القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch60 | Rainfall: 100%

 Ch60 | Rainfall: 100%


لم تكن دموع هي جيا زي قد جفّت بعد على وجهه.

كان يحدّق في وجه شي ييجين بشرود، 

من الواضح أنه لم يفهم المعنى الكامن خلف كلماته


لكن شي ييجين، في هذه اللحظة، 

لم يكن راغبًا في الاستمرار بالدوران حول هذا الموضوع معه


قال بنبرة هادئة خالية من العاطفة:

“ إذا كنت تحاول فقط الهروب من ضغط والدتك وآراء 

طلاب فريق شي فنغ ، 

فأعتقد أنك لن تصمد طويلًا هنا… 

لأنني لن أقدّم لك أي مساعدة ، 

لا في أبحاثك ولا في حياتك .”


ثار غضب هي جيا زي على الفور ، وصرخ بصوت حاد ومذعور :

“ أنا لا أحتاج مساعدتك أصلًا !

كل ما أحتاجه منك هو أن تُبقي علاقتنا سرًا .”

رفع رأسه بتحدٍ، وقال: “ في هذا المختبر ، لا أريد لأحد أن 

يعرف أنني أخوك ، 

ولا أريد أن أُعامَل بشكل مختلف مجددًا .”


في الواقع أراد شي ييجين أن يرد عليه ببرود ' إذًا كان يمكنك 

اختيار فريق بحثي أخر ' لكن لمّا رأى آثار الدموع ما زالت 

واضحة على وجهه، كبح كلماته


تمتم هي جيا زي:

“ أعلم أنني سأرتكب الكثير من الأخطاء هذه السنة… 

لكنني أريد أن أتأكد هذه المرة من أنني فعلًا… 

غير مناسب لهذا المجال ”


صمت شي ييجين للحظة ثم رد :

“ إذا كنت تريد إبقاء علاقتنا سرًا، فلماذا صرخت بها أمام 

الجميع قبل قليل ؟”


احمرّ وجه هي جيا زي بإحراج : “ أنا… أنا—

كنت أريد ذلك !”


شي ييجين: “…”


قال هي جيا زي وهو يهمس:

“ سأخترع عذرًا يفسر علاقتنا . 

أنت فقط ابقَ متحفظًا وابتعد عني .”


رد شي ييجين :

“ حسنًا ، إذًا تفضل وانقل مجهرك من على مكتبي . 

لست معتاد على مشاركة مساحة العمل مع شخص آخر .”


وجد هي جيا زي نفسه عاجزًا عن الرد : “ أنت—”


أراد أن يجادله غريزيًا ، 

لكنه حين أطال التحديق في ملامح شي ييجين الهادئة، 

احمرّ وجهه من جديد، 

وعضّ على أسنانه قائلًا بغيظ:

“ بعد كل هذه السنوات… أنت حقًا لم تتغير أبدًا .”


لم يرد عليه شي ييجين 


فتح هي جيا زي فمه مجددًا وكأنه سيقول شيئ ، 

لكن في تلك اللحظة ، 

ترددت أصوات خطوات قادمة من نهاية الممر


استدار كلاهما لينظرا—كان تشين كان


اقترب منهما بهدوء، وتساءل:

“ لاحظت أنكما غبتما لبعض الوقت . 

هل هناك ما يدعو للقلق ؟”


ثم التفت إلى شي ييجين بابتسامة عفوية واندمج بسلاسة في الحديث قائلًا :

“ بالمناسبة سنباي كم كمية الليبوزومات التي يجب أن أجهزها لاحقاً ؟”


فكر شي ييجين للحظة، ثم أجاب:

“ سوف نضيف مجموعة دون DMSO كمجموعة ضابطة، 

لذا سنحتاج كمية أكبر . 

حضّر زجاجة إضافية .”


أومأ تشين كان: “ هذا ما فكرت به أيضًا . 

لقد قمت بإذابة زجاجتين بالفعل .”


شي ييجين : “ جيد "


كان تبادل طبيعي تمامًا — محادثة روتينية ليوم عمل عادي


لكن بينما هي جيا زي يراقب تفاعلهما ، 

اجتاحه فجأة شعور غريب لا يمكن وصفه


فقط قبل دقائق ، كان يظن أن شي ييجين لم يتغير عن ذلك 

المراهق البارد والمتجهم الذي ترك المنزل ذات يوم


لكن الآن، بدا أن علاقته بأعضاء المختبر الأصغر سنًا أكثر دفئًا مما تخيّل


{ على الأقل ، مع هذا الشاب المفعم بالحيوية وذو الأصول المختلطة… }


كان أول لقاء لهي جيا زي مع تشين كان عند وصوله إلى 

الجامعة في لندن


وقد أثار انتباهه على الفور جسده الرياضي المذهل


وبما أن هي جيا زي نفسه شخص يداوم على التمارين في 

صالة الألعاب الرياضية ، 

فقد لاحظ فورًا مدى قوة صدر تشين كان وعضلات معدته 

وكتفيه—أهداف يحلم بها الكثيرون


لكن على الصعيد الأكاديمي ، شعر هي جيا زي بأنه متخلف تمامًا أمامه


لأنه في ذلك اليوم وقت العصر ، 

تشين كان هو من قدّم له جولة تعريفيّة في المختبر ، 

وشرح له بالتفصيل وظيفة كل جهاز وطريقة استخدامه


وأثناء الجولة ، حيّاه العديد من الأشخاص ، 


ولاحظ هي جيا زي أنه يتمتع بشهرة كبيرة ، 

بل إنه يشرف بالفعل على طلاب آخرين في مشاريعهم 

البحثية… رغم صغر سنه



{ يا له من شاب بارز ووسيم ، ومع ذلك، لا يزال يخاطب شي ييجين بـ”السنباي” في كل جملة، بكل احترام }


لم يستطع هي جيا زي إلا أن يتساءل { كم هو شاسع الفارق 

بينه وبين شي ييجين فعلًا ؟ }


أنهى تشين كان حديثه مع شي ييجين ، ثم التفت إلى هي جيا زي بابتسامة ودودة :

“ ما الأمر شياو هي؟ 

هل لا زلت غير معتاد على المختبر ؟”


: “ لا، لا شيء ...” ألقى هي جيا زي نظرة خاطفة على شي 

ييجين ، ثم تردد قليلًا وتابع :

“ كنا فقط… نتبادل أطراف الحديث .”


عادةً ، أي شخص يسمع شيئ كهذا سيلتقط الإشارة ويتوقف عن طرح الأسئلة ،

لكن تشين كان ، بفضوله المعتاد ، قال بحماس :

“ أوه ؟ تتبادلان أطراف الحديث ؟”


تردد هي جيا زي للحظة ، ثم بدأ يختلق كذبة بتوتر :

“ نعم، لقد… لقد التقيتُ بالسنباي شي في مؤتمر أكاديمي سابقًا ، 

وقد قدّم لي بعض التوجيهات حينها… 

ترك أثرًا عميقًا في نفسي . لن أنسى ذلك أبدًا .”


رفع تشين كان حاجبًا وقال:

“ لكنني أذكر أنك ذكرت صباح اليوم أنكما تعرفان بعضكما 

منذ سنوات، حتى قبل مؤتمر HHJC؟”


ارتبك هي جيا زي على الفور وتلعثم:

“ لـ-لا، لم يكن ذلك المؤتمر… كان… مؤتمرًا آخر .”


شي ييجين : “…”


تشين كان، وقد ازدادت علامات الفضول على وجهه:

“ أي مؤتمر؟”


انقبض حلق هي جيا زي، وبدأ ذهنه يعمل بأقصى طاقته:

“ هو… هو—”


إلى جانبه، عبس شي ييجين دون وعي


وهنا ، تذكّر لماذا لم يكن يحب الكذب :

لأن كذبة واحدة ، ستجرّ خلفها أكاذيب أخرى ——


لكن الأهم من ذلك كله، أنه لم يكن يريد أن يكذب على تشين كان


ومع ذلك، هي جيا زي كان حالة يصعب التعامل معها


تنهد شي ييجين في داخله، ثم قطع الصمت قائلًا:

“ منذ بضع سنوات ، عُقد مؤتمر مناعة في جامعة T.”


كان شي ييجين قد تلقى بالفعل دعوة لذلك المؤتمر، لكنه لم يشارك


وفي ذلك الوقت، كان هي جيا زي لا يزال في المرحلة الثانوية، 

على الأرجح يقضي وقته في افتعال نوبات غضب لأن والدته 

كانت تُجبره على الأنشطة اللاصفية


ثبتت نظرات تشين كان على وجه شي ييجين ، ثم ابتسم وأومأ بهدوء :

“ فهمت "


—————-



و مع ذلك بدا أن وجود هي جيا زي في المختبر قد خلق 

نوعًا خفيًا من التوتر في الأجواء


ولكن بعد انتهاء يوم العمل ، لم يكن لدى شي ييجين وتشين كان وقت للتفكير في ذلك،

لأن أمرًا أكثر أهمية كان بانتظارهما :

الانتقال الرسمي لتشين كان إلى شقة شي ييجين


لم يكن لدى تشين كان الكثير من الأمتعة ، 

فقط بعض الأغراض التي تحتاج إلى ترتيب


كانت عملية الترتيب أشبه بإدخال وجود تشين كان تدريجيًا 

إلى حياة شي ييجين، ببطء وبلا ضجيج


ظل تشين كان صامت طوال الوقت، 

لا يتكلم إلا عند الحاجة، 

مكتفيًا بتقديم المساعدة متى احتاجها شي ييجين


ولكي يوفّر له مساحة لأغراضه، 

اضطر شي ييجين إلى نقل بعض الأشياء التي نادرًا ما 

يستخدمها إلى الخزانة


رفع رأسه ومد ذراعه ليضع زجاجة توابل نادرًا يستعملها في 

الرف الأعلى من خزانة المطبخ،

وفجأة سمع من خلفه صوتًا يقول:


: “ دعني أقوم بهذا ”


تجمد شي ييجين مكانه ، ولم يكن قد استدار بعد ،

حينها شعر بذراع تشين كان القوية تلامس خده وهو يأخذ الزجاجة من يده ،

ثم يضعها بسهولة في الخزانة


وبعد لحظات ، انسحب تشين كان كما لو أن شيئ لم يحدث ، وقال بنبرة عادية :

“ تم الأمر.”


لكن…

شي ييجين شعر أن هناك شيئًا غريب في تشين كان


لم يعرف بالضبط ما هو،

لكن ذلك الشعور ظل عالقًا في صدره، دون تفسير



غرفة المعيشة لا تزال تعجّ بالأغراض غير المرتبة ، 

وبما أن الوقت لم يسعفه لإعداد العشاء ، 

قرر شي ييجين أن يخبز بيتزا مجمدة بالنقانق كان قد 

اشتراها من السوبرماركت


أزال الغلاف البلاستيكي لتوه ، 

و على وشك فتح باب الفرن ، 

عندها أخذ تشين كان البيتزا من يديه بكل سلاسة


قال بهدوء:

“ أنا سأتولى الأمر "


تجمّد شي ييجين لحظة ، ولم يكن سريع كفاية للرد، 

فشاهد تشين كان ينحني ليضع البيتزا في الفرن


ربما شعر تشين أن الجو حار بعض الشيء  ، 

وعند لحظة ما — ياقة قميص كان قد انفتح منها زران أو ثلاثة ،

وحين انحنى ، رمش شي ييجين بعينيه تلقائيًا نحو تلك العضلات


وفي الوقت نفسه ، سقط الغلاف البلاستيكي للبيتزا على الأرض بخفة من بين يديه


همّ شي ييجين بالانحناء لالتقاطه ، 

لكن تشين كان سبقه بخطوة


استدار وانحنى مجددًا ، 

وكأنه يتعمّد استعراض عضلاته قليلًا 

“ سألتقطه "


التقط البلاستيك واعتدل واقفًا ، 

ليجد شي ييجين يحدّق به، وعلى وجهه تعبير يصعب قراءته


سأله تشين كان وقد بدا عليه بعض الارتباك:

“ ما الأمر ؟”


حول شي ييجين نظره قليلًا ، 

ثم صمت للحظات ثم سأل بنبرة حائرة:

“ هل تريد أن نفعلها ؟”


رمش تشين كان بدهشة تامة :

“ هاه؟”


ثبّت شي ييجين عينيه عليه ، 

وبدت عليه ملامح التفكير الجاد ،

ثم، بنبرة مترددة :

“ هل أخطأت الفهم ؟”


احمرّ وجه تشين كان فجأة ، وارتبك تمامًا وهو يرد:

“ لا ؟! لم أقل شيئ كهذا ! 

كيف فهمت ذلك ؟”


وبدا أن شي ييجين فوجئ بنفسه ، 

فتنهد بخفة وانحنى ليضبط حرارة الفرن : 

“ لا بد أنني فهمت الأمر بشكل خاطئ ...”


ثم اعتدل مجددًا وقال وهو ينظر إلى المؤقت :

“ البيتزا تحتاج حوالي خمس عشرة دقيقة لتنضج .”

صمت للحظة ، 

ثم أضاف وكأنه يتحدث عن شيء آخر تمامًا :

“ يبدو أن المطر لم يهطل منذ فترة ~ ”


لم يُجب تشين كان ، لكنه فهم تمامًا ما بين السطور ~~


منذ بدآ المواعدة رسميًا ، لاحظ تشين كان أن الوقت الذي 

يقضيانه بملابس كاملة بدأ يقل تدريجيًا ~~


البيتزا في الفرن تشعّ بضوء دافئ ، 

حوافها بدأت تتحمّر وتُصبح مقرمشة ، 

والنقانق الحمراء ترتجف على سطحها وتفوح منها رائحة شهية


( Erenyibo : ياويلي يا الوصف الي بين السطور 🤤😂 الكاتبة ذي بتقتلني /

 كيف اشوف بيتزا وكيكة بشكل بريء بعدين ) 


على عكس العلاقات الجنسية ، يبدو أن الثنائيات العاديين 

نادرًا يمارسون هذا النوع من اللمس الجسدي الخالص مثلهم


شي ييجين لديه مشاعر خاصة تجاه عضلات صدر تشين كان ، 

لذا، بمعنى ما، كانت هذه رابطة فريدة تخصهما وحدهما


علاقة تشين كان وشي ييجين تحمل شيئ أكثر نقاء ، 

توافق غير منطوق ، و لا يقل عمقًا



و في هذه اللحظة ، بدا أن شي ييجين شارد الذهن وهو 

يضغط بكفيه على صدر تشين كان، 

ضغط خفيف وهادئ ويُدلكه بدلال


أما تشين كان ، فلم يكن من النوع الذي يقف ساكنًا


مدّ يده من ظهر شي ييجين حتى وصلت إلى خصره ، 

ثم ثبتها على مؤخرته ، وضغط برفق


توقف شي ييجين فجأة ، 

وظهرت علامة عبوس خفيفة على جبينه ،

ثم رفع نظره ببطء لينظر إلى تشين كان


قال تشين كان بنبرة بريئة :

“ المعاملة بالمثل .

في الواقع ، إذا تحدثنا عن الملمس ، 

يجب أن تجرب لمس مؤخرتك ، إنها ناعمة جدًا أيضًا "


أجاب شي ييجين بجفاف ووجه خالي من التعبير:

“ لا أحب لمس نفسي "


رمش تشين كان بدهشة مجددًا وسأله متحيرًا:

“ ولما لا؟”


ابتسم شي ييجين ابتسامة خفيفة ، ثم فكر للحظة : 

“ هل شعرت يومًا ، رغم استخدام نفس المكونات 

والوصفة ، أن الطعام في المطعم دائمًا يكون ألذ قليلاً مما 

تصنعه بنفسك ؟”


رمش تشين كان غير متأكد من التشبيه : 

“هاه؟”


أومأ شي ييجين برأسه ، ويداه الآن تلامسان صدر تشين كان 

من الجانب الأيسر ، 

و يتحسّس صلابته برقة ، ثم نكزه بإصبعه :

“ الفكرة نفسها ”


تجمّد تشين كان للحظة “…”


{ ربما كان من الأفضل لو أنني لم أسأل }


واستغل شي ييجين لحظة انشغال تشين كان بالتفكير، 

أنزل نظره ، واقترب بصمت ، 

ينوي أن يعض صدر تشين كان


لكن تشين كان، الذي ظل دائمًا متيقظًا ، 

شعر بالحركة سريعًا ورفع يده ليصدّه


لم تصِل شفاه شي ييجين ولكن لمست ظهر يد تشين برقة 


ومع أنه تم الإمساك به، 

لم يكن شي ييجين يشعر بالخجل فهمس:

“ كنت فقط أريد أن أعضّه… لخمس دقائق ...”


تنهد تشين كان، واضح عليه المتعة ، لكنه قرر اللعب على نفس الوتر :

“ يمكنك العضّ ، لكن عليك أن تجيب على سؤال واحد أولاً ”


رغم أنه لم يكن متحمس للفكرة ، أدرك شي ييجين أنه لا 

حجة لديه، فأومأ على مضض


قال تشين كان مترددًا:

“ السؤال قد يكون شخصي بعض الشيء ، 

وإذا شعرت بعدم ارتياح فلا بأس ألا تجيب .

أنا فقط أريد أن أعرف أكثر عن ماضيك .”


فور نطق تلك الكلمات ، رأى تشي ييجين يتصلب فجأة


وشعر قلبه بغصة صغيرة


وبعد صمت طويل ، تحدث شي ييجين بصوت خافت :

“ اسأل "


كان من الصعب على تشين كان صياغة السؤال ، 

لكنه بعد لحظات من التفكير، تجرأ:

“ هل سبق أن… كان لك علاقة سابقة ؟ 

ربما مواعيد غرامية ، أو أي تجربة حب؟ أنا…”

تردد، ونظر إلى ييجين بصدق :

“ أنا فقط فضولي ، لا تضغط على نفسك . 

لا تشعر أنه عليك الإجابة .”


كان يعلم أن صياغته قد تبدو متكلفة بعض الشيء، 

لكنه لم يستطع السؤال مباشرة عن تلك المواجهة مع ذاك 

الولد الأشقر الذي يرتدي الجلد دائماً ، 

ولا عن كيف انتهى به الأمر هنا و يُلاحق شي ييجين حتى إلى لندن


لم يمضِي على علاقتهما سوى وقت قصير ، 

ومع وصول هي جيا زي إلى المختبر ليوم واحد فقط ، 

لم يرغب تشين كان في الظهور بمظهر غير الواثق ،

لكن المشهد الذي شاهده مع هي جيازي أزعجه


لدهشته ، لم يبدِي شي ييجين رد فعل كما توقع بعد السؤال ، 

بل تنهد تنهيدة هادئة من الراحة 


“ هذا هو سؤالك ؟”


أجاب تشين كان:

“ نعم، هذا هو "


نظر شي ييجين في عيني تشين وصوته ثابت:

“ لا، لم تكن لي علاقة من قبل  

لا مواعيد ، ولا شيء .”


تحدث بلا تردد ، وشعر تشين كان بموجة من الراحة تغمره


لكن الحقيقة بدت جيدة لدرجة يصعب تصديقها، 

فتوتر قليلاً وهو يحاول إخفاء دهشته:

“ حقًا ؟”


بحثت عينا شي ييجين في وجه تشين كان بفضول : 

“ لماذا سألت؟”


لم يرَى تشين كان نفسه يعترف بأن السبب كان كلمات هاو تشييوي . فاختلق عذرًا آخر:

“ لأنك البارحة… بدوت كأنك تعرف أكثر مني "


أومأ شي ييجين برأسه ، عابسًا بتفكير : 

“ أفهم …"

تابع :

“ منذ اللحظة التي أكدنا فيها علاقتنا ، كنت أُحضّر نفسي ”


“… تحضيرات ؟” تساءل تشين كان غير مدرك


: “ نعم ،” أكد شي ييجين

“ لأنني شعرت أننا نفتقد شيئًا في هذا المجال ، 

فقررت أُعدّ نفسي مسبقًا بمشاهدة الكثير من الأفلام .”


رمش تشين كان، أكثر حيرة : 

“ هاه؟”


تابع شي ييجين بنبرة هادئة ، وبجدية 

كأنه يحلل رسوم بيانية للبيانات وعلم الأورام ، 

وكأنه يناقش مقال علمي رفيع المستوى مع تشين كان :

“ معظم المشاهد تُصمّم لجذب بصري ، 

الكثير من الحركات تكون للمظاهر أكثر منها للفعالية . 

الممثلون يركزون على الهدف ، يسرعون للوصول للنقطة ، 

دون أن يلمسوا بعضهم البعض حقًا ….”


توقف للحظة كأنه يتأمل ، ثم أضاف:

“ في الواقع، لا زلت أحتاج لتعلم الكثير عن هذا ، 

لكن لم أتوقع… أن نفعلها بهذه السرعة في الليلة الماضية .”


التقى بنظرة تشين كان وصوته جاد وثابت:

“ لأكون محددًا، سواء كان الأمر يتعلق بالرغبة ، 

أو الممارسة الفعلية ، 

أو الرغبة في تكوين علاقة طويلة الأمد ، 

أو محاولة العيش معًا... أنت الأول في كل هذا بالنسبة لي "


حبس تشين كان أنفاسه ، وقلبه تخطى نبضة ، لم يستطع الرد


لكن شي ييجين ، وكأنه لم يتأثر ، واصل تحليل الموقف:

“ لكن بخصوص الليلة الماضية ، 

كان هناك بعض الأمور التي يمكننا تحسينها ...”


فكر قليلًا، ثم قال ببطء :

“ مثلًا ، قلت لك أكثر من مرة أن تبطئ ، لكنك لم تستمع . 

لهذا لازال ظهري يؤلمني .”


ارتبك تشين كان وأبعد نظره ، هامسًا بصوت خافت:

“ كنت وقتها …”


تابع شي ييجين دون أن يكترث ، وكأنه يروي جرائم فقط :

“ ثم في المرة الثانية ، نزعت الواقي بدون تحذير . 

هذا جعل كل الاحتياطات التي اتخذناها بلا فائدة .”

أضاف بهدوء ، وكأنه يشارك ملاحظة بسيطة :

“ لكن بصراحة ، شعرت أنه بدونها ، الأمور كانت… أكثر دفئًا. 

وأكثر راحة . 

ربما يمكننا المحاولة مجددًا في وقت ما "


و قبل أن تتسرب الكلمات الأخيرة ، احمّر وجه تشين كان بشدة ، 

ولم يعد يحتمل سماعه


تحرك بسرعة ، رفع يده وضغط وجه شي ييجين بقوة في صدره


شي ييجين محشور في صدر تشين كان وهمهم همهمة مكبوتة : " ههم ؟ "

حاول التحرك ، 

لكن يد تشين أمسكت برقبته من الخلف ، 

متمسكاً به بإحكام ، 

يضغط أنفه وشفتيه في دفء صدره ، 

و يقطع عنه أي فرصة للكلام


همس تشين كان بخجل ثقيل :

“ حسنًا ، حسنًا ، انتهى وقت الأسئلة و الأجوبة . 

الآن يمكنك أن تبدأ بالعض .”


دفء صدره غمر وجه شي ييجين ، وفي الظلام ، 

لم يسمع سوى ارتجاف خفيف وصوت خجول يشق الأجواء وهمس في أذنه


: “ لن أعد تنازليًا اليوم ،،، سنباي يمكنك العضّ كما تشاء .”


كانت كلماته ترتجف ، كما لو أن كل مقطع فيه توسل


: “ لكن حقًا… أتوسل إليك !!! توقف عن الكلام !!! أرجوك !!! "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي