Ch9 | Xia Fan Cai
غالبًا تتفاوت جودة الطعام في كافيتيريا الشركة تفاوتًا شديد
فعندما يكون جيدًا ، يكون ممتازًا بحق ؛
لكن عندما يكون سيئًا ، فإنه يتجاوز حدود ما يمكن أن
تتحمله الكائنات الحية القائمة على الكربون ~ —-
وعاء أرز السمك المشوي بالليمون اليوم كان حامضًا لدرجة
تجعلك تفقد أسنانك،
لذا قرر تاو مينغتشو ومجموعته التوجه إلى المتجر في
الطابق السفلي لتناول الغداء بدلًا من ذلك
قالت يانغ كينينغ وهي تنتظر المصعد :
“ تعالوا معي إلى معرض الكوميكس الأسبوع بعد القادم!
أرجوكم، من المحرج والممل أن أتنكر وحدي!
على الأقل تعاليا أنتَ وأنتَ لمرافقتي !”
( معرض الكوميكس = معرض كوسبلاي )
عندما قدمت يانغ كينينغ سيرتها الذاتية لأول مرة،
كانت في الواقع ترغب في الانضمام إلى مشروع لعبة آخر في الشركة ،
لكن طاقم الرسوم في ذلك الفريق كان مكتملًا تقريبًا ،
وقد لفت أسلوبها انتباه كبير فناني المشروع الذي تعمل
عليه الآن ،
مما جعل الأمر بمثابة مصادفة سعيدة
ومع ذلك ، لا تزال تنشئ أعمال معجبين على الإنترنت للعبة
التي تحبها، وأحيانًا تتنكر بشخصياتها المفضلة
نظر شو يي إليها بتردد:
“ شياو نينغ ليس لأننا لا نرغب في الذهاب معك،
فقط… لم نفعل شيئًا كهذا من قبل…”
ابتسمت يانغ كينينغ وقالت:
“ لستم مضطرين للتنكر ، فقط رافقوني لا أكثر !”
تحدث تاو مينغتشو بنبرة عفوية:
“ إذا وقفنا ، نحن الاثنان العاديان الشكل ، بجانبك ، ألا يزيد
ذلك من إحراجك ؟”
ردت يانغ كينينغ بنبرة واقعية :
“ مستحيل !
بل بالعكس، يمكنكما مساعدتي في حمل الحقائب !”
رفع تاو مينغتشو حاجبًا :
“ إذًا هذه كانت نيتك الحقيقية أليس كذلك؟”
رأت يانغ كينينغ أنهما لا يزالان مترددين،
ولعلمها أنهما لا يحتملان تصرفاتها المتصنّعة،
بدأت تهزّ ذراع تاو مينغتشو، ورفعت صوتها بنبرة طفولية مزعجة:
“ بلييييز، بليييز~”
شعر تاو مينغتشو بقشعريرة في مؤخرة عنقه،
وكان على وشك قول شيء ما عندها فُتِح باب المصعد فجأة
و دون تفكير ، رفع نظرته
كان جينغ سي واقفًا في داخل المصعد مع سكرتيرته
تلاقت نظراتهما للحظة قصيرة في الهواء،
وابتلع تاو مينغتشو بتوتر
لم يقل جينغ سي شيئ ،
واكتفى بالنظر بهدوء إلى وجه تاو مينغتشو،
ثم تحركت عيناه بهدوء إلى يد يانغ كينينغ الموجودة على ذراع تاو مينغتشو
بشكل غريزي ، سحب تاو مينغتشو ذراعه قليلًا
لاحظت يانغ كينينغ وجود جينغ سي أيضًا،
فتركت ذراعه بشكل طبيعي وحيّته بابتسامة:
“ مساء الخير سيد جينغ!”
رد جينغ سي بابتسامة خفيفة وقال:
“ مساء الخير .”
على غير عادته المعتادة في ارتداء الملابس الكاجوال،
جينغ سي اليوم يرتدي بدلة رسمية فاتحة اللون،
و سكرتيرته ترتدي فستان سهرة قصير ،
وكأنهما متوجهان إلى مناسبة ما
كان جينغ سي يبتسم،
لكن تاو مينغتشو لم يستطع منع نفسه من الشعور بأن
هناك أمرًا غير طبيعي
بدا على جينغ الإرهاق ، وكأنه كان يجهد نفسه كثيرًا في الآونة الأخيرة
سرح تاو مينغتشو للحظات ،
ثم رفع نظره ليرى جينغ سي يقترب منه،
خطوة بعد خطوة
وعلى الفور ، شعر بانقباض في حلقه
ظن أنه سيقول شيئ ، لكنه بدلاً من ذلك،
رفع جينغ سي رأسه قليلًا وقال:
“ عذرًا .”
عندها فقط أدرك تاو مينغتشو أنه كان واقفًا أمام باب المصعد، يسدّ الطريق
ارتبك وسرعان ما تنحى جانبًا وهو يتمتم:
“ آسف .”
هز جينغ سي رأسه وردّ بنبرة هادئة ومهذبة:
“ لا بأس .”
تابع سيره دون أن يُلقي نظرة ثانية،
عابرًا بجانبه برشاقة من أتقن فن الأناقة الصامتة
وعندما صعد تاو مينغتشو إلى المصعد،
استدار ليرى الأبواب تُغلق ببطء،
وجسد جينغ سي يختفي تدريجيًا من أمام ناظريه
قالت يانغ كينينغ:
“ يبدو أن جينغ سي لم ينم جيدًا منذ أيام ،
لكن بصراحة ، عندما يرتدي بدلة ، خصره يبدو نحيفًا
بطريقة مبالغ فيها.
وكأنه تحفة فنية… تحفة حقيقية .”
لكن تاو مينغتشو لم يستوعب كلماتها تمامًا
منذ أن استخدم تلك الكذبة ليرفض دعوات الغداء اليومية،
وهو يشعر بشيء غريب لا يمكن تفسيره
لا يزال يتذكر بوضوح ملامح وجه جينغ سي في ذلك اليوم—
الحزن الذي لم يستطع إخفاءه،
والنور الذي خبا في عينيه كأنه أغرقه الظل
ورغم خيبة الأمل الواضحة ،
إلا أن جينغ سي سأل بنبرته الهادئة المعتادة:
“ وماذا لو دعوتك للغداء مرة واحدة فقط في الأسبوع؟
حتى لو يومًا واحدًا ، هل سيكون ذلك مقبولًا ؟”
في تلك اللحظة ، شعر تاو مينغتشو وكأنه على وشك الانهيار ،
لكنه فكّر، بما أنه وصل إلى هذه المرحلة ، فعليه أن يلتزم بقراره للنهاية
وفي النهاية ، قال لجينغ سي
: “ آسف "
و لم يأخذ مينغتشو المال مقابل لوحة الهامبرغر الصغيرة
فقد كانت مكانتهما مختلفة جدًا ،
ولم يكن هناك الكثير من الوقت للاحتكاك أساسًا
لذا، ومن الطبيعي بعد ذلك اليوم،
أن لا تتقاطع طرقهما كثيرًا في الحياة اليومية
كان تاو مينغتشو يتوقع أن تكون المرة التالية التي يلتقيان فيها محرجة ،
{ لكن ما لم أتوقعه هو أن يبدو جينغ سي…
منهكًا بهذا الشكل ،،،، وفي أقل من أسبوع …. }
ربما لأن هناك ما يشغل بال مينغتشو ويثقل عليه ،
لكن إنتاجيتخ خلال اليوم كانت بطيئة على غير العادة
وبعد انتهاء ساعات العمل ،
بدأ زملاؤه في مغادرة المكتب واحدًا تلو الآخر ،
بينما بقي هو جالس ،
يحاول جاهدًا إنهاء بعض الرسومات
وعندما نظر إلى الساعة أخيرًا ، كانت الثامنة مساءً
تردد للحظة ، ثم وقف وقرر التوجه إلى المتجر في الطابق
السفلي لشراء مشروب وصندوق عشاء بسيط،
فقد كان ينوي العمل لوقت متأخر الليلة
وحين خرج من المتجر حاملًا أغراضه ، لمح سيارة متوقفة أمام المبنى
فُتح باب السيارة ، ورأى جينغ سي ينزل من أحد الجانبين،
بينما نزلت سكرتيرته من الجانب الآخر
و أسرعت الخطى نحوه لتدعمه وتساعده على الوقوف
تذكّر تاو مينغتشو أنه في وقت سابق من ذلك اليوم،
رغم أن جينغ سي بدا متعبًا، إلا أنه كان ما يزال متيقظًا
أما الآن ، فقد بدا كأن خطواته غير مستقرة ،
والسكرتيرة التي حاولت مساعدته ،
قابلها بإيماءة خفيفة كأنه يقول لها أنه بخير ولا بأس
ثم أشار باتجاه السيارة وقال شيئًا ما،
من المحتمل أنه طلب منها أن تعود بسرعة.ى
ترددت السكرتيرة للحظة، وبدا عليها التردد،
لكن جينغ سي كان حازمًا
وبعد لحظة من التردد ، عادت إلى السيارة وركبت
أما تاو مينغتشو، فظل واقفًا بجانب المتجر يراقب جينغ
سي واقفًا في مكانه للحظة،
ثم يستدير ببطء، يجرّ خطواته في طريقه نحو مدخل الشركة
————
عاد مينغتشو إلى مكتبه ،
و صندوق الطعام الذي اشتراه نصف مأكول
و مجرد فكرة الاستمرار في الأكل لم تعد مريحة
تنهد، وضع الشوكة جانبًا،
ثم وقف وقرر العودة إلى الطابق العلوي
فهو لم يستطع نسيان هيئة جينغ سي قبل قليل،
وشعر بحاجة متزايدة إلى الحديث معه
كان عليه التأكد من أن ما يمر به جينغ سي الآن ليس بسبب
ما قاله له في عطلة نهاية الأسبوع
عندما وصل المصعد إلى طابق جينغ سي،
خرج تاو مينغتشو — وتجمّد في مكانه
فقط على بُعد خطوات قليلة منه ،
كان جينغ سي واقفًا مستندًا على جدار الممر بيد واحدة،
وكأنه بالكاد قادر على الوقوف
أضواء الممر الخافتة بالكاد تُضيء وجهه ،
لكن تاو مينغتشو استطاع أن يرى بوضوح شفتيه الشاحبة ،
والعرق البارد الذي يتصبب من وجهه
و من الواضح أنه يعاني ليبقى واقفًا
لم يكن يبعد سوى خطوات عن مكتبه،
لكنه بدا وكأنه لا يستطيع الاستمرار أبعد من ذلك
اشتعلت غريزة تاو مينغتشو فورًا { يوجد مشكلة به حقاً }
أسرع نحوه ، داعمًا جسده ، وساعده على الثبات
وما إن اقترب منه ،
حتى ضربه بشدة عبير ثقيل من الكحول
و يد جينغ سي باردة ورطبة، وملابسه مبللة بالعرق
بدى عليه أعراض انخفاض السكر في الدم بسبب الشرب
سأله تاو مينغتشو بسرعة:
“ هل تناولت العشاء ؟”
أنزل جينغ سي رأسه وأومأ بخفة ، عاجزًا عن الرد بشكل سليم
وحين أدرك تاو مينغتشو أن حالته ليست جيدة،
ساعده على الدخول إلى المكتب وأجلسه على الأريكة في الزاوية
وما إن همّ بالركض نحو الأسفل ليجلب له شيئًا يأكله،
حتى همس جينغ سي بصوت ضعيف:
“ على المكتب… داخل العلبة… يوجد حلوى.”
تجمّد تاو مينغتشو لوهلة،
لكنه أسرع نحو مكتب جينغ سي
وبالفعل، وجد صندوق توصيل يحوي مجموعة من الحلوى،
معظمها بطعم العنب والعنب الأخضر
ترددت يده للحظة
لكن لم يكن هناك وقت للتفكير
التقط صندوقًا من حلوى العنب وبدأ بفتحه بسرعة
وبعد أن أطعمه الحلوى،
ركض تاو مينغتشو مجددًا إلى الأسفل،
وأحضر العصير الذي اشتراه في وقت سابق،
ثم عاد وأعطى جينغ سي بضع رشفات
وبعد خمس دقائق، بدأ جينغ سي يستعيد وعيه ببطء
وفتح عينيه بمشقة
وعندما وقعت نظراته على وجه تاو مينغتشو، قال:
“…آسف.”
قال تاو مينغتشو بقلق وهو يعبس حاجبيه:
“ هل شربت الخمر على معدة فارغة ؟
لم تأكل شيئ الليلة ؟”
عبس جينغ سي حاجبيه كأنما تذكّر شيئ مزعج ،
ثم رفع يده ووضعها على معدته ، وقال بتعب:
“… أعتقد أنني نسيت .”
تفاجأ تاو مينغتشو:
“ كيف نسيت؟”
{ فبناءً على منصبه ،
من المفترض أن يكون جينغ سي أكثر خبرة مني في الولائم والمآدب ،
فكيف يمكنه أن يشرب بهذا القدر دون أن يأكل شيئ ؟ }
بدا أن تأثير الكحول قد نزع عن جينغ سي مؤقّتًا هدوءه
وأناقته المعتادة،
فظل صامتًا لوهلة طويلة
كان يحدق في وجه تاو مينغتشو، ثم رمش ببطء، وأدار نظره بعيدًا وهمس لنفسه:
“ كل هذا بسببك أنت…”
صوته بالكاد مسموع ،
لدرجة أن تاو مينغتشو لم يكد يلتقطه، فسأله:
“ ماذا قلت ؟”
وكأن جينغ سي أدرك ما قاله للتو
توقف للحظة ، وانكمش قليلًا على الأريكة ،
ثم نظر في عيني تاو مينغتشو وهزّ رأسه دون أن يضيف شيئ
فشعر تاو مينغتشو بتيار من القلق يتصاعد داخله
: “ فسّر كلامك !”
ارتفع صوته قليلًا، وعندها، تحركت رموش جينغ سي بخفة
ربما كان تأثير الكحول ،
لكن عيني جينغ سي كانتا حمراوين بعض الشيء،
و نظراته إلى تاو مينغتشو مشبعة بشيء غريب،
نظرات حادة،
فيها لمعان الدموع ، وكأنها مشوبة بخذلان غريب
ولسبب ما، لم يستطع تاو مينغتشو طرد الشعور بأن جينغ سي كان… غاضب
قبض جينغ سي على ذراع الأريكة،
محاولًا الجلوس،
ثم اقترب ببطء من تاو مينغتشو، الذي كان جاثيًا بجانب الأريكة
مال برأسه قليلًا،
حتى أصبحت وجوهما متقاربة لدرجة أن تاو مينغتشو شعر
بأنفاس جينغ سي الدافئة تلامس وجهه ،
ومعه عبير الكحول الذي لا يمكن تجاهله
ثم سمعه يهمس في أذنه :
“ ألم تسألني… لماذا نسيت أن آكل ؟”
تحدث بصوت بطيء لكنه واضح ،
وهمس مجددًا مباشرةً في أذنه :
“ كنت على وشك أن أقول…
السبب هو أنك لم تكن بجانبي .
من دونك، لا أستطيع أن آكل شيئ .”
اتسعت عينا تاو مينغتشو من الصدمة،
في اللحظة نفسها التي سمع فيها ضحكة جينغ سي الخافتة،
والمكبوتة، بجوار أذنه تمامًا
: “ هل سمعتني بوضوح الآن؟”
يتبع
الكاتبة :
جملة ذات معانٍ خفية متعددة —-
شياو جينغ مستاء :
" لأنك لست هنا، لا يمكنني تناول الطعام على الإطلاق ."
شياو تاو محطم القلب : " لأنني لست هنا ، لا يمكنه حتى تناول وجباته !"
اخخ طفليييي
ردحذف