القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch58 | Rainfall: 100%

 Ch58 | Rainfall: 100%


في الحقيقة ، لم يكن هناك سوى هدية واحدة أعدّها شي ييجين مسبقًا : المفتاح 


كان دائمًا يتصرف بدافع الحدس ، يتبع مشاعره بلا تردد 


كلما خطرت له فكرة ، بادر بتنفيذها فورًا دون أن يضع اعتبار لآراء الآخرين ، 

ولم يكن يومًا يزعجه احتمال الرفض


لكن عندما وضع القلادة التي تحمل المفتاح — والتي ترمز 

إلى ' العيش معًا ' — حول عنق تشين كان، 

أدرك فجأة أنه لم يفكر ولو للحظة في احتمال أن يرفض تشين كان ——


وقد أرعبه هذا الإدراك للحظة ——


وجد نفسه يفكّر : إن كان الجواب الأخير يعتمد على تشين 

كان، فربما يعني ذلك أنّه يهتمّ فعلًا بالنتيجة


ولتهدئة نفسه ، نظر نحو قطعة الكعكة نصف المأكولة على طاولة الطعام ، 

وبشكل عفوي ، قرر أن يرتجل ، ويحوّل ' خبز كعكة ' إلى هدية أخرى


لكن تشين كان لم يردّ لفترة طويلة


ظلّ يحدق بصمت في وجه شي ييجين ، 

وصدره يرتفع وينخفض ببطء ، 

ثم مدّ يده وسحب الواقي من يد شي ييجين


أنزل رأسه ، ولعق الكريمة من على ترقوة شي ييجين


دفن وجهه في عنق شي ييجين ، 

ولسانه يلتقط بقايا الكريمة ويدخلها إلى فمه ، 

ثم حوّل تلك اللمسة إلى قبلة امتدت على عظمة ترقوته


جسد شي ييجين نحيف ، خاليًا تقريبًا من الدهون حول الترقوة

و شدّ تشين كان فكّه قليلًا ، وعضّ ذلك الجزء من الجلد ، 

ثم التقطه بلطف بين شفتيه


تسارع تنفس شي ييجين ، 

وتآوه وخرجت صوت لم يسمعه من نفسه من قبل


في تلك اللحظة ، كان على وشك أن يبتلعه تشين كان بالكامل، 

مثبتًا إيّاه على طاولة الطعام


لم يكن شي ييجين معتاد على هذا الوضع، 

وعندما أراد بالابتعاد قليلًا ، أمسكه تشين كان من ذقنه بقوة


تبادلا قبلة طويلة ، و ما تزال نكهة الكريمة الحلوة تعطر أنفاسهما


تراقصت الحلاوة الناعمة ، المليئة بطعم الكريم ، 

على لسانيهما، 


وعرف شي ييجين، دون أي تردد، أن هذه القبلة تعني أن تشين كان قبل الهدية


ومع ذلك، أصرّ شي ييجين، وضغط بكفه بلطف على صدر 

تشين ليخلق مسافة بينهما، 

ثم قال بصوت منخفض وثابت:

“…هل ستقبل المفتاح أم لا؟”


اللمعان في عيني تشين كان يكاد يشتعل


: “ شي ييجييييين ….

بمجرد أن وضعتَه حول عنقي ، لم يعد هناك أي مجال لأعيده إليك .”


نظر شي ييجين في عينيه ، 

وبعد لحظة قصيرة ، تمتم فقط : “همم.”


ثم رفع يده وتتبّع بأصابعه حدود صدر تشين كان، 

حتى وصل إلى السلسلة الفضية التي تحمل المفتاح


وفي حركة خاطفة ، علّق إصبعه في السلسلة ، 

وشدّها برفق إلى الأمام


وفي لحظة ، ضاقَت المسافة بينهما ، 

حتى أوشكت أنوفهما على التلامس


قال ييجين وهو يبتسم:

“ حسنًا، الآن… تعال لتستلم هديتك الثانية ”


في فن الخَبز ، الدقة هي كل شيء !


المكونات الخام ، التوقيت ، التقنية ، 

وحتى طريقة التقديم — كلها يجب أن تتناسق تمامًا ، 

وإلا فسد المنتج النهائي


كل خطوة تتطلب تركيزًا دقيقًا واهتمامًا بالغ


أولى خطوات صنع كعكة بالكريمة هي تجهيز المكونات 

والأدوات اللازمة في المطبخ —-


السر في كعكة كثيفة ، حلوة ، 

وعطرة يكمن في قاعدة الشيفون والكريمة


خَبز الكعكة وحشوها بالكريمة هما الخطوتان الأكثر أهمية، 

وتحتاجان إلى أدوات مختلفة : خلاطات ، ملاعق مطاطية ، 

وأكياس تزيين


وبالنسبة لشخص يخبز لأول مرة دون أي خبرة ، 

يمكن أن تتحول هذه الخطوة البسيطة على ما يبدو إلى تحدّي حقيقي


— مثلًا، مجرّد محاولة ' فتح كيس التزيين الجديد '


تشين : “ هذا الشيء يبدو رقيق جدًا فكيف يمكن أن يكون من 

الصعب تمزيقه إلى هذه الدرجة ؟”


ييجين : “ يوجد شق صغير عند الحافة ، ابدأ من هناك .”


: “ أنا أبدأ من هناك، لكن ما زال لا ينفتح … "


: “ أنت بطيء للغاية "


: “… إنه عيد ميلادي يا سنباي !

لماذا تبدو أكثر نفاذًا للصبر مني ؟”


: “ أنت بطيء جدًا "


“…”


كانت التحضيرات الأولى في المطبخ مزعجة بعض الشيء ، 

لكنها أُنجزت في النهاية !


الخطوة الثانية : إعداد الكعكة نفسها —-


كعكة الشيفون هي أساس القوام الخفيف والحلو ، 

وتتطلب مراقبة مستمرة أثناء الخَبز ؛ 

فإن زادت مدة الخَبز أصبحت جافة ، 

وإن نقصت كانت نيئة وغير صالحة للأكل




يمكن اختبار نضج الكعكة باستخدام عود طعام ! 

لكن للحصول على نتيجة مثالية ، 

من الأفضل الانتظار حتى تبرد ثم فحصها بالأصابع ، 

للتأكد من أن قوامها رطب وطري !


الكعكة المثالية يجب ألا تكون جافة جدًا ، 

ولا مبللة أكثر من اللازم ! ——-


وبما أن الفرن قد لا يسخن بشكل متساوي ، 

فمن الأفضل استخدام ' عدة أصابع ' لفحص الكعكة مرارًا، 

خاصة في المنتصف وعلى الأطراف ، 

لضمان القوام والطعم المثاليين !


تشين : “ كيف تشعر الآن ؟”


“…”


: “ سنباي؟”


“…”


الخطوة الثالثة : خفق الكريمة وحقنها في الكعكة .


يعتمد قوام الكريمة وطعمها بدرجة كبيرة على مدى جودة خفقها . 

بعد الخلط، توضع في كيس التزيين ، 

ويجب اختبار موضع الكيس عدة مرات قبل إدخال الكريمة .


حين تلتقي الكريمة الطرية بكعكة الشيفون الجافة قليلًا ، 

يجب الحذر من الضغط المفرط على طرف الكيس . 

ينبغي وضع الكريمة بعناية ، شيئًا فشيئًا !


تشين : “ هل هذا مناسب الآن ؟”


ييجين : “… انتظر لحظة .”


تشين : “ حسنًا.”


يجب على الخبّاز الجيد ألا يتسرع أبدًا ، 

بل يتحقق باستمرار من موضع طرف الكيس وكمية الضغط 

المطبقة لضبط تدفق الكريمة


فالكثير من الضغط قد يتلف الكعكة ، وإن وُضعت بسرعة، 

فقد تفيض الكريمة


الصبر والتحكم هما مفتاحا إعداد كعكة مثالية


تشين : " هل هذه السرعة مناسبة الآن؟"


"..."


تشين : " سنباي أنت تتعرق كثيرًا الآن "


"..."


: " وجهك أحمر جدًا أيضًا ، وتتنفس بسرعة ، و … "


: "... توقف ، توقف عن الكلام ، أسرع "


وحين يُضبط الضغط ، 

يمكن لطرف الكيس أن يملأ كل فراغ في الكعكة بعناية ، 

لتندمج الكريمة بسلاسة وتمنح النهاية طعمًا حلوًا متناغم


حتى المبتدئ يمكنه التحسّن بسرعة من خلال التمرين 

المتكرر، وتعديل التقنية، واكتساب الثقة !



شي ييجين يتنفس بصعوبة ، 

وأصابعه متشبثة بطرف الطاولة يستمد منها الدعم ، 

وبدأ يشعر بالندم


لقد ندم على منحه المفتاح لـ تشين كان بهذه السرعة ….

ولم يكن السبب واضح … 

فقط ، أن المفتاح المعدني الصغير ظل يضغط على ظهره 

باستمرار ، 

و يحتك بعظم كتفه مع كل حركة ، 

وأحيانًا ينزلق نحو أسفل ظهره


في البداية شعر شي ييجين ببرودة المعدن ، 

لكن مع مرور الوقت ، تلاشت البرودة ، 

وبدأت حرارة المفتاح تتسلل ببطء ، 

حتى أصبح دافئ قليلًا


تشين لا يزال يدعم خصر شي ييجين حينها سمع صوت ييجين اللاهث المتقطع يقول :


: “ قلادتك… انزعها !! "


تجمّد تشين كان للحظة ، ثم سأل:

“ لماذا ؟”


لم يرد شي ييجين ، وعيناه نصف مغمضتين وهو يتنفس بصعوبة 


انخفض تشين كان بنظره ، 

ولاحظ العلامات على ظهر شي ييجين 


عندها فقط أدرك السبب


حدّق بتلك العلامات لفترة ، ثم همس بعد تردد:

“ لكن… لا أريد نزعها "


فهي القلادة التي تلقاها للتو كهدية عيد ميلاده —الهدية التي قدمها له شي ييجين


شهق شي ييجين بصوت خافت : “ أنت—”


مدّ تشين كان يده نحو سلسلة القلادة ، 

وسحبها قليلًا ليغيّر مكانها ، 

ثم ترك القلادة المعدنية تسقط على ظهره هو هذه المرة


تشين بفخر : “ هكذا، أصبح الأمر مناسبًا ! "


و اقترب بوجهه من شي ييجين ، 

وضغط صدره بلطف على ظهره


: “ كنوع من التعويض… دعني أُريك ذلك الشعور الناعم 

والمريح الذي تحبه كثيرًا ، ما رأيك ؟”


لطالما أحبّ شي ييجين ملمس عضلات صدر تشين كان،

لكن لم يخطر بباله قط أن يأتي يوم يكون فيه بهذا الوضع، 

يلامس ظهره صدر تشين كان مباشرةً


: “ لا تقترب هكذا… ليس بعد "


تجاهل تشين كان الأمر ، 

و لامس صدره ظهر ييجين، 

وشعر ييجين بعضلات صدر تشين المتماسكة ، 


لقد ضغطت عضلاته الأكثر امتلاء بقوة على كتفيه من الجانبين ، 

بينما عضلات معدة تشين انسابت بسلاسة مع منحنى خصر ييجين الغائر قليلًا


همس تشين كان قرب أذنه، 

و صوته ثقيل ومنخفض : “ متأكد أنك لا تريده؟

لو لم أقترب أكثر ، هل سيكون ذلك كافيًا بالنسبة لك؟”


لأول مرة شعر ييجين بشكل مباشر أن العضلات لا تعني 

فقط أنها ناعمة ومناسبة للمس ، 

بل تمثل أيضًا القوة والطاقة اللامحدودة الكامنة في جسد الشاب ، 

والضغط الذي ظهر في مثل هذا الموقف


لكن ييجين شخص لا يقاوم حدسه ورغباته

و قلق من أن يبتعد تشين بالفعل كما قال ، 


تنفس شي ييجين وعاد برأسه قليلًا ، 

وسحب فخذ تشين بيده ، 

وأجبره على الالتصاق به بقوة أكبر


أنزل عينيه وهو يرتجف ، 

وبعد لحظة من الراحة قال: " أقرب قليلًا... لا بأس أيضًا "


لاحقًا، خرجت الأمور عن السيطرة بعض الشيء —-


بالنسبة لشاب مندفع ، قليل الخبرة في مثل هذه الأمور ، 

فإن كبح جماحه لم يكن أمرًا سهلًا


في البداية ، خاف تشين أن يتألم شي ييجين ، 

لكنه اكتشف لاحقًا أن شي ييجين أحيانًا يبدو أنه يفضل أن يُعامَل بقسوة أكبر


جبين شي ييجين عابس قليلًا ، 

و عيناه تحدّقان بذهول في السقف ، 

ووجنتاه تزدادان احمرارًا مع مرور اللحظات ، 

كأنهما يعكسان زخّات مطر غزيرة في الخارج



عيناه المتلألئتان، المتعبتان، 

وقد غطى العرق خصلات شعره فانسدلت فوق حاجبيه، 

جعله يبدو كمن سينهار ويذوب في أي لحظة


تم العبث بعضلات صدره ومعدته طول الوقت بواسطة ييجين


ولم يتوقف أيٌ منهما —- يفيضان بالإعجاب والرغبة


وبعد فترة ، غلب ييجين الإرهاق فلم يعد قادرًا على إبقاء عينيه مفتوحتين، 

و رفع ذراعيه كأنه يريد سحب عنق تشين كان نحوه ، 

لكن قوته لم تسعفه


ظن تشين أنه يريد قبلة ، فمال برأسه قليلًا


لكن بدلًا من القبلة ، وبعد لحظة صمت قصيرة ، 

همس شي ييجين بهدوء في أذنه :

“…عيد ميلاد سعيد "


توقف قلب تشين كان للحظة ، 

ثم عانقه بقوة أكبر ، 

ودفن وجهه في جانب عنق شي ييجين ،

وهمس : 

“ هذه أفضل هدية عيد ميلاد تلقيتها في حياتي”



——————————-



بداية الخريف في لندن كسولة ، 

والسماء ملبدة بالغيوم ، 

وصباح الإثنين يبدو مثالي للنوم


ومع ذلك ، دخل تشين كان المختبر بطاقة منعشة


لم يكن هناك تجارب خاصة اليوم — مجرد الروتين المعتاد : 

نقل الديدان الخيطية ، 

تسجيل معدلات البقاء ، وتحضير الأدوية .


لكن في هذا اليوم تحديدًا ، وجد تشين كان نفسه يستمتع 

بهذه الخطوات المملة 


ركضت هاو تشييوي نحوه وهي تحمل لابتوب 

: “ تشين-غا ؟ عملت بعض الرسومات البيانية بناءً على 

البيانات الأخيرة، 

وفي مجموعتين منهم نتائج بارزة . هل من الممكن أن تلقي نظرة ؟”

ثم رفعت عينيها وسألت:

“ أليس شي-غا هنا بعد؟ 

عادةً يكون الأكثر التزامًا بالمواعيد… 

كنت أريد أن يرى هذه النتائج أيضًا .”


تردد تشين كان قليلًا ، ثم قال:

“ شي-غا … لا يشعر بأنه بخير اليوم .

لكنه سيأتي بعد الظهر على الأغلب . 

أرسلي الرسومات لي الآن .”


لم تُعِر هاو تشييوي الأمر اهتمامًا كبيرًا ، 

ووضعت اللابتوب بجانبه


ألقى تشين كان نظرة عليه :

“ الاتجاهات تقريبًا كما توقعنا ، 

لكن حجم العينة لا يزال صغير جدًا . 

نحتاج إلى تجربة إضافية واحدة على الأقل قبل أن نصل إلى نتيجة مؤكدة .”


أومأت هاو تشييوي برأسها، 

ثم رفعت عينيها فجأة بدهشة:

“ هم؟ جياجيا وصلت؟ ومن هذا الذي معها ؟”


ناول تشين كان اللابتوب لهاو تشييوي، 

ورفع نظره بتكاسل في اللحظة المناسبة تمامًا ليرى 

الشخص الذي بجانب لوو جياجيا


واتّسعت عيناه بعد لحظة


رغم أن كليهما يرتدي معطف المختبر الأبيض نفسه، 

فإن الطول، والبنية، والشعر الأشقر اللافت لذلك الشخص 

بجانب لوو جياجيا جعله يبرز بوضوح


كان هو الشاب الطويل القوي البنية نفسه، الذي صادفه 

تشين كان سابقًا في الممر، وهو يرتدي سترة جلدية مرصعة


وقف الاثنان وجهًا لوجه في المختبر، كأن جبلين يلتقيان من جديد


نظرت هاو تشييوي، بطولها الذي لا يتجاوز المتر والخمسين، بين الاثنين، 

ثم تراجعت خطوة إلى الوراء، غارقة في التفكير


سعلت لوو جياجيا بلطف وقدّمت الشخص قائلة:

“ هذا شياو هي طالب منقول من جامعة S لأداء مشروع تخرّجه . 

لا يزال يتعلّم استخدام أجهزة المختبر والإجراءات، 

فساعدوه قدر ما تستطيعون .”


وأثناء حديثها ، تبادلت نظرات ذات مغزى مع البقية، 

وكأنها تقول ' سبق أن نبهتكم أنه بسيط الفهم ، 

فلو حدث خطأ في التجارب ، لا تلقوا اللوم عليّ ' 


فجأة، سادت أجواء غريبة في المكان ——


تحدث الطالب الأشقر الطويل ، كاسرًا الصمت :


: “ أنا هي جيا زي "

صوته لطيف على نحو غير متوقع ، لا ينسجم تمامًا مع مظهره المتفاخر

: “ لست بارعًا جدًا ، وأساسياتي ضعيفة ، 

لكنني سأبذل جهدي لأواكب الجميع . 

أرجو أن تتحمّلوني .”


في المختبر، لا أحد يخشى المبتدئين—فالجميع يبدأ من مكان ما


الخوف الحقيقي يكون من شخص لا يدرك جهله ~


لكن هي جيا زي أبدى صراحة غير متوقعة ، 

مما فاجأ كلًّا من هاو تشييوي وتشين كان


ربّتت لوو جياجيا على كتفه ، مطمئنةً إياه ألا يقلق كثيرًا


ضحكت هاو تشييوي بخفّة وقالت:

“ أنا أيضًا كنت كثيرة الأخطاء في البداية ، 

لكنك ستتحسّن مع الممارسة .”


وأضاف تشين كان:

“ وإن واجهت أي صعوبة ، لا تتردد في السؤال . 

الجميع هنا متعاون ، 

وكل من انضم إلى المختبر مرّ بهذه المرحلة .”


أومأت لوو جياجيا برضى وأضافت :

“ إذا لم أكن هنا أو كنت مشغولة باجتماع ، 

يمكنك سؤال تشييوي أو ووتشو عن الأجهزة . 

أمّا فيما يخصّ الجوانب النظرية ، فاسأل تشين-غا أو شي-غا .

أوه، صحيح… شي ييجين لم يأتِي اليوم ؟”


لم تمضِ خمس دقائق حتى سمع تشين كان السؤال نفسه يتكرر


تنحنح وأعطى الجواب نفسه:

“ إنه لا يشعر أنه بخير اليوم . سيأتي بعد الظهر .”


أشارت لوو جياجيا بحركة “حسنًا”، لكن هي جيا زي، 

الذي ظلّ صامتًا طوال الوقت، قال فجأة:

“ شي ييجين ؟”


ظنّت هاو تشييوي أنه لا يعرفه ، فابتسمت وقالت:

“ شي-غا ؟ إنه العقل المدبّر في مختبرنا…”


لكن هي جيا زي توقّف للحظة ، ثم قال بهدوء:

“ نحن نعرف بعضنا ”


تجمّد تشين كان في مكانه للحظة ، 

ولم يستوعب الآخرون ما قاله تمامًا ، 

بينما بدت الصدمة على وجه لوو جياجيا 


: “ هاه؟ التقيتما من قبل؟”


: “ نعم.”


ظلّ تعبير هي جيا زي هادئ ، 

لكن لمّا طُرح الموضوع ، لم يستطع إخفاء ابتسامة باهتة ، 

شبه ساخرة ، ارتسمت على شفتيه :

“ التقينا في مؤتمر HHJC في إدنبرة… مرة واحدة .”


وفجأة ، فهمت هاو تشييوي وقالت :

“ آهااا !”


ثم واصل هي جيا زي، بنبرة أكثر عمقًا :

“ لكن في الواقع ، لم يكن مجرد ذلك المؤتمر . 

لقد قضينا وقتًا طويلًا معًا ، 

قبل ذلك بوقت طويل…”


كان تشديده على عبارة “وقت طويل” مقصود ، 

وكأنه يتعمّد التوقّف عند ثقل تلك السنوات


ساد المكان صمت مفاجئ 


لوو جياجيا بَدَت مذهولة تمامًا من هذا المنعطف غير المتوقع ، 

أما هاو تشييوي، فلم تتمالك نفسها وصرخت بدهشة :

“ هااه ؟”


في تلك اللحظة ، شدّ تشين كان فكّه لا إراديًّا ، 

وعيناه علقت على وجه هي جيا زي، وبدأ حاجباه يعبسان ببطء


قال هي جيا زي بصوت منخفض :

“ في الواقع… بسببه اخترت أن آتي إلى بريطانيا لأداء مشروع تخرّجي .”


عضّ هي جيا زي على أسنانه بخفّة، 

كما لو أنه يسترجع ذكرى دفينة، 

وظهرت على وجهه ابتسامة غريبة، 

تكاد تميل إلى المرارة:

“ لأنه، سواء في الحياة أو في مجال البحث ، 

كان له تأثير هائل على ما أصبحت عليه اليوم—”


توقّف للحظة، ثم أكمل بصوت مثقل:

“ لم أستطع… أنساه أبدًا ”


شعر الجميع وكأن الهواء نفسه توقف عن الحركة ، 

وكأن المكان بأكمله مكتوم


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي