Ch17 | ALFKR
ساد الجو صمت حزين نوعاً ما —-
بعد لحظات من الهدوء، حاول تشو تشي شوان تخفيف الأجواء بمزحة:
" حب من طرف واحد بلا أمل.. صحيح ؟"
أجاب تشين وان بضحكة خافتة
حب تشاو شينغهي كان شأنه الخاص
كيف يحب، وكم يحب - هذه قرارات تقع ضمن صلاحياته وحده
كان هذا "دستور الحب الأحادي" الخاص بتشين وان
هو كان المشرّع والمنفّذ في نفس الوقت
داخل حدود عالمه الخاص، التزم به بدقة،
حامياً مبادئه بصلابة، غير مسموح لأحد - ولا حتى لتشاو
شينغهي نفسه - أن يعكّر صفوه
لكن كل هذا فقط لأن المعني كان تشاو شينغهي
من أجله فقط قبل تشين وان أن يعيش هذه المعاناة الحلوة المُرّة
لو كان الأمر يتعلق بأي شخص آخر، لكان الوضع مختلفاً
————
بعد العشاء، تفرّق الجميع إلى غرفهم
توزيع الغرف كان عشوائياً ،
جميعها من الدرجة الأولى دون فرق يذكر
مشى تشين وان في الممر المغطى بالسجاد تحت إضاءة خافتة
رغم العزل الجيد للصوت ، تمكن من سماع بعض الأصوات
الخارجة من بعض الغرف أثناء مروره
السادة الشباب كانوا جامحين،
فأسرع تشين وان بخطواته
اللعب ضد تشاو شينغهي كان مرهقاً عقلياً، وكان يشعر بالفعل بالإرهاق
فجأة، لاحظ شخصاً واقفاً متكئاً على جدار الممر
سلّم بأدب : " السيد تشين ما زلت مستيقظاً؟"
وقف تشين زهاوتينغ بجانب النافذة، يبتسم له: " إنها رحلة نادرة.
أردت الاستمتاع بجمال البحر ليلاً ."
الليل قد تعمّق
السفينة تبحر في موقع مجهول من المحيط الشاسع
خارج النافذة، لايوجد سوى الظلام،
مع بصيص خافت من ضوء منارة بعيدة،
وصوت الأمواج المتكسرة بإيقاع منتظم
أومأ تشين وان برأسه، مستعداً للاعتذار والمغادرة
لكن يبدو أن تشين زهاوتينغ يرغب في الدردشة
: " وأنت ؟ لماذا تأخرت ؟"
بصفته شخصاً مراعياً للآخرين بطبيعته —- بقي تشين وان
بعد انصراف الجميع للتأكد من حالة الطقس وبرنامج اليوم
التالي مع قبطان السفينة والطاقم
رغم أنها لم تكن مسؤوليته ،
إلا أنه لم يثق بأن أي من السادة الشباب الآخرين سيهتمون بهذه التفاصيل
لم يكن لديه رغبة في الدردشة مع تشين زهاوتينغ،
فأجاب ببساطة: " كنت أهضم طعامي فقط السيد تشين-"
قطعه صوت ' طق ' خفيف
شاب يرتدي روب أبيض خرج من غرفة في نهاية الممر
كان وسيماً بشكل لافت
تجمّد تشين وان للحظة ،
ثم أبعد نظره بسرعة وكأن شيئاً لم يكن
( الشاب الوسيم الي لابس روب ابيض خرج من جناح شينغهي )
بينما مفاتيح الغرف موزعة عشوائياً ،
فإن ملكية السفينة لم تكن كذلك
المالك الحقيقي كان له جناحه الخاص
أفضل غرفة في مقدمة السفينة كانت توفر أروع المناظر
بينما لدى الغرف الأخرى نافذتان على الأكثر ،
هذه الغرفة قدمت رؤية بانورامية بثلاث جهات للمحيط
راقب تشين زهاوتينغ تعابير تشين وان،
لكن الأخير حافظ على بروتوكوله المعتاد،
متحدثاً بشكل طبيعي دون أن يظهر أي مشاعر
ظهرت لمعة تسلية في عيني تشين زهاوتينغ بينما يراقبه
للحظة وقال : " أنت رسمي أكثر من اللازم.
نادني زهاوتينغ فقط،
مثلما يفعل تان يومينغ والآخرون . دعنا نكون أصدقاء ."
ابتسم تشين وان بأدب
و بينما على وشك الرد ، فُتح باب الجناح الخاص مجدداً
هذه المرة ، كان المالك نفسه
حتى في منتصف الليل ، كان تشاو شينغهي يرتدي بدلة
كاملة بأناقة لا تشوبها شائبة
كان تشين زهاوتينغ قد أعطاه ظهره وسأل تشين وان:
" ماذا حدث ؟"
تشين وان، الملتزم دائماً بالأدب، أومأ نحو الرجل خلفه كتحية :
" السيد تشاو "
حينها فقط بدا أن تشين زهاوتينغ قد أدرك ظهور تشاو شينغهي
فابتسم وقال: " ما زلت مستيقظاً ؟
هل انتهيت من أمورك، أم أنها لم تبدأ بعد ؟"
بقي تشين وان متزناً ، خافضاً نظره مشغولاً بشؤونه ،
ممتنعاً عن الانضمام إلى المحادثة
لم يجب تشاو شينغهي على سؤال تشين زهاوتينغ الاستقصائي
بدلاً من ذلك، أصبحت نبرته تحتوي على توبيخ خفيف: " التحدث خارج غرفة
شخص آخر في منتصف الليل - أليس
ذلك غير مهذب بعض الشيء ؟"
"..."
صحيح أن أصواتهم كانت هادئة ،
وغير مرجح أن تزعج الغرف المعزولة صوتياً
علاوة على ذلك، فإن موقعهم في الرواق لم يكن بالضبط ' أمام الباب ' الخاص بغرفة تشاو شينغهي
و مع ذلك ، اعتذر تشين وان على الفور : " اعتذاري السيد تشاو .
لم نكن نقصد إزعاجك ."
تشين زهاوتينغ: "..."
لم يحصل اعتذار تشين وان الفوري والمحترم على أي توبيخ
إضافي من تشاو شينغهي
ومع ذلك ، لاحظ الأخير أن تشين وان لم ينظر إليه مباشرةً أثناء حديثه
و الابتسامة على وجهه بدت وكأنها قناع مدروس
فجأة ، سأل تشاو شينغهي: " أين قبو النبيذ ؟"
توقف كل من تشين زهاوتينغ وتشين وان للحظة،
مرتبكين بسبب السؤال
كاد الأمر يبدو وكأن السفينة لم تكن ملكاً لتشاو شينغهي نفسه
لكن تشين وان أجاب بأدب : " في الطابق الثاني .
هل ترغب في شرب مشروب ؟"
نظر إليه تشاو شينغهي، وفرك عينيه،
ثم رد بنبرة هادئة غير متذمرة : " ممم . لقد قاطع أحدهم نومي ."
"..."
لم يكن أمام تشين وان خيار سوى الاعتذار مجدداً :
" أعتذر بشدة .
ما رأيك أن أرافقك لاختيار زجاجة نبيذ كاعتذار ؟"
بدا تشاو شينغهي موافقًا على مضض
"..."
كان تشين زهاوتينغ لا يزال حاضرًا ،
فلم يستطع تشين وان تجاهله
: " ماذا عنك يا سيد تشين؟ هل ترغب في الانضمام إلينا ؟"
قاطع تشين زهاوتينغ حديثه بنبرة خفيفة :
" لقد طلبت منك بالفعل مناداتي باسم زهاوتينغ فقط "
ألقى تشاو شينغهي نظرة على تشين وان
ابتسم تشين وان وأومأ برأسه
بالنسبة لشخص مثله دون خلفية قوية ،
كان وجود صديق إضافي دائمًا مفيدًا
———
قبو النبيذ في الطابق الثاني مفتوح على مدار 24 ساعة
النبيذ الفاخر مصنف بدقة حسب السنة والمنطقة في خزانات العرض
سأل تشين وان : " ماذا تفضل أن تشرب سيد تشاو؟"
اتكأ تشاو شينغهي على يده وبدأ ينقر على الطاولة بأصابعه
بلا مبالاة: " اختر أنت ."
بدا وكأنه لم يكن الشخص الذي أصر على النزول لاحتساء
مشروب في منتصف الليل
ألقى تشين وان نظرة عليه ،
ولاحظ كيف كان تشاو شينغهي مسترخيًا عند البار ،
و يبدو متذمرًا قليلًا ، مثل أسد أُوقظ من نومه
جفونه متدلية بكسل ، مما منحه مظهرًا مسترخيًا وكسولًا بشكل غير معتاد
و بحرص ، اختار تشين وان زجاجة نبيذ بالما كوين المعروف
بكونه خفيفًا ومهدئًا يساعد على النوم، وبدأ بتهويته
انتشر عطر النبيذ بينما تشين وان يدير الزجاجة بثبات في المصفاة
بل ولف كأس النبيذ بطبقة من الثلج الجاف لتعزيز ملمسه الناعم
لكن تشاو شينغهي لاحظ شيئًا غريبًا
رغم أن تشين وان بقي مهذبًا ومراعيًا،
إلا أن حماسه المعتاد بدا غائبًا
تشاو شينغهي، بملاحظته الحادة، استطاع تمييز ذلك
لاحظ ذلك وقال بتعاطف : " إذا كنت متعب ، يمكنك العودة للراحة ."
تجمّد تشين وان للحظة ، مرتبكًا ومحبطًا قليلًا
لكنه لن يفرض وجوده
ابتسم وأجاب : " إذن استمتع بمشروبك سيد تشاو .
سأغادر الآن .
أخبرني إذا احتجت أي شيء ."
تشاو شينغهي: "..."
في هذه الأثناء ، اتصل تان يومينغ بتشاو شينغهي: "سمعت
أنك نزلت لاحتساء مشروب؟"
قاطعه تشاو شينغهي بنبرة لطيفة لكن تحذيرية :
" يا صديقي،، أنا حقًا لا أريد أن أجد أي كائنات حية غير
مألوفة في غرفتي مجددًا ."
"..." احتج تان يومينغ: " لم أكن أنا !"
بعد سنوات من مرافقة تشاو شينغهي، كان يعرف جيدًا ألا
يخاطر بإلقائه في البحر كطعم للقرش
أغلق تشاو شينغهي الخط أثناء تبريره
بعد احتساء جرعة من النبيذ الذي اختاره تشين وان،
وجد تشاو شينغهي أن نبيذ بالما كوين قد فقد سحره الأولي
——————
بحلول السادسة صباح اليوم التالي،
سفينة الحوت رقم 17 قد عبرت مضيق جيشي ،
وامتدت المناظر الطبيعية ببهاء
استيقظ تشين وان مبكرًا ، ينوي مشاهدة شروق الشمس
الشهير فوق جزيرة شا
لم يتوقع أن يكون هناك من استيقظ قبله
كان تشاو شينغهي واقفًا على السطح ،
و تهب نسائم البحر على شعره ،
يبدو تمامًا كعارض أزياء بحري متأمل
أطل تشين وان برأسه لكنه سحبه بسرعة ،
معتقدًا أن الاقتراب الآن قد يبدو متعمدًا
لكنه أدرك أن الفعل نفسه كان غير لائق
وكأن لدى تشاو شينغهي وعي إلهي —— كما لو أن لديه
عيون في مؤخرة رأسه - شعر بشخص يحاول التسلل بعيدًا
مثل جرذ الأرض الذي يتراجع إلى جحره
بافتراض أن تشين وان قد غادر ، أعاد تشاو شينغهي نظره إلى الأفق
في الواقع، لم يبتعد تشين وان كثيرًا - فقد وقف في نهاية الممر داخل السفينة ،
يطل من النافذة لمشاهدة نفس شروق الشمس الذي
يشاهده تشاو شينغهي …..
كان تشين وان دائمًا ماهرًا في مواساة نفسه ،
بل وحتى في تسليتها ، فجاء إلى ذهنه بيت شعري
[ القمر يشرق فوق البحر ؛ رغم البعد ، نحن نتشارك هذه اللحظة ]
شروق الشمس هذا — أثار نفس الشعور
هذه اللحظة من المشاركة كانت منحة يقدمها هو من طرف واحد ،
لا تحتاج موافقة الطرف الآخر ، فهي لا تسبب أي إزعاج
رغم أنه وتشاو شينغهي وقفا على مسافة قريبة ،
كان هناك دائمًا هوة شاسعة بينهما
لكن لمشاركة هذه اللحظة العابرة ،
شعر تشين وان أنها شيء يستحق الاحتفاء والاحتضان
———————-
السفينة السياحية قد دخلت الآن قلب البحر
بسبب تيارات المحيط الدافئة ،
كان هذا الشهر مثاليًا لهجرة أسماك الأعماق
أعلن تان يومينغ بحماس أن الغداء سيكون وليمة فاخرة من المأكولات البحرية
السفينة مجهزة لصيد وتقديم المأكولات البحرية الطازجة على الفور
مثل هذه السفن السياحية الفاخرة تأتي بكامل تجهيزات
الصيد والتصاريح اللازمة
يمكن للضيوف حتى الصيد بأنفسهم وإعداد صيدهم في المطبخ
بعد ليلة من ألعاب الورق التي أنهكت الجميع ،
كان معظم السادة الشباب لا يزالون نائمين بعمق بعد شروق الشمس
و الصيد كان بوضوح خارج نطاق الاحتمال
لكن موظفي المطبخ قد بدأوا الصيد عند الفجر
تم صيد الروبيان ، السرطان ، المحار ، الحلزون ، وأسماك الأعماق بوفرة
ذهب تشين وان للتحقق من سطح الصيد ،
رغم أن كل ضيف قد ملأ استمارة صحية مفصلة قبل الصعود ،
تضمنت التاريخ الطبي ، المواد المسببة للحساسية ،
والتفضيلات الغذائية
لا يزال يشعر أنه من الضروري التحقق من كل شيء مع المطبخ
هنا في المحيط الشاسع ، أي طوارئ طبية ستكون صعبة التعامل
بعد التأكد من التفاصيل مع رئيس الخدمة وطاقم المطبخ،
أخذ تشين وان المصعد عائدًا إلى الطابق الثالث،
ينوي الاستحمام وتغيير ملابسه
السطح كان مغطى بمخلوقات بحرية حية تتحرك،
وأطراف بنطاله كانت رطبة ، و تحمل رائحة مريبة خفيفة
عندما فتح باب المصعد ، وجد مجموعة من الناس أمامه
حيوه، فرد التحية بابتسامة
من زاوية عينه، لاحظ تشاو شينغهي
و دون جذب الانتباه ، حرك نفسه نصف خطوة إلى اليسار،
مخفيًا يده خلف ظهره — كان قد حمل للتو أداة لمساعدة
البحارة في التعامل مع سمكة قد تزن خمسين رطلاً قفزت من الشبكة
بينما خرج تشاو شينغهي من المصعد،
تحرك تشين وان غريزيًا نحو جانب تشين زهاوتينغ
يحي الجميع بأدب مدروس
الممر كان طويلاً وضيقًا، وبينما مرّوا، بذل تشين وان جهدًا
واعيًا للانحناء نحو الجدار،
مخلقًا أكبر مساحة ممكنة لتشاو شينغهي للمشي براحة
أفعاله لم تكن أقل من مؤدبة
مرّ تشاو شينغهي دون نظرة ، لكن بعد ذلك ،
وبشكل غير متوقع ، استدار ونظر إلى الشخص المنسحب
شين تسونغنيان لاحظ رد فعله ، فسأل: "ما الأمر؟"
بيد واحدة في جيبه، عبث تشاو شينغهي بلا مبالاة بولاعة
كارتييه الخاصة به وأجاب: " لا شيء "
—————
كان الغداء باذخًا
أهل هايش كان لديهم تقدير خاص للمأكولات البحرية،
يتذوقون نكهاتها الطازجة والطبيعية
الأطباق جاءت بتحضيرات متنوعة : مطهوة على البخار ،
مسلوقة ، مشوية بالبهارات ، أو نيئة
الصلصات بسيطة—بضع قطرات من صلصة الصويا،
زيت السمسم،
أو زيت الثوم لإبراز حلاوة المأكولات البحرية الطبيعية
الوجبة كانت مرضية دون أن تكون مثقلة ،
تاركة أثرًا لذيذًا بعدها
أكل الجميع حتى الشبع — الجميع باستثناء تشاو شينغهي،
هذا الحماس القليل من شينغهي لاحظه تشين وان فوراً
و بتنهيدة صامتة ،
نهض تشين وان وذهب إلى المطبخ ،
طالبًا من الطاقم تحضير وعاء من عصيدة المأكولات
البحرية لتشاو شينغهي …..
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق