Ch42 | TDVWD
كانت طريقة الزراعة في طائفة هي هوان مميزة جدًا
لم يكن من السهل بلوغ مرحلة الجوهر الذهبي فيها،
ولم يصل إلى مرحلة ولادة الروح سوى مزارعة واحدة فقط،
وهي السماوية الموقّرة تشي شان، التي بلغت تلك المرحلة
بفضل ' الاستظلال تحت شجرة كبيرة ' لا أكثر
أما غالبية تلاميذ طائفة هي هوان الحاضرين،
فكانوا في مرحلة تأسيس القاعدة، ولم يكن بينهم سوى
اثنين في مرحلة الجوهر الذهبي
لذا، لم تكن لديهم أي فرصة للفرار من ملاحقة مزارعين في مرحلة ولادة الروح
حين رأوا فتيات طائفة هي هوان أن تشي مو ياو قد تم
القبض عليه ، شعروا جميعًا بالقلق
لم يفهموا ما نية سيّد طائفة تشينغ زي الشاب تجاهه ،
ولا ما إذا كان سيتخلى عنه فعلًا بعد أن أمسك به
لكن هذه المجموعة من الثعالب العجوزة لاحظوا بعض
الأمور من خلال نظرات شي هواي إلى تشي مو ياو
ففي الاجتماع ، بدا شي هواي بوجه بارد غير مهتم بأي شيء
أما حين وقعت عيناه على تشي مو ياو ، فقد لمعت ،
وانحنت عيناه كالهلالين،
وارتفعت زاويتا فمه من دون وعي،
مظهرًا بوضوح هيئة شاب واقع في الحب ،
لا يستطيع كبح المشاعر المتدفقة في عينيه حين ينظر إلى من يحب
أما تشي مو ياو، ورغم اضطرابه، فلم يتوقف عن التفكير
بأفراد طائفته. كرر بتلعثم:
“ هل يمكن… أن تطلق سراحهم ؟”
رفض شي هواي :
“ مؤتمر طوائف الألف لا يمكن القول إنه مكان آمن.
مجموعة من الفتيات مثلهن لن يكنّ في مأمن وحدهن.
من الأفضل أن نظل سويًا، حتى نعتني ببعضنا البعض .”
: “ لكن… هنّ يركضن بسرعة.”
: “ ومع ذلك أُمسكن في النهاية أليس كذلك؟”
: “ أُمسكن بواسطة كبار المزارعين في مرحلة ولادة الروح!”
. “ بالضبط. ويوجد الكثير من المزارعين في مرحلة ولادة
الروح في مؤتمر طوائف الألف…”
كانت شو رانتشو أول من قالت:
“ لا بأس ، دعنا نبقى معًا .”
كلماتها بدت وكأنها تُطمئن بها تشي مو ياو
نظر تشي مو ياو إلى زميلاته في الطائفة بعينين يغمرهما الذنب ،
ثم تنهد تنهيدة طويلة ، شعر فيها بأنه قد جرّهم جميعًا إلى هذه الورطة
وبعد أن تقبّل مصيره ، انحنى قليلًا إلى الجانب ،
وأخرج الكعكات البخارية من ملابسه ~~
لم يستطع رميها في النهاية ، فقد شعر أن إهدار الطعام أمر
مؤسف، لذا خبأها في الحقيبة الكونية الخاصة به
كان شي هواي يراقبه طوال الوقت، فلم يتمالك نفسه من
الضحك على تصرّفه هذا
أنزل تشي مو ياو رأسه ونظر إلى ملابسه ،
مفكرًا في طريقة فتح الياقة لتتناسب مع الوصف الذي قدّمته شو رانتشو
ثم رفع مو ياو رأسه مجددًا وسأل شي هواي :
“ هل يكفي أن أفتح الطبقة الخارجية فقط ؟”
ففكرة فتح الطبقة الداخلية أيضًا كانت تُشعره بإحراج بالغ
لكن فجأة ، تغيّر تعبير شي هواي
أمسك بيدي تشي مو ياو، مانعًا إياه من فك حزامه، وبدأ ينظر حوله بحذر
أما سيّد قصر زون يوي الذي كان يراقب ما يجري،
فقد رفع رأسه على الفور وكأنه لم يرَى شيئًا قط
بعدها ، مدّ شي هواي يده وأمسك بمعصم تشي مو ياو النحيل وقال:
“ تعال معي .”
اقتاده شي هواي إلى أداة طائرة مخصصة لشخصين ،
ثم رافقه طوال الطريق عائدين إلى الشارع الذي مرّوا به سابقًا
ففي اليوم الأول من مؤتمر طوائف الألف ، يُقام مهرجان
ليلي يُعرف بـ”مهرجان ليلة طوائف الألف”
ويقضي هذا المهرجان بأن يركب عدد من أفراد كل طائفة
أدوات أثرية طائرة موحدة ،
ويصطفّون بطريقة منظمة للدخول إلى شارع المهرجان الليلي
على جانبي الشارع ،
تُنصب فوانيس وزينة متنوعة ،
وتوضع قطع أثرية مضيئة حول المنحوتات الحجرية واليشمية
ويمرّ الطريق بعدة محطات ،
جميعها مزينة بأضواء ملوّنة ،
في مشهد يُعدّ وليمة بصرية بكل ما تعنيه الكلمة
بعد أن نزل شي هواي من أداة الطيران الأثرية ،
ظلّ ممسكًا بمعصم تشي مو ياو وسحبه معه داخل الحشد
وبالطبع كان زيّ طائفة هي هوان معروفًا للجميع
ولهذا، فقد جذب مشهد شي هواي وهو يجرّ أحد تلاميذ
طائفة هي هوان بلون الوردي إلى داخل الحشود أنظار الكثيرين
بدت لطخة الوردي التي يمسك بها الرجل ذو الرداء القرمزي
كأنها أضفت عليه لمسة من اللين والهدوء
وانطلقت الهمسات من حولهم:
“ ما الذي يفعله سيّد الطائفة الشاب مع تلميذة من طائفة هي هوان؟
يبدو أن العلاقة بينهما جيدة جدًا.
لا عجب أنه دافع عن طائفة هي هوان بهذا الحماس قبل قليل .”
“ تلك التلميذة … ألا يبدو كأنه رجل ؟”
“ رجل؟ مستحيل .
هل لدى طائفة هي هوان تلاميذ من الذكور أصلًا ؟”
“ بصراحة؟ انظروا إلى طوله وبنيته . إنه رجل فعلًا .”
رغم ارتدائه لقناع “وجه زهرة الخوخ”،
شعر تشي مو ياو بأن الجميع ينظر إليه،
وكأن ستره قد كُشف
حاول أن يسحب يده من قبضة شي هواي، لكن قبضته كانت محكمة
فسارع إلى تنبيهه بصوت خافت:
“ لا تسحبني هكذا… سيُسيء الآخرون الفهم .”
: “ سوء فهم ماذا؟” فجأة سحبه شي هواي بقوة،
فاصطدم تشي مو ياو بصدره
وعندما رفع رأسه، التقت عيناه بعيني شي هواي
نظرة شي هواي الحادة دفعته إلى التراجع غريزيًّا ، لكن قلبه خفق بشدة
تجنّب النظر إليه مباشرة وقال مفسرًا:
“ قد يسيئون فهم العلاقة بيننا .”
: “ وما هي علاقتنا ؟”
: “ نحن… نعرف بعضنا منذ زمن.”
: “ آه، نعرف بعضنا منذ زمن، هه؟
أنت أنقذتني، وأنا أنقذتك أيضًا، صحيح ؟”
: “ همم، يمكن قول ذلك.”
: “ فما المشكلة إذًا في أن أمسك بك؟”
: “ الأمر غير لائق .
هل يمكننا أن نسير جنبًا إلى جنب فحسب ؟”
: “ حسنًا.”
ظنّ تشي مو ياو أن شي هواي أصبح منطقيًا أخيرًا
لكن ما إن أفلت يده،
حتى التصقت أكمام الماندرين ( استخدم تعويذة أكمام الماندرين )
مما جعله مضطرًا إلى السير معه ذراعًا بذراع ،
أقرب مما كان عليه من قبل
حتى مشيته باتت غريبة بعض الشيء،
وكان يضطر إلى الالتفات باستمرار إلى الوراء ليتفقد سلامة زميلاته من الطائفة
وفي هذه الأثناء ، وصل زونغ سيتشن وسونغ وييو متأخرين
وما إن لحقا بهما، حتى بدآ يدوران حول شي هواي وتشي مو
ياو ليتأكدا مما تراه أعينهما
ومع ذلك، لم يقتنعا تمامًا، فاقتربا أكثر وتفحّصا المشهد عن كثب
عينا سونغ وييو واسعتين أصلاً ، أما الآن ، فقد اتسعتا أكثر
حتى بدت كأنهما ستنفجران
كما فُتح فمه قليلًا ، وخرج طرف لسانه من شدة الذهول
أما زونغ سيتشن، فقد صُدم لدرجة أنه فقد أناقته المعتادة للحظة
تبادل نظرة مع سونغ وييو، ومن تلك النظرة فقط،
قرأ كلٌ منهما الصدمة في عين الآخر
{ آ-جيو حي!
وهو الآن إلى جانب شي هواي !
لقد وجدناه أخيرًا بعد أكثر من عامين ! بدا الأمر غريبًا حقًا }
حتى إن سونغ وييو أراد أن ينادي باسم تشي مو ياو ،
لكن زونغ سيتشن أمسكه ومنعه
وفي النهاية ، لم يفعلا شيئًا سوى السير خلفهما
بدأ سونغ وييو يحدّق في الثنائي أمامه بشفاه مزمومة،
ثم أرسل رسالة صوتية ذهنية إلى زونغ سيتشن دون أن يشمل مو ياو :
" صحيح أنني لست أذكى واحد بيننا ،
لكنني لست غبيًا أيضًا .
هل ظنّ تشي مو ياو أننا لن نكتشفه ؟ فقط انظر إلى ذقنه ،
فمه الصغير ، لمحة وجهه من تحت القناع ، وعنقه… "
ردّ زونغ سيتشن بعد أن ألقى نظرة هو الآخر:
“ هممم… هل ما زال يتظاهر ؟”
فجأة ، تدخل شي هواي بصوت بارد :
“ دعه يتظاهر !”
أطلق سونغ وييو تنهيدة طويلة وقال:
“ إنه تشي مو ياو فعلًا يااه ! كيف يمكن أن يكون هو؟
يا إلهي!
هل هكذا يبدون العجائز هذه الأيام؟
هذا مختلف تمامًا عن العجوز الذي تخيّلته…
إنه يبدو أصغر مني حتى!”
بدأ زونغ سيتشن يكرر:
“ رائع، رائع… لقد كانت هذه السنوات الثلاث تستحق العناء .
العامان اللذان قضيناهما في البحث عنه كانا يستحقان بل وأكثر !
كيف يمكن أن يكون عجوزاً ؟ إنه جمال خالد !”
أما سونغ وييو، فقد بدأ بالفعل في التفكير في مستقبل الاثنين:
“ أعتقد أيضًا… ربما حتى زعيم الطائفة سيتأثر بجمال تشي
مو ياو لدرجة أنه يوافق على زواج سيّد الطائفة الشاب من
تلميذ من طائفة هي هوان .”
تنهد زونغ سيتشن قائلاً:
“ لو كنت أبدو مثله ، لما استطعت أن أتحمّل ارتداء الأقنعة !”
في هذه اللحظة ، الناس من حولهم إمّا مصدومين من أن
سيّد الطائفة الشاب يسير مع تلميذ من طائفة هي هوان،
أو من كون هذا التلميذ ذكرًا
: “ لو أزال قناعه ، لقلب الأمور رأسًا على عقب .
من قال تأمل الضوء ؟ تَفَكَّه !
تأمّل هذا الجمال هو ما جعل هذه الرحلة تستحق العناء !”
كان شي هواي قد ضاق ذرعًا من ثرثرة هذين الاثنين، فنبّههما قائلًا :
“ الجدة التي نامت معك تسير خلفنا .”
رفع زونغ سيتشن حاجبيه بحماس ما إن سمع ذلك، واستدار يبحث عن شو رانتشو في الحشد،
فوجدها حقًا بين إحدى عشرة فتاة يرتدين الأقنعة ،
فتقدم نحوها قائلًا :
“ مر وقت طويل . هل كنتِ بخير ؟”
ردّت شو رانتشو ببرود :
“ كنت بخير .”
: “ هل اشتقتِ إليّ ؟”
: “ همم؟ من تكون؟”
قال بمرح:
“ لا تكوني قاسية هكذا .
سأدخل في عزلة قريبًا لأصقل جوهري .
سأبذل قصارى جهدي في الزراعة ، حسنًا ؟”
ومن منظور معين ، فإن وجود شريك زراعة من طائفة هي هوان كان بمثابة محفز قوي جدًا للزراعة
ففي النهاية ، إن تراجع مستوى زراعتك ،
فهناك احتمال كبير أن يهرب شريكك ليكون مع شخص أقوى منك
عندما رأت لوو تشيونغتشي أن شو رانتشو لا تبدو متحمسة
لرؤية زونغ سيتشن،
قررت أن تُنفذ ضربة قاضية، فشدّت طرف رداء شو رانتشو وهمست:
“ أمي من هذا ؟”
لم تُصدم شو رانتشو وحدها، بل حتى سونغ وييو وزونغ
سيتشن تجمّدوا في أماكنهم من الذهول
ثم استعادت شو رانتشو هدوءها وأجابت:
“ آه، مجرد معرفة قديمة .”
وكأن صاعقة ضربته ، بدا زونغ سيتشن مذهولًا تمامًا. وسأل بصوت مرتجف :
“ أ…أعندك أطفال ؟”
أومأت شو رانتشو وأجابت بكل بساطة:
“ نعم .”
عادةً ، يُعتبر هذا النوع من الإجابات بمثابة الضربة القاضية
التي تجعل أي خاطب مُصرّ يتراجع فورًا
وبالفعل، بقي زونغ سيتشن في حالة ذهول لفترة ثم تمتم أخيرًا :
“ وكم عددهم ؟”
: “ ليسوا كثيرين .”
: “ كم أعمارهم؟ إن كانوا أكبر مني فسيكون من المرهق أن أكون أباهم…”
بعد صراع داخلي طويل، تجرّأ زونغ سيتشن وقال مثل هذا الكلام
أما فتيات طائفة هي هوان فقد صُدمن، فيما انحنت لوو تشيونغتشي من شدة الضحك
حتى شو رانتشو نفسها فوجئت، ثم ضحكت في النهاية وهي تهز رأسها بلا حول
توقفت لوو تشيونغتشي عن الضحك أخيرًا ، وقالت لزونغ سيتشن:
“ إذاً على أبي أن يعمل بجد في الزراعة .”
فصرخت شو رانتشو على الفور :
“ كفّي عن هذا الهراء !”
عندها فقط أدرك زونغ سيتشن أنه كان يتعرّض للمقالب، فتنفس الصعداء
أما سونغ وييو، فكان فضوليًا وسأل:
“ لماذا لم تتخذ أي منكنّ هذا الجمال الرائع في طائفتكن شريكًا في الزراعة المزدوجة ؟”
( ليش ولا وحده منكم زرعت زراعة مزدوجة مع مو ياو )
أجابت لوو تشيونغتشي:
“ تقصد الشيدي صغيرنا ؟”
: “ نعم!”
هزّت لوو تشيونغتشي رأسها وقالت:
“ أولًا ، لا نحب من هم أقل منا في مستوى الزراعة .
ثانيًا ، لا نرتاح بالبقاء قربه .
جماله يجعلنا نبدو قبيحات بجانبه .”
فكّر سونغ وييو في الأمر، ثم أومأ موافقًا:
“ منطقي .”
وقد كان كلامه هذا إقرارًا بأن جمال تشي مو ياو يفوق
الوصف ويجعل غيره يبهت بجانبه
وحتى إن غضبن الفتيات ، فماذا يمكنهن قوله ؟
سألت لوو تشيونغتشي من جديد :
“ وماذا سيحدث للشيدي صغيرنا الآن بعدما أمسك به سيد طائفتكم الشاب ؟”
أجاب زونغ سيتشن بعد تفكير:
“ على الأرجح ، سيأخذه معه إلى طائفة تشينغ زي.”
سألت بسرعة :
“ ليصنع به ماذا ؟”
ابتسم زونغ سيتشن وقال:
“ ماذا تظنين ؟
لمساعدته على الوصول إلى مرحلة الجوهر الذهبي .”
عندها زمّت لوو تشيونغتشي شفتيها ونظرت بخبث إلى
الاثنين اللذين يسيران أمامها
وبعد فترة طويلة، بدت كأنها استسلمت للأمر الواقع، وتمتمت:
“ يبدو أن هذا الفتى أكثر حماسًا من عريس جديد…
هل الشيدي صغيرنا قادر على تحمّله؟”
لكن زونغ سيتشن لم يجد الأمر مقلقًا وقال باسترخاء:
“ لم يحدث شيء في السنوات الثلاث الماضية، أليس كذلك؟”
ردّت لوو تشيونغتشي:
“ لكن سيد الطائفة الشاب كان مقيّدًا طوال تلك السنوات،
أما الآن فقد أصبح حرًّا !”
ضحك زونغ سيتشن بخفة :
“ من كل النواحي .”
ومع ذلك ، ألقى زونغ سيتشن نظرة إلى ظهر تشي مو ياو
وشي هواي بينما يسيران جنبًا إلى جنب، وقال مطمئنًا:
“ لا تقلقي . سيد الطائفة الشاب سيعتني به حقًا .”
————————
قاد شي هواي تشي مو ياو إلى أداة طيران تقود موكب المهرجان
الأداة تشبه العربة الملكية،
لكن سقفها وأرضيتها فقط هما المغلقان،
أما الجوانب الأربعة فمعلّقة بستائر من الشاش الأبيض،
وتحيط بالعوارض طبقة من قماش التل الشفاف
يمكن فتح أي جانب لرؤية الخارج
و الرياح الليلية تداعب تلك الستائر بخفة
وبما أن جميع من حضر هم مزارعون،
فكانت الستائر للزينة فقط،
ولم تكن لتُخفي من بداخل العربة عن الأنظار
لم يأتِ أحد ليجلس معهم بعد دخول شي هواي وتشي مو ياو إلى الأداة
رأى تشي مو ياو أن قصر زون يوي والسادة الآخرون جلسوا في الأداة التي تليهم،
أما سونغ وييو ورفاقه فكانوا أبعد من ذلك
جعله هذا يشعر بأنه تخطى حدوده، فشعر ببعض الاضطراب
وحين اكتملت مقاعد الطوائف الألف،
بدأت الأدوات في التحرك تدريجيًا
أداة الطيران التي يقف فيها في المقدمة ، مما منح تشي مو ياو رؤية بانورامية لا مثيل لها
أما مزارعو الطوائف الشيطانية الذين لم يحظوا بمقاعد،
فقد اصطفوا على جانبي الطريق يشاهدون الموكب
عندما وصلت أداة الطيران التي تقلهما إلى مكان وجود أولئك الناس ،
كانوا يتحركون كأمواجٍ تنحني تبجيلاً لهما
كان هذا شرفًا لا يحظى به سوى سيد طائفة تشينغ زي الشاب
جلس تشي مو ياو بجانب شي هواي مستقيمًا كالسهم،
يتلقى أنظار آلاف الناس، ونظرات الإعجاب تتقاطر عليه من كل جانب
منذ أن تجسّد في هذا العالم، لم يكن سوى شخصية
هامشية يحتقرها الجميع ويتنمرون عليها
لم يكن له سند إلا نفسه ،
وكان عليه أن يكافح ليصون كرامته بيديه
وهذه هي المرة الأولى التي ينال فيها مثل هذا التقدير والإجلال
لكنه كان يعلم أن هذا التقدير لم يكن من نصيبه حقًا،
بل كان انعكاسًا لهيبة الجالس إلى جواره
وأثناء شروده القلق ، مدّ شي هواي يده داخل كمّه وأمسك
بيد تشي مو ياو خفيةً
حين نظر تشي مو ياو إليه ،
أدرك أنه كان يحدّق فيه بنظرة لطيفة طيلة الوقت
كان شي هواي يفعل ذلك عمدًا
أراد من الجميع أن يعلموا أن هذا التلميذ الذكر من طائفة هي هوان ملك له
وأنه هو نفسه… لا ينتمي إلا لهذا الشخص
قال له شي هواي بهدوء:
“ انظر أمامك .”
فرفع تشي مو ياو نظره
وما إن أنهى شي هواي مجموعة من التعويذات،
حتى بدأت الألعاب النارية تتفجّر أمامهم
مصحوبة بتعويذات من عنصر النار،
لهبها الأحمر القاني يكاد يمزّق السماء
وتفتحت الزهور تحت ضوء القمر ، فنبتت أشجار رائعة بأزهار فضية
اتسعت عينا تشي مو ياو، وارتسمت الألعاب النارية الملونة في عينيه،
تنفجر واحدة تلو الأخرى، انعكست على حدقتيه بألوان زاهية ومتوهجة
رفع رأسه نحو السماء وهو يبتسم بسعادة ،
كطفل يرى معجزة لأول مرة
أما شي هواي، فظل ينظر إليه، مستمتعًا بانعكاس وهج الألعاب النارية في عينيه
في ذلك اليوم، رأى جميع مزارعي الطوائف الشيطاني سيد
طائفة تشينغ زي الشاب يقود تلميذًا من طائفة هي هوان
إلى أداة الطيران الخاصة به
والأدهى، أن ذلك التلميذ كان فتىً جميلًا
يرتدي رداءً ورديًا ويضع قناع وجه زهر الخوخ
و خرزات الستار تتمايل أسفل القناع،
لكنها لم تستطع أن تحجب حمرة شفتيه المتوهجة من دون مساحيق
بشرته ناصعة البياض، وشعره الأسود الطويل ينسدل خلفه، مكمّلًا جماله
رغم أن وجهه لم يظهر كاملًا،
إلا أن حضوره ترك انطباعًا لا يُنسى
فالجمال ليس ملامح فحسب، بل هو أيضًا الهالة، والوقار،
والنور الذي يشع من عيني سيد الطائفة الشاب عندما ينظر إليه
ويُقال إن عددًا لا يُحصى من المزارعات اللواتي كنّ مولعات
بشي هواي قد انكسر قلبهن في ذلك اليوم، وانخرطن في البكاء
بل إن بعضهن ركضن خلف الأداة طويلًا، ينادين اسمه دون أن يلتفت إليهن
لأن عيني شي هواي لم ترَى سواه
فذلك الذي كان يومًا أعتى الطغاة ،
والشيطان الذي يخشاه الجميع ،
المولود ليتبع طريق الدمار والدم ،
ها هو الآن يتجاوز كل صخب هذا العالم…
فقط ليمسك بيد شخص واحد
ويليّن نظرته وقلبه …
فقط من أجله
ليكون معه…
فقط معه
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق