Ch6 | Xia Fan Cai
أمضى تاو مينغتشو نصف ساعة في غسل بنطاله بعد عودته إلى المنزل
أخذ صابونة الغسيل وفرك البقعة شيئًا فشيئًا حتى اختفت،
ثم أغلق الصنبور،
ونظر إلى نفسه في المرآة، وزفر ببطء
إن كان لا يزال مترددًا قبل هذه الوجبة ،
فبإمكانه الآن أن يجزم بيقين —-
{ كان يوجد العديد من الأطعمة الأخرى على الطاولة
فلماذا اختار جينغ سي بالتحديد أبعد قطعة شوماي؟
ولماذا ' سقطت بالصدفة ' على بنطالي ؟
طريقة 'وضع الضفدع في الماء المغلي ببطء ' هذه …
كانت بالفعل طريقة ذكية للغاية — بدايةً يُغريك بالطعام الشهي ،
ويبدو هادئًا ومتزنًا ، ثم يبدأ بعد ذلك هجومه بصبر !
يحافظان على مسافة اجتماعية تبدو مناسبة عند التعامل معًا ،
لكن تحدث في الوسط بعض ' الحوادث الصغيرة '
ثم يبدأ هو تدريجيًا ، وبصمت ، في التقرب من خلال لمسات جسدية تبدو عرضية ! }
في الحقيقة ، حين كان في الجامعة ،
سبق وأن أبدى أحدهم إعجابه بتاو مينغتشو،
وكان رجلًا أيضًا
لهذا، لم يكن من الصعب عليه أن يتقبل هذه النوعية من الطرق
لكنه كان دومًا، حين يواجه اعتراف ،
يرد إما برفض قاطع أو بجديّة تامة
لم يترك لأحد أبدًا أملًا زائف
لكن المشكلة هذه المرة تكمن في جينغ سي
جينغ سي هادئ —- و لم يتخذ أية خطوة صريحة حتى الآن،
بل يكتفي بإظهار حسن النية من طرف واحد
كان تاو مينغتشو عالقًا في دوامة من التفكير الزائد
لم يسبق أن كان بينهما أي تواصل من قبل،
لذا من المحتمل أن يكون جينغ سي قد أُعجب به لمجرد مظهره الخارجي
لكن عندما تذكّر ما سمعه بالصدفة بين جينغ سي وسكرتيره— حين قال كلمات مثل "إنه مهم جدًا بالنسبة لي"،
وألمح إلى كونه "الشخص الذي يمنح حياته معنى"—بدا
الأمر وكأنه أعمق من مجرد انجذاب شكلي
كان يشبه أكثر ارتباطًا شعوري
وحين انتهى غداؤهما،
وكان تاو مينغتشو قد التهم في حالة من الذهول 8 حبات
دامبلينغ و10 قطع من خبز الكاسترد،
فكّر في نفسه أن جسده سيحتاج يومين على الأقل لهضم كل ذلك
لذا، قبل أن يفترقا ، نادى تاو مينغتشو قائلًا :
" السيد جينغ..."
التفتت عينا جينغ سي نحوه
تردد تاو مينغتشو للحظة قبل أن يقرر مناداته باسمه مباشرةً :
"...جينغ سي، سأقوم غدًا بمراجعة التصميم النهائي
لـ ' سكينات' الصيف .
سأكون مشغولًا جدًا ،
لذا ربما لن آكل سوى بضع لقيمات …
ربما لن أستطيع تناول العشاء معك ."
( سكين = هيئة شخصية اللعبة ' ملامح ، ملابس ، أياً كان المطلوب )
شعر جينغ سي ببعض الارتباك ، فسأله:
" هل ستكون مشغولًا لدرجة أنك لن تجد وقتًا حتى للغداء ؟"
أجاب تاو مينغتشو:
" ليس تمامًا... لقد أوشكت على الانتهاء ،
فقط أريد إنهاء كل شيء مبكرًا لأحظى ببعض الراحة .
لا أريد أن أُطيل الموضوع أكثر ."
سادت لحظة صمت قصيرة، ثم قال جينغ سي:
" حسنًا ،،،
إذًا سأنتظرك حتى تنتهي ، ونتناول الطعام معًا حينها ."
ويقسم تاو مينغتشو أمام الإله ، أنه لم يكن يُفسّر كلماته بشكل مبالغ فيه ،
لكنه رأى بوضوح التعبير التائه على وجه جينغ سي في تلك
اللحظة—تعبير حاول جاهدًا إخفاءه دون جدوى
وهكذا ، وجد تاو مينغتشو نفسه غارقًا في مأزق نفسي أشد تعقيدًا ~
هو لم يكن يتهرّب من الأمر عبثًا ،
غير أن قوله بانشغاله لم يكن كذبًا أيضًا — فقد استنزف
مؤخرًا نصف طاقته الحيوية في تصميم تلك ' السكينات '
وبعد أن تم اعتماد المسودة النهائية ،
تنفّس الفريق بأكمله الصعداء
تمتمت يانغ كنينغ متذمّرة :
" كل نتائج البحث عندي صارت مليئة بصور مراجع للبكيني والشورتات .
أمي رأتها بالصدفة ، ومن وقتها وهي تنظر إلي وكأني ... شخص منحرف .
من يقدّر وضعي ؟!"
رد تاو مينغتشو بهدوء:
" أظنّ ذلك أهون مما حدث العام الماضي .
تتذكرين سلسلة صيف السيكادا والأجنحة الجليدية ؟
قضيت شهرًا كاملًا أبحث فيه عن أنواع الحشرات .
حتى بتّ أشعر وكأن النمل يزحف على ذراعي أثناء النوم ."
: " ياااااه لا، بدأت أشعر بالحكة فعلًا !!!" قالت يانغ كنينغ
وهي ترتجف، ثم انتقل عقلها بسرعة إلى موضوع آخر كعادتها، وسألت:
" بالمناسبة، أليس من المفترض أن تلتقي بنائب الرئيس جينغ اليوم …. ؟"
شعر تاو مينغتشو بصداع ينبض عند صدغيه
وتظاهر بعدم سماعها، فقطع الحديث سريعًا قائلاً:
"ألم تكوني تقولين دومًا إنك ترغبين في تجربة محل الشاي الجديد القريب؟
لا عمل مهم لدينا اليوم ، اسألي الجميع إن كانوا يريدون شيئًا .
على حسابي ! "
كان لا بدّ له من ذريعة متماسكة تبرّر لقاءاته المتكررة بجينغ سي وقت الغداء
ولذا، اختلق حكاية لتمرير الأمر على يانغ كنينغ: باعتباره
خرّيج فنون، فهو يشارك خبراته، وجينغ سي، المهتم بالفن،
يرى في وقت الغداء فرصة مناسبة لمناقشة الأعمال الفنية وتبادل الآراء
كل شيء يجري في إطار مهني بحت ———
لكنّ تعبيرات وجه يانغ كنينغ حينها لم تكن خالية من الشك— نظراتها تراوحت بين التردد والفضول
غير أن تاو مينغتشو حافظ على رباطة جأشه، متظاهرًا بأنه لم يلحظ شيئ
فما من سبيل—تحت أي ظرف—أن يسمح تاو مينغتشو ليانغ كنينغ أن تدرك بأن تخمينها السابق كان في محله فعلًا...
وأن جينغ سي، في الواقع، يحمل تجاهه مشاعر غير مألوفة
لم تكن هذه الفتاة قادرة على حفظ السر حتى لو كانت حياتها تعتمد على ذلك. لو علمت، ستعلم صديقاتها جميعًا، ومن ثم سيعرف العالم بأسره.
لحسن الحظ، لم تكن يانغ كنينغ تستطيع مقاومة إغراء الحلويات
فما إن سمعت عرضه،
حتى انتعشت حالتها المزاجية فورًا،
وهتفت بحماس للزملاء القريبين:
“حسنًا حسنًا حسنًا! الجميع، تعالوا! تاو مينغتشو
سيعزمنا اليوم، اطلبوا ما تريدون!
أنا بالتأكيد سأطلب المانجو الناعم ،
والعنب الحلو ، ومشروب الخوخ الذي لا يُقاوم !”
بعد خمس ثوانٍ من فتحها لتطبيق التوصيل،
تغيرت نبرة يانغ كنينغ إلى عويل درامي:
“إنهم مغلقون اليوم!”
حتى شو يي، الذي كان بجانبها، بدا عليه الاستغراب :
“ أليسوا يفتحون عند الظهر؟
لم تمضِ إلا ساعتان تقريبًا .”
وقبل أن يتمكن تاو مينغتشو من الرد، سُمِع جلبة في مقدمة المكتب
رفع بصره فورًا، ولاحظ عددًا من الزملاء يحملون أكياسًا ممتلئة بشاي الفواكه
وكانت بعض الفتيات القريبات يصحن بحماس :
“ نائب المدير جينغ كريم جدًا!”
وكان جينغ سي في قلب الزحام تمامًا
قال جينغ سي من وسط الحشد، بصوته الهادئ:
“ العمل كان مرهقًا مؤخرًا ،
شكرًا لكم جميعًا على مجهودكم .
بعض الأكياس فيها مشروبات بسكر ٥٠٪ وأخرى بـ٣٠٪، خذوا ما يناسبكم…”
ضيّقت يانغ كنينغ عينيها وقالت:
“ يا إلهي ! مانجو ناعم ، وعنب أخضر حلو ،
وخوخ لا يُقاوم !
ويوجد حتى شاي بالحليب والكاكاو الجديد !”
بدأت بعض الفتيات باختيار النكهات ،
بينما لم يهتم تاو مينغتشو كثيرًا طالما هناك شيء يشربه ،
أخذ كوب ناوله إياه شو يي وأخذ منه رشفتين
رغم ذلك، لا بد من الاعتراف أن طريقة جينغ سي في دعوة الجميع على المشروبات كانت سخية للغاية
و على الأرجح لم يكلف نفسه عناء عدّ الاشخاص حتى —بل
اشترى من المتجر بأكمله تقريبًا
كان جينغ سي واقفًا على مسافة ،
يحيط به عدد من الموظفين يتحدثون إليه
رآه تاو مينغتشو يصغي بصبر ، ويبتسم من حين لآخر وهو يضيّق عينيه
خلال فترة توقف قصيرة في الحديث ، التفت جينغ سي وألقى نظرة على المكان
وما إن التقت عيناهما، حتى تجمد تاو مينغتشو للحظة،
وهو لا يزال ممسكًا بالكوب
ثم رأى جينغ سي يرمش بعينيه بخفة ،
و يبتسم للموظفين ، يقول شيئًا ما، ثم اتجه نحوه مباشرةً
توقف جينغ سي في النهاية أمامه وقال:
“ مر وقت طويل .”
تاو مينغتشو:
“ في الواقع… يبدو أن يومًا واحدًا فقط مضى منذ آخر مرة التقينا فيها .”
فكر جينغ سي للحظة ، ثم ابتسم :
“ ربما .
آسف، شعرت فقط أن هذا اليوم طال كثيرًا .”
في تلك اللحظة ، كان تاو مينغتشو سيصرخ ' النجدة ! '
يانغ كنينغ وعدد من صديقاتها واقفات على الجانب،
يحتسين شاي الفواكه وينظرن إلى تاو مينغتشو، يتبادلن النظرات والهمسات
قرر تاو مينغتشو أن أفضل تصرف حاليًا هو تجنّب الحديث المطوّل مع جينغ سي
فأخذ كوبًا غير مفتوح من الطاولة ، أدخل فيه القشة ، وقدّمه إلى جينغ سي
قال تاو مينغتشو:
“ نكهة العنب . جربته قبل قليل ، لذيذ فعلًا ،
فقط حلو قليلًا . جرّبه .”
أخذ جينغ سي الكوب ، حدّق فيه للحظة ،
ثم نظر إلى كوب تاو مينغتشو شبه الفارغ ،
ثم نظر للأسفل وتذوق
قال جينغ سي وهو يضغط شفتيه:
“ حلو جدًا ، ربما لأنه بسكر ١٠٠٪ … " ثم رفع نظره إلى تاو مينغتشو وسأله:
“ تحب مشروبات بنكهة العنب ؟”
رمش تاو مينغتشو بدهشة وقال:
“ على ما يبدو ، نعم .”
أومأ جينغ سي
“ فهمت .”
لم يكن لدى تاو مينغتشو أدنى فكرة عمّا فهمه جينغ سي بالضبط
لم يجرؤ على التفكير في الأمر،
فسارع إلى تغيير الموضوع:
“ على أي حال… أخيرًا الجمعة . بعد العودة اليوم ،
سأتمكن من أخذ فترة من الراحة .”
سمع جينغ يقول بصوت خافت
: “ أجل… اقتربت نهاية الأسبوع "
عادةً تكون عطلة نهاية الأسبوع شيئ يتطلّع له المرء،
لكن عندما ذكرها تاو مينغتشو،
لاحظ أن حاجبي جينغ سي عبسا قليلاً
بدت عليه ملامح تذكّر شيء ما،
ثم لان تعبيره قليلًا،
ورفع نظره إلى تاو مينغتشو وقال:
“ بالمناسبة ، هناك شيء كنت أريد سؤالك عنه .”
وبينما يقفان وجهًا لوجه،
اضطر جينغ سي إلى رفع رأسه قليلًا لينظر في عينيه
في كل مرة يبدأ فيها جينغ سي بجملة مثل ' لدي طلب '
أو ' أريد أن أسألك شيئًا '
كان ذلك يعني عادةً أنه على وشك قول شيء يربك تاو مينغتشو تمامًا ~
كان لدى تاو مينغتشو شعور سيئ ،
لكنه فكّر بأنه مع وجود كل هؤلاء الناس ،
من غير المرجّح أن يقول جينغ سي شيئ مبالغًا فيه
تردد تاو مينغتشو للحظة ، ثم قال:
“… تفضل "
أومأ جينغ سي
: “ أشعر أننا اقتربنا من بعض كثيرًا بعد هذه الأيام القليلة التي قضيناها معًا … ”، بدأ جينغ سي بجدية :
“ فكنت أتساءل…
هل يمكن أن تعطيني حسابك الشخصي على ويتشات ؟”
كاد تاو مينغتشو أن يبصق ما في فمه من المشروب داخل
الكوب، مصدومًا تمامًا
يانغ كنينغ وكل من كان يتنصّت حولهما : “…؟”
أما جينغ سي، فلم يبدو عليه أن في الأمر شيئًا غريبًا
نظر للأسفل لحظة،
فكّر قليلًا، ثم رفع عينيه إلى تاو مينغتشو بابتسامة ناعمة
وأضاف :
“ وأيضًا… هل سيكون من المناسب أن أدعوك للخروج
كـ صديق في عطلة نهاية الأسبوع ؟”
يتبع
متت يجنن جينغ
ردحذف