Ch44 | TMCTM
ربما كان السبب اقتراب موعد الامتحانات النهائية ،
لذا أعفى المعلم الطلاب من حصة التربية البدنية ،
واكتفى معلم الرياضة ببعض التمارين الروتينية ،
ثم أذن لهم بالمغادرة
كان تاو شي قد سجّل في اختبار التوفل لشهر يناير ،
وكان على وشك الذهاب مع لين تشينهي للبحث عن مكان
للمذاكرة، حين شعر فجأة بيد تُمسك بكتفه
: “ شي غااا !”
قالها بي تشنغفي وهو يبتسم ويحمل كرة السلة،
وكان على وشك أن يُلقي التحية على لين تشينهي،
لكنه لأسباب غير واضحة، سحب يده عن كتف تاو شي فورًا،
ثم قال بتحفّظ:
“ لين تشيوشين!”
وما إن رأى تاو شي كرة السلة في يد بي تشنغفي،
حتى عرف ما الذي جاء يطلبه ، فرفض على الفور:
“ لا أريد أن ألعب .”
توسّل بي تشنغفي بوجه حزين :
“ شي غا أرجوك ساعدني هذه المرة أيضًا ،
الرئيس وافق بالفعل ، ولدي مباراة مع لجنة الرياضة في الصف الثاني .
الخصم فيه شو تسيتشي ألا تريد أن تهزمه ؟”
كان واضحًا أنه لا يجرؤ على طلب المساعدة من لين
تشينهي، فظل يُراهن على تشجيع تاو شي وحده
التفت تاو شي إلى الخلف ، فرأى لي شياويوان يقف غير بعيد ،
ينتظر بي تشنغفي ليُحضر لاعبين ، وكانت ملامحه تُشبه
تمثال بوذا ، يبتسم لهم بلا حول ولا قوة
شعر تاو شي أن المشهد مألوف بطريقة غريبة ،
كأنه مرّ به من قبل ،
تملّكه شعور غامض ، فالتفت إلى لين تشينهي بجواره وسأله :
“ هل تلعب مباراة سلة معي؟”
فورًا، شبك بي تشنغفي يديه وتوسّل إلى لين تشينهي بنظرات مترجّية
ولم يتردد لين تشينهي وقال ببساطة:
“ حسناً .”
ابتهج بي تشنغفي، وشكرهما بحماس
ثم جرى ليبحث عن لاعبين آخرين
مشى تاو شي برفقة لين تشينهي ببطء نحو ملعب كرة السلة
وبينما يسيران، أخذ يركل قطع البلاستيك الصغيرة المتناثرة
على العشب، ثم قال فجأة:
“ في الحقيقة… في مباراة السلة التي كانت بعد بداية
الفصل الدراسي، أنا من أقنعت بي تشنغفي بأن يذهب إليك .”
في تلك الفترة ، كان قد اكتشف للتو أن يانغ داولي هو من
تم استبداله به، وكان يشعر بالكثير من الغضب،
فصار يحاول لفت انتباه لين تشينهي بشتى الطرق،
حتى إنه لجأ إلى وسيلة غبية للغاية
لين تشينهي:
“ أعلم ...”
ثم نظر إلى تاو شي بعينين يملؤهما شيء من المزاح ، وسأله :
“ وإلا ، تظنّ أنني كنت سأوافق على طلب بي تشنغفي؟”
تفاجأ تاو شي، وكأن أحدًا قد نكز قلبه بخفة ،
فتوقّف عن السير دون وعي ،
ونظر إلى لين تشينهي بذهول وسأله :
“ ألم يكن السبب أن بي تشنغفي وعدك بألّا يزعجك مجددًا ؟”
بدت ملامح لين تشينهي وكأنه لا يعرف كيف يرد ، ثم قال:
“ هل تعتقد أنني سأصدق أنه سيلتزم بكلامه ويصمت فعلًا ؟”
هز تاو شي رأسه ، فالإيمان بشبح أهون من تصديق وعود بي تشنغفي
لكن رغم ذلك، عضّ شفته وتمتم متذمرًا :
“ لكنّك كنت تبدو وكأنك تكرهني في ذلك الوقت ”
ما زال يذكر مظهر لين تشينهي في ذلك الحين،
ذلك البرود الذي فاق برودة القطب الجنوبي، وحتى الآن،
لا يزال يشعر ببعض التوتر حين يستعيد تلك اللحظات
عبس لين تشينهي بحاجبيه قليلًا ،
وكأنه يُراجع موقفه حينها ، ثم قال بجديّة :
“ أنا آسف ، لكنني لم أكرهك أبدًا .”
نظر إليه تاو شي بدهشة ،
لم يكن يتوقّع من لين تشينهي أن يعتذر ،
فتبدّد ضيقه الصغير في لحظة ، وسارع إلى لوم نفسه :
“ لا بأس ، الخطأ كان منّي أنا أيضًا !”
لين تشينهي:
“ وما خطؤك ؟”
قال تاو شي وهو يميل برأسه كأنه يُفكر بعمق:
“ أنا…”
لكنّه ما لبث أن أدرك ما يجري ، فالتفت بسرعة ،
وفعلاً وجد ابتسامة صغيرة تلوح على شفتي لين تشينهي
{ ـ يا لهذا الشاب… بمجرد أن يقول ' أنا آسف ' يجعلني
أحمل كل الذنب وحدي ! }
بمشاركة لين تشينهي، استطاع بي تشنغفي أن يجمع باقي اللاعبين بسرعة،
فانتهى الأمر بفريق الصف الأول إلى تسعة لاعبين ،
وفريق الصف الثاني إلى عشرة
الجميع كانوا يعرفون بعضهم البعض من قبل،
لكن لم يتوقع أحد من الفريق الثاني أن يشارك لين تشينهي
مجددًا ، ما جعل البعض يفكّر في الانسحاب
أما شو تسيتشي، فرأى لين تشينهي وتاو شي يتحدثان طوال الطريق حتى وصلا إلى الملعب ،
فالتفت إلى يانغ داولي الجالس عند طرف الملعب ،
ولاحظ أن ملامحه لم تكن جيدة
خلع تاو شي سترته ، وبدأ بتحريك ذراعيه وساقيه
استعدادًا ، ثم قال للين تشينهي:
“ فلنرَى من منا سيسجل نقاطًا أكثر .”
ناول لين تشينهي تاو شي رباط معصم اشتراه على عجل ،
وقال له محذرًا :
“ انتبِه إلى معصمك ، لا تُصَب .”
أزال تاو شي السوار الأحمر من معصمه ووضعه في جيبه ،
ثم ارتدى الرباط ،
وبعدها وضع رباطًا آخر على معصم لين تشينهي
الملعب قد امتلأ بالفعل بالفتيات اللواتي جئن بعد أن سمعن باللعبة ،
وكانت الأجواء حماسية حتى قبل أن تبدأ المباراة
لاحظ تاو شي أن الكثير من الفتيات صرخن بحماس عندما
ارتدى لين تشينهي رباط المعصم ،
لكنه لم يفهم سبب تلك الصرخات
بدأت المباراة بسرعة كبيرة
حافظ تاو شي، ولين تشينهي، ولي شياويوان على التناغم
الممتاز في اللعب كما في السابق
وبعد وقت قصير من بداية المباراة، قام تاو شي بتغطية لين تشينهي الذي سجّل رمية ثلاثية،
مما أشعل حماس الجمهور ورفع أجواء الملعب إلى أولى ذُرواته.
وبعد الهدف، تبادل تاو شي ولين تشينهي التَصفيق العالي
وهما يركضان، وقال لين تشينهي له:
" الدور عليك تسجّل النقطة المرة القادمة ."
فأجابه تاو شي:
" بالتأكييييد !"
سمع رئيس اللجنة الرياضية في الصف الثاني ذلك،
وكاد يغلي من الغضب— { هذه مباراة ، وليست مكانًا
للمغازلة وتبادل المجاملات ! }
وكما هو متوقّع ، لم تحمل المباراة أي مفاجآت
تلقّى فريق الصف الثاني هزيمة ساحقة منذ البداية حتى
النهاية ، ولم يبقَ لديهم ما يردّون به
أما فتيات الصف الثاني ، فقد مللن من تشجيع زملائهن ،
وانضممن إلى فتيات الصف الأول لتشجيع الشبان الوسيمين هناك ~~
وفي نهاية المباراة ، كان تاو شي قد سجّل ثلاث نقاط أقل من لين تشينهي
أسند يديه على ركبتيه وهو يلهث وقال :
" في المرة القادمة ، سأحرز نقاطًا أكثر منك بالتأكيد ."
كان وجه لين تشينهي مغطّى بطبقة خفيفة من العرق،
فمرّر الكرة التي في يده إلى بي تشنغفي، ثم قال لتاو شي:
" سآخذك إلى فريق المدرسة في المرة القادمة ."
سمع عدد من لاعبي الصف الثاني هذا الكلام ،
فتلونت وجوههم بين الأزرق والأحمر
أما تاو شي، فلم يستطع إخفاء سعادته،
فاعتدل واقفًا وقال بحماس :
" رائع ! لا بد أن ذلك سيكون أمتع من مباراة اليوم ."
وبالفعل ، ازدادت وجوه لاعبي الصف الثاني عبوسًا ~~
أما هو، فنزع رباط المعصم بهدوء،
وأخرج السوار الأحمر من جيبه وارتداه مجددًا
كان لي شياويوان ينظر إلى الفتيات اللواتي كنّ يحملن
زجاجات المياه المعدنية، لكن لم تجرؤ أي منهن على
الاقتراب، فشعر بالأسف في نفسه، ثم قال لزملائه في الفريق:
" انتظروني ، سأذهب لأشتري بعض زجاجات ماء "
لكن قبل أن يتحرّك ، رأى يانغ داولي يركض نحوه حاملًا عدّة
زجاجات ماء، فأسرع لي شياويوان لمساعدته وهو يبتسم:
" ياكولت حاول العودة إلى الصف الأول .
انظر إلى لاعبي الصف الثاني ، كلهم يرمقونك بنظراتهم ."
يانغ داولي :
" سأنتقل إليكم في نهاية الفصل الدراسي !"
ثم قدّم زجاجة ماء إلى لين تشينهي وهو يهتف بنبرة متملقة :
" تشينهي غا ."
أخذ لين تشينهي الماء منه :
" شكرًا ."
لاحظ تاو شي أن الأجواء بين لين تشينهي ويانغ داولي كانت
غريبة بعض الشيء
وحين رأى يانغ داولي يناوله الزجاجة الثانية ،
رفع يده اليمنى ليأخذها ، لكنه فوجئ بأن يانغ داولي لم يُفلِتها على الفور
توقّف نظر يانغ داولي للحظة قصيرة عند السوار الأحمر في
معصم تاو شي، ثم سرعان ما ترك الزجاجة من يده
فقال تاو شي بهدوء ، كما يفعل دائمًا :
" شكرًا لك "
بعد انتهاء مباراة كرة السلة بفترة قصيرة ،
ذهب تاو شي مع لين تشينهي إلى المقصف لتناول
الطعام ... وفي الطريق، سأله تاو شي:
“ بالمناسبة ، هل يعرف أحد غيرك عن السوار الذي أعطيتني إياه ؟”
فكر لين تشينهي قليلًا ثم أجاب :
“ فقط تشياو ييتانغ تعرف … لماذا تسأل؟”
لقد كان قد سأل تشياو ييتانغ من قبل لأنها تفهم أكثر في
المجوهرات ، ولم يخبر أحدًا غيرها
تاو شي:
“ لا شيء ، فقط أسأل من باب الفضول .”
نظر لين تشينهي إلى تاو شي، لكنه لم يطرح المزيد من الأسئلة
ألقى تاو شي نظرة على الحبل الأحمر المربوط حول معصمه،
واسترجع في ذهنه نظرة يانغ داولي حين لمح السوار قبل قليل
رغم أنها لم تستمر سوى لحظة ،
إلا أنه شعر بوضوح بالكراهية الشديدة التي ومضت في عيني يانغ داولي حينها
كما تذكّر التصرف الغريب نوعًا ما منه عندما صادفه مؤخرًا
لطالما كان تاو شي حساسًا تجاه المشاعر التي يعبّر بها الآخرون تجاهه
كراهية يانغ داولي له لا يمكن أن تأتي إلا من جهة لين تشينهي
لكن إن كانت فقط بسبب أن صديقه المقرّب أصبح على
علاقة جيدة بشخص آخر، فلا داعي لأن تكون ردّة فعله بتلك
الطريقة القاسية
{ لكن يانغ داولي لا يعلم أن هذا السوار أُهدي إليه من قِبل لين تشينهي
فكيف ظهرت الكراهية على وجهه لمجرد رؤيته للسوار؟
ما الذي يمنحه الحق ليكرهني ؟ }
عبس تاو شي ، مسترجعًا العقدة الحمراء للسلام التي رآها
سابقًا في يد يانغ داولي—العقدة التي من المفترض أنها كانت له
———-
خلال فترة استراحة الغداء،
ذهب لين تشينهي كالمعتاد إلى صف المسابقة للتدريب
وبعد أن غادر ، نهض تاو شي متجهًا إلى غرفة الحراسة عند
بوابة المدرسة
كان في قلبه سؤال لم يجد له إجابة ——-
سأل تاو شي الحارس في غرفة الأمن ، والذي كان يعرفه جيدًا
“ يا عم هل جاء والدي إلى هنا مؤخرًا ؟”
كان الحارس يتذكر والد الطالب جيدًا، وحتى أنه بدا منزعجًا
بمجرد سماع ذكره، فقال بنبرة ضيق :
“ ألم أقل لك آخر مرة؟ اطلب من والدك ألا يأتي إلى المدرسة كثيرًا .
في إحدى الليالي بعد انتهاء الدوام ، كان جالسًا عند بوابة
المدرسة، وكدت أقبض عليه ظنًّا أنه لص.”
سأله تاو شي:
“ ما الذي كان يفعله هناك ؟”
قال الحارس وهو يعبس :
“ أنا أيضاً تعجبت .
جلس هناك لفترة ثم غادر .
لو رآه أحد، لظنه يترصّد المكان .”
ظل تاو شي صامتًا لبرهة، ثم قال:
“ أنا آسف لإزعاجكم، سأتحدث معه عندما تسنح لي
الفرصة، وأطلب منه ألا يأتي مجددًا .”
ثم استدار وغادر غرفة الحراسة
{ كان تاو جيان لا يأتي إليّ إلا طمعًا في المال
لكن لم يطلبه هذه المرة ، فلما أتى إذاً ؟ }
يتبع
لقيت تاو لي من المانهوا :
تعليقات: (0) إضافة تعليق