Ch19 | TMCTM
على الرغم من أن تاو شي قد رسم خطة محكمة لملاحقة لين تشينهي،
وحصل على إرشادات مجانية من مستشارته العسكرية
تشياو ييتانغ، إلا أنه ظل في حيرة كبيرة
قالت تشياو ييتانغ إنه عند ملاحقة شخص بارد وصعب التعامل معه،
لا ينبغي التهور وكتابة رسالة حب
ثمان مرات من أصل عشرة سيُرفض المرء بلا رحمة ،
وهناك احتمال كبير أن لا يتمكن من الاقتراب منه حتى لمسافة ثلاثة أمتار
تخيل تاو شي لو أخبر لين تشينهي مباشرةً بأنه معجب به ،
فقد يجعله لين تشينهي مفقودًا في مدرسة وينهوا الأولى
لم يستطع إلا أن يقشعر بدنه
قالت تشياو ييتانغ إنه عند ملاحقة ' مكعب ثلج '
يجب ترطيب الأمور بهدوء وذوبانه تدريجيًا بدرجة حرارة ثابتة ، والمرور يوميًا أمامه ،
وإظهار بعض العناية الصغيرة له يوميًا
ومع مرور الوقت ، يغلي الضفدع في الماء الدافئ ،
لا، يغلي مكعب الثلج، ولن يعتاد على اختفاء هذا الاهتمام
المفاجئ، بل سيبدأ تدريجيًا في قبوله والاعتماد على هذا المودة
لكن تشياو ييتانغ لم تعطه سوى النظرية ،
وكانت الطرق العملية التي قدمتها صعبة جدًا عليه
لم يكن لديه مال ليشتري كوبًا من الحليب
أو شاي الحليب لين تشينهي يوميًا،
وبالتأكيد لين تشينهي لم يكن يحب ذلك أيضًا
في حصة التربية البدنية ، كان تاو شي يبحث عن مقاعد
للدراسة الذاتية ،
وصادف بالصدفة حديث بعض الفتيات اللاتي كنّ يثرثرن
قالت إحداهن: “ حبيبي؟ هو أيضًا يرسل لي رسالة صوتية
على ويتشات كل ليلة قبل النوم .”
ردت أخرى: “ أوه ، أعتقد أنها مجرد كلمات مكررة ، ‘حبيبي،
أحبك’ مرارًا وتكرارًا.”
قالت الثالثة: “ليس بهذا الشكل المبالغ فيه!
حبيبي يقرأ لي قصة قبل النوم كل يوم حسنًا ؟”
ردت الرابعة: “ أوه، إنكما رواية ألف ليلة وليلة ، حبيبك بارع جدًا .”
مرّ تاو شي بهدوء
———
في المساء ، أثناء فترة الراحة قبل الدراسة المسائية،
عاد بي تشنغفي مسرعًا إلى الفصل،
متعرقًا بعد لعب كرة السلة
كان يشرب بضع رشفات من الماء البارد و عندما رأى تاو
شي مستلقيًا على المكتب، يكتب ويرسم،
و ذراعاه محميتان بإحكام كأنه يخفي شيئ
اقترب بي تشنغفي بهدوء وسعل ،
وكانت نبرته تشبه صوت مدير الصف
فزع تاو شي، وقلمه الذي في يده أوشك أن يترك علامة
طويلة على الورقة
سرعان ما قلب الورقة على المكتب،
ورفع رأسه وحدق في بي تشنغفي ثم شتمه قائلاً:
“ هل أنت مريض؟”
لم يغضب بي تشنغفي،
بل شعر أن تاو شي أصبح أكثر غضبًا وعنادًا مما كان عليه
عند قدومه الأول
تحدث بجدية ويداه خلف ظهره: “ يااااه ، ماذا كتبت سرًا الآن؟
لأي فتاة كتبت رسالة حب؟
أعطني إياها !”
لم يكن بي تشنغفي يظن بطبيعة الحال أن تاو شي كان يكتب رسالة حب،
فقد كان يمزح فقط،
لكن بمجرد أن توقف عن الكلام، رأى لين تشينهي يدخل من
الباب الخلفي ويلقي نظرة نحوه
شعر بي تشنغفي، الذي كان يشعر بحرارة، فجأة ببرودة كأنّه
يشرب مشروب سبرايت مثلج
رأى تاو شي لين تشينهي يدخل،
فأسرع وأخفى الورقة المقلوبة في الدرج
شاهد لين تشينهي يحمل كومة من الأوراق في يده،
فاستند برأسه على يده، وحجب الدرج باليد الأخرى،
وقال بابتسامة مذنبة : “هل عليك أن تنهي هذا العدد الكبير من الأوراق ؟”
لكن في اللحظة التالية ، رمى لين تشينهي كومة الأوراق على مكتبه ،
وقال ببعض البرود : “ أنهِيها قبل نهاية الشهر .”
نظر تاو شي إلى كومة الأوراق الفارغة التي تشمل مواد
مختلفة بدهشة، وكأنه يريد أن يموت
“ من أعطاني هذا ؟!” فتح عينيه ونظر إلى لين تشينهي
: “ معلمك مشرف الصف .” رد لين تشينهي وهو يلمح إلى درج تاو شي بلا مبالاة
شهد بي تشنغفي هذه المأساة البشرية ،
فلمس ذقنه وتساءل : “ متى أصبح الخالة تشو بهذه القسوة ؟
يطلب من شي غا أن ينهي كل هذه الأوراق في أسبوع ؟
أليس هذا تدميرًا لوسيم مدرستنا ؟”
لكن لين تشينهي نظر إليه بنظرة باردة مرة أخرى ،
فتوقف بي تشنغفي عن الكلام
ظل تاو شي يعاني : “ من أين لي الوقت لإنجاز كل هذه الأوراق ؟!”
أدار رأسه نحو لين تشينهي،
أنزل رموشه ، متظاهراً بالشفقة ليكسب تعاطفه ،
لكنه لين تشينهي لم يهتم ، بل رد بلا رحمة :
“ أعتقد أنك تملك وقتًا فراغًا كافيًا .”
: “ أنا مشغول جدًا حسنًا؟” رد تاو شي
لكن الرد لم يكن مجديًا
ظل تاو شي متألمًا وأخذ كومة الأوراق وهو يلعن الخالة تشو
تشيانغ في نفسه مئات المرات
——-
في هذه الأثناء ، كان الخالة تشو تشيانغ يشرب الشاي في المكتب ،
وقد رفع رجليه وهو يستمع إلى ليو شون ، مشرف صف الثاني المجاور ،
وهو يوبخ طلابه الذين لم يؤدوا واجباتهم المنزلية
عطس ثم قال للأولاد بنبرة مريحة :
“ هل تعلمون أن لين تشينهي، الأول على الصف، يدرس بنشاط؟
لقد بادر بطلب أوراق تدريب من جميع معلمين المواد المختلفة .
وأنتم لا تزالون تؤجلون الواجبات هنا، أليس هذا مخجلاً ؟”
ظهر الخجل على وجوه الأولاد ——-
( العطس في الروايات الصينية يعني فيه شخص يتكلم عنك بالسوء )
——————
قبل تاو شي مصيره في أداء أوراق التدريب ولم يكترث حتى
لنظرة سريعة إلى لين تشينهي بجانبه
وأخيرًا أنهى ورقة في مادة الفيزياء
وعندما خرج لين تشينهي من الفصل،
أسرع وأخرج محتويات الدرج وأنزل رأسه للرسم
عندما دخل لين تشينهي إلى الباب ،
أخفى الرسمة بشكل سريع ،
و لين تشينهي الذي جلس نكزه تاو شي بقلمه الجل ،
و أخرج ورقة الفيزياء التي أنجزها للتو
وأشار إلى سؤال قائلاً :
“ يا زميل المكتب ، أنرني ، كيف أحل هذا السؤال ؟”
{ الأوراق التي أعطاني اياها تشو تشيانغ صعبة جدًا ! }
لم يتمكن تاو شي من حل العديد من الأسئلة
قال لين تشينهي ببرود دون أن ينظر إليها : “ لا أستطيع حلها "
تفاجأ تاو شي، فإذا قالها آخرون لما شكك ،
لكن بما أن من قال ذلك هو لين تشينهي فلا بد أنه يمزح معه
تساءل تاو شي { ما الذي أغضب لين تشينهي مجددًا ؟ }
لكنه لم يستطع معرفة السبب
لم يستطع تاو شي أن يفك شفرة غضب لين تشينهي حتى
ليلة المذاكرة التالية —-
بدا أن لين تشينهي غاضبًا حقًا ——
————————-
لأن يانغ داولي لم يرغب في رؤية والده يانغ تشنغمينغ،
فقد عاش في بيت لين تشينهي لمدة شهر
في الحقيقة ، كان بيت لين بالنسبة له منزله الثاني ،
وكان هنا أكثر ارتياحًا حتى من بيت جديه
كان يتناول الفاكهة أثناء حل واجباته
وبينما يبحث عن ملاحظاته، وجد أنه نسي إحضار دفتر
تمارين اللغة الإنجليزية
فأخذ الواجب الذي كان يعمل عليه،
وقف وتوجه إلى غرفة لين تشينهي، ينوي أن يسأله عن السؤال
طرق يانغ داولي الباب برفق،
فهو يعرف جيدًا حدود خصوصية لين تشينهي
لو دخل دون أن يطرق، لكان لين تشينهي غاضبًا حتمًا
لين تشينهي: “ ادخل.”
فتح يانغ داولي الباب ودخل ،
لم يكن لين تشينهي يعمل على واجباته ،
{ ربما أنهى ذلك في المدرسة }
جالسًا على الكرسي يقرأ رواية إنجليزية
قال يانغ داولي: “ تشينهي غا هل يمكنني استعارة دفتر تمارين اللغة الإنجليزية ؟”
أجاب لين تشينهي دون أن يرفع رأسه: “ في الحقيبة ، خذه بنفسك .”
قلب يانغ داولي حقيبة لين تشينهي،
وعندما أخرج دفتر التمارين، وجد ورقة مطوية
بفضول التقطها وفتحها ،
فوجد رسماً كاريكاتيرياً من أربع إطارات
سأل يانغ داولي وهو يقرأ : “ من رسم هذا الكاريكاتير لك؟”
لم يلتفت إليه لين تشينهي جيدًا ،
فقد نظر إليه للحظة فقط ثم انتزع الورقة من يده ووقف فجأة
لم يتغير تعبير وجهه ، فقط أنزل رأسه وطوى الورقة
كان يانغ داولي يعلم أن العديد من الفتيات في المدرسة
يحببن لين تشينهي، فمزح وقال: “ هل هي فتاة وضعت لك
هذا سراً مرة أخرى؟ هل أرميها لك؟”
في الحقيقة كان مجرد فضول بسيط لما رسم داخل الورقة
رد لين تشينهي بصوت خافت : “ لا.”
وأدخل الورقة بين صفحات الرواية الإنجليزية التي كان يقرأها،
ثم وضع الرواية على الطاولة
لم يُصرّ يانغ داولي،
وضع الواجبات التي أحضرها على الطاولة وقال: “ لا
أستطيع حل بعض الأسئلة ، تشينهي غا اشرح لي .”
عبس لين تشينهي قليلاً ، توقف للحظة ثم أجاب :
" حسنًا "
حرك يانغ داولي الكرسي كعادته وجلس بجانب لين تشينهي
للاستماع إلى شرحه،
لكنه سرعان ما لاحظ أن لين تشينهي بدا مشتت الذهن قليلاً
وبينما كان يفكر في خطوات الحساب ،
رأى أن لين تشينهي كان بين الحين والآخر ينظر إلى الرواية
الإنجليزية بنظرات خاطفة
في ذاكرة يانغ داولي، لم يكن لين تشينهي يغرق في شيء
معين بهذا الشكل من قبل
حينما كانا صغيرين، كانا غالبًا يشاهدان الرسوم المتحركة معًا،
وأحيانًا حين يصلون للحظة مشوقة وكان على لوو تشنغيين
أن تدعوهما لتناول الطعام،
كان لين تشينهي يقوم ويغادر بسرعة،
بينما يانغ داولي يتأخر قليلًا
{ يبدو أن هذه الرواية بالفعل شيقة جدًا ،
وإلا لما استمر لين تشينهي يفكر فيها وهو يشرح لي }
بعد أن أنهيا المسألة، غادر يانغ داولي بذكاء،
وقبل الرحيل قال بتأمل: " تشينهي غا لا تقرأ الرواية حتى
وقت متأخر، فإن ذلك يؤذي عينيك "
أومأ لين تشينهي برأسه وأغلق الباب بعد خروج يانغ داولي
عاد إلى الكرسي وجلس، ثم فتح الرواية الإنجليزية وأخرج
الورقة المطوية وفتحها ليتفحصها بعناية
كانت على الورقة رسوم كاريكاتيرية بسيطة بأربعة إطارات ،
مرسومة بأقلام حبر سوداء ،
بخطوط مرتبة وبسيطة ،
وكُتب في الزاوية العليا اليسرى [ الفصل الأول ]
مما يدل بوضوح على أنها سلسلة ——
وكان الرسم حوارًا بين القمر وشهاب
القمر ملفوفًا بالضوء ومتألق ،
بينما الشهاب مكسور وصغير وكئيب
القمر: " هل أنت نجم؟ "
الشهاب: " أنا مجرد شهاب صغير ،
لكن يومًا ما سأصبح نجمة صغيرة مضيئة "
القمر: " لماذا تريد أن تصبح نجمة؟ "
الشهاب: " لأنني حينها سأتمكن من إنارتك في الكون كالشمس "
وُقع في الزاوية اليمنى السفلى من المانهوا :
[ نادي رسومات شياو تاو ]
يتبع
زي كذا تقريباً :
تعليقات: (0) إضافة تعليق