القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch29 | SJUTM

 Ch29 | SJUTM


قالا إنهما سيذهبان للعب الغولف، 

غير أن شين آنتو — وقد فقد ذاكرته، وشي ونشوان، وهو 

مبتدئ تمامًا، 

لم يكن لدى أيٍّ منهما أدنى دراية بكيفية اللعب


لذا استدعيا اثنين من الحمّالين لمساعدتهما على التدرّب


وبما أنه يوجد غرباء في المكان، 

ارتدى شين آنتو كمامة تحسّبًا


لم يكن شي ونشوان متأكدًا إن كان ينبغي أن يُشيد بحسّه 

العالي في ضبط النفس ، لكنه شعر بشيء من التناقض


ولما تبيّن أن هذه هي المرة الأولى التي يجرب فيها شين آنتو لعبة الغولف ، 

شرع أحد الحمّالين ، وهو شاب ذو ملامح لطيفة ، 

يشرح له كيفية الإمساك بالعصا وتعديل وضعية الوقوف بكل صبر


ولما لم يُفلح شين آنتو في إتقان الأمر ، اقترب الشاب منه، 

وأخذ بيديه ليرشده ، ثم جثا قليلاً ليصحّح وضع ساقيه


شكرَه شين آنتو ، فابتسم له الشاب ابتسامة خجولة


شعر شي ونشوان حينها أن ثمة أمرًا غير مريح

و بدأت أجراس الإنذار تدقّ في رأسه —-


ومهما كان هذا الحمّال يخطط له، فإن ظهور هذا المشهد 

أمام 'جلالة الإمبراطور ' شي وو لن يمرّ دون أن يتحمل هو 

المسؤولية كاملة


فتظاهر بالنفاذ من الصبر ، وأبعد الحمّال بأدب ، 

وتولى بنفسه مهمة تدريب شين آنتو


وكما هو متوقّع ، فإن تلميذًا متعثرًا حين يُعلّم تلميذًا أشدّ تعثرًا ، فالنهاية كارثية


بدا على الحمّالين اللذين كانا واقفين جانبًا أنهما يريدان التدخل ، 

لكنهما ترددا، ولكن شي ونشوان شعر برضا شديد عن نفسه


قال بثقة :

“ نعم، نعم، تمامًا هكذا . اضرب الكرة ولا تفكّر كثيرًا . 

فقط اضربها… ممتاز ، بالضبط ! الغولف ليس كالبلياردو ، اضرب الكرة قدر ما تشاء ، 

ما دامت تدخل في الحفرة بالنهاية ، فالأمر محسوم !”


لم يكن شين آنتو واثقًا من فهمه الكامل للكلام ، 

لكن تأرجح العصا بين يديه منحه متعة واضحة


قضى الاثنان أكثر من ساعة في اللعب واللهو ، 

ثم عادا إلى الداخل


وبعد هذا النشاط ، أصابهما التعب واشتدت عليهما الحرارة ، 

فاتجها إلى صالة الاستراحة، 

وجلسا على الأريكة يشربان عصير طازج


لم يكن شين آنتو قد تلقّى أي رسالة من شي وو بعد ، 

مما يُرجّح أن الاجتماع التجاري لا يزال مستمرًا


اقترح شي ونشوان أن يذهبا إلى الساونا ثم يستحمّا بعد 

ذلك إن رغب شين آنتو


تمدد شين آنتو قليلًا وهو يشكو ألم ذراعيه :

“ لا ، سأنتظر حتى نعود إلى المنزل . 

أُفضل أن أستحمّ في حمّامي الخاص .”


شي ونشوان :

“ يوجد حوض استحمام في الطابق السفلي .”


فأجابه شين آنتو بلا مبالاة :

“ قذر . ولا رغبة لي في استخدامه .”


: “ حسنًا.”


ساد صمت قصير ، ثم علّق شين آنتو قائلًا :

“ حوض الاستحمام في المنزل صغير ، ولا يمنحني شعورًا بالراحة الكاملة .”


فكر شي ونشوان لوهلة، ثم قال:

“ ما رأيك أن نذهب في المرة القادمة إلى ينابيع المياه الساخنة ؟ 

يوجد فندق راقٍ في الضواحي الغربية . 

سبق أن زرته من قبل .  

مرافقهم رائعة ، وخدماتهم ممتازة ، ويولون اهتمامًا كبيرًا 

بخصوصية الزبائن .”


عندها التفت شين آنتو ببطء نحو شي ونشوان ، 

وحدّق فيه بعينين ضيقتين ، كأنه يقيّمه بعناية


كانت ملامحه صعبة على القراءة ، مما جعل شي ونشوان 

يشعر بالقلق


فجلس مستقيمًا كأنه يستعد لمواجهة تحقيق


تركه شين آنتو متوترًا لعدة لحظات ، ثم قال أخيرًا بنبرة هادئة لكنها عميقة :

“ ألست مدير شركة ترفيه ؟ 

ما الذي يجعلك متفرغًا إلى هذا الحد ؟”


شي نشوان ، الذي حوّله شي وو إلى “أداة” منذ أن استغل نقطة ضعفه ، 

لم يكن راضيًا على الإطلاق


وبعد أن أنهى عصيره في رشفة واحدة ، صرخ باحتجاج صادق:

“ ساوزي هذا كثير ! 

تظن أني أفعل كل هذا لنفسي؟ 

مع إني مجرد رئيس دمية ( أو رئيس شكلي ) ، إلا أنني مشغول جدًا ! 

لو لم أكن قلقًا من أنك ستشعر بالملل وحدك ، 

لكنت الآن في المكتب الرئاسي في الطابق السادس والثلاثين ، 

أضع خطط المستقبل للشركة !”


شين آنتو: “ كفى ، إن واصلت التمثيل ، سيصبح مزعجًا .”


شي ونشوان: “…حاضر .”


بعد أن استراحا قليلًا ، قرّرا العودة إلى غرفة الألعاب


غرفة الألعاب تقع في الطابق الرابع، 

وصعدا الدرج جنبًا إلى جنب، 

بينما شي ونشوان يتفاخر أمام شين آنتو بخدعة غش تعلّمها من الإنترنت

أنصت له شين آنتو باهتمام مسلٍّ ، يبتسم بين حين وآخر


في تلك اللحظة ، نادل يرتدي زي النادي الأسود ينزل من 

الطابق العلوي وهو يحمل صينية، 

ويبدو أنه للتوّ انتهى من تقديم الشاي في الغرفة الخاصة بشي دوو


لم يكن الدرج ضيّقًا تمامًا ، لكنه لم يكن يتسع لثلاثة أشخاص جنبًا إلى جنب، 

فتوقف النادل قليلًا وانحنى جانبًا ليسمح لهما بالمرور أولًا


تقدّم شي ونشوان بضع خطوات أمام شين آنتو وهو يثرثر كالببغاء


أما شين آنتو ، فقد تبعه بهدوء ، مرتديًا كمامته ، 

يرد بين الحين والآخر بـ”همم” قصيرة ليُظهر أنه منصت


مرّا بالنادل الواحد تلو الآخر ، 

لكن في اللحظة التي همّ فيها النادل بمتابعة نزوله ، 

توقف شين آنتو فجأة ، واستدار ينظر إليه ، 

ونادى عليه باسم، وكأنما يجسّ نبض الذاكرة :


“جي يوان؟”


تجمد جي يوان في منتصف الدرج ، 

واستدار بدهشة، وعيناه تتنقّلان بين الرجلين حتى استقرتا على شين آنتو


العينان الظاهرتان من الكمامة تحملان مسحة من الألفة. 

اتسعت عينا جي يوان، وسأل بتردد:

“هل أنت شين…”


في اللحظة المناسبة تمامًا، سحب شي ونشوان شين آنتو خلفه، 

وقاطعه بصوت عالٍ:

“من أنت؟!”



—————-


لم يتوقع جي يوان أن مجرد تعرفه على شخص يعرفه 

سيؤدي إلى اقتياده بعنف إلى غرفة صغيرة مغلقة من قبل المشرف، 

ومصادرة هاتفه


ظلّ يطالب بمعرفة السبب، لكن حتى المشرف بدا غير متأكد، 

وألمح فقط إلى أن جي يوان قد وقع في ورطة كبيرة


وكلما حاول المغادرة، وقف الحارس على الباب في طريقه ومنعه من الخروج


بدأ جي يوان يتنقّل بقلق داخل الغرفة الضيقة الخالية من النوافذ، 

يعيد في ذهنه مشهد لقائه بالرجلين قبل لحظات


لم يكن قد أنهى حتى نطق اسم “شين لين”، حتى تغيّر تعبير وجه الرجل الآخر فجأة


أمره الرجل أن يبقى في مكانه، 

ثم استدعى المشرف وهمس له بشيء، 

وقبل أن يدرك ما يجري، كان قد اقتيد إلى هذه الغرفة المعزولة


ظل يعيد المشهد في رأسه مرارًا


{ لقد انحنيت بأدب ، وتجنّبت التحديق المباشر ، 

وتراجعت لأُفسح لهما الطريق… كل شيء كان طبيعيًا تمامًا }


ومع ذلك، ومهما حاول، لم يستطع أن يفهم ما الذي فعله 

ليجعل ذلك الرجل يتصرف معه بهذا التوتر والذعر


ما لبث أن فُتح الباب أخيرًا حتى أطلّ منه المشرف، 

وجي يوان كان على وشك أن يتكلّم، 

لكنه رأى المشرف يستقبل رجلين باحترام بالغ، 

ثم ينسحب بهدوء مغلقًا الباب خلفه بعناية


“السيد جي يوان، صحيح؟” سأل أول الداخلين، 

وقد دلّ مظهره وأناقة هندامه فورًا على أنه ليس شخصًا عادي


حدق جي يوان في وجهه للحظة


بدا له مألوفًا نوعًا ما، 

لكنه لم يستطع تحديد أين رآه من قبل : 

“نعم، من حضرتك؟”


جلس شي دوو على الأريكة وأشار إلى المقعد المقابل له.

“أنا شي دوو من شركة روي تشيان، وهذا سكرتيري، تشن شو. 

لدي بعض الأمور أود مناقشتها معك. أعتذر على إضاعة وقتك.”


عندها فقط أدرك جي يوان من يكون—كان قد رآه على 

شاشة التلفاز من قبل

لكنه مع ذلك، لم يكن يعتقد أن حتى شخصًا مثل شي دوو يملك

 الحق في احتجازه دون مبرر

حاول كبح غضبه وقال:

“إن كان لديك ما تسألني عنه، فتفضل. 

لكن هل كان من الضروري حبسي ومصادرة هاتفي؟”


أمال شي ديو رأسه قليلًا ، ففهم تشن شو الإشارة فورًا


أخرج من حقيبته رزمة من الوثائق وبدأ يتحدث:

“جي يوان، ستة وعشرون عامًا، 

الابن الوحيد لجي تشيهاو، الرئيس السابق لشركة هونغشان للتكنولوجيا. 

انهارت الشركة بسبب سوء الإدارة، وخلفت وراءها ديونًا ضخمة. 

في تلك الفترة، كان السيد جي يعاني من مرض خطير، 

وكان يأمل في إرسالك بعيدًا، لكنك رفضت، 

واخترت البقاء إلى جانبه لمواجهة الأزمة.

لكن أثناء دراستك في الخارج، قضيت أغلب وقتك في السهر والحفلات، 

بالكاد حصلت على شهادة من جامعة مغمورة، 

ولم تكن مؤهلًا لإنقاذ الشركة.

منذ ستة أشهر، تُوفي والدك، وبغياب أي وسيلة لسداد الديون، 

بدأت المطاردة من قِبل الدائنين، واضطررت إلى الاختباء في نادٍ للعمل في وظائف متفرقة لتأمين قوت يومك.

عنوانك الحالي هو…”


كلما تقدّم تشن شو بجملة، ازداد وجه جي يوان ظلمة، 

حتى احمرّت عيناه غضبًا، 

وحدّق بالرجلين أمامه نظرة حادة : 

“ما الذي تريدونه مني بالضبط؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي