القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch8 | Xia Fan Cai

 Ch8 | Xia Fan Cai



بدأت عطلة نهاية الأسبوع الخاصة بجينغ سي بداية سيئة للغاية


في مساء السبت ، ذهب لزيارة لي لان


كانت سعيدة جدًا، 

وجهزت مع مدبّرة المنزل وليمة كبيرة خصيصًا له


لكن دون وجود تاو مينغتشو، بدا كل شيء على المائدة بلا طعم، 

كما لو أنّه مغطى بطبقة باهتة من الرماد الرمادي


السمك كان رائحته نفّاذة على نحو مزعج، 


وحساء السمك تزيّنه طبقة دهنية غير مشهية، 


وحتى الخضراوات بدت ذابلة وبلا حياة


كان جينغ سي يعلم أن كل ذلك مجرد أوهام في رأسه، 

لكنه ببساطة لم يستطع أن يفتح شهيته


ربما لأن تاو مينغتشو أصبح بمثابة “منشّط شهية” ممتاز بالنسبة له


وخلال فترة قصيرة، أدرك جينغ سي أنه بدأ يعتمد عليه بشكل ما


أنهى بالكاد وعاءً من حساء السمك، 

وحرّك الأرز في طبقه ليبدو وكأنه أكل أكثر، ثم قال للي لان:

“ شبعت .”


كانت لي لان مندمجة بمشاهدة التلفاز، فردّت عليه بتمتمة شاردة

و قالت:

“ غدًا صباحًا ، سأذهب لحضور صف رسم

وبعد الظهر، تعال واصطحبني إلى موعد شاي العصر مع عمتك شو . 

أريد أن أُعرّفها عليك .”


لم يستطع جينغ سي إلا أن يشعر أن جدول والدته أكثر انشغالًا من جدول أعماله


ضحك وسأل:

“ ألم تكوني تتعلمين البيانو من قبل؟ 

كيف تحوّل الأمر إلى الرسم؟ 

ولم لا تستأجرين معلمًا خاصًا في المنزل ؟”


أجابت لي لان وهي تنفخ بامتعاض:

“ أنت لا تفهم . 

المعلمون الذين يأتون إلى المنزل لا يفعلون سوى انتقاد أعمالي . 

أما هذا المحل، فيه شاب صغير ولطيف جدًا ، 

مهما كانت لوحاتي سيئة ، يمدحها دائمًا ، لذا أستمتع بالإنفاق هناك .”


نظر جينغ سي إلى العنوان الذي أرسلته لي لان، 

فوجد أنه صالون تجميل


{ صالون تجميل يُعلَّم فيه شاب الرسم ؟ 

لم يبدُو ذلك موثوقًا كثيرًا 


لكن بما أن لي لان بدت مستمتعة بالأمر ،،،، فليكن }


ابتسم ببساطة وقال:

“ حسنًا .”


في صباح اليوم التالي ، 

استيقظ جينغ سي ليجد أن لي لان تركت له فطيرة بيض منزلية


لم تكن لديه شهية أيضًا


وبعد تردد ، أطعمها لكلبها الألاسكي


وعندما وصل إلى صالون التجميل، 

وقف بفتور أمام لوحة الأسعار، 

وقد بدأ بالفعل يخطط لفراره


كان ينوي أن يُوصل لي لان إلى موعدها، 

ثم يتحجج بانشغاله في العمل ويعود إلى المنزل لينام


{ ربما أتمكن من النوم حتى صباح الإثنين 

ثم أستيقظ ، ويحين موعد الغداء مع تاو مينغتشو مجددًا ! }


لكن ما لم يكن يتوقعه هو أن الشاب الذي يعمل في صالون التجميل، 

لم يكن سوى تاو مينغتشو نفسه


دعوة أخت تاو مينغتشو بدت كمفاجأة محظوظة


أدرك جينغ سي أنه عليه انتهاز هذه الفرصة — فمنذ مرضه، 

تعلم أن يقدّر قيمة وجبة جيدة


حتى وإن كان الثمن هو التضحية بأظافره ~

شعر جينغ سي أن الأمر يستحق طالما أنه يستطيع كسب 

بعض الوقت والحصول على وجبة أخرى مع تاو مينغتشو


كانت ملامح تاو مينغتشو معقدة للغاية :

“ أأنت جاد ؟ ستفعل هذا فعلًا ؟”


أومأ جينغ سي برأسه :

“ ولِما لا ؟”


كان تاو مينغتشو طويل القامة ، 

لكنه كان يرتدي مئزرًا وردي يبدو صغيرًا بشكل كوميدي عليه


وجد جينغ سي هذا التناقض طريف

شعر برغبة في الضحك ، لكنه كتمها


تنهد تاو مينغتشو، وقد بدا عليه شيء من الاستسلام:

“ حسنًا ، دعني أتحقق مما إذا كان لا يزال هناك ألوان متبقية .

ربما تتمكن من رسم لوحة صغيرة .”


أطلق جينغ سي “ آه!” متفاجئًا ، 

ثم تنفّس الصعداء حين أدرك أنه لن يضطر للتضحية بأظافره ، 

وشكر تاو مينغتشو بإخلاص:

“ هذا رائع . شكرًا جزيلًا .”


تمتم تاو مينغتشو بـ”همم” مبهمة، 

ثم غادر دون أن يضيف شيئ


راقبه جينغ سي وهو يبتعد ، 

ولاحظ أن أذنيه قد احمرّت قليلًا


ظن جينغ سي أن تاو مينغتشو يحمرّ خجلًا بسهولة ، 

ربما بسبب دفء طقس الربيع ، 

أو لأنه بصحة جيدة نتيجة تغذيته الممتازة


في كلتا الحالتين ، دوّن في ذهنه أن يطلب له أطباقًا أخف في المرة القادمة


أما تاو مينغتشو، فقد شعر وكأنه على وشك الذوبان ~


لم يتوقع أن يكون رئيسه مستعدًا لتجاوز حدوده، 

بل حتى التفكير في الحصول على جلسة مانيكير، 

فقط ليقضي معه وقتًا أطول في عطلة نهاية الأسبوع


في تلك الأثناء ، لي لان قد أنهت التقاط الصور وبدأت توضّب أغراضها


وعندما سمعت أن جينغ سي يريد تجربة الرسم، 

ذكّرته باستخدام خصم العضوية خاصتها، 

ثم هرعت للحاق بمشوارها


أقام تاو مينغتشو حاملًا صغيرًا للرسم وقال:

“ يمكنك اختيار واحدة من اللوحات الصغيرة المعلقة على الجدار لتقلّدها، 

أو إذا كان في بالك شيء آخر، فقط أخبرني. 

شيء بسيط كافي .”


فكّر جينغ سي للحظة ، ثم تصفح هاتفه ثم أراه صورة وقال:

“ ما رأيك بهذه ؟”


تجمّد تاو مينغتشو لثانية : 

“ أ… تريد أن ترسم برغر ؟”


أومأ جينغ سي برأسه


كان ذلك ممكنًا، لكنه لم يكن معتادًا على هذا النوع من الطلبات — 

أغلب الزبائن يختارون مناظر طبيعية أو حيوانات


لم يسبق له أن رأى أحدًا يطلب رسم برغر ماكفيش من قبل





خلط تاو مينغتشو الألوان له وقال:

“ يمكنك ذلك.  

فقط قارن الصورة، وابدأ بتخطيط الشكل الأساسي أولًا .”


أخذ جينغ سي الفرشاة، 

نظر إلى الصورة على هاتفه للحظة، 

ثم غمس الفرشاة في الطلاء وبدأ يرسم بخطوات حذرة على اللوحة


وقف تاو مينغتشو خلفه يراقب لبعض الوقت، 

ثم لم يستطع أن يمنع نفسه من التعليق:

“ أم… تحاول رسم شيء دائري، صحيح ؟ 

ألا ترى أن التخطيط يبدو مربعًا أكثر من اللازم ؟”


رمش جينغ سي، ثم قال:

“ آه، سأعدّله .”


أضاف بضع لمسات أخرى ، 

وكاد تاو مينغتشو أن يفرك عينيه :

“ البرغر دائري صحيح ، لكنه ليس كرة مثالية . 

هل ترسم بطيخة أم ماذا ؟”


لكن جينغ سي، وبصبر مفاجئ، حدّق في اللوحة قليلًا، 

ثم رفع رأسه وقال بابتسامة خفيفة على شفتيه:

“ عذرًا، لست جيدًا في الرسم .”


توقف تاو مينغتشو للحظة ، وحدّق به لثانية ، ثم قال:

“…لا بأس .. 

انهض، دعني أساعدك على ضبط الشكل .”


ما إن أمسك تاو مينغتشو بالفرشاة ، 

حتى بدأ بتعديل الهيكل الأساسي للرسم


وتمكن جينغ سي من ملاحظة أنه بعد بضع لمسات سريعة، 

أعاد رسم التكوين بالكامل ، بل غيّر حتى طبقات اللون


لم يستطع جينغ سي إلا أن يمدحه:

“ أنت مذهل حقاً .”


توقف تاو مينغتشو لوهلة، لكنه لم يرد


وفي تلك اللحظة، ظهرت تاو شيوي عند الباب، مبتسمة:

“ نطلب توصيل! 

سنتناول النودلز اليوم — ماذا تود أن تطلب؟ شياو جينغ، 

اطلب كمية كبيرة. 

لي لان جي دائمًا تطلب لنا شاي الحليب، فلا تتردد .”


قال تاو مينغتشو:

“ حساء لحم بقر بالحامض ، حار جدًا ، ومع بيضة مقلية .”


ابتسم جينغ سي:

“ نفس طلبه .”


ارتجفت يد تاو مينغتشو التي كانت تحمل الفرشاة قليلاً.

“ ألن تتحقق من الخيارات الأخرى ؟ 

ماذا لو أعجبني شيء وأنت لم يعجبك ؟”


رد جينغ سي بسرعة :

“ لن أكره أي شيء .”


{ ما هذا الـ ' كل ما فيك يعجبني ؟ ' }

يد تاو مينغتشو بدأت تفلت الفرشاة حرفيًا


نظر إلى الخط المرتعش الذي رسمه لتوه، 

تنفس بعمق، مسح اللوحة بلطف بيده، 

ثم غطّاها بطبقة جديدة من الطلاء


كان شكل برغر السمك المقلي قد بدأ يتكوّن في وسط اللوحة


وأدرك تاو مينغتشو — لا يمكنه السماح لهذا الوضع أن يستمر


{ صحيح أنني ما زلت لا أعرف من أين جاءت مشاعر جينغ سي نحوي بالضبط، 

لكني أعرف جيدًا أنني لا أستطيع الاستمرار هكذا


لا يمكنني الاستمرار في تناول وجبات مجانية أيضًا 


هذه الأمور يجب توضيحها 


المشكلة أن جينغ سي لم يقل شيئًا صريحًا، 

لذا ليس بإمكاني قول “أنا لا أهتم بك” بشكل مباشر ، 

وإلا لبدوت وكأني مغرور 


وبما أن جينغ سي مديري ، 

فعليّ اختيار كلماتي بعناية ، 

بأسلوب دائري لا يمكن رفضه بسهولة }


كان جينغ سي يحدق في اللوحة عندها سمع تاو مينغتشو يناديه فالتفت نحوه


تنحنح تاو مينغتشو وقال:

“ جينغ سي، كما قلتَ من قبل، نحن أصدقاء الآن، 

لذا أود أن أشاركك شيئ شخصيًا .”

تابع قائلًا:

“الموضوع أن هذا السر لا يمكنني مشاركته مع زملاء المكتب ، 

وكنت أحمله بداخلي منذ فترة… 

فقط أبحث عن شخص لأحادثه .”


تفاجأ جينغ سي قليلًا ، 

لكنه شعر أيضًا أن هذا تطوّر جيد، 

فتاو مينغتشو يريد أن يقترب منه أكثر، لذا أومأ وقال:

“ تفضل ”


عندها ، نظر إليه تاو مينغتشو، تردد للحظة، ثم قال:

“ في الحقيقة… لدي شخص يعجبني بالفعل .”


تجمّد جينغ سي لثانية


لم يكن يتوقع أن يشاركه تاو مينغتشو شيئًا بهذه الخصوصية، وشعر لوهلة بالارتباك


انتظر جينغ سي، متوقعًا أن يُتابع تاو مينغتشو ويبدأ بوصف 

شخصية الفتاة التي يحبها، 

أو مظهرها، أو ربما يحكي كيف التقيا


لكن تاو مينغتشو لم يقل شيئ آخر — بل ظل يحدّق في وجهه، وكأنه ينتظر ردّ


صمت جينغ سي للحظة، ثم ردّ بتردد:

“ حسنًا ؟”


اتسعت عينا تاو مينغتشو:

“… فقط ، ‘حسنًا’؟”


فكر جينغ سي للحظة ، 

متسائلًا إن كان رده غير متحمّس بما فيه الكفاية ،

ثم سأل بتردد:

“ جميل ؟ هل اعترفت لها ؟”


بدا تاو مينغتشو مأخوذًا بالسؤال، 

وكأن السؤال باغته :

“ حتى الآن… لم أضع خطة فعلية لذلك .”


قال جينغ سي “آه” بهدوء، وأضاف بلطف:

“ يعني، أنتما لستما معًا بعد ؟”


تلعثم تاو مينغتشو:

“… صحيح ، ليس بعد .”


أومأ جينغ سي بإشارة تدل على الفهم، 

وشعر أن الإلحاح أكثر من ذلك قد يكون تعديًا على الخصوصية


نظر إلى تاو مينغتشو، الذي سكت تمامًا، 

وانتظر بصبر أن يُكمل كلامه


لكن تاو مينغتشو لم يقل شيئ


أصيب جينغ سي ببعض الحيرة، 

واعتقد أن السبب ربما كان خجل تاو مينغتشو بعد ذكر مشاعره


وبعد أن فكّر قليلًا، قرر تغيير الموضوع بلطف:

“ بالمناسبة، غدًا يوم الاثنين . ما نوع الطعام الذي تفضّله ؟ سيشواني أم ياباني ؟

إذا أردت ، يمكننا تجربة مطعم كانتوني جديد . 

الديم سام لديهم يفترض أن يكون ألذ من ذلك الذي جرّبناه سابقًا !! ”


لكن تاو مينغتشو لم يستطع أن ينطق بكلمة


لم يتوقع أن يتلقى ردة فعل بهذه البرودة، 

وكأن جينغ سي تخطّى ما قاله بجملتين وانتهى الأمر


شعر وكأن الرسالة التي تلقاها ضمنًا كانت:

حسنًا، تحب شخصًا ما، 

لكنك لم تعترف له، ولستما معًا، إذًا ما شأني أنا بذلك ؟


وبعد كل هذا ، لا يزال بإمكانه دعوته لتناول الغداء ، وكأن شيئًا لم يحدث


تنفس تاو مينغتشو بعمق، 

وفكّر أنه ما دام قد كذب بالفعل، 

فلا بأس بأن يكمّل الكذبة للنهاية


“ في الواقع، أنا… أنا معجب بأحد الزملاء الذين كنت أتناول 

الغداء معهم كثيرًا مؤخرًا .”

لم يستطع تاو مينغتشو النظر إليه، وظل يواصل الكذبة بصوت خافت:

“ أريد أن أتعرف على ذلك الشخص خارج إطار العمل، 

والغداء هو فرصة مهمة لذلك .”

ثم أضاف:

“يعني، ما أحاول قوله هو… أنه لا ينبغي لي تناول الغداء معك بعد الآن ؟”


ساد صمت مفاجئ في الأجواء


رفع تاو مينغتشو رأسه، فرأى جينغ سي يحدق فيه بذهول، 

والابتسامة تنسحب ببطء عن وجهه


وبعد لحظة، رآه يرمش ببطء، ويسأل بصوت خافت:

“…ماذا قلت ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي