القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch43 | TDVWD

Ch43 | TDVWD




أداة الطيران تتحرك ببطء شديد، أشبه بهودج يُحمل على الأكتاف


ومع ابتعادهم تدريجيًا عن مناطق تجمع الحشود، 

بدأت تظهر مناظر أكثر بهاءً وجمالًا أمام ناظريهم


امتدت فوانيس برتقالية وأشرطة حريرية حمراء لمسافة عشرة أميال، 

تتماوج في الهواء كأنها لهب راقص


وعند رفع البصر ، يمكن رؤية نقوش لوحوش ضخمة تنقش على الجدران ، 

تزمجر وتكشف عن أنيابها ، كل واحدة منها تنضح مهابة وعظمة


وبما أن أراضي الطوائف الشيطانية كانت تكثر فيها الجروف، 

كان من المألوف رؤية مبانٍ مبنية على سفوح الجبال




وعند النظر للأعلى، 

بدا الدرج الحجري الطويل المحفور في الجرف كأنه طريقٌ إلى السماء


المباني مندمجة تمامًا مع الجبل، 

تمتد حواف أسقفها إلى الخارج، 

والمصابيح تتوهج داخلها


أما الفوانيس المعلقة على الدرج، 

فقد أضفت على الليل جمالًا غريبًا، يكاد يكون ساحرًا


وقد نُحتت مساحات واسعة من الجبل على هيئة 

' الخلود الثمانية المظلمين '


( الناي، ولوح السحاب، وزهرة اللوتس، والمروحة، 

وطبل السمك، وسلة الزهور، والقرع، والسيف، 

كلها أدوات يستخدمها “الخلود الثمانية” لعبور البحر بحسب الأساطير ) 


نُقشت هذه الأدوات في الجبل بتفاصيل دقيقة على هيئة دائرة متكاملة ، 

مما جعل تشي مو ياو يحدّق بها مرة تلو الأخرى دون أن يمل


لقد أحب رؤية مثل هذه الأمور


وربما لأن الحشود لم تعد تحيط بهم، 

شعر تشي مو ياو ببعض الارتياح أخيرًا


فأشار إلى جهة معينة وسأل شي هواي:

“ انظر هناك ، أليست تلك منحوتة لـ تنين الهوي؟”


أجابه شي هواي: “ كان من المفترض أنك لم ترى تنين الهوي من قبل ~ ”


“…” كان قد رآه بالفعل داخل مصفوفة ميتيان تونغيين، 

لكنه تظاهر بالجهل : “ اححم … ممن إذًا تنين الهوي يبدو هكذا ؟”


نظر شي هواي بدوره وقال بعد تأمل : “ هذا أصغر من الحقيقي . 

تنين الهوي الحقيقي أكثر شراسة من هذا بكثير .”


: “ آه…”


ثم سأله شي هواي فجأة:

“لماذا أتيت إلى مؤتمر الطوائف هذه المرة؟ 

أليس من المفترض أن تتجنب مثل هذه المناسبات إن 

كنت لا تريد رؤيتي؟”


أجابه: “ هناك شيء أريد شراءه . 

سمعت أنه سيُعرض في المزاد خلال المؤتمر ،  

فقررت المجيء بنفسي للحصول عليه .”


: “ أوه؟ متى يوم المزاد ؟”


: “ بعد يومين ”


: “ اللعنة ”


لم يفهم تشي مو ياو ما المقصود من ' اللعنة ' 

واعتقد أن شي هواي لا يرغب في الحديث معه ، 

فصمت على الفور وبدأ ينظر إلى المناظر المحيطة به وحده


أما شي هواي، فقد بدا منزعجًا بعض الشيء


كان ينوي اصطحاب تشي مو ياو إلى طائفة تشينغ زي بعد انتهاء الليلة ، 

لكن يبدو أنه سيضطر للانتظار يومين آخرين


وبعد لحظات ، سأله شي هواي مجددًا:

“ ما الذي تريد شراءه ؟ 

سأجعل زونغ سيتشن والباقين يحضرونه لك.”


: “ لا أعتقد أن هذا سينجح . 

الشيء الذي أريده سهل التزوير . 

عليّ أن أراه بنفسي ، وإلا لما تكبّدت عناء الحضور .”


: “ كم هذا مزعج…”


ثم قال له تشي مو ياو وهو يلوّح بأيديهما المتشابكة:

“ هل يمكنك أن تتركني قليلًا ؟ 

يدك دافئة جدًا ، وكفّي بدأ يتعرق .”


“…” لم يرغب شي هواي في تركه


فلم يجد تشي مو ياو حلًا سوى إخراج مروحة دائرية، 

ورفع يديهما المتشابكتين، ليبدأ في التلويح بها للتخفيف من الحرارة


حدّق شي هواي في المروحة، 

ثم نظر إلى زي طائفة هي هوان الوردي الذي كان يكرهه 

فيما مضى… ولكنه الآن لم يعد يملّ من النظر إليه


تشي مو ياو تابع التلويح بمروحة يدويًا بكل هدوء، 

بينما عيناه تجولان على المشهد من حوله، 

مما أتاح لشي هواي رؤية جانب وجهه الناعم


لم يكن قناع زهر الخوخ يخفي انحناءة فكه الناعمة ، 

والخط المرسوم كالسيف تحت خده






استمر مهرجان ليلة الألف طائفة لمدة ساعتين


وفي النصف الثاني ، 

بدا الإرهاق واضحًا على تشي مو ياو ، 

فبدأ جسده يترنح في مقعده ، وجفناه يثقلان


فمنذ أن تجسّد إلى هذا العالم بعد ليلة من الدراسة حتى الفجر ، 

بدأ يحرص على صحته وينام مبكرًا


والآن قد حان موعد نومه المعتاد ، كما أن الركض الذي قام به في النهار أنهكه


في البداية كان خائفًا حين قبض عليه شي هواي، 

لكن مع مرور الوقت وهدوء الأجواء، 

وتيقنه من أن شي هواي لم يغضب، بدأ يسترخي 


كما أن السنوات الثلاث التي قضياها معًا في الكهف جعلته 

يعتاد وجود الطرف الآخر. وهكذا، ما لبث أن غفا


حينها، مدّ شي هواي يده برفق، وأسند رأس تشي مو ياو إلى كتفه


بعد ذلك، أقام شي هواي حاجزًا حولهم، 

فهدأ التل الشفاف المتدلي من أعمدة أداة الطيران الأربعة في الحال ، إذ لم يعد بوسع الرياح الدخول


وحين فرغ من كل هذا، رفع يده بلطف وقبّل أطراف أصابع تشي مو ياو، 

ثم أخذ منه المروحة الدائرية وبدأ يُروّح عليه بنفسه


فالرياح في الخارج كانت هوجاء ، وتشي مو ياو قد يُصاب بالبرد


لكن الجو داخل الحاجز سرعان ما أصبح خانقًا


فلم يكن أمام شي هواي خيار سوى التهوية يدويًا، 

كي لا يبتعد تشي مو ياو عنه بسبب الحرارة


وعندما وصلت أدوات الطيران إلى المحطة الأخيرة، 

نزل جميع المزارعين منها، 

إلا شي هواي وتشي مو ياو، فقد بقيا على حالهما وقتًا طويلًا


وقف رئيس قصر يوي مو بجانب الأداة ، ولم ينطق بكلمة

لكنه استخدم نظراته ليُشير إلى أداة الطيران التي فيها شي هواي


أما رئيس قصر زون يوي فقد تنهد، 

إذ لم يرغب أن يتورط في الأمر


يكفيه القلق بشأن ردّة فعل سيد الطائفة عندما يعلم بما جرى


{ هل عليّ التدخّل حين يتقدم زعيم الطائفة على ضرب ابنه من شدّة الغضب ؟ }


كان هذان الشيخان، اللذان بلغا مرحلة ولادة الروح وتجاوزا 

المئة عام، يضعان أيديهم على رؤوسهم بسبب قصة حبّ شي هواي الأولى


من بين جميع من في العالم، اختار تلميذًا من طائفة هي هوان. والأسوأ أنه ذكر أيضًا


بعبارة لطيفة، هم طائفة تشينغ زي


وبعبارة صريحة… طائفة المراعي الخضراء


في هذه اللحظة ، تحرّكت أداة الطيران التي فيها شي هواي أخيرًا، متجهة نحو مقرّ إقامته المؤقت


كان واضحًا أنه ينوي اصطحاب تشي مو ياو إلى هناك


تبادل الشيخان النظرات وسمحا له بأن يفعل ما يشاء


كان مقرّ إقامة شي هواي المؤقت هو الأفضل في المنطقة، ويمتاز بالهدوء


أوقف أداة الطيران خارج الكهف ، 

ثم حمل تشي مو ياو بين ذراعيه وأدخله ، وفعّل الحاجز داخل الكهف


وبفضل هذا الحاجز ، سيكون من الصعب حتى على مزارعي مرحلة ولادة الروح التلصص

 على ما يحدث بالداخل


بعد أن وضع تشي مو ياو على السرير الحجري، 

تردد للحظة فيما إن كان عليه إضاءة مصباح، 

ثم تغاضى عن الفكرة ، وبدأ بهدوء في ترتيب المكان من الداخل


نزع رداءه الخارجي ورداءه المسحور ، وطواها على جانب


ثم عاد إلى السرير الحجري وجلس قربه بوضعية التأمل


كان بوسعه سماع صوت تقلبات تشي مو ياو بوضوح


بدا أن السلسلة التي يرتديها تخنقه ، 

فحاول نزع سلسلة فراشة زهرة الخوخ البيضاء عن عنقه


وبعد لحظات ، تقلب مجددًا ، وبدأ يثني قدميه تحت جسده أثناء النوم 


فتح شي هواي عينيه وألقى نظرة عليه، 

ثم استخدم تقنية التحكم في الأشياء ليُلقي رداءه المسحور 

فوق جسد تشي مو ياو


مرّ الوقت ببطء ، وحين بزغ الفجر ، استيقظ تشي مو ياو أخيرًا بتكاسل


لم ينهض فورًا ، بل ظل يحدق في أرجاء الكهف بذهول


لكنه جلس فجأة حين استعاد وعيه، ثم نظر مباشرة نحو شي هواي


ردّ عليه شي هواي بالنظر


وكان أول ما فعله تشي مو ياو هو رفع الرداء المسحور الذي يغطيه ، لينظر إلى نفسه


وبعد أن تأكد أن أرديته ما زالت كما هي، تنفس الصعداء


{ يبدو أن شي هواي لم يتحوّل إلى وحش بعد… }


اطمئن ، وقف واستخدم تقنية التنظيف البسيطة لغسل 

جسده، بل خصّص استعمال التقنية التي علّمه إياها شي هواي


قال شي هواي فجأة :

“ وأنا ؟”


استدار تشي مو ياو ونظر إليه، ثم استخدم نفس التقنية لتنظيفه أيضًا


{ يا له من رجل حقًا ! 

لقد ساعدته سابقاً في الكهف لأنه لم يكن يستطيع تنظيف 

نفسه بسبب القيود ، أما الآن فهو حر طليق، فما عذره؟! 

إنه يعبث بي بكل وضوح ! }


وقف شي هواي بعد ذلك، وعلّق إصبعه بخفة على ياقة تشي 

مو ياو، ثم انحنى برأسه وهمس :

“ حسنًا ، يمكنك فتح الياقة الآن .”


: “ هل من الضروري أن يكون الأمر هكذا ؟”


: “ أجل .”

لم يرغب هواي لأحد أن يرى ذلك بينما كانوا في الخارج ، 

أما الآن، بعد أن أصبحا في الكهف ، فقد حان وقت النظر


كان تشي مو ياو لا يزال يفكر في زميلاته من طائفة هي هوان. فسأل بقلق:

“ هل لا يزالون بخير ؟”


أجاب شي هواي: “ على الأرجح .”


: “ إذًا… إذا فعلت هذا، هل ستطلق سراحهم ؟”


: “ بالتأكيد .”


رفع تشي مو ياو عينيه نحو شي هواي، 

وشفته مشدودة بخط رفيع

وفي النهاية، عضّ على أسنانه وبدأ يفك حزامه


لطالما ارتدى أردية بطريقة محتشمة ، 

فكان فتح الياقة أمرًا شاقًا بعض الشيء


وبعد محاولات متعثرة ، استدار وأراه لشي هواي


: “ فتحتها "


: “ ما الفائدة من فتح الطبقة الخارجية فقط، بينما القميص 

الداخلي ما زال مغلقًا بإحكام ؟”


لم يكن أمامه خيار سوى الاستمرار في سحب ثيابه، 

ففتح الياقة أكثر


نظر إلى جسده النحيف الصغير، فشعر أن المنظر لا يبدو جيدًا


قال بخجل: “هكذا يكفي، أليس كذلك؟”

ثم استدار ليري شي هواي، بعينين مملوءتين بالضيق


ارتسمت ابتسامة على شفتي شي هواي:

“ هذا كل شيء؟”


: “ نعم!” قالها وهو يبدأ في ترتيب ملابسه


لكن شي هواي لم يسمح له


تقدم نحوه بخطوات واسعة، ثم انحنى فجأة ليقبّله


ارتبك تشي مو ياو بشدة ، وتراجع لا إراديًا ، 

لكن شي هواي جذبه إلى أحضانه بقوة


فما كان منه إلا أن رفع رأسه



فتفرقت حبات الستارة الخرزية المعلقة من قناع زهرة 

الخوخ عن وجنتيه ، لتمنح شي هواي مجالًا أكبر لتقبيله


ولأنه بدا ضجرًا من الانحناء المستمر ، 

حمله شي هواي وأجلسه على الطاولة ، وعانقه بإحكام


هالة شي هواي وسُلطته وغموضه اجتاحت تشي مو ياو كفيضان


لم يكن بوسع تشي مو ياو إلا أن يجرّ ياقة شي هواي في محاولة بائسة


ثم حاول أن يرفع ركبته ليركله، 

لكن شي هواي جذبه إليه أكثر، 

وجعل من وضعه أكثر تعقيدًا


فما كان من تشي مو ياو إلا أن دفع وجه شي هواي بكفه وقال بتوسّل:

“ شي هواي لا تفعل…”


: “ أنت تعرف أنني لا أستمع "


: “ سأغضب "


قال شي هواي بنبرة منخفضة وهو يميل برأسه جانبًا:

“ في الكهف أيضًا بكيتَ كثيرًا ورجوتني ألا أفعل ، 

لكنك لم ترحل، ولا مرة واحدة . ألم يعجبك الأمر ؟”


تجمد جسده ، واحمرّت أذناه وخدّاه حتى بدت كأنهما سينفجران


لطالما عُرف بتسامحه وهدوئه


لكن الخجل الشديد أحيانًا يثير الغضب


ومن الطبيعي أن يغضب حين يُساء فهم كرامته


تشي مو ياو الآن كان غاضبًا بالفعل


كاد أن يضرب الطاولة وهو يصرخ:

“ ومن أجل من كنت أفعل كل ذلك في الكهف؟!”


صوت صراخه المفاجئ أدهش شي هواي الذي كان يتصرف 

بوقاحة ، فحدّق فيه بدهشة


تابع تشي مو ياو بانفعال:

“ أنا تعبت من أجل أن أصل إلى مرحلة تأسيس الأساس لأجلك .  

كنت أتدرّب بمرارة رغم جهلي ، حتى أنني فقدت وعيي مرة ! 

وفي كل مرة كنت أبكي من شدة الألم ! 

ومع ذلك صبرتُ لثلاث سنوات. فهل هذه مكافأتك؟ 

لم أرفض لأنني كنت أحترمك ولا أريد تعطيل زراعتك أيضاً ، 

فكيف تجرؤ على السخرية مني؟! 

استخدام هذا الأمر لتسخر من غيرك أمر دنيء ! 

أنت… شخص… فظيع !”


شي هواي: “…”

رمش بعينيه ، مذهولًا


آخر مرة رأى فيها تشي مو ياو غاضبًا بهذا الشكل، 

كانت حين قال له إن 'تقنياته سيئة ' في الزراعة المزدوجة 


تنحنح شي هواي بخفة محاولًا أن يقاطعه ، 

لكن تشي مو ياو أضاف:

“ شي هواي ألا تخجل من نفسك؟!”


شي هواي، الذي كان دومًا يجعل الآخرين يتلعثمون، 

لم يجد ما يقوله هذه المرة : “ أنا…”


: “ لا تخجل! 

حتى حين غادرت، كنت أفكر فيك، خفت أن يسخر منك 

الآخرون ويقولوا إنك كنت فرن زراعي . 

حتى أنني ساعدتك على إخفاء ذلك. 

والآن، أنظر لما فعلت! 

أسرتني بهذه الطريقة الفاضحة، وسجنت رفاقي في الطائفة ! 

هل تنوي أن تجعل الجميع يكتشف ما جرى بيننا ؟!”


: “ بالضبط.”


: “… هاه؟” توقّف تشي مو ياو في منتصف انفعاله، مذهولًا


: “ أريد للجميع أن يعرفوا ما حدث بيننا "


: “ أ-أنت… ألا تعتقد أن هذا—”


: “ لا. 

أريد من الجميع أن يعرفوا أنك من أنقذني . 

فما المشكلة ؟”


ابتلع تشي مو ياو غضبه على مضض


{ ألا تعلم كيف أنقذتك ؟


ألا تفهم من أنا ؟


هل يعلم والدك كم أنت فخور بكونك فرن زراعي ؟! }


كان تشي مو ياو قد بلغ حدّه


فدفع شي هواي بعيدًا، وقفز عن الطاولة، 

ثم استدار ليُدير له ظهره ويُعيد ترتيب ردائه بصمت


وقف شي هواي خلفه يراقبه بصمت


لم يغضب ، بل شعر برغبة لا يمكن كبحها في الابتسام


لقد وجد هذا الجانب المحرج من تشي مو ياو لطيفًا إلى حد لا يُقاوم


وما إن انتهى تشي مو ياو من ترتيب ملابسه حتى قفز في مكانه كأرنب صغير ، 

وعاد ليكشف عن أنيابه اللبنية مجددًا مزمجرًا :

“ ستُطلق سراحهم  الآن أليس كذلك؟!”


أجابه شي هواي بهدوء :

“ اووه ، لقد أطلقت سراحهم بالأمس .”


“…”


: “ لم يكن لدينا مكان مناسب لإيوائهم ، 

لذا تركتهم بالأمس . 

أنت سألتني فقط إن كانوا بخير ، وأظن أنهم كذلك .”


“…”


قبض تشي مو ياو يديه بغضب حتى تشنجت أصابعه، 

واشتعل وجهه احمرارًا أكثر مما كان عليه


وفي النهاية، تقدم منه وركله بغضب


وخوفًا من انتقام شي هواي، استخدم تقنيات الحركة 

الخاصة بطائفة هي هوان ليبتعد عنه مسافة لا بأس بها


لكن شي هواي لم يُعره اهتمامًا، بل سأل وهو يرتدي رداءه :

“ هل ترغب بالخروج في نزهة اليوم ؟”


: “ لاااا !” — لم يكن راغبًا في الخروج معه ليُعرض أمام 

الجميع مرة أخرى


لمجرد تذكر نظرات الناس بالأمس، وقفت شعيرات جسده كلها


: “ إذًا نبقى في مقر الإقامة …. ماذا عسانا نفعل ؟”


: “ الخروج !” — قالها على الفور وقد غيّر رأيه بسرعة


أخرج شي هواي تشي مو ياو من الكهف، 

وكان هذه المرة أكثر تحفّظًا ؛ فقد استخدم فقط كمًّا 

حريريًا موصولًا بين ردائيهما


أثناء تجوالهما في السوق ، 

نظر تشي مو ياو خلفه فرأى مزارعين اشتبكوا فجأة في قتال، 

بينما أحاط بهم آخرون يشجعونهم ، 

بل ألقى بعضهم حجارة روحية على المتقاتلين وكأنهم 

يراهنون على من سيفوز


وفي الأمام ، 

بدا أن أحد المزارعين الذكور كان يحدق بجشع في جسد مزارعة أنثى ، 

فما كان منها إلا أن طرحته أرضًا أمام الجميع وجعلته 

يجهش بالبكاء ويترجاها أن تتركه وشأنه


مو ياو : “ تسسسك —” { شوارع طائفة الشياطين حقًا مختلفة عن غيرها


حتى الشوارع التي اختبأت فيها بعد خروجي من الكهف لم تكن بهذه الفوضى }


ولم يمض وقت طويل حتى صادفوا شجارين آخرين، 

بينما استمر الباعة في بيع بضائعهم وكأن شيئًا لم يحدث، 

والمارة لم يبدوا أي اهتمام بما يدور


لكن منظر شي هواي وتشي مو ياو وهما يسيران جنبًا إلى جنب جذب الأنظار مجددًا


تعالت همسات خافتة من الحشد بعد أن نظروا إليهما ثم 

و إلى تعويذة الكمّ الموصول بين ردائيهما


لقد أثارا ضجة بالفعل حين ظهرا معًا في مهرجان الليلة الماضية ، وها هما معًا مجددًا


{ لا بد أن العلاقة بينهما ليست عادية }


لم يعُد تشي مو ياو راغبًا في التجوّل


فأن تُحدق فيه العيون بهذا الشكل أمر سيئ بما فيه الكفاية، 

ناهيك عن وجود شيخان من مرحلة ولادة الروح يسيران 

خلفهما كما لو أنهما يتنزهان، 

لكن من الواضح أنهما كانا حرسًا مرافقًا لهما


فقال مو ياو بصوت خافت :

“ أحقًا من اللائق تكليف شيخين من مرحلة ولادة الروح بمرافقتنا ؟”


: “ أنت بارع جدًا في الهرب ، لا أظنني سأتمكن من الإمساك بك وحدي ~ .”


“…”


لأول مرة يشعر تشي مو ياو بالذنب أثناء تنزهه


وكأنه تسبب في إزعاج الجميع


أما شي هواي ، فبدا وكأنه ينوي التسوق


دخل أحد المتاجر وقال مباشرة:

“ أريد قطعة طيران . تناسبه " وأشار إلى تشي مو ياو


كان هذا أول ما سمعه تشي مو ياو عند دخوله

فهزّ رأسه فورًا وقال :

“ لا داعي، لا حاجة لذلك .”


ردّ عليه شي هواي بهدوء:

“ ما الضير في أن أشتري شيئ لمن أنقذ حياتي ؟”


: “ لا… لا شيء، فقط—”


: “ كيف يكون لا شيء؟ 

لقد قضيتَ ثلاث سنوات في الزراعة من أجلي—”


قاطعه تشي مو ياو بسرعة : “ سآخذها !” 

خائفًا من أن ينطق شي هواي بحماقة


ابتسم صاحب المتجر ابتسامة عريضة حين رأى شي هواي




في عالم الزراعة، كانت طائفة تشينغ زي مرادفة لثلاث 

كلمات: ثروة وسلطة ونفوذ


ما دام سيدهم الشاب راضي ، 

فهو قادر على شراء المحل بأكمله بإشارة واحدة من يده


جلس شي هواي على أحد الكراسي ، 

يسند ذقنه على يده ، وأشار إلى تشي مو ياو:

“ قل له أي نوع تريده .”


فكّر تشي مو ياو قليلًا ، ثم قال:

“ هل يمكنكم صنع واحدة على شكل سحابة شقلبة ؟”


: “ مثل قرد الحكيم العظيم ؟”


: “ مم مم ، شيء من هذا القبيل .”


: “ بالطبع، بالطبع. لن يكون سريعًا جدًا، لكنه سيبلغ مستوى الأرض .”


خفض تشي مو ياو صوته قليلًا وقال:

“ درجة الظلام جيدة أيضًا…”


لم يكن يملك ما يكفي لشراء قطعة أثرية بدرجة الأرض


في هذه اللحظة ، قال شي هواي فجأة بنبرة اشمئزاز:

“ أريد قطعة أثرية بدرجة السماء . 

أخبرني ما المواد التي تحتاجها ، وستقوم طائفة تشينغ زي بتوفيرها لك.”


سارع تشي مو ياو بالتلويح بيده رافضًا:

“ السرعة الزائدة تزيد من احتمالية حوادث الطيران . 

كلما زادت السرعة ، زادت القوة . 

هذا مثل طريقة المتغير الثابت ، فلو افترضنا ثبات 

العوامل ، فإن التسارع الأكبر يعني قوة أكبر…”


شي هواي: “…”


أكمل تشي مو ياو شرحه بجدية، ثم سأله:

“ أفهمت ما أقصده ؟”


أومأ شي هواي برأسه، ثم قال لصاحب المتجر:

“ درجة السماء ، مع تعزيز للخواص الدفاعية .”


تشي مو ياو: “…”

{ يمكن اعتبار ذلك فهمًا من نوعٍ ما، 

لكن الحلّ لم يكن كما أردت }


سارع صاحب المتجر بتدوين الطلبات، ثم سأل:

“ هل هناك متطلبات أخرى ؟”


واصل تشي مو ياو :

“ سحابة بيضاء تكفي .”


تدخل شي هواي مجددًا :

“ أريدها وردية .”


عبس وجه تشي مو ياو على الفور:

“ لماذا يحتاج رجل مثلي إلى سحابة طائرة وردية ؟!”


: “ ستناسب زي طائفتك .”


: “ لكنني قد أرتدي زياً آخر لاحقًا .  

أن أركب سحابة وردية في تلك الحالة سيكون مظهرًا غريبًا. 

أريدها بيضاء .”


لم يُصرّ شي هواي، بل قال لصاحب المتجر :

“ حسنًا ، اصنع اثنتين ، واحدة وردية وواحدة بيضاء .”


تشنج وجه تشي مو ياو أكثر :

“ لماذا نحتاج هذا العدد ؟”


: “ واحدة لك، وواحدة لي. 

سآخذ الوردية، هل هذا لابأس به ؟”


: “ لكن أليس لديك بالفعل عدد كبير من القطع الطائرة؟”


: “ ليس لدي واحدة وردية.”


“…”


بدت السعادة واضحة على وجه صاحب المتجر، 

فأجرى حسابات سريعة بأصابعه، 

ثم نظر إلى شي هواي مجددًا قبل أن يذكر السعر:

“ سيكون المجموع أربعمائة ألف حجر روحي . 

كيف ستدفع ؟”


: “ أربعمائة ألف؟!” توتر تشي مو ياو على الفور، وقال لصاحب المتجر:

“ أعطني قائمة مفصلة بالمواد المستخدمة .”


تفاجأ صاحب المتجر قليلًا ، لكنه قدم القائمة المطلوبة


ألقى تشي مو ياو نظرة سريعة عليها، ثم قال:

“ أعرف أسعار هذه المواد ، ولا تتجاوز قيمتها مجتمعة 

عشرين بالمئة من السعر الذي ذكرته . 

حتى لو أضفنا تكلفة الصياغة والمعالجة ، فالسعر لا يزال مبالغًا فيه .”


صاحب المتجر : “ هذا…”

{ من كان يتوقع أن يهتم سيد طائفة تشينغ زي الصغير بالسعر ؟! }


بادر تشي مو ياو إلى تقديم عرضه:

“ هل يمكنك إنجازها بمئة وخمسين ألفًا ؟ إن لم يكن، 

فسنتوجه إلى متجر آخر .”


نظر صاحب المتجر مجددًا إلى شي هواي، 

فوجد أنه ما زال جالسًا على الكرسي يراقب الموقف دون تدخّل ، 

تاركًا الأمر لتشي مو ياو


فلم يكن أمامه سوى أن يعض على شفتيه ويومئ:

“ نعم، سأقوم بها.”


أخرج شي هواي قطعة من يشم تجميع الأرواح من جرس الكنوز المتعدد لديه، وسأل:

“ هل تكفي هذه؟”


رغم أن الحجارة الروحية كانت العملة المتداولة في عالم الزراعة ، 

إلا أن استخدامها في المعاملات الكبيرة كان غير عملي


لذا في تلك الحالات، كانوا يقدمون عنصرًا ذا قيمة معادلة


تلألأت عينا صاحب المتجر عندما رأى تلك القطعة الكبيرة من يشم تجميع الأرواح

وبينما يمد يده لأخذها، تدخل تشي مو ياو مجددًا وقال:

“ سندفع فقط عربون . 

وبهذه الطريقة يمكننا التفاوض مجددًا إن لم تكن القطع النهائية مرضية .”


قال شي هواي بنبرة هادئة :

“ طائفة تشينغ زي تتعامل مع هذه الأمور بطريقة مختلفة عن طائفة هي هوان .”


كلماته كانت بسيطة ، 

لكن كل من في المكان فهم مغزاها


إن طلبت طائفة تشينغ زي تفسيرًا لعدم جودة المنتج ، 

فلن ينتهي الأمر بعدم دفع باقي المبلغ فقط ؛ 

بل إن كنت محظوظًا ، سيتعرض متجرك للتخريب . 

وإن كنت سيئ الحظ ، فقد تدفع حياتك ثمنًا


جعلت هذه الجملة جسد صاحب المتجر يقشعر، فمسح جبينه بسرعة


أما تشي مو ياو فلم يعره انتباهًا ، 

بل مشى إلى جانب شي هواي وفحص جرس الكنوز المتعدد 

خاصته باستخدام حاسة الوعي الإلهي. ثم سأل:

“ هل يمكنني استخدام تلك القطعة من السبج؟”



السبج : 





: “ مم ، خذها.”


أخرج تشي مو ياو تلك القطعة من السبج وأعطاها لصاحب المتجر:

“ هذا هو العربون . 

وسندفع الباقي بعد الانتهاء من صنع القطع .”


: “ حاضر.”


غادرا المتجر ، بينما ظل تشي مو ياو يدرس تلك القائمة


ضحك شي هواي وسأله:

“ هل كنت تتولى هذا النوع من الأمور حين كنت في قاعة 

اللوجستيات بطائفة هي هوان؟”


أومأ تشي مو ياو برأسه:

“ ممم . كنت أُكلَّف أحيانًا بشراء المواد ، 

وغالبًا أواجه تجار عديمي الضمير . 

لم يكن أمامي إلا أن أتعلم الحذر .”


: “ والآن أصبحتَ مسؤولًا حتى عني؟”


: “ أنت لا تدري كم من الأحجار الروحية سرقها منك الآخرون . 

رغم أن مظهرك يوحي بالذكاء ، فقد تم خداعك مرات عديدة .”


: “ آه… خطئي إذًا .”


عندها فقط، هدأ تشي مو ياو


بعد هذا اليوم، انتشرت بعض الأخبار بين الطوائف الشيطانية

كأنها نار في الهشيم ، 

انتقلت من فم إلى أذن حتى وصلت إلى كل زاوية من زوايا 

مؤتمر الألف طائفة ، حتى بات الجميع يعرفها


ذاك الذي رافق سيد طائفة تشينغ زي الصغير خلال 

المهرجان كان حقًا تلميذًا من طائفة هي هوان


وكان… ذكرًا ! 

والأسوأ من ذلك… ذكي وبارع في الحسابات


لكن الأهم من كل ذلك—أنه استطاع فتح جرس الكنوز 

المتعدد الخاص بـ شي هواي ، 

الذي لا يفتح إلا لمن يعترف به صاحبه


" ألم يكن هذا أمرًا لا يفعله سوى شريك الزراعة المزدوجة ؟ 


مما يعني أن سيد الطائفة الشاب في الأغلب قد … "


" آيااااا ! "


لم يجرؤ أحد حتى على إكمال التفكير في هذا الاتجاه —-


ولكن، كلما حاول المرء تجاهل الفيل في الغرفة ، 

ازداد وضوحه في الأذهان —- 


( مثَل عن : كلما حاولت تجاهل مشكلة واضحة أو موقف محرج

 (مثل ' فيل 🐘 في الغرفة ' - شيء كبير لا يمكن 

إنكاره ) كلما أصبح أكثر وضوحًا وازداد تركيز الناس عليه )



لن يمضي وقت طويل قبل أن تنتشر أخبار الاثنين إلى بقية العالم


《 أسرار سيد الطائفة الشاب والتلميذ الذكر من طائفة هي هوان》


《 ذلك الرجل الوردي قبَّل بخفة قرن التنين للسيد الشيطاني الشاب 》


وغيرها من العناوين الغريبة …


يتبع


للتذكير لأنه حتُذكر كثير في الفصول الجايه :

قناع زهر الخوخ الخاص بطائفة هي هوان ويتميز بسلاسل 

الخرز يشبه ذا : 




  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي