القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch1 | SJUTM

Ch1 | SJUTM


استيقظ شي دوو على غرفة مظلمة، وقد حجبت الستائر الثقيلة كل أثر للضوء.

ظلّ مستلقيًا دون حراك لبضع ثوانٍ ثم استدار ، 

فلاحظ أن السرير بجانبه كان مبعثرًا — علامة واضحة على 

أن أحدهم نام هناك


لكن الآن، المساحة خالية


استفاق تمامًا في لحظة، فنهض من السرير على الفور.

متجاهلًا بيجامته التي لم يُكمل إغلاق أزرارها، فتح الباب بعجلة وهرول نحو الأسفل


كانت غرفتهم في الطابق الثالث

وعندما وصل إلى الطابق الثاني، سمع أصواتًا قادمة من الطابق السفلي


فأبطأ خطواته قليلًا، وضبط هندامه وشعره على عجل، محاولًا التظاهر بأنه للتو استيقظ من النوم،

 ثم نزل آخر الدرجات


كان التلفاز في غرفة المعيشة يعمل، رغم أنه لم يكن هناك من يشاهده


أما من يبحث عنه شي دوو ، فقد كان في المطبخ


في المطبخ المفتوح، وقف شين آنتو عند طاولة التحضير، مستديرًا بظهره نحو شي دوو يُعدّ الفطور


يرتدي مئزرًا أبيض فوق بيجامة فضفاضة بلون بيج فاتح، 

وقد عُقدت أربطة المئزر بعناية على خصره، مبرزة قامته النحيلة


توقف شي دوو للحظة ، يراقبه بصمت ،

ثم بدأ يقترب بخطى هادئة


و بينما يعبر غرفة المعيشة ، صادف أن التلفاز كان يعرض 

نشرة أخبار الصباح من مدينة Z —


“ قبل أسبوع ، تحطمت طائرة خاصة تقل الرئيس التنفيذي 

لمجموعة شين ، شين لين ، وخطيبته في حادث مأساوي .

قُتل الطيار على الفور ، 

وأُصيب ثلاثة من الركاب الأربعة .

ولا يزال شين لين في عداد المفقودين .

ورغم أن فرق الإنقاذ لم تتوقف عن البحث ، إلا أن…”


: “ استيقظت ؟”


أطفأ شي دوو التلفاز ، ونظر إلى شين آنتو


الطقس جميل هذا اليوم ، 

ونسيمٌ ناعم يتسلّل من النافذة الجانبية ، 

غمر شين آنتو بضوء خافت جعله يبدو كأنه شخصية خيالية 

خرجت من قصة، صنعتها الإضاءة


جميل الملامح على نحو غير واقعي،

وبعد أيام من الاستلقاء في السرير ، أصبح وجهه أكثر شحوبًا ، 

وكأنه قد يتلاشى في اللحظة التي تخفت فيها الإضاءة


لكن في اللحظة التالية ، ابتعد عن بقعة الضوء ، 

حاملاً طبقًا من البيض المقلي غير المتقن ، 

واقفًا أمام شي دوو بنبرة دافئة فيها شيء من الحياة اليومية


شعر شي دوو بموجة من الارتياح تغمره


قال شين آنتو بخجل ، مائلًا رأسه قليلًا : 

“ أنا… لا أجيد الطبخ كثيرًا… 

نسيت كيف يُطبخ أو ما الذي كنت تُفضّله . آسف .”


: “ قلت لك، لا داعي للاعتذار. أحب كل ما تطبخه.”

أخذ شي دوو الطبق منه، انحنى قليلًا ليشمّه، ثم أعطاه تقييم إيجابي :

“ رائحته لذيذة .”


قبض شين آنتو يديه خلف ظهره، وعيناه انجذبت نحو زغب 

الذقن الخفيف على وجه شي دوو 


“ الإفطار جاهز… هل غسلت وجهك ؟”


“ ليس بعد، نزلت لأرى إن كنت تحتاج مساعدة .”


“ لا بأس، الأمور تحت السيطرة . كنت مرتبكًا في البداية، 

لكن الآن… أظن أنني بدأت أتأقلم .”


“ همم.”


كان من المفترض أن تنتهي المحادثة عند هذا الحد—

أن يصعد شي دوو ليغتسل، 

وأن يصبّ شين آنتو الحليب المغلي في الكوب


لكن لم يتحرّك أي منهما


وقفا وجهًا لوجه، يحافظان على مسافة مهذبة،

لا يتحدثان، ولا يتحركان، حتى بدأ الجو يزداد ثقلاً وحَرَجًا




أعاد شي دوو الطبق إلى شين آنتو وقال إنه سيعود بعد قليل


عندها فقط بدا وكأن شين آنتو استعاد قدرته على الحركة، 

كأن أحدهم ضغط زر “التشغيل”

فعاد إلى المطبخ


بعد خمس عشرة دقيقة، كان شي دوو قد انتهى من تجهيز نفسه، 

وجلس على طاولة الطعام مرتديًا ملابس رسمية


عليه أن يغادر إلى المكتب قريبًا، والسائق ينتظره بالخارج بالفعل


لكن رغم تأخّره ، لم يُبدِ شي دوو أي اكتراث


جلس في مكانه المعتاد عند رأس الطاولة المستطيلة


لاحظ تردّد شين آنتو لوهلة قبل أن يختار مقعدًا في منتصف 

أحد الجانبين الطويلين للطاولة ، لا قريبًا جدًا ، ولا بعيدًا


الإفطار بسيط : توست ، وبيض مقلي، وحليب


تناول شين آنتو طعامه بهدوء، 

بأسلوب راقٍ، يقرمُ قليلًا من حافة قطعة التوست ليشكّل قوسًا صغيرًا


شعره الأمامي قد طال، 

يخفي الندبة على جبينه و يتدلّى كثيرًا فوق عينيه


سادت الطاولة سكينة ثقيلة ، وهو النوع من الصمت الذي لم يكن شي دوو يحبه ،

لذا قال متسائلًا :

“ هل نمت جيدًا الليلة الماضية ؟”


ابتلع شين آنتو لقمة التوست قبل أن يردّ :

“ كان الأمر لا بأس به… لكن رأسي ما يزال يؤلمني .”


{ إصابة الدماغ الخطيرة لا تلتئم خلال أسبوع …

الأرجح أن شين آنتو استيقظ باكرًا لأن الألم منع عنه النوم }


أراد شي دوو أن يقول شيئًا يواسيه ، 

لكنه لم يكن بارعًا في هذا النوع من الكلمات .

وفي النهاية، كل ما استطاع قوله هو:

“ ربما عليك العودة للنوم قليلًا .”


أومأ شين آنتو موافقًا بصوت خافت،

ثم واصل تناوله للفطور بصمت ، مطأطئ الرأس


انتهيا من الطعام بسرعة


وعندما نهض شي دوو، مستعدًا لحمل الصحون إلى 

المطبخ، بدا أن شين آنتو نهض أيضًا، وكأنه كان ينتظر تلك اللحظة


“ سأتولى الأمر "


لم يُجادله شي دوو،

لكن حين رفع نظره إليه، رآه قد تجمّد فجأة في مكانه


كان وجهه شاحبًا، يتصبّب عرقًا باردًا، وحتى شفتيه الورديتين بدأت بالتحوّل إلى اللون الأرجواني


لقد وقف شين آنتو بسرعة كبيرة، فبدأت ألوان سوداء تتراقص أمام عينيه


رأسه نبض بالألم ، وأذناه تهمسان بضجيج، 

وموجة من الغثيان صعدت إلى صدره مع خفقان شديد في قلبه


ورغم تشبّثه بحافة الطاولة ، خذلته ساقاه


تمامًا حين ظن أنه سيسقط أرضًا،

وجد نفسه مسنودًا إلى صدرٍ قوي


شي دوو قد رفعه بذراعيه، وسار به بخطوات سريعة نحو غرفة النوم


يتنفّس شين آنتو بصعوبة ، وعيناه الغائمتان لمحت زاوية فكّ شي دوو الحادّ


أغلق عينيه، وحين فتحهما مجددًا،

كان قد أُلقي به فوق نعومة السرير


غطّاه شي دوو بلطف ، ثم مسح العرق البارد عن جبينه براحة كفه


جثا بجانبه ، يرمقه بقلقٍ وعُبوس

: “ هل تشعر بتحسّن؟”


أومأ شين آنتو بخفة، وجفناه نصف مغمضَين، 

كأن النعاس سيتغلب عليه في أية لحظة

لكن شي دوو لم يطمئن ، فأخرج هاتفه وقال:

“ سأتصل بالطبيب . تمسّك قليلاً ”


رؤية ملامح القلق الشديدة على وجهه جعلت شين آنتو يبتسم دون أن يقصد


مدّ إصبعه السبابة، وعلّقها بخنصر شي دوو


: “ حقًا، أنا بخير. فقط… وقفت بسرعة ”


كان شين آنتو قد بدأ يشعر بتحسّن بالفعل،

معظم الدوار كان قد تبدد ،

لكن الحادثة تركته منهكًا تمامًا ،

والنعاس بدأ يغلبه ببطء


أما شي دوو، فظل ينظر إلى أصابعهما المتشابكة، دون أن يقول شيئ



ولاحظ شين آنتو ذلك، 

فسحب يده بهدوء وأغمض عينيه : 

“ أريد أن أنام قليلاً. اذهب إلى عملك ، 

ولا تنسَى أن تعود مبكرًا .”


: “ همم.”


لم يغادر شي دوو على الفور

عدّل البطانية بعناية مرّة أخرى، ثم جلس بجانب السرير، 

ينتظر بصمت حتى أصبح تنفّس شين آنتو منتظمًا

عندها فقط نهض واقفًا، ورتب بدلته وربطته ببطء


كان واضح أن شين آنتو قد فقد ذاكرته حقًا


لم يعُد يتذكر حتى اسمه، 

ولم يعرف من هو شي دوو


نسي تمامًا أنهما لم يكونا حبيبين…


بل كانا خصمين لُدودين ، لا يستطيعان حتى الجلوس على طاولة واحدة


أطال شي دوو النظر إلى وجه شين آنتو النائم،

يتأمّل ملامحه بشغفٍ جشع،

كما لو أنه يحاول اختراق هذا الجمال الهادئ، ليرى ما خلفه…

الشخص الحقيقي، المخفي تحته


مرّر إبهامه برفق فوق خنصره، 

يتذكّر لمسة إصبع شين آنتو الحريرية فوق بشرته


ثم، اهتزّ هاتفه في جيبه


كان يعلم أنه قد آن وقت المغادرة


غادر الغرفة على رؤوس أصابعه ، وأغلق الباب خلفه بلطف


نزل بالمصعد إلى الطابق الأول، 

وحين خرج من المبنى، كان السائق بانتظاره وقد فتح له باب السيارة


وما إن انطلقت السيارة، حتى أخرج شي دوو هاتفه مجددًا،

فتح تطبيق ما بخفة من اعتاد على ذلك،

وما لبث أن ظهرت على الشاشة بثٌ مباشر يُظهر شين آنتو نائمًا بهدوء على السرير ….. ( تطبيق كاميرا مراقبة ) 


يبتع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي