القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch10 | ALFKR

Ch10 | ALFKR


 

: “ قابلتُ أحد أفراد عائلة فانغ وتبادلنا حديثًا سريعًا ، وأنا 

الآن في موقف السيارات .”


: “ حسنًا ، انتظرني ، سأنزل إليك .”


وسط صفّ من السيارات الفاخرة ذات اللوحات المتباهية، 

عثر تشو تشي شوان على سيارة المايباخ ، فتقدّم وطرق على الباب


انخفضت نافذة المقعد الخلفي


كان تشاو شينغهي متكئًا على المقعد، وقد استندت يده بلا 

مبالاة إلى حافة النافذة ،،، أومأ إليه وسأله بهدوء :

“ ما الأمر ؟”


انحنى تشو تشي شوان قليلًا وسلّمه الغرض : 

“ أحد العاملين عثر على هذا أثناء التنظيف . 

يبدو أنه يخصك .”


كانت علبة السجائر والولاعة مغلفتين بعناية بورق بني ، 

نظيف ومنظم


لم تبدُ كغرض مفقود عُثر عليه صدفة أثناء التنظيف—بل أشبه بهدية


أخذها تشاو شينغهي، فتح الغلاف ونظر إلى محتواها


فجأة رفع عينيه، وحدّق بتشو تشي شوان بنظرة هادئة 

عميقة، كأن لا قرار لها


وفجأة ، تصبّب العرق في راحتي تشو تشي شوان


رغم كونه الشخص الواقف، والناظر من الأعلى، شعر بضغط مبهم لا يُحتمل


بحاجبيه الكثيفين وعينيه الداكنتين، كان تشاو شينغهي 

قادرًا على إيصال نظرة فاحصة صارمة حتى دون قصد


انسابت إلى ذهن تشو تشي شوان ذكريات الطفولة —


كانوا يلعبون الرجبي سويًا كثيرًا


وعندما كان فريقهم يخسر بقيادة تشاو شينغهي، لم يكن 

يغضب، بل كان يوجّه الجميع بصبر لإعادة ضبط التكتيكات، 

ويعطي بضع كلمات تشجيعية قصيرة لكنها مؤثرة


بعض الأشخاص وُلدوا وهم يملكون روح القيادة والشعور 

بالأمان، ويجذبون من حولهم تلقائيًا


كان متسامحًا مع من يخطئ، 

لكن إن تلاعب أحدهم وادعى تمرير الكرة للوراء وهو 

متسلل، فلن يراه أبدًا بجانبه بعد ذلك


يمكن تجاوز ضعف القوة ، لكن الخداع لا مكان له عند تشاو شينغهي


فكّر تشو تشي شوان فجأة { تُرى ، هل يوجد في هذا العالم 

من يمكنه أن يكذب على تشاو شينغهي دون أن يشعر 

بتأنيب الضمير ؟


آه، نعم… هناك شخص واحد …


تشين المحسن العظيم !!! }



تنهد تشو تشي شوان في داخله، 

شاعِرًا وكأنه يدين لتشين وان بدين من حياة سابقة ، 

وربما بدَين حياة كاملة في هذه الحياة أيضًا


وما إن همّ تشو تشي شوان بالكلام ، 

حتى بادره تشاو شينغهي بابتسامة خفيفة :

“ شكرًا على العناء .”


“… لا عناء في ذلك.”

حافظ تشو تشي شوان على وضعية الانحناء وهو يناوله الغرض


قدّم له تشاو شينغهي سيجارة ، وربت على كتفه قائلًا:

“ الفندق جيد . بداية موفقة .” ثم غادر


“…”


————————



دون أن يدرك تشين وان العاصفة التي نجا منها للتو ، 

واصل مساعدة تشو تشي شوان في استقبال الضيوف في الفندق


لطالما ظنّ أن تشاو شينغهي لن يتذكره أبدًا


———-


ما لم يكن يعلمه تشين وان —— هو أن ملامحه كانت من النوع الذي يثير الخطيئة


ولم يدرك أيضاً أن تشاو شينغهي، رغم انشغاله بمئات 

الأمور يوميًا، لم يكن يلتقي بأكثر من عشرة أشخاص في الأسبوع


فضلًا عن ذلك، كان تشاو شينغهي شخصًا شديد الحذر، 

يقظًا إلى حدّ مبالغ، يشكّ في كل شيء


في المقعد الخلفي من السيارة، 

جلس وساقاه متشابكتان، يلعب بالولاعة بين أصابعه ثم ألقاها جانبًا


كان الطقس في هايش كعادته ، 

متقلبًا لا يعتمد عليه


بدأت زخات المطر تتساقط على نافذة السيارة، 

تنساب على الزجاج كخيوط ممزقة


عوت الرياح بشدّة، ومن المحتمل أن تُصدر الأرصاد الجوية 

تحذيرًا جديدًا من عاصفة مطرية حمراء


بعد رفع آخر إشارة إنذار من الإعصار


حضر تشاو شينغهي اجتماعًا عبر الفيديو، ثم توجّه إلى النادي الخاص بتان يومينغ


——-

الليلة ، الإضاءة والموسيقى وحتى درجة الحرارة مريحة 

بشكل استثنائي، مختلفة بلطف عن كل زيارة سابقة


وحين قُدّمت صينية الفواكه ، سأل شين تسونغنيان تان يومينغ:

“ هل طوّرت الخدمة هنا ؟”


كان تشاو شينغهي مستلقيًا على الأريكة ، 

فألقى نظرة على الصينية الممتلئة تقريبًا بأصنافه الاستوائية المفضّلة


ثمرة المانغوستين تم تقطيعها على شكل علامة تقاطع لتسهيل تقشيرها


هذه الفاكهة الرقيقة والمزعجة تلطّخ اليدين بعصارتها 

الأرجوانية عند تقشيرها، ومع ذلك فإن لبّها يتأكسد خلال 

دقائق إن أُزيل مبكرًا


أما الشقوق الخفيفة التي وُضعت بها، فسهّلت فتحها دون المساس بلُبّها


أما الجريب فروت الأحمر الياقوتي، فقد تم تجهيزه مسبقًا— قُطّع ، ونُزعت منه البذور


حتى شخص انتقائي مثل تشاو شينغهي وجد نفسه يأكل 

منه أكثر من المعتاد الليلة


ولم يكن السبب في ذلك ترقية مستوى الخدمة في نادِ تان يومينغ، 

بل وجود شخص إضافي، منتبه، حاضر ولو بصمت —-


في زاوية يغمرها الضوء الخافت، قلّل تشين وان من حضوره قدر الإمكان،

 بينما تشاو شينغهي يتأمله علنًا تحت الضوء المباشر ——-


ولم تكن تلك المرة الأولى التي يتكرر فيها هذا المشهد ——


ففي عشاء سابق، 

في دار شاي شين تسونغنيان، جلس عدد من الرجال حول 

طاولة عتيقة يناقشون شؤونًا تجارية، 

بينما كان تشين وان يتنقل بهدوء وهو يحمل إبريقًا، يغلي الماء ويعدّ الشاي


نادراً يتحدث ، يداه شاحبتان ، 

وتحت قاعدة إصبعيه السبابة والوسطى في اليد اليمنى، 

خالٌ صغير يظهر ويختفي مع حركة أصابعه


بدا لطيفًا، متواضعًا، راقيًا—من النوع الذي يصلح شريكًا مثاليًا


حتى درجة حرارة أكواب التقديم كانت محسوبة بعناية ، 

بحيث تصبح دافئة تمامًا حين تصل إلى يديه


تفاصيل كهذه، كانت تثبت في ذهن تشاو شينغهي كرموز مصممة بإتقان ——-


أينما وُجد تشين وان —- ، حتى الرطوبة في الهواء بدا أنها 

تتكيّف لتصبح مريحة معه


ورغم ندرة هذه اللحظات ، إلا أنها كانت كافية 



كافية لإيقاظ حذر تشاو شينغهي ——


وللإنصاف ، فإن تصرفات تشين وان كانت دائمًا علنية ، 

بريئة ، تخلو من التكلّف


عنايته واهتمامه كانا رقيقين ، خفيّين ، 

كالمطر الصامت الذي يروي كل شيء دون أن يترك أثرًا


لكن الأهم من كل ذلك… أنه عامل الجميع بالقدر نفسه من الاهتمام


لم يُظهر أي تودّد تجاه أمثال تان يومينغ، 

ولم يغضب من النادل الذي سكب الخمر بالخطأ ،

كان مهذبًا، متّزنًا، سليم السلوك بلا خلل


لقد كان ذكيًا، يحاول تحويل آدابه الاجتماعية الرفيعة إلى 

أسلوب متجرد، 

لا يخص أحدًا دون سواه


لم يكن لطفه متعمدًا تجاه شخص بعينه، 

بل كان رصدًا دقيقًا واستيعابًا دؤوب لتفضيلات الجميع


قدّم نفسه ببراعة في هيئة إنسان متواضع ، خاضع ، 

وظل يرسّخ هذه الصورة باستمرار


كل شيء كان منطقيًا ، خاليًا من العيوب ، سلسًا كالماء …. 

مهارة تشين وان كانت شبه كاملة ——


لكن ، لسوء حظه ، كان خصمه تشاو شينغهي—رجل يملك 

من الطبقات التحليلية أكثر مما تملك ثمرة أناناس من ثقوب


كان الجميع يتلقّى لطف تشين وان كأمر مُسلَّم به، إلا تشاو شينغهي ——-


ليس لأنه مغرور ، بل لأن تشين وان ارتكب خطأ بسيطًا حين 

قام بشطف أوراق شاي “دا هونغ باو” مرتين قبل أن يقدّمه له في تلك الليلة


في هايش ، ثمة مثل يقول : “ كلما اشتد الشاي ، 

كبر حجم الصفقة ”


فالناس هناك جميعهم يشربون الشاي القوي ، 

لكن تشاو شينغهي كان قد تحول إلى الشاي الخفيف بعد أن 

أُصيب بمشكلات في معدته أثناء إقامته في الخارج بسبب 

عدم تأقلمه مع الطعام الأجنبي


أحيانًا، ينسى سكرتيره أن يشطف أوراق الشاي مرتين


كان تشاو شينغهي يدرك ذلك من الرشفة الأولى ، 

لكنه لم يكن ينبس ببنت شفة


لم يكن ممن يشددون على التفاصيل الصغيرة ، 

ما لم تمسّ المبدأ. لم يكن يمانع


لكن هذه العادة كانت شديدة الخصوصية ، بالغة الدقة —-


وتشاو شينغهي لم يكن يحب أن يفسّر الأمور بالمصادفة


كان يؤمن بالأدلة ، بتشريح التفاصيل ، 

وبأنماط السلوك الموضوعية المختبئة تحت سطح العشوائية


المصادفة حادث عابر ، أما النمط فهو الشيء الأبدي


حاول تشين وان أن يكسو نفسه برداء ' الاعتيادية ' و ' العالمية ' 

لكنه أغفل تفصيلًا واحدًا—لم يتمكن من إخفاء نيّته عن تشاو شينغهي


والشخص الذي تُجهل دوافعه… خطر


كان تشين وان ذكيًا ، لكنه كان سيء الحظ بلقائه تشاو شينغهي


فالوردة إن التقت نمرًا ، لا حاجة لها أن تقترب ؛ عبيرها 

وحده كافٍ ليُفضح أمرها


لقد رأى تشاو شينغهي في حياته ما يكفي من الكلمات 

المعسولة المغروسة بالخناجر ، 

والمنافقين مزدوجي الوجوه ، 

وعدد لا يُحصى من حالات التمنّع المصطنع أو الإغواء المدروس


علبة السجائر والولاعة لم تكن سوى اختبار صغير ، لا يُثبت شيئ


وعدم تسلق سلّم الفرص لا يجعل من تشين وان شخصًا 

بريئًا ، بل يجعل منه أكثر حنكة ——-


ظنّ أنه كان خفيًا في تقديمه لتلك الإشارات ، 

لكن تشاو شينغهي كان بارعًا بالقدر نفسه في رفضها دون ضجة ——


كان تشين وان أشبه بضباب خفيف يتسلّل عابرًا ، 

سرعان ما يبدّده الهواء


أما تشاو شينغهي، فقد كان يكره الضبابية، الغموض، 

المجهول، والأكثر من ذلك… أن يعبث أحدهم معه في لعبة العقول


لهذا السبب ، تلقّت سيارة “BYD” ضربة جانبية في يوم المزاد ——-


وفي اليوم التالي ، توجّه تشين وان إلى الورشة لاستلام سيارته 


فبعد أن اصطدمت الـBYD بسيارة رولز رويس وخسرت 

خسارة مدوّية ، ظهرت بها مشكلة ميكانيكية وأُرسلت للإصلاح


سأله صاحب الورشة، وهو من معارفه، كيف تمكّن من رفع 

حرارة محرك سيارة مشهورة بمتانتها


ربت تشين وان على غطاء المحرك وسخر:

“ صادفتُ مجنونًا .”


بعد المزاد، تعمّد التحقق من الحادث ، 

لكنه لم يجد أي خيط


تلك الرولز رويس التي بدت متواضعة في مظهرها وجبّارة 

في حضورها، بدت وكأنها تبخرت في سماء هايش


تمامًا مثل تشاو شينغهي، الذي اختفى قرابة الشهرين بعد حفل افتتاح الفندق ———



حتى تان يومينغ لم يتمكن من العثور عليه


وبوصفه رجلًا دائم الانشغال وذو مكانة خاصة، 

كان على تشاو شينغهي أن يكون حذرًا—خصوصًا بعد نجاته 

قبل بضع سنوات من حادثة إطلاق نار خطيرة أثناء وجوده في الخارج


الجميع تفهّم ذلك، أو ربما اعتادوا عليه ببساطة


تشين وان لم يطرح أي سؤال مباشر، لكن تشو تشي شوان، 

مدركًا لفضوله ، 

تعمّد أن يُدلي بتكهناته أثناء عشاء جماعي ، 

قائلاً إن تشاو شينغهي ربما ذهب إلى كندا حيث يُعقد اجتماع اقتصادي هام


وبصفته عضوًا منتخبًا حديثًا في رابطة التجارة لآسيا 

والمحيط الهادئ، فمن المرجح أن يكون قد حضر هذا الاجتماع


لكن تان يومينغ قاطعه قائلاً إن الوجهة لم تكن كندا ، بل 

سنغافورة، حيث أن شركة مينغلونغ يخططون لإنشاء 

مجموعة جديدة من المصانع


وعلى العموم ، فإن إنشاء المصانع لا يستدعي عادة تدخل 

تشاو شينغهي شخصيًا، 

لكن هذه المرة كان الأمر مختلف ، فالمصانع الجديدة ذكية 

بالكامل، ومينغلونغ—أو بالأحرى تشاو شينغهي—دائمًا 

يكون في طليعة الصناعة


وكان هذا أول تطبيق واسع النطاق لبرنامج الذكاء الاصطناعي الجديد الخاص بالشركة


ومع ذلك، لم يكن تان متأكدًا تمامًا، فنظر نحو شين تسونغنيان


أما شين تسونغنيان، فلا يُعلم إن كان يجهل الحقيقة أم أنه 

فقط لا يريد الإفصاح عنها، فقد بقي صامتًا


وقد اعتاد دائمًا على التحفظ، مما جعل تان يومينغ يحدّق فيه بريبة:

“ لم تكن تكذب عليّ صحيح ؟”


ففي أيام الدراسة، حين كان تشاو شينغهي يعمل على مشاريع الروبوتات والطائرات النموذجية،

 كان دائمًا ما 

يستعين بشين تسونغنيان، إذ لم يكن يطيق صبر تان وتشو 

على متابعة تلك المشاريع حتى النهاية


هزّ شين تسونغنيان كتفيه محافظًا على بروده المعتاد:

“ لا أكذب .”


أما تشين وان، فلم يدرِي من يصدق


وبعد أن دار الموضوع دورة كاملة بين الحاضرين، 

لم يخرج حتى بشذرة معلومة مفيدة… وشعر بخيبة أمل


لم يستطع إلا أن يفكّر كم سيكون الأمر صعبًا أن يكون المرء 

صديقًا لشخص مثل تشاو شينغهي


تساءل إن كان من سيقف إلى جانبه في النهاية، سيُضطر 

أيضًا لتحمّل سنوات من الفراق ، مع غياب أخبار شريكه ، 

وسرّية مكانه ، واستحالة تتبّعه


انتظار أبدي، ووقوف صامت إلى الأبد 


لكن هذه الأفكار لم يكن لها أي علاقة بتشين وان


فالاختيار بإرادة لم يكن يومًا من خياراته


لقد بات منذ زمن مثل ذلك الذي ينتظر الأرنب تحت الشجرة ، 

دون أن يدري إلى متى يمكنه البقاء على هذا الحال


وحين يظهر ذلك الشخص أخيرًا ، لن ينتظر بعده أحد


لاحظ تشو تشي شوان كم أصبح تشين وان صامتًا وهو يشرب الشاي، فساوره القلق فجأة


وقبل أن يغادر، جذبه جانبًا وقال بنبرة جادة :

“ إياك أن ترتكب حماقة ”


: “ ماذا ؟”


تأمّله تشو تشي شوان للحظة :

“ كل ما قلناه قبل قليل مجرد تخمينات . 

لا تفكّر فعليًا بالسفر للبحث عنه .

إذا أراد تشاو شينغهي أن يختفي ، حتى والده لن يستطيع العثور عليه .”


“…”


نظر إليه تشين وان وكأنه ينظر إلى أحمق:

“ هل أنا مجنون ؟”


لكن تشو تشي شوان نظر إليه وكأنه مجنون تمامًا، ورد عليه بجدية:

“ أنت دائمًا كنت كذلك .”


“…”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي