القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 | TMCTM

Ch18 | TMCTM



تاو شي كان في حالة من الشرود والحماس طوال عطلة نهاية الأسبوع، 

لدرجة أنه لم يشعر بالغيرة من يانغ داولي هذه المرة


{ حتى وإن كان يانغ داولي يحتل المكان الذي كان من المفترض أن يكون لي … فسوف أُثبت أنه

حتى وإن لم أملك شيئ ، سأظل أفضل من يانغ داولي ! 


أريد أن أحتفظ بالقمر لنفسي — فما قيمة النجوم الأخرى 

التي تحيط بالقمر ؟ }


ذهب تاو شي ليطّلع على أسعار الهواتف، 

فاكتشف أن بإمكانه شراء هاتف ذكي جيد بألف يوان فقط


لكن معظم مصروفه الشهري كان يجب أن يُترك لتاو لي، 

كي تتمكن من الذهاب إلى الطبيب وشراء الدواء، 

لذا كان عليه أن يجد وسيلة لكسب مال إضافي


ظل يُفكّر في الأمر طوال الليل ، 

لكنه لم يتوصّل بعد إلى طريقة مناسبة


في يوم الإثنين ، 

وصل تاو شي إلى الصف باكرًا كعادته


لطالما كان يتوق لرؤية لين تشينهي كل صباح، 

لكن هذا الصباح تحديدًا بدا مختلفًا فجأة


لقد اشتاق لرؤية لين تشينهي أكثر من أي وقت مضى، 

لكنه في الوقت نفسه لم يجرؤ على النظر إليه —

وكأنّ مجرد النظرة قد تفضح ما يدور في ذهنه


تأمّل تاو شي المقعد الفارغ الخاص بلين تشينهي للحظة ، 

ثم التقط زجاجة مائه وذهب إلى غرفة الشرب ليملأها


وأثناء عودته، مرّ بجانب المنصة، 

فاستوقفته هوانغ تشينغ، التي كانت تحاول أن تكتب على 

السبورة بالطبشور


رفعت هوانغ تشينغ رأسها ونظرت إليه بدهشة بسبب طوله، ثم سألته:

“ هل يمكنك مساعدتي في كتابة هذه الجملة على السبورة ؟”


هوانغ تشينغ كانت عضوة لجنة الدراسة في الصف الأول، 

والمعلم تشو تشيانغ كان قد طلب منها أن تكتب حكمة 

تحفيزية على حافة السبورة كل يوم إثنين


لكنها لم تكن طويلة بما يكفي، 

وكانت على وشك أن تجلب كرسياً، 

إلى أن رأت تاو شي يمر بجوارها فقررت أن تطلب مساعدته


تاو شي ارتبك للحظة، 

و أول فكرة طرأت في ذهنه هو المراجعة الذاتية الذي كتبها 

ذات مرة للين تشينهي


لكنّه تذكّر أن هوانغ تشينغ فتاة مهذبة ومستقيمة، 

وكان قد تحدث معها من قبل — كل تركيزها على الدراسة، 

ولن تفكّر مثلاً كما تفكّر جيانغ شينيون


ثم إن كتابة جملة قصيرة ستنتهي بسرعة


أومأ تاو شي برأسه وقال بهدوء:

“ حسنًا "


أخذ الورقة من يد هوانغ تشينغ وقد كُتب عليها الجملة 

التحفيزية التي اختارها الخالة تشو تشيانغ بعناية


أخرج قطعة طبشور بيضاء من العلبة، وتقدّم إلى الجهة اليمنى من السبورة، 

ثم وقف على أطراف أصابعه ورفع يده ليبدأ بالكتابة


ما إن كتب أول خط من الحرف ، حتى أحسّ بحركة عند الباب


استدار برأسه وهو يواصل الكتابة، 

ليجد أن الداخل لم يكن سوى لين تشينهي، يسير بخطى 

هادئة، وخلفه ضوء السماء من الخارج، 

وساقاه الطويلتان والمستقيمتان تشقّان الطريق في صمت


في تلك اللحظة، شعر تاو شي وكأنه يسمع دقات قلبه تصخب بعنف،

والعالم من حوله يغمره ضوء فضيّ متلألئ


كان يُحدّق في لين تشينهي وهو يتقدّم نحو المنصة، مسحورًا،

ثم تذكّر فجأة ما قالته له تشياو ييتانغ —

عندما ترى الشخص الذي تُعجب به كل صباح،

عليك أن تبتسم وتقول له: ' صباح الخير '


كاد أن يبتسم وينطق بها بالفعل،

لكن يده اليمنى التي كانت تمسك بالطبشور التفّت حولها يد أخرى فجأة،

ثم أُخذت قطعة الطباشير من بين أصابعه

وصوت عميق، قريب للغاية من أذنه، همس قائلاً:


“ ماذا تكتب ؟”


ارتعشت رموش تاو شي، ولا يزال في حالة ذهول خفيف


كل ما شعر به حينها هو أن لين تشينهي قريب… قريب جدًا


كان يقف خلفه مباشرةً ، 

حتى أن تاو شي استطاع أن يشعر بأنفاسه خلف أذنه اليمنى


كانت هوانغ تشينغ على وشك الرد من جانبها،

لكن لين تشينهي رمقها بنظرة باردة حادة،

فشعرت بعداء مباغت منه نحوها، فصمتت لا إراديًا


حينها فقط بدأ تاو شي يستوعب ما يجري،

لكن عقله كان مشوشًا، 

ولم يعد يتذكّر ما الذي كان سيكتبه منذ لحظات


أنزل رأسه بتوتر ليتفحّص الورقة ،

لكن لين تشينهي كان قد سبق وأن رفع يده اليسرى وأخذ الورقة من جانبه،

وكأنه يحتضنه نصف احتضان


ثم بدأ لين تشينهي يكتب على السبورة ، 

وفقًا لما هو مكتوب في الورقة


أما تاو شي، فظل واقفًا في مكانه لا يجرؤ على الحركة


ضغط بيده اليمنى، التي كانت قبل لحظات بين يدي لين تشينهي،

حتى تنفّسه أصبح خفيف جدًا


أدار وجهه قليلًا ، فرأى أنف لين تشينهي المرتفع،

مُحاطًا بهالة ذهبية باهتة من ضوء الصباح المتسلّل من الباب —

كقمة جبل مكسوّة بالثلج في لحظة شروق


اتّضح له حينها أن لين تشينهي أطول منه بكثير،

حتى إنه لو أراد أن يُقبّله ، عليه أن يقف على أطراف أصابعه


وكان طويلًا إلى درجة جعلت تاو شي يشعر وكأنه محاط به بالكامل



هذا الوهم جعل حرارة أذنيه ترتفع شيئًا فشيئًا،

وقلبه يضرب بعنف لا يُحتمل،

فلم يجد إلا أن يُجبر نفسه على التركيز في الجملة التي يكتبها لين تشينهي


الحكمة التي اختارها المعلم تشو تشيانغ كانت:

[ ينمو العمل مع الاجتهاد ويضيع مع اللهو ؛

يتكوّن الفعل من التفكير ويهلك بالتقليد ]


كانت أربعة عشر حرفًا فقط ،

لكن تاو شي شعر وكأن لين تشينهي استغرق وقتًا طويلاً في كتابتها،

وفي الوقت نفسه، بدت وكأنها كُتبت بسرعة


وحين أنهى لين تشينهي الكتابة، 

أنزل يده دون أن يرد على شكر هوانغ تشينغ


ألقى الطباشير جانبًا، وتوجّه مباشرة نحو الصف الأخير


عندها فقط عاد تاو شي إلى وعيه، وأسرع في اللحاق بلين تشينهي


كان قلب تاو شي يخفق بشدة،

وعيناه تلمعان بالفرح،

لكنّه كاد أن يسأل وهو مستغرب :

' أنا أعرف كيف أكتب ، فلماذا تفعل ذلك بدلاً عني ؟ '


أما لين تشينهي، فقد جلس على مقعده بالفعل ،

وألقى بزجاجة الماء الفارغة على طاولة تاو شي قائلاً بنبرة عادية :

“ من الصعب عليك الوقوف على أطراف أصابعك .”


تجمّد تاو شي للحظة ، ثم انتابه غضب مفاجئ

التقط زجاجة الماء وهو يحدق في لين تشينهي بغضب:

“ سأطول! سأصبح أطول !”


في الواقع، لم يكن تاو شي قصيرًا،

بل كان لين تشينهي طويل القامة للغاية


رد لين تشينهي بنبرة هادئة وكأن الأمر لا يهمه :

“ حقًا ؟”


أجاب تاو شي بحزم :

“ بالتأكيد !”


ثم استدار واتجه لملء زجاجة الماء ،

شعر أن لين تشينهي يتصرف اليوم بطريقة غريبة ، 

كأنه طفل ،

ورغم ذلك، كان قلبه يخفق بقوة ، واحمرت وجنتاه خجلاً


وعندما عاد بعد ملء الزجاجة ،

لاحظ وجود أوراق على الطاولة


نظر إلى الأوراق ، وكان العنوان الكبير عليها :

[ القوانين والأنظمة المدرسية المعدلة حديثًا لمدرسة وينهوا الثانوية رقم 1 ]


رفع نظره إلى لين تشينهي وسأله بدهشة:

“ هل أعطيتني هذا ؟”


أجابه لين تشينهي ببرود:

“ كونك طالبًا جديدًا ، ينبغي عليك الاطلاع عليها جيدًا .”


شعر تاو شي بالتوتر ،

{ هل أخطأت وانتهكت قواعد المدرسة ؟ }


بدأ يقرأ القوانين بعناية 


بعد عشر دقائق، رفع نظره إلى لين تشينهي وقال:

“ انتهيت .”


سأله لين تشينهي مباشرةً :

“ ما النقاط المهمة ؟”


لم يكن تاو شي يتوقع هذا السؤال،

فأجاب مترددًا:

“ عدم الشجار ، وعدم التدخين ، 

وعدم شرب الكحول؟ 

لا تقلق، لن أفعل أيًا من ذلك .”


رغم ذلك، شعر بالذنب قليلًا،

فقد هدّد شو تسيتشي بالعنف قبل أيام


لكن لين تشينهي عبس وقال ببرود:

“ لا ”


أومأ تاو شي برأسه بتساؤل، ثم قال:

“ لا صبغ للشعر ، ولا وشم ، ولا تسريحات غريبة ؟ 

لا أملك مالًا لهذه الأمور أصلاً .”


بدت علامات نفاذ صبر لين تشينهي واضحة ،

فأخذ الدليل، ورسم دائرة بقلمه حول قانون معينة ،

ثم وضع الدليل على طاولة تاو شي


نظر تاو شي إلى المادة المحددة،

وكانت المادة الثامنة


وهي تقول:

[ يُمنع الوقوع في الحب في سن مبكرة ]


توقف قلب تاو شي عن الخفقان للحظة ،

وفكر فورًا { هل لين تشينهي أدرك ما يخطر في بالي ؟ 

مع أنني رآيته اليوم فقط … لم أبدأ بعد في ملاحقته !!!! }


نظر إلى لين تشينهي ورد عليه محاولًا التغطية على ضميره المثقل بالذنب:

“ لكن أليست ابنة المدير أيضًا من وقعت في الحب المبكر ؟”

وخاف أن لا يعرفها لين تشينهي، فأضاف: “ إنها تشياو شيو 

جي من الصف الثالث ، رئيسة نادي الفن لدينا .”


كانت تشياو ييتانغ قد عرفت عشرة أحباء ،

لكن تاو شي كان يريد أن يكون له حبيب واحد فقط


لين تشينهي، الذي بدا عليه الغضب بسبب رده، رفع حاجبيه وسأل:

“ هي ابنة المدير ، وأنت ماذا ؟”


{ حسنًا أنا لا شيء }


لم يكن يتوقع تاو شي أن يخبره لين تشينهي بعدم الوقوع 

في الحب حتى في أول يوم قرر فيه ملاحقة لين تشينهي


{ حقًا كأني أعيش في ' ووتيرلو ' ! ( الفشل المأساوي ) }


كان تاو شي أكثر حيرة من الحزن 

توقف قليلاً وسأل : “ لماذا تؤكد عليّ هذا فجأة ؟”


صمت لين تشينهي قليلاً قبل أن يرد:

“ ترتيبك في امتحان الفصل الأول كان 138 فقط. 

بناءً على هذه النتيجة، يمكنك فقط الدخول إلى الصف الثالث .

أنت خامس أضعف طالب في اختبار اللغة الإنجليزية ، 

أخطأت في السؤال الأخير من أسئلة الاختيار من متعدد، 

واثنين من الأسئلة الكبيرة في أوراق تدريب الرياضيات، وأخطأت في عدة أسئلة 

لا ينبغي أن تخطئ فيها في الاختبار الشامل .

حتى لو حصلت على أعلى درجة في اختبار اللغة الصينية، 

فلن تحصل على درجات جيدة في المواد الأخرى .”



تجمد تاو شي تمامًا


هذه أول مرة يسمع فيها لين تشينهي يتحدث بكل هذا الكم دفعة واحدة


نظر إلى لين تشينهي بدهشة وسأله : “ كيف تعرف كل هذا بهذه الدقة ؟”


أبعد لين تشينهي نظره ، وقال ببرود :

“ هذا ما قاله المعلم المشرف على الصف .”


عرف تاو شي الأمر ،

{ من المحتمل أن الخالة تشو تشيانغ كان قلقًا بشأن 

درجاتي ، وخاف أن أقع في الحب في المدرسة الجديدة،

فأزعج لين تشينهي ليشرف على دراستي ….

لابد أن لين تشينهي كان منزعجًا من ذلك ، 

و لهذا أخبرني بهذا الكلام }


أومأ طاعة وقال: “ أعلم ، سأدرس بجد ، 

ولن أقع في الحب المبكر أبدًا .”


اختفى التعبير الغاضب قليلًا من وجه لين تشينهي

همهم، ولبس السماعات، وبدأ في القراءة


فكر تاو شي { هذا غريب …. }


شعر فجأة أن لين تشينهي يشبه أباه أو أمه

وهو مراهق في فترة تمرده


يتبع

زاوية الكاتبة :

شياو لين تشينهي ضرب نفسه في قدمه ———

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي