القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch43 | SJUTM

 Ch43 | SJUTM




الغرفة معتمة كمنتصف الليل ، والستائر مسدلة ، 

والهواء مثقل برائحة الدخان


شين آنتو في حال يرثى لها


قلة النوم جعلت عينيه محتقنتين بالدم، 

وشعره المتوسط الطول بدا ككتلة مشعثة على رأسه، 

وجهه شاحب، وشفتاه متشققتان متآكلتان


ياقة ردائه منقلبة من جهة ومدسوسة من جهة أخرى، 

بعيدًا كل البعد عن مظهره النظيف المعتاد


حدّق به شي دوو مطولًا ، 

وما إن اكتمل المشهد أمامه حتى هدأت حدة غضبه.



الكلمات القاسية التي أعدّها مسبقًا ، خفّت نبرتها وتحولت إلى نبرة أكثر لينًا


: “ لماذا هربت ؟ وأطفأت هاتفك أيضًا — 

هل نسيت ما وعدتني به؟”


أجاب شين آنتو محاولًا تهدئة نفسه:

“ لم أنسَى … أنا فقط… أردت أن أكون وحدي قليلًا ”


ظلّ تعبير شي دوو بلا ملامح واضحة ، لكنّه أصرّ :

“ وحدك؟ 

إذن لماذا اصطحبت شي ونشوان معك ؟”


أنزل شين آنتو رأسه : 

“ كنتُ أشعر بالضيق ، وأردت الابتعاد عنك لبضعة أيام… 

لكني كنت أخشى أن تقلق إذا لم تجدني ، فـ…”


استمع شي دوو لشرحه الممتلئ بالمرارة ، ثم ضحك فجأة:

“ شين آنتو هل تحاول أن تتدلّل ؟”


شين آنتو: “؟”


: “ في المرة القادمة إن أردت التدلّل ، فافعلها أمامي مباشرةً . 

أليس من المرهق أن تدور بهذه الطريقة الملتوية؟”


مدّ يده إلى شعر شين آنتو الناعم ، وبدأ يفكّ تشابكاته بلطف


تابع : “ إن كنت تريد طرد جي يوان ، فقط قُل ذلك . 

وإن كنت غاضبًا ، فصبّ كل غضبك عليّ . 

وإن وُجدت مشكلة ، نواجهها سويًّا . 

لكن لا تختفِي هكذا دون كلمة واحدة . 

عليك أن تتعلّم كيف تثق بي ”


{ ليست المشكلة في أنني لا أثق بك… 

بل في أنني لا أثق بنفسي }


أراد شين آنتو أن يتكلم ، 

لكنه شعر أن أول كلمة ينطق بها ستفتح بوابة الانهيار ، 

فظلّ صامتًا


شي دوو بصوت خافت :

“ بمجرد أن يقول أحدهم شيئًا عنك ، تهرب فورًا . 

هل من الصعب إلى هذا الحد أن تشرح لي ما حدث ؟ 

أم أنك تظن حقًا أنني سأصدق كلامه عنك ؟ 

أليس من المفترض أنك لا تخشى شيئ يا شين آنتو؟ 

فلماذا تبدو كجبان الآن ؟


هل تدرك كم غضبت هذا الصباح عندما اكتشفت أنك رحلت؟ 

ومع ذلك تجرأت على أن تطلب من شي ونشوان ألا يخبرني… 

شين آنتو … مزاجي سيئ ، وصبري أقصر بكثير مما تتوقع. 

إن حاولت الهرب مرة أخرى، سأكسر ساقيك وأربطك في 

السرير … هل فهمت ؟”


“…”


“ ما بك؟ ابتلع القط لسانك ؟ قُل شيئًا !”


دفع شين آنتو يد شي دوو عنه، واستدار بعيداً ، قائلاً بصوت خافت :

“ فهمت…”


لاحظ شي دوو نبرة الغرابة في صوته، فتقدم ليرى وجهه، 

لكن شين أسرع وأدار رأسه بعيدًا : 

“ لا تنظر إليّ !”


ضحك شي دوو وهذه المرة كانت ضحكته صادقة : 

“ هل تبكي ؟”


ظلّ شين آنتو مطأطئ الرأس ، 

والدموع تنهمر على خديه، لكنه أصرّ بعناد:

“ من قال إنني أبكي ؟ أنا لا أبكي !”


قال شي دوو بنبرة صارمة :

“ شين آنتو استدر وانظر إليّ ”


“ لا !”


“ قلت لك: انظر إليّ ”


“ قلت: لا !”


أمسك شي دوو بكتفيه وأداره بعنف ، 

ثم أمسك بذقنه بين إبهامه وسبابته ، 

مجبرًا إياه على مواجهته


وفي اللحظة التالية، كان وجه شين آنتو، المغطى بالدموع 

والارتباك، مكشوفًا تمامًا أمامه


عاجزًا عن التملّص، صرخ شين آنتو بشتيمة مبحوحة:

“ شي دوو… أيها الحقير !”

 

كانت تقاسيم وجه شي دوو، وحاجباه المرتفعان، يمنحان 

لعينيه عمقًا شديدًا


وحين يُخفض بصره ليركّز على أمر ما، يشعر من يراه كأن 

العالم كله قد توقف ليتفرغ له


كان نظره يلفّ شين آنتو كما يلفّ الماء الدافئ الجراح، 

يمرّ عليها برفق، كمن يشعر بكل ما يؤلمه


“ إذا أردت البكاء ، فابكِ أمامي . هل تفهم ؟ 

إن لم أرَى دموعك ، كيف لي أن أشعر بألمك ؟”


لم يعد بإمكان شين آنتو أن يكتم شيئ


ألقى بنفسه بين ذراعي شي دوو، وعانقه بشدة، 

ثم انفجر في نوبة بكاء مرير، 

كأنه يحمل في صدره ظلم عمر كامل


لكن في قرارة نفسه ، كان يعلم أنه ليس المظلوم


كان يشعر بالظلم نيابةً عن شي دوو —وكان خائف 


خائف من أنه إذا أتى يومٌ رأى فيه شي دوو حقيقته كاملة ، 


{ فهل سيظل يعاملني كما الآن ؟ }


“ اطرد… اطرد جي يوان ….. لا أريد رؤيته مجددًا…”


قالها وسط شهقاته


“ حسنًا ” رد شي دوو وهو يربّت على ظهره


“ لا تصدق حرفًا مما يقول… أنا لم أفعل شيئ لخيانتك …”


“ حسنًا ”


“ يجب أن تحبني أنا فقط ، شي دوو… عليك أن تحبني…”


“ حسنًا. هل هناك شيء آخر؟”


تنهد شين آنتو وهو يشهق :

“ لا، هذا كل شيء ”


: “ هذا كل شيء؟”

قبّل شي دوو جفني شين آنتو المنتفخين من البكاء ، 

و بنبرة جمعت بين اللين والجدية :

“ شين آنتو … لنـتزوج ”


———

في الخارج ، 

شي ونشوان يتجوّل في ممر الطابق الثاني ذهابًا وإيابًا

قلق من احتمال اندلاع شجار بين الاثنين


ظلّ ينتظر اللحظة التي سيتم استدعاؤه فيها ، 

يفكر بقلق في المكان الذي قد يأخذ شين آنتو إليه إذا خرج 

من الغرفة غاضبًا


ومع مرور الوقت ، امتدت فترة الانتظار من العاشرة صباحًا 

حتى الثالثة بعد الظهر


وحين بدأ يشعر بالتعب ، استلقى على كرسي استرخاء في 

شرفة الطابق الثاني، 

يُسلّي نفسه بمراقبة البخار المتصاعد من الينبوع الحار الخارجي


كان هذا المنتجع الفخم يوفر لكل جناح ينابيع خاصة ، 

ليلبّي احتياج الضيوف للخصوصية والراحة التامة


ولو كانت الظروف مختلفة ، لكان شي ونشوان قفز 

إلى المياه ليسترخي قليلاً


وقبل أن تغفو عيناه ، سمع صوت الباب وهو يُفتح بهدوء


اعتدل بسرعة ، فرأى شي دوو يخرج مرتديًا رداء الاستحمام

—رغم أنه دخل إلى الغرفة صباحًا مرتديًا بدلة كاملة


شعر شي ونشوان ببعض الطمأنينة ، 

فتقدم ليرى ما إذا كان الـ ساوزي ما يزال غاضب


قالها شي دوو وهو يلتقط قائمة خدمة الغرف : 

“ كل شيء على ما يرام. هو ما يزال نائم ...

لم نتناول الغداء ، وأخشى أن يستيقظ جائعًا . 

فكرت أن أطلب بعض الطعام. ماذا تريد؟ لنطلب سويًا .”


تجمّد شي ونشوان في مكانه من الدهشة


لم يوبّخه شي دوو على تدخله ، 

ولم يأتِ على ذكر كيف تسلّلا سويًا من المنزل


بل وطلب رأيه في طلب الطعام


ورغم أن ملامحه لم تكشف شيئ ، إلا أن شي ونشوان كان 

يعرف جيدًا : هذه هي مزاجات شي دوو حين يكون في حالة جيدة


أمال رأسه قليلًا ليلقي نظرة على القائمة في يده ، 

وبينما فعل ذلك، لمح من زاوية عينه أثر عضة خفيفة على 

كتف ابن عمه


عندها فقط، زال كل ما تبقى من قلقه


ولأنه كان ينتظر شي دوو وشين آنتو طوال اليوم، 

لم يطلب طعام الغداء، لكنه قضى على صحن الفاكهة 

الضخم في الثلاجة، فلم يكن يشعر بالجوع كثيرًا


“ دعني أرى… القائمة جيدة جدًا ... سأطلب…”


وقبل أن يُكمل جملته ، فُتح باب غرفة النوم


أطلّ وجه شين آنتو ، ملفوفًا برداء الحمام ، من فتحة الباب الضيقة


الغرفة من خلفه مظلمة تمامًا، 

حتى إن شي ونشوان لم يستطع تمييز ملامحه

و كل ما رآه هو نور الممر المنعكس على ذقنه بوضوح


: “ شي دوو ؟”


خرج صوته ناعم مبحوح


: “ أنا هنا "


ناول شي دوو القائمة إلى شي ونشوان بسرعة، وقال:

“ حددت ما نريده ، اختر طلبك بسرعة واطلبه حتى يصل الطعام سريعًا .”


ثم دخل الغرفة مجددًا وأغلق الباب خلفه


ومن الداخل، دوّى صوت مفاجئ من شين آنتو


شي ونشوان، الذي لم يذق طعامًا حقيقيًا طوال اليوم، شعر 

فجأة بأنه قد شبع تمامًا


بعد عشرين دقيقة ، 

وصل النادل حاملاً صينية الطعام ، 

فتولّى النادل الثاني ~ شي ونشوان ~ مهمة توصيل الطلب 

إلى الطابق العلوي بكل وقار واحترام


طرق الباب وقال :

“ الأخ دوو ، ساوزي… هل ستخرجان لتتناولا الطعام ؟”


بعد لحظة ، 

فتح شي دو الباب وأخذ الصينية الكبيرة منه 

: " اذهب واحجز غرفة في الجوار . 

هذه الغرفة لي ولزوجتي . انقلع ."


و بصوت عالٍ ، انغلق باب غرفة النوم في وجه شي ونشوان مجدداً 


وقف متجمّد ، ويده لا تزال مرفوعة في الهواء كما لو أنه يريد منعه ، ودمعتان تنسابان على خديه


{ وعائي الكبير من المعكرونة باللحم البقري لا يزال على تلك الصينية ! }


يتبع


زاوية الكاتبة : 


شين أنتو : كيف عرف شي دو أنني أريد مكرونة باللحم البقري؟ 

زوجي لطيف جدًا ~ لقمة ~


شي ونشوان : ؟

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي