأغفر لك! '
إذا كان هذا في وقت سابق ،
ربما كان جينغ سي قد فهم هذه الرسالة الضمنية
لكن منذ مساء أمس ، كان جينغ سي في حالة من القلق المستمر
و كان ينظر إلى وجه تاو مينغتشو ويظن أنه ما يزال غاضبًا منه ،
فبدت له تلك الكلمات وكأنها تعني ' ما زلت غاضب ،
ولا أريد سماعك ، هل يمكنك عدم إزعاجي ؟ '
شعر جينغ سي أنه مهما حاول شرح الأمور ،
يبدو أن تاو لن يستطيع استيعاب كلامه في الوقت الحالي
و كان يظن أن تاو بحاجة ماسة إلى بعض المساحة الشخصية ووقت للتفكير بمفرده،
لذا تردد قليلاً وقال بهدوء: “ حسنًا ، لن أزعجك هذه الفترة إلا في وقت الطعام .”
توقف تاو فجأة ، وأدرك أن تصرفه ربما كان مبالغًا فيه
فتح فمه قليلاً، وكان يريد أن يقول شيئًا بسرعة ،
لكنه أدرك أن هذه الكلمات كانت قد خرجت منه للتو ،
فشعر بالحيرة ولم يعرف كيف يعتذر
كان يظن أنه بعد قوله لتلك الكلمات،
سيشعر جينغ سي بالارتباك وسيواصل قول كلمات مريحة له،
وربما يقترب منه ليحتضنه أو يقبله،
وبالتالي يظل هو يسايره بهذا الشكل،
وقد يتطور الأمر في الأيام القادمة بطريقة تساعد في تطور علاقتهما إلى مستوى أعمق
لكن الآن، بدا أنه خسر الرهان ~~
لم يقترب جينغ سي ليواسيه كما كان يتوقع ،
بل كان جينغ سي يخطط للابتعاد عنه
بدأ تاو مينغتشو في التفكير بشكل محموم،
يحاول إيجاد طريقة للتصرف بحيث يظهر أنه لا يهتم،
وفي نفس الوقت، يمنع جينغ سي من الابتعاد عنه فعلًا
ثم تذكر مجموعة من القصص في الروايات التي قرأها في
منزل تاو شيوي اليوم، وفجأة خطر له فكرة !
فجأة، سعل تاو مينغتشو بصوت عالٍ وقال:
“… لكنني تذكرت الآن ،
أنك تحتاج إلى رؤيتي لكي تتمكن من الأكل ،
لذا في الوقت الحالي، أنت بحاجة لي أكثر بكثير مما أنا بحاجة إليك ، أليس كذلك ؟”
نظر جينغ سي إليه ، وبعد لحظة من التفكير ، أومأ برأسه : “ نعم.”
قال تاو مينغتشو “هممم”، ثم قال: “ لكن لماذا يجب عليّ
أن أسمح لك بمشاهدتي فقط؟”
فزع جينغ سي : “ ماذا ؟”
تاو مينغتشو: “ أنت لم تسألني إذا كنت أريد أن يراني أحد ،
ثم ما الفائدة التي سأحصل عليها إذا سمحت لك بأن تراني؟”
تفاجأ جينغ سي من الطريقة التي طرح بها تاو مينغتشو سؤاله بهذه الحيلة ، فاحتار لبضع لحظات
تنهد تاو مينغتشو وقال وهو يضرب صدره : “ لذا… “
نظر جينغ سي إليه بنظرة تائهة
أضاف تاو مينغتشو: “ إذا كنت تريد مني أن أرافقك في تناول الطعام… “
تاو مينغتشو توقف لحظةً ثم رفع رأسه وقال بتردد: “ فقط… استخدم جسدك لتبادل الطعام معي !”
يتبع
الكاتبة :
تاو مينغتشو (بفخر): “ فقط مع القبلات يمكنني أن أستبدل الطعام !”
جينغ سي (مبتسمًا): “يمكن استبداله بالقُبلات فقط هااه ؟”
تعليقات: (0) إضافة تعليق