القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 | SJUTM

 Ch18 | SJUTM



شين آنتو : [ أخرجني قليلًا ]


عندما أصدر شين آنتو الأمر الإمبراطوري، 

لم يكن أمام شي ونشوان خيار سوى ترك عمله والتوجّه فورًا إلى الفيلا


في الآونة الأخيرة —- ، كان شي ونشوان منشغلًا بتأمين 

الموارد لحبيبة قلبه ، لذا لم يكن في مزاجٍ جيد حين استدعاه شين آنتو


سأله بعبوس: “ ألم يمنعك أخي من الخروج ؟ 

ألا يمكنك فقط أن تبقى في البيت وتتصرف بعقلانية ؟”


لكن شين آنتو كان في مزاجٍ رائع : 

“ لقد سمح لي بالخروج الآن ، سنجوب الشوارع سويًا !”


ظل شي ونشوان متشككًا : 

“ حقًا ؟ هذا ليس آمنًا .”


فنصف الحي التجاري في مدينة Z يعود لعائلة شي، 

والنصف الآخر لعائلة شين


و كان سايمون يقترب من إنهاء تحقيقه ، 

وهناك شائعات تقول إنه ربما بدأ بالفعل التحقيق في شؤون عائلة شي


فإذا التُقطت صورة لشين آنتو ، قد يجد سايمون طريقه إلى بابهم في اليوم التالي


لكن شين آنتو لوّح بيده بلا مبالاة : 

“لقد اتفقت مع شي دوو بالفعل. 

سأرتدي كمامة وقبعة ونظارات شمسية، ولن أبتعد عنك. 

وسيرافقنا الحراس الشخصيون. ما الذي قد يحدث؟ 

لست شخصية مهمة، من الذي سيتكلف عناء مراقبتي طوال اليوم ؟”


وبما أن شي دوو قد وافق، لم يعد لدى شي ونشوان حجة 

يعارض بها، فاضطر للموافقة : 

“ حسنًا . إلى أين تريد الذهاب أولًا ؟”


فتح شين آنتو تطبيق الملاحظات على هاتفه : 

“ أولًا ، لنشتري هدية لشي دوو .”


: “ ها؟ هدية ؟ 

عيد ميلاد الأخ دوو بعد شهور . هل هناك مناسبة نسيتُها ؟”

بدأ شي وينشوان يتصفح تقويم هاتفه في حيرة


أجابه شين آنتو ببساطة ،

“ لا هذا ولا ذاك . 

الأسبوع المقبل يكون قد مرّ شهر على فقداني للذاكرة . 

مهما كانت علاقتي بابن عمك سابقًا ، بالنسبة لي الآن ، نحن 

على وشك دخول شهرنا الأول سويًا . 

ألا يجدر بي أن أقدّم له شيئًا ؟”


كاد شي ونشوان أن يعلّق، لكنه تراجع وقاد شين آنتو خارج الباب بدلًا من ذلك


هذه المرة ، كان شي دوو قد جهز لهما سيارة خاصة


طرق شي ونشوان على الهيكل الخارجي للسيارة وأشار إلى 

شين آنتو بأنها مضادة للرصاص


لكن شين آنتو لم يبدُ منبهرًا ، 

بل أضاءت عيناه عندما لاحظ وجود ثلاجة صغيرة داخل 

السيارة واقترح استخدامها لحفظ الخضار


أسرع شي ونشوان بشرح أن المنتجات الطازجة تُسلّم للمنزل مباشرةً ، 

ولا حاجة له بشرائها بنفسه ، فأسقط شين آنتو الفكرة أخيرًا


كان شي ونشوان قد هيّأ نفسه لمعركة تسوق مرهقة في المتاجر الفاخرة ، 

لكن لمفاجأته ، اكتفى شين آنتو بشراء باقة من الورود من 

محل صغير على الرصيف ، وطلب توصيلها إلى مكتب شي دوو


: “… هذه فقط؟”

ما زال شي ونشوان في حالة ذهول حين عاد شين آنتو إلى السيارة


بعد أن وضع علامة “ تمّ ✅ ” على المهمة في تطبيق الملاحظات ، نظر إلى شي ونشوان

“ماذا بعد؟ 

كل المال الذي لدي حاليًا ملك لشي دوو . 

هل تتوقع أن أُنفق من بطاقته ثم يشكرني على الهدية ؟”


: “ منطقي…”

شعر شي ونشوان بالإحباط، كجندي ذهب إلى ساحة المعركة ولم يجد عدوًا يقاتله : 

“ حسناً ، ما الوجهة التالية ؟”


: “ متجر أدوات رسم. وجدت واحدًا قريبًا .”


كان شين آنتو يرغب بالرسم منذ أن رأى صوره من أيام الثانوية ، 

ولم تتح له فرصة شراء الأدوات ، 

واليوم بدا توقيتًا مثاليًا


بحث شي ونشوان عن المتجر على الإنترنت، 

وشعر بالطمأنينة حين علم أنه يقع في حي قديم، 

بشوارع تصطف فيها مبانٍ منخفضة الطوابق—وهو أحد 

الأماكن القليلة التي لا تملكها لا عائلة شي ولا عائلة شين


وبعد عشرين دقيقة ، كانت السيارة محمّلة بالألواح والألوان ولوحات المزج


وبينما يهمّان بالمغادرة، لمح شين آنتو محلًا للشاي 

بالحليب على الجهة المقابلة من الشارع، 

فجرّ شي ونشوان معه للوقوف في طابور خلف مجموعة من الفتيات


لاحظت الفتيات وجود شابين طويلين ووسيمين خلفهن


رغم أن أحدهما كان يرتدي كمامة ونظارات شمسية ، 

إلا أن حضوره كان لافتًا


بدأن يتهامسن فيما بينهن ، يتساءلن إن كان نجمًا مشهورًا


بالرغم من أن شي ونشوان كان مديرًا لشركة ترفيهية، 

فإنه لم يكن معتادًا على أن يكون محطّ الأنظار


وتحت وقع نظرات الفتيات اللواتي التفتن إليهما، 

بدأ يشعر بعدم ارتياح، 

فانحنى نحو شين آنتو وهمس بتوسّل:

“ ساوزي، ما رأيك أن نترك الحراس يشترون المشروبات؟ 

لنعد إلى السيارة، أليس ذلك أفضل ؟”


لكن شين آنتو كان منشغلاً بمسح رمز الباركود لإتمام الطلب، 

ولم يُعر كلمات شي ونشوان أي اهتمام .

“ ماذا تريد؟ ما رأيك بهذا الشاي الأخضر بالحليب ؟”


في هذه الأثناء ، سمع شي ونشوان همسات الفتيات تتغير من: “هل تعتقدن أنهما من المشاهير؟” 

إلى: “هل يمكن أنهما على علاقة؟”


توقف شعر رقبته من التوتر ، فصرخ نحو هاتف شين آنتو بلهجة متسرعة:

“ آه، الشاي الأخضر؟ نعم، نعم، خذ لي منه !”


نظر إليه شين آنتو من خلف نظاراته الشمسية بنظرة حائرة، 

ثم اختار لنفسه شاي أولونغ بالخوخ


الطقس لا يزال دافئ ، مما جعل ملابس شين آنتو الثقيلة 

تبدو أكثر لفتًا للأنظار


وما زاد الطين بلّة ، أنه اعتاد على التجول دون إنذار


فحتى قبل أن يستلما المشروبات ، كان قد تسلل إلى متجر موسيقى مجاور



لم يفهم شي ونشوان سبب سماح شي دوو له بالخروج من المنزل، 

فكتب له رسالة قصيرة يتذمّر فيها، بينما يتسلّم الطلب، 

ثم أسرع للحاق بشين آنتو إلى الداخل


وما إن دخل، حتى وجده جالسًا بالفعل أمام آلة بيانو ، 

وقد رفع غطائها وبدأ بعزف تمارين سريعة بدت كتمهيدٍ موسيقي، 

وسرعان ما انساب لحن فالس لشوبان من أنامله بانسيابية مذهلة


اجتذب عزفه انتباه المتسوقين في المتجر ، فتجمّعوا حوله ليستمعوا إليه


ورغم أن وجهه كان مغطًى بنظارات شمسية وكمامة، 

وكان يرتدي ملابس عادية لا تُلفت الانتباه، 

إلا أن حضوره كان طاغيًا ما إن لامست أصابعه مفاتيح البيانو


وقف شي ونشوان إلى الجانب وهو يشعر بصراع داخلي


وحين انتهى من العزف، 

بدأت صاحبة المتجر ترشّح له أنواعًا مختلفة من آلات البيانو ، لكن شين آنتو لم يُجبها ، 

بل انتقل لتجربة الكمان ، ثم الغيتار ، 

وقد بدا واضحًا أنه يجيد التعامل مع كل آلة يعزف عليها


أما صاحبة المتجر ، وهي سيدة أنيقة في منتصف العمر، 

فقد أدركت سريعًا أنه ليس زبونًا عاديًا ، 

فتجاهلت باقي الزبائن ، ولازمته عن كثب وهي تروّج له بكل 

حماس كل آلة يلمسها


حتى المتسوقون الآخرين، أذهلتهم مهاراته المتعددة، 

فصاروا يتتبعونه من آلة إلى أخرى بدافع الفضول، 

حتى تجمهر جمع غفير حوله، 

مما اضطر شي ونشوان والحراس الشخصيين إلى الوقوف على الهامش


وأخيرًا، اتجه شين آنتو إلى قسم الآلات الصينية التقليدية، 

وبمساعدة متحمسة من صاحبة المتجر، 

تسلّم آلة الإرهو وهو يضع على وجهه تعبيرًا من التواضع المصطنع




كان الحاضرون يترقبون أداءً جديدًا ، 

فجلس على كرسي ، وضبط جلسته ، ثم مرر القوس على 

الأوتار مرتين بحركة تبدو جدية


صرير— صرير—

انبعث صوت شنيع يشبه صوت منشار يخدش الخشب، 

فتفرّق الجمهور من حوله بارتباك


لكن شين آنتو بدا مسرورًا ، وأومأ رأسه بارتياح قائلاً :

“ ليست سيئة ، ليست سيئة .”


حينها غيّرت صاحبة المتجر استراتيجيتها ، 

وبدأت تروج لدروس تعلم آلة الإرهو، 

بل وعرضت عليه خصمًا بنسبة عشرين في المئة إن سجّل فورًا


لكن شين آنتو لوّح بيده رفضًا ، وتابع تجواله بين الآلات


بعد عشر دقائق ، توصّل شي ونشوان إلى استنتاج قاطع: 

شين آنتو لا يملك أدنى دراية بالعزف على الآلات الموسيقية الصينية التقليدية


قالت صاحبة المتجر ، وقد بدأ نفاذ صبرها يظهر في نبرة صوتها :

“ سيدي، لقد جرّبتَ جميع الآلات الموسيقية في متجرنا، 

فهل من واحدة أعجبتك؟ 

إن سمحت لي بالاقتراح ، أظن أن بيانو من طراز شتاينواي 

سيكون مثاليًّا لأسلوبك…”


ثم بدأت بسرد سلسلة طويلة من عروض المبيعات الفاخرة


لم يكن شي ونشوان ملمًّا بأنواع الآلات، 

لكنه أدرك أن السعر الذي سمعه لتوه يكفي لشراء شقة 

صغيرة في قلب المدينة


تمسّك ببطاقة الائتمان بين يديه، ينتظر ردّ شين آنتو


فكّر شين آنتو للحظات ثم قال:

“ تلك آلة الإرهو كانت لا بأس بها . 

هل لديكم واحدة بسعر أقل ؟”


“ هاه … نعم، ماذا عن هذا الطراز المصنوع من خشب الورد ؟”


“ أرخص .”


“ وهذه؟”


“ أرخص من ذلك؟”


وفي النهاية ، اختار شين آنتو شراء آلة إرهو، وشياو، وشون، 

بمجموع لم يتجاوز أربعمائة يوان


شعر شي ونشوان بالإحراج الشديد، 

حتى أنه لم يجرؤ على النظر في وجه صاحبة المتجر وهو يناولها بطاقة الدفع


أما شين آنتو —- فقد ألقى الآلات الجديدة على مقعد السيارة، 

وواصل شرب شايه بالحليب وهو يغادر المتجر وهو يهمهم بلحن مرح

ثم التفت إلى شي ونشوان وقال:

“ إذا قرر شي دوو التخلي عني يومًا ، فسأقف أمام شركته 

أعزف على الإرهو وأغني: ' أيها الخائن شي دوو، لا قلب لك ولا رحمة ' ”


تنهّد شي ونشوان وهو يتبعه قائلًا بتذمّر:

“ ولِمَ لم تشترِي بيانو؟ أنت تعزف عليه بإتقان! 

أو حتى كمان ! 

أفهم أنك لا تريد إنفاق ماله، لكن لا داعي لأن تكون مقتصدًا إلى هذه الدرجة .”


ردّ عليه شين آنتو من خلف نظاراته الشمسية:

“ ليس الأمر مسألة توفير . 

ما المتعة في العزف على آلة أجيدها مسبقًا ؟ 

لا بد أن أجرّب شيئًا جديدًا . 

وبما أنني مبتدئ، لا حاجة إلى شراء أدوات باهظة الثمن. 

أليس ذلك منطقيًّا ؟”


رمقه شي ونشوان بنظرة جانبية وقال بنبرة نصف جادة:

“ أنت الحقير الحقيقي هنا ...”

ثم غيّر الموضوع فجأة وسأله:

“ ألم تقل إنك فاقد للذاكرة ؟ 

كيف تتذكّر النوتات الموسيقية بهذه السلاسة ؟”


ردّ شين آنتو وهو يتكئ في مقعده بكسل:

“ ذاكرة عضلية يا عزيزي . 

ربما رأسي خالٍ ، لكن ما إن ألمس الآلة حتى تتحرك يداي 

من تلقاء نفسيهما . 

تمامًا مثل جداول الضرب : ثلاثة في ثمانية بأربعة وعشرين، 

أربعة في تسعة بستة وثلاثين… لا حاجة للتفكير .”


صعد إلى السيارة أولًا واستقر في مقعده، 

ثم شرد بنظره عبر النافذة نحو مبنى زجاجي أزرق يلمع في الأفق ، 

تعكس واجهته آخر خيوط غروب الشمس


وبينما شي ونشوان يهمّ بالصعود إلى السيارة، 

التفت إليه شين آنتو بعينين تتلألآن بالحماس وسأله:

“ متى ينتهي شي دوو من عمله ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي